اخر الروايات

رواية مسك الليل الفصل الثاني عشر 12 بقلم سارة طارق

رواية مسك الليل الفصل الثاني عشر 12 بقلم سارة طارق


12= الثاني عشر (شكراً أمى) /
بسم الله الرحمن الرحيم
صلى على نبيك الكريم
قصه عبره
تزوجها وكان يغار عليها جدًا، فدخل عليها ذات يوم ووَجد عود السواك في فمها.. فقال:
ظفرت يا عود الأراك بثغرها.. أما خفت يا عود الأراكِ أن أراك
لو كنت من أهلِ القتال لقاتلتك.. في معركة ما مات منها يا سواكُ سواكَ..
( من شدة غيرته عليها كان يغار من سواك يدخل فمها ) .. ‌
أوليس هو القائل "أطفئوا السِّراج حتى لا يرى أحد ظل فاطمة."
و لمَّـا ماتَت غسَّلها وكفَّنها ثم همَـس في أذنِها: "يا فَـاطمة.. أنَا علِي"، وأجهشَـت عينيه بالبُـگاء..
إنه الإمام علي إبن أبي طالب كرم الله وجهه
_________________________________________
حل الليل وهى كما هى تجلس تبكى يكاد قلبها يعتصر من الحزن والخزلان لغبائه ، ألتلك الدرجه كانت غبيه وعمياء لم ترى فيه هذا الوحش بداخله فى كل تلك السنوات ، يقولون أن مرأة الحب عمياء ، ولكن فى حالتها هى حدث الأسوء ، لم تتوقف عينها عن ظرف كل العبرات التى بداخلها وكأن كل دمعه تنزل يخلق مكانها العشرات بدلا عنها وكأنهم فى سباق
ضربت الأرض الترابيه أمامها أكثر من مره حتى أصبح الهواء من أمامها مليئ بغبار ناعم صرخت بصوت ضعيف يكاد يكون مسموع
" ذنبى ايه تعمل فيا أكده يابلال ، ذنبى أيه تعلقنى بيك حبيتك ورفعتنى لفوج فى السماء مره واحده حسيت انى رجبتى (رقبتى) نزلت لسابع أرض وبجت تحت رچليك لدرچادى هانت عليك مسك ، دا أنا مسك ليلك مسكك اللى كنت بتتمنا بس جربها (قربها) منك ، بس الحج مش عليك الحج عليا أنى انى سلمت جلبي لواحد كلب ذيك يامين بالله يابلال لخليك تندم على كل حاجه عملتها معايا وجولتها ، وحج أختى هچيبه منك ومن اخوك ولو خليته بطن الحوت ، هچيبه وأجهر جلبك عليه زى ماجهرت جلب أختى ودوقك من نفس اللى شربته ، ويا انى يا أنتى يا أبن نجوان هانم" نطقت أخر جمله بسخريه رغم وجع قلبها الذى لم يتوقع يوما أن يقف أمام عاشقه ويتمنا له الشر ويقسم أن يذيقه مرار ما تذوقه بسببه
_________________________________________
" أنا الدكتور بلال المنسي ، اللى محدش قدر يقف قدامه ولاحتى قدر يمسك عليه غلطه واحده " قالها وهو يركل الطاوله التى أمامه حتى جعل هذا القابع أمامه يرتعش أكثر حتى يكاد يموت من كثرة الرعب الذى ينهش بداخله من أخيه الذى كاد على وشك قتله ، انتفض أكثر عند علو صوته مره اخرى ، " ويجيى واحد زيك على اخر الزمن يخلى واحد زى. رضوان ابن جابر يقف قدامى لاء ويقوم عليا البنت الوحيده اللي قلبى حبها ، شوفت اخر تصرفاتك دى أيه مبسوط من نفسك دلوقتى ، فرحان وانا واقف مزلول قدامه عشانك خلتنى لاول مره احس انى
قليل اوى ، انا بسببك بعت عن مسك ياحجاج "
مسح وجهه بكلتا يده ونظر له بغضب شديد قائلا
" رضوان حالف ليقتل اللى قتل أخوه ، يعنى زى ماتقتل بظبط ، يعنى زى ما رشاد مات بطلقه فى قلبه واندبح بسكينه ، يعنى يدوبك تلحق تودع رقبتك ، دا لو مقدرتش أهربك قبل مايوصلولك ، المكان هنا جديد اه بس مسرهم يعرفوا زى معرفه مطرحك الأولانى ....، غبى ومتخلف وعمرك ماهتكبر ابدا "
تركه بعد وصلة الصراخ تلك وهو يكاد ينفجر فاكل شئ خطط هو له قد فشل فشل زريع , ترك حجاج ينظر لأثره بصدمه تكاد عيونه تخرج من محجرها بسبب ماتفوه به جعل الذعر والحيره يأكلانه حيا
لمح بعينيه المنتفخة تلك هاتف قد وقع من أخيه ، نظر له وهو يكاد يجن هل يسلم نفسه ويرفع حمله من على أخيه ام يستعين بأحد حتى يخلصه هو
من تلك الورطه التى أوقع نفسه فيها ومن بطش أخيه عليه
بكى بهستريه كاطفل ضل الطريق ولايعرف مكان بيته ليذهب إليه ويحتمى بجدرانه وهو بين أحضان أمه
" يارب ، يارب أنت اللى عالم انى ولله ماكنت قصدى ولاكان فى بالى أنهم هيعمله مصيبه زى دى ، انجدنى يارب انجدنى وادينى فرصه أتوب وأسغفرك عشان تشفع عنى ، يارب فرصه ، فرصه واحد بس وانا ولله ماعنت هرجع لأى معصيه تانى بس انت ابعتلى اللى ينچدنى من الورطه اللى انا فيها دى ، اللهم انك عفوا كريم تحب العفو فاعف عني يااااااارب "
هكذا ختم دعائه وهو ماذال على وصلة البكاء تلك يكاد يتوقف قلبه من كثرة بكائه وخوفه من القادم فى دنياه وأخرته
وأثناء بكائه أتى الله له بتلك الفرصه التى جعلت عيونه تخرج من محجرها وهو يرى هذا الضوء أمامه يعلن عن هذا الاسم الذى حفظه عن ظهر قلب
" جمال طه " هكذا ظل يردد. ذلك الاسم وهو ينظر. لشاشه الهاتف التى أمامه يكذب عقله وهو يصور له تلك الأفكار السيئه فربما تكون مجرد صدفه ولكنها غريبه صدفه غريبه فى هذا التوقيت بذات "
_________________________________________
بحثو عنها فى كل مكان حتى تملك منهم اليائس وذهبوا للبيت وتركه بدر ماذال يبحث عنها كان القلق قد نهش فى قلبها حتى جعلها تموت من الخوف على ابنتها فاهى منذ الصباح لم تعد ولاترد على اى اتصال يأتيها على هاتفها
كان تضرب فخذها من حين لآخر وتولول على ضياع ابنتها
" أه يامرك يازبنات ، مسك راحت وأنتي جاعده محلك سر ، خلاص البت أكده اختفت ملهاش اى اثر ، روحتى فين يانضرى ، روحتى فين ياضنايا ، يارب رجعهالى سالمه غانمه يارب ، بعد عنها كلاب السكك ومتوچعنيش فيها هى كمان ، كفايه عليا اختها واللى حصلها " كانت تبكى وهى تتحدث بأنهيار تام ولكنها صمتت عندما أدركت ذلة لسانها ونظرت لورد التى نكست رأسها من حديث والدتها ، ذهبت له زينات للإعتذار منها لانها زلت لسان منها بسبب قلقها على اختها مسك
ضمت زينات ابنتها ورد بين أحضانها وتربط عليها بحنان أمومى رائع وكادت تتحدث ولكن وجدت من يطرق على. الباب ، ركضت زينات وورد بلهفه كبيره ليرى من الطارق لعلها مسك أتت لترتاح قلوبهم
وبالفعل كانت هى مسك الطارقه ولكن رؤيتهم بتلك الهيئة لم تجعل الفؤاد يرتاح فكان التراب يملأء جلبابها الواسع. شالها الطويل وعيونها منتفخه من كثرة البكاء تكاد تخرج من محجرها من كثرة تورمها ، وشحوب وجهها ، رؤيتها بتلك الحالة جعلت ورد وامها يقفون مكانهم وكأن الشريط يعاد مرة ثانيه ولكن من يقف على الباب هى مسك الليل وليست ورد اليمن
كل ما فعلته مسك هو الركض لحضن والدتها وتشبثها بها لدرجة أنها تشبه الطفل الذى وجد والدته بعد فقدانها للأيام ، وكأنها بتلك الضمه تبث القوة والقدرة فيها من جديد وتخرج كل الطاقة السلبيه التى تملكتها وجعل اليأس والخوف يتملكون من قلبها ، اخذت حضن والدتها هو الحامى لها فى تلك اللحظه فلم يعد هناك من يحميها بعد الله فمن كانت تظنه الحامى لها أصبح هو المخادع الغدار الذى جذ فى قلبها بنصل سكين تلم بكل برود دون حتى أن يهتز أمامها
جاءت ورد وضمت اختها من الجهه الاخرى حتى أصبحت مسك بين أحضان أمها وأختها وبين جدران بيتها
بكت بحرقه كبيره وهى تتشبث فى أمها بقوة قائلا بمراره
" أنا حاسه أن أبويا مات تانى ياما وكأن دهرى أتعرى تانى من بعده ، أنا اتعريت ياما وملقتش اللى يسترنى ، يارتنى كنت سمعت كلامك يارتنى ماكنت عنت وسمعت كلمتك ليا ، يارتنى يارتنى ، بتك بجت متسواش وأنى اللى خليت نفسي مسواش ياما "
بعد دقائق كانت تنام وهى تنظر لصقف غرفتها ولم تجف عيونها عن البكاء ، فقد أتى إلى مخيلتها ذكرياتهم معا واحديثه الجميلة التى كان له تأثير كبير عليها وكانت سبب فى عشقها له
فلاش باك
كانت تبتسم له وهو ينام أمامها على الأرض العشبية تلك وينظر لها وهى تجلس أمامه وتبتسم له بعذوبيه ومسحت على شعره وهى تقول
" أنا بنسبالك ايه يابلال "
اعتدل هذا العاشق أيضا ونظر لها كأنه يحاول تجمعت كل مابداخله لها فى جملة واحدة توصف مقدارها بداخله
"أنتي معطفى الدافئ الذى ألج أليه فى ليالى الشتاء القارص يامسك قلبي "
احمرت وجنتيها مما زادها جمالاً وجاذبية أكثر فضحك على حيائها فهى من سألت السؤال والان تستحي من أجابته
عبث وجهها وضربته فى كتفه لظنها أنه بسخر منها بسبب ضحكاته هذه
" انت بتتمسخر عليا ، ماشى بس انت بجا ولا حاچه بنسبالى "
شهق بلال وظهر على وجهه صدمة مصتنعه وقال بطريقه دراميه " بقا انا مليش لازمه عندك بقا دى اخرتها ماشى يامسك ، " ثم نظر لها وهو يشير بيده فى وجهها بطريقه دراميه قائلا
"لما تعذبين قلبى بتلك القسوة رحماكى يا زاهدة الحب رحماكي"
باك ، عوده للوقت الحالي
انهمرت دموعها أكثر لاتصدق أن ما قابلته هو بلال رفيق عمرها وحبيب طفولتها والرجل التى تمنته بكل كيانها وغلب عليها ذكرى اليوم أيضا وكان عقلها لايصدق أيضا ويعمل مقارنه بين بلال الذى يعرفه وأحبه وبلال الذى رأه اليوم
ردد صده كلماتها فى رأسها وهو يهددها أغمضت عينيها وهى تتذكر ما قاله لها
"لو سيرة أخويا جت فى اى حاجه يامسك هقول أن اختك اللى جتله برجليها وخلى الفضيحه ليها هى مش لحجاج وأنا اقدر اعمل كده وأنتى عارفه كويس فأعقلى كده وحافظى على اختك وخلى الطابق مستور عشان لو اتكشف ممكن تطرده من هنا"
كانت تضغط على عينيها بكل قوتها وهز رأسها فى محاولة فاشله منها لنسيان تلك المقابله التى قلبت حياتها واحلامها رأسا على عقب
شهقت وارتجف جسدها وهى تحدث نفسها
" حسبي الله ونعم الوكيل فيك يابلال ، يارب تجهر جلبك زى ماجهرت ووجعت جلبي على نفسي ، ربنا ينتجم منك ربنا ينتجم منك على جد الحب اللى حبتهولك وعلى جد الحياة والعيشه اللى اتمنتها وياك ، حسبي انت ووكيلى يا الله حسبي انت ووكيلى يا الله "
فى الخارج كانت ورد تجلس بجانب أمها تحاول طمئنتها على مسك
" أما متجلجيش (متقلقيش) مسك بخير ، محصلهاش حاچه ، متخافيش أكده ، بس كل اللى طلباه منك انك تسببها لحالها لحد بكره بس وبعد أكده نعرف منها كل حاچه حصلت معها بس بالله عليكى تسبيها النهارده والصباح رباح "
هزت زينات رأسها ولم تنطق بحرف واحد ، فاهى تعلم أن هناك ماكسر فى ابنتها وألام الكسره الم تكون فى شرفها فاهى بتأكيد فى قلبها نعم هى تشعر أن قلب ابنتها كسر وعلمت من السبب
ظلت تولول وهى تبكى " يارتك عملتى بكل اللى جولته ليكى مكانش ده بجا حالك عجبك شكللك أكده ، حسيتى بوجع الجلب ، عرفتى أن طريق الغلط اخرتها غلط يا بنت بطنى ، عمر مافى غلط ينتهى بصح ابدا ، اللى بدايته غلط بينتهى بغلط اكبر يابتى " قالتها زينات وهى تندب حظ ابنتها التى تنام بداخل لاحول لها ولا قوه ، وكأن هناك من سلب روحها وذهب لبعيد جدا فتلك التى بداخل ليست مسك ابنتها القويه العنيدة التى تفعل كل مايحلو لها ، لم تعد مسك المرحه ذات الحس الفكاهة العالى ، صاحبة الصوت العذب الذى عندما يسمعها أحد يشبها بمعزوفه رومانسيه وليس مجرد صوت جميل ، الأن اصبح من يسمع صوت. بكائها يشبها بمعزوفه حزينه لاتعزف الا على الاموات فقط ، تلك ليست مسك الليل ابنتها
تلك الجمله التى ترددت على عقل زينات أكثر من مره
________________________________________
مضى اليوم. وهو مازال على حيرته بعد تلك الصدمه والحمل الجديد الذى حمل على أعقابه ، وهو زواج أخيه ، الأن اصبح رضوان مسؤول على حماية بلده و أبيه وأمه ، وأعمال والده والأن تأتى أرملت أخيه ترمى حملها هى وأطفالها على رقبته فهى حامل فى والدان ، اه يا الله اعطنى من القوة والصبر لأتحمل كل هذا الحمل ياربى ، يااارب ، تلك هى الكلمات التى كانت تتردد في عقل رضوان فهو يخش أن ينهار ويتدمر كل شيء يجب عليه أن يصمد حتى لو على حساب نفسه المهم هو راحت من حوله ، وهذا هو واجبه فهو أصبح المسؤول عن كل شيء بعد أخيه رشاد ، كان يتقاصمان كل شئ معاً الأن أصبح هو وحده ولا يوجد من يقاسم معه حتى همه ، امسك رأسه من شدة الألم فهو يكفيه فقط أعباء عمله الصعب
فرك وجهه بقوة وقام من مكانه وذهب ليتوضئ فهو بحاجه تامه لسجود بين يد الله فهو فى أمس الحاجه له ولقدرته ولاحتوائه ،
توضئ وبدأ فى الصلاه وسجد اول سجده وظل لفترة طويلة لا يعلم عددها وكأنه نسي نفسه ووجد الراحه التى تمناها ، أنهى صلاته وظل كما هو جالس يستغفر ويسبح ربه حتى أتى رنين هاتفه قام من مكانه ونظر للهاتف
" حرمن يا راضوان بيه " قالها هذا الجالس على الأريكة التى فى غرفة رضوان وينظر له بإبتسامه ماكره جعل رضوان يلتفت لمصدر الصوت وهو. يبتسم له بأخرى أمكر وأخبث منه ورفع حاجبه قائلا
" نفذت "
وقف الآخر أمامه وأخرج من جيبه مسجل صغير يكاد يرى بالعين من حجمه الصغير
نطق بثقه " عيب عليك ، دا أنا بدر رمضان ، يعنى مش حاچه زى دى اللى تسطعصا عليا ، انت مكلف راچل يا باشا مش رچل كنبه "
ابتسم رضوان بأبتسامه واسعه تكاد تشق وجهه بالكامل من حجمها وهى يمسك بذلك المسجل من يد بدر
بدر بفضول " هتعمل بيه ايه بقا هتسلمه ولا فى حاجه تانيه فى دماغك وناوى عليها لبلال "
قلب راضوان المسجل بين يديه قائلا بخبث وهو يغمز له "بلال دا حبيبي "
ضحك بدر بقوة ليعلق على جملته قائلا" طلما قولت حبيبي ، يبقا الله يرحمك يابلال انت وأخوك "
" سيبك انت بس من اللى فى دماغى وقولى عملتها ازاى بقا "
جلس بدر وهو يضع قدم فوق الآخرة قائلا بثقه
" انت بعد ما قولت لمسك على كل حاجه على السطح عندهم عن بلال وأخوه ، كنت عارف انها هتروح لبلال ويتكلمه "
" انجز انت بتحكيلى القصه من أولها ما انا عارف كل ده ، قول من اول ماخدت المسجل منى "
" الله جرا أيه ياباشا ماتسبنى احكى المغامره من اولها انت كده بتشتتنى وانا مبحبش التشتيل "
" الا ايه يا خويا التشتيل " قالها رضوان وهو يضحك بسخرية على كلمته الاخيره " إسمها التشتيت يا بدر أفندى ..، انت خريج ايه ياض " قالها هو يرفع له حاجبه
عدل بدر من لياقة قميصه وهو يقول بثقه " صنايع قسم زخرفه "
ضحك رضوان بقوق قائلا " اهو بعد تشتيل دى قسم الزخرفه كله متبرى منك "
عبث وجه بدر وتذمر ولو شفتيه مثل الاطفال قائلا " بتتمألس عليا ( بتتريق عليا ) طب ولله ما انا مكمل ها " قالها وهو يضم زراعه على صدر وينظر لجه الأخرى
امسكه بدر من رقبته بقوه وقرب وجهه من وجهه هو قائلا " انجز ياحبيبى بدل ما خليك تكمل وانت متعلق فى البلكونه "
ابتلع بدر ريقه بخوف فهو يعلم رضوان خير المعرفه فإذ هدد بشئ يفعله ولا يهمه اى أصابات فهو يعمل معه فى وحده واحده فى الجيش
قص بدر كل ما فعله فى الصباح وكيف نفذ تلك المهمه بكل سهوله دون أن يظهر فى الصوره
" وبس يا باشا وهى جالتلى أول ما أچيلك أخليها تكلمك "
هز رضوان رأسه و معالم الضيق على وجهه بعد حديثه قايلا
" كلمها يابدر ، أنا كمان عاوزها "
اخرج بدر هاتفه وغير الشريحه التى بداخل الهاتف لشريحه اخرى وكتب رقمها وضغط على زر الإتصال
عندما سمع رنين الهاتف أعطى الهاتف لرضوان الذى أخذه وخرج لشرفته ليحدثها بحريه أكثر
" ألو. أزيك ياست زينات معاكى رضوان جابر "
أتاه رد زينات بنبره حزينه منكسره
" كيفك ياوالدى ، هو بدر چالك ، وأداك الحاچه بتعتك "
أخذ رضوان نفس عميق وأخرجه بهدوء " أيوه ياست زينات ، أنا مش عارف أشكرك ازاى على وقفتك جمينا ، أنا لولاكى مكنتش هعرف أتكلم مع بنتك ولا اخليها تعمل المقابله دى مع بلال ، لولاكى ماكنتش عرفت أسجل كلام بلال ، بس أتمنا مسك ماتكنش حست بحاجه حرصاً على سلامتها مش أكتر "
بكت زينات وهى تتذكر أنها أخذت هاتف ابنتها وجعلت بدر يضع فيه تلك الشريحه لتقوم بتسجيل كل شئ فى تلك المقابلة بينها وبين بلال
" معرفتش ياوالدى ، ولو كانت حست بحاجه ماكنتش راحت جبلته من أساسه ، كانت هتخاف عليه "
قبض رضوان على يده بقوة ولكن تملاك نفسه قائلا لها
" المهم ياست زينات ، بدر قال انك عاوزانى أمرينى "
ابتسمت زينات لأدبه فى الحديث معها " ميأمرش عليك ظالم ياوالدى ، أنا بس كنت حابه اطمن انك متچبش سيرة حد من بناتى فى أى حاچه ، سامحنى ياوالدى بس أنى محلتيش غيرهم "
طمئنها رضوان وأراح قلبها " يا أمى متقلقيش أنا لو كنت حابب أن سيرتهم تجي فى أى حاجة كنت هجيلك وأستأذنك أنى اقابل مسك ، ولا كنت اتفقت معاكى على موضوع التسجيل ده ، متخفيش على بنات ولله انا افدهملك بروحى اطمنى ورد معاها راجل يفديها بعمره ، ومسك أنا افديها بحياتى. كلها ولا اخليها بس تنجرح جرح واحد بس ، متخافيش عليها هى هتبقا فى أمان معايا "
معاك " خرجت تلك الكلمة من فم زينات بإستغراب كبير من حديثه عن مسك
أدرك رضوان زلت لسانه أمامها واعترافه بمشاعره أمام زينات بتلك الكلمات فتحدث بطريقه متلعثمه يملأها التوتر
" قصدى يعنى انك تطمنى هى بنت بلدى وانا واجبى انى احميها يعنى دا اللى قصده "
ابتسمت زينات وشعرت براحه كبيره تجتاح قلبها بعد حديثه العفوى عن ابنتها مسك وعلى توتره أمامها كأنه فعل جريمة ما
" روح الله يطمن جلبك زى ماطمنت جلبي ياوالدى ، وأنى كمان عمرى ماهطمن على مسك غير معاك يارضوان يابنى "
" بجد يا أمى يعنى انت مصدقانى " قالها بلهفه كبيره لحديثها
نطقت بمكر قائلا " طبعاً ياوالدى هى مش بنت بلدك برده وحمايتها واچبك ولا هو فى حاچه تانيه "
عبث وجهه وضيق ملامحه " أنتى بتلعبى معايا ، ولا مش فهمانى "
" بص ياوالدى انت كلامك دلوك مش وجته ، أنا بنتى جوه نائمه على سريرها شبه الأموات ، بعد كسرة قلبها دى وحالها يصعب على الكافر ، بس لو عايز تطمن انا مش هلاجى لبتى احسن منك ، على الأقل أنت لما حبيت تتكلم معها دخلت من الباب واستأذنت أهل البيت قبل ما تعملها ، مروحتش من ورانا وكلمتها ، كفايه أصرارك على وجودى معاكم على السطح ، عشان متكونش معها لوحدكم ، بعد اللى عملتك دى أنا أشيلك على رأسى العمر كله ، وتسلم الست اللى ربتك وخلتك راچل ملو هدومك يسلم ابوك اللى علمك الأصول واحترام حرمة الغريب "
ظل يتحدثان لبعض الوقت وأنها معها راضوان الهاتف بعد أن طمئنها على ابنتها أو بمعنى أدق طمئنت قلبه هو على تلك المسك التى رغبها وبشده منذ أن رأها بصدفه التى جمعت بينهم منذ أكثر من عشر سنوات
تنهد بهدوء وبعدها دخل غرفته وجد بدر يتمدد على الأريكة وذهب في. نوم عميق وهو ينام بطريقه غريبه ويفتح فمه على أخره ويخرج اصوات شخير عاليه ومزعجه جدا
نظر له رضوان بقرف ونطق بإشمئزاز " ربنا يكون فى عونها ورد أنها مستحمله صوت الكراكه اللى خرجه بقىُ ده" ضربه رضوان بقدمه ليجعله يفق ويذهب لبيته ويعود له في الغد فى نفس الميعاد
فاق بدر وذهب من بيت راضوان كما جاء دون أن يشعر به أحد وترك راضوان ليفكر فى الخطوه الثانيه ولكن قطع تفكيرها رنين هاتفه للمرة الثانية بنفس الرقم المجهول الذى اتصل فى السابق ، هم ليرد لعله صديقه الذى يقوم بمراقبة البلده معه بخبره ببعض التوترات أو أى شئ مريب حصل فى البلده فم يتحدثان كل مره من رقم مختلف عن الآخر
_________________________________________
ها هو القدر يعطيني فرصه جديده لأكون معك فهل سمحتيلى بأن اخطو خطوه جديده من أجلك حتى انسيكى حزنك واشبع عيونى برؤياكى وانتى على أسمى ، اتمنا أن تمدى لي يدك لتمسك بيدى لأخطو اول خطوه داخل قلبك ، هى فرصه فقط فرصه لتفتحى فؤادك لى وانا اعدك أن أكون أنا الحصن والأمان من كل اذى قد يمسك

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close