رواية اقدار بلا رحمة الفصل الثاني عشر 12 بقلم ميار خالد
رواية أقدار بلا رحمة
الكاتبة ميار خالد
الفصل الثاني عشر
- أنا لازم اروح أشوفه!
نظرت لها فاطمه بعدم فهم وقالت:
- تشوفيه ازاي يعني
- الصبح هسافر القاهره .. أنا مش هستنى لما يجراله حاجه بعدين أندم!
- أنتِ مستوعبه أنتِ بتقولي إيه يا براء .. أفرضي مطلعش يامن اللي تعرفيه اصلا
- لا أنا قلبي حاسس انه فيه حاجه .. أنا بعرفكم اني مسافره بس
نظر لها خالد بعدم فهم وقال:
- مين يامن ده يا براء؟!
نظرت له براء للحظات ثم قالت:
- ده شخص اعرفه من طفولتي .. خالد بعد أذنك مش عايزه اتكلم في الموضوع ده غير لما اطمن عليه
قال جمال:
- طيب أنا هسافر معاكي .. مش هينفع تروحي لوحدك
- أنا مش صغيره يا بابا! متقلقش عليا غير كده أنت عندك شغل كتير هنا
- وأنتِ مش هينفع تسافري لوحدك قولت! رجلي على رجلك يا إما تستني لما اخلص اللي ورايا ونسافر يا اما مفيش سفر أصلاً!
قال خالد:
- أنا هسافر معاها!
نظرت له براء بدهشة وقال جمال:
- لا ازاي يا ابني .. انت عندك شغل برضو كده هنعطلك
- أنا اتكلمت مع براء بخصوص موضوعنا بس هتكلم تاني قدامكم .. أنا لسه مصمم على براء وعايزها أنا بس كنت محرج جدا من اللي قريبي عمله عشان كده مشيت وقتها .. لكن لو حصل وبراء بقت من نصيبي أنا هبقى في قمة سعادتي والله .. وهي قالتلي انها محتاجه وقت تفكر بس
نظرت فاطمه إلى براء فأومأت برأسها، تنهد جمال وقال:
- أنا مش عايز اعطلك يا خالد كفايه اللي حصل الفتره اللي فاتت
- لو حضرتك مش هتسافر معاها أنا مش هخليها تسافر لوحدها .. ده بعد اذنك طبعا
نظرت له براء وأدركت أنها من المستحيل أن تسافر بمفردها بالفعل وان خالد هو وسيلتها الوحيدة حتى تذهب الي يامن فقالت:
- أنا معنديش مانع لو خالد عايز يسافر معايا
صمت جمال للحظات ثم قال:
- اللي تشوفيه يا براء .. بكره الصبح بأذن الله روحي
تنهدت براء براحة وخرج خالد من البيت واتفق معها أنه بطلوع النهار سوف ينتظرها خارج بيتها حتى يذهبوا بسيارته، اتجهت براء إلى غرفتها وعندما دلفت إليها سقطت على الأرض وبكت بشدة، وبعد لحظات دلفت إليها حنين حتى تطمئن عليها لتجدها على الارض تبكي، اتجهت إليها واحتضنتها وحاولت أن تهون عليها قليلاً، أردفت:
- براء أنتِ متأكدة أنك عايزه تروحي؟
- لازم أطمن عليه
- دي أول مره تشوفيه من سبع سنين! أنتِ مستعده للمقابله دي؟ مش خايفه تشوفي حد يقولك كلام ملهوش لازمة
فهمت براء قصد حنين جيداً، أنها تقصد عاليا والدة يامن فقالت براء:
- حالياً أنا مش بفكر في أي حاجه غير إني اطمن عليه وبس
- ماشي بس فكري فيها .. أفرضي لقتيه متجوز ولا عنده عيال عشان متحرجيش نفسك على الفاضي هتروحي بصفتك أيه
تنهدت براء بضيق وقالت:
- اهم حاجه عندي دلوقتي أني اطمن عليه وبس .. حنين سبيني لوحدي دلوقتي معلش
- ماشي يا براء
قالت تلك الجملة ثم خرجت من الغرفة و تركت براء، وبعد لحظات نهضت من مكانها ونامت على سريرها بسرعه علها تخمد عقلها عن التفكير..
في المستشفى..
كان يامن على نفس حالته ولم تتركه والدته للحظة واحده، كانت تبكي بقهرة وبعد لحظات تهدأ وعندما تتذكره تبكي مرة أخرى، جرى القلق في أوصال هبه والدة كريم، اتجهت إلى ياسر الذي لم يتركهم للحظة وقالت:
- ياسر .. أنت مخبي عني حاجه صح أبني فين من ساعة ما خرج من العمليات وانا مشوفتهوش
صمت ياسر لتكرر هبه كلامها:
- أبني فين يا ياسر رد عليا
نظر لها ياسر وقال بحزن:
- البقاء لله ..
صرخت هبه بقهرة وسقطت مكانها وجاءت عاليا على صوتها وعندما وجدتها بتلك الحالة قالت لياسر:
- هو في أيه؟! حصل أيه
قالت هبه ببكاء:
- كريم مات يا عاليا .. أبني مات!
شقهت عاليا بفزع ونظرت إلى ياسر بدموع، قال ياسر:
- كريم اتوفي من وقت ما وصل للمستشفى بس أنا مرضيتش اتكلم عشان حالة يامن .. أرجوكم بلاش حد يعرفه لما يفوق ..
قالت هبه:
- طيب عايزه أشوفه لآخر مرة هو فين
تنهد ياسر بحزن وقال:
- تعالي معايا .. هو موجود في المشرحه شوفيه قبل ما يدفن
ثم أخذها ياسر وترك عاليا بمفردها، نظرت حولها بخوف لقد خافت أن تخسر أبنها هي أيضاً، قالت بدموع:
- يارب بلاش تخلي أبني يدفع تمن غلطاتي .. أرجوك يارب أنا ملحقتش افرح بيه .. يارب متكسرنيش فيه عاقبني أنا يارب
وفجأة وهي تقول تلك الكلمات اصطدمت بها فتاة صغيرة بقوة، ابتعدت الفتاة الصغيرة وقالت:
- أنا أسفه جداً يا طنط ماخدتش بالي
نظرت لها عاليا قليلاً ولوهله ظنت أنها براء تلك الفتاة الصغيرة من الملجأ! كانت الفتاة تشبهها قليلاً بالفعل، قالت الفتاة عندما رأتها تبكي:
- بلاش تعيطي كل حاجه هتبقى كويسه
ثم مدت يدها ومسحت دموعها وقالت:
- ادعي كتير وربنا هيستجاب منك ربنا جميل اوي ومش بيكسر بخاطر حد خالص
أبتسمت عاليا ثم ذهبت الفتاه من أمامها، تذكرت عاليا براء تلك الطفلة الصغيرة التي كانت تعاملها بقسوة، أيعقل أن ما يحدث معها كل تلك السنوات هو ذنب تلك الطفلة! ترقرقت الدموع في عيون عاليا وندمت بشدة بسبب كل ما فعلته في حياتها..
******************
أنتظر إلى أين أنت ذاهب؟!! إنني أقف هنا في منتصف الطريق أحتاج لك حتى أمضي في حياتي ..
نظرت براء ليامن الواقف على مسافة بعيدة عنها، أقترب منها قليلاً حتى أصبح أمامها وأبتسم لها، نظرت له براء بخوف وقالت:
- انت كويس؟! سمعت أنك عملت حادثة
- أنا بأحسن حال .. طول ما قلبك لسه بيدق علشاني أنا هفضل عايش .. لكن لو قلبك بقى يدق لغيري اعرفي اني مش هقدر اكمل
- ليه بتقول كده؟!
نظر يامن إلى شخصاً ما واقف خلفها، التفتت براء ونظرت حيث ينظر لتجد خالد أمامها يطالعها بتساؤل:
- براء .. أنتِ واقفة بتعملي أيه هنا الناس مستنين هناك .. النهاردة فرحنا!
نظر لها يامن بعتاب وقال:
- أزاي قدرتي تشوفي نفسك مع حد غيري
قالت براء:
- طب ما أنت اتخليت عني وعيشت حياتك ليه أنا مشوفش حياتي برضو
- قبل ما تمشي مكنش ليا غيرك .. وبعد ما مشيتي ما بقاش ليا حد! أنتِ انانيه يا براء مفكرتيش غير في نفسك وبس
- لا أنا مش انانيه أنا نفسي أعيش .. وفيها أيه لما افكر في نفسي وافكر في فرحتي كده كده محدش بيفكر فيا أصلاً
- طيب .. اعيش ليه؟ أمسك في الحياة ليه عشان اتغذب انك بعيده عني ومع غيري؟
- قصدك أيه؟
- أقصد إني تعبت .. أنا تعبت من قسوة الدنيا عليا مش لوحدك اللي اتظلمتي يا براء .. أنا عايش سنين عمري ميت! ليه أمسك في الحياة بقى
نظرت له براء بخوف وقالت:
- أوعى تعمل اللي بتفكر فيه!
أبتسم يامن بحزن وترقرقت الدموع في عينيه وقال:
- مكان ما تكوني مبسوطة وضحكتك موجودة هكون أنا حواليكي .. أنا هخلصك من كل الحِمل اللي أنتِ شايلاه بسببي .. حاولي سامحيني يا براء أنا لآخر نفس كنت بحبك وعند وعدي
أمسك خالد يدها بقسوة وقال:
- أنا بكلمك هنا! لازم تمشي الضيوف موجودين
نظرت براء إلى خالد ويامن الذي يبتعد عنها بتشتت وصرخت ليامن:
- يامن لا!! هتتخلى عني تاني زي زمان .. أنت مش قد وعدك
نظر لها يامن بحزن وقال:
- أنا هتحرر من وعدي ده..
صرخت براء صرخة قوية لتنتفض على أثرها من على سريرها على أذان الفجر! تنفست بسرعه ونظرت حولها ثم بكت رغماً عنها، نهضت من مكانها وتوضأت وصلت فرضها وجلست قرأت آيات من القرآن الكريم ودعت ليامن كثيراً ومع أقتراب النهار جهزت نفسها للسفر، بسبب هذا الحلم كانت لا تستطيع التركيز في أي شيء، وبعد ساعات استيقظت فاطمه وجمال ووصل خالد أمام المنزل بسيارته، نظرت فاطمه إلى براء بحزن وقالت قبل أن تخرج:
- خايفه لما تسافري مترجعيش عشاننا يا براء
توقفت براء عندما قالت تلك الجملة والتفتت لها، أردفت:
- ليه بتقولي كده؟!
نظرت لها فاطمه بحزن و قالت:
- خايفه الدنيا تشغلك عننا
- أنتِ مش واثقة فيا؟
- واثقة فيكي أكتر من نفسي .. بس مش واثقة في الظروف
نظرت لها براء بدموع و قالت :
- و أنتِ فاكره إني هسمح لأي ظروف أنها تبعدني عنكم؟ انا عرفت حلاوة أسم ماما معاكي عرفت يعني ايه حنيه و خوف و امان و ضحكه من القلب .. تفتكري اني هقدر ابعد عن كل اللي قضيت عمري و انا بدور عليه اصلا .. انا مليش غيركم و مش عايزه يكون ليا غيركم
نظرت لها فاطمه بدموع ثم اخذتها بين أحضانها و قالت :
- والله يا بنتي أنا من حبي فيكي خايفه تبعدي كده مش قصدي اخنقك ولا اجبرك علي حاجه
- أنا مش هبعد .. هو يوم هروح أطمن عليه وأرجع .. عشان محدش بالذنب ولا أحس إني قاسية
- ماشي يا حبيبتي بس خلي بالك من نفسك .. متتأخريش عليا
أبتسمت براء ثم خرجت واستقلت سيارة خالد وعندما رأها قال لها:
- صباح الخير
- صباح النور يا خالد .. أنا أسفه عطلتك معايا
- متقوليش كده يا براء .. أنا اللي عايز أسافر معاكي أصلاً ومستني أعرف مين يامن ده على فكرة
تنهدت براء وقالت:
- الطريق طويل هحكيلك .. ممكن نتحرك بس دلوقتي عشان نلحق نوصل على الضهر
- تمام
ثم انطلق بسيارته في صمت، وخلال الطريق أخبرته براء بعض معلومات عن يامن ولكنها لم تقول له عن قصة حبهما غير المكتملة وبعد ساعات كانوا وصلوا إلى شركة يامن، دلفت براء إلى الداخل وبحثت عن سكرتيرة كريم وعندما وصلت إلى مكتبها سالتها عن مكان المستشفى الموجودين فيها واخبرتها أسم المستشفى، خرجت براء من الشركة ومعها خالد واتجهوا إلى المستشفى!
في المستشفى ..
منذ الفجر وهناك حركة كثيرة في غرفة يامن بسبب تدهور حالته، كانت عاليا تنظر لكل ما يحدث حولها برعب وخوف وتدعي ربها أن يحمي لها أبنها، خرجت ممرضة من الغرفة بسرعه فأمسكتها عاليا وقالت:
- في أيه أبني ماله؟!
- ادعيله حالته صعبه جداً .. ربنا يستر
ثم تركتها وبعد لحظات عادت ومعها جهاز الصدمات الكهربائية، تحركت عاليا من مكانها بغير تركيز وهي في حالة صدمة وكأنها ليست في وعيها حتى اصطدمت بشخصاً ما بقوة وقبل أن تسقط أمسكتها تلك الفتاة .. وكانت براء!!
يا ترا ايه اللي هيحصل؟!
الكاتبة ميار خالد
الفصل الثاني عشر
- أنا لازم اروح أشوفه!
نظرت لها فاطمه بعدم فهم وقالت:
- تشوفيه ازاي يعني
- الصبح هسافر القاهره .. أنا مش هستنى لما يجراله حاجه بعدين أندم!
- أنتِ مستوعبه أنتِ بتقولي إيه يا براء .. أفرضي مطلعش يامن اللي تعرفيه اصلا
- لا أنا قلبي حاسس انه فيه حاجه .. أنا بعرفكم اني مسافره بس
نظر لها خالد بعدم فهم وقال:
- مين يامن ده يا براء؟!
نظرت له براء للحظات ثم قالت:
- ده شخص اعرفه من طفولتي .. خالد بعد أذنك مش عايزه اتكلم في الموضوع ده غير لما اطمن عليه
قال جمال:
- طيب أنا هسافر معاكي .. مش هينفع تروحي لوحدك
- أنا مش صغيره يا بابا! متقلقش عليا غير كده أنت عندك شغل كتير هنا
- وأنتِ مش هينفع تسافري لوحدك قولت! رجلي على رجلك يا إما تستني لما اخلص اللي ورايا ونسافر يا اما مفيش سفر أصلاً!
قال خالد:
- أنا هسافر معاها!
نظرت له براء بدهشة وقال جمال:
- لا ازاي يا ابني .. انت عندك شغل برضو كده هنعطلك
- أنا اتكلمت مع براء بخصوص موضوعنا بس هتكلم تاني قدامكم .. أنا لسه مصمم على براء وعايزها أنا بس كنت محرج جدا من اللي قريبي عمله عشان كده مشيت وقتها .. لكن لو حصل وبراء بقت من نصيبي أنا هبقى في قمة سعادتي والله .. وهي قالتلي انها محتاجه وقت تفكر بس
نظرت فاطمه إلى براء فأومأت برأسها، تنهد جمال وقال:
- أنا مش عايز اعطلك يا خالد كفايه اللي حصل الفتره اللي فاتت
- لو حضرتك مش هتسافر معاها أنا مش هخليها تسافر لوحدها .. ده بعد اذنك طبعا
نظرت له براء وأدركت أنها من المستحيل أن تسافر بمفردها بالفعل وان خالد هو وسيلتها الوحيدة حتى تذهب الي يامن فقالت:
- أنا معنديش مانع لو خالد عايز يسافر معايا
صمت جمال للحظات ثم قال:
- اللي تشوفيه يا براء .. بكره الصبح بأذن الله روحي
تنهدت براء براحة وخرج خالد من البيت واتفق معها أنه بطلوع النهار سوف ينتظرها خارج بيتها حتى يذهبوا بسيارته، اتجهت براء إلى غرفتها وعندما دلفت إليها سقطت على الأرض وبكت بشدة، وبعد لحظات دلفت إليها حنين حتى تطمئن عليها لتجدها على الارض تبكي، اتجهت إليها واحتضنتها وحاولت أن تهون عليها قليلاً، أردفت:
- براء أنتِ متأكدة أنك عايزه تروحي؟
- لازم أطمن عليه
- دي أول مره تشوفيه من سبع سنين! أنتِ مستعده للمقابله دي؟ مش خايفه تشوفي حد يقولك كلام ملهوش لازمة
فهمت براء قصد حنين جيداً، أنها تقصد عاليا والدة يامن فقالت براء:
- حالياً أنا مش بفكر في أي حاجه غير إني اطمن عليه وبس
- ماشي بس فكري فيها .. أفرضي لقتيه متجوز ولا عنده عيال عشان متحرجيش نفسك على الفاضي هتروحي بصفتك أيه
تنهدت براء بضيق وقالت:
- اهم حاجه عندي دلوقتي أني اطمن عليه وبس .. حنين سبيني لوحدي دلوقتي معلش
- ماشي يا براء
قالت تلك الجملة ثم خرجت من الغرفة و تركت براء، وبعد لحظات نهضت من مكانها ونامت على سريرها بسرعه علها تخمد عقلها عن التفكير..
في المستشفى..
كان يامن على نفس حالته ولم تتركه والدته للحظة واحده، كانت تبكي بقهرة وبعد لحظات تهدأ وعندما تتذكره تبكي مرة أخرى، جرى القلق في أوصال هبه والدة كريم، اتجهت إلى ياسر الذي لم يتركهم للحظة وقالت:
- ياسر .. أنت مخبي عني حاجه صح أبني فين من ساعة ما خرج من العمليات وانا مشوفتهوش
صمت ياسر لتكرر هبه كلامها:
- أبني فين يا ياسر رد عليا
نظر لها ياسر وقال بحزن:
- البقاء لله ..
صرخت هبه بقهرة وسقطت مكانها وجاءت عاليا على صوتها وعندما وجدتها بتلك الحالة قالت لياسر:
- هو في أيه؟! حصل أيه
قالت هبه ببكاء:
- كريم مات يا عاليا .. أبني مات!
شقهت عاليا بفزع ونظرت إلى ياسر بدموع، قال ياسر:
- كريم اتوفي من وقت ما وصل للمستشفى بس أنا مرضيتش اتكلم عشان حالة يامن .. أرجوكم بلاش حد يعرفه لما يفوق ..
قالت هبه:
- طيب عايزه أشوفه لآخر مرة هو فين
تنهد ياسر بحزن وقال:
- تعالي معايا .. هو موجود في المشرحه شوفيه قبل ما يدفن
ثم أخذها ياسر وترك عاليا بمفردها، نظرت حولها بخوف لقد خافت أن تخسر أبنها هي أيضاً، قالت بدموع:
- يارب بلاش تخلي أبني يدفع تمن غلطاتي .. أرجوك يارب أنا ملحقتش افرح بيه .. يارب متكسرنيش فيه عاقبني أنا يارب
وفجأة وهي تقول تلك الكلمات اصطدمت بها فتاة صغيرة بقوة، ابتعدت الفتاة الصغيرة وقالت:
- أنا أسفه جداً يا طنط ماخدتش بالي
نظرت لها عاليا قليلاً ولوهله ظنت أنها براء تلك الفتاة الصغيرة من الملجأ! كانت الفتاة تشبهها قليلاً بالفعل، قالت الفتاة عندما رأتها تبكي:
- بلاش تعيطي كل حاجه هتبقى كويسه
ثم مدت يدها ومسحت دموعها وقالت:
- ادعي كتير وربنا هيستجاب منك ربنا جميل اوي ومش بيكسر بخاطر حد خالص
أبتسمت عاليا ثم ذهبت الفتاه من أمامها، تذكرت عاليا براء تلك الطفلة الصغيرة التي كانت تعاملها بقسوة، أيعقل أن ما يحدث معها كل تلك السنوات هو ذنب تلك الطفلة! ترقرقت الدموع في عيون عاليا وندمت بشدة بسبب كل ما فعلته في حياتها..
******************
أنتظر إلى أين أنت ذاهب؟!! إنني أقف هنا في منتصف الطريق أحتاج لك حتى أمضي في حياتي ..
نظرت براء ليامن الواقف على مسافة بعيدة عنها، أقترب منها قليلاً حتى أصبح أمامها وأبتسم لها، نظرت له براء بخوف وقالت:
- انت كويس؟! سمعت أنك عملت حادثة
- أنا بأحسن حال .. طول ما قلبك لسه بيدق علشاني أنا هفضل عايش .. لكن لو قلبك بقى يدق لغيري اعرفي اني مش هقدر اكمل
- ليه بتقول كده؟!
نظر يامن إلى شخصاً ما واقف خلفها، التفتت براء ونظرت حيث ينظر لتجد خالد أمامها يطالعها بتساؤل:
- براء .. أنتِ واقفة بتعملي أيه هنا الناس مستنين هناك .. النهاردة فرحنا!
نظر لها يامن بعتاب وقال:
- أزاي قدرتي تشوفي نفسك مع حد غيري
قالت براء:
- طب ما أنت اتخليت عني وعيشت حياتك ليه أنا مشوفش حياتي برضو
- قبل ما تمشي مكنش ليا غيرك .. وبعد ما مشيتي ما بقاش ليا حد! أنتِ انانيه يا براء مفكرتيش غير في نفسك وبس
- لا أنا مش انانيه أنا نفسي أعيش .. وفيها أيه لما افكر في نفسي وافكر في فرحتي كده كده محدش بيفكر فيا أصلاً
- طيب .. اعيش ليه؟ أمسك في الحياة ليه عشان اتغذب انك بعيده عني ومع غيري؟
- قصدك أيه؟
- أقصد إني تعبت .. أنا تعبت من قسوة الدنيا عليا مش لوحدك اللي اتظلمتي يا براء .. أنا عايش سنين عمري ميت! ليه أمسك في الحياة بقى
نظرت له براء بخوف وقالت:
- أوعى تعمل اللي بتفكر فيه!
أبتسم يامن بحزن وترقرقت الدموع في عينيه وقال:
- مكان ما تكوني مبسوطة وضحكتك موجودة هكون أنا حواليكي .. أنا هخلصك من كل الحِمل اللي أنتِ شايلاه بسببي .. حاولي سامحيني يا براء أنا لآخر نفس كنت بحبك وعند وعدي
أمسك خالد يدها بقسوة وقال:
- أنا بكلمك هنا! لازم تمشي الضيوف موجودين
نظرت براء إلى خالد ويامن الذي يبتعد عنها بتشتت وصرخت ليامن:
- يامن لا!! هتتخلى عني تاني زي زمان .. أنت مش قد وعدك
نظر لها يامن بحزن وقال:
- أنا هتحرر من وعدي ده..
صرخت براء صرخة قوية لتنتفض على أثرها من على سريرها على أذان الفجر! تنفست بسرعه ونظرت حولها ثم بكت رغماً عنها، نهضت من مكانها وتوضأت وصلت فرضها وجلست قرأت آيات من القرآن الكريم ودعت ليامن كثيراً ومع أقتراب النهار جهزت نفسها للسفر، بسبب هذا الحلم كانت لا تستطيع التركيز في أي شيء، وبعد ساعات استيقظت فاطمه وجمال ووصل خالد أمام المنزل بسيارته، نظرت فاطمه إلى براء بحزن وقالت قبل أن تخرج:
- خايفه لما تسافري مترجعيش عشاننا يا براء
توقفت براء عندما قالت تلك الجملة والتفتت لها، أردفت:
- ليه بتقولي كده؟!
نظرت لها فاطمه بحزن و قالت:
- خايفه الدنيا تشغلك عننا
- أنتِ مش واثقة فيا؟
- واثقة فيكي أكتر من نفسي .. بس مش واثقة في الظروف
نظرت لها براء بدموع و قالت :
- و أنتِ فاكره إني هسمح لأي ظروف أنها تبعدني عنكم؟ انا عرفت حلاوة أسم ماما معاكي عرفت يعني ايه حنيه و خوف و امان و ضحكه من القلب .. تفتكري اني هقدر ابعد عن كل اللي قضيت عمري و انا بدور عليه اصلا .. انا مليش غيركم و مش عايزه يكون ليا غيركم
نظرت لها فاطمه بدموع ثم اخذتها بين أحضانها و قالت :
- والله يا بنتي أنا من حبي فيكي خايفه تبعدي كده مش قصدي اخنقك ولا اجبرك علي حاجه
- أنا مش هبعد .. هو يوم هروح أطمن عليه وأرجع .. عشان محدش بالذنب ولا أحس إني قاسية
- ماشي يا حبيبتي بس خلي بالك من نفسك .. متتأخريش عليا
أبتسمت براء ثم خرجت واستقلت سيارة خالد وعندما رأها قال لها:
- صباح الخير
- صباح النور يا خالد .. أنا أسفه عطلتك معايا
- متقوليش كده يا براء .. أنا اللي عايز أسافر معاكي أصلاً ومستني أعرف مين يامن ده على فكرة
تنهدت براء وقالت:
- الطريق طويل هحكيلك .. ممكن نتحرك بس دلوقتي عشان نلحق نوصل على الضهر
- تمام
ثم انطلق بسيارته في صمت، وخلال الطريق أخبرته براء بعض معلومات عن يامن ولكنها لم تقول له عن قصة حبهما غير المكتملة وبعد ساعات كانوا وصلوا إلى شركة يامن، دلفت براء إلى الداخل وبحثت عن سكرتيرة كريم وعندما وصلت إلى مكتبها سالتها عن مكان المستشفى الموجودين فيها واخبرتها أسم المستشفى، خرجت براء من الشركة ومعها خالد واتجهوا إلى المستشفى!
في المستشفى ..
منذ الفجر وهناك حركة كثيرة في غرفة يامن بسبب تدهور حالته، كانت عاليا تنظر لكل ما يحدث حولها برعب وخوف وتدعي ربها أن يحمي لها أبنها، خرجت ممرضة من الغرفة بسرعه فأمسكتها عاليا وقالت:
- في أيه أبني ماله؟!
- ادعيله حالته صعبه جداً .. ربنا يستر
ثم تركتها وبعد لحظات عادت ومعها جهاز الصدمات الكهربائية، تحركت عاليا من مكانها بغير تركيز وهي في حالة صدمة وكأنها ليست في وعيها حتى اصطدمت بشخصاً ما بقوة وقبل أن تسقط أمسكتها تلك الفتاة .. وكانت براء!!
يا ترا ايه اللي هيحصل؟!