رواية جنة الانسانية الفصل الثاني عشر 12 بقلم فاطمة رافت
((جنة الإنسانية))
الباب الثاني عشر:-
........................
لم يكمل حديثه لينظر إلى التلفاز وذلك الخبر يملأ الشاشة وجثة ذلك الرجل بين يديهم....لتتحول ملامحه للدهشة الكبرى! ، ثم أمسك يدها ليضغط عليها بقوة!...تملك!..إحتواء!!، ولكي تتماسك ولا تنهار الآن...ولكنه لم يتحرك انشاً وظل ناظراً للتلفاز، لتخرج هى تنهيدة صدمة..ثم تركت يده سريعاً وتوجهت للخارج!
ثم توجه خلفها بخطواته المسرعة..كالطفل الصغير تماماً!، بينما وقفت ثرية عند مدخل الصالة وهى فارغة شفتيها قليلاً بدهشة!..زهول!، من حالة ابنها الأكبر وهو يسرع خلفها هكذا.
ثرية بدهشة: هو ايه اللي حصل....
ثم مدت يديها للأمام قليلاً وهى تشير بيديها لتكمل وهى تنظر في أرجاء الغرفة : عملاله عمل!..والله عملاله عمل!!
ليتقدم مصطفى خطوة وهو ناظراً للباب..بتعجبٍ شديد!، فما الذي جعلهما يسرعا هكذا فور رؤيتهما للخبر الذي عرض على شاشة التلفاز!
مصطفى بتعجبٍ شديد: مش يمكن يكون قريبها؟
انزلت ثرية يديها للتوجه ناحيته بخصيلات شعرها السوداء الناعمة وهى تقول بصدمة كبرى: هو مين دة؟...
لم يعطيها رداً ليتوجه بخطواته بهدوء ناحية الباب ليمسكه وهو ناظراً آمامه بتفكير، لتكمل ثرية بصرامة: انت ياواد!!..
ليدير وجهه اليها بعدما استيقظ من شروده بها وهو يبتسم بداخله انها قامت بسحره..بالتأكيد!، ثم آشارت له ثرية بيديها وهى فارغة شفتيها بصدمة لتكمل بإستفهام: انت هتجنني ياولا، بتكلم نفسك؟!
مصطفى بتردد: لا..انا!، انا بس...
اعتدلت ثرية في وقفتها سريعاً لتضرب يديها على جانبي فخذيها بتراخي وندم وهى تنظر لنواحي أخرى في الغرفة لتكمل بصرامة: لتكون سحرتلك انتَ كمان!!
شعر مصطفى بالتوتر الشديد ليبلع ريقه، ثم أمسك نظارته الطبية لينظمها وهى على عينيه..فهى الآن تقوم بكشف أمره، بالطبع فوالدته هى التي آمامه الآن وتعرف كل مايفكر يه!
ثم أغلق الباب مسرعاً ليتوجه للداخل بخطواته وهو يقول مصطنعاً التأفف: ياثرية انتِ بتقولي ايه!؟
ظلت ناظرة له بدهشة لتشعر بشيء داخلها بأنه يريدها حقاً!، لتتوجه اليه بملامحها المليئة بالضيق..الشديد!
ثم أمسكته من إحدىٰ ذراعيه لتقطع طريقه وهى واقفة بجواره، بينما هو آدار وجهه اليها الذي تحول للونِ..الأصفر!
ثرية بنبرة تحذير: عارف لو اللعبة دي قلبت حقيقة!...
آدار وجهه سريعاً للآمام كي يهرب من عينيها التي تكشف كذبته!، وهو يشعر بدقات قلبه العُليا بتوترٍ...شديد!!
لتكمل هى بصرامة بعدما رفعت إحدى حاجبيها: هيبقا فيها خراب.
ثم تركت ذراعه بقسوة وهى ناظرة لعينيه..بغضبٍ عارم!!
ليدير هو وجهه ناحيتها وهو ناظراً لعينيها، ليتركها وتوجه للداخل...بينما هى وضعت يديها الإثنتين الممتلئة بالذهب في خصرها وهى تفكر فيما تفعله لتخرج تلك الساحرة من بينهما!
..............................
في منزل داوود:
دخلت زمرد سريعاً لتصبح في الصالة الرئيسية، لتسير ذهاباً اياباً..بتوتر شديد!...لا تعرف ماذا تفعل!، الآن ستدخل السجن...لتقضي حياتها بالكامل داخل القضبان!..الم تُرد الخروج من سجن أبيها (هشام)؟ الآن ستذهب إلى سجنٍ آخر!!، ثم أمسكت رأسا بين يديها وهى تضغط عليها بعدما أرجعت خصيلات شعرها الأمامية للخلف لتزيل تلك (الخصيلا الصغيرة التي تخفي عينيها اليسرى!) بصدرها الذي يعلو ويهبط بتوترٍ..قاتل!!
ليظهر جرحٌ مؤلم يصل من حاجب عينيها حتى جفن عينيها مباشرةً..وكأنه مر عليه السنين ولكن خصيلاتها الصغيرة تلك كانت تخفي عينيها اليسرى..دائماً!
ثم أنزلت يديها وهى تنظر لكل أنشٍ في الغرفة وهى تفكر...بينما دخل داوود المنزل بخطواته المسرعة ليراها معطياه ظهرها، ثم توجه اليها بقلق وهو يقول: زمرد؟
إستدارت اليه لتنزل تلك الخصيلات القصيرة وقد أخفت عينيها اليسرى كالعادة، لتخرج تنهيدة حزن وهى فارغة شفتيها قليلاً لتمتليء عينيها بالدموع، وهى تقول بقلقٍ شديد: شوفت؟ قولتلك، الموضوع مش هيوقف هنا.
لتخرج تنهيدات متتالية وهى تتنفس عبر فمها، لتدير وجهها لناحية اخرى...بينما هو تقدم الخطوات ليمسك وجهها بين يديه وهو يحاول تهدئة حالتها تلك ليقول مسرعاً: تمام..مافيش حاجة ،ومش هيحصل حاجة.
آدارت وجهها اليه لتبعد يديه عنها بقسوة وهى تقول بحزنٍ شديد وصوتٍ مرتفع: يعني ايه ماحصلش حاجة؟!.....
أخرجت تنهيداتها المتعبة وهى ناظرة لعينيه لتنهمر دموعها، وهى لا تستوعب مايقوله...نعم يريد تهدئتها..ولكنها لا تريد إهماله لهذا الموضوع..أكثر!
بينما هو نظر لفعلتها تلك لتتحول ملامحه للضيق قليلاً... لتكمل هى بصوتٍ مرتفع أكثر : انا ماقولتلكش تعمل كدة!!، كل اللي قولته اني مش عايزة....
قاطعها بصوته الثابت بعدما تقدم خطوة وهو ناظراً لعينيها: ماتعليش صوتك عليا!
توقفت في مكانها لتنظر لعينيه البندقية المليئة بالغضب وعدم رضا ماتفعله معه!، فهو لم يعطيها أي قسوة مطلقاً...لتدير وجهها لناحية أخرى سريعاً وهى تخرج تنهيدة نفاذ صبر وهى تقول: انا مابعليش صوتي...
ثم حركت يدها اليسرى بتراخي وهى تعبر عن حالتها لتكمل بحزن: انا ماكنتش عايزة دة يحصل...
ظل واقفاً مكانه ومازالت ملامحه مليئة بالضيق وهو يشعر بأنها تمادت معه، ثم أخذ نفساً عميقاً ليخرجه بجدية تامة!..وهو يعلم أنها ستلقي اللوم بالكامل عليه...هو!
لتكمل بعدما آدارت وجهها اليه بلوم: كنت عايزة محامي بس دة كل الموضوع، ماقولتلكش تعمل اللي عملته دة.
تقدم خطوة وهو ناظراً لعينيها الزمردة..وهو يشعر بأنها ستضعفه في نهاية ذلك الجدال الذي سيخرج منه..خاسراً!
داوود بضيق: آه! يعني طلعت انا اللي غلطان في الاخر؟
زمرد مسرعة بضيقٍ شديد: ايوة غلطان..عشان ماقولتلكش تتورط معايا في حاجة، ولا....
تقدم خطوة اخرى بملامحه التي تحولت للقسوة الكبرى!...ولم يعد يفرق بينهم سوى أنفاسهم الحارة ليقول مقاطعاً إياها بصوتٍ مرتفع: زمرد!!...
توقفت عن حديثها لتنظر لعينيه وهى مازالت فارغة شفتيها قليلاً...فلأول مرة تراه يصيح في وجهها هكذا!
ثم أكمل بغضبٍ مكتوم: لتاني مرة بقولهالك، إياكي ترفعي صوتك عليا.....
شعرت بصدرها الذي يعلو ويهبط بقوة من صوته الرچولي الخشن..الذي هز قلبها من الداخل، ثم أكمل بضيقٍ شديد: بصي حواليكي احنا في الواقع، ماحدش كان هيطلعك من القضية.
صمتت قليلاً وهى ناظرة لعينيه التي هدأت قليلاً آمامها..وكأنه جبلاً وقد هدأ الآن على الرغم من أنه كاد أن يتهشم!
زمرد بنبرةِ ضيق قليلاً: واقع!...انت اللي ماكنتش عايز تدخلني السجن، عشان ماحدش يسأل حصل ازاي وكنت فين..مش كدة؟
أغمض عينيه..ليدير وجهه لناحيةٍ أخرى، وهو بشعر بأنه سينفجر من حديثها الذي يشعل غضبه..وبقوة!
ثم عاود النظر لها من جديد ليقول بغضبٍ مكتوم: ماكنش ينفع..دخولك السجن ماينفعش، القضية لبساكي..فهمتي؟
زمرد بضيق: لا مافهمتش...
أخذ نفساً كي لا ينفچر في وجهها بعصبيةٍ كُبرى، ثم وضع يده على جبهته لينزلها على وجهه...ليعطيها ظهره ليتوجه إلى ناحيةٍ أُخرى بعيداً عنها كي تهدأ.
بينما في الخارج:
نزلت ثرية بخطواتها مسرعة..على درچات السلم، لتتوجه إلى باب منزلهم المغلق بعدما إستمعت لأصواتهم المرتفعة بقوة، ثم لصقت بنصف وجهها الأيمن على الباب بحرصٍ شديد...لتبتسم بسعادة أمل وتلذذ وهى تستمع لشجارهم.
بينما في الداخل:
أكملت زمرد بضيقٍ شديد وهى توضح له تفكير عقلها وهى تحرك يدها..ومازالت واقفة في مكانها: انا كل اللي اعرفه..ان في محامي هيقدر يخرجني، لكن انت مش عايز دة يحصل!
آدار وجهه اليها بعدما ازال يده من على وجهه لتتحول ملامحه للغضب الشديد من حديثها...ثم توجه اليها بخطواته المسرعة المليئة بالغضب وهو يقول: افهمي بقا انا مش عايز اخسرك...
توقفت ملامحها للتحول لتمثالُُ آمامه، وهى لا تستوعب لما قاله..الآن! ، بينما هو هدأ قليلاً ليعقد حاجبيه بحزن وهو يكمل بهدوء: مش هينفع!
أنهى جملته ليوجه نظراته الى عينيها ببرائة شديدة...وهو يشعر أنه تحول إلى الضعيفِ آمامها!
بينما هى تحولت ملامحها للصمت..وعينيها مليئة بالدهشة!..زهول!..صدمة!، أواقعاً في غرامها بكل تلك السهولة!..بالطبع لقد قامت بسحره كلياً!!
حمقاء!...الا تعلم انه قد تورط في تلك الجريمةِ من أجلها...فأي إعترافٍ بحبها أكثر من ذلك؟
بينما هو رأى وجهها الذي تحول للورن الوردي.. بأكمله!، لتبتسم إبتسامة خفيفة عفوية خرجت من داخل قلبها..ثم أرجعت خصيلات شعرها سريعاً خلف إحدى أذنيها،
لتبتسم بقوة أظهرت أسنانها البيضاء..ثم نظرت للأرض سريعاً كي تحاول إستيعاب ماقاله، لتتحول ملامحها للجديةِ قليلاً...وهى تقول بإصطناع عدم الفهم: مش فاهمة..ايه العلاقة؟، ليه يعني؟
ثم رفعت نظراتها اليه وهى تشعر بقلبها الذي سيخرج من مكانه...بينما هو نظر آمامه كي يستجمع نفسه، لقد كُشف أمره بكل تلك السهولة!...ليعقد حاجبيه بضيقٍ من جديد كي يحول الحديث لمجرى آخر وهو يقول...
داوود بضيق: اللي عايز انا بقا اعرفه...
ثم انزل نظراته بثبات ناحيتها وهو يكمل بجمود: ليه؟
عقدت حاجبيها قليلاً بعدم فهم مايريد قوله!
بينما في الخارج:
تأففت ثرية لتبعد إحدى وجنتيها عن الباب وهى تقول بتأفف شديد: ولا فاهمة كلمة واحدة!..ولا عارفة اسمع حتى.
ثم وضعت إحدى يديها في خصرها بغضب وإعتراض، لتقترب مجدداً محاولة إستماع أي شيء..ولكن أوقفها في مكانها صوت صعود أحدٍ على طبقاتِ الدرچ...لتسرع بخطواتها للأعلى بخصرها الحوري ، وكي لا يكشف أمرها..مهرولة.
بينما في الداخل:
مازالوا واقفين آمام بعضهم البعض، وهم ناظرين لأعين بعضهم...عينيه مليئة بالضيق والغيرة أما هى؟، مليئة بخجلِ أنثى وتعجبِ قليلاً من حديثه
زمرد بتعجب: مش فاهمة..تقصد ايه؟
إعتدل هو في وقفته..ليرجع خطوة للخلف وهو ناظراً لعينيها الزمردة كي يقول: ليه ركبتي معاه...مع واحد غريب!، وليه دخلتي المكان دة؟!..
تغيرت ملامحها سريعاً...لتعلم أنه قد حان وقت الحساب منه هو، ثم أكمل بضيق: ليه يازمرد؟
أخرجت تنهيدة نفاذ صبر..فهى لم يعد لديها طاقة لكل هذا، ثم فردت ذراعيها وهى تقول بإستسلام: عشان انا كدة..تمام؟
ثم تركته وكادت أن تتوجه للداخل ولكنه أوقفها بحديثه ليقول بضيق: انا ماخلصتش كلامي.
نظرت لنواحي آمامها..بتوتر شديد!، فهى ليست مستعدة لتلك المواجهة..لتستدير اليه بنظرات عينيها الحزينة.
زمرد بتوتر: عشان انا كدة..بثق في الناس بسرعة، زي وجودي هنا وقعادي معاك هنا..وثقتي فيك.
آدار وجهه لناحية أخرى بغضب عارم...ليعاود النظر لها من جديد وهو يقول بضيقٍ شديد ولوم: مش مبرر!..مش مبرر تروحي مع واحد غريب!، وشوفي الموضوع وصل لايه؟!
تغيرت ملامحها قليلاً لتبتسم بسخرية ممزوجة بالألم في عينيها لتجتمع دموعها من جديد بهما وهى تقول: انت بتعايرني؟
تقدم خطوتين ليمسك يدها...بينما هى نظرت ليديه المُمسكة بهما بلطف، ثم رفعت نظرات عينيها اليه..ليقول بهدوء: مش بعايرك انا عايز افهم، ومن حقي اعرف اللي حصل...قتلتيه ليه؟
تغيرت ملامحها سريعاً...لترمش بعينيها بإضطراب قليلاً، يعدما إختفت إبتسامتها الساخرة ليسير آمام عينيها..مشاهد ذلك المجنون..السادي معها...وهو يتلذذ بتعذيبها، ووقوعها من على طبقات الدرچ وإقترابه منها المليء بالسادية المهينة!...يحاول الإقتراب منها بقسوة وكأنها دمية، ثم نزلت دمعة من عينيها..لتزيل يديها من يده سريعاً، بعدما شعرت بالرجفة الكبرى داخلها...ثم رجعت للخلف وهى تقول بتوتر شديد...بينما هو عقد حاجبيه قليلاً من حالتها التي تغيرت فجأة هكذا!
زمرد مسرعة بتوتر شديد وهى تنظر لنواحي اخرى بإضطراب: اللي حصل؟، اللي حصل...انه...انه....
اخذ صدرها يعلو ويهبط بقوة...لتضع هى يدها بإضطراب نفسي شديد..على ظهر رقبتها، في أقل من ثانية لتزيلها وهى تقول مسرعة: انه....هو...
بينما عقد داوود حاجبيه مما يراه آمامه..بحالتها الغير طبيعية تلك، ويديها التي ارتعشت فجأة، ووجهها الذي أصبح من اللون الأصفر!
داوود بتعجبٍ شديد: زمرد؟...
بينما هى أخرجت تنيهداتها لتبلع ريقها وهى تنظر لنواحي أخرى..لتكمل مسرعة بتنهيدة توتر وهى تحرك يدها: حاول يتهجم عليا، وبعدها بعدها...
ثم أسرعت بخطواتها للداخل ولكنه امسكها سريعاً...ليقربها اليه سريعاً ليعانقها كي تهدأ وهو يقول بقلق: تمام!..خلاص تمام....
بينما هى أخذت تتنفس عبر فمها...لتنهمر دموعها، ثم بادلته العناق بقوة...ليعقد هو حاجبيه ببرائة وهو ناظراً آمامه لم يستوعب ماقالته له، فمن هؤلاء عديمي الضمير...حيوانات مفترسة!...أمازال لهم وجود هنا؟
ليبلع ريقه وهو ناظراً آمامه بحزن..نادماً على سؤاله لها، فهو لا يتخيل انه قد قام أحد بلمسها بتلك الطريقة المُهينة!!، ليقبض ذراعيه عليها بقوة...بينما هى شعرت بعظامها التي كادت أن تنكسر.
داوود بحزنٍ شديد: خلاص انا اسف، انا اسف...اسف اني سألتك.
أخرجت تنهيداته الباكية بين ذراعيه هكذا...لتشعر بمأمنها به هو..هو فقط، ومشاعره اللطيفة ناحيتها...على الرغم من غضبه الا انه تحول فجأة الى آمانها، لم يخبرها بحبه لها..ولكن لنقول بأن أفعاله قد قالت..حالياً!
ثم دفن وجهه في رقبتها كي يستنشق رائحتها الجذابة وهو يقول بنبرة هادئة: خلاص عدى..تمام انا معاكي خلاص.
فتحت عينيها لتشعر بمشاعره تحتويها من كل مكان!...ولتشدد عناقها به أكثر.
..............................
في منزل سمر:
كادت أن تضغط على زر إشعال الضوء في المنزل، ليضيء هو الأباچورة وهو يقول: حمدالله على السلامة.
آدارت وجهها اليه سريعاً...لتفرغ شفتيها قليلاً بعينيها المليئة بالصدمة الكبرى!!...لتراه جالساً على المقعد وهو واضعاً قدماً فوق الأخرى والإبتسامة الماكرة!..الشيطانية على وجهه!، ليكمل هشام بمكرٍ شديد: لتكوني فاكرة انك هتفلتي بعد اللي عملتيه فيا!!!!!
توقفت في مكانها..بعينيها المليئة بالدهشة الكبرى!، ثم تركت الحقيبتين التي بيدها لتلقى ارضاً امامه...بينما هو راقب هذا بعينيه المليئة بالمكر.، ثم ابتسم بسخرية كبرى بجوار شفتيه مصطحبة بتنهيدة.
هشام بابتسامة ساخرة: ايه!...
ثم رفع نظرات عينيه البنية الجذابة اليها وهو يقول بهدوء قبل العاصفة: انا كنت فاكرك عارفة اني هاجي!!
اخذ صدرها يعلو ويهبط بقوة...لتبلع ريقها، ثم رجعت خطوة للخلف بعدما وضعت يدها على وجهها كي تمسحه بتعب نفسي..لتسند ظهرها على الباب ، ثم ازالت يدها وفتحت عينيها وهى ناظرة له بصمتٍ..مميت!
فهى لم تتخيل وجوده هنا..والان!!
هشام بابتسامة جمود: كنت فاكر انك هتيجي في معادك....
ثم رفع يده قليلاً امام عينيه لينظر لساعته باهتمام مصطنع!...ليعقد حاجبيه قليلاً وتلك الابتسامة مازالت على ملامحه وهو يكمل : قبل ١٠ دقايق !
اخرجت تنهيدة تعب نفسي شديد..وهى ناظرة لناحية اخرى بعينيها المتعبة الواسعة...ثم قامت بخلع حذائها الذي بالكعب..الانثوي امامه، بينما هو نظر لفعلتها بابتسامة شيطانية منتظراً رد فعلها على حديثه...ولكن اين؟
سمر بهدوء: كنت عارفة انك راجع.
انهت ماتفعله لتعتدل في وقفتها وهى ناظرة لعينيه بجمود...بينما هو ادار وجهه لنواحي اخرى وهو يرى المنزل من حوله..كاشارة جسدية باعجابه بذلك المكان وهو يقول...
هشام بابتسامة اعجاب: عرفتي ترجعي المكان زي ماكان واحسن!، عملتي حسابك في كل دة!....
ثم نهض من مكلنه سريعاً..بعدما تحولت ملانحه وجهه للثورة العارمة! ليكمل بصوته الخشن المرتفع وهو ناظراً لها: لكن اللي ماقدرتيش تعملي حسابه هو رجوعي!!
اغمضت عينيها سريعاً تأثراً من صوته الجهوري امامها...ولكنها تلك المرة اغلقتها...بقوة!، ثم فتحتهما بحزن لترفع وجهها اليه....وهى تشعر بذلك الحجر الموضوع على قلبها ولكنها...لا تستطيع! لا تستطيع ان تزيحه...مطلقاً!!
ليأتي اليها بخطواته المسرعة ليمسك احدى ذراعيها بعنف شديد!...وعينيه التي بها القسوة!! وهو يصيح في وجهها: عارفة انا راجع ليه؟..عارفة ولالأ؟!
شعرت بالرعب داخلها من صوته في اذنيها...ولكن لا لن تظهر ضعفها ذلك، لتنظر للأرض بعدما جذبت ذراعها من يده وهى تقول بهدوء: عارفة.
ثم رفعت نظرات عينيها اليه لترى عينيه التي تريد قتلها..وفصل جسدها عن رأسها..والان!
تقدم خطوة لتشعر بأنفاسه الحارة تفوح وجهها الرقيق...ليمسك رقبتها بين يده اليمنى بعنق وقسوة! وهو يقول بغضب عارم: وطالما عارفة دة ايه؟....
ليشير باصبعيه ناحية رأسه التي بها جرح وموضوع عليها الشاش، بينما هى ضغطت بقوة على شقتيها..كي تتحمل الم انقطاعها عن النفس ليزداد هو ضغطاً وهو ناظراً لعينيها بغضب عارم وهو يكمل: دة ايــــه؟!!، نسيتي كل اللي بنا؟....نسيتي حتى نفسي معاكي على سرير واحد، تعملي فيا انا كةد؟!
ليتزيحها للجانب بقسوة...ليترك رقبتها بعنف كأنها حقيبة القاها بجواره، لترتمي هى على الطاولة التي بجوارها...لتززل على الارض بهدوء بملامحها المليئة بالحزن، ثم وضعت يدها بجانب بطنها بألم على اثر الدفعة..ويدها الاخرى ناحية رقبتها وهى تخرج تنفاستها بصعوبة...اما عنه هو؟
اعتدل في وقفته وهو يخرج تنهيداته الكشتعلة بالغضب...معطيها ظهره ليسير خطوتين بعيداً عنها.
سمر بنبرة حزن شديد: ايوة نسيت...
توقف في مكانه نصفه العلوي بها قليلاً...ثم عقد حاجبيه قليلاً بتعجب...بملامح وجهه المليئة بالجمود ولكن عينيه؟، عينيه بها الالم الكبير...بينما هى نهضت من مكانها بصعوبة وهى تخرج تنهيداتها وتقول: عارف نسيت ليه؟...
ثم اعتدلت في وقفتها لتمليء عينيها بالغضب العارم تجاهه ولاول مرة تظهر مشاعرخا بهذا الحجم!...لتكمل بعدما اصبحت واقفة امامه مباشرةً وناظرة لعينيه البنية: عشان انت مافيش فرق بينك وبين اي واحد كان معايا ياهشام.
فرغ شفتيه قليلاً بصدمة!..الم!..دهشة!!، كيف لها ان تجرحه بهذا الشكل..تخبره بان انفاسه معها في ليلة ما لم تكن شيئاً يذكر!!...مثله مثل اي رجل بغيض مع رخيصة الثمن مثلها!!، لتمتليء عينيه بالدموع وهو ناظرا. لعينيها...لقد وقع في غرام الفتاة الخطأ للمرةُ....الثانية!
ليبتسم بجمود تام...وانهمرت دمعة من عينيه وهو مازال محتفظُُ بملامح زجهه الجامدة علر الرغم من انهياره الداخلي وهو يقول...
هشام بابتسامة مؤلمة اظهرت اسنانه: انتِ بتقولي ايه؟!
تقدمت الخطوات البطيئة لتزيل يدها من على رقبتها...وهى ناظرة لعينيه ليرى تلك القسوة بهما وتحول هو الى...ضحية!
سمر بجمود: اللي سمعته...زيك زي اي واحد كان معايا،......
ادار وجهها للناحية الاخرى سريعاً..كاشارة جسدية بمقاطعة حديثه وعدم الرغبة بالاستماع لها!، فكلماتها جعلته لثاني مرة يستمع لتكسير قلبه كالزجاج!!
بينما هى ابتسمت بسخرية اظهرت اسنانها البيضاء وهى تسخر منه..وبقوة! لتضع يدها على صدره لتكمل: ايه؟..مالقتش حد يبسطك فقولت تجيلي؟
ادار وجهه اليها سريعاً...لترى عينيه الممتلئة بالدموع المحتجزة، فهو يعشقها...وصل به الى العشق القاتل!...ولكن هى؟ ماذا عنها...تكرهه وبقوة!!، ثم انزلت يدها الموضوعة على صدره..لتعطيه ظهرها وتوجهت ناحية الطرقة كي تدخل للداخل ولكنه...اوقفها بصوته المرتفع بعدما رفع اسصبعه السبابة ناحيتها: انتِ بتحبيني...
توقفت في مكانها....لتتحول ملامحعا للضعف قليلا!، فهو يريد مواجهتها ولكنها اضعف من ذلك بكثير!...ثم اكمل هو بانفعال: ماتحاوليش تنكري دة!!
بلعت ريقها...وهى تنظر لنواحي اخرى باضطراب وهى كاتمة حزنها بداخلها، لتعطيه شعور اللامبلاه ثم تقدمت خطوتين اخريين ولم تعطيه ارد....ولكنه اوقفها مجدداً بصوته الثابت: انا مش علي...
توقفت في مكانها...لتفرغ شفتيها قليلاً بدهشة!..لشعر برعشة قلبها فهو يعرف جيداً كيف سضعفها لأجله!، ثم ادارت جسدها اليه بهدوء تام...بنظرات عينيها النائمة..المميتة!
ليكمل هو بدصهر الذي يعلو ويهبط...فعندما يشعر انه سيخسر كل شيء يحاول الاتجاه لرد تلك الضربة نفسياً!
: مش علي اللي حبتيه وروحتي قتلتيه عشان اختك!...
اخرج تنهيداته وهو ناظراً لها بضعف كبير: انا مش هو.
شعرت بذلك الخنكر الذي يضغط علسه بداخلها من جديد...اكثر واكثر، لتبتسم بالم..ممزوجة بالسخرية التامة وهى ناظرة لنواحي اخرى..كاتمة بالداخل حزنها المميت.
لتخرج تنهيدة ساخرة حزينة وهى تقول: بقا هو دة الكارت بتاعك؟
اعتدل في وقفته...ليرفع رأسه للاعلى بشموخ بابتسامته المليئة بالانتقام..تجاهها! ، كلما جعلها تنكسر شعر بالانتصار..اكثر!
بينما هى تقدمت خطوة وهى ناظرة لعينيه بلوم شديد: فين هشام اللي كان ناوي ييجي يحاسبني!..ويعمل فيا نفس اللي عملته فيه؟!
تحولت نظرات تينيه للضعف...حزن!..الم!..لوم! ، كيف له ان يقع في عشق فتاة كانت تريد قتله وصوبتها ناحية رأسه بالتحديد!!
مازالت ملامحه مليئة بالجمود وهو ناظرا. لعينيها...لتنزل نظراته ناحية شفتيها قليلاً تعبيراً جسدياٌ بالرغبة ناحيتها هى..هى فقط
ثم رفع نظراته مجدداً ناحية عينيها وهووبيقول بحزن: بعد كل اللي عملتيه فيا دة!...انا لسة بحبك.
اخرجت تنهيدة ساحرة لتمسح وجهها بيدها اليمنى بملل وكادت ان ترحل ولكنه جذبها اليه ليمسك وجهها بين يديه...ليلتهم شفتيها في قبلة!!
قبلة مليئة بالشغف والرغبة...وكأنها قامت بذلك السحر كي يدمنها هكذا!، في لحظة واحدة ضعفت واستسلمت لقبلته..ولكن شعرت بعظام وجهها التي تؤلمها وهو ممسكا. بها كي لا تهرب من قبلته!
ليبتعد عنها وهو يأخذ انفاسه...وانفاسهم الحارة ترتطم ببعضها البعض، لتضع يديها الصغيرتين على صدره كي تحاول ابعاده ولكنه امسكها من خصرها بيديه الشخمتين كي لا ترحل...ولكنها الان تحت تأثير انفاسهم الحارة التي تتعانق كالنيران!
لا يرغبان ببعضهما مطلقاً..ولكن القلب لديه رأي اخر!
سمر بنبرة ضعيفة : مش بتحبني..انت مابتقبلش بالخسارة.
استمع لكلماتها ولكنه لم يعطيها رداً...فهو مازال تحت تأثير انفاسها وهم الاثنين مغمضين الاعين، ليجذبها من خصرها واستدار بها ليلتصق ظهرها بالحائط...وهو محيطا. بها وهو مرتبطين بانفاسهم الحارة ليلتهم شفتيها مرة اخرى بشغفٍ كبير...تملك...ادمان!، حتى بعدما ارادت قتله...يريدها!
فهذا ليس حباً..بل مرض!!، اخذ يتعمق في قبلته المليئة باىشغف والمشاعى...وهى تبادله قبلاته الشفافة...حتى وضع يده خلف ظهرها لينزل سحاب فستانها لأسفل وهو في ذلك السحر معها...لا يستطيع ان يبعد شفتيه عن شفتيها...ولا قلبه عن قلبه!
..............................
في منزل داوود:
في غرفة المعيشة:
مازالوا واقفون في مكانهم لبضع دقائق!...ذراعيه محيطة بجسدها الحوري وهى ملتصقة بصدره العريض، تستمع الى صوت دقات قلبه التي ترتفع اكثر واكثر!..لا يعرف لِما تحولت دقات قلبه الى هذا الشغف الكبير..أيعقل ان يكون وقع في غرامها بكل تلك السهولة!!؟..نعم لقد اعترف بداخله انها قد ادخلته في ذلك السحر معها من.. جديد!
اخرجت تنهيداتها الساخنة على صدره وهى مغمضة الأعين قليلاً بحزنٍ شديد، ليشعر هو بالندم الشديد بداخله...تمنى لو كان معها في ذلك الوقت ومنع عنها تلك القسوة الكبرى!
ثم فتحت هى عينيها قليلاً بعدما هدأت..لتبتعد عنه بهدوء وهى ناظرة لعينيه ببرائة شديدة، بينما هو لم يستطع ان يصمت اكثر من هذا امام عينيها...ليقترب قليلاً بعدما وجه نظراته ناحية شفتيها بشغف..رغبة..مشاعر، الان يخرج عن السيطرة كي يعبر لها عن مابداخله من مشاعر كبرى!
شعرت بأنفاسه الحارة ترتطم بأنفاسهم أكثر..واكثر جرأة!، وكأنه يسير بسحر وليس بارادته هو!!..لينحني قليلاً على شفتيها بهدوء وكاد ان يلمس شفتيها الكرزية امامه، ولكنها ابتعدت سريعاً للخلف وهى تقول بقلق: هنعمل ايه دلوقتي؟
توقف في مكانه كالتمثال...ثم رفع نظراته الى عينيها بعدما رآها عادت خطوتين للخلف كي تضع مساحة آمان بينهما، ثم اعتدل في وققته بثبات لتتحول ملامحه للجدية والجمود من جديد وهو يقول بجمود: في ايه؟
انهى جملته ليراها واقفة بصدرها الذي يعلو ويهبط بخوف قليلاً منه، لتبلع ريقها وهى تنظر لنواحي اخرى وهى تشعر بالخجل الكبير مما كاد ان يفعله.
زمرد بتردد: في اللي حصل امبارح، إن...
داوود مقاطعاً بثبات: زمرد...
رفعت نظرات عينيها اليه بتردد..لترى عينيه البندقية الواسعة امامها، تلك التي تجذبها اليه مجدداً..وبدون توقف!
ليكمل داوود عندما تقدم خطوة لتشعر بأنفاسه مجدداً تفوح وجهها الرقيق بحرارة شديدة: لما اقولك تعتمدي عليا في حاجة يبقا ماتخافيش...
اخذت توزع نظراتها بهدوء على عينيه الاثنتين..وهى تشعر بدقات قلبها العليا عندما اصبح مقترباً منها بشدة...هكذا!
ثم اكمل بجدية: مافيش حاجة سبتها تثبت اي حاجة عليكي..خلاص؟
اخذت نفساً عميقاً..لتخرجه بتنهيدة راحة قليلاً، وهى ناظرة لعينيه البندقية بتوتر لتقول : اتفقنا.
تقدم خطوة بجوارها...ليمد لها يده كإشارة جسدية بالرحيل ولكن معها هى ايضاً.
داوود بجدية: تعالي عشان مانتأخرش.
عقدت حاجبيها بتعجبٍ شديد!..بتنظر ليده وهى با تفهم ما الذي يرسده،ثم رفعت نظرات عينيها اليه وهى تقول باشتفهام: على فين؟
اعتدل داوود في وقفته سريعاً..ليدير وجهه اليها وهو يقول بجمود: على اللي اتفقنا عليه اميارح.
ثم وجه نظراته الى قدمها...ليعاود النظر لها من جديد، كي يذكرها بحديثهم ليلة امس...تأففت باختناق يعدما فهمت مايقصده.
زمرد بضيق: لا مش هروح .
ثم كادت ان تتركه وتتوجه لغرفتها وهى تقف على قدمها اليسرى بصعوبة، ولكن حذبها من كوع ذراعها مجدداً..لتدير وجهها اليه وهى ترى الغضب في عينيه.
داوود بضيق : عايزة تقعدي بالشكب دة!
زمرد بضيق شديد: ايوة ماتدخلش دي حاجة تخصني انا...
تقدم خطوة وهو ناظراً لعينيها بقسوة..فتمردها معه هكذا يشعل غضيه وبقوة!
داوود مقاطعاً حديثها بغضب: زمرد...
صمتت وهى ناظرة لعينيه بضيق فهى لا تريد الذهاب لمكان كهذا!ر ليكمل هو وهو كاتم غضبه داخله: بلاش عند هننزل دلوقتي.
جذبت كوع ذراعيها من يده بتمرد وهى ناظرة لعينيه فهى لا تريد ان تفعل شيئاً قهراً عنها..مطلقاً.
زمرد مسرعة بضيق: وانا قولت مش هروح المستشفى..مش عايزة.
نظر لما فعلته الان..ثم رفع نظراته لها بجمود، ليعتدل داوود في وقفته..ليصبح واقفاً امامها مباشرةً...الان يعلم ماسيفعله جيداً.
داوود بجمود: يعني مش عايزة تروحي؟
زمرد بنبرة تمرد: ايوة...هتعمل ايه مثلا؟
ثم ارجعت خصيلات شعرها خلف اذنها باختناق..بينما هو انحنى ليحملها بين ذراعثها وهو يقول: تمام اللي تحبيه.
شهقت بدهشة مما فعله الان...لتنظر له وهى تقول بدهشة كبرى: انت بتعمل ايه، نزلني.
لم يعطيها رداً ليتوجه الى باب المنزل...بينما هى تحاول النزول ولكن لا فائدة.
داوود بجمود: هنزلك بس لما نوصل.
زمرد بضيق شديد: داوود بلاش كدة نزلني بثولك.
ليخرج هو من المنزل وهو حاملاً اياها بين ذراعيه وغير مبالياً بما تفعله، ثم نزل على طبقات الظرج مسرعاً حتى اصبح في الشارع
توقفت هى سريعاً عما تفعله عندما اصبحوا لي حيهم الشعبي...لترى الناس بأكملهم ينظرون لهم، ثم انكمشت بجسدها قليلاً...ليشعر هو بيدها التي وضعت خلف رقبته بطاعة ورأسها على صدرها، ليبتسم بنصر بداخله وهو يراها هكذا...قد استسلمت.
زمرد بضيق وصوتٍ منخفض: الناس كلها بتتفرج علينا..نزلني.
رفع داوود وجهه للآمام بجمود ونظرات نصر وهو يقول: يتفرجوا..
ثم انزل نظراته لها المليةو بالنصر..ليرى عينيها مليئة بالغضب الكبير تجاهه، ليكمل كي يحاول استفزازها اكثر: واحد ومراته ماحدش لي عندي حاجة.
ادارت وجهها للآمام باختناق...لترى سيارته جاء بها السائق الخاص به لينزل من السيارة كي يتوجه اليها داوود، ثم وضعها في المقعد الامامي واغلق الباب...لتنظر له هى من النافذة بضيقٍ شديد بانتصاره عليها هكذا وهى ترى تلك الابتسامة المليئة بالاستفزاز، ولكن لنقول انها شعرت بالغرام ناحيته من عينيه البندقية الجذابة تلك.
بينما توجه داوود للناحية الاخرى ودخل في سيارته كي يبدأ في قيادتها، لتراه ثرية وهى واقفة عند شرفتها الكبيرة ونى ناظرة لهم بغضب عارم...ثم تأففت باختناق لتدخل للدلخل وهى تشتغل غضباً من تصرفاته مع زوجته.
...............................
الحي الشعبي:
في منزل ثرية:
في غرفة مصطفى:
جالساً على مقعده الخشبي وامامه المسند الخاص بلوحة بيضاء..وبجوارها علب مختلفة الاحجام بها عدد من الالوان المائية الكثيرة والفُرش المتعددة، لينحني قليلاً وهو يرتب الالوان الخاصة به كي يستخدمها في الرسم..ليعتدل في جلسته وهو ناظرا. امامه
قد شرد عقله قليلاً عندما تذكر هيئتها الفاتنة امامه، وابتسامتها الخجولية وهى ترحب به عند دخولها...شعر بدقات قلبه القوية لا لايريد ان يقع في غرامها، كيف للشيطان بان يجذبه الى ذلك الاتجاه المقزز!!
انى له ان ينظر لزوجة شقيقه..ادار وجهه للناحية الاخرى كي يستقيظ من شروده ليتأفف باختناق، ثم وضع العلبة جانباً بعدما اخذ منها فرشة مناشبة له في رسم تلك اللوحة.
ليتردد في اذنيه صوتها مجدداً...ابتسامتها..ملامحها..شفتيها الكريزية..وجنتيها الورديه كل شيء!، لتوقظه من شروده الاحمق صوتها عندما دخلت للغرفة سريعاً وهى تقول بغضب : شوفت اللي حصل تحت؟
اخذ مصطفى نفساً عميقاً وهو مغلقاً عينيه بنفاذ صبر من دخلوها هكذا، ثم اخرجه بهدوء..ليدير وجهه الناحية الاخرى كي يهدأ من تعديها على خصوصيته بهذا الشكل.
ثم ادار وجهه اليها بجدية وهو مازال في مكانه ليقول بنفاذ صبر: حصل ايه تاني ياثرية؟
لتترك هى مقبض الباب وتتوجه اليه بخطواتها في الغرفة وهى تحرك يديها بغضب عارم سعتبي ملامحها الانثوية وهى تقول بضيق شديد: داوود..شايل مراته ونازل بيها عايز يخلي الكل يتكلم.
مصطفى باختناق: مايتكلموا؟ واحد ومراته عايزين ايه؟!
ابتسمت بنصف ابتسامة ساخرة بجواره شفتيها..لتتقدم خطوتين بتمايل وهى لا تصدق انه بيس في طرفها الان.
ثرية بنبرة ساخرة: يتكلموا!...لا دة انت شكلك نسيت كلامي بقا.
اعتدل في جلسته ليعطيها اللا مبلاه في الحديث..وهو يستعد لوضع الالوان المناسبة في ذلك اللوح الخشبي الصغير في يده ليثول بجدية: وانا مش هعمل حاجة زي دة.
ليكمل مايفعله بهدوء...رغم شعوره الدامبي المعاكس لما قاله تماما!، ولكن ماذا يفعل بجوار شيطانة مثلها؟..بينما هى وقف بتمايل قليلاً وهى واضعة يدها اليسرى في خصرها باعتراض على حديثه.
ثرية وهى رافعة احدى حاجبيها بنبرة صرامة: مصطفى..اللي اقوله يحصل.
مصطفى بنبرة اختناق: ودة هيفرحك؟..اني اعادي اخويا الكبير دة هيفرحك مش كدة؟...
صمتت قليلاً وهى ناظرة له والغضب في عينيه الاثنتين من حديثها..فهذا ماسيحدث ان كشف داوود الامر فيتكون عداوة كبرى بينه وبين شقيبه الاصغر!
ليكمل عندما ادار وجهه لها من جديد بجدية: لا ياثرية انا مش هعمل كدة.
ادارت وحهها للناحية الاخر كي تأخذ نفساً عميقاً ثم اخرحته باختناق شديد لتعود لابتسامتها الخبيثة وهى ناظرة له كي ينفذ ماتقوله.
ثرية بابتسامة مصطنعة: ياواد افهم..هو حقيقي ، دة كدة وكدة يعني ويطلقها وخلاص.
اخرج تأففاته باختناق لينحني برأسه قليلاً..بعدما مسك رأسه بين اصابع يده، نعم اصبح بداخله مشاعر تجاهها وفي اسرع..وقت!...ولكن لا يريد تنفيذ هذا في الواقع يريد ان يسجنه بداخله فقط
بينما اخرجت ثرية جيبها نسخة من مفتاح منزل داوود ووضعته على الطاولة...ليستمع مصطفى الى صوته، ثم رفع نظراته قليلاً ناحية المفتاح...بينما وضعت ثرية يدها على كتفه وهى تقول بابتسامة مصطنعة : دة المفتاح...هو اسبوع تخبص اللي اتفقنا عليه وخلاص مش عايزة حاجة تاني، ماشي ياواد؟
لم يعطيها رداً وظل ناظراً للمفتاح بتفكير..عميق...هاديء..بداخله الاسئلة الكثيرة والمتعددة، ايفعلها؟..ايخون شقيقه الاكبر من اجل مصلحة ثرية فقط ليس الا!!
ثم توجهت هى بخطوةتها ناحية باب الغرفة كي تخرج لتمسك سمك الباب وهى تقول بصوت عالي قليلا: هو اسبوع..اسبوع واحد بس،
ثم اشتدارت بجسدها اليه بنظرات مليئة بالجدية: وخبر طلاقهم يبقا مسمع في الحتة كلها.
ثم اغلق الباب خلفها وتركته جالس لم يتحرك انشاً..حتى لم يزيل يده من على على شفتيه وذقنه وهو ناظراً للمفتاح، ثم اعتدل في حلسته ليأخذ نفساً عميقاً واخرجه بتعب...ليعاود النظر للمفتاح مجدداً وهو لا يعرف ماذا سيفعل.
لينهض من مكانه...ثم توجه ناحية الطاولة ليأخذ المفتاح، ثم نظر امامه بجدية تامة...ثم ادار وجهه ناحية باب الغرفة ليتوجه...للخارج!
..............................
امام المشفى:
توقفت سيارة داوود امام المبنى الخاص بالمشفى..لينزل من سيارته بخطواته الواثقة وملامحة الجادة حتى وصل للناحية الاخرى من السيارة ليفتح الباب بقوة وهو يقول بنبرة حادة: انزلي.
ضغطت على اسنانها خلف شفتيها المغلقتين بضيق شديد وهى تقول: مش نازلة.
تمردها عليه جعله يشعر بالضيق اكثر ليعقد حاجبيه بغضب مكتوم كي لا ينفذ صبره معها.
داوود بنبرة غضب مكتومة:زمرد...انا قولتلك تنزلي ودلوقتي.
وجهت نظراتها الى المبنى لترمش بعينيها بضعف نفسي مما عانت به في ماضيها، ثم عاودت النظر اليه من جديد وهى مازالت مصرة على هذه الكلمات لتقول بضيق شديد: وانا قولت لا وعلى جثتي اني انزل او ادخل المكان دة ياداوود.
بعد ٥ دقائق:
دخل داوود المشفى وهو حاملاً اياها على كتفه مثل الاطفال وممسكاً بخلف ركبتيها مثل الطفلة بينما هى واضعة يديها الاثنين على ظهره... وخصيلات شعرها على وجهها منسدلة بنعومة ووجها خلف ظهره وهى ناظرة امامها بغضب عارم بما قام به الان! لتقول...
زمرد بضيقٍ مكتوم: وانت دلوقتي استفدت ايه يعني؟
ابتسم بثقة ليدخل المصعد وهو يقول بنبرة ارتياح: اني مشيت اللي في دماغي يازمرد.
ضغطت على شفتيها اكثر..لتغمض عينيها كي تكتم غضبها بداخلها ولا تخرجه به...اطلاقاً!، ثم فتحت عينيها مجدداً لتنظر للأرض بضيق شديد...فهى لا ترى سوى ظهره فقط ولكنها لا تريد ان تصعد مطلقاً..!
زمرد بضيق : داوود نزلني انا مش هتعالج.
رفع وجهه للأعلى بثقة تامة ليرمش لعينيه في هدوء تام وهو يقول بشموخ: وانا قولت كلمة ومش هرجع فيها، اذ كان عاجبك او لا.
شعرت بالغضب يچتاحها لتضرب بطنه بقدميها بسرعة...محاولة النزول بخفة وهى تقول بتمرد كبير: وانا قولت اني مش عايزة ونزلني دلوقتي و.....
كادت ان تنزلق من يديه ليتمسك بها جيداً واصبحت واقفة في تمايل وملتصقة بصدره العريض وانفاسهم تتعانق بحرارة...حرارة شديدة!، لتتقابل اعينهم معاً وهم ناظرين لبعضهم البعض...تحولت نظراته الغاضبة لهدوء تام بعدما شعر بانفاسها.
لم يخرجوا من هذا الشعور الغريب الذي يحاوط قلبهما سوى صوت انذار المصعد انهم...في الدور المناسب، ليدير داوود وجهه سريعاً ناحية البوابة كي يخرج من ذلك السحر ، بينما هى ظلت في مكانها لم تتحرك...حتى ملامحها الطفولية! بالطبع فهى الان...تحت تأثير انفاسه.
داوود بجدية: وصلنا.
ثم امسكها من كوع ذراعها برفق ليدخل الى الطابق الجديد ليسير به بينما هى مازالت تحاول ان تفيق مما شعرت به الان.
...............................
في منزل سمر:
نائمين على السرير بعدما قضوا وقتهم الممتع معاً!...حياتهم تسير بشكل غير طبيعي..اطلاقاً!
فتحت عينيها وهى نائمة بجواره...لتراه نائماً على ظهره وهو عارص الصدر ومدير وجهه الناحية الأخرى..انفاسه تخرج بشكلٍ منتظم، حاولت الاعتدال في جلستها بملامح كئيبة!..مُمية..مملة!، مشاعر سلبية كبرى تجتمع في عينيها النائمة...ولكنها لا تستطيع طرد كل تلك المشاعر!
ثم ازالت تلك الملائة التي على نصف جسدها وهى مرتدية فستان قصير يصل لمنتصف فخذيها من اللون البنفسجي الأنيق..وبحمالاته الرفيعة جدا على كتفيها الناعمتين، توجهت الى حمالة الملابس لتأخذ روبها القصير لترتديه بإهمال...ثم توجهت بخطواتها البطيئة الى خارج الغرفة.
اصبحت تسير في الطرقة حتى وصلت الى المرحاض..وبعد دقائق قامت بالخروج منه ونوجهت الى المائدة الموضوع في الصالة الرئيسية لتخرج كوبٍ نظيف..ووضعته جانباً، لتأخذ زجاجة عصير التفاح لتفتحها بملل وهى تسكبه في الكوب.
ليصدر صوت مليئا. بالجمودِ من خلفها : قولتلك انك بتحبيني واهو حصل!
توقفت في مكانها...بعدما استمعت لصوته، ثم استدارت اليه بصمتٍ تام..وهو ماندعوه الاستسلام!
لتراه واقفاً في منتصف الصالة وهو مرتدي بنطاله وقميصه ذو الازرار المفتوحه امامها...وتلك الابتسامة المستفزة على وجهه!!
سمر بابتسامة ساخرة بجوار شلتيها: وانت كنت جاي عشان تثبت دة؟....
لتختفي ابتسامتها الساخرة وتحتلها الجمود ببطء شديد...بينما هو وضع يديه في جيوب بنطاله بثقة وتلك الابتسامة لا ترحل...مطلقاً
لتتسع ابتسامته مجدداً كي لا ينفجر بها غضباً..ثم توجه ناحيتها بخطواته الثابتة..البطيئة جداً، لتنظر هى لهما وهم آتيان اليها...وتلك الابتسامة في وجهها التي تعلن عن قوتها امامه!
ثم سند هشام يده على الحائط ليحيطها من جميع النواحي وهو ناظراً لعينهيا وهو يقول بثقة كبرى: لا عشان اثبتلك انك بتعشقيني..زي الكلبة.
شعرت بالاهانة الكبرى من كلماته تلك...فهى مريضة بحبه ولكن لديها عقل في الواقع حين يتحكم يعرف كيف يقف في وجهه.
اختفت ابتسامتها يبطء...لتمليء الدموع بعينيها ولكنها محتجزة بالداخل لتبتسم مجدداً بضعف وهى ناظرة بعينيه تتظاهر بالقوة وهى ليست كذلك!
سمر بابتسامة مصطنعة: لا دة عشان تقول انك ضعيف وماقدرتش تقتلني!؟
شعر بالغضب الكبير بداخله بعدما علم انه ضعيفُُ امامها!..نعم هو كذلك لانه وقع في غرامها ولكنه بمرضٍ كبير!
ثم ابتعدت عنه بخطواتها متوجهه ناحية الطرقة...فهى لا تريد رؤية وجهه، ليوقفها بصوته وهو يقول بعدما استدار اليها.
هشام بجمود: عندي ليكي حاجة تعمليها.
وقفت في مكانها لتغمض عينيها باختناق شديد..ثم فتحتهما لتخرج تنهيدة تعب ثم ادارت وجهها اليه، لتراه واقفاً وتلك الابتسامة الخبيثة على وجخه وممسكاً بيده ورقة بها عنوان ما؟
ليكمل هو بثقة بعدما رفع يده قليلاً ناحيتها كي تأخذ العنوان : عنوان زمرد هتروحي تعقليها وتخليها ترجع....
شعرت بضربات قلبها القوية...ايريدها ان تعيدها له من جديد؟ تعيدها للعذاب ذلك؟، بينما هو وضع تلك الورقة على المائدة..ليتوجه الى المرآة الموضوعة جانبا. ليغلق ازرار قميصه بثقة كبرى وهو يقول بابتسامة غامضة: عشان لو روحت بنفسي انتِ عارفة انا ممكن اعمل ايه!
ثم ادار وجهه اليها بابتسامة خبيثة، ليتوجه الى باب المنزل وقام بالخروج منه...ليغلقه خلفه بكل قوة! ، بينما هى اغمضت عينيها على اثر ذلك الضجيج..ثم فتحتهما بهدوء لتنظر لتلك الورقة بضيق.
...........................
في منزل عائلة داوود:
نزل مصطفى من على طبقات السلم وهو مرتدي بنطال چنس انيق من اللون الأسود..وفوقه البلوڤر الرمادي بأكمامه وفوقه الچاكت الخاص به،ثم توجه بخطواته ناحية باب منزل داوود..ليقف امامه بهدوء بعينيه البنية..وبشرته البيضاء وخصيلات شعره السوداء بتلك الملامح الوسيمة، وضع يده على زر الجرس وهوويقوم بالضغط عليه لسقول: داوود؟
لم يستمع لرد..ليقوم بضغط الزر مجدداً فهو يظن انه هنا، ليكمل بعدما تقد حاجبيه قليلاً بتعجب: كنت محتاج الحاجة بتاعتي!
ولكنه لم يستمع لأي رد مجدداً...لينزل اصبعه من على الزر، ثم نظر حوله بحذر كي لا يراه احدث..ليخرج ذلك المفتاح من جيبه ووضعه في البا ليقوم بالدخول للمنزل ثم اغلق الباب خلفه.
وفي داخل منزل داوود:
دخبل بخطواته المليئة بالحذر وهو ينظر حوله..محاولاً التأكيد بأن لا احد هنا لا هو ولا حتى زوجته، زوجته!...التي وقع في سحر عينيها منذ الوهلة الأولى !! ، الشيطان هو من جعله يقع بها هكذا..ولكن لا لا يمكن يحول تلك المشاعر الى فعل فهو ليس دنيئاً لهذه الدرجة ولكنه يتمنى!
فتلك النفس البشرية دائماً..امارة بالسوء!
ليتوجه بخطواته الجادة ناحية غرفة نوم ما..ليدخل بها وهو يبحث بعينيه عن صدوقه الذي تركه امانة هنا لدى داوود.
ثم ادار وجهه الناحية الاخرى ليرى صندوقه موضوع جانباً...ليبتسم بسعادة كبرى بعدمت وجده وهو يقول: ولقيتك اخيراً.
ثم حمله بين يديه وهو متوسط الحجم...وكاد ان يعتدل في جلسته ولكنه رأى..غرفتها!
غرفتها الخاصة هى وداوود بابها مفتوحُُ قليلاً...ليدعوه بالدخول ورؤيتها، اعتدل في وقفته قليلاً بعدما ترك مابيده...وهو شاردُُ ناحية الغرفة قليلاً
ثم سار بخطواته خارج تلك الغرفة ليتوجه لغرفتهم بهدوء...سحر يجذبه لها..فضول! لا يعلم سببه قط، ثم دخل غرفتهما ليشعر برائحتها منتشرة في المكانِ...بأكمله!..ليتوقف في مكانه عندما رأى فستانها معلقاً امامه على الباب، فرغ شفتيه قليلاً..ماذا ان كانت معه وليس مع شقيقه الاكبر؟
كان من الممكن ان يتغير الكثير من الاشياذ..الكثير!، ثم ادار وجهه ناحية السراحة..ليتوجه بخطواته الهادئة ناحية فرشاة شعرها، ثم امسكها بيده لينظر بهدوء...ثم قربها الى انفه وهو يشم رائحة شعرها الجذابة الرقيقة جداً، اغمض عينيه وهو يتخيلها معه..هو فقط!
انه يعترف الان انه وقع في غرامعا.ظ.بينتفض جسده سريعاً على صوت دخول احدهم للمنزل!!
اخذ يتحرك يميناً ويساراً بتوتر شديد..تردد!..متاهة كبرر امامه، لا يعرف اين يذهب..واين يختبيء الان؟، ثم توجه سريعاً ناحية الدولاب وقام بالاختباء به واغلق الياب عليه جيداً..ولكن ترك انشاً صغيرا. ينظر بعينيه منه، ومازال ممسكاً بيده الفرشاة الخاصة بها.
لتدخل زمرد الغرفة بملل واختناق...ثم امسكت خصيلات شعرها لتجعلها على جانب رقبتها، لينظر اليها مصطفى من طرف الدولاب...ليبتسم بهدوء..ابتسامة لا ارادية تجاهها، ثم هى بخطواتها الى المرآه بعدما وضعت الحقيبة جانبا. لتخرج ممها المرهم...ثم ارجعت يدها للخلف كي تنزل سحاب فستانها قليلاً.
لتختفي ابتسامة مصطفى بعدما رأى تلك الجروح المتعددة!...وكأنها عادت لعصر الجاهلية..الذين كانوا يربطوهم من ايديهم ويقومون بضرلهم على ظهرهن بعنف!، ليعقد حاجبيه قليلا بعدم استيعاب ما رآه....تمنى لو كان هو مكان داوود الان لآتى ليعانقها على ماتعرضت له!...يتانقها بقوة كي يهون عليها ماحدث.
بينما اخذت زمرد نقطتين من المرهم لتضعه جانباً ثم نظرت للمرآه بنظرات صمت..انكسار!...استسلام لما حدث لها في الماضي، ثم ارجعت يدها خلف ظهرها لتضع عليه ذلم المرهم بهدوء...ناظرة للمرآه تتذكر ذلك الحزام الذي كان ينزل على ظهرها بعنف من والدها، لتشعر بيد رجل وضعت على ظهرها...ثم فتحت عينيها لتراه واقفاً بجوارها...انه داوود!
ادارت وجهها اليه بحزن..ولكن قلبها يدق بقوة ناحيته!..الان تقسم بداخلهة انها وقعت في غرام عينيه البندقية الواسعة، لتشعر بيده الحنونة على ظهرها يحرك اصبعه الابهام بحنان على بشرة ظهرها...نظرت لعينيه البندقية.... بينما هو شعر بالرغبة الكبيرة ناحيتها لينحني قليلاً على شفتيها ليطبع عليها قبلة رقيقة جدا!
بينما ادار مصطفى وجهه للناحية الاخرى سريعا وهو يشعر بالحزن الكبير بعدما رآهم هكذا...لا لا يتحمل هذا، ليشعر داوود انها تحتاج لبعض الهواء...ليبتعد عنها قليلاً وهو مغمضاً عينيه تحت تأثير شفتيها...ليفتحهما وهو يشعر بانفاسها ترتطم في انفاسه بحرارة، بينما هى فتحت عينيها ببطء لتنظر لعينيه ببرائة شديدة...شعر بالرغبة اكثر وانه يريد الاقتراب منها مجددا...ولكن لتستمر القبلة طويلا
وكاد ان يقترب مجدداً..ولكن استمعوا الى صوت آتٍ من الدولاب وكأن احداً بالداخل ليديروا وجوههم ناحية الدولاب بدهشة و.......
...........................
في منزلٍ ما:
في غرفة المعيشة:
توجه بخطواته الفخمة...ليجلس على المقعد بأريحيه وهو يخرج تنهيدة بملامحه الثابتة..الواثقة! ، وعينيه البنية القاسية..بنظارته الطبية...رفع وجهه للأعلى بتعالي وشموخ وهو واضعاً قدماً فوق الاخرى ليقول بجدية: كنت عارف انك هتفضل دراعي اليمين....
لينزل رأسه ذلك الشاب الذي واقف امامه وهو شابكاً يديه امام خصره بطاعة، بينما اكمل هشام بعدما ابتسم بفخر: قولت على مكانها رغم انك عيشت معانا حاجات صعبة!،....
ثم امال قليلاً للجانب ليخرج (رُزمتين) من الاموال!، ثم القاهم امامه باهمال على الطاولة وهو يقول: عشان كدة تستحقهم.
بينما نزل ذلك الشاب على ركبتيه سريعاً ليإخذ تلك الاموال بلهفة، ليحتضنهم بيديه ونهض من مكانه سريعاً...لينظر للارض وهو يقول..
مختار بطاعة : احنا خدامينك.
ليبتسم هشام اكثر بثقة كبرى وغرور و.....
...............................
في مبنى ما:
خرجت نهلة من الاسانسير وهى مرتدية عبائتها السوداء الملتصقة بخصرها لتوضح جسدها الحوري...وبحجابها الغير منطقي! ظاهرة خصيلات شعرها امامها وخلف ظهرها!، توجهت بخطواتها ناحية باب منزل والدة سيرين وهى ممسكة كيس كبير من اللون الاسود! وكأنه خاص بالقمامة؟
وضعت يدها على زر الجرس لتاخذ نفساً عميقاً وتخرجه بابتسامة ارتياح ممزوجة بالإنتصار الشديد، وهى بتلك الابتسامة المستفزة، لتفتح لها سيرين التي ظهرت امامها...وهى مصففة شعرها برقي ومرتدية بچامة...لتتحول نظراتها للضيق فور رؤيتها لنهلة.
لتتقدم نهلة خطوة حتى أصبحت امام سيرين مباشرةً وهى تقول بإبتسامة مستفزة: نسيتي شوية الهدوم دي في الشقة....
عقدت سيرين حاجبيها وهى ناظرة لها..ثم نظرت لتلك الكيسة السوداء عديمة القيمة التي في يد نهلة!، لترتب نهلة حجابها وهى تقول مسرعة: انا قولت بقا مايصحش لازم اجيبهوملك لحد عندك...وكله بالاصول.
ثم عكست حجم الكيس الاسود..لتصبح فتحته من اسفل ويخرج منه ملابس سيرين!!..ليلقوا ارضاً بإهمال! وكأنهم....قمامة!!
نظرت سيرين لملابسها وهى تلقى بهذا الشكل المهين...بينما اعتدلت نهلة في وقفتها وهى تتحرك بدلال لتكمل بنبرة مرح: كدة ولا ايه يابنت الاصول؟
لترفع سيرين نظراتها التي تحولت للحدة الكبرى!..تجاه نهلة وهى تريد قتلها...والان! و.....
الثالث عشر من هنا