اخر الروايات

رواية ما بين العشق والخذلان الفصل الحادي عشر 11 بقلم هدي زايد

رواية ما بين العشق والخذلان الفصل الحادي عشر 11 بقلم هدي زايد 


تفاجئت “سچى” به يحاوط خصرها بقوةً ثم خطف شفتاها في قبلة عميقة و كان منها إلا تبادله نفس القبلة و هي ترخي جفنيها أما هو فكانت عيناها مفتوحتان عن آخرهما يُشاهد انكسار حبيبته وهي تراه مع أخرى، استمرت قبلته رغم أنها غادرت المكان بل عمقها وهو يرخي جفنيه ليرتوي من رحيق شفتاها حاوطت رقبته ثم غرزت أناملها في مؤخرة رأسه جاذبة إياه لها لتؤكد لنفسها أنها بين احضانه، دفعها بعيدًا عنه و قال:
– يلا عشان تمشي وقتك خلص .
عقدت ما بين حاجبيها وهي تعيد كلمته، جذبها من كفها ليجرها خلفه دون أن يرأف بحالتها التي آلت إليه، توقفت فجأة نازعة يدها من يده بعنف شديد و هي تقول:
– هو إيه اللي وقتك خلص مش فاهمة ؟!
تنفس بعمق دون أن يستدار بجسده لها، إما هي فكانت تنهال عليه بالاسئلة واحد تلو الآخر
نادته و لم يجيب، خطت نحوه بخطواتها الواسعة و السريعة عاقدة ساعديها أمام صدرها ثم قالت:
– لا معلش افهم يعني إيه وقتي خلص ؟!
– ماتفهميش الموضوع غلط أنا بس كان قصدي .
تدخلت ” علياء” على الفور و الشماتة تملئ قلبها قبل عيناها حدثتها بإبتسامة واسعة قائلة:
– يعني خلاص مبقاش ليكي لازمة كان بيغظك بيا و انتهى الموضوع .
رد” رحيم” بنبرة غاضبة و قال:

– علياء متسوقيش فيها وبطلي هبلك دا
– هبلي ؟! هو أنا اللي قلتها ولا أنت يا سيادة المقدم ؟! عموما لو كانت زعلتك كلمتي فـ بعتذر لك .
ابتسمت ” سچى” إبتسامة شديدة التكلف ثم قالت بمرارة في حلقها:


– لا متعتذريش لأن لو في حد هنا لازم يعتذر يبقى اكيد أنا الحد دا يا دكتورة عن أذنكم .


كادت أن تذهب لكنه قبض على معصمها محاولًا تهدأتها، صفعته صفعة مدوية ثم وجهت سبابتها نصب عيناه وقالت:
– إياك تلمسني و مش عاوزة اشوفك تاني قدامي .
– سچى سچى .
كاد أن يركض خلفها لكنه منعته ” علياء” و هي تقول بعصبية:
– رايح فين دا اللي المفروض يحصل من زمان يا رحيم .
هدر بصوته الغاضب و قال:
– و أنتِ مالك بيا المفروض اعمل إيه ومعملش ايه ؟! سبيني و ابعدي عني بقى .
– دلوقتي عاوزني ابعد عندك ؟! قدرت تغسل لك مخك من ناحيتي ؟!
تابعت بنبرة مغتاظة :
– يا خسارة كنت فاكرك بتشتري اللي شاريك يا رحيم لكن طلعت بتروح للي بترخص نفسها و تترمي في حضن الرجالة
ختمت حديثها و هي تضرب بيدها على صدرها قائلة:

– و أنا أنا اللي عشت معاك العمر دا كله كنت بحافظ على نفسي لحد ما يبقى بين حاجة رسمي مش واحدة مافيش اي حاجة بينها و بينك و تعمل اللي عملته دا قد إيه هي رخيص و سهلة !
ابتسم له ثم قال:
– مش يمكن أنا مكنتش بقرب منك عشان قرفان مثلا مش عشان بتحافظي على نفسك ولا حاجة ؟!
-قرفان مني يا رحيم ؟!
صرخ بوجهها و قال بنفاذ صبر:
– ايوة قرفت كفاية بقى كفاية تفكري تاخدي كل حاجة ومتخسريش أي حاجة عاوزاني افضل لازق لك العمر كله و أنتِ تروحي تتجوزي وتعيشي حياتك و لاكأن في حيوان له مشاعر و احساسيس المفروض تحترميها !
سأله بغضبٍ جم و قال:
– عندك أيه تقدميه لي ها ردي عليا عندك ؟! اتجوزتي و اطلقتي و رحتي اتخطبتي ست شهور بحالهم لراجل تاني و حضرتي كل حاجة و كان فاضل على جوازك أسبوعين بس ها ردي عليا اصدقك ازاي و أنتِ بتقولي لي بحبك اصدقها ازاي انها ليا و طالعة من قلبك ؟!
ختم حديثه بكذب قائلًا:
– اللي بتقولي عليها سهلة و رخيصة دي الوحيدة اللي قربت منها مش عشان اغيظك ولا نيلة لا عشان بحبها .
سألته بنبرة متحشرجة أثر البكاء قائلة:
– بتحبها ؟! طب و أنا ؟!

– أنتِ أنتِ أنتِ إيه يا شيخة حرام عليكي كل حاجة أنتِ عاوزة كل حاجة أنتِ عاوزة تتدوسي عليا و على كرامتي بحجة إن ابوكي هو اللي بيضغط عليكي و عاوزة تروحي تشوفي حياتك و لما تكتشفي إن اللي عيشتي حياتك معاه دا في عيب تقولي لا ارجع لرحيم
صرخ بها وهو يُنهي حديثه قائلًا:
– عرفيني كدا لو اتجوزتك و غبت عنك لأي سبب إن كان هتعملي إيه ؟! هتروحي ترفعي قضية خلع و لا هتعرفي واحد جديد وتقولي أصل ابويا اللي ضغط عليا ؟! فوقي لنفسك بقى يا علياء أنتِ مش صغيرة أنتِ عندك خمسة وتلاتين سنة يعني كبيرة وفاهمة و ناضجة كان ممكناصدقك و اصدق ا‘إن ابوكي بيتحكن فيكي لو كنت قدر يفرض سيطرته على شغلك انما رغم كل محاولاته معاكي فشل انه يفرض رأيه عليكي و قدرتي تكسبي معاركك مع ابوكي في حتة شغلك و دا إكبر دليل يثبت لي إنك لما بتحبي بضمير مبتسبيش الحاجة اللي بتحبيها و أنا م لعبك في ايدك ولا هقبل بكدا يا ريت يا علياء تسبيني في حالي بقى أنا نفسي اشوف حياتي بعيد عن ضغطك ليا .
******
بعد مرور عدة أسابيع
كان الأيام رتيبة جدًا لم يتغير أي شئ في حياة البعض و البعض الآخر تغيرت حياته بشكلٍ جذري، أما ” سچى” فـ كانت واقفة في ملحها لا تتقدم خطوة واحدة و كأن أصابها الشلل التام، الشرود و الحزن كانا حليفها طيلة هذه الفترة الماضية، أتت صديقتها و ليتها لم تأتي هذا اليوم تحديدًا جلست على المقعد المقابل لمقعدها داخل المطعم ثم قالت بعفوية شديدة:
– و بعدين يا حزينة هتفضلي حزينة كدا لحد إمتى ؟!
ردت” سچى” بصوتٍ و نبرة تغلفها الندم الشديد قائلة:

– أنا ندمانة اوي و مش عارفة أنا اللي عملته دا ازاي وازاي كنت متساهلة معاه اوي كدا وليه مرفضتش اللي عمله !
ردت” ليلي” و جرحت صديقتها دون قصد:
– البداية التي لاترضي الله نهايتها لا ترضي صاحبها .
حركت ” سچى” رأسها قائلة بإنفعال:
– قصدك إيه قصدك إني قليلة الأدب عشان مدا ربنا وجعني كدا ؟!
– أكيد لا طبعًا مش دا قصدي خالص و بعدين ليه فهمتيها كدا سچى أنا كانقصدي أن دخولك بين رحيم و علياء و تفريقك ليهم هو دا اللي مكنش يرضي ربنا !
وثبت” سچى” عن مقعدها بهرجلة مما جعله جعله يسقط أرضًا حدثتها بنبرة غاضبة و قالت:


– قصدك إني خطافة رجالة زي المتخلفة الانية بتقول قولي قصدك مش كدا ؟! على العموم اديني سبته لها اياك بس هي تشبع بيه و تحافظ عليه و متضربوش في ضهره لما يروح لمهمة جديدة تبع شغله .
ردت “ليلي” بهدوء لتثبت حُسن نيتها:
– سچى خلينا واضحين أنتِ كل كلمة و التانية بتضغطي عليهو تقوليله انها متستحقش واحد زيه و انها خاينة
هدرت ” سچى” بصوتها الجهوري و قالت:
– و هي فعلا خاينة عشان راحت اتخطبت لغيره
-ملناش دعوة اتخطبت لغيره و لا فضلت منتظراه رجوع احنا لينا دعوة انك استغلاتي اللي حصل لصالحك و فضلت تنفخي في النار و هي يادوب مولعة .
– للدرجة دي شايفاني وحشة يا ليلي ؟!

ردت ” ليلي” بنبرة حازمة:
– طبعًا لا أنا كل قصدي إن ليه اللي حصل دا اساسًا و في الآخر وصلنا لإيه لأنك بالنسبة لها واحدة سهلة و رخيصة بتترمي في احضان الرجالة !!
بلعت ” سچى” مرارة حلقها وهي تقول:
– لاحظي إنك بتوجعيني يا ليلي و كلامك جرحني
– مش قصدي و الله يا سچى انا كـ
قاطعتها ” سچى” وهي تلملم متعلقاتها:
– مش مهم قصدك إيه يا ليلي عن إذنك عان عندي شوية شغل لازم يخلص النهاردا !
مدت لها يدها لتساعدها و هي تقول:
– انا جاية عشان اساعدك .
نزعت من يدها الدفتر بعنف و هي تقول بنبرة مقتضبة:
– متشكرة مبحبش حد يساعدني
– حد !!! أنا بقيت حد خلاص يا سچى ؟!
– وقتك سعيد يا ليلي عن أذنك عشان اتأخرت.
بعد مرور يومين من هذا الخلاف كانت جالسة أمام مطعمها تستمع بهدوء الجو و نسيمه عانقتها من ظهرها و هي تطبع قبلتها لحانية على خدها الأيسر ثم قالت:

– حقك عليا أنا جيت عليكي جامد .
نظرت لها و كأنها تشكرها على وجودها الآن تحديدًا حركت رأسها و دموعها تنهمر على وجنتها ثم قالت بنبرة مختنقة إثر البكاء:
– أنا اللي آسفة إني زعلتك أنتِ معاكي حق .
ارتمت بحضنها تبكي حتى خارت كل قواها لم تحدثها بكلمة واحدة تركتها تفرغ طاقتها لكامنة داخلها، تعلم جيدًا أن هناك من الكيثر حدث ويجب أن تعرفه لكنها لن تضغط عليها لن تتحمل، يكفي ما هي عليه الآن .
******
على الجانب الآخر و تحديدًا داخل منزل “بدران المُر” كان يجلس معه في غرفة الضيوف يستمع له و لحديثه حين قال:
– أنا عايز اتجوز سچى .
ذُهل “بدران” من حديثه سأله بوضوح قائلًا:
– رأيي ؟! لا هو أنا متسألنيش عن رأيي أنت شكلك مخطط و مرتب لكل حاجة يعني رأيي ميهمكش في شئ .
رد” رحيم” بعصبية مكتومة و قال:
– أنا ولا مخطط ولا نيلة دي مجرد فكرة مش أكتر
– و بالنسبة لـ علياء اللي فضلت مستنياك تسع شهور بحالهم هتقولها إيه ؟!
– على اساس أنها فضلت في التسع شعور دول لوحدها فعلًا متخطبتش لحد تاني ؟!


– ايوة فضلت منتظراك التسع شهور دول و بعدها خالك ضغط عليها

– دي كدابة محصلش الكلام دا !
– لا حصل
– و أنا بقولك محصلش
– حصل و لا محصلش احنا لينا اللي بيحصل حاليا و اللي هو واحدة فضلت مستنية واحد تسع شهور و بتلف وراه كعب داير و بعدها هيرميها و يقولها بالسلامة أنا لاقيت غيرك !
رد ” رحيم” بنبرة ساخرة و قال:
– على اساس انها يا حرام فضلت قعدة زي ازازة الخل و أنا الشرير اللي كنت بروح اتجوز و لما اطلق ارجع تاني مش كدا ؟!
رد” بدران” بإبتسامة خفيفة و قال:
– دا أنت بترد لها القدم بقى ؟!
رد” رحيم” بنبرة صادقة و قال:
– ربنا يشهد إني عمري ما اتمنيت الأذية لحد بس أنا اكتفيت منها خلاص اسلوبها و طريقتها مبقتش متحملهم .
رد ” بدران” ضاحكًا بسخرية:
– دلوقتي طربقتها و اسلوبها بقوا وحشين سبحان الله في طبع البشر !!
سأله بنبرة مغتاظة و قال:
– و لما أنت مثالي اوي كدا يا خفيف متجوزتش بنت عمك ليه ما هي نفس الوضع بالظبط ؟!

– لا طبعًا في فرق بنت عمي كنت أنا موجود و مسبتهاش متعرفش عني حاجة بالشهور انما علياء لفت وراك كعب داير !
– أنت عاوز إيه دلوقتي يا بدران ؟!
– مش عاوز حاجة أنا مش عاوز حاجة اللي يعجبك اعمله المهم مترجعش تندم على اختيارك لما تطلع واحدة جديدة في حياتك و تظلم سچى زي علياء كدا
– ليه هو أنت شايفني بتاع ستات !!
– أنا مش شايف حاجة أصلًا اعمل اللي يعجبك أنت بتاخد رأيي ليه اساسا ؟!
رد ” رحيم ” بنبرة مغتاظة و قال:
– على رأيك باخد رأيك ليه أنا االي استاهل اصلًا عن أذنك !
غادر منزل ” بدران” قبل أن يثقل عليه بالمثير من التساؤلات التي لم يجد لديه إجابة مقنع ليرد عليه عاد لمنزله و انفرد بنفسه يفكر في حديث صديقه، حاول كثيرًا أن أي إجابة لسؤاله لكنه فشل فقرر أن ينفذ آخر قرار توصل إليه بعد معاناة شديد.
في عصر اليوم التالي
علياء أنا حاولت مع نفسي كتير قعد وحسيتها بدل المرة الف و لاقيت نفسي مش عارف ولا قادر أكمل أنا آسف بس أنا لو كملت هكون مش مبسوط .
اردف ” رحيم” عبارته و هو يجلس مقابلتها بإحدى المطاعم كانت تستمع إليه باهتنام شديد على الرغم من الحالة التي آلت إليها بسبب كلماته تلك إلا إنها ظلت متماسكة حتى انتهى من حديثه لأول مرة تتخلى عن الحدود التي وضعتها بينهما وضعت يدها على ظهر يده و قالت بإبتسامة خفيفة:
– مش مهم المهم إني أنا هكون سعيدة معاك أنا عارفة إن اللي اسمها سچى مقصرة علبك و على تفكيرك
رد” رحيم” بعصبية و قال:

– مش سچى و مش كل كلمة تحشري فيها سچى .
– طيب اهدأ يا رحيم أنا جنبك و مش هسيبك و أنا واثقة إنك هترجع لي زي الأول و أحسن متخليش حتة عيلة زيها تضحك عليك أنت كبير و فاهم
– أنتِ ليه شايفاها صغيرة اوي كدا أنتِ عارفة هي عندها كام ؟ عندها خمسة وعشرين سنة يعني ناضجة بردو و أنا مش بدافع عنها أنا بس بفهمك !
ردت باسمة و قالت:
– فهمت يا رحيم ممكن بقى متضايقش نفيك و تسيب لي نفسك خالص ؟!
سألها بإبتسامة ساخرة و قال:
– مش ملاحظة إنك زمان عامل لي هدو و حلال و حرام إيه مش شايف دا دلوقتي يعني ؟!
أجابته بإبتسامة واسعة:
– ما هو إنت هتبقى جوزي فـ عادي بقى !
– فعلا عادي !
– قل هنعمل الخطوبة فين ؟!
نظر لها بصدومة و كأن ما قاله منذ قليل لا يؤثر بها رد بلامبالاة:
– أي حتة مش فارقة !
– إيه رأيك نعمله في مطعم سچى ؟!
– و اشمعنى مطعمها يعني ؟!

– عادي يعني عان بس متقولش اني حاطها في دماغي
– أنتِ عرفتي منين إن سچى عندها مطعم ؟!
– عادي يعني يا رحيم عرفت صدفة، سيبك من كل دا كلمها بنفسك و قلها إننا هنتخطب و هنعمل عندها الخطوبة
ختمت حديثها بغمزة من عيناها قائلة:
– و خليها تعملك خصم
رد ” رحيم” بنبرة مغتاظك و قال:
– علياء أنتِ باردة اوي بجد .

يتبع…..


الثاني عشر من هنا
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close