رواية قبيحة البلدة كاملة وحصرية بقلم دعاء سعيد
جلست فاطمة تمشط شعر الصغيرة ميلا ذات السبع سنوات
امام المرآة وتتحدث معاها كعادتهما ..فسالت ميلا زوجة ابيها فاطمة ( هل انا قبيحة ؟!)
فاجابتها زوجة ابيها فاطمة بل انتى أجمل فتاة رأيتها ..اتعلمين اننى لم اوافق ان اتزوج ابيك الا بعد أن رأيتك واغرمت بك.. وضحكت الاثنتان....
كانت فاطمة قد تزوجت والد ميلا بعد وفاة زوجته وانتقالهما للعيش فى بلدة فاطمة ..البلدة الملقبة ب(بلدة الجميلات)
فكانت نساء هذه البلدة شديدات البيضاء وحمراوات الخد وعيونهن ملونة وشعورهن طويلة ...مماجعل اختلاف ميلا عنهن يراه البعض بالقبح ..فقد كانت سمراء البشرة ،مجعدة الشعر شديدة سواد العين كالظلام الكاحل..
أنجبت فاطمة طفلتين من والد ميلا..وكانت ميلا تساعد ابيها وزوجته فى تربية واحتضان اختيها ..وع الرغم من ذلك كانتا دائمي التقليل منها وذلك لغيرتهما من حب امهما لها..
وظلت هكذا ميلا تعطى حبا لاختيها دون مقابل ولا تشعر بأن احد يحبها ويراها جميلة سوا والديها..
كبرت الفتيات الثلاثة وع الرغم من ان ميلا تكبر اختيها بعدة سنوات الا انه لم يتقدم احد لخطبتها مثل اختيها اللتين سريعا ماتزوجا مثل بقية اقرانهن ما أن بلغن...
وظلت ميلا هكذا لايتقدم احد لخطبتها حتى جاء شاب من البلدة يسمى كرم وطلب الزواج بها ..وع الرغم من ضيق حاله قبلت به ميلا ووالديها ع الفور..ولم يطلبوا منه اى شئ..
وفى ليلة زفافها سمعت بعض الفتيات يتحدثن عن كيف أقنع الشباب كرم انه ليس أمامه فرصة ليعف نفسه سوى أن يتزوج ميلا ..لأنها لن تطلب منه شيئا مثل بقية الفتيات
وكيف تطلب وهى قبيحة البلدة!
حزنت ميلا وظلت تبكى دون أن يلاحظها احد طوال طريق موكب العرس لبيتها الجديد...
وما ان دخل العروسان بيتهما الجديد حتى اقترب كرم من ميلا وكشف غطاء وجهها وهى تنظر للارض فى خجل ..
ثم قبل رأسها وتركها بالغرفة وغادر ..
ثم سمعته بعد قليل وهو يغلق باب المنزل..
( نامي ولاتنتظرينى سأذهب للاحتفال مع بعض أصدقائي..)
ع الرغم من ذلك ظلت ميلا تنتظره حتى عاد وهى تصلى الفجر فاغلق باب الحجرة بهدوء ونام ع أريكة بشرفة المنزل ..
استمرا الزوجان ع هذا الأمر شهور عديدة ...
قفد كان كرم يخرج صباحا لمباشرة عمله ويعود مساءا لتناول العشاء مع ميلا دون أن يتحدث معاها بأكثر من( ...الطعام جيد اشكرك ...)
ثم يخرج واتركها ولا يعود الا وهى تصلى الفجر...
كان كرم يجتمع كل ليلة مع رفاقه المتزوجون من جميلات المدينة ويستمع إليهم كيف يتغزل كل منهم فى جمال ودلال زوجته ..ويبقى كرم صامتا لايجد مايخبرهم به سوى أن أموره مع ميلا جيدة فليست بالقبح الذى توقعه..
اما فى الصباح ققد اعتاد كرم أن يمر بجوار منزل( أجمل فتاة بالبلدة) كما كان الكل يلقبها لعله يراها فتسعد قلبه الذى دفن مع (قبيحة البلدة.)....
وفى يوم من الايام خرجت فى شرفتها هذه الفتاة الجميلة بالغة الجمال وراها كرم ليفقد صوابه ولم يذهب لعمله هذا اليوم وظل يتجول فى البلدة ولايعلم أين يذهب ؟!
حتى التقى بعجوز ضعيف يجلس فى الطريق ع أطراف البلدة فجلس بجواره حزين ..فسأله العجوز عن سبب حزنه
فأخبره بقصته مع زوجته (قبيحة البلدة)..
رق العجوز لحاله وأخبره أن لديه الحل لجعل زوجته جميلة
فترجاه كرم أن يخبره به فقد ضاق به العيش بجوارها
فهى ليست قبيحة فقط بل كئيبة
ودائما نظرة الحزن لا تغادر عينيها..
أعطى العجوز كرم زجاجة صغيرة بها ماء وأخبره أن بها ماء سحري و لو داوم ع وضع قطرتين منه لزوجته فى شرابها دون ان تشعر لمدة عام... ستتحول إلى امرأة جميلة.
ولكن أكد عليه انها لو رأتك وانت تضعه لها فى اى ليلة سيبطل مفعوله ..
كما اخبره أن النتائج ستكون تدريجيا وتحتاج لصبر ومثابرة..
فرح كرم وعاد مسرعا وقد قرر أن يستخدم الماء السحرى مع زوجته لعلها تتحول جميلة ...
طرق كرم الباب.. ففتحت له
فتبسم لها ع غير عادته وأخبرها أن تعد العشاء ليأكلا معا
وبينها هى منشغله فى اعداد الطعام ...
اخذ كرم يفكر كيف سيضع لها قطرتى الماء دون ان تشعر..............؟!