اخر الروايات

رواية غراب كاملة وحصرية بقلم نور

رواية غراب كاملة وحصرية بقلم نور



«عندما يقرر الكون انه يوم سيء فهو كذلك، لا تحاول حتى الاعتراض لان ذلك سيزيد من الامور سوءًا فقط وبالتالي سيجعلك الامر غاضبًا اكثر. فقط دع اليوم السيء يمر من دون محاولة التدخل او الاعتراض لان الحياة لا يمكن ان تكون دومًا جيدة ولانك ان عبثت معها سوف تعبث معك أضعاف.» تمتم لساني بأسنان مضغوطة ريثما أسير الى مبنى الثانوية بخطوات ساخطة وعابسة، أحاول إن أقنع نفسي بأن أتحمل أحداث اليوم المزعجة ولا أتذمر، اليوم الذي لم يبدأ بعد بشكل رسمي حتى.

49


صوت حاد أخترق السماء برعد قوي، ورياح باردة ضربت المباني، أنزلت قلنسوة معطفي أكثر ورفعت رأسي للاعلى اتفقد السماء. 

13


الغيوم الرمادية الداكنة اكتسحت السماء كلها، تنشر على الارض بسبب الرياح القوية برودة مقشعرة للابدان حتى وان كنت ترتدي معطف ثقيل، بينما قطرات صغيرة من الماء سقطت على وجهي تجعلني استسلم، ألم تجد السماء يوم افضل لاخراج دموعها؟ لدي امتحان تاريخ وهذا بحد ذاته يجعل اعصابي متوترة ويجعلني منهارة.

24


أكره التاريخ. 

99


لففت معطفي حول جسدي أكثر، أتنفس لتخرج أنفاسي على شكل كومة بخار مرئي، ودخلت المدرسة أصعد السلالم وأسرع في خطواتي. يبدو ان السماء ليست الوحيدة التي ستبكي اليوم فدموع جوليا ستنضم أليها بكل تأكيد فورما تعرف انني سأرسب اختبار التاريخ. 

28


ليس وكأنه ذنبي انا! أي كلب مجنون يصاب بتشنج في قدمه الساعة الثالثة صباحًا؟ لا اكاد أعرف كيف اتنفس حتى من قلة نومي.

15


كلبي. كلبي على مايبدو انه ذلك الكلب المجنون. 

9


تنهدت اكتم صراخي، وبينما امر عبر أروقة وممرات المدرسة الى صفي رأيت من النوافذ العريضة بعض الطلاب ينزلون من الحافلات المدرسية والبعض الاخر من سياراتهم متجنبين التحليق في يوم عاصف مثل هذا. 

4


حرارة مبنى المدرسة كانت دافئة لهذا بدأت أشعر بعودة الاحساس الى اطرافي المتجمدة لذا ارجعت قلنسوتي ودخلت صفي. 

+


«صباح الخير.» رحبت الاستاذة ايما بمجموعة الطلاب التي دخلت معي.

1


«صباح الخير أستاذة ايما.» رددت مثل البعض على امل ان تكسبني التحية الصباحية الى جانب القليل من التملق بعض الدرجات الإضافية. 

44
            
اخذت مقعدي المعتاد ووضعت حقيبتي على الارض بتوتر طفيف—توتر شديد. الاختبار مهم ولا استطيع التخرج من دون تجاوزه، وللاسف أنا بأمس الحاجة للتخرج.

4


«نفس عميق للداخل.» الاستاذة ايما أمرت مثل عادتها في بداية كل امتحان بينما تمرر الاوراق والاسئلة علينا من اول مقعد الى اخر مقعد بالتسلسل. نظرت لها وصداع رأسي ازداد، كل ما كنت افعله ليلة امس هو اخذ نفس عميق للداخل ثم للخارج في سبيل النوم قليلاً. لم ينجح الامر.

7


«ومن ثم للخارج.» ابتسمت هي ابتسامة دافئة تخرج النفس، تحرك يدها بانسيابية مع ذلك. 

2


تفحصت وجوه الطلبة الذين حصلوا على الاسئلة وبدت وجوههم في أول الامر مطمئنة الا انني كلما مررت بصري من الامام للخلف كلما شحبت الوجوه واصفرت اكثر.

28


اغمضت عيناي بأنزعاج ازيح بصري عنهم، اشعر بأضطرابي يزداد. جازمين، اهدئي، ولا تبالغي. ولا تفرطي في التفكير. انتِ لها. 

78


في الثواني القليلة المتبقية لي قبل ان تصل الاستاذة وتعطيني ورقتي قررت مراجعة اول صفحة من الكتاب بذهني؛ مملكتنا، مملكة الغربان، تضم أكبر عدد من المجنحين وهذا وهي تضم المجنحين الغربان فقط، حيث انه ممنوع منعًا باتًا دخول اي مجنح ثاني الى المملكة الا بتصريح رسمي وحتى هذا يحدث نادرًا على عكس بقية الممالك المجاورة التي لا تمانع ذلك. رغم كون المملكة هي الاكبر من ناحية التعداد السكاني ولكنها تعد الاكبر من ناحية المساحة ايضًا، ومساحتها أكبر بضعفين من عدد سكانها مما يعدم فيها وجود مشاكل التعداد السكاني. 

38


هذه المساحة المميزة بموقعها الجغرافي جعلت المملكة تخوض عدة حروب انتصرت فيها جميعها ومن أهم وأبرز هذه الحروب هي : 

+


حرب السماء والظلال : الحرب التي حدثت بين المجنحين الغربان والسحرة، والتي أراد فيها السحرة السيطرة على المملكة وأخذها لهم. أستمرت الحرب لمدة سنة كاملة، وتدمر فيها الجزء الشرقي من المملكة تدمرًا عنيفًا لكن جيش الغربان هناك صمد وقاتل ببسالة حتى تم استنفاذ ليس فقط قوة كل ساحر أنما سحر كل ساحر ايضًا ليخسر السحرة خسارة دمرتهم لاجيال. 

49


«حظ موفق.» فتحت عيناي على ابتسامة الاستاذة ايما، وضعت ورقة بيضاء فارغة على لوحة مقعدي مع الاسئلة فوقها وانتقلت الى الطالب خلفي. 

2


جوليا اصرت على ان لا انظر الى الاسئلة كلها فورما استلمها، قائلة ان ذلك يسبب الارتباك والخوف، ولذلك من الافضل ان اجيب على سؤال بعد اخر لكنني لم استطع سوى خفض نظري لبقية الاسئلة وهي كانت محقة. 

26


انه يسبب الارتباك والتصلب. والهلع. 

+


هلعت لبرهة وارتفعت نبضات قلبي الا انني سيطرت على نفسي بعجلة. لقد درست بجهد أكثر من اي شخص هنا، وأستحق النجاح، وسأحصل عليه.

7



        
          

                
هدأت وهكذا بدأت الحل من دون أيه خواطر ثانية، ومن دون ان انتبه على الوقت او اي أمر اخر. أنفصلت عن الواقع تمامًا وكل تركيزي أنصب على علامات الاستفهام التي أمامي الا عندما خرجت صرخة خافتة من فتاة بجانبي بسبب الرعد الذي خسف السماء مرة اخرى.

13


رفعت رأسي للنوافذ وتفاجئت من كون الطقس ازداد سوءًا بهذه السرعة فعلًا. اصبح الخارج شبه مظلم وشديد البرودة. انا احببت البرودة وجو مثل هذا لم يكن غريب على المملكة بكل الاحوال الا انني أشعر بالنعاس والطقس لم يكن يساعد كثيرًا. 

22


دلكت صدغي بخفة ومررت نظري على اجوبتي التي ملأت الورقة اتاكد منها، لقد أبليت جيدًا فيها، نعم السؤال الاخير صعب بعض الشيء لكن هاي! ألقيت تحية الصباح، قد ينفعني ذلك بشيء ما. نهضت من مقعدي اسلم الورقة.

34


«اتمنى انه كان اختبار جيد.» قالت الاستاذة ايما وهي تأخذ ورقتي، اجبرت نفسي على وضع ابتسامة تكاد تكون هناك واستدرت على عقبي لاخذ اغراضي لكن منذ متى الحياة تقف الى صفي؟ 

3


فقط عندما انحنيت وانتشلت حقيبتي من على الارض صدحت نغمة كسرت هدوء الصف، نغمة من هاتفي، هاتفي الذي في حقيبتي. توسعت حدقتاي برعب وادراك، تسمر جسدي. 

13


لا يفترض بنا ادخال الهواتف الى الصفوف.

79


الصف اصبح اكثر هدوءٍ مما هو عليه، وتوجهت كل الانظار الى حقيبتي التي تصدر منها الموسيقى، استدرت ببطء لمقابلة وجه الاستاذة ايما الذي تقطب. 

27


نحن يفترض بنا اعطاء هواتفنا الى موظف الاستعلامات فور دخولنا المدرسة.

18


«انا لم اغش—» اردفت بعجلة فهشهشت تخرسني برفع يدها في الهواء، تشير لي ان أصمت. 

+


«لا توتري الطلبة، تفضلي للخارج آنسة جازمين. سأراكِ بعد انتهاء الامتحان.» قبضت يدي، أشعر بقلقي ينتشر وبحنجرتي تنغلق، بخيط من الغضب المنزعج يتسلق جسدي. 

4


الامتحان مهم، ولا استطيع أخذه مجددًا الا السنة القادمة، ودرجته تؤثر بشكل كبير على معدلي. 

+


لو رسبت..— لو اخفقت فلن يتم قبولي وقتها في—ضغطت شفتاي وعبست اخرج بغضب. 

18


-

+


«استاذة ايما، انتِ تعرفين جيدًا انني طالبة مجتهدة ولن اغش ابدًا. لم استخدم اي شيء من الحقيبة حتى وكنتِ تراقبين الصف طوال الوقت، كل ما دونته على ورقة الاجوبة هو من ذاكرتي.» تحدثت امسك بخيط حقيبة ظهري، بطني تُعتصر.

1


«اعرف.» أجابت.

2


«لكن انا اخبرتكِ! لقد كان يوم سيء وهو لم يبدأ حتى! ليلة الامس تشنجت قدم كلبي وبدأ يتألم لذا لم استطع النوم واستيقظت متوترة و—لحظة ماذا؟» 

10



        
          

                
«اعرف جازمين، اعرف انكِ لم تغشِ، راقبت الجميع وايضًا توجد كاميرات مراقبة في الصف ترسل لي تحذير ان وجدت اي شيء مريب.» عقدت حاجبي؛ هل هذا شيء جيد ام سيء؟ نبرتها لم تكن مبشرة او مطمئنة كثيرًا. 

4


«لكن دخول الهواتف في الامتحانات الاساسية والمهمة هو شيء ممنوع وانتِ تعرفين ذلك، لهذا انا مضطرة الى معاقبتكِ بحجزك في المدرسة بعد انتهاء الدوام لمدة ثلاث ساعات طوال الاسبوعين القادمين.» رميت ذراعاي في الهواء، ثلاث ساعات؟ هذا يتضارب مع جدول تدربي— هذا غير عادل تمامًا! 

30


«هذا ليس عدل!» ساعة قد اتقبل، ساعتين عقاب محتمل لكن ثلاث ساعات لانني ادخلت هاتفي رغم انني طالبة مجتهدة ورغم ان هناك كاميرات مراقبة؟ 

+


«اذًا كان عليكِ الالتزام بالقوانين جازمين، مثل بقية الطلاب، حتى وان حظيتِ بليلة سيئة. أغلب الطلاب كانت ليلتهم مملوءة بالتوتر والقلق ايضًا لذا أنتِ لستِ مختلفة عنهم كثيرًا.» قالت بحدة، وبلعت غضبي عندما قدمت لي ورقة ملاحظات صغيرة فيها رسالة موجهة الى الاستاذة جيميني، المسؤولة عن الاحتجاز.

6


«سأرسل للاستاذة جيميني رسالة عبر الايميل ايضًا، أراكِ لاحقًا.» او ابدًا. 

5


اغمضت عيناي، أنظم أنفاسي، وأعقد حاجبيّ. فهمت قصدها؛ سترسل رسالة وستتأكد من انني ذهبت لغرفة الاحتجاز ولم أهرب، جعدت الورقة في يدي وقفزت في مكاني بانزعاج، راغبة في الصراخ.

10


 -

+


الجميع من الطلاب الى الاساتذة خرجوا بعد الدرس الرابع حيث اعلنوا ان اليوم الدراسي انتهى بسبب الطقس السيء جدًا لكن بالطبع انا لن أخرج لان لدي حجز. فقد أقنعت بصعوبة الاستاذة ايما انني لم اكن أغش، وهي أساسًا تعرف انني طالبة مجتهدة لذا تركتني أذهب مع حجز لاسبوعين حتى 'أتعلم مرة اخرى ان التزم بالقوانين ولا ادخل هاتفي.' 

1


«هاتفك في السلة.» أمرت الاستاذة جيميني، المسؤولة عن غرف الاحتجاز ومراقبة الطلاب فيها، فوضعت الهاتف في السلة بابتسامة متكلفة وتوجهت الى اول مقعد بجانب النافذة لان الطقس الان هو الشيء الوحيد الممتع فرغم انزعاجي منه هذا الصباح الا انني بالواقع افضل الطقس البارد والشتاء على أي طقس ثاني. 

18


غرفة الاحتجاز كانت هي ذاتها مختبر الكيمياء ولذلك المقاعد مختلفة بعض الشيء حيث كنت اجلس على طاولة عريضة بيضاء بدلًا من مقعد فردي، وهذا أعجبني حتى اضع رأسي واغفى على هذه المساحة الواسعة. 

5


عقدت ذراعاي على الطاولة وفي منتصفهما اسندت رأسي، استرخي واشاهد من النوافذ العريضة والكبيرة المملكة؛ المطر كان قد ازداد غزارة وهذا واضح من الطريقة القاسية التي انهمر فيها المطر على الزجاج الشفاف، غيوم مظلمة سيطرت على السماء وطابع كئيب ومعتم انتشر في الارجاء. ابقيت معطفي على جسدي فقط في حالة اشفق علي أحدهم وقرر اخراجي من هنا. النوافذ العريضة كانت تعطي صورة كاملة لمبنى الثانوية الايسر والحديقة التي تحيط به مع الحافلات والسيارات التي بدأت تغادر وتختفي تجعلني اتنهد.

14



        
          

                
رفعت قلنسوة معطفي وغطيت بها رأسي حتى اغفى أسرع وحتى لا أنظر للذين يخرجون، دلكت صدغي أحاول التخفيف من صداعي وتثاءبت فثقلت اجفاني اخيرًا بعد ساعات متواصلة من عدم المقدرة على النوم.

+


قلبت وجهي على الجهة الاخرى، انظر لزجاج النافذة، تتبعت قطرات المطر وهي تصفع الارض التي غدت سوداء لانها جمعت بحيرات صغيرة انعكست عليها صورة الغيوم الداكنة، بينما الاشجار في الوراء أزدادت ألوانها تعطي جمالية مميزة وتنشر رائحة زكية ريثما يعطي حفيف اوراقها ومرور الرياح من بين اغصانها لحن مميز. الهدوء كان لا يوصف وكله ساعد على أنخفاض اجفاني أكثر والاسترخاء.

16


الاستاذه جيميني مثل عادتها جلست في مكتبها بالامام تعمل على حاسوبها المحمول الذي كان اخر اصدار نزل في السوق. تظاهرت انها تتفحص اوراق مهمة لبضع دقائق وتكتب شيء بسرعة على الحاسوب، بين حين واخر ترفع نظرها لي للتأكد من انني اشعر بالبؤس هنا، لمدة ربع ساعة استمر الحال هكذا قبل ان تنهض مع رزمة الاوراق تلك. 

12


«يجب ان انهي بعض الاشياء المهمة في الداخل، لا تحاولي افتعال اي مشاكل او الخروج لانني لدي سمع حاد.» اشارت بأصبعها ذو الخاتم الفضي الى أذنها بتهديد.  واجبرت نفسي على عدم دحرجة عيناي لان الجميع يعرف انها لن 'تنهي بعض الامور المهمة في الداخل'

56


دخلت هي مع حاسوبها الى الغرفة الصغيرة بالصف واغلقت خلفها الباب، أراهن انها ستشاهد مسلسلها الاسباني القديم مجددًا.

9


ادخلت نفس الى رئتاي بضجر اعيد نظري الى النافذة، افكاري سرحت بشكل تلقائي للاختبارات والطلب الذي قدمته قبل بضعة شهور؛ هل سأنجح؟ اتخرج اخيرًا؟ هل سيتم قبولي؟ هل سأشبع شغفي هناك؟ هل سأمتلك شغف هناك حقًا؟ — نفثت الهواء، هذا مزعج. 

10


من المفترض ان تجعلك الطبيعة تسترخي عندما تمطر لا ان تفرط بالتفكير.

8


مر الوقت وانا افعل اشياء عبثية لقضاؤه، كتبت الخربشات وشاهدت الغيوم ترعد وتبرق، فكرت في التحليق للمنزل لو توقف المطر فأنا بحاجة لفرد اجنحتي والتخلص من توتر اليوم بطريقة ما، ولكن بعد خاطرة ثانية لا اظنني مستعدة لاكتساب رشح سيء. 

25


النوم تلاشى من عيناي عكس التعب الذي ازداد، كنت مرهقة بشدة الا ان عقلي رفض الفكرة فقط، الى ان طفح الكيل ووضعت رأسي على الطاولة الباردة اغمض عيناي واجبر عقلي على تقبل فكرة النوم. فالمكان شبه مخيف من هدوئه، عدا الاصوات الاسبانية التي تخرج من سماعات الاستاذة جيميني، ومناسب للنوم تمامًا مع صوت الطبيعة في الخارج.

13


لاول خمس دقائق اندمجت مع اصوات الطبيعة فعلًا، واحسست انني اخذ انفاس نقية ومريحة للروح حتى وان لم أنم لكن سرعان ما شوب هذه الاصوات المتجانسة والهادئة صوت شاذ لا ينتمي إليها جذب اهتمامي وتساؤلي. صوت تمتمات وهمسات وخطوات خافتة. 

79



        
          

                
قطبت جبيني لان لا يوجد احد في المدرسة، رفعت رأسي بفضول، انظر للباب فخطفت من اسفله ظلال سوداء تعود الى اجساد مارة. على حد علمي الجميع خرج لكن قد اكون مخطئة وعامل التنظيف هنا.

+


الا ان الظلال التي مرت من الواضح انها لا تنتمي الى شخص واحد انما مجموعة، ولا يوجد اي رائحة لإله او مستلزمات تنظيف لذا لا يمكن ان يكون العامل. بدلت بصري بين باب الصف والباب الذي تختبئ خلفه الاستاذة جيميني. 

7


اعرف انها لن تخرج الا قبل خمس دقائق من انتهاء الوقت المحدد، وان كان هؤلاء مجموعة طلاب فأظنني اريد رؤية ما الذي يفعلونه هنا في هذا الوقت بدلاً من ان أجلس هنا. قمت من مكاني بحذر وخرجت بهدوء للممر، انظر لليمين واليسار، كان الممر فارغ تمامًا من بدايته الى نهايته.

+


هل هم طلاب يقومون بتنفيذ مقلب؟ لماذا لم يخرجوا مع الجميع؟ 

+


«توقف عن العبث بالاغراض جيكس!» التقط سمعي الحاد همس أحدهم بحدة، واستدرت باتجاه المصدر على الفور، صف الاحياء. 

37


قطبت حاجبيّ اركز على الرائحة لارى ان كانوا طلبة أعرفهم ام لا لكنني تسمرت في مكاني حينما استوعبت ان لا رائحة لهم.

16


بشكل تلقائي كل دروس الدفاع عن النفس قفزت في عقلي وبالاخص الجملة التي تكررها الشرطة دومًا؛ كل الغربان يمتلكون رائحة خاصة بهم، كل مخلوق يولد مع رائحة تدل عليه وتميزه عن غيره، المستذئبين يمتلكون رائحة خاصة بهم، المجنحين يمتلكون رائحة خاصة بهم، الثعالب كذلك، وكل صنف من هذه الاصناف يمتلك رائحة فردية خاصة بالشخص فقط، يعني لا يوجد كائن في المملكة من دون رائحة تدل عليه وتميزه عن غيره.

15


 اقتربت من صف الاحياء وركزت اكثر لعلي متعبة ولا استطيع التقاط رائحتهم لكن لا شيء. لا شيء تمامًا. لا رائحة. 

+


الشرطة قالت ان في اغلب الاوقات المجرمين والسارقين يستخدمون هذه الحيلة؛ اخفاء رائحتهم اثناء الجريمة حتى لا يتم امساكهم، وقالت اننا لو صادفنا شيء من هذا القبيل يجب علينا التوجة الى اقرب شخص بالغ موجود واخباره حتى يتخذ الاجراءات الصحيحة.

+


تراجعت للوراء بنية العودة للاستاذة جيميني واعلامها لكن الشيطان عبث برأسي وتوقفت، لا احتاج لاخبار شخص بالغ، انا شخص بالغ أساسًا. 

42


وبالاضافة هناك احتمال كبير جدًا ان هؤلاء ليسوا مجرمين لان ما الذي سيفعلونه المجرمين في المدرسة؟ سرقة الحيوانات المحنطة ام كتب التاريخ المملة؟ رطبت شفتاي وأقتربت اكثر، اردت آخذ نظرة فقط للتأكد. 

10


كان ممنوع تمامًا على المدنيين اخفاء رائحتهم وسيتم القبض على ايًا من يحاول ذلك حيث لم يكن الامر مسموح الا لبضعة فئات يستوجب عملها ذلك مثل العملاء الفيدراليين والشرطة وما شابه.

5



        
          

                
هل حقًا يوجد مجرم في المدرسة؟ أم اشخاص من جهات خاصة سرية؟ هل هم طلاب يخفون رائحتهم؟ كيف فعلوها؟ هل هم مخلوقات اخرى غير الغربان؟ حبست أنفاسي على الفكرة الاخيرة واقتربت اكثر من الباب، انا لم ارى في حياتي ابدًا مخلوق ثاني غير الغراب لانني لم اخرج من المملكة من قبل ولا لمرة واحدة حتى لذا انتشر في داخلي حماس طفيف على فكرة رؤية مخلوق ما.

10


مددت يدي لفتح الباب ببطء لكنني احسست بطاقة طفيفة تقترب منه فتوسعت حدقتاي وعلى الفور غيرت من طريقي وركضت ادخل الصف الذي بجانبي، اختبىء في نهايته لان الطاقة على الاغلب تعود لشخص حي قادم باتجاهي!

5


اختبأت اسفل اخر طاولة مزدوجة، والان فقط استوعبت خطورة الامر. هل سأموت؟ هل يجب ان اكتب رسالتي الاخيرة الان؟ ماما، بابا، ارجوكم سامحوني ولا توبخوا العم سَد لكنه اعطاني كأسي الاول من النبيذ الابيض قبل بضعة سنوات وعلمني كيف اطعن بدبوس شعر من يهاجمني وأيضًا كيف اخرج عين احدهم بواسطة ابهامي.

72


باب الصف أنفتح ووضعت يدي على فمي حتى لا يسمعوا أنفاسي، بدأت اندم على عدم ذهابي للاستاذة جيميني فورما لمحت شيء مريب. 

+


«اعتقد يوجد خطب ما مع الجهاز.» تمتم احدهم. جهاز؟

+


«توقف عن التحدث بصوت مرتفع جيكس.» وبخ صوت اخر. جيكس، جيكس. رددت الاسم في عقلي فقط في حالة خرجت من هنا وذهبت للشرطة، لا رائحة حتى الان.

2


«اخبرتك، اخبرتك انه لا يجب علينا قبول شخص مثله في الفرقة سيدي، جيكس هلا تخبرني ما الذي يعنيه الزر الاصفر؟» سأل صوت جديد تمامًا وشعرت بهم يتوغلون اكثر في الصف ليزداد خوفي، هالتهم قوية استشعرتها من مكاني تحوم حولهم، وبدوا اكثر من ثلاثة اشخاص.

+


«انا هنا، وانا قادر على سماعك للمعلومة.» رد من بين اسنانه. 

20


«لا يهمني جيكس، اخبرني ما الذي يعنيه الزر الاصفر؟» ساد الصمت الغريب لثانية قبل ان يتنهد ويجيب وهو ينظف حنجرته بأنزعاج. «الاصفر: الزر الاصفر يحجب نظامنا الحيوي وطاقاتنا عن الاخرين ويخفينا عنهم، يجعلنا غير مرئيين، صحيح؟ اقسم انني لا اريد هذه الوظيفة المقززة. كل ما اريده هو-» صوته انقطع فجأة وانتشر الهدوء المخيف.

12


وكأن لا احد موجود.

+


قلقت من انهم امسكوني لبرهة لولا سماعي لصوت الكتروني، نبض خافت الكتروني ومتذبذب صادر من جهاز. 

+


«كان هنا. جهازي يلتقط طاقته ونظامه الحيوي المختلفان.»

+


«مراهق؟» سأل الذي ميزت صوته على انه جيكس.

2


«انها خطة جيدة، لن يشك اي احد في مراهق مسكين.» تكلم واحد منهم ووجدت نفسي اميل للامام اكثر حتى ارى ما يحدث وأفهم لذا تحركت واختبئت خلف خزانة رفوف للكتب والزجاجات المحفوظ فيها اعضاء لحيوانات ميتة. ملت قليلًا فقط اكشف عن جزء صغير جدًا من وجهي وسرعان ما تجمدت في مكاني مما رأيته. 

+



        
          

                
مستحيل.

44


«جيكس، لماذا اشعر انك أخفقت؟»

+


«كلا، لم افعل. الزر الاصفر لاخفاء وجودنا، الازرق للكشف عن اية طاقة غريبة في المكان او مخلوق ليس بغراب، الاحمر للكشف عن الحيوانات الغير واعية والاسود— لماذا تنظر لي بهذه النظرة؟» سأل ونظرت عن كثب اكثر ليسقط قلبي في معدتي على المنظر الذي أكد لي ما اعتقدته.

7


«لان كل ما قلته لتوك هو خطأ.» تحدث الاخر بسخط يلتقط الجهاز من يد المدعو جيكس. مرت عيناي على ملابسهم، أعرف نوع الملابس التي يرتدونها جيدًا، هذا الزي.. افترقت شفتاي.

2


انه زي الحراس العظماء. 

130


هناك، وقف ثلاثة اشخاص ببذلات مصنوعة من مواد نادرة، بذلات نصف الكترونية قادرة على استشعار كل شيء من حولها، زرقاء تميل الى الاسود، بقماش مميز منسوج به ذبذبات الكترونية. من ظهورهم خرجت أجنحة سوداء تنافس بعضها البعض في ضخامتها وقوتها، تدل على أنهم غربان، يمسكون ويحملون أسلحة انا متاكدة من انها مخصصة لقسم الحراس العظماء فقط.. لانني لم أرى مثل هذه الاسلحة من قبل ابدًا— وأنا رأيت الكثير من الاسلحة في حياتي. 

12


تحرك احدهم، بشعر ابيض، وأخذ الجهاز من المدعو جيكس ليصفعني الواقع اكثر حينما رأيت الشعار الازرق على أكتافهم، شعار الحراس العظماء. الحراس الذين لا يظهرون الا عندما يظهر الخطر، في حالات الطوارئ الشديدة في المملكة. 

38


«كلا انا متأكد من انني ضبطته بشكل صحيح- لكن ..—آوه سحقًا.» اردف جيكس يرجع رأسه للوراء بانتحاب ليدفع ذو الشعر الابيض الجهاز نحو صدره بعنف.

3


«هل تعرف ما الذي فعلته حتى ايها الفتى؟ قد تكون تسببت للتو باخفاق العملية كلها!» هجم اخر على جيكس يجره من ياقة بدلته ويدفعه نحو الصبورة بعنف، يوشك على خنقه. 

8


«هيل، اتركه. اضبط جهازك بسرعة، سنستخدمه." أمر صاحب الشعر الابيض بحدة وصرامة، وعرفت من القوة في صوته انه القائد هنا.

17


«لماذا هو معنا؟» نبس هيل يدفع الاخر للجانب بقوة، رأيت جيكس يتعثر ويغلق أجفانه غضبًا يوازن نفسه، يقبض يده، يكتم غيظه. «لان والده مهم، ويريد ان يعمل ابنه معنا.» ازداد احمرار رقبة جيكس على هذا الكلام وقطب حاجبيه، دليلًا على انه غاضب. اعرف هذه الاعراض جيدًا. رفع عيناه بحدة الى القائد وكان فيهما بريق سخط، وكأنه يريد افتراسه، لكن سرعان ما تلاشت النظرة. 

15


«انت اخفيت كل كيان حولنا عنا، عكس ما طلبناه منك جيكس وهو ايجاده لنا. انه زر لعين واحد، الا تعرف كيف تضغطه؟ هل جميع ابناء المسؤولين الكبار حمقى مثله؟» قال هيل، وجيكس بسط شفتيه في خط مستقيم. 

13



        
          

                
«هيل.» حذر القائد.

+


لكن لحظة..كلامه—هذا يعني انهم سيجدونني.

40


«لا اظن ان الصقور موجودة هنا بكل الاحوال، المدرسة تبدو ميتة.» جيكس اردف، والصدمة التي سقطت علي اوشكت على افقادي الوعي لثانية. 

6


صقر؟ صقر؟ صقر في المملكة! 

3


حدقتاي توسعت بعدم تصديق، واضطربت انفاسي. ما الذي يفترض بذلك ان يعني؟ صقر ووجود الحراس العظماء هنا من اجله؟ 

13


هل نحن في خطر؟ 

7


«فقط اعفني عن نظرياتك.» اجاب هيل وتحرك القائد يقترب من النافذة ويتفقد المحيط. «هيل اسرع.» 

+


جيشنا، جيش مملكة الغربان، مقسم الى ثلاثة اقسام: 

+


القسم الاول وهو قسم الشرطة وكل ما يتعلق بها.
القسم الثاني وهو قسم الجيش بكل أجزاءه وانواعه.
القسم الثالث والاخير وهو الحراس العظماء الذين لا يظهرون الا عندما يظهر الخطر. هم لا يظهرون حتى في الحروب لان الحروب يتولاها القسم الثاني؛ مهامهم كانت لاشياء اكبر بكثير. 

5


المرء لا يراهم يسيرون في صفوف وممرات مدرسته كل يوم. أساسًا لا يفترض بنا رؤية او معرفة أي احد منهم لان الاوامر الصادرة لهم هي ان لا يتعرف عليهم احد، ان تبقى هويتهم سرية، هذا ما اخبرني به ابي.

8


لم اعرف ما الذي يجب علي فعله، هل اخرج؟ الحراس جندوا وصنعوا من اجل حمايتنا نعم لكن جسدي كان متصلب، كنت ارى الحراس، حراس الطبقة الثالثة بأنفسهم! هذا حلم من احلامي يتحقق وكابوس في الوقت ذاته! كما انني استرقت السمع الى مهمتهم..صقر....- يوجد صقر في المملكة، لهذا السبب هم هنا. 

2


جهاز المدعو هيل بدأ ينبض بشكل جنوني واندقت أعناق الكل له، اختفيت اكثر وراء الرفوف للاختباء بشعور سيء لكن ذلك مستحيل، بطريقة او باخرى سيجدوني.  

+


لننظر الى الجانب الجيد...قد يكون الصقر وليس انا من كشفوه.

23


«سيدي؟» نطق هيل، ينظر للجهاز. 

+


«غراب.» همس جيكس ينظر للجهاز ايضًا، يقرأ ما مكتوب فيه على الاغلب. 

2


ومن ثم رأيت أعين الثلاثة ترتفع ببطء من الجهاز الى الرفوف تخترقها لتسقط انظارهم علي. سحقًا.

22


لم يضيعوا الوقت وتقدموا بطريقة مدروسة فورًا الى ان اصبحوا امامي من كل جهة، وكل واحد منهم رفع سلاح فتاك باتجاهي بينما عروق أجنحتهم السوداء توهجت. 

28


توهج عروق الاجنحة باللون الازرق يدل على ان الغراب في ذروة الدفاع عن نفسه او الاخرين، بمعنى ان غرابه يقظ تمامًا ومستعد للدخول في شجار او في مثل هذه الحالة؛ غربانهم تقوم بمهمتها وواجبها.

4



        
          

                
صاحب الشعر الابيض، قائدهم، تقدم اولًا ودفع الكتب من على الرفوف لتسقط على الارض بصوت صاخب تكشف عني. تبادلنا النظرات لبرهة قبل ان انطق انا. «مرحبًا؟» همست بتردد احاول وضع ابتسامه لم تأتي ابدًا، لم يردوا التحية، ولم تتغير وجوههم.

64


«لم ارى شيء ولم اسمع شيء، لا اعرف حتى من تكونوا. هل اليوم هالوين؟ لماذا ترتدون هذه الازياء السخيفة؟» حركت يدي بعشوائية نحوهم اشعر بصدري يُخسف داخل قفصي بسبب دقات قلبي. 

64


جميعهم نظروا الى قائدهم الذي كانت عيناه مثبتة علي تدرسني، ولاحظت بعض التجاعيد المنتشرة في وجهة، دليل على انه كبير في السن. 

137


«او ليس هالوين.» همست بخفوت.

13


«كم سمعتي بالضبط من الكلام؟» سأل. 

1


«لم اسمع شيء.» اجبت ليرفع على الفور السلاح بوجهي يجعل حلقي يجف. «جهاز وجيكس وصقر!» هتفت.

51


«بحق الرب.» هيل رص من بين اسنانه يستدير ويضع يده خلف رأسه بينما عبست انا. ما هو خطبي؟ لماذا استسلمت بهذه السهولة؟ لقد قدمت طلب رسمي وهذا اول ما أفعله عندما اكون تحت تهديد السلاح؟ البوح بكل شيء فقط؟ احسست بنفسي اغضب علي.

5


تراجعوا واشار هيل بسلاحه لي ان اخرج من وراء المكتبة ففعلت بحذر. 

+


«لماذا اسمي من بين الجميع؟» تذمر جيكس بأنزعاج.

20


«لانك لا تستطيع امساك لسان-» قطع إهانة هيل طنين الجهاز الجنوني في يده التي لا تمسك بسلاح، كان ملتصق بيده، منسوج بالبذلة بشكل مستطيل، اضاء باللون الاصفر. وفورًا أعين القائد أنتقلت الي يرفع اصبعه الى فمه يخبرني ان ابقى صامتة. اومأت رغم انني لم اعرف لماذا لكن النظرة التي اعتلت وجوههم بدت جدية للغاية. 

6


انتباههم انتقل ببطء الى الباب وصوت خطوات خافتة سمعت من الممر، الجهاز في يد هيل ازداد طنينه. رائحة مألوفة وصلت الى انفي. 

+


اعرف من يكون صاحب هذه الرائحة ولا اعتقد ان هناك داعي للقلق؛ فرغم انه وغد لكنه ليس وغد يخاف منه المرء.

6


فتحت فمي لاخبرهم لكن قبل ان استوعب القائد تحدث الى جيكس وهيل بإشارات عسكرية فهمتها بسهولة بسبب ابي. وتعليماته نصت على ان يتحرك جيكس الى الخلف ويتقدم هيل الى الباب من الجانب الايسر بينما هو سيأخذ الجانب الايمن. امرهم بوضع الاسلحة على وضع التأهب، ومن ثم أخبرهم انه سيخرج اولًا بينما جيكس سحب ذراعي وارجعني للخلف معه تبعًا للامر الذي تضمنني ولم اوافق عليه. سحبت ذراعي منه فورًا، فأنا قادرة على السير بمفردي.

+


«اعرف الفتى، انه طالب معنا—» نطقت ليوجه جيكس سلاحه بوجهي يخبرني ان اطبق فمي، عبست وتجهمت حينما توهجت عيناه باللون الازرق يحذرني.

2



        
          

                
«فقط التزمي الصمت، كلاوس مختل وقد يقتلك.» قال. «من هو كلاوس؟» نبست بحدة ليشير بذقنه ورائي، ادرت رأسي وجفلت من السلاح المصوب نحوي من قبل رجل رابع يرتدي نفس الزي.

27


«اعرف الفتى، انه غراب. وهو—»

+


«كنت سأخبركِ ان الصقر متنكر بهيئة غراب لكن غير مسموح لي بذلك—» تكلم جيكس قبل ان يتسمر لثانية ثم يغمض عيناه ويشتم تحت انفاسه. 

85


افترقت شفتاي بصدمة، صقر متنكر بهيئة غراب؟ 

+


ان الطالب الذي يدعى ايثان والذي يعتقدون انه صقر غراب يستغل كل فرصة تأتيه حتى يظهر أجنحته السوداء الضخمة بتفاخر وغطرسة امام الطلاب. 

33


«اهلًا.» جفلت متعثرة للوراء حينما ظهر امامي من لا مكان وجه مقلوب بجسد معلق في الهواء. ارتدى الجسد ملابس الحراس، وليس من لا مكان انما من فتحه التهوية في السقف، وكأنه نينجا.

15


«القائد اخبرني بالتحديثات.» تحدث ينقلب ويقفز على أحد المقاعد ثم للارض يأخذ مكانه على يساري، يخرج سهمًا من حقيبة الاسهم التي يحملها على ظهره.

+


عيناي بشكل تلقائي ذهبت الى هناك، ورغم خطورة الموقف الذي انا فيه تفحصت القوس الكبير والاسهم باعجاب شديد. سوداء، لامعة، قوية وطويلة، مستقيمة، لطالما أحببت الاقواس والاسهم. 

4


«هل رأيته ارك؟» كلاوس سأل لا يبعد بصره عن الباب.

5


«اجل، صقر واضح مثل وضوح الغيوم اليوم..مكاني عند الباب صحيح؟» كلاوس اومأ بذقنه ولاحظت انه عندما حرك ذراعه الدرع الذي عليها تحرك أيضًا بانسيابية.

+


«لماذا سلاحك غير محشو جيكس؟» كلاوس صك من بين أسنانه ونظرت لسلاحه لارى أنه فعلًا غير محشو. «لانني لم اظن اننا سنجد صقر في ثانوية عامة، اعتقدت ان المهمة ستكون مملة.»

18


"انت مبتدىء، اهم درس عليك تعلمه هو انك يجب ان تحشو سلاحك دائمًا.» المدعو ارك قال يجذب اهتمامي مجددًا، يمسك بقوسه ويضع به السهم ثم يرجعه للوراء، يأخذ خطوات خفيفة جدًا وسلسة نحو الباب فلا يشعر احد به وكأنه غير موجود. وفجاة وسط فقداني التركيز بسببه احسست بشعور حارق ولاسع في مؤخرة رأسي فتمايلت الارض من اسفلي واصبحت رؤيتي ضبابية.

9


اغلقت عيناي بقوة من الالم البارح الذي انتشر هناك ومن ثم فتحتهما احاول التركيز لكن ركبتاي ضعفت. 

+


«ما الخطب معك جيكس، انها غراب!»

2


«القائد اخبرني ان أفقدها الوعي!»

23


«اخبرك ان تحقنها لا ان—الفتاة تسقط بحق الله امسكها!» سمعت ارك يهتف ريثما يتهاوى جسدي وايدي جيكس التفت حولي بسرعة،  ثقلت اجفاني تدريجيًا وعم السواد. 

25



الثاني من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close