اخر الروايات

رواية واحترق العشق الفصل التاسع 9 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية واحترق العشق الفصل التاسع 9 بقلم سعاد محمد سلامة



بمنزل والد فداء
دخلت زوجة عمها لها بالغرفة نظرت لها بتقييم، رغم عدم رضائها لم تضع حتى كحلًا بعينيها كذالك هندامها بسيط عباءة منزليه لائقه لحد كبير كذالك حجابها مُنمق، تغاضت عن الطلب منها وضع كُحل حتى لا تضجر وتغضب مثل كل مرة،تنهدت قائله:
إرمى اللبانه اللى بتكزى بأسنانك عليها ده
وإن كنت جاهزه يلا العريس وصل، تعالى عشان تاخدي صنية العصير تدخليها للضيوف.
نظرت فداء لها سائلة:
ضيوف!

ضيوف مين!
بعدين اللبانه لسه فيها طعمها خسارة ارميها.
إرتبكت زوجة عمها قائله بضيق:
طيب متبقيش تنفخي اللبانه وإنت قاعده، وبعدبن هو يعني العريس مقطوع من شجرة، أكيد معاه أمه وأخته ومرات أخوه.
نظرت لها فداء بإستهزاء قائله:
ومجابش معاه بقية نسوان العيله ليه عشان يبقى الرأي بالإجماع.
توترت زوجة عمها قائله:
وفيها أيه يعنى بلاش كلام فارغ ويلا تعالى ورايا المطبخ.
بمكر وافقت فداء، وإمتثلت وذهبت خلف زوجة عمها الى المطبخ، حملت تلك الصنية من يديها، وهمست:
يلا إستعنا عالشقى بالله.
تبسمت وهى تدخل الى غرفة الضيوف، رسمت البشاشة على وجهها وألقت عليهم السلام… جابت عينيها على الجالسين وهي تّقدم لهم العصائر الى أن وصلت لإمرأة تبدوا مُتغطرسة قليلًا، من ملامحها شابة بالتأكيد هي أخت العريس، لكن أخطأت فيما بعد علمت أنها زوجة أخيه الأكبر، جلست قليلًا صامته الى أن قالت تلك المُتغطرسة:
أكيد العروسه مكسوفة مننا،ما تقوم يا سعوده..قصدي يا أستاذ سعد،إطلع إنت والأبلة إقعدوا شوية فى البراندا.
وافقت زوجة عمها على ذلك قائله:
الهوا فى البراندا عندنا جنه… يلا قومي يا فداء.
تهكمت فداء وهمست لنفسها بتريقه:
سعود.. وأبلة…وماله.
لكن بطواعيه منها نهضت مع ذاك التعيس هامسه:
وإسمك سعد كمان، أما نشوف هتفضل سعود ولا هتقلب تعوس.
جلست على أحد تلك المقاعد البلاستيكيه الموجوده بتلك الشُرفه المُطله على باب المنزل، نظرت له بإستهزاء قائله:
ما تقعد يا سعوده..يوه قصدي يا أستاذ سعد.
جلس مُبتسمً يقول بتوضيح:

أصلها مش بس مرات أخويا،كمان تبقى بنت خالتي ومتربيين سوا ودايمًا لسانها واخد تنادينى بالاسم ده .
تهكمت قائله:
آه طبعًا ، أنا كمان مرات عمي تبقى أخت أمى،فهمت حاجه.
توتر قائلًا:
لاء.
تبسمت وهى تمضغ العلكة قائله:
ما علينا،إحنا مش هندخل فى فوازير ده يبقى مين،قولى عرفت إنك مدرس.
اجابها:
أيوه مدرس إنجليزي،بس واخد أجازة،وأخو مرات أخويا جابلي عقد عمل فى البحرين.
تهكمت بسخريه قائله:
آه يعني كمان صاحبة فضل،انا كمان كان المفروض أبقى مدرسة علوم،بس إنت عارف الحكومه عندها عجز فى تعين المدرسين، بشتغل فى السوبر ماركت بتاع بابا.
-آه ما أنا عارف مرات أخويا قالتلى كمان ممكن أكلم أخوها يشوفلك عقد عمل زى بتاعي كده.
نظرت بحُنق قائله بفضول:
واضح إن مرات أخوك وأهلها لهم مكانه كبيرة عندك هى ملهاش أخوات بنات غيرها.
أجابها ببساطة دون إنتباه لنبرتها المتهكمه:
هي فعلًا لها مكانه كبيرة،لاء معندهاش أخوات بنات ،وحيدة عشان كده إحنا كلنا أخواتها.
نظرت له بنزق قائله:
آه عشان كده كلكم أخواتها،طب بص بقى يا مستر سعود،أنا بقى أكتر شئ أكرهه هو إن حد تانى يتحكم فى حياتي وفى قرارتي.
لم يفهم فحوى حديثها وسأل بتوضيح:
مش فاهم قصدك.
زفرت نفسها بغطرسه قائله:
وماله رغم إنى مش بقول ألغاز،مفيش مانع اوضح أكتر، بص بقى أنا ليا شخصيتي الخاصه،ومحبش حد يفرض عليا حاجه مش مقتنعه بها،يعنى لو حصل نصيب بينا وده أعتقد مُستبعد،أنا وأنت محدش لها دخل بينا لا تقولى أختى ولا بنت خالتي،آه ومش تبقى قدامهم زى الفرخه الكاشه وتنفش ريشك عليا،

كمان انا ليا شوية شروط،يعنى مثلًا الشبكة طبعًا إنت شخص ميسور يبقى تجيب لى شبكة محترمه تليق بمستر مسعود.
-سعد.
تهكمت قائله:
اهو كلهم مرادفات لنفس الإسم، سيبني أكمل كلامى للآخر.
صمت يستمع لحديثها الجاف وطلباتها المبالغة، كذالك تحذيراتها بعدم ولاية أحد عليها، وهو يوافق برأسه بقبول، بينما هى بداخلها مُتهكمه وفهمت أبعاد شخصيته انه ليس لديه شخصيه مُستقله، يوافق على كُل ما يُقال له الآن، وسيعرضه على ذويه بعد ذلك ويأخذ بقرارهم الذى سيكون بالتأكيد الرفض.
بعد قليل غادر العريس ومن كانوا معه، نظرت زوجة عمها الى والد فداء ووالدتها قائله:
أنا متفائله المره دى العريس كان خارج مبسوط، ربنا يهدي الحال وأشوفك عروسه يااارب.
تهكمت فداء وهى تنفخ العلكة ساخره تقول:
آه هو كان مبسوط، بس طبعًا فرقة المعاينه اللى كانت معاه لما يحكي له على اللى إتكلمت انا وهو فيه، مش هينبسطوا بلاش تعلقوا نفسكم بأوهام…انا حاسه إنى صدعت هروح أخد شاور وانام عشان ابقي أصحى فايقه بكره،تصبحوا هلى خير.
غادرت فداء،بينما نظرت زوجةعمها الى أختها قائله:
إحنا مكناش كده، والبنات كلها مش كده، أى بنت بتفرح إن فى عريس متقدم لها، دى بتسلذ بتطفيش العرسان، وهى خلاص مبقتش صغيرة دى عدت التلاتين سنه،لازم تعرف إن للبنت زهوة وقت ما بتنطفى هترجع تندم
بنتك خلاص جابتلى الضغط،ومرارتي إتفقعت بسببها،حلال فيها لقب “فتاااء”
❈-❈-❈
بـ ڤيلا بمنطقة راقية
اوقف عماد السياره فى الفناء، ثم ترجل من السيارة قائلًا بأمر:
إنزلي.
لم تنتبه الى المكان وترجلت هى الاخري وسارت خلفه الى أن توقف امام باب الڤيلا الداخلى وأخرج سلسلة مفاتيح وضعها بمقبض الباب، قام بفتحه، وتجنب وأشار لها بالدخول، بالفعل دخلت لكن إرتجفت حين سمعت صوت إغلاق الباب القوي،تنهدت بشهقه،طفيفه،تهكم بسخريه ولم يُبالى،وسار نحو الداخل وهى خلفه،لم تنتبه الى فخامة المكان عقلها شارد برد فعل عماد المتوقع والمؤشرات تؤكد أنه غاضب،توقف فجأة اثناء سيرهُ ثم إستدار بجسدهُ ينظر لها بغضب غير قابل للتلجيم ،بسبب سيرها خلفه مباشرةً شهقت حين أصبح بوجهها كذالك إختل توازن جسدها،وكادت تقع لكن امسك مِعصمي يديها

نظر لها بشرر سائلاً:
إزاى تستقبلى شعبان الجيار عندكم فى الشقه؟
توترت وإزدردت ريقها قائله بتبرير:
هو اللى جه عندى وكان شكله مضايق أوى .. كنت عاوزنى أطردهُ.
نظر لها بغضب قائلًا بأمر:
أيوه كان الأفضل تطرديه.
تعجبت وهى تنظر لعيناه وليتها ما تحدثت بحماقة فى وجهة نظره:
متعودتش أطرد حد قصد بابى خصوصًا كان جاي عليا ويمكن عشمان، متنساش أنه والدك!.
تعصب وجذبها من عضدي يديها لتلتحم بصدرهُ قائلًا بسخريه وتهكم:
عشمان… عشمان فى إيه
ده مش والدى…. ده طليق أمى اللى طردنى أنا وهى من حياتهُ، وإحنا محتاجين لمأوى ومفكرش غير فى أنه يرضي رغبة غيرهُ، ممنوع تفتحى له الباب مره تانية.
حاولت الإعتراض لكن تعصب وسبقها قائلًا بأمر:
ممنوع تستقبيله مره تانيه فى الشقه، ولو سمعت إن جالك مره تانيه….وإستقبلتيه
بلاش أقولك رد فعلى هيكون إزاى الأفضل ليكِ تطرديه.
إرتعش جسدها بين يديه ونظر لوجهها
تبسم وهو يرى بعينيها الرهبه وهى تومئ رأسها بإمتثال لقوله، وقع بصره على شفاها التى إرتجفت.
تبسم بزهوه وهو ينقض على شفاها بالقُبلات الشبه باردة، ترك شفاها وجذبها من يدها خلفهُ قائلًا:
تعالى معايا.
سارت خلفه الى أن دخلا الى غرفة نوم
ترك يدها ووقف يخلع ملابسهُ الى أن أصبح شبه عارى.
نظر لها قائلًا بإستهجان:
هتفضلى واقفه كده،وترسمى الكسوف مش أول مره تشوفى راجل عريان، قربى منى.
إقتربت منه وهى تريد الفرار من أمامهُ لا تريد أن تسمع منه المزيد من الإستهجان، ولا تُريد تلك اللمسات التى تُشعرها أنها عاهره…..

بالفعل عاود الأنقضاض على شفتاها بقُبلات حاره مُغلفة بالعشق ، وشم جسدها بلمسات وقُبلات تاركاً أثرًا طفيف، بتلك القُبلات واللمسات على جسدها
شعرت أنه سحق قلبها، وهو ينهض عنها نائمًا جوارها للحظات بالفراش قبل أن ينهض من الفراش، تركها تشعر بالرُخص لتتحسر من ذلك الشعور.. أنها ليست سوى عاهرة بفراشهُ.
لكن سألت بتسرع قبل أن يخرج من الغرفة:
أيه رأيك فى الصور.
توقف وهو مازال يُعطيها ظهره، رغم أنه يعلم قصدها لكن رد بسؤال:
صور أيه؟.
إبتلعت ريقها قائله بتوضيح:
صورك مع البنت اللى كنت بترقص معاها فى حفلة الإفتتاح.
-إشاعة سخيفة
رده كان نفس رد عِفت السابق،لكن لم تكون تريد هذا الرد منه،وتفوهت:
إشاعة سخيفة وكل يوم بتزيد.
إستدار ينظر لها قائلًا:
قصدك أيه.
ردت بآسف:
إنت عارف قصدي يا عماد…أكيد قريت التعليقات اللى على الصور دي،وقد أيه أنكم مناسبين لبعض و…
قاطعها قائلًا بتأكيد:
قولت إشاعة سخيفة، ومع الوقت هتنتهى وكمان أعتقد جوازنا مش سري…
قاطعته بتسرُع:
وجوازنا كمان مش مُعلن يا عماد.
زفر نفسه بضيق ونظر لها بسؤال قائلًا:
إنتِ عاوزه أيه يا سميرة.
كان ردها مفاجئًا:

عاوزه أرجع أعيش فى المحلة يا عماد… وأرجع لحياتي القديمه وأرجع اشتغل من تانى فى الصالون بتاعي اللى هناك.
نظر لها بتفاجؤ، لكن سُرعان ما قال بإستهزاء:
أكيد مش فى وعيك،إنت….
قاطعته مره أخرى:
بالعكس أنا فى وعيي،وأعتقد وجودي،هنا او فى المحله مش هيفرق كتير معاك،لما…
توقفت تتنفس ماذا ستقول أنه يشتاق لها،بالتأكيد ليس صحيح هى فقط تعوض الناقص،أكملت بآسى:
المحلة مش بعيده عن هنا ساعتين،لما تحب تشوف يمنى.
يمنى؟
هل تعتقد ان كل ما يربطهم هو يمنى،أجل أعترف هى من وصلت بعد النهايه ببداية جديدة،لكن ليست هى السبب،السبب هو ذاك الذى يحترق بجسدهُ عشقًا لها، لكن يخشى الإعتراف، لكن تجبر قائلًا:
هعتبر مسمعتش حاجه منك، مكانك إنتِ ويمنى هنا، ومش عاوز رغي كتير وإتصلِ على مامتك قولى لها إنك هتباتى معايا هنا.
-لاء معرفش أنام غير ويمنى فى حضني.
قالتها بإعتراض، نظر لها وهو يقترب مره أخرى من الفراش قائلًا:
يمنى مش صغيرة.
ردت عليه ببرود:
بس هى إتعودت وأنا كمان إتعودت أخدها فى حضنى وانا نايمة.
قبل أن تُزيح الدثار عنها كى تنهض من فوق الفراش تفاجئت به قريب للغايه منها، ينظر لها عينيه بها تحدي بينما قلبه به شوق وتوق دائم، لم تهتم لإقترابه ولا لنظرة عينيه، وحاولت النهوض لكن جذبها ينظر لشفاها بضعف، شهقت وقبل أن تتحدث كانت تستسلم لذاك الإنصهار الذى يجعلهما روحً واحده بجسدين،لكن بنهاية ذاك الإنصهار ينفصل ويبتعد نائمًا جوارها على الفراش أراد جذبها الى صدرهُ،وكاد يفعل ذلك لولا ان أعطته ظهرها وسحبت الدثار تواري جسدها بنفس الوقت صدح رنين هاتفه،نهض من فوق الفراش وذهب الى مكان الهاتف،جذبه نظر الى الشاشه ثم رمق سميرة وغادر الغرفه،بينما سميرة تنهدت حين خرج من الغرفة،جذنهضت من فوق الفراش جذبت ثيابها وبدأت بإرتدائها،بنفس الوقت أنهي عماد الإتصال وقف خلف ذاك الزجاج الموجود بالرُدهه عقله يتصارع مع قلبه،الى أن رأي خيال سميره مُنعكس على ذاك الزجاج إستدار نحوها عينيه تنظر لها،وهى تُحايد النظر له تنهد قائلًا:
أنا مسافر بكره دبي وهقعد من عشرة لخمستاشر يوم.

كان ردها جافً وهي تُكمل سير:
ترجع بالسلامه.
أكملت سير وترجلت من ذاك السلم الى ذاك الباب التى دلفت منه سابقًا،خرجت من الڤيلا دون النظر الى أعلى كى لا ترا ذاك الواقف بإحد الشُرفات،سارت بالطريق لحُسن الحظ مازال الوقت باكرًا،أشارت الى إحد سيارات الآجرة التى توقفت لها صعدت بها،بالطريق هنالك طواحن بقلبها،لم تهدأ الإ حين دلفت الى شقتها وإستقبلتها صغيرتها،تبسمت وهى تنحني تستقبلها بحنان وحملتها ونهضت واقفه تقول:
أيه اللى مصحيكِ لحد دلوقتي،أكيد مغلبه ناناه معاكِ.
نظرت يمنى الى عايدة التى آتت مُبتسمه تقول:
والله دماغها زى الحديد،تنام ساعتين الضهر تسهر قصادهم لنص الليل.
تبسمت سميره،بينما سألت عايدة:
الساعه قربت على عشره ونص أيه اللى آخرك النهاردة فى الرجوع.
قبلت سميرة يمنى قائله:
كان الصالون زحمه،أنا حاسه بإرهاق،هدخل أخد دُش وبعدها هنام.
بقلبها تشعر أن سميرة ليست مُرهقه ولم تتأخر بسبب العمل كما تقول،لكن سميرة كعادتها علاقتها مع عماد تتكتم عليها،لا تعرف عنها شيئ سوا بالصدفه،مثلما علمت بحملها بـ يمنى…لم تضغط عليها،تشعر بآسف وندم يتوغل مع الوقت ليتها فعلت مثلما أرادت سميرة،أن تُخفي حملها ولم تتسبب بعودتها الى عماد كما ظنت أنها قد تجد معه السعادة.
…..
بينما بتلك الڤيلا
وقف ينظر الى مغادرة سميرة يشعر بإحتراق حاد،لكن تحكمت ذكريات الماضى القاسية برأسه،سميرة كانت الشرارة المُضيئه فى قلبه لكن حين إبتعدت عنه إنطفأ قلبه وتركت مكانها لهبً قاسيًا، جذب سجائره وأشعل إحداها ينفث دخانها بغضب،هو كان ينوي قضاء الليله مع سميرة قبل أن يعلم بزيارة
شعبان الى شفتها
[بالعودة قبل ساعات]
بالڤيلا الذى يقطن فيها مع والدته
تفاجئ بوجود يمنى ومعها عايدة بالفيلا تجلس مع والدته يتسامران بود وتلهو يُمنى حولهن،رحب بـ عايدة،بينما سألته حسنيه وهى تبتسم له وهو يحمل يمنى التى تدلل عليه:

مش بعاده تجى فى الوقت ده.
تبسم قائلًا:
فى ملف كتالوجات مهم كنت نسيته وجيت عشان أخدهُ وخارج تاني.
تبسمت عايدة بينما قالت حسنيه:
تعالي يا يمنى معايا أما أشبع منك شويه قبل ما تمشي…وسيبِِ بابا عشان يشوف شغله.
تبسم عماد على تشبث يمنى به،لكن اغوتها حسنيه بإحد الالعاب،ذهبت معها،بينما عماد ذهب الى غرفة مكتبه،وجاء إليه إتصال هاتفي قام بالرد عليه،ثم أخذ وقتًا بفحص ذاك الملف ورؤية تلك التصميمات، خرج بعد حوالى ساعه،تقابل مع حسنيه،سألها:
فين يمنى.
رمقته حسنيه بنظرة آسف:
مشيت هى وعايدة.
سأل عماد:
وليه إستعجلوا كنت وصلتهم فى طريقي.
نظرت له قائله:
بس عايدة كانت جايه عشان تقولى على حاجة مهمه، ومكنتش هتقعد.
إستفسر عماد:
وأيه الحاجه المهمه دى.
أخرجت حسنيه ذاك المبلغ المالى من جيبها ومدت يدها به نحوه قائله:
بسبب الفلوس دي،مش دي الفلوس اللى إديتها
لـ هند وطلبت منها متروحش تشتغل فى المصنع تاني.
إستغرب عماد سائلًا:
وأيه دخل طنط عايدة بالفلوس دى،أكيد…
قاطعته حسنيه قبل أن يظن انها قد تكون ذهبت لاستعطاف عايدة لقلب عماد قائله:
شعبان…

شعبان هو اللى راح لـ سميرة الشقه وعطاها الفلوس دى وقالها إنه مش محتاج لزكاة مالك…ليه عملت كده.
تعصب عماد بمجرد ان ذكرت إسم شعبان وسأل بإستهجان:
شعبان راح لـ سميرة الشقة،عرف العنوان منين،وإزاي أساسا هى تفتح له الباب وتستقبله.
ردت حسنيه:
واحد وخبط على بابها واكيد إتكسفت منه،ليه عملت كده مع أختك.
رده كان صادمً:
مش أختى،أنا ماليش أخوات،وعملت كده عشان المصنع ده مالى ومن واجبي احافظ عليه.
نظرت له حسنيه بذم قائله:
حتى لو مش معترف إنها أختك مكنش لازم تعاملها بالطريقة اللى حصلت دى، وسهل شعبان يجيب عنوان سميرة من عمها ناسي إن هما أصحاب…
توقفت حسنيه للحظة ثم قالت:
هات يمنى وسميرة يعيشوا معانا هنا…ولا عاجبك بعدهم عنك،وأنت متعرفش عنهم حاجه طول الوقت.
نظر لها عماد قائلًا:
مش هينفع والامر ده إتكلمنا فيه قبل كده، انا أتاخرت ولازم أرجع للشغل تانى، أشوفك بالليل.
غادر عماد يتصارع مع خطوات قدميه، بينما تنهدت حسنيه بآسف قائله:
خايفه تمشي فى سكة أبوك يا عماد وتخسر سميرة،عالأقل أبوك مكنش غني زيك…بس مشتركين فى نفس قساوة القلب.
خرج عماد يشتعل غضبً،وبدل أن يعود للعمل بالمصنع،أتصل على سميرة.
[عودة]
نفث آخر دُخان تلك السيجارة،وضعها بالمطفأة وقام بإتصال وإنتظر حتى آتاه الرد قال بخسم:
عاوز الصور دى تختفي تمامً من على كل المواقع دى،مش عاوز لها أثر،وعاوز تسريب لخبر إني متجوز.
أغلق الهاتف مازال يشعر كآنه يحترق مثلها،حسم أمره وإرتدا ثيابه مره أخرى،سيذهب الى سميرة يطلب منها توضيح لقائها مع شعبان،او بهذا سيتحجج…
بالفعل بعد قليل كان يقف بسيارته أسفل تلك البِناية،بعد ان كان يشعر بحماس وإشتياق ذهب الحماس وجاء التردُد لكن الإشتياق مُستمر،تنهد يشعر ببؤس لكن لابد من قرار عقب عودته.
❈-❈-❈

بعد مرور يومين
صباحً لشقة سميرة على طاولة الفطور كانت تجلس تبتسم لـ يمنى التى أصرت أن تجلس على مقعد وحدها تشاور لـ عايدة اى طعام ترغب، وهى تضعه لها بفمها، تبسمت عايدة ونظرت الى سميرة قائله:
مش المفروض يمنى تروح الحضانه بقى،اهو تغير جو احسن من حبستها هنا فى الشقه طول الوقت يادوب اوقات بنروح عند حسنيه او هى بتجي لينا هنا.
توترت سميرة قائله بتوريه:
لاء لسه صغيرة عالحضانه.
شعرت عايدة بحقيقة إعتراض سميرة، أنها مازالت صغيره، لكن سميرة لا تشعر بأنها ستستمر بالعيش هنا ولا تود ذهاب يمنى الى أحد الروضات، حاولت إقناعها قائله:
أصغر منها وبيروحوا الحضانه، بعدين لازم تتفرد مع اطفال فى سنها وتلعب معاهم.
ردت سميرة:
عندها العاب كتير تلعب بيها، ومش لازم نستعجل عليها.
-براحتك.
هكذا قالت عايدة، بينما نظرت سميرة الى يمنى تشعُر بآسف كانت نتيجة لحظة ضعف هزمها بل حرقها عماد بنيران غير قادرة على الخروج منها ولا تود الاستسلام لذلك،لابد من إنتفاضة.
❈-❈-❈
بمصنع الفيومى
نفثت چالا دخان تلك السيجارة بغضب وهى تتصفح تلك المواقع التى إختفى منها تلك الصور، وهنالك إشاعه أخرى حول عماد أنه متزوجً، بغضب قامت بإتصال وإنتظرت الرد قالت بأمر:
عاوزاك تدبر ليا لقاء مع عماد الجيار لو النهاردة يكون أفضل.
رد عليها الآخر قائلًا:
للآسف عماد الجيار مش فى مصر مسافر، ومعرفش هيرجع أمتى.
بإستهجان سألته:
وأنت عرفت منين أنه مسافر.
رد عليها:

كان فى مصلحة وطلب منى أخلصها له، ولما خلصتها بتصل عليه قالى إنه خارج مصر فى رحلة عمل.
سألته بإستفسار:
وهيرجع إمتى.
أجابها:
معرفش بس هو قال أسبوعين بالكتير.
زفرت نفسها قائله بآمر:
تمام عاوزاك تعرف يوم رجوعه بالظبط وتعرفني.
أغلقت الهاتف وألقته أمامها على طاولة المكتب تُزفر نفسها بغضب، وهى تنظر الى صورة عماد وذاك الخبر الذى ينشر أنه متزوج، كذالك إختفاء صورها معه بهذه الطريقه كأنها مُحيت من الوجود، وعقلها يسأل لو حقًا كان متزوجً أين كانت زوجتة ليلة الحفل، لما لم تكُن معه… بالتأكيد هذه إشاعه مثل صورهما معًا، ولابد من لقاء بينهم لتوضيح ذلك.
❈-❈-❈
مساءً
أمام مركز التجميل
توقف حازم بسيارته يقرأ تلك اللوحة الإعلانيه، نفس الإسم الذى أخبره به ذاك الشخص سابقّا، ظل ينتظر لبعض الوقت عينيه تُراقب مدخل ذاك المركز، حتى بدأ يشعر بالضجر.
بينما بداخل مركز التجميل، تبسمت عِفت وهى تنظر الى الهاتف، لاحظت سميرة ذلك تخابثت قائله:
أيه اللى فى الموبايل كل شويه تبصي عليه وتبتسمي.
تبسمت عِفت قائله:
أخويا وصل من السفر، أنا هاخد إذن من المديرة وأمشى…لازم أكون فى إستقبالة.
تبسمت سميرة قائله:
حمدالله على سلامته.
تبسمت عِفت قائله بتسرُع:
تسلمي من كل شر

همشى أشوفك بكره بقى.
تبسمت سميرة لها، بعد ان أخذت عِفت إذنً غادرت المركز
بينما حازم بعد أن كاد يرحل بسبب طول الإنتظار تفاجئ برؤية عِفت تخرج من باب مركز التجميل فكر سريعًا، لا توجد طريقة أخري
سريعًا قاد السيارة بسرعه عاليه وتوقف فجأة أمام عِفت التى لوهله توقف الزمان لديها وهى تظن أنه قد صدمها، ترجل حازم سريعًا نحوها ورسم أنه لم يقصد ذلك.
❈-❈-❈
ليلًا
مارسيليا
بشقة هانى
كانت هيلد تشعر بالبؤس لم تجد طريقه لنسيان ذلك سوا إحتساء مشُروب كحولي مُسكر، بشراهه حتى شبه فقدت السيطرة على عقلها، بنفس الوقت فتح هانى باب الشقه ودخل، تفاجئ بـ هيلدا التى وقفت تسير بتمايل وترنُح تقول بفقدان عقل:
لماذا لا تُحبني هانى، أنا أحبك كثيرًا
لماذا تتعمد جرح قلبي، لماذا تنكر أفضالي عليك، هل تريد طفل أم تريد إمرأة أخرى غيري… أجب هاني.
مع كلمتها الاخيرة تجرعت كآسًا على دفعه واحده إبتلعته ثم عاودت الحديث:
لماذا تكرهني هاني…إنتَ تنكر أفضالي عليك
أنت ناكرًا للجميل والمعروف.

يتبع….


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close