رواية جانا الهوي الفصل التاسع 9 بقلم الشيماء احمد
هند قالت انها عايزة تروح لابن بدر .
فاتن وقفت بغضب : يعني يوم ما تتنيلي على عين أهلك وتحبي حد تحبيلي واحد مطلق ومعاه عيال؟ ده ايه الحظ المهبب ده ياربي ؟ يعني أدعي عليه دلوقتي ربنا يريحني منه من قبل حتى ما أشوفه ؟
هند مسكت ايدها بتوسل : اوعي يا ماما علشان خاطري - دموعها نزلت- انتي لو عرفتيه هتحبيه ، أرجوكي يا ماما .
أمها زقت ايدها بعيد : أنا عارفة ان دي آخرة دلع أبوكي وأنا هختار عريسك بنفسي وهجوزك غصبا عن أنفك وهو ربنا يقومه بالسلامة لابنه مش هدعي عليه بس سواء قام ما قامش تشيليه من دماغك خالص أنا لا يمكن أوافق تتجوزي واحد تخدمي عياله .
هند بصت لأمها بتبرير : هو عيل واحد بس وصغير .
بصتلها بتريقة : هتراعي ابنه يعني ؟ وتبقي أم من قبل ما تتجوزي حتى ؟ عنده قد ايه بقى إن شاء الله ؟
هند بتردد: في سنة سادسة يدوب .
شهقت فاتن باستنكار: سادسة ؟ كنت فاكراه شاب صغير وابنه سنتين ولا تلاتة مش شحط قده ! بت انتي شيلي الموضوع ده من دماغك خالص - بصت لجوزها وكملت- عقل بنتك يا خاطر.
سابتهم ودخلت أوضتها وهند قعدت جنب أبوها تقنعه: بابا أقسم بالله بدر إنسان كويس جدا ومحترم جدا ، طيب انت انزل شوف المستشفى عاملة ازاي؟ واسمع من المدرسين عنه وعن أخلاقه .
اتنهد بحيرة : بس متجوز ومخلف كمان يا هند وانتي لسه صغيرة والحياة قدامك؟
حاولت تستخدم أسلوبهم فردت : أنا عانس مش أمي دايما تحسسني بكده؟ ليه دلوقتي بقيت عيلة ونغة؟
استنكر أبوها : انتي زينة البنات ليه بتقللي من نفسك كده يا هند ؟ ليه شايفة نفسك قليلة للدرجة دي ؟
استغربت كلام أبوها : أي درجة يا بابا ؟
اتكلم بحدة : لدرجة واحد كبير ومتجوز ومخلف كمان ؟
وقفت بحزن : مش كبير والله يا بابا هو زي نادر هل نادر كبير بالنسبة ليا ؟ والطلاق والخلفة دول من عند ربنا .
أبوها اتنهد بتعب : سيبي الموضوع ده دلوقتي يا هند وربنا يسهل بعد ما يقوم بس بالسلامة ونشوفه ونتكلم معاه واللي ربنا رايده هيكون غصب عني وغصب عنك .
اتعلقت بايده بتوسل: طيب أرجوك يا بابا اسمحلي أجيب أنس هنا ، زمان حالته صعبة هو مالوش هنا غير أبوه ومعرفش عرف ولا لا وحالته ايه ؟ أرجوك اعتبره خير يا بابا بتعمله لعابر سبيل ، مش هما أغراب عن البلد ؟ ده انت بتعمل خير للغريب قبل القريب هتسيب عيل صغير كده ؟
أبوها ضعف قصاد دموعها وتوسلها وراح معاها فعلا
بعد فترة وصلوا للشارع اللي ساكن فيه وهي وقفت محتارة فأبوها بصلها بترقب: انتي تعرفي هو ساكن فين ؟
حركت دماغها برفض : كل اللي أعرفه اسم الشارع ، هو قال مأجر شقة في الشارع ده بس فين مش عارفة ؟
أبوها بص حواليه : يعني ايه ؟ هنمشي نخبط على البيوت ونقول يا أنس ولا ايه ؟
هند بصتله بحيرة مش عارفة ازاي ماخطرش على بالها تسأله عن عنوانه بالظبط ؟
موبايلها رن وكان نادر فردت عليه بسرعة : ايوة يا نادر خير ؟
⁃هو انتي تعرفي حد اسمه أنس ؟
استغربت سؤاله : ليه بتسأل ؟
⁃لانه فتح عينيه وقال الاسم ده وطلب مني أروحله .
سألته بلهفة : طيب قالك تروحله فين ؟
⁃كل اللي قاله برج الحياة اللي في شارع العشرين .
هند اتنهدت : طيب يا نادر أنا هتصرف أنا وبابا.
قبل ما تقفل أخوها وقفها : يا بنتي فهميني طيب مين أنس ده ؟
جاوبته بتردد : ابنه يا نادر .
دور نادر يتصدم بس هند قفلت لانها في غنى عن محاضرة من أخوها هو كمان .
بصت لأبوها : برج الحياة يا بابا .
راحوا ناحية البرج وهناك في بواب سألوه عن شقة بدر وقالهم على الدور ورقمها ، طلعوا كان أنس لوحده مرعوب وأول ما شاف هند رمى نفسه في حضنها ببكاء : بابا مجاش لدلوقتي يا هند ، عمره ما اتأخر أبدا عليا .
هند دموعها نزلت وأبوها صعب عليه حالة الولد وحمد ربنا انه جه مع بنته ياخدوه .
هند بصت لأنس تطمنه : حبيبي ما تقلقش بابا بخير هو بعتني ليك علشان تيجي معايا .
أنس بصلها بتردد : بابا بعتك ؟ ليه هو فين ؟ هو مش بيبعت أبدا أي حد ليا ؟ هند قوليلي بابا فين أرجوكي ؟
بصت لأبوها اللي مش عارف يقوله ايه؟ ولأول مرة يقف محتار كده ، الولد نقل نظراته بينهم ودموعه نزلوا أكتر: اوعوا تقولوا ان بابا راح عند ماما ؟
هند بسرعة : لا لا يا أنس بعد الشر عليه لا يا حبيبي ، بص هو عمل حادثة صغيرة وكلمني وقالي أجيلك .
أنس اتعلق في دراعها بقلق : طيب خديني عنده أرجوكي يا هند أنا عايز أشوف بابا .
فضل يعيط وهند مش عارفة تعمل ايه ؟ لحد ما أبوها بصلها : يلا يا هند نوديه يشوف باباه الأول وبعدها نروح البيت ، بس هاتيله أي غيار ينام بيه ولو هيروح مدرسته .
قاطعه أنس : أنا هفضل جنب بابا مش هتحرك من جنبه أبدا .
أبوها شاورلها فبصت لأنس : فين أوضتك يا أنس ؟ تعالى ساعدني يلا علشان نعمل شنطة صغيرة ليك .
شرط عليها : بس هروح عند بابا مش عندك ؟
ابتسمت : هوديك عند بابا اتفقنا .
دخلت معاه أوضته وهو جمع هدومه بسرعة وبعدها هي قالتله يجيب شنطة مدرسته وهو بيفكر حطها فين وبعدها شاورلها على الأوضة اللي جنبه فراحت تجيبها ، كانت الأوضة مرتبة وريحة بدر فيها ، دموعها نزلت هي عايزة تشاركه بيته وأوضته وحياته ازاي تدخل أوضته لأول مرة وهو بيصارع لحياته ؟
مسكت صورة صغيرة على التسريحة فيها بدر وأنس في حضنه وبيضحكوا الاتنين واتمنت صورة تجمعهم التلاتة وتخيلت كمان بيبي صغير هي شايلاه .
مسحت دموعها وأخدت شنطة أنس وطلعت واتحركت مع أبوها للمستشفى .
نادر قابلهم ولسه هيتكلم مع أخته لمح أنس اللي اتعلق بكمه بخوف : بابا فين ؟ انت الدكتور اللي هتوديني عنده ؟
نادر بص للولد الصغير وحسه قد ايه ضعيف وقد ايه محتاج لأبوه ، بص لأخته وسكت لان مش وقته الكلام : أهلا يا أنس ، بص بابا نايم دلوقتي مش هينفع نصحيه ولما يصحى هجيبك بنفسي تشوفه .
اعترض أنس ببكاء : طيب خليني بس أشوفه ومش هصحيه ومش هنطق ومش هتكلم أبدا بس أشوف بابا .
خاطر بص لابنه : خده يا نادر يشوف أبوه ويطمن بنفسه وبعدها هناخده معانا البيت .
نادر وافق أبوه وطلعوا كلهم ونادر بصلهم : هو في الإنعاش ومش هينفع أدخلكم أوضته من برا بس .
وصلهم لأوضته وشافوه من ورا الإزاز وهند دموعها نزلت غصب عنها وهي شايفاه بالمنظر ده ونادر بصلها قد ايه هي متعلقة بيه !
أبوها برضه بصله حاول يعرف ملامحه بس كل اللي عرفه انه مش كبير في السن يمكن زي ابنه فعلا وفكر ان لو نادر مثلا كان في كلية عادية واتخرج واتجوز هيخلف فعلا قد أنس ، استغفر ربنا ودعا ان ربنا يقومه بالسلامة لابنه على الأقل .
أنس دموعه نازلة وبص لنادر بترجي : خليني أدخل عنده علشان خاطري هو لما يعرف اني جنبه هيصحى .
قدام دموعه ضعف وقرر يدخله حتى ولو لدقيقة .
دخل أنس ومسك ايد أبوه بحزن : بابا اوعى تسيبني انت كمان زي ماما ، اصحى وكلمني ، انت وعدتني ان عمرك أبدا ما هتسيبني ، انت وعدتني فقوم بقى يلا - بص لنادر بتساؤل- هو ليه مش بيصحى ؟ بابا أول ما بكلمه بيصحى على طول ؟
نادر مسك ايده يطمنه: هو تعبان شوية يا أنس واحنا بنعالجه واحنا منيمينه علشان جروحه دي تخف بسرعة وهو ما يتألمش فهمت يا حبيبي ؟
أخده وطلع برا وبص لأبوه : ما أعتقدش انه ممكن يفوق الليلة ولو فاق هيكون لدقايق زي المرة اللي فاتت ، روحوا انتوا وأنا هطمنكم بالفون .
هند بصت لأخوها بلهفة : هتفضل جنبه ؟
نادر كان عايز يزعلقها أو يعاتبها أو يعترض لحبها لواحد بظروف بدر بس نظرة واحدة لعينيها منعته فاضطر يطمن أخته : هفضل جنبه يا هند روحوا انتوا.
خرجوا وأبوها اتفاجئ بكمية المدرسين اللي واقفين مستنيينه يفوق وكلهم استغربوا أنس وفي اللي عارفه بس اتلموا عليه وكله بيطمنه ان أبوه هيكون كويس .
هاني قرب من هند وسألهم ازاي عرفوا يوصلوا لابنه ؟ فهند اتوترت ونادر أخوها اللي رد بدلها : هو فتح عينيه و وصاني عليه وقالي أجيبه وكلمت بابا اللي ماهانش عليه يسيبه لوحده .
كل المدرسين عرضوا ياخدوا أنس اللي مسك ايد هند وهو مرعوب من كل الناس دي بس نادر رفض بهدوء وقالهم انه هيفضل معاه لحد ما بدر يفوق
روحوا البيت وفاتن شافتهم داخلين ، قامت تدخل أوضتها بس لمحت أنس واستغربت انه صغير هي كانت مفكراه كبير عن كده ، جوزها قرب منها بهدوء: قومي شوفي الولد ده قطع قلبي من عياطه على أبوه .
كشرت بضيق : ربنا يقومهوله بالسلامة بس برضه مش هقبلهم في بيتي ولو هي عايزة تتجوزه مع عدم رضايا الله يسهلها.
جوزها ضرب كف بكف : لا حول ولا قوة إلا بالله ، يا ولية بقولك الولد حالته تقطع القلب تقولي جواز ومعرفش ايه ؟ مش لما أبوه بس يفوق ويقوم بالسلامة نبقي نتخانق ؟ قومي شوفي الولد وشوفي لو جعان ، الولد روحنا لقيناه ميت من الرعب على أبوه ولوحده فزمانه ما أكلش حاجة من ساعة ما فطر الصبح واحنا داخلين على المغرب اهو .
كشرت وبصتله : خلي اللي عايزة تبقى أمه هي تعمله أكل - بصت لجوزها بغيظ وكملت- دي ما بتسلقش بيضة لنفسها عايزة تتجوز واحد بابنه ؟
جوزها اتنهد بتعب : ربنا يهديكي .
شهقت بغيظ وتهكم : ادعي لبنتك يا أخويا بالهداية مش أنا .
سابها وراح لبنته : هند شوفيه يا بنتي أكيد ما أكلش من الصبح ، شوفيه ياكل ايه ؟
أنس اعترض بعياط : أنا باكل أنا وبابا على طول ، هستناه يفوق ويجي وناكل مع بعض مش هاكل من غيره أبدا .
فاتن سمعته وقلبها اتوجع فقامت تعمله أكل وحطته على الصينية وسامعاهم بيحايلوا فيه برا وهو رافض .
طلعت بالصينية وحطتها قدامه وجوزها ابتسم لأنه عارفها كويس مش هيهون عليها أبدا .
بصت للولد وشافت دموعه وقلبها ما قدرش يقسى أكتر من كده فقعدت قصاده بحنان : انت شوفت بابا في المستشفى .
أنس بصلها وهز دماغه بتأكيد فابتسمت بتعاطف : طيب مش كانوا معلقين حاجات في ايديه ؟
انس انتبهلها وهي كملت : الحاجات دي بيغذوه بيها يا حبيبي زي الأكل بالظبط عارف ليه ؟ علشان بابا يفوق بسرعة ويرجعلك بسرعة فانت كمان لازم تبقى كويس وتتغذى زيه علشان لما يفوق تكون قوي وتساعده مش تبقى تعبان ومش قادر تقف ، مش انت عارف ان الأكل ده هو اللي بيغذينا ويوقفنا على رجلينا ؟ طيب مين هيقف ويساعد بابا لو مش ابنه الشجاع القوي ؟
أنس بصلها وبص للأكل فناولته المعلقة وهند بدأت تساعده ياكل وبصت لأمها بامتنان: متشكرة يا ماما .
أمها كشرت و وقفت : برضه مش موافقة بس هو مالوش ذنب ان بنتي غبية .
سابتهم ودخلت وأبوها بصلها : ما تبصيليش يا هند أنا برضه مش موافق بس الظروف تحكم يا بنتي .
سيف دخل بيته مهموم وأمه وقفته : ما تيجي يا سيف تاكل يا حبيبي معانا ، احنا آخرنا الغدا والحمد لله انك جيت .
قعد معاهم بس تايه وسرحان مش بياكل بس قاعد وخلاص .
عز علق بغيظ : لحد امتى هتفضل كده ها؟ بتعارضني وخلاص ؟ اشتغل معايا مش راضي ؟ امسك الشركة مش راضي ؟ كل كلمة بقولها بتعارضني .
بص لأبوه بتعب ومش قادر ينطق حتى : في ايه يا بابا ؟
بصله بغيظ : أنا نفسي أفهم هيجرى ايه لو في مرة وافقتني ؟ طيب بلاش توافقني خليني أفهم دماغك فيها ايه ؟
سيف حرك راسه بإرهاق : يا بابا في ايه بس ؟ حضرتك عايز ايه مني دلوقتي ؟
بصله : تقولي ايه عيوبها شذى ؟ دكتورة وناجحة ومحترمة قولي عيبها ايه ؟
سيف غمض عينيه بس شاف قدامه همس بتتنطط بالخاتم ، فتح عينيه بسرعة عايز يلغي المشهد ده من قدامه فبص لأبوه بتصميم : ما فيهاش عيوب ، تعال نروح نخطبها النهارده لو ده يناسبك
عز الصدمة لجمته مش عارف ينطق هو كان مستعد لخناق ونقاش طويل مش موافقة سريعة كده فسأله بتأكد: انت بتتكلم بجد ؟ أكلم أبوها وآخد ميعاد منه ؟
بصله بغصة: اه بجد كلمه ، بعد إذنكم أنا محتاج أرتاح ولو ساعة .
عز جري بسرعة على تليفونه وسيف طلع لأوضته تحت أنظار أمه وأخته اللي بصوا لبعض مش مصدقين اللي حصل وآية بصت لأمها بتفكير: مامي سيف مش طبيعي ابدا .
سلوى بصت ناحية ابنها ما اختفى وبصت لبنتها بحيرة: عارفة انه مش طبيعي بس فيه ايه ؟ هو قالك أي حاجة ؟
نفت آية والاتنين مستغربين اللي بيحصل حواليهم .
راحوا بالليل بالفعل طلبوا ايدها وسط استغراب من الكل حتى شذى نفسها ماكانتش مصدقة ان سيف بيطلب ايدها ، كانت مصدومة ، الآباء قرروا يلبسوا دبل تاني يوم وسيف لقى نفسه في ايده علبة جواها خاتم ألماس ومطلوب منه يلبسه لشذى وأمه مهما تحاول تتكلم معاه هي أو آية إلا انه بيصدهم وساكت طول الوقت .
حط في ايدها الخاتم بنفور وعز حط ايده في ايد شريكه عصام المحلاوي .
طلعوا يتمشوا مع بعض لوحدهم والصمت مسيطر عليهم الاتنين ، شذى بصت لسيف لفترة تحاول تفهمه ولما الصمت طال كسرته : ليه خطبتني ؟
بصلها بتوهان للحظة : نعم ؟ قلتي ايه ؟
ابتسمت بتهكم : انت حتى مش معايا .
اتنهد بحزن : بيتهيألك ، مش علشان سرحت للحظة أبقى مش معاكي .
بصتله بتركيز: ماشي هعيد سؤالي تاني ، بقولك خطبتني ليه ؟ ( قبل ما ينطق وقفته بهدوء ) وبلاش لو سمحت إجابات دبلوماسية ، اديني إجابات حقيقية .
اتنهد وافتكر جرح قلبه من همس وحبيبها محمود ، هيقولها ايه ؟ فحاول يهرب من سؤالها بانه سألها : لو سألتك نفس السؤال هتقولي ايه ؟
كشرت ودافعت عن نفسها : انت اللي خطبتني مش أنا اللي جيت أخطبك ؟
ابتسم بتهكم : سيان مش هتفرق ، انتي وافقتي ولا مجبورة ؟
جاوبت بغيظ : أنا محدش يقدر يجبرني .
حرك راسه بتفهم : تمام طالما محدش بيجبرك يبقى وافقتي بمزاجك ، وافقتي ليه ؟
فكرت شوية ومالقتش إجابة فحاولت تهرب من سؤاله : على فكرة ما ينفعش تجاوب على سؤال بسؤال أنا سألتك الأول يبقى حضرتك تجاوب الأول وبعدها أنا أجاوبك.
حرك راسه بلامبالاة: fair enough (عدل كفاية) بما اننا اتفقنا على الصراحة فهكون صريح معاكي ، أنا خطبتك لأسباب عقلانية بحتة ، انتي شخصية لطيفة ، مستقلة ، متعلمة ، ذكية فيكي كل المواصفات اللي أي شاب يتمناها في شريكة حياته ولما أبويا عرض عليا الموضوع مالقيتش مانع .
سكتت شوية وبعدها بصتله بحيرة : والحب فين في المعادلة دي ؟
كشر وهو بيفتكر همس وحاول يمحيها من أفكاره فرد بقسوة: الحب عملة نادرة جدا قليلين جدا اللي بيقدروا يحسوه وأنا راجل عملي وعادة كل قراراتي باخدها بعقلي فبالتالي الحب مالوش مكان في مخططاتي .
كشرت وحركت راسها برفض : بس كده بقى مشروع أو بيزنس مش جواز وارتباط ؟
ابتسم بتهكم : وهو الجواز ايه غير شراكة بتعمليها مع شخص تاني بشروط وأحكام وكل واحد له نسبة؟ وطالما الشريكين متفقين بتفضل الشراكة قايمة ولما بيختلفوا بيفضوها بأقل الخساير الممكنة .
حست ان كلامه منطقي أينعم هي فكرت في الحب والعاطفة بس هي زيه بالظبط عملية أكتر وبتفكر بعقلها أكتر واهو نصيبها في واحد زيها وبيفكر بنفس أسلوبها ، قاطع أفكارها : وانتي ليه وافقتي لو عايزة الحب ؟
نفت بسرعة وكأنه بيتهمها بأبشع اتهام : أنا مش عايزة الحب وما قلتش اني عايزاه أنا بس بحاول أفهم تفكيرك ومنطقك .
حرك دماغه بتفهم : ومنطقي بالنسبة لك ايه ؟ منطقي ولا مش منطقي ؟
بصتله : منطقي جدا ، هي شراكة فعلا وطالما كل واحد بيقوم بدوره هتنجح .
ابتسم : يبقى تمام أوي طالما خرجنا الحب برا المعادلة أعتقد احنا أمورنا هتبقى تمام ، نقوم ندخل ؟
اتحركت : يلا بينا .
نادر فضل جنب بدر الليلة كلها والصبح بدري أخته كلمته وقالتله انها جاية المستشفى ، نزل قابلها وقبل ما يتكلم لمح أنس معاها
قربت من أخوها وهمست : رفض ينزل المدرسة غير لما وعدته اني هجيبه يشوف باباه الأول ، هو حالته ايه ؟ فاق ؟ اتحسن ؟
قبل ما يرد أنس مسك ايده : دكتور بابا فتح عينيه ولا لسه ؟
نادر تمالك نفسه وأخد أنس ودخله يشوف باباه وهو بيشرحله حالته بالظبط على قد ما سنه يستوعب .
أنس بيسلم على باباه وبيحاول يكلمه يمكن يفوق ونادر بيراقب أخته اللي عينيها على بدر ودموعها نازلة بصمت بس بتمسحهم بسرعة ، حاول يطمن أنس أو بمعنى تاني يطمن أخته اللي سامعة كل حرف بطريقة غير مباشرة . أخدت أنس بعدها للمدرسة وراحت هي كمان شغلها وكان صعب جدا عليها تدخل لفصل كان المفروض تشوف فيه بدر وتحاول تطلعه بالعافية أو تتأخر في حصة عارفة ان بدر بعدها وتستناه لحد ما يجي وتشوفه ، يوم واحد وحاسة انه بعيد من سنة ، هتموت لو بعد عنها .
نادر روح بيته يرتاح شوية وأمه حطتله أكل ياكل قبل ما ينام وقعدت معاه بتراقبه وبعدها سألته فجأة : إلا انت ايه رأيك في بدر ده؟ وهتعملوا معاه ايه ؟
افتكر منظر أخته ومنظر أنس فبص لأمه : بدري أوي الكلام في الموضوع ده خلينا نطمن عليه الأول ويقوم بالسلامة وبعدها نشوف هند ناوية على ايه؟ وبتفكر في ايه ؟
كشرت بعدم رضا: مش هتعمل ، هي الرجالة ماقطعتش من الدنيا علشان تصوم تصوم وتفطر على راجل مطلق وبعيل طوله ؟
نادر سكت شوية بس منظر أنس خطر على باله : بس أنس يا أمي صغير ، أو مش صغير أوي هيحتاج رعاية وعناية ولا كبير أوي يعني لو بدر نفسه شخص كويس فأنا بصراحة مش شايف ان ده عيب فيه .
شهقت باعتراض : تجوز أختك لواحد مطلق يا نادر وانت ما تعرفش طلق مراته ليه ؟ مش يمكن هي قالت يا فكيك ونفدت بجلدها ؟ مش يمكن كان بخيل و مطلع عينيها ؟ يا ابني مفيش أم تسيب ضناها إلا لو حاجة أكبر منها أجبرتها ، دي تلاقيها يا عيني قالت أنفد بجلدي وعلى رأي المثل ان جالك الطوفان حط ابنك تحت رجليك .
بصلها باستنكار: انتي يا أمي هتحطي ابنك تحت رجليكي لو جه طوفان ؟
دورت وشها بعيد لانها بتعشق عيالها ولا يمكن تفرط فيهم حتى لو هتدفع حياتها التمن .
نادر كرر سؤاله : ها يا أمي ؟
بررت : صوابعك مش زي بعضها بعدين الجيل الصغير ده جيل مايع ما بيتحملش يضحي ويخاطر فبيختاروا نفسهم وهي ضحت علشان تختار نفسها .
اعترض بغيظ : يا أمي انتي قوام حكمتي انه شخص سيئ وكان مطلع عين مراته ؟ طيب انتي شوفتي ابنه ، هل ابنه ده تربية راجل وحش ؟ هل لو أبوه بخيل ولا وحش هيحبه بالشكل ده ؟ طيب هل هند هتختار واحد سيئ بالشكل ده ؟ يا أمي خلينا حقانيين طالما هند اختارته يبقى شخص كويس ومحترم ، وبعدين المدرسة كلها رجالة وستات قعدوا امبارح لحد ما خرج من العمليات واطمنوا عليه وكل شوية حد يجي يسأل ، أعتقد لو وحش مش هيكون محبوب كده ، ده حتى مدرسين ابنه جم سألوا عليه .
بصتله بحيرة وتفكير: طيب يا ترى طلق مراته ليه ؟
اتنهد وهو بيقف علشان يدخل يرتاح : بنتك أكيد عارفة وأكيد ده أول سؤال سألتهوله ، ليه طلق مراته وأم ابنه ؟ فانتي اقعدي مع بنتك وخليها تحكيلك بدل ما تقفي قصادها ، يلا أنا داخل أنام .
فاتن وقفته : لا استنى وسيبنا من هند شوية وخلينا فيك انت .
بصلها باستغراب : أنا ؟ أنا مالي ؟ أنا كويس اهو .
هزت دماغها برفض : لا يا حبيبي ، انت بقالك فترة كده متغير لحد امتى هتفضل كده يا نادر ؟
اتنهد وافتكر اللي شغلت تفكيره والماضي اللي مش عارف يخرج منه : أنا كويس يا أمي بيتهيألك .
أمه بعدم اقتناع : بيتهيألي ؟ يا ابني حرام عليك اللي بتعمله في نفسك وفينا
بصلها باستغراب : أنا مش بعمل حاجة في نفسي ولا فيكم وبعدين مش وقته يا أمي أصلا بعدين .
جه يقوم بس مسكت دراعه بإصرار : اقعد وقولي في ايه ؟ ومش هسيبك غير لما تتكلم .
بصلها بتردد وبعدها قرر يقولها على اللي بيفكر فيه : أنا بفكر أسافر لأي مكان تاني و ......
قاطعته بعصبية : لا كده كتير أوي يا نادر ، هو اللي خلقها ما خلقش غيرها ؟ هتضيع عمرك كله عايش على ذكرى ، حرام عليك اللي بتعمله في نفسك وتعمله فينا .
زعق قصادها : أنا مش بعمل حاجة في نفسي أنا هبعد علشان أريحك من التفكير فيا وفي مستقبلي ، أنا عاجبني حياتي كده ومبسوط كده .
زعقت ودموعها بتلمع : وهو ده حال يعجب حد ؟ مترهبن وعايش لوحدك وتقول عاجبك كده ؟ طيب مفيش سفر يا نادر - جه يتكلم بس قاطعته بتصميم- وعارفة انك تقدر تسافر بس قبل ما تسافر تقولي في وشي اني مش أمك ولا ربيتك وتخرج وأنا غضبانة عليك .
بصلها بذهول : حرام عليكي اللي بتقوليه ده
بصتله هي كمان وبتمسح دموعها : وانت مش حرام عليك اللي بتعمله ؟ على العموم أنا قلت اللي عندي بعد إذنك .
سابته ودخلت أوضتها وهو كمان دخل أوضته و قعد على سريره وغمض عينيه مش عارف يفكر في حياته اللي بتضيع من ايديه وافتكر بسمة لما قرر يتجوزها وافتكر لما قرر ينزل يكلم أهله وقعد مع أمه برضه نفس القعدة دي بس هيهات الفرق بين القعدتين ، افتكر وهي عمالة تقرره يحكيلها وبالفعل قرر يقولها ساعتها
(فلاش باك)
بص لمامته اللي متحمسة : بصي أنا في واحدة ......
أمه وقفت بفرحة : نروح نخطبها من بكرا ؟
ابتسم وقعدها : يا أمي بالله عليكي اهدي ، مش لما تعرفيها وتشوفيها وتسمعي عنها الأول ؟
ابتسمت بحماس : مش بتحبها ؟ ده اللي يهمني
ابتسمت ومسكت ايده: قولي بقى هي دكتورة اتعرفت عليها هناك ؟
نفى بحركة من راسه : لا يا ستي هي كانت مريضة عندي بس مميزة ، مختلفة
كشر وهو بيقلدها : عصبية ، جميلة ، رقيقة .
أمه مكشرة وهو لاحظ ده فسألها : مكشرة ليه ؟
اتنهدت بإحباط : مريضة ؟ يعني يوم ما تحب تحبلي واحدة راكبها المرض ؟
شرح لأمه حالتها وانها شبه اتعالجت وهي برضه مش مقتنعة أوي ومرة واحدة سألته : معاكش صورة ليها ؟
افتكر انه صورها لما راح بيتهم : اه تصدقي صورتها - طلع موبايله يدور على صورتها و وراها لمامته اللي ابتسمت وبصتله : حلوة ، بس حولة شوية يا نادر ؟
بص لأمه بعتاب : يا أمي ما أنا لسه شارحلك حالتها ؟
هزت دماغها : اااه يعني عينيها هتتعدل خالص ؟
أخد موبايله وهو بيبص لصورتها : بإذن الله يا أمي هتتعدل ، المهم دلوقتي مش عايز حد يعرف لحد ما أتكلم مع بابا الأول وأقوله بنفسي
بسمة في الفترة دي كانت مبسوطة وبتعد الأيام لحد ما يرجع من تاني .
برا أبوها مع أمها بيشربوا الشاي وأمها بتفكر: إلا ايه رأيك يا عمار في الدكتور نادر؟ أنا حاساه ميال للبنت ، مش ممكن يطلب ايدها ؟
عمار ضحك : يطلب ايدها مرة واحدة؟ بس الحق يتقال هو راجل كويس ومحترم ويتحب .
جت تتكلم بس الباب خبط وجوزها قام يفتح وكان أخوه الكبير عبدالمجيد ، دخل معاه وعائشة انسحبت تعمله حاجة يشربها وتسيبهم براحتهم .
عبد المجيد فضل يتكلم شوية عن بسمة وعن شفائها اللي تم على خير وبعدها بص لأخوه بابتسامة : بما انها خفت بحمد ربنا وفضله خلينا نتمم فرحها بقى على حاتم ابني .
عمار اتصدم وردد : حاتم ؟
عبدالمجيد كشر من رد فعل أخوه : ايوة حاتم مالك مصدوم كده ليه وكأني بقولك حاجة وحشة لا سمح الله ؟ مش كلمتك في الموضوع ده من زمان؟
عمار افتكر الحوار القديم وحاول يفهم أخوه : ده كان من سنتين يا عبد المجيد يا اخويا وقفلنا الحوار ده .
اعترض بغيظ واستنكار : ايوة من زمان من بداية مرضها وتعبها وحالتها الصعبة وابني قال هو أولى ببنت عمه وهو طول عمره بيعزها وانت وافقت ساعتها ولا وافقت وهي عيانة ولما خفت كبرت عليه ؟ في ايه يا عمار يا أخويا ؟ بقى كنت موافق على ابني علشان بنتك عيانة وبتستكترها عليه لما خفت ورجعت لعافيتها وصحتها ؟
عمار حاول يدور على حاجة يقولها أو يبرر فيها اعتراضه دلوقتي بس عقله واقف .
عبد المجيد اتنرفز أكتر من سكوت أخوه فقام بعصبية : ما تقول حاجة يا أخويا ، قولي انك مش مستقل بابني ، ده ظابط وألف مين يتمنوه ولا يتمنوا نسبنا ؟
عمار مسك دراع أخوه بسرعة: اقعد يا عبده الكلام أخد وعطا مش كده أنا بس اتفاجئت بطلبك لان الموضوع ده قديم وعدى عليه سنين ؟
عبدالمجيد برر : أيوة سنين بس ابني شاريها ومستنيها لحد ما حالتها تكون مناسبة ونفسيتها تتعدل وأنا اعتبرت ان كلامي معاك خلاص دين واتفاق بينا وقلت لابني يستنى لحد ما بنت عمه اللي بيحبها تقوم بالسلامة ومع انه كان رافض وعايز يتجوزها زي ماهي وبحالتها بس برضه قلتله يستنى وهو سمع كلامي ومارضيش يكسر كلمتي .
عمّار اتنهد بحيرة : ربنا يقدم اللي فيه الخير يا أخويا .
عبدالمجيد وقف : كلم بنتك وأمها وخلينا نحدد ميعاد الخطوبة والحفلة بمناسبة قومانها بالسلامة وبلغني امتى إن شاء الله .
سيف بعد عن الجامعة وجوها كام يوم لحد ما يقدر يواجه همس وهي مخطوبة ، يوم محاضرتهم راح ودخل متأخر بغير عادته وهي كانت في أول صف في انتظاره ، واحشها كتير جدا وافتقدته أكتر وهو اكتشف ان عينيها واحشاه وبيتمنى لو يغرق فيهم ، حاول يتجاهلها أو يركز في شرحه فقط لحد ما يخلص ، قررت همس انها توقفه بعد المحاضرة وتفهم منه ماله ؟
هل كلام هالة صح انه حس انها سهلة فبعد عنها ؟ ولا كان بيختبرها مثلا وهي ما نجحتش في اختباره ؟ ولا هو أصلا من البداية مش مهتم وهي بتفرض نفسها عليه ؟
خلصت المحاضرة ووقفت علشان تكلمه وهو لمحها فخرج بسرعة لأنه مش مستعد للكلام معاها دلوقتي ، راح ناحية عربيته وهمس وراه متغاظة ومصممة تتكلم معاه وصحباتها بيحاولوا يوقفوها وقبل ما توصله سمعوا كلهم صوت شاكيناز بتنادي سيف وبتقرب منه بسرعة فاضطر يقف يكلمها وهمس وقفت تستناه يخلص معاها .
شاكيناز بصت لسيف بصدمة : الخبر اللي منشور ده صح ؟
سيف بصلها باستغراب : في ايه يا بنتي على الصبح ؟ وايه دخلة الميري دي ؟
شاكي هزت دماغها برفض : سيبك من دخلتي وقولي الخبر ده صح ؟
بتوريه موبايلها بس بعيدة عنه وهو باستغراب : خبر ايه بس يا بنتي ؟
شاكي بصت لموبايلها وبدأت تقرأ الخبر : خطوبة المهندس سيف الصياد نجل رجل الأعمال عز الدين الصياد على الدكتورة شذى كريمة رجل الأعمال عصام المحلاوي في جو عائلي وقد حضر الحفل العائلتان فقط .
همس عينيها وسعت بصدمة وبتبص لسيف مستنياه يكدب الخبر وتضحك مع أصحابها عليه .
سيف لاحظ ترقبها وبص لشاكي بجمود : أيوة الخبر صحيح .
الكلام نزل كصدمة على همس ، حست ان الدنيا بتضيق عليها ومخنوقة مش قادرة تتنفس ، دموعها نزلت فحاولت تمسحهم بعنف رافضة انها تصدق اللي سمعته ، هي كانت بتحبه لا هي بتحبه أصلا وهو بيحبها ، لا يمكن يكون اهتمامه مجرد اهتمام عابر
حركت دماغها برفض مش قادرة تصدق أصلا وسيف متابعها كان نفسه يصرخ فيها ويقولها ليه مصدومة مش انتي اللي اتخطبتي الأول لسي محمود السمري ؟ مش انتي اللي بعدتي الأول ؟ مش انتي اللي كنتي بتتنططي بالخاتم وفرحانة بيه ؟
انتبه على شاكي بتلومه : بقى بجد يا سيف تخطب من غير ما تعرف أي حد من أصحابك ؟ يعني ايه الندالة دي ؟
بصلها بتعب : يا بنتي ماهو مكتوب العائلتين فقط يعني أبويا وأمي وأختي وهي أبوها وأمها ، مفيش أي حد تاني .
استنكرت رده : بقى سيف الصياد يخطب في صمت كده ؟
اتنهد : هنبقى نعمل حفلة بس مش دلوقتي ، المهم بعدين نتكلم اوك ؟
سابته وهي مش مصدقة وهمس كمان مش مصدقة بس كل حاجة بقت منطقية ، بعده عنها الفترة اللي فاتت ، تغيره من ناحيتها ، كان عايزها تفهم لما اتمادت بس هي كانت غبية ، قالها صريحة أنا ما ينفعش أكون كده ، وهي غبية مافهمتش قصده ، غبية وتستاهل كل اللي يجرالها .
بس لا هو كان مهتم ، طيب كان بيعلقها بيه ليه ؟ بيهتم بيها ليه ؟ لما بيلاقيها بردانة بيقلع البلوڤر بتاعه ليها ليه ؟ لو كل ده ماكانش اهتمام امال كان ايه ؟
دموعها فقدت السيطرة عليهم وعايزة تنفجر وباصاله بصدمة مش قادرة تتحرك أو تتكلم .
سيف بصلها مستنكر رد فعلها بس وشه محتفظ بهدوئه القاتل واتمنى لو تيجي وتتجرأ تعاتبه وهو هينفجر فيها ، جواه نار قايدة ومش عارف يطفيها وخصوصا وهي تبكي بالشكل ده .
أخيرا ساب عربيته وطلع مكتبه لانه عايز يواجهها وهيديها الفرصة تكلمه ، البنات فاقوا من صدمتهم بعد ما هو مشي وهالة ضمتها : همس انتي كويسة ؟
ماردتش بس بتعيط بصوت عالي وخلود بتطبطب عليها : قولي أي حاجة ما تسكتيش كده
بصتلهم واتكلمت من بين دموعها بوجع : ليه عمل فيا كده ؟ - مسكت ايديهم واتكلمت بذهول - طيب مش انتوا حسيتوا انه مهتم ولا أنا كان بيتهيألي ؟
هالة بتعاطف : احنا اتصدمنا زيك يا همس بالظبط بس يمكن احنا فسرنا اهتمامه غلط ده برضه دكتور ، أنا حذرتك كتير وانتي ما سمعتيش مني ؟
زعقت : وهو ده يديله الحق انه يلعب بيا وبمشاعري ؟ ايه يعني دكتور؟ هو كان مهتم؟ ايوة كان مهتم ، بس ليه يعمل كده ؟
خلود حاولت تقول أي حاجة : سيبك منه يا همس بعدين هو مش مناسب أصلا ده دكتور وكبير وانتي عيلة و .......
سكتت من نظرات همس اللي دموعها نازلة ومش قادرة تتقبل أي كلام .
خلود رفعت راسها : همس انتي أكبر من كده وأكبر من انك تنهاري بالشكل ده ، سيبك منه ، انسيه .
همس بصتلها باستنكار : أنساه ؟ طيب ازاي ؟ وهو كل لحظة وكل يوم قدامي هنا ؟
فضلت تعيط وهما بيهدوا فيها وسيف لمحها من فوق الممر اللي بيقف عليه دايما وحس انه مخنوق أوي ، ليه بتعيطي دلوقتي ؟ طيب ليه أخدتي منه الخاتم ؟ ليه عملتي فيا كده ؟
ساب الكلية كلها ومشي لانه مش قادر يتحمل انهيارها وعياطها كده ومش قادر يفسره أبدا .
تاني يوم في مكتبه الباب خبط واتفاجئ بخلود وهالة ، بص وراهم بتلقائية يشوف همسته ،بس كشر لانها خلاص ما بقتش همسته.
خلود كلمته بضيق : ممكن ندخل ؟
سيف لاحظ نبرتها بس تجاهلها : اتفضلوا .
هالة طلعت كيس صغير وحطته على مكتبه : اتفضل .
بص للكيس باستغراب : ايه ده ؟
هالة بحزن : همس باعتاه لحضرتك وبتقولك انه مايلزمهاش بعد كده .
قلبه بيدق بسرعة وهو بيفتح الكيس واتفاجئ بالبلوڤر بتاعه وافتكرها وهي لابساه وافتكر قربهم اليوم ده من بعض ودلعها قدامه وافتكر وهي بتقوله انها عمرها ما هترجعه أبدا .
انتبه لهالة : بعد إذنك .
كانوا خارجين بس خلود وقفت باستفسار : حضرتك ليه عملت كده ؟
بصلها باستنكار : عملت ايه بالظبط ؟
ردت بلهجة فضولية :حضرتك فاهم كويس أنا بتكلم عن ايه ؟
اتضايق من نبرتها وبصلها بصرامة : لا مش فاهم بس النبرة اللي بتتكلمي بيها مش عاجباني .
هالة بتشد خلود بس قبل ما تخرج خلود بصتله باستفزاز : يلا اهو كله بان .
وقف بغضب : أنا مش فاهم انتوا بتكلموني على ايه ؟ وبأي عين أصلا طالعين هنا و واقفين قصادي ؟ اتفضلوا برا.
خلود ببرود: هنخرج بس بجد الحمد لله ان كله ظهر بسرعة .
سابوه ومشيوا وهالة بتبص لخلود : انتي اتجننتي تكلميه بالشكل ده ؟ انتي نسيتي انه دكتور هنا وممكن يشيلنا احنا التلاتة المادة بسهولة ؟
بصتلها بغيظ : قسما بالله أطلع لعميد الجامعة وأقوله انه بيعاكسنا كلنا ولما رفضناه عايز يسقطنا .
هالة شدتها من دراعها : يلا بينا وبطلي هبل وكفاية همس اللي مموتة نفسها من العياط .
أسبوع بحاله وبدر ما فاقش مع ان الدكاترة قالوا انه المفروض يفوق و أنس بيروح كل يوم مع نادر أو مع هند يزوروه وفاتن غصب عنها بدأت تتعاطف مع أنس ويصعب عليها وطول الوقت بتراقب بنتها وتعاملها معاه .
كانت قاعدة بتذاكرله وبتحاول تضحكه أو تهزر معاه وهو بيضحك بس الحزن مسيطر عليه .
جوزها قعد جنبها : مالك يا فتّون قاعدة كده ليه ؟
بصتله بحيرة : الولد اتعلق بهند أكتر ، افترضنا أبوه ما فاقش يا خاطر هنعمل ايه ؟ هنخليه معانا وبنتنا يبقى معاها ولد وهي بنت ؟ ولا هنعمل في الولد ايه ؟
كشر بضيق : تفاءلوا بالخير تجدوه يا أم نادر بعدين مش له أهل ؟ ساعتها نبقى نشوف عيلته فين ونوصله لهناك بس إن شاء الله يقوم بالسلامة .
أمنت على كلامه وسكتت شوية وبعدها بصتله باهتمام : طيب انت موافق تجوزهاله ؟
بص ناحية بنته وعلاقتها اللي بقت طبيعية جدا بأنس وكأنه ابنها فعلا : مش عارف والله ، لما نشوف بدر ده نفسه ونعرفه ونتكلم معاه نبقى …
قاطعته بغيظ : نبقى ايه ؟ نوافق ؟ بقولك ايه يا أبو نادر أنا مش هجوز بنتي لراجل مطلق ومعاه عيل .
جوزها مارضيش يجادل قصادها لانه ما بيحبش يجادل في حاجة مجهولة أو قبل أوانها أصلا .
افتكرت وبصتله : صح انت نادر كلمك في أي حاجة ؟
كشر وبصلها : قصدك على تفكيره انه يسافر ؟
استغربت انه عارف وهادي كده : هو قالك ؟
بصلها بقلة حيلة : اه قالي هو أصلا عايز يسافر بس مش قادر يسيب أخته في الحالة دي وعايز يطمئن على بدر قبلها .
استنكرت موقفه : وانت هتسيبه يسافر يا أبو نادر ؟ هتخليه يضيع أكتر ماهو ضايع ؟
بصلها باستغراب : عايزاني أعمل ايه ؟ أحبسه في أوضته ؟ ابنك مابقاش صغير ودكتور قلب قد الدنيا عايزاني أعمله ايه مش فاهم ؟
اتكلمت بحدة : تمنعه أيوة هو مش هيكبر على أبوه ، تقوله لو خرج يبقى ما يرجعش تاني ؟ تهدده بأي حاجة .
بصلها باستغراب تام : وده حل ؟ أكتفه أكتر ماهو متكتف يا أم نادر ؟ أقضي عليه تماما ؟ أدمره بايدي ؟
دورت وشها بعيد بغيظ وهو كمل كلامه : مش يمكن لما يسافر ويغير مكانه حياته كلها تتغير ؟ مش يمكن يلاقي بنت الحلال لما يسافر و ......
قاطعته بشهقة : تاني بنت حلال تاني ؟ ونعيده من تاني ؟
اتنهد بنفاد صبر : انتي عايزه ايه دلوقتي يا أم نادر ؟
بصتله بغيظ : تجيبله عروسة ، احنا نجوزه غصب عنه وهو لما يكون عنده بيت وبعدها يخلف حياته هتتعدل لوحدها .
اتنهد وبصلها : طيب نعدي موضوع هند على خير وبعدها نبقى نشوف موضوع العروسة ده .
آخر النهار نادر مع بدر وبيتابعه كعادته ، حس بهمسات جنبه فبصله بحماس وقرب منه : بدر انت صاحي ؟
بدر بصله للحظات بتعب : أنس ؟
ابتسم : ما تقلقش عليه هو معايا في البيت وكويس .
حاول يبتسم وبعدها سأله بإرهاق: هند ؟ هند فين ؟
كشر نادر بغيظ وقبل ما يرد كان غمض عينيه تاني بس ابتسم انه فاق أصلا والباقي مجرد وقت لجسمه يتعافى .
رجع بيته وقابلته هند وأنس كعادتهم وهو أول ما شاف أنس ابتسم : عندي أخبار حلوة يا أنوس .
أنس قرب منه بلهفة : بابا فاق ؟ صاحي دلوقتي ؟ عايز أروحله .
هند كمان بصت لأخوها بلهفة : فاق يا نادر بجد ؟
نادر هز راسه : فاق وقبل ما تتكلم يا أنوس نام تاني بس اللي يهمنا انه فاق لان ده معناه ان جسمه بدأ يتعافى ، عارف كمان قال ايه أول ما فتح عينيه ؟
أنس بصله باستفسار ونادر ابتسم : قال أنس ، كان عايز يطمن عليك وأنا طمنته وبعدها نام .
هند ابتسمت باطمئنان وأخوها لاحظ انها عايزة تسأل أسئلة كتيرة بس خجلها مانعها وخناقها كل شوية مع فاتن برضه موقفها لانها متابعاهم ومستنية ابنها يدخل وهما موقفينه على الباب، لما لاحظت نظرات أمها بصت لأخوها : ادخل ارتاح طيب الأول احنا وقفناك على الباب .
قبل ما تدخل مسك دراعها وهمس : سأل عليكي برضه .
بصتله وعينيها بتلمع بس ماقدرتش تسأله أسئلة تانية فابتسم : ما لحقتش أجاوبه لانه نام تاني .
أخيرا قدرت تنطق : بس هو هيكون كويس صح ؟
طمنها ودخل قعدوا كلهم مع بعض وخاطر بص لأنس : بابا هيقوم بالسلامة إن شاء الله يا أنوس فرحان ؟
أنس بحماس : فرحان جدا ، هوريله درجاتي النهائية كلها وهقوله اني كنت راجل في غيابه ، مش أنا كنت راجل صح ؟
ابتسموا كلهم وهند بتلعب في شعره : انت أجمل راجل في الدنيا كلها .
أنس بصلها بحب : وانتي اجمل هنود في الدنيا كلها .
لاحظت هند ان كلهم باصينلهم وأمها مش عاجبها الكلام فاتحرجت و وقفت : هجيبلك عصير يا نادر تلاقيك راجع عطشان .
انسحبت من قدامهم ونادر بص لأبوه اللي فاتحه : ناوي على ايه يا نادر بما انك اتطمنت على بدر ؟
اتنهد بحيرة : مش عارف بصراحة يا بابا أنا عايز أسافر بس هند وماما ......
قاطعته هند من وراه : مالها هند ؟ نادر لو انت مأجل حاجة مهمة وراك علشاني فبلاش يا حبيبي وادينا الحمد لله اطمنا على بدر .
بصلها بعمق: بجد أسافر يا هند ؟
أكدت بس بعدها استغربت وبصت لأمها وأبوها وبعدها لأخوها بتساؤل : بس انت عايز تسافر ليه يا نادر ؟
نادر بص لأمه اللي دورت وشها بعيد وبعدها بص لأخته : في مستشفى في القاهرة كلمتني وبفكر أروح أمسك فيها شوية وأشوف الدنيا فيها ايه
كشرت هند بحزن : بجد عايز تمشي من هنا انت كمان ؟ مش كفاية همس اللي بتسافر انت كمان يا نادر عايز تمشي وتسيبنا ؟
وضح بهدوء : أسيبكم ايه بس؟ ده بينا وبين القاهرة ساعتين يدوب يعني زي همس كده أقدر آجي آخر الأسبوع وكمان أكون مع همس اللي لوحدها دي .
اعترضت : همس دي رابع سنة لوحدها مش أول سنة وبعدين - بصت لأمها وأبوها- انتوا موافقين انه يسافر ؟
أمه وقفت بضيق: هو عارف رأيي بس الظاهر انه محدش فينا بيفرق معاه أصلا .
سابتهم ودخلت أوضتها ونادر بص لأبوه اللي طبطب على كتفه : أمك شوية وهتهدا بس الموضوع صعب عليها انك تبعد عنها فاديها شوية وقت وهتلاقيها بتقولك اعمل المناسب ليك .
قفلوا الكلام وكل واحد قام يشوف وراه ايه
سيف دخل بيته وطلع على أوضته مباشرة وشوية وآية حصلته؛ عايزة تفاتحه في موضوعها مع حازم .
دخلت وفضلت ترغي كتير معاه وهو بيسمعها بهدوء وحس انها بترغي وخلاص بس هي عايزة حاجة معينة فقاطعها بنفاد صبر : آية انتي بتتكلمي كتير ليه ؟ ما تدخلي في الموضوع على طول ، حاسك بترغي وبس .
اتنهدت وبصتله : انت مبسوط في خطوبتك دي ؟
بصلها كتير باستغراب وبعدها : ليه سؤالك ده ؟
فسرت : لاني كنت فاكراك شخص رومانسي مش عقلاني زي بابا بس بصراحة اتفاجئت بقرارك ده واللي فاجئني أكتر انك انت اتغيرت ، بطلت تضحك أو تهزر أو حتى تخرج مع أصحابك ، فايه بقى ؟
بصلها كتير بيحاول يختار كلامه فرد بتردد : مش رومانسي أوي ومش عقلاني أوي ، بس في الارتباط بالذات يا آية الواحد لازم يحكم عقله مش قلبه .
كشرت باستغراب : ازاي بقى ؟ ده الارتباط الشيء الوحيد اللي محتاجين قلبنا فيه .
هز دماغه برفض تام لان قلبه جرحه ودمره فاتكلم بوجع: قلبك بالذات هيغرقك وهيخليكي حتى لو الشخص مش مناسب هتشوفيه مناسب وهيرسملك حياة وردية معاه وتحسي ان كل حاجة هتكون حلوة لحد ما تتصدمي بصخرة الواقع وتندمي انك دخّلتي قلبك في اختيارك ، الصح يا أيوش انك تختاري بعقلك فقط ، شخص مناسب ليكي سواء عقليا أو اجتماعيا وفي كل النواحي تكونوا متناسبين وبكده هيفضل طول الوقت اختيارك صح مش هتفوقي مثلا في أي وقت وتقولي ايه اللي عملته في نفسي ده ؟ أو ايه اللي نزلني أوي كده ؟ مجرد ان عقلك هيختارلك صح .
سكتت آية وماقدرتش تنطق بحرف واحد لان حازم بالنسبالهم مش هيكون مناسب ، هو شاب عادي من بيت عادي ويدوب اشترى شقة صغيرة وبيفرش فيها مش مستواهم أبدا وكان عندها أمل ان أخوها يقف معاها ويساعدها لكن بتفكيره ده وحالته دي اللي الله أعلم ايه سببها هو أكيد هيكون زي أبوها وهيرفض .
فاتن وقفت بغضب : يعني يوم ما تتنيلي على عين أهلك وتحبي حد تحبيلي واحد مطلق ومعاه عيال؟ ده ايه الحظ المهبب ده ياربي ؟ يعني أدعي عليه دلوقتي ربنا يريحني منه من قبل حتى ما أشوفه ؟
هند مسكت ايدها بتوسل : اوعي يا ماما علشان خاطري - دموعها نزلت- انتي لو عرفتيه هتحبيه ، أرجوكي يا ماما .
أمها زقت ايدها بعيد : أنا عارفة ان دي آخرة دلع أبوكي وأنا هختار عريسك بنفسي وهجوزك غصبا عن أنفك وهو ربنا يقومه بالسلامة لابنه مش هدعي عليه بس سواء قام ما قامش تشيليه من دماغك خالص أنا لا يمكن أوافق تتجوزي واحد تخدمي عياله .
هند بصت لأمها بتبرير : هو عيل واحد بس وصغير .
بصتلها بتريقة : هتراعي ابنه يعني ؟ وتبقي أم من قبل ما تتجوزي حتى ؟ عنده قد ايه بقى إن شاء الله ؟
هند بتردد: في سنة سادسة يدوب .
شهقت فاتن باستنكار: سادسة ؟ كنت فاكراه شاب صغير وابنه سنتين ولا تلاتة مش شحط قده ! بت انتي شيلي الموضوع ده من دماغك خالص - بصت لجوزها وكملت- عقل بنتك يا خاطر.
سابتهم ودخلت أوضتها وهند قعدت جنب أبوها تقنعه: بابا أقسم بالله بدر إنسان كويس جدا ومحترم جدا ، طيب انت انزل شوف المستشفى عاملة ازاي؟ واسمع من المدرسين عنه وعن أخلاقه .
اتنهد بحيرة : بس متجوز ومخلف كمان يا هند وانتي لسه صغيرة والحياة قدامك؟
حاولت تستخدم أسلوبهم فردت : أنا عانس مش أمي دايما تحسسني بكده؟ ليه دلوقتي بقيت عيلة ونغة؟
استنكر أبوها : انتي زينة البنات ليه بتقللي من نفسك كده يا هند ؟ ليه شايفة نفسك قليلة للدرجة دي ؟
استغربت كلام أبوها : أي درجة يا بابا ؟
اتكلم بحدة : لدرجة واحد كبير ومتجوز ومخلف كمان ؟
وقفت بحزن : مش كبير والله يا بابا هو زي نادر هل نادر كبير بالنسبة ليا ؟ والطلاق والخلفة دول من عند ربنا .
أبوها اتنهد بتعب : سيبي الموضوع ده دلوقتي يا هند وربنا يسهل بعد ما يقوم بس بالسلامة ونشوفه ونتكلم معاه واللي ربنا رايده هيكون غصب عني وغصب عنك .
اتعلقت بايده بتوسل: طيب أرجوك يا بابا اسمحلي أجيب أنس هنا ، زمان حالته صعبة هو مالوش هنا غير أبوه ومعرفش عرف ولا لا وحالته ايه ؟ أرجوك اعتبره خير يا بابا بتعمله لعابر سبيل ، مش هما أغراب عن البلد ؟ ده انت بتعمل خير للغريب قبل القريب هتسيب عيل صغير كده ؟
أبوها ضعف قصاد دموعها وتوسلها وراح معاها فعلا
بعد فترة وصلوا للشارع اللي ساكن فيه وهي وقفت محتارة فأبوها بصلها بترقب: انتي تعرفي هو ساكن فين ؟
حركت دماغها برفض : كل اللي أعرفه اسم الشارع ، هو قال مأجر شقة في الشارع ده بس فين مش عارفة ؟
أبوها بص حواليه : يعني ايه ؟ هنمشي نخبط على البيوت ونقول يا أنس ولا ايه ؟
هند بصتله بحيرة مش عارفة ازاي ماخطرش على بالها تسأله عن عنوانه بالظبط ؟
موبايلها رن وكان نادر فردت عليه بسرعة : ايوة يا نادر خير ؟
⁃هو انتي تعرفي حد اسمه أنس ؟
استغربت سؤاله : ليه بتسأل ؟
⁃لانه فتح عينيه وقال الاسم ده وطلب مني أروحله .
سألته بلهفة : طيب قالك تروحله فين ؟
⁃كل اللي قاله برج الحياة اللي في شارع العشرين .
هند اتنهدت : طيب يا نادر أنا هتصرف أنا وبابا.
قبل ما تقفل أخوها وقفها : يا بنتي فهميني طيب مين أنس ده ؟
جاوبته بتردد : ابنه يا نادر .
دور نادر يتصدم بس هند قفلت لانها في غنى عن محاضرة من أخوها هو كمان .
بصت لأبوها : برج الحياة يا بابا .
راحوا ناحية البرج وهناك في بواب سألوه عن شقة بدر وقالهم على الدور ورقمها ، طلعوا كان أنس لوحده مرعوب وأول ما شاف هند رمى نفسه في حضنها ببكاء : بابا مجاش لدلوقتي يا هند ، عمره ما اتأخر أبدا عليا .
هند دموعها نزلت وأبوها صعب عليه حالة الولد وحمد ربنا انه جه مع بنته ياخدوه .
هند بصت لأنس تطمنه : حبيبي ما تقلقش بابا بخير هو بعتني ليك علشان تيجي معايا .
أنس بصلها بتردد : بابا بعتك ؟ ليه هو فين ؟ هو مش بيبعت أبدا أي حد ليا ؟ هند قوليلي بابا فين أرجوكي ؟
بصت لأبوها اللي مش عارف يقوله ايه؟ ولأول مرة يقف محتار كده ، الولد نقل نظراته بينهم ودموعه نزلوا أكتر: اوعوا تقولوا ان بابا راح عند ماما ؟
هند بسرعة : لا لا يا أنس بعد الشر عليه لا يا حبيبي ، بص هو عمل حادثة صغيرة وكلمني وقالي أجيلك .
أنس اتعلق في دراعها بقلق : طيب خديني عنده أرجوكي يا هند أنا عايز أشوف بابا .
فضل يعيط وهند مش عارفة تعمل ايه ؟ لحد ما أبوها بصلها : يلا يا هند نوديه يشوف باباه الأول وبعدها نروح البيت ، بس هاتيله أي غيار ينام بيه ولو هيروح مدرسته .
قاطعه أنس : أنا هفضل جنب بابا مش هتحرك من جنبه أبدا .
أبوها شاورلها فبصت لأنس : فين أوضتك يا أنس ؟ تعالى ساعدني يلا علشان نعمل شنطة صغيرة ليك .
شرط عليها : بس هروح عند بابا مش عندك ؟
ابتسمت : هوديك عند بابا اتفقنا .
دخلت معاه أوضته وهو جمع هدومه بسرعة وبعدها هي قالتله يجيب شنطة مدرسته وهو بيفكر حطها فين وبعدها شاورلها على الأوضة اللي جنبه فراحت تجيبها ، كانت الأوضة مرتبة وريحة بدر فيها ، دموعها نزلت هي عايزة تشاركه بيته وأوضته وحياته ازاي تدخل أوضته لأول مرة وهو بيصارع لحياته ؟
مسكت صورة صغيرة على التسريحة فيها بدر وأنس في حضنه وبيضحكوا الاتنين واتمنت صورة تجمعهم التلاتة وتخيلت كمان بيبي صغير هي شايلاه .
مسحت دموعها وأخدت شنطة أنس وطلعت واتحركت مع أبوها للمستشفى .
نادر قابلهم ولسه هيتكلم مع أخته لمح أنس اللي اتعلق بكمه بخوف : بابا فين ؟ انت الدكتور اللي هتوديني عنده ؟
نادر بص للولد الصغير وحسه قد ايه ضعيف وقد ايه محتاج لأبوه ، بص لأخته وسكت لان مش وقته الكلام : أهلا يا أنس ، بص بابا نايم دلوقتي مش هينفع نصحيه ولما يصحى هجيبك بنفسي تشوفه .
اعترض أنس ببكاء : طيب خليني بس أشوفه ومش هصحيه ومش هنطق ومش هتكلم أبدا بس أشوف بابا .
خاطر بص لابنه : خده يا نادر يشوف أبوه ويطمن بنفسه وبعدها هناخده معانا البيت .
نادر وافق أبوه وطلعوا كلهم ونادر بصلهم : هو في الإنعاش ومش هينفع أدخلكم أوضته من برا بس .
وصلهم لأوضته وشافوه من ورا الإزاز وهند دموعها نزلت غصب عنها وهي شايفاه بالمنظر ده ونادر بصلها قد ايه هي متعلقة بيه !
أبوها برضه بصله حاول يعرف ملامحه بس كل اللي عرفه انه مش كبير في السن يمكن زي ابنه فعلا وفكر ان لو نادر مثلا كان في كلية عادية واتخرج واتجوز هيخلف فعلا قد أنس ، استغفر ربنا ودعا ان ربنا يقومه بالسلامة لابنه على الأقل .
أنس دموعه نازلة وبص لنادر بترجي : خليني أدخل عنده علشان خاطري هو لما يعرف اني جنبه هيصحى .
قدام دموعه ضعف وقرر يدخله حتى ولو لدقيقة .
دخل أنس ومسك ايد أبوه بحزن : بابا اوعى تسيبني انت كمان زي ماما ، اصحى وكلمني ، انت وعدتني ان عمرك أبدا ما هتسيبني ، انت وعدتني فقوم بقى يلا - بص لنادر بتساؤل- هو ليه مش بيصحى ؟ بابا أول ما بكلمه بيصحى على طول ؟
نادر مسك ايده يطمنه: هو تعبان شوية يا أنس واحنا بنعالجه واحنا منيمينه علشان جروحه دي تخف بسرعة وهو ما يتألمش فهمت يا حبيبي ؟
أخده وطلع برا وبص لأبوه : ما أعتقدش انه ممكن يفوق الليلة ولو فاق هيكون لدقايق زي المرة اللي فاتت ، روحوا انتوا وأنا هطمنكم بالفون .
هند بصت لأخوها بلهفة : هتفضل جنبه ؟
نادر كان عايز يزعلقها أو يعاتبها أو يعترض لحبها لواحد بظروف بدر بس نظرة واحدة لعينيها منعته فاضطر يطمن أخته : هفضل جنبه يا هند روحوا انتوا.
خرجوا وأبوها اتفاجئ بكمية المدرسين اللي واقفين مستنيينه يفوق وكلهم استغربوا أنس وفي اللي عارفه بس اتلموا عليه وكله بيطمنه ان أبوه هيكون كويس .
هاني قرب من هند وسألهم ازاي عرفوا يوصلوا لابنه ؟ فهند اتوترت ونادر أخوها اللي رد بدلها : هو فتح عينيه و وصاني عليه وقالي أجيبه وكلمت بابا اللي ماهانش عليه يسيبه لوحده .
كل المدرسين عرضوا ياخدوا أنس اللي مسك ايد هند وهو مرعوب من كل الناس دي بس نادر رفض بهدوء وقالهم انه هيفضل معاه لحد ما بدر يفوق
روحوا البيت وفاتن شافتهم داخلين ، قامت تدخل أوضتها بس لمحت أنس واستغربت انه صغير هي كانت مفكراه كبير عن كده ، جوزها قرب منها بهدوء: قومي شوفي الولد ده قطع قلبي من عياطه على أبوه .
كشرت بضيق : ربنا يقومهوله بالسلامة بس برضه مش هقبلهم في بيتي ولو هي عايزة تتجوزه مع عدم رضايا الله يسهلها.
جوزها ضرب كف بكف : لا حول ولا قوة إلا بالله ، يا ولية بقولك الولد حالته تقطع القلب تقولي جواز ومعرفش ايه ؟ مش لما أبوه بس يفوق ويقوم بالسلامة نبقي نتخانق ؟ قومي شوفي الولد وشوفي لو جعان ، الولد روحنا لقيناه ميت من الرعب على أبوه ولوحده فزمانه ما أكلش حاجة من ساعة ما فطر الصبح واحنا داخلين على المغرب اهو .
كشرت وبصتله : خلي اللي عايزة تبقى أمه هي تعمله أكل - بصت لجوزها بغيظ وكملت- دي ما بتسلقش بيضة لنفسها عايزة تتجوز واحد بابنه ؟
جوزها اتنهد بتعب : ربنا يهديكي .
شهقت بغيظ وتهكم : ادعي لبنتك يا أخويا بالهداية مش أنا .
سابها وراح لبنته : هند شوفيه يا بنتي أكيد ما أكلش من الصبح ، شوفيه ياكل ايه ؟
أنس اعترض بعياط : أنا باكل أنا وبابا على طول ، هستناه يفوق ويجي وناكل مع بعض مش هاكل من غيره أبدا .
فاتن سمعته وقلبها اتوجع فقامت تعمله أكل وحطته على الصينية وسامعاهم بيحايلوا فيه برا وهو رافض .
طلعت بالصينية وحطتها قدامه وجوزها ابتسم لأنه عارفها كويس مش هيهون عليها أبدا .
بصت للولد وشافت دموعه وقلبها ما قدرش يقسى أكتر من كده فقعدت قصاده بحنان : انت شوفت بابا في المستشفى .
أنس بصلها وهز دماغه بتأكيد فابتسمت بتعاطف : طيب مش كانوا معلقين حاجات في ايديه ؟
انس انتبهلها وهي كملت : الحاجات دي بيغذوه بيها يا حبيبي زي الأكل بالظبط عارف ليه ؟ علشان بابا يفوق بسرعة ويرجعلك بسرعة فانت كمان لازم تبقى كويس وتتغذى زيه علشان لما يفوق تكون قوي وتساعده مش تبقى تعبان ومش قادر تقف ، مش انت عارف ان الأكل ده هو اللي بيغذينا ويوقفنا على رجلينا ؟ طيب مين هيقف ويساعد بابا لو مش ابنه الشجاع القوي ؟
أنس بصلها وبص للأكل فناولته المعلقة وهند بدأت تساعده ياكل وبصت لأمها بامتنان: متشكرة يا ماما .
أمها كشرت و وقفت : برضه مش موافقة بس هو مالوش ذنب ان بنتي غبية .
سابتهم ودخلت وأبوها بصلها : ما تبصيليش يا هند أنا برضه مش موافق بس الظروف تحكم يا بنتي .
سيف دخل بيته مهموم وأمه وقفته : ما تيجي يا سيف تاكل يا حبيبي معانا ، احنا آخرنا الغدا والحمد لله انك جيت .
قعد معاهم بس تايه وسرحان مش بياكل بس قاعد وخلاص .
عز علق بغيظ : لحد امتى هتفضل كده ها؟ بتعارضني وخلاص ؟ اشتغل معايا مش راضي ؟ امسك الشركة مش راضي ؟ كل كلمة بقولها بتعارضني .
بص لأبوه بتعب ومش قادر ينطق حتى : في ايه يا بابا ؟
بصله بغيظ : أنا نفسي أفهم هيجرى ايه لو في مرة وافقتني ؟ طيب بلاش توافقني خليني أفهم دماغك فيها ايه ؟
سيف حرك راسه بإرهاق : يا بابا في ايه بس ؟ حضرتك عايز ايه مني دلوقتي ؟
بصله : تقولي ايه عيوبها شذى ؟ دكتورة وناجحة ومحترمة قولي عيبها ايه ؟
سيف غمض عينيه بس شاف قدامه همس بتتنطط بالخاتم ، فتح عينيه بسرعة عايز يلغي المشهد ده من قدامه فبص لأبوه بتصميم : ما فيهاش عيوب ، تعال نروح نخطبها النهارده لو ده يناسبك
عز الصدمة لجمته مش عارف ينطق هو كان مستعد لخناق ونقاش طويل مش موافقة سريعة كده فسأله بتأكد: انت بتتكلم بجد ؟ أكلم أبوها وآخد ميعاد منه ؟
بصله بغصة: اه بجد كلمه ، بعد إذنكم أنا محتاج أرتاح ولو ساعة .
عز جري بسرعة على تليفونه وسيف طلع لأوضته تحت أنظار أمه وأخته اللي بصوا لبعض مش مصدقين اللي حصل وآية بصت لأمها بتفكير: مامي سيف مش طبيعي ابدا .
سلوى بصت ناحية ابنها ما اختفى وبصت لبنتها بحيرة: عارفة انه مش طبيعي بس فيه ايه ؟ هو قالك أي حاجة ؟
نفت آية والاتنين مستغربين اللي بيحصل حواليهم .
راحوا بالليل بالفعل طلبوا ايدها وسط استغراب من الكل حتى شذى نفسها ماكانتش مصدقة ان سيف بيطلب ايدها ، كانت مصدومة ، الآباء قرروا يلبسوا دبل تاني يوم وسيف لقى نفسه في ايده علبة جواها خاتم ألماس ومطلوب منه يلبسه لشذى وأمه مهما تحاول تتكلم معاه هي أو آية إلا انه بيصدهم وساكت طول الوقت .
حط في ايدها الخاتم بنفور وعز حط ايده في ايد شريكه عصام المحلاوي .
طلعوا يتمشوا مع بعض لوحدهم والصمت مسيطر عليهم الاتنين ، شذى بصت لسيف لفترة تحاول تفهمه ولما الصمت طال كسرته : ليه خطبتني ؟
بصلها بتوهان للحظة : نعم ؟ قلتي ايه ؟
ابتسمت بتهكم : انت حتى مش معايا .
اتنهد بحزن : بيتهيألك ، مش علشان سرحت للحظة أبقى مش معاكي .
بصتله بتركيز: ماشي هعيد سؤالي تاني ، بقولك خطبتني ليه ؟ ( قبل ما ينطق وقفته بهدوء ) وبلاش لو سمحت إجابات دبلوماسية ، اديني إجابات حقيقية .
اتنهد وافتكر جرح قلبه من همس وحبيبها محمود ، هيقولها ايه ؟ فحاول يهرب من سؤالها بانه سألها : لو سألتك نفس السؤال هتقولي ايه ؟
كشرت ودافعت عن نفسها : انت اللي خطبتني مش أنا اللي جيت أخطبك ؟
ابتسم بتهكم : سيان مش هتفرق ، انتي وافقتي ولا مجبورة ؟
جاوبت بغيظ : أنا محدش يقدر يجبرني .
حرك راسه بتفهم : تمام طالما محدش بيجبرك يبقى وافقتي بمزاجك ، وافقتي ليه ؟
فكرت شوية ومالقتش إجابة فحاولت تهرب من سؤاله : على فكرة ما ينفعش تجاوب على سؤال بسؤال أنا سألتك الأول يبقى حضرتك تجاوب الأول وبعدها أنا أجاوبك.
حرك راسه بلامبالاة: fair enough (عدل كفاية) بما اننا اتفقنا على الصراحة فهكون صريح معاكي ، أنا خطبتك لأسباب عقلانية بحتة ، انتي شخصية لطيفة ، مستقلة ، متعلمة ، ذكية فيكي كل المواصفات اللي أي شاب يتمناها في شريكة حياته ولما أبويا عرض عليا الموضوع مالقيتش مانع .
سكتت شوية وبعدها بصتله بحيرة : والحب فين في المعادلة دي ؟
كشر وهو بيفتكر همس وحاول يمحيها من أفكاره فرد بقسوة: الحب عملة نادرة جدا قليلين جدا اللي بيقدروا يحسوه وأنا راجل عملي وعادة كل قراراتي باخدها بعقلي فبالتالي الحب مالوش مكان في مخططاتي .
كشرت وحركت راسها برفض : بس كده بقى مشروع أو بيزنس مش جواز وارتباط ؟
ابتسم بتهكم : وهو الجواز ايه غير شراكة بتعمليها مع شخص تاني بشروط وأحكام وكل واحد له نسبة؟ وطالما الشريكين متفقين بتفضل الشراكة قايمة ولما بيختلفوا بيفضوها بأقل الخساير الممكنة .
حست ان كلامه منطقي أينعم هي فكرت في الحب والعاطفة بس هي زيه بالظبط عملية أكتر وبتفكر بعقلها أكتر واهو نصيبها في واحد زيها وبيفكر بنفس أسلوبها ، قاطع أفكارها : وانتي ليه وافقتي لو عايزة الحب ؟
نفت بسرعة وكأنه بيتهمها بأبشع اتهام : أنا مش عايزة الحب وما قلتش اني عايزاه أنا بس بحاول أفهم تفكيرك ومنطقك .
حرك دماغه بتفهم : ومنطقي بالنسبة لك ايه ؟ منطقي ولا مش منطقي ؟
بصتله : منطقي جدا ، هي شراكة فعلا وطالما كل واحد بيقوم بدوره هتنجح .
ابتسم : يبقى تمام أوي طالما خرجنا الحب برا المعادلة أعتقد احنا أمورنا هتبقى تمام ، نقوم ندخل ؟
اتحركت : يلا بينا .
نادر فضل جنب بدر الليلة كلها والصبح بدري أخته كلمته وقالتله انها جاية المستشفى ، نزل قابلها وقبل ما يتكلم لمح أنس معاها
قربت من أخوها وهمست : رفض ينزل المدرسة غير لما وعدته اني هجيبه يشوف باباه الأول ، هو حالته ايه ؟ فاق ؟ اتحسن ؟
قبل ما يرد أنس مسك ايده : دكتور بابا فتح عينيه ولا لسه ؟
نادر تمالك نفسه وأخد أنس ودخله يشوف باباه وهو بيشرحله حالته بالظبط على قد ما سنه يستوعب .
أنس بيسلم على باباه وبيحاول يكلمه يمكن يفوق ونادر بيراقب أخته اللي عينيها على بدر ودموعها نازلة بصمت بس بتمسحهم بسرعة ، حاول يطمن أنس أو بمعنى تاني يطمن أخته اللي سامعة كل حرف بطريقة غير مباشرة . أخدت أنس بعدها للمدرسة وراحت هي كمان شغلها وكان صعب جدا عليها تدخل لفصل كان المفروض تشوف فيه بدر وتحاول تطلعه بالعافية أو تتأخر في حصة عارفة ان بدر بعدها وتستناه لحد ما يجي وتشوفه ، يوم واحد وحاسة انه بعيد من سنة ، هتموت لو بعد عنها .
نادر روح بيته يرتاح شوية وأمه حطتله أكل ياكل قبل ما ينام وقعدت معاه بتراقبه وبعدها سألته فجأة : إلا انت ايه رأيك في بدر ده؟ وهتعملوا معاه ايه ؟
افتكر منظر أخته ومنظر أنس فبص لأمه : بدري أوي الكلام في الموضوع ده خلينا نطمن عليه الأول ويقوم بالسلامة وبعدها نشوف هند ناوية على ايه؟ وبتفكر في ايه ؟
كشرت بعدم رضا: مش هتعمل ، هي الرجالة ماقطعتش من الدنيا علشان تصوم تصوم وتفطر على راجل مطلق وبعيل طوله ؟
نادر سكت شوية بس منظر أنس خطر على باله : بس أنس يا أمي صغير ، أو مش صغير أوي هيحتاج رعاية وعناية ولا كبير أوي يعني لو بدر نفسه شخص كويس فأنا بصراحة مش شايف ان ده عيب فيه .
شهقت باعتراض : تجوز أختك لواحد مطلق يا نادر وانت ما تعرفش طلق مراته ليه ؟ مش يمكن هي قالت يا فكيك ونفدت بجلدها ؟ مش يمكن كان بخيل و مطلع عينيها ؟ يا ابني مفيش أم تسيب ضناها إلا لو حاجة أكبر منها أجبرتها ، دي تلاقيها يا عيني قالت أنفد بجلدي وعلى رأي المثل ان جالك الطوفان حط ابنك تحت رجليك .
بصلها باستنكار: انتي يا أمي هتحطي ابنك تحت رجليكي لو جه طوفان ؟
دورت وشها بعيد لانها بتعشق عيالها ولا يمكن تفرط فيهم حتى لو هتدفع حياتها التمن .
نادر كرر سؤاله : ها يا أمي ؟
بررت : صوابعك مش زي بعضها بعدين الجيل الصغير ده جيل مايع ما بيتحملش يضحي ويخاطر فبيختاروا نفسهم وهي ضحت علشان تختار نفسها .
اعترض بغيظ : يا أمي انتي قوام حكمتي انه شخص سيئ وكان مطلع عين مراته ؟ طيب انتي شوفتي ابنه ، هل ابنه ده تربية راجل وحش ؟ هل لو أبوه بخيل ولا وحش هيحبه بالشكل ده ؟ طيب هل هند هتختار واحد سيئ بالشكل ده ؟ يا أمي خلينا حقانيين طالما هند اختارته يبقى شخص كويس ومحترم ، وبعدين المدرسة كلها رجالة وستات قعدوا امبارح لحد ما خرج من العمليات واطمنوا عليه وكل شوية حد يجي يسأل ، أعتقد لو وحش مش هيكون محبوب كده ، ده حتى مدرسين ابنه جم سألوا عليه .
بصتله بحيرة وتفكير: طيب يا ترى طلق مراته ليه ؟
اتنهد وهو بيقف علشان يدخل يرتاح : بنتك أكيد عارفة وأكيد ده أول سؤال سألتهوله ، ليه طلق مراته وأم ابنه ؟ فانتي اقعدي مع بنتك وخليها تحكيلك بدل ما تقفي قصادها ، يلا أنا داخل أنام .
فاتن وقفته : لا استنى وسيبنا من هند شوية وخلينا فيك انت .
بصلها باستغراب : أنا ؟ أنا مالي ؟ أنا كويس اهو .
هزت دماغها برفض : لا يا حبيبي ، انت بقالك فترة كده متغير لحد امتى هتفضل كده يا نادر ؟
اتنهد وافتكر اللي شغلت تفكيره والماضي اللي مش عارف يخرج منه : أنا كويس يا أمي بيتهيألك .
أمه بعدم اقتناع : بيتهيألي ؟ يا ابني حرام عليك اللي بتعمله في نفسك وفينا
بصلها باستغراب : أنا مش بعمل حاجة في نفسي ولا فيكم وبعدين مش وقته يا أمي أصلا بعدين .
جه يقوم بس مسكت دراعه بإصرار : اقعد وقولي في ايه ؟ ومش هسيبك غير لما تتكلم .
بصلها بتردد وبعدها قرر يقولها على اللي بيفكر فيه : أنا بفكر أسافر لأي مكان تاني و ......
قاطعته بعصبية : لا كده كتير أوي يا نادر ، هو اللي خلقها ما خلقش غيرها ؟ هتضيع عمرك كله عايش على ذكرى ، حرام عليك اللي بتعمله في نفسك وتعمله فينا .
زعق قصادها : أنا مش بعمل حاجة في نفسي أنا هبعد علشان أريحك من التفكير فيا وفي مستقبلي ، أنا عاجبني حياتي كده ومبسوط كده .
زعقت ودموعها بتلمع : وهو ده حال يعجب حد ؟ مترهبن وعايش لوحدك وتقول عاجبك كده ؟ طيب مفيش سفر يا نادر - جه يتكلم بس قاطعته بتصميم- وعارفة انك تقدر تسافر بس قبل ما تسافر تقولي في وشي اني مش أمك ولا ربيتك وتخرج وأنا غضبانة عليك .
بصلها بذهول : حرام عليكي اللي بتقوليه ده
بصتله هي كمان وبتمسح دموعها : وانت مش حرام عليك اللي بتعمله ؟ على العموم أنا قلت اللي عندي بعد إذنك .
سابته ودخلت أوضتها وهو كمان دخل أوضته و قعد على سريره وغمض عينيه مش عارف يفكر في حياته اللي بتضيع من ايديه وافتكر بسمة لما قرر يتجوزها وافتكر لما قرر ينزل يكلم أهله وقعد مع أمه برضه نفس القعدة دي بس هيهات الفرق بين القعدتين ، افتكر وهي عمالة تقرره يحكيلها وبالفعل قرر يقولها ساعتها
(فلاش باك)
بص لمامته اللي متحمسة : بصي أنا في واحدة ......
أمه وقفت بفرحة : نروح نخطبها من بكرا ؟
ابتسم وقعدها : يا أمي بالله عليكي اهدي ، مش لما تعرفيها وتشوفيها وتسمعي عنها الأول ؟
ابتسمت بحماس : مش بتحبها ؟ ده اللي يهمني
ابتسمت ومسكت ايده: قولي بقى هي دكتورة اتعرفت عليها هناك ؟
نفى بحركة من راسه : لا يا ستي هي كانت مريضة عندي بس مميزة ، مختلفة
كشر وهو بيقلدها : عصبية ، جميلة ، رقيقة .
أمه مكشرة وهو لاحظ ده فسألها : مكشرة ليه ؟
اتنهدت بإحباط : مريضة ؟ يعني يوم ما تحب تحبلي واحدة راكبها المرض ؟
شرح لأمه حالتها وانها شبه اتعالجت وهي برضه مش مقتنعة أوي ومرة واحدة سألته : معاكش صورة ليها ؟
افتكر انه صورها لما راح بيتهم : اه تصدقي صورتها - طلع موبايله يدور على صورتها و وراها لمامته اللي ابتسمت وبصتله : حلوة ، بس حولة شوية يا نادر ؟
بص لأمه بعتاب : يا أمي ما أنا لسه شارحلك حالتها ؟
هزت دماغها : اااه يعني عينيها هتتعدل خالص ؟
أخد موبايله وهو بيبص لصورتها : بإذن الله يا أمي هتتعدل ، المهم دلوقتي مش عايز حد يعرف لحد ما أتكلم مع بابا الأول وأقوله بنفسي
بسمة في الفترة دي كانت مبسوطة وبتعد الأيام لحد ما يرجع من تاني .
برا أبوها مع أمها بيشربوا الشاي وأمها بتفكر: إلا ايه رأيك يا عمار في الدكتور نادر؟ أنا حاساه ميال للبنت ، مش ممكن يطلب ايدها ؟
عمار ضحك : يطلب ايدها مرة واحدة؟ بس الحق يتقال هو راجل كويس ومحترم ويتحب .
جت تتكلم بس الباب خبط وجوزها قام يفتح وكان أخوه الكبير عبدالمجيد ، دخل معاه وعائشة انسحبت تعمله حاجة يشربها وتسيبهم براحتهم .
عبد المجيد فضل يتكلم شوية عن بسمة وعن شفائها اللي تم على خير وبعدها بص لأخوه بابتسامة : بما انها خفت بحمد ربنا وفضله خلينا نتمم فرحها بقى على حاتم ابني .
عمار اتصدم وردد : حاتم ؟
عبدالمجيد كشر من رد فعل أخوه : ايوة حاتم مالك مصدوم كده ليه وكأني بقولك حاجة وحشة لا سمح الله ؟ مش كلمتك في الموضوع ده من زمان؟
عمار افتكر الحوار القديم وحاول يفهم أخوه : ده كان من سنتين يا عبد المجيد يا اخويا وقفلنا الحوار ده .
اعترض بغيظ واستنكار : ايوة من زمان من بداية مرضها وتعبها وحالتها الصعبة وابني قال هو أولى ببنت عمه وهو طول عمره بيعزها وانت وافقت ساعتها ولا وافقت وهي عيانة ولما خفت كبرت عليه ؟ في ايه يا عمار يا أخويا ؟ بقى كنت موافق على ابني علشان بنتك عيانة وبتستكترها عليه لما خفت ورجعت لعافيتها وصحتها ؟
عمار حاول يدور على حاجة يقولها أو يبرر فيها اعتراضه دلوقتي بس عقله واقف .
عبد المجيد اتنرفز أكتر من سكوت أخوه فقام بعصبية : ما تقول حاجة يا أخويا ، قولي انك مش مستقل بابني ، ده ظابط وألف مين يتمنوه ولا يتمنوا نسبنا ؟
عمار مسك دراع أخوه بسرعة: اقعد يا عبده الكلام أخد وعطا مش كده أنا بس اتفاجئت بطلبك لان الموضوع ده قديم وعدى عليه سنين ؟
عبدالمجيد برر : أيوة سنين بس ابني شاريها ومستنيها لحد ما حالتها تكون مناسبة ونفسيتها تتعدل وأنا اعتبرت ان كلامي معاك خلاص دين واتفاق بينا وقلت لابني يستنى لحد ما بنت عمه اللي بيحبها تقوم بالسلامة ومع انه كان رافض وعايز يتجوزها زي ماهي وبحالتها بس برضه قلتله يستنى وهو سمع كلامي ومارضيش يكسر كلمتي .
عمّار اتنهد بحيرة : ربنا يقدم اللي فيه الخير يا أخويا .
عبدالمجيد وقف : كلم بنتك وأمها وخلينا نحدد ميعاد الخطوبة والحفلة بمناسبة قومانها بالسلامة وبلغني امتى إن شاء الله .
سيف بعد عن الجامعة وجوها كام يوم لحد ما يقدر يواجه همس وهي مخطوبة ، يوم محاضرتهم راح ودخل متأخر بغير عادته وهي كانت في أول صف في انتظاره ، واحشها كتير جدا وافتقدته أكتر وهو اكتشف ان عينيها واحشاه وبيتمنى لو يغرق فيهم ، حاول يتجاهلها أو يركز في شرحه فقط لحد ما يخلص ، قررت همس انها توقفه بعد المحاضرة وتفهم منه ماله ؟
هل كلام هالة صح انه حس انها سهلة فبعد عنها ؟ ولا كان بيختبرها مثلا وهي ما نجحتش في اختباره ؟ ولا هو أصلا من البداية مش مهتم وهي بتفرض نفسها عليه ؟
خلصت المحاضرة ووقفت علشان تكلمه وهو لمحها فخرج بسرعة لأنه مش مستعد للكلام معاها دلوقتي ، راح ناحية عربيته وهمس وراه متغاظة ومصممة تتكلم معاه وصحباتها بيحاولوا يوقفوها وقبل ما توصله سمعوا كلهم صوت شاكيناز بتنادي سيف وبتقرب منه بسرعة فاضطر يقف يكلمها وهمس وقفت تستناه يخلص معاها .
شاكيناز بصت لسيف بصدمة : الخبر اللي منشور ده صح ؟
سيف بصلها باستغراب : في ايه يا بنتي على الصبح ؟ وايه دخلة الميري دي ؟
شاكي هزت دماغها برفض : سيبك من دخلتي وقولي الخبر ده صح ؟
بتوريه موبايلها بس بعيدة عنه وهو باستغراب : خبر ايه بس يا بنتي ؟
شاكي بصت لموبايلها وبدأت تقرأ الخبر : خطوبة المهندس سيف الصياد نجل رجل الأعمال عز الدين الصياد على الدكتورة شذى كريمة رجل الأعمال عصام المحلاوي في جو عائلي وقد حضر الحفل العائلتان فقط .
همس عينيها وسعت بصدمة وبتبص لسيف مستنياه يكدب الخبر وتضحك مع أصحابها عليه .
سيف لاحظ ترقبها وبص لشاكي بجمود : أيوة الخبر صحيح .
الكلام نزل كصدمة على همس ، حست ان الدنيا بتضيق عليها ومخنوقة مش قادرة تتنفس ، دموعها نزلت فحاولت تمسحهم بعنف رافضة انها تصدق اللي سمعته ، هي كانت بتحبه لا هي بتحبه أصلا وهو بيحبها ، لا يمكن يكون اهتمامه مجرد اهتمام عابر
حركت دماغها برفض مش قادرة تصدق أصلا وسيف متابعها كان نفسه يصرخ فيها ويقولها ليه مصدومة مش انتي اللي اتخطبتي الأول لسي محمود السمري ؟ مش انتي اللي بعدتي الأول ؟ مش انتي اللي كنتي بتتنططي بالخاتم وفرحانة بيه ؟
انتبه على شاكي بتلومه : بقى بجد يا سيف تخطب من غير ما تعرف أي حد من أصحابك ؟ يعني ايه الندالة دي ؟
بصلها بتعب : يا بنتي ماهو مكتوب العائلتين فقط يعني أبويا وأمي وأختي وهي أبوها وأمها ، مفيش أي حد تاني .
استنكرت رده : بقى سيف الصياد يخطب في صمت كده ؟
اتنهد : هنبقى نعمل حفلة بس مش دلوقتي ، المهم بعدين نتكلم اوك ؟
سابته وهي مش مصدقة وهمس كمان مش مصدقة بس كل حاجة بقت منطقية ، بعده عنها الفترة اللي فاتت ، تغيره من ناحيتها ، كان عايزها تفهم لما اتمادت بس هي كانت غبية ، قالها صريحة أنا ما ينفعش أكون كده ، وهي غبية مافهمتش قصده ، غبية وتستاهل كل اللي يجرالها .
بس لا هو كان مهتم ، طيب كان بيعلقها بيه ليه ؟ بيهتم بيها ليه ؟ لما بيلاقيها بردانة بيقلع البلوڤر بتاعه ليها ليه ؟ لو كل ده ماكانش اهتمام امال كان ايه ؟
دموعها فقدت السيطرة عليهم وعايزة تنفجر وباصاله بصدمة مش قادرة تتحرك أو تتكلم .
سيف بصلها مستنكر رد فعلها بس وشه محتفظ بهدوئه القاتل واتمنى لو تيجي وتتجرأ تعاتبه وهو هينفجر فيها ، جواه نار قايدة ومش عارف يطفيها وخصوصا وهي تبكي بالشكل ده .
أخيرا ساب عربيته وطلع مكتبه لانه عايز يواجهها وهيديها الفرصة تكلمه ، البنات فاقوا من صدمتهم بعد ما هو مشي وهالة ضمتها : همس انتي كويسة ؟
ماردتش بس بتعيط بصوت عالي وخلود بتطبطب عليها : قولي أي حاجة ما تسكتيش كده
بصتلهم واتكلمت من بين دموعها بوجع : ليه عمل فيا كده ؟ - مسكت ايديهم واتكلمت بذهول - طيب مش انتوا حسيتوا انه مهتم ولا أنا كان بيتهيألي ؟
هالة بتعاطف : احنا اتصدمنا زيك يا همس بالظبط بس يمكن احنا فسرنا اهتمامه غلط ده برضه دكتور ، أنا حذرتك كتير وانتي ما سمعتيش مني ؟
زعقت : وهو ده يديله الحق انه يلعب بيا وبمشاعري ؟ ايه يعني دكتور؟ هو كان مهتم؟ ايوة كان مهتم ، بس ليه يعمل كده ؟
خلود حاولت تقول أي حاجة : سيبك منه يا همس بعدين هو مش مناسب أصلا ده دكتور وكبير وانتي عيلة و .......
سكتت من نظرات همس اللي دموعها نازلة ومش قادرة تتقبل أي كلام .
خلود رفعت راسها : همس انتي أكبر من كده وأكبر من انك تنهاري بالشكل ده ، سيبك منه ، انسيه .
همس بصتلها باستنكار : أنساه ؟ طيب ازاي ؟ وهو كل لحظة وكل يوم قدامي هنا ؟
فضلت تعيط وهما بيهدوا فيها وسيف لمحها من فوق الممر اللي بيقف عليه دايما وحس انه مخنوق أوي ، ليه بتعيطي دلوقتي ؟ طيب ليه أخدتي منه الخاتم ؟ ليه عملتي فيا كده ؟
ساب الكلية كلها ومشي لانه مش قادر يتحمل انهيارها وعياطها كده ومش قادر يفسره أبدا .
تاني يوم في مكتبه الباب خبط واتفاجئ بخلود وهالة ، بص وراهم بتلقائية يشوف همسته ،بس كشر لانها خلاص ما بقتش همسته.
خلود كلمته بضيق : ممكن ندخل ؟
سيف لاحظ نبرتها بس تجاهلها : اتفضلوا .
هالة طلعت كيس صغير وحطته على مكتبه : اتفضل .
بص للكيس باستغراب : ايه ده ؟
هالة بحزن : همس باعتاه لحضرتك وبتقولك انه مايلزمهاش بعد كده .
قلبه بيدق بسرعة وهو بيفتح الكيس واتفاجئ بالبلوڤر بتاعه وافتكرها وهي لابساه وافتكر قربهم اليوم ده من بعض ودلعها قدامه وافتكر وهي بتقوله انها عمرها ما هترجعه أبدا .
انتبه لهالة : بعد إذنك .
كانوا خارجين بس خلود وقفت باستفسار : حضرتك ليه عملت كده ؟
بصلها باستنكار : عملت ايه بالظبط ؟
ردت بلهجة فضولية :حضرتك فاهم كويس أنا بتكلم عن ايه ؟
اتضايق من نبرتها وبصلها بصرامة : لا مش فاهم بس النبرة اللي بتتكلمي بيها مش عاجباني .
هالة بتشد خلود بس قبل ما تخرج خلود بصتله باستفزاز : يلا اهو كله بان .
وقف بغضب : أنا مش فاهم انتوا بتكلموني على ايه ؟ وبأي عين أصلا طالعين هنا و واقفين قصادي ؟ اتفضلوا برا.
خلود ببرود: هنخرج بس بجد الحمد لله ان كله ظهر بسرعة .
سابوه ومشيوا وهالة بتبص لخلود : انتي اتجننتي تكلميه بالشكل ده ؟ انتي نسيتي انه دكتور هنا وممكن يشيلنا احنا التلاتة المادة بسهولة ؟
بصتلها بغيظ : قسما بالله أطلع لعميد الجامعة وأقوله انه بيعاكسنا كلنا ولما رفضناه عايز يسقطنا .
هالة شدتها من دراعها : يلا بينا وبطلي هبل وكفاية همس اللي مموتة نفسها من العياط .
أسبوع بحاله وبدر ما فاقش مع ان الدكاترة قالوا انه المفروض يفوق و أنس بيروح كل يوم مع نادر أو مع هند يزوروه وفاتن غصب عنها بدأت تتعاطف مع أنس ويصعب عليها وطول الوقت بتراقب بنتها وتعاملها معاه .
كانت قاعدة بتذاكرله وبتحاول تضحكه أو تهزر معاه وهو بيضحك بس الحزن مسيطر عليه .
جوزها قعد جنبها : مالك يا فتّون قاعدة كده ليه ؟
بصتله بحيرة : الولد اتعلق بهند أكتر ، افترضنا أبوه ما فاقش يا خاطر هنعمل ايه ؟ هنخليه معانا وبنتنا يبقى معاها ولد وهي بنت ؟ ولا هنعمل في الولد ايه ؟
كشر بضيق : تفاءلوا بالخير تجدوه يا أم نادر بعدين مش له أهل ؟ ساعتها نبقى نشوف عيلته فين ونوصله لهناك بس إن شاء الله يقوم بالسلامة .
أمنت على كلامه وسكتت شوية وبعدها بصتله باهتمام : طيب انت موافق تجوزهاله ؟
بص ناحية بنته وعلاقتها اللي بقت طبيعية جدا بأنس وكأنه ابنها فعلا : مش عارف والله ، لما نشوف بدر ده نفسه ونعرفه ونتكلم معاه نبقى …
قاطعته بغيظ : نبقى ايه ؟ نوافق ؟ بقولك ايه يا أبو نادر أنا مش هجوز بنتي لراجل مطلق ومعاه عيل .
جوزها مارضيش يجادل قصادها لانه ما بيحبش يجادل في حاجة مجهولة أو قبل أوانها أصلا .
افتكرت وبصتله : صح انت نادر كلمك في أي حاجة ؟
كشر وبصلها : قصدك على تفكيره انه يسافر ؟
استغربت انه عارف وهادي كده : هو قالك ؟
بصلها بقلة حيلة : اه قالي هو أصلا عايز يسافر بس مش قادر يسيب أخته في الحالة دي وعايز يطمئن على بدر قبلها .
استنكرت موقفه : وانت هتسيبه يسافر يا أبو نادر ؟ هتخليه يضيع أكتر ماهو ضايع ؟
بصلها باستغراب : عايزاني أعمل ايه ؟ أحبسه في أوضته ؟ ابنك مابقاش صغير ودكتور قلب قد الدنيا عايزاني أعمله ايه مش فاهم ؟
اتكلمت بحدة : تمنعه أيوة هو مش هيكبر على أبوه ، تقوله لو خرج يبقى ما يرجعش تاني ؟ تهدده بأي حاجة .
بصلها باستغراب تام : وده حل ؟ أكتفه أكتر ماهو متكتف يا أم نادر ؟ أقضي عليه تماما ؟ أدمره بايدي ؟
دورت وشها بعيد بغيظ وهو كمل كلامه : مش يمكن لما يسافر ويغير مكانه حياته كلها تتغير ؟ مش يمكن يلاقي بنت الحلال لما يسافر و ......
قاطعته بشهقة : تاني بنت حلال تاني ؟ ونعيده من تاني ؟
اتنهد بنفاد صبر : انتي عايزه ايه دلوقتي يا أم نادر ؟
بصتله بغيظ : تجيبله عروسة ، احنا نجوزه غصب عنه وهو لما يكون عنده بيت وبعدها يخلف حياته هتتعدل لوحدها .
اتنهد وبصلها : طيب نعدي موضوع هند على خير وبعدها نبقى نشوف موضوع العروسة ده .
آخر النهار نادر مع بدر وبيتابعه كعادته ، حس بهمسات جنبه فبصله بحماس وقرب منه : بدر انت صاحي ؟
بدر بصله للحظات بتعب : أنس ؟
ابتسم : ما تقلقش عليه هو معايا في البيت وكويس .
حاول يبتسم وبعدها سأله بإرهاق: هند ؟ هند فين ؟
كشر نادر بغيظ وقبل ما يرد كان غمض عينيه تاني بس ابتسم انه فاق أصلا والباقي مجرد وقت لجسمه يتعافى .
رجع بيته وقابلته هند وأنس كعادتهم وهو أول ما شاف أنس ابتسم : عندي أخبار حلوة يا أنوس .
أنس قرب منه بلهفة : بابا فاق ؟ صاحي دلوقتي ؟ عايز أروحله .
هند كمان بصت لأخوها بلهفة : فاق يا نادر بجد ؟
نادر هز راسه : فاق وقبل ما تتكلم يا أنوس نام تاني بس اللي يهمنا انه فاق لان ده معناه ان جسمه بدأ يتعافى ، عارف كمان قال ايه أول ما فتح عينيه ؟
أنس بصله باستفسار ونادر ابتسم : قال أنس ، كان عايز يطمن عليك وأنا طمنته وبعدها نام .
هند ابتسمت باطمئنان وأخوها لاحظ انها عايزة تسأل أسئلة كتيرة بس خجلها مانعها وخناقها كل شوية مع فاتن برضه موقفها لانها متابعاهم ومستنية ابنها يدخل وهما موقفينه على الباب، لما لاحظت نظرات أمها بصت لأخوها : ادخل ارتاح طيب الأول احنا وقفناك على الباب .
قبل ما تدخل مسك دراعها وهمس : سأل عليكي برضه .
بصتله وعينيها بتلمع بس ماقدرتش تسأله أسئلة تانية فابتسم : ما لحقتش أجاوبه لانه نام تاني .
أخيرا قدرت تنطق : بس هو هيكون كويس صح ؟
طمنها ودخل قعدوا كلهم مع بعض وخاطر بص لأنس : بابا هيقوم بالسلامة إن شاء الله يا أنوس فرحان ؟
أنس بحماس : فرحان جدا ، هوريله درجاتي النهائية كلها وهقوله اني كنت راجل في غيابه ، مش أنا كنت راجل صح ؟
ابتسموا كلهم وهند بتلعب في شعره : انت أجمل راجل في الدنيا كلها .
أنس بصلها بحب : وانتي اجمل هنود في الدنيا كلها .
لاحظت هند ان كلهم باصينلهم وأمها مش عاجبها الكلام فاتحرجت و وقفت : هجيبلك عصير يا نادر تلاقيك راجع عطشان .
انسحبت من قدامهم ونادر بص لأبوه اللي فاتحه : ناوي على ايه يا نادر بما انك اتطمنت على بدر ؟
اتنهد بحيرة : مش عارف بصراحة يا بابا أنا عايز أسافر بس هند وماما ......
قاطعته هند من وراه : مالها هند ؟ نادر لو انت مأجل حاجة مهمة وراك علشاني فبلاش يا حبيبي وادينا الحمد لله اطمنا على بدر .
بصلها بعمق: بجد أسافر يا هند ؟
أكدت بس بعدها استغربت وبصت لأمها وأبوها وبعدها لأخوها بتساؤل : بس انت عايز تسافر ليه يا نادر ؟
نادر بص لأمه اللي دورت وشها بعيد وبعدها بص لأخته : في مستشفى في القاهرة كلمتني وبفكر أروح أمسك فيها شوية وأشوف الدنيا فيها ايه
كشرت هند بحزن : بجد عايز تمشي من هنا انت كمان ؟ مش كفاية همس اللي بتسافر انت كمان يا نادر عايز تمشي وتسيبنا ؟
وضح بهدوء : أسيبكم ايه بس؟ ده بينا وبين القاهرة ساعتين يدوب يعني زي همس كده أقدر آجي آخر الأسبوع وكمان أكون مع همس اللي لوحدها دي .
اعترضت : همس دي رابع سنة لوحدها مش أول سنة وبعدين - بصت لأمها وأبوها- انتوا موافقين انه يسافر ؟
أمه وقفت بضيق: هو عارف رأيي بس الظاهر انه محدش فينا بيفرق معاه أصلا .
سابتهم ودخلت أوضتها ونادر بص لأبوه اللي طبطب على كتفه : أمك شوية وهتهدا بس الموضوع صعب عليها انك تبعد عنها فاديها شوية وقت وهتلاقيها بتقولك اعمل المناسب ليك .
قفلوا الكلام وكل واحد قام يشوف وراه ايه
سيف دخل بيته وطلع على أوضته مباشرة وشوية وآية حصلته؛ عايزة تفاتحه في موضوعها مع حازم .
دخلت وفضلت ترغي كتير معاه وهو بيسمعها بهدوء وحس انها بترغي وخلاص بس هي عايزة حاجة معينة فقاطعها بنفاد صبر : آية انتي بتتكلمي كتير ليه ؟ ما تدخلي في الموضوع على طول ، حاسك بترغي وبس .
اتنهدت وبصتله : انت مبسوط في خطوبتك دي ؟
بصلها كتير باستغراب وبعدها : ليه سؤالك ده ؟
فسرت : لاني كنت فاكراك شخص رومانسي مش عقلاني زي بابا بس بصراحة اتفاجئت بقرارك ده واللي فاجئني أكتر انك انت اتغيرت ، بطلت تضحك أو تهزر أو حتى تخرج مع أصحابك ، فايه بقى ؟
بصلها كتير بيحاول يختار كلامه فرد بتردد : مش رومانسي أوي ومش عقلاني أوي ، بس في الارتباط بالذات يا آية الواحد لازم يحكم عقله مش قلبه .
كشرت باستغراب : ازاي بقى ؟ ده الارتباط الشيء الوحيد اللي محتاجين قلبنا فيه .
هز دماغه برفض تام لان قلبه جرحه ودمره فاتكلم بوجع: قلبك بالذات هيغرقك وهيخليكي حتى لو الشخص مش مناسب هتشوفيه مناسب وهيرسملك حياة وردية معاه وتحسي ان كل حاجة هتكون حلوة لحد ما تتصدمي بصخرة الواقع وتندمي انك دخّلتي قلبك في اختيارك ، الصح يا أيوش انك تختاري بعقلك فقط ، شخص مناسب ليكي سواء عقليا أو اجتماعيا وفي كل النواحي تكونوا متناسبين وبكده هيفضل طول الوقت اختيارك صح مش هتفوقي مثلا في أي وقت وتقولي ايه اللي عملته في نفسي ده ؟ أو ايه اللي نزلني أوي كده ؟ مجرد ان عقلك هيختارلك صح .
سكتت آية وماقدرتش تنطق بحرف واحد لان حازم بالنسبالهم مش هيكون مناسب ، هو شاب عادي من بيت عادي ويدوب اشترى شقة صغيرة وبيفرش فيها مش مستواهم أبدا وكان عندها أمل ان أخوها يقف معاها ويساعدها لكن بتفكيره ده وحالته دي اللي الله أعلم ايه سببها هو أكيد هيكون زي أبوها وهيرفض .