اخر الروايات

رواية جنة الانسانية الفصل الثامن 8 بقلم فاطمة رافت

رواية جنة الانسانية الفصل الثامن 8 بقلم فاطمة رافت


الباب الثامن:-
.....................
ادخل بخطواته الصارمة..بملامح وجهه المليئة بالقسوة ليلقيها...كالدُمية!، بينما هى أصدرت تأوهاً من القائها هكذا..خوفاً من أن تقع ارضاً.
داوود بنبرة قاسية: خليتي وشي في الارض قدامهم!
إعتدلت في وقفتها لتتحرك كالأطفال في مكانها بتمرد! وهى تقول: انت اللي خلتني اعمل كدة.
أغلق باب المنزل كي لا يأتي اليهم أحد..ولكنه لم يستدير بجسده بل ظل ناظراً لها بغضب، ثم رفع إبعه السبابة بتحذيرٌ ناحيتها ليقول...
داوود بغضب: بقا دة جزاتي اني بساعدك؟
زمرد بصوتٍ مرتفع غاضب: انت مابتساعدنيش، انت خاطفني!!
نعم ماتقوله صواب..لقد قام بإحتجازها هنا!، أرغمها على أن تكون زوجته آمام الجميع..ألا يكون هذا أسراً؟
أخذ صدره يعلو ويهبط من غضبه المكتوم داخله..ليتقدم بخطواته كي يقف آمامها مباشرةً ليقول..
داوود بضيق مكتوم: خاطفك!...
شعرت بضرباتِ قلبها التي كادت أن تقف من إنفعالها..ولكن ليس إنفعالها فقط في وجه ذلك الظالم في نظرها!، بل ممزوجاً بالخوف من نظراته التي تحولت للغضبِ الشديد!، بينما هو أكمل بضيقٍ شديد: انا وقفت قدام الناس كلها عشانك! وقولت انك مراتي عشان...
زمرد مسرعة بزهول: عشاني!!
داوود بغضبٍ عارم: اه عشانك...
شعرت بخداعه لها النفسي، ولكن لا هو بريءُُ..من هذا!
ليكمل بضيق بعدما شعر كم هى بلهاء لتضيع تلك الفرصة من يدها: عشان ماحدش يقرب منك..ويعرف اني في ضهرك،.....
صمت ليهدأ قليلاً من غضبه..ثم أخذ نفساً عميقاً وهو ناظراً لعينيها الزمردة ليكمل بهدوء كي يحاول إقناعها: انتِ ماتعرفيش الناس هنا عاملة ازاي، هياكلوكي لو انا مش معاكي.
رجعت خطوة للخلف كي تحافظ على المسافة التي بينهما وهى تقول...
زمرد بضيق: لا انا عارفاهم كويس جداً،
إبتسم داوود بسخرية بجوار شفتيه..إستهزائاً من تلك الفتاة الصغيرة التي لم تكمل حتى العشرون عاماً!، ثم وضع يديه في خصره وهو ناظراً للأرض...بينما هى شعرت بسخريته تلك لتعتدل في وقفتها، لتعقد حاجبيها ببرائة شديدة وهى تقول بنبرة بها الهدوء: ماتقولش انك خدتني من الظلم وجبتني هنا، مافيش فرق بينك وبينه...
إختفت إبتسامته ليرفع نظراتُ عينيه اليها...لتتحول ملامحه للجمود،
بينما هى أكملت عندما إجتمعت الدموع بعينيها كلما تذكرت والدها الظالم وماتعرضت له تحت يده هو! : هو حابسني وغاصب عليا ابقا واحدة منهم، وانت حابسني و غاصب عليا ابقا مراتك، يبقا ايه الفرق؟
إعتدل داوود في وقفته ليتقدم خطوة ويصبح بينهم تلك الأنفاس..فقط! هى من ترتطم ببعضها، وهو ناظراً لعينيها بعينيه البندقية..بملامحه الوسيمة، ثم أنزل يديه من خصره ليقول...
داوود بجدية: الفرق اني خايف عليكي، انما هو لأ....
آدارت وجهها لناحية أخرى بعدما شعرت بأن كلامه صحيح..هو لم يرغمها بفعل الفاحشة معه!، بل يقوم...بحمايتها.
ليكمل هو بضيقٍ: وانتِ عملتي ايه؟ ،غير انك عايزاني ماارفعش وشي قدام الناس وانا كبيرهم!..بسببك.
رفعت وجهها اليه لتنهمر دموعها...التي عبرت عن ضعفها آمامه، أتشعر انها قد غُلب على أمرها!..لن تستطيع الخروج من هنا.
زمرد بنبرة حزن: وانا مش هتحبس هنا، واستنى امرك لحد ماتقولي امشي.
لم يعطي إهتماماً لحديثها المليء بالعناد معه، ليرفع إصبعه السبابة مجدداً..كإشارة جسدية بالتحذير التام.
داوود بضيق: آخر مرة...اخر مرة الاقيكي ماتسمعيش كلامي، عشان وقتها هعمل حاجة مش هتعجبك .
زمرد بنبرة تمرد : وانا همشي من هنا، وفي اقرب وقت كمان.
شعر بتمردها القاتل وعدم إستماعها لحديثه..مطلقاً!، ثم كاد أن يتقدم خطوة كي يتحدث...ولكن استمعوا الى طرقات الباب، ليتوجه داوود اليه وقام بفتحه..ثم دخلت ثرية والدته وهى واضعة مساحيق التجميل بجسدها الحوري مرتدية عبائة من اللون الأزرق الأنيقة..كاشفة جزئاً من ذراعها من الأعلى.
ثرية وهى تتقدم بخطواتها رافعة يديها للآمام بإستسلام وهى تقول: في ايه؟..صوتكم واصل للشقة عندي فوق ليه؟
تقدم داوود الخطوات..ليتوجه الى زمرد، ثم وضع يده في خصرها ليجعلها ملتصقة بجانبه..وهو يقول بإبتسامة كي لا يكشف الامر.
داوود بإبتسامة جادة: مافيش حاجة..انا وزمرد بنحب نتكلم بصوت عالي شوية، مش كدة يازمرد؟
تأففت زمرد لتضع يدها على يده الممسكة بخصرها كي تحاول ازالتها ولكنه شدد عليه كي تصمت، بينما ثرية عقدت حاجبيها بتعجب من حديثه!
لتبتسم زمرد بإصطناع كي تجعلها ترحل وهى تقول: احنا بنحب نتكلم كدة.
اخرجت ثرية تنهيدة...لتضع يدها على باطن يدها الأخرى وهى تقول بتنهيدة : وماله! ، على العموم...عايزاك بكره الصبح تجيلي.
داوود بجمود: ليه؟
الا يعلم أنها والدته وستشعر بأن ابنها يقوم بخداعها!
ثرية مسرعة: من الاخر بقا،
ثم وضعت إصبعها السبابة بجوار حاجب عينيها لتكمل بجدية: انا حكايتكم دي مش داخلة دماغي...
نظرت زمرد بتوتر لنواحيٍ أخرى...لتزيل يدها الموضوعة على يده التي كادت أن تزيحها ولكنها توقفت، بينما أكملت ثرية بعدما آزالت إصبعها لترفع حاجبها الأيسر بإعتراض: فتيجي بكره الصبح تفهمني؟ ولا افهم من السنيورة مراتك؟
داوود بجمود: تمام هجيلك.
اعطتهم ظهرها لتصعد للأعلى على طبقاتِ الدرچ بعدما خرجت من منزله، لتنظر زمرد آمامها بشرود...بينما هو آزال يده من خصرها، ثم تقدم خطوتين وهو ناظراً آمامه ليفكر ما الذي سيقوله لها صباح الغد؟
زمرد بشرود: انت ماقولتلهاش اننا بنتخانق ليه؟
ادار داوود وجهه اليها..بملامحه الهادئة ،عجباً إنه امام الجميع بملامحه الجامدة..أما آمامها بطبيعته!
داوود بجدية: ادخلي نامي يازمرد.
بينما هى رفعت نظرات عينيها اليه، شعرت بأنه لم يُرد أن يقحمها في مشكلة مع والدته..إذاً انه ليس بمخادع كما تعتقد!
ثم تركته وتوجهت الى غرفة نومه كي تستلقي بها بعدما أغلقت باب غرفتها، بينما هو أخذ نفساً عميقاً ليخرجه بتعب...ثم قام بالخروج من المنزل كي يصلح ذلك الموقف الذي أفسدته هى آمام الرجال.
..............................
في النادي الليلي:
غي غرفة هشام:
ملقىٰ أرضاً ودمائه منتشرة حول رأسه..وعينيه مفتوحتين من صدمة قتلها له!، بينما هى واقفة..ممسكة بيدها اليمنى المسدس وهى ناظرة للأرض..خصيلات شعرها تخفي ملامح وجهها الفاتنة، ولكن يظهر نظراتُ عينيها المقتولة وكأنها في عالم آخر تواجه صدمة أنها...قد قتلته!
ليلى بصدمة: عملتي ايه؟....
أسرعت بخطواتها وهى تسير في الغرفة ناحيتهم لتقف في مكانها بصدمة وهى تنظر لذلك المشهد المسرحي آمامها!، أيعقل تلك الفتاة التي أغرم بها..قتلته هو!
شعرت ليلى بضرباتِ قلبها تعلو أكثر...ليأخذ صدرها يعلو ويهبط، لتكمل وهى تسير بخطواتها ناحية هشام بصدمة فهذا الدنيء هو من قام بتربيتها أتنكر فضله عليها لترى موته؟
ليلى وهى تكمل بنبرة صدمة مكتومة داخلها: عملتي ايه ياسمر؟ قوليلي عملتي ايه؟!
ثم نزلت على ركبتيها عندما أصبحت آمام هشام لترمش بعينيها بتوتر..مشاعر مضطربة تچتاحها لتصبح في صدمة كبرى، ثم امتلأت عينيها بالدموع..لتضع يدها على رأس هشام لتنهمر دموعها قهرةً عنها، بينما أسرع خالد الى هشام بعدما كان واقفاً عند مدخل الباب في صدمه وهو ناظراً لهم.
خالد وهو يجلس على ركبتيه خلف هشام الملقى ارضاً بنبرة غاضبة: ايه اللي عملتيه دة؟
انهمرت دمعة من عيني سمر وهى ناظرةٌ آمامها قهراً عنها! مهلاً ماذا ؟، اذ كانت حزينة عليه..فلما قامت بقتله!
خالد بغضبٍ عارم: ردي عليا...
نهض من مكانه ليسرع اليها بخطواته، ثم أمسك ذراعيها بقسوة وهو يكمل بإنفعال: عملتي كدة ليه؟!!
مازالت ناظرة للأرض بشرودٍ..تام!، ثم آدارت رأسها اليه وهى ناظرة له بنظرات عينيها الصامتة..صفير في أُذنيها يعلو..ويعلو أكثر! حتى اقتحم عقلها وليس آذانها فقط!
...........
Flach back:
منذ قليل**
خرجت من غرفتها وهى مرتدية فستان من اللون الأسود الطويل..يغطي جسدها، بحمالات رفيعة جداً وفوق كتفيها وشاح من اللون الأبيض، وهى واضعة مساحيق التجميل الرقيقة جداً على وجهها..وشفتيها الكرزية من اللون الأحمر، إستدارت بجسدها بعدما أغلقت الباب لترى فتاةً شابة آمامها.
الفتاة بجدية: هشام بيه عايزك .
أخرجت سمر تنهيدة ملل وهى مازالت بملامحها الجامدة..وعينيها الواسعة الفاتنة، فهى لا تريد أن تراهُ الآن.
سمر بنبرة إختناق: تمام، هى زمرد لسة ماصحيتش؟
حركت الفتاة رأسها بعدم فهم وهى عاقدة حاجبيها بتعجبٍ..قليلاً!، لتقول بهدوء: مش عارفة ماشوفتهاش من امبارح.
ثم تركتها ورحلت بعدما أنهت حديثها...بينما ظلت سمر في مكانها لتعقد حاجبيها بتعجبٍ قليلاً، ثم آدارت وجهها ناحية باب غرفة زمرد الذي بآخر الطرقة..لتتوجه اليه بخطواتها الهادئة..حتى وصلت اليه ووقفت امامه.
سمر بجدية: زمرد؟...
ولكنها لم تستمع لأي رد، ثم رفعت يدها قليلاً وقامت بطرق الباب برقة وهى تكمل بتعجبٍ شديد: مش معقول كل دة لسة ماقومتيش!..زمرد؟
لم تستمع مجدداً لأي شيء، لتشعر بالقلق الذي يسري بها، ثم وضعت يدها على مقبض الباب وقامت بالدخول وصدرها يعلو ويهبط من الخوف.
ولكن لا..لايوجد هنا أي أحد!...إستدرات بجسدها وهى تعثر عليها بعينيها، أين ستذهب تلك الفتاة؟..أم أن هشام قام بسجنها في مكانٍ ما؟..أم أن؟...أيمكن؟ لالا، إستيقظت من شرود عقلها من تلك الأسئلة التي بها المتاهات المتعددة، لتشعر بضرباتِ قلبها القوية..ثم خرجت من الغرفة سريعاً...وأخذت تبحث عنها في كل الغرف بنظراتِ عينيها المليئة بالقلق وهى تردد اسمها...وكأنها أم وقد ضاعت منها ابنتها وليست شقيقتها!
ولكنها ليست شقيقتها من دمائها..بل تربت معها منذ الصغر فقط ليس الا!، لنقول أنها تقوم بتعويض دفاعها عن شقيقتها التي قُتلت بسببها هى...تريد أن ترجع الماضي وتقوم بحمايتها، سحقاً...إنها داخل تلك الفجوة ولن تخرج منها...مطلقاً!
................
لنعود للوقت الحالي**
مازالت في واقفة في مكانها..لترمش بعينها قليلاً وكأنها كالتمثال!، لتتوالى آمامها قطع صغيرة من مشاهد...مشهد ضربها لهشام في رأسه من خلال طلقة نارية..ومشهد وهو يقع أرضاً بعدما صرخ بوجهها بكلماتٍ عنيفة، مشهد لنظرات عينيها الحادة ، ثم استيقظت من شرودها سريعاً على صوت خالد.
...............
في الحي الشعبي:
في منزل داوود:
بغرفة زمرد:
نائمة على السرير...وهى تشعر بالآمان..تشم رائحته الممتلئة بالسرير....بالكامل!، وكأن هناك دائرة تحيطها بأمان من خلال رائحته تلك، ولكن مهلاً الم تكن لا تطيق وجوده ولكن رائحته تعطيها..الهدوء! ، ثم إستمعت الى صوت أشياءٍ تتحرك من مكانها بعشوائية!، فتحت عينيها سريعاً والخوف بدأ يسري بها...حتى استمعت الى ذلك الصوت مجدداً..لتستمع الى صوت..فأر؟!
اعتدلت في نومتها سريعاً..لتصبح جالسة على السرير بخصيلات شعرها المبعثرة على وجهها، لتراه يسير في الغرفة بين الصناديق..أخذ صدرها يعلو ويهبط بخوف، لتبلع ريقها وهى تسمع صوته..وترى مظهره المقزز.
زمرد بخوفٍ وصوتٍ منخفض: داوود..
ولكن لم تستمع لرد فعل...لتنهض من مكانها سريعاً متجهه للخارج وهى تهلع من الفزع وتقول بصوتٍ مرتفع: الحقني ياداوود.
خرجت من الغرفة لتغلق الباب خلفها، لتستدير بجسدها وتراه نائماً على الأريكة في سُباتٍ عميق، ثم أسرعت اليه بخطواتها حتى جلست على ركبتيها أرضاً..وهى تحاولُ إيقاظه.
زمرد بخوف: داوود اصحى في فار.
أخذ داوود نفساً عميقاً وهو مازال نائماً ومغلقا..عينيه! ليقول: بكره الصبح نبقا نشوف.
آدارت وجهها ناحية الغرفة بخوف، لتعاود النظر له من جديد وهى تقوم بهز إحدى ذراعيه.
زمرد مسرعة: بكره الصبح ازاي؟، انا عايزة انام، تعالى....
ثم نهضت من مكانها وأمسكت يده لتحاول جذبه..ولكن لا يوجد فائدة!، فمازال جسده في مكانه لم يتحرك، بينما هى عقدت حاجبيها ببرائة شديدة وهى تقول : تعالى مشيه، قوم معايا ياداوود.
داوود بنبرة أنين: بعدين..بعدين بكره نشوف الفار وكل حاجة مضايقاكي.
جذبها اليه..لتصبح نائمة بين ذراعيه ولكن معطياه ظهرها!، نظرت آمامها بملامح بها الدهشة من فعلته...شعرت بدفء جسده الذي يحيطها من الخلف ويده الموضوعة حولها وكأنها احدى ممتلكاته!، ولكنه نائماً ولا يعي لما يفعله..يسير بها الرعب من إقترابه منها هكذا..ولكن!، قد حاوط ذلك الرعب الآمان الكبير!!، انها بين يدي رجل ولكنه لم يقترب من انفاسها حتى...هدأت دقاتُ قلبها قليلاً، لتبلع ريقها ثم آدارت وجهها اليه وهى ترى ملامحه الوسيمة وهو نائماً هكذا.
زمرد بنبرة شاغفة: داوود!
تحولت مشاعرها للشغف الكبير وهى ناظرة لملامحه النائمة، وأنفاسه الحارة التي تفوح وجهها..ولكن في لحظة إستيقظت من ذلك السحر ،ثم تأففت بإختناق..لتبعد يديه المغلقتين حول جسدها، ثم نهضت بتأففٍ شديد...لتنزل على ركبتيها بهدوء وهى ناظرة له...ثم آدارت وجهها لناحية أخرى كي تفيق مما هى عليه فما هو إلا رجل قد آسرها...هنا!
......................
في الملهى الليلي:
في غرفة هشام:
رمشت بعينيها والإضطراب يسيرُ بين نظرات عينيها البندقية..كعيون الغزال، ثم فرغت شفتيها قليلاً الموضوع عليها أحمر الشفاه وهى تقول..
سمر بنبرة حزن مكتومة: عشان زمرد...
هدأ قليلاً وهو ناظراً لعينيها ولكن تحولت ملامحه للغضبِ الشديد!..ليعقد حاجبيه بتعجب وهو ناظراً لعينيها ليخرج تنفساته عبر فمه وهو ناظراً لها بقلق!، ثم ابتعد عنها خطوتين للخلف بتدما انزل يديه
بينما هى أكملت عندما إمتلأت الدموع بعينيها: وعشاني.
شعر خالد بأنه قد إزدادت ضربات قلبه أكثر!..وكأنه يستعد لعاصفة ستهبط على قلبه كالنيزك! الذي سيفجر كل قطعة به.
خالد وهو عاقداً حاجبيه ببرائة: يعني ايه؟
وجهت سمر وجهها للأسفل وهى لا تريد إعطائه إجابة أكثر من هذه!، بينما وزعت ليلى نظراتها بين خالد وسمر بقلق...وهى تفكر أيُكشفُ أمرها؟
ليلى مسرعة بغضب موجهه حديثها لخالد: انت لسة هتتكلم معاها؟....
ثم نهضت من مكانها لتنهمر دموعها على وجنتيها بغزارة لتكمل بإنفعال: انت مش شايف عملت في ايه؟ قتلته.
خالد وهو ناظراً لسمر ليعقد حاجبيه بحزن: فين زمرد ياسمر؟
لم تعطيم إجابة...لترفع وجهها اليه وهى ناظرة له بصمتٍ مُميت!..مستفز!، يجعله يريد قتلها والان!..ليس هذا وقت الصمت اطلاقاً.
خالد بنبرة غضب مكتوم: سمر ردي عليا، فين زمرد؟
ابتسمت بسخرية بجوار شفتيها وهى ناظرة له بشرود، لم تعد تتحمل ليلى وقوف سمر امامها هكذا بعدما فعلت فعلتها المشينة!...بقتلها هشام الذي قام بتربيتها.
ليلى مسرعة بإنفعال: انت بتتكلم معاها! مع قتالة قتلة زي دي ، والله ماانا هسيبك يا سمر.
لتسرع ناحيتها كي تهجم عليها ، ولكن رفعت سمر ذلك المسدس في وجهها!...لتقف امامها وهى ناظرة لسمر بدهشة من فعلتها، بينما إعتدل خالد في وقفته وهو ناظراً لما يحدث بعدم استيعاب.
ليلى بزهول: انتِ عايزة!...عايزة تقتليني؟
سمر وهى ناظرة لها بملامح ثابتة وعينين حادة: ارجعي...
شعرت ليلى بصدرها الذي يعلو ويهبط من كثرة الرعب الذي يسري بها، فهى تعلم ان سمر فقدت عقلها الان!..ومن الممكن ان تتهور هكذا، ثم اكملت بنبرة قوية: خطوة كمان وهضربك بالرصاص...انا مابقيتش باقية على حاجة.
اخذ خالد نفساً عميقاً ليجز على اسنانه خلف شفتيه المغلقتين وهو كاتماً غضبه وانفعاله بداخله، ليتقدم خطواته ويقف بين المسدس الموجهاً ناحية ليلى وبين ليلى وهو ناظراً لها بقسوة.
خالد بغضب شديد: كفاية جنان، وردي عليا فين زمرد؟
ادارت ليلى وجهها لخالد الذي يريد تنفيذ خطته الماكرة! بعدما قتل هشام!..ولكن هل قد نسى فضله عليه؟، لينساه هكذا بكل تلك السهولة!
ليلى مسرعة بصوتٍ مرتفع بوجهها الذي من اللون الاحمر ودموعها المنهمرة على وجنتيها: انت بتعمل ايه!!، معقول هتنفذ خطتك دلوقتي بالشكل دة!
ادار خالد وجهه قليلاً وهو لم يتحرك انشاً من مكانه ليقول بحدة: اسكتي.
توقفت في مكانها لتتحول نظرات عينيها للصدمة!...لتنهمر دمعة من عينيها وهى تقول: انا ماشوفتش احقر منك.
سمر بنبرة ساخرة: على اساس ماكنتيش تعرفي؟
ثم انزلت السلاح لتقف في مكانها بملامحها القوية، ليدير خالد وجهه اليها بخشونة.
خالد بنبرة خشنة: زمرد فين؟
رفعت سمر وجهها للأعلى بملامحها المميتة وهى ناظرة له..وكأن جزئاً بداخلها قد...قتل!
سمر بحزنٍ مكتوم: مابقاش في زمرد...
اقترب خالد خطوة وهو ناظراً لعينين سمر، ليشعر بضربات قلبه التي ستقف من الصدمة، بينما هى اكملت بجمود: زمرد ماتت، وهشام اللي قتلها.
فرغ خالد شفتيه قليلاً وهو ناظراً لسمر لتتحول ملامحه ونظراته للصدمة الكبرى..لتمتليء عينيه بالدموع المحتجزة بداخله، لا يستطيع ان يصدق لقد قُتلت!..كيف؟، مهلاً أهو واقعاً في غرامها؟..ولكن كيف وهو يقضي لياليه المشينة مع ليلى؟!
خالد بنبرة ضعف: انتِ بتقولي ايه؟
شعرت ليلى بالتوتر الكبير...لتنظر حولها وهى تبلع ريقها، فهى من القتها ولكن لم تقتلها!..ولكن ماذا ان قُتلت حقاً على يدي؟، هكذا ما اخبرها به عقلها
........................
في منزل داوود:
فتح داوود عينيه ليشعر بأن شيئاً ثقيلاً فوق صدره، إعتدل في جلسته برفق قليلاً..ليراها ساندة رأسها ويدها اليمنى فوق صدره...وهى جالسة أرضاً ، شعر بأنفاسها الحارة ليبتسم بخبثٍ شديد...ثم إبتعد عنها ليعتدل في جلسته بينما هى إستيقظت من نومتها لتنظر اليه، ثم اعتدلت في جلستها وهى تقول بعدم تصديق: انا ايه اللي نيمني هنا؟
إبتسم داوود بمكرٍ شديد وهو يعتدل في جلسته: ايوة ايوة استعبطي.
تحولت ملامحها للضيق من حديثه الذي يتهمها به بأنها كاذبة!، ثم إبتعدت عنه سريعاً لتقف وهى ترجع خصيلات شعرها خلف أذنها كي تستطيع رؤيته وهى تقول....
زمرد بضيق: ايه! انا مش بستعبط انا....
نهض من مكانه ليقاطعها بحزم وهو واقفاً آمامها مباشرة: جيتي هنا ليه يا زمرد؟، مادام مش طايقاني!
زمرد بتمرد: انا فعلا مش طايقاك.
ثم أعطته ظهرها سريعاً كي تهرب من تلك المواجهة
وأسرعت بخطواتها ناحية المرحاض ولكنه اوقفها في مكانها بصوته الرجولي.
داوود بسخرية بعدما وضع يديه في جيوب بنطاله: شوف مين بتتكلم!، امال مين دي اللي جات تنام على صدري طول الليل.
فرغت شفتيها بعدما إستمعت الى مصطلحاته الجريئة..قليلاً، فهو قد جعلها تشعر بالخجل آمام نفسها..حتى!، ثم إستدارت اليه بجسدها وعلى وجهها الدهشة الكبرى.
زمرد بتردد: انت..انت قليل الادب.
تغيرت ملامحه للغضب من إهانتها له..ومن مَن؟، من فتاةٍ لم تكمل العشرون عاماً!..ثم إعتدل في وقفته وهو ناظراً لها.
داوود بجمود: اول هام ماتغلطيش في حد اكبر منك ب١١ سنة...
تأففت بإختناق لتربع ساعديها آمام صدرها فهى لا تطيق الإستماع لحديثه وهى ناظرة لناحية اخرى، بينما هو أكمل بجدية عندما آشار بيده ناحية الداخل : وتاني هام..تروحي تعملي شاي.
أنزلت يديها وهى ناظرة له بزهول فهو الان يأمرها بأن تفعل مايريده.
زمرد بتأفف: مش هعمل.
داوود بنبرة ساخرة: لتكوني مابتعرفيش؟
آدارت وجهها اليه سريعاً كي توقفه عن التفكير بأنها طفلةُُ آمامه لاتستطيع فعل أي شيء.
زمرد مسرعة: لا بعرف!...
ثم حركت يديها بتوتر وهى تكمل بعدما بلعت ريقها كي تستجمع شجاعتها آمامه: انا مش طفلة صغيرة.
هز داوود رأسه بإيجاب وهو مقوس شفتيه للأسفل وكأنه يسخر من حديثها..إشارة جسدية بأنها قامت بإقناعه ولكن بإصطناع!
داوود بحزم: كويس، كنت فاكر عكس كدة.
عقدت حاجبيها بضيق وهى ناظرة لعينيه البندقية...ولوسامته المعتادة في عينيها.
زمرد بنبرة جادة : هعملك، لكن هتمشي الفار؟
داوود بجدية: في اوض تانية غير الاوضة دي ماكنتِ تنامي فيها!
تحركت من مكانها بتوتر..فهى تشعر برائحة الآمان بداخل غرفته فقط..وكأنه هو مصدر أمانها!
زمرد بتوتر شديد: لأ انا عايزة الاوضة دي.
ابتسم بمكر ليربع ساعديه أمام صدره وهو ناظراً لعينيها بنظرات عينيه الجذابة وهو يقول: همشيه بس بعد مااخد دش، بس قولي انها عجباكي عشان اوضتي.
زمرد بنبرة ضيق: لأ
نظرت له بتذمر..ثم تركته ورحلت، بينما هو إبتسم بمكر أكثر فهو الآن قد علم الإجابة، ثم توجه هو الى المرحاض بعدما أخذ المنشفة كي يأخذ حماماً دافئاً.
...........................
وفي الملهى الليلي:
في غرفة هشام:
واقفون في اماكن مبتعدة عن بعضهم يفكرون فيما حدث ومتسيحدث وماتقوله سمر!!، حالة الصدمة نسير بهم جميعاً..وكأنها ليلى جحيم بالنسبة لهم.
سمر بجمود: مافيش داعي تمثل ياخالد.
الجمود يملأ ملامحها!..وما هو الا دليلاً على احتراقها من...الداخل!، لتصبح بهذا الصمت المميت!، روحها قد قُتلت تماماً...بينما هو ادار وجهه باضطراب ناحية ليلى ثم عاود النظر من جديد لسمر وهو يقول بحزنٍ شديد وكأنه طفلٍ صغير: لالا!...انتِ اكيد بتكدبي عليا، زمرد مامتتش.
ابتسمت سمر بسخرية بجوار شفتيها...لتمتليء الدموع بعينيها على موت اختها الثانية، وبالاضافة هى لا تصدقه ولا تصدق دموعه تلك..ولكنها حقيقة!
سمر بنبرة ساخرة: معلش خطتك فشلت.
خالد بحزنٍ شديد: عايزة تكسريني وبس عشان تشفي غليلك مني، زمرد مامتتش.
انهمرت دمعة من عينيه ليعاود النظر لليلى من جديد بعدم تصديق...عقله لا يقدر على استيعاب انها قد ماتت، فلنقول ان خالد شخصية انانية يريد كل شيء له هو فقط، ولكن لنصدق القول قد احب زمرد!...حتى إن لم تكن مشاعره قوية، بينما ليلى ادارت وجهها للناحية الاخرى بصدرها الذي يعلو ويهبط من كثرة التوتر أكانت السبب في قتلها؟
ثم وضع خالد يده على زر ياقته ليقوم بخلعه ببطء وصعوبه وهو ناظراً لنواحي اخرى وكأنه لا يستطيع التنفس...ليتركهم ويتوجه بخطواته الهادئة..الحزينة خارج الغرفة، ليفتح الباب ويظهر الجميع واقفون ينظرون اليهم..بينما وضعت سمر السلاح الذي بيدها على الطاولة جانباً وهى مازالت ناظرة للأرض بصمتٍ مميت.
ليلى بنبرة مسرعة: انتوا واقفين كدة ليه؟ ...
ثم وجهت نظراتها لسمر وهى كاتمة غيظها الكبير منها، ثم اكملت بغضبٍ عارم ومازالت دموعها محتجزة: خدوها واحبسوها تحت...
توقفت في مكانها وهى ناظرة لهم بتعجبٍ شديد!..مهلاً لم يعطوها أي رد فعل!، مازالوا واقفون في مكانهم بصمت!، لتكمل بإنفعال: واقفين ليه؟ اتحركوا!!، امسكوا قتالة القتلة دي قتلت هشام!!
ثم توجهت سمر ناحية باب الغرفة لتخرج منه بخطواتٍ هادئة..ونظراتٍ شاردة..بملامحٌ مميتة، وكأنها في عالمٍ آخر...بينما شعرت ليلى انها هكذا قد انتصرت عليها!، لتكور يديها الاثنتين بغضبٍ عارم وهى كاتمة مشاعر انتقامها داخلها...وهى تراهم يوسعوا لها الطريق كي تذهب بهدوء، قد فعلوا ذلك لشعورهم ان تلك الفتاة قد انتصرت على ذلك الظالم وقامت بقتله لتخلصهم من تلك العبودية!
وفي للاسفل:
نزلت من على طبقات الدرچ وهى مازالت على تلك الحالة قد قُتلت اختها الصغرى..وقَتلت ذلك الرجل الذي كان يأخذها بين ذراعيه حتى ولو ان كان ظالماً فهو كان معها!، توجهت بخطواتها ناحية باب الخروج وهى ترى ضوء القمر يشع في المكان وكأنه باب خلاصها من تلك العبودية اخيراً..اخيراً ستخرج من هذا المكان اللعين، ليتركها الحراس وتوجهوا للأعلى ليروا مقتل هشام...كي يقيموا الاحتفال!، احتفالهم بموت ذلك الظالم.
لتخرج من ذلك المكان اخيراً... ولكنها لا تشعر بحريتها!، كيف لها ان تشعر بعدما ما مرت به من قسوة!!؟...ثم توجهت بخطواتها في ذلك الظلام الكاحل وهى تسير كالمغيبة عن الوعي!..من ناحية العقل ولكن جسدها؟..يسير برموت كنترول ليس الا!
وفي الناحية الأخرى:
واقفاً بجوار المبنى كي لا يراه احد وهو يحاول مسح دموعه...قد نسى رجولته وصموده امام حزنه الشديد، لينزل على ركبتيه كالطفل الصغيرة وهو ناظراً امامه كي يحاول ان يهدأ ولكن ملامحه لا تقوى على ذلك...الان يشعر بالندم الشديد على خيانته لها، يتمنى لو تظهر امامه الكان اعتذر عن كل ذلك واصبح معها..ولكن كيف لهشام ان يقتلها! كيف؟!
توقفت دموعه عن النزول على وجنتيه ليرى سيارة شرطة قد جائت ووقفت امام ذلك المبنى، ليعقد حاجبيه بتعجبٍ ثم نهض من مكانه..لينظر اليهم، ثم اخفى جسده بجوار ذلك المبنى ليراهم يصعدون للاعلى مسرعين وكأن قد جائهم بلاغ رسمي!
..............................
في الحي الشعبي:
في منزل داوود:
في غرفة ما:
توجهت بخطواتها وهى حاملة بيدها كوب به الشاي، مرتدية فستانها القصير..بدونِ أكمام، ثم دخلت تلك الغرفة الأخرى التي رأت خياله بها وقامت بفتح الباب وهى تقول..
زمرد بنبرة ضيق: جبتلك الشاي و....
انتفضت من مكانها فور رؤيتها له وهو عاري الصدر!..ونصف جسده السفلي ملفوف بمنشفة بيضاء، استدارت سريعاً واعطته ظهرها بعدما انتفض جسدها من هذا المظهر امامها!..ليسقط قطرات من الشاي الساخن على اصبعها، لتكمل بتوتر شديد: ايه المنظر دة؟
حرك داوود يده ناحيتها بتذمر من فعلتها تلك وهو يقول بنفاذ صبر : (انتِ حولة؟) حد يدخل على حد من غير مايخبط!
وضعت كوب الشاي بجانبها على الكومودينو..بعدما استمعت لكلماته التي تثير غضبها، ولكن مازالت معطياه ظهرها حتى لا ترى مظهره هكذا... بينما هو اكمل ارتداء ملابسه.
زمرد بضيقٍ كبير: حولة! انا مش حولة، انت اللي ماقولتليش انك بتلبس.
رفع وجهه اليها وهو يجذب بنطاله ليبتسم بسخرية من تمردها ذلك وهو يقول: ياسلام ياختي، يعني انا اللي غلطان في الاخر؟
زمرد مسرعة وهى تحرك يديها في الهواء تعبيراً جسدياً عن احتراق اصبعها : ايوة غلطان وماتعاندش.
عقد داوود حاجبيه بتعجب ليقف في مكانه بصدره العاري وهو مرتدي بنطاله، ثم اقترب خطوتين وهو يقول بهدوء: مال ايدك؟
تأففت بإختناق وهى ناظرة لاصبعها..لتقول بحزن: صوبعي اتحرق من الشاي بتاعك.
تقدم بخطواته حتى جاء اليها...شعرت بأنه واقف بجوارها بصدره العاري، لتدير وجهها اليه وترى جسده الممشوق المتناسق رياضياً...لتشعر بتوتر يجتاحها، بينما هو رأى وجنتيها التي تحولت للون الأحمر وهى ناظرة للأرض فور رؤيته بخجل، ليبتسم بمكر..ثم اقترب قليلاً ليمسك يدها برفق، ليرفعها قليلاً اليه ثم أخذ ينفخ برفق شديد وحنان ناحية اصبعها...بينما هى ازدادت ضربات قلبها أكثر وأكثر مع كل نفس يخرج من فمه برفق ناحية اصبعها كي يهون عليها ذلك الاحتراق الصغير جداً.
زمرد بتوترٍ شديد: داوود....
رفع نظرات عينيه البندقية الجذابة اليها...الان تشعر بأنه يجذبها بنظراته، ثم اعتدل في وققته وهو ناظراً لعينيها الزمردة...شعر وكأن عينيها الزمردة تأخذه بسحرها اليها اكثر!، مهلاً ما الذي يحدث اليه الان؟...ما ذلك السحر القاتل الذي يجذبه اليها اكثر، أچن قلبه؟...أينظر لتلك الفتاة التي لم تكمل عشرون عاماً وهو اكبر منها باحدى عشر عاماً؟، ولكن أيعرف القلب ذلك المنطق...اطلاقاً!
اقترب منها قليلاً وهو ناظراً لعينيها ليصبح مايفرقهما هى ...انفاسهما الحارة، التي ترتطم معاً في تناغم هاديء..لتشعر بالخوف من اقترابه وهو عاري الصدر هكذا، الان قد نسى كل شيء سوى انه يريد...تذوق شفتيها الكرزية فكيف لها ان تسحره دون الرغبة في الاقتراب منها اكثر ؟، ثم انحنى على شفتيها اكثر وكأنه ليس في وعيه الان!
زمرد بتوتر : ماينفعش نوقف كدة ياداوود.
ثم تركته واسرعت ناحية الباب كي تخرج..ولايقع معها في ذلك الخطأ، لكنه اغلق الباب سريعاً في وجهها قبل ان تخرج...لتدير وجهها الناحية الاخرى لتراه واقفاً بجانبها وهو واضعاً يده على الباب، ثم نظرت اليه بخوف...بينما هو نظر الى شفتيها الكرزية بمكر..ليرفع نظراته الي عينيها.
داوود بابتسامة ماكرة: ماتيجي نتجوز بحق وحقيقي؟
تحولت ملامحها للضيق الشديد من كلماته فهى لن تقلب تلك الكذبة الى واقع!، لا لن تكون زوجته هو.
زمرد وهى ناظرة لعينيه بغضب: انسىٰ.
ثم وضعت يدها على مقبض الباب وكادت ان ترحل بتمرد، ولكنه اغلق الباب بيده مجدداً وهو مازال في مكانه لم ينحرك.
داوود بنظرات مكر: ليه؟ ،دة احنا هنبقا هايلين مع بعض..بصراحة الشفايف دي مش هعرف افرط فيها.
ثم انهى حديثه بغمزة من عينيه، بينما هى شعرت بانها ستحترق من الغضب من نظراته تلك.
زمرد مسرعة بضيق: انت قليل الادب.
ثم فتحت الباب وخرجت من تلك الغرفة بغضب، بينما هو اصدر ضحكاته الخافضة..فهو كان يريد رؤيتها وهى غاضبة هكذا، ثم اغلق الباب بيده بهدوء وتوجه الى ارتداء باقي ملابسه.
.............................
في الملهى الليلي:
في غرفة هشام:
جالساً على مقعده وهو مديراً وجهه للناحية اليسرى شارداً بنظراته..غاضباً بملامحه!، وعلى قميصه الأبيض الدماء الساقطة من رأسه!...ورأسه ملفوفة بشاش!!؟، مهلاً...انه على قيد الحياة!
ليلى بجدية: كلهم باعوك ومشيوا.
لم يعطيها رداً وظل صامتاً في مكانه يحاول استيعاب ماحدث!، ماكان وضعه منذ قليل الا صدمة فقط!...صدمة قاتلة جعلته فاتحاً عينيه ل١٠ دقائق!!، فعقله توقف عن العمل طوال تلك المدة توقف كل شيء داخلة ماعدا قلبه الذي ظل يتنفس وينبض، عقله لم يستوعب ان المرأة الوحيدة الذي عشقها قد قامت بقتله عمداً..قد جائت تلك الرصاصة بجوار رأسه لتجرح سطحه الخارجي فقط ثم التصقت بالحائط.
تنهدت ليلى بحزن وهى ناظرة اليه لتترك مابيدها من مناديل ثم امالت عليه قليلاً وهى جالسة بجواره على الإريكة لتكمل بنبرة حزن: هى زمرد فين؟...
لم يعطيها رداً ولم يتحرك من مكانه..لتتحول نظرات عينيه للقسوة، لتكمل هى بلوم: انت قتلتها؟
ادار وجهه اليها سريعاً..بملامح قاسية..جافة بها الغضب الكادح، لترجع هى للخلف وهى ناظرة له بضيق..بينما هو اكمل بنبرة خشنة: بتسأليني قتلت بنتي؟
اخرجت ليلى تنهيدة اختناق...لتتحرك في جلستها وهى تقول بتعجب كبير: امال ايه اللي سمر بتقوله دة؟
امال هشام قليلاً للآمام ليسند كوعي ذراعيه على فخذيه وهو يقول بملامح وجهه القاسية : السؤال دة المفروض انتِ اللي تجاوبي عليه!
بلعت ريقها وهى ناظرة لعينيه القاسية لتنظر لنواحي اخرى بتردد..ثم عاودت النظر له كي تستجمع قوتها وهى تقول...
ليلى باصطناع الجدية: اخر مرة شوفتها لما خدت منها السلسلة زي ماقولتلي ومشيت بس مااعرفش حاجة تاني.
تيقن من حديثها الكاذب..فهو من قام بتربيتها من صغرها....أيصدقها؟، ليرجع ظهره للخلف بنظرات عينيه الغامضة وملامحه الجامدة وهو يقول بثبات: لأول مرة اشوفك بتكدبي عليا.
شعرت بالتوتر الكبير يجتاحها لتنهض من مكانها بسرعة..ثم سارت في الغرفة بضع خطوات وهى معطياه ظهرها وشابكة اصابعها وهى تقول باصطناع الضيق: انت مالقتش غيري تشكك فيها؟...
ثم استدارت اليه بجسدها وهى تقول بضيقٍ كبير: مع اكتر واحدة واقفة جنبك..غيرهم!
ادار وجهه للآمام بصمتٍ كبير ليبلع ريقه فنعم لقد تخلى عنه الجميع وهى من تبقت..ولكنها تشبهه، ثم رفع وجهه اليها وبعينيه التي تلمع وهو يقول بنبرة ضعف: وسمر فين؟
تقدمت الخطوات..حتى وقفت امامه مباشرةً وهى عاقدة حاجبيها بتعجب لتقول بنبرة ضيق: لسة بتسأل عليها؟...بعد اللي عملته فيك!
نهض من مكانه بغضبٍ عارم ليقف أمامها..وهو ناظراً لعينيها بقسوة، نعم مازال مريضاً بحبها ولكن ألن يعاقبها عما فعلته؟
هشام بنبرة غضب مكتومة: سمر لازم تدفع التمن.
نظرت لعينيه بنظرات انتقام يخططون لها...ثم استمعوا الى دخول الشرطة غرفتهم باقتحام!، ليديروا وجههم اليهم...لتعتلي على ليلى ملامح الصدمة، اما عن هشام فتقدم خطوة وهو ناظراً اليهم بتعجبٍ كبير!
رجل الشرطة بخشونة: خدوهم.
نظروا له بتعجبٍ شديد...لترفع ليلى نظراتها لهشام بعدم فهم ما الذي جاء بهم الى هنا.
..........................
وفي مساء اليوم التالي:
في منزل داوود:
في غرفة المعيشة:
رن جرس الهاتف المنزلي..يعلن عن مكالمة آتية، توجهت زمرد الى ذلك الصوت..لتجلس على الأريكة، ثم وضعت سماعة الهاتف المنزلي على اذنها وهى تقول..
زمرد بهدوء: ايوة؟ ....
تغيرت ملامحها للدهشة وهى ناظرة امامها...لتشعر بضربات قلبها القوية التي جعلت صدرها يعلو ويهبط، لتكمل بزهول: بتقول ايه؟!
ثم بلعت ريقها لترمش بعينيها وهى تحاول استيعاب ماتستمع اليه، لتنزل السماعة من على اذنها وهى ناظرة آمامها ..ثم استمعت الى صوت المفتاح فعلمت ان داوود قد انهى عمله وجاء.
بينما دخل داوود بخطواته الثابتة ،ثم اغلق الباب خلفه ووضع مفاتيحه جانباً...ليراها جالسة على الأريكة، ثم وقف في منتصف الغرفة وهو يقول بتعجب: مالك؟
رفعت وجهها اليه...لتنهض من مكانها وعينيها محتجزة بها الدموع! وهى تقول: انا مش هقعد هنا دقيقة واحدة بعد اللي عرفته.
عقد داوود حاجبيه بتعجب شديد
و............
.............................
في منزلٍ ما:
وقفت سمر آمام باب المنزل القديم...لتنظر للأسفل وعلى وجهها الندم الشديد، تشعر بضربات قلبها العلوية انها الان آمام ذلك المنزل الذي لطالما تربت به من الصغر...وقد هاجرته مع اول جريمة قتل لها!
ثم وضعت يدها برفق على سطح الباب لتزيحه قليلاً..ليفتح امامها مع صوت مزعج قليلاً، ثم تقدمت خطوة بهدوء وهى ناظرة للأرض..لتسير بخطواتها وتصبح في منتصف غرفة المعيشة، رفعت رأسها للاعلى لتنظر لكل انشٍ به...اخذ صدرها يعلو ويهبط وكأن تلك الحادثة من صغرها تأتي على قلبها رويداً رويداً، ثم توجهت ناحية الجدار لتأخذ تلك الشمعة وتقوم بإشعالها بالكبريت...لترى ملامح منزلها القديم،
الان تذكرت طفولتها وهى تلهو هنا وهناك..تلعب بدماها ومع شقيقتها الكبرى التي تهتم بها بعد موت والدتهما ووالدهما، امتلأت عينيها بالدموع وكأن هناك صخرة على قلبها...ثم نظرت للأرض لترى ذكرى مقتل شقيقتها الكبرى!..بسببها هى! ،تذكرت مظهرها المرعب الملقى ارضاً..والدماء خارجة من فمها وانفها، وكأن هناك احداً تعدى عليها جسدياً وعنفاً كي تصبح هكذا بملابسها المقطعة ارباً...شعرت بالاختناق الشديد،
ثم وضعت يدها اليمنى اسفل رقبتها وهى تفرك بها كي تحاول التنفس ببطء...ولكنها لم تستطع الوقوف اكثر من ذلك فهذه الحادثة مازالت تقتلها بالبطيء، ثم استدارت بجسدها وكادت ان تخطو خطوة...ولكنها التصقت بجسد عريض امامها!، اخرجت صدمة وهى ناظرة لذلك الجسد الضخم انه...رجل!
و.............
........................................
بقلم: فاطمة رأفت


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close