رواية حلم الطفولة الفصل الثامن 8 بقلم نورهان ذكي
ما تفسير ذلك إذًا ؟؟!
وأثناء حيرتي..
وصلتني رسالة على هاتفي ففتحتها..
إنه رقم زوجة عمي سمير وهي تراسلني عبر الواتساب وتقول : الساعة الآن التاسعة مساءا وسيبنتهي اليوم عند الثانية عشر تمامًا وعليكِ الإسراع في الاختيار وإلا .. فأنتِ تعلمين مصيرك جيدًا !
فشد انتباهي صورتها الشخصية ، ففتحتها لأراها بوضوح ، ثم قارنت بينها وبين الصورة التي في يدي .. يا إلهي ! .. ليست هي أبدًا !!
الفرق بين الصورتين واضح جدا..
أغلقت هاتفي وأنا سعيدة وحزينة في نفس الوقت !!
لا أدري كيف ، ولكني لم أستطع تحديد ما أشعر به بالضبط !
حزينة ؛ لأن عمي سمير لم يخبرني يومًا أنه تزوج مرتين ، لقد كان دائمًا يعتبرني ابنته ويخبرني بكل شيء يخصه ، فلم أخفى عني ذلك الأمر ؟؟!
وسعيدة ؛ لأن عمي سمير أخبرني بالحقيقه ولم يكذب عليّ ، فلقد أخبرني أن زوجته كانت عقيمة وهي بالفعل كذلك.
ثم وجدت صورة خطفت قلبي وأثارت مشاعري تجاهها..
إنها صورة طفلة صغيرة تمسك وردة وخلفية الصورة تُظهر الطفلة وكأنها تقف في بستان ملئ بالأزهار الجميلة ! .. يالها من طفلة بريئة !
لحظة..!
يا إلهي.. إنها تشبه اللوحة التي توجد أعلى السرير .. تشبهها تمامًا !!
وهي نفس الطفلة التي توجد مع عمي سمير وزوجته الأخرى في الصورة الأخرى !
من المؤكد أنها ابنته..
ولكن لِمَ لم يخبرني ؟؟!
لهذا السبب كان عمي سمير متعلقا بتلك اللوحة أكثر من غيرها وليجعلني أحبها كان يقول لي : إنها تشبهك يا رحاب ! .. وهي بالفعل كذلك ، تشبهني حقًّا وكأنني من بالصورة ولكن أين هي زوجته الآن وأين ابنته أيضًا ؟؟!
ثم وجدت شهادة ميلاد طفلة اسمها : بسمة سمير أشرف ، ووالدتها اسمها : لقاء سعد الدين .. ووجدت أسفل شهادة الميلاد _ للأسف الشديد _ شهادتي وفاة !!
واحدة باسم ابنته والأخرى باسم زوجته !
لم أستطع حبس دموعي وقتها وبكيت بشدة !!
ياله من مسكين !
وعندما قرأت سبب الوفاة لكليهما كان : حادث سيارة على الطريق ، يالها من عائلة مسكينة !
ثم وجدت بعد البحث عقد زواج عمي سمير من تلك السيدة التى تدعى لقاء ، ثم قارنته بعقد الزواج الآخر من السيدة نرمين طه دسوق ونظرت في تاريخ كليهما فاكتشفت أن لقاء هي الزوجة الأولى ونرمين الزوجة الثانية ، وهذا يفسر عدم حبه وعدم تعلقه بنرمين وحبه وولائه لزوجته الأولى لقاء .
ووجدت هاتفًا قديمًا "من النوع القديم " ، فحاولت فتحه ولكن كانت البطارية فارغة ، فبحثت عن شاحن للهاتف فلم أجد .. وكان ذلك كل ما في الصندوق.
ثم أغلقته بالمفتاح واحتفظت بالمفتاح في حقيبتي الخاصة .
غادرتُ الغرفة .. وشد انتباهي لوحة معلقة على باب غرفة صغيرة لم أدخلها من قبل وتقول : في حال شعرت بالخوف من أي أذى أو هجوم أو هزة أرضية ادخل هنا ، فالغرفة محصنة جيدًا.
فدخلت الغرفة فقابلني تيار هواء شديد أشعرني بالراحة ، فوجدت في سقف الغرفة أماكن لتسريب الهواء من الأعلى ، وهكذا في باقي الغرف ؛ لكي أتنفس جيدًا .
ولسوء الحظ صارت الساعة ١٢ مساءًا .. إنه منتصف الليل !!
قلت في نفسي وقتها : لن أتحرك من هنا .. وهي لن تستطيع إيجادي مهما حدث !
رن هاتفي وكانت هي تتوعدني بالعقاب الشديد والقتل
وقال لي : سأقتلك قبل شروق الشمس !!
كان معها العديد من الرجال في سيارتين واحدة أمام بيتي والأخرى أمام بيت عمي سمير حتى حددت موقعي وعلمت أنني في منزل عمي سمير .
ثم قامت بالعد من واحد إلى ثلاثة ثم ألقوا بقنبلة أمام المنزل وتف**جر !!!
صوت الانفجار كان شديدًا ، تحطم المنزل بالكامل ، قوالب الطوب المحطمة في كل مكان وقماش المنزل كله يحترق ، ولحسن الحظ أننا فصلنا الكهرباء عن المنزل منذ فترة ولم نكن نوصلها إلا للضرورة وكنت قد فصلتها قبل دخولي للغرفة .
الناس من حول المنزل يركضون خائفين حاملين أولادهم لينجوا بحياتهم ..
ولحسن الحظ أنقذتني الغرفة المحصنة من الانفجار .. كنت على قيد الحياة بالفعل ولكني تعبت بشدة من هزة الأرض الشديدة وصوت الانفجار .
فكرت في والداي .. لابد أنهم سيعتقدون أيضًا أنني م**ت ، وأمي ستنهار .. يا إلهي ! .. ماذا سأفعل ؟؟!
ولكن لا يجب أن يعرف أحد بأني لازلت حية وخصوصا السيدة نرمين ؛ لأنها إن علمت بذلك ست*قت**لني بالفعل وسأخسر كل شئ .. موهبتي وعائلتي وأحبتي وميراث عمي سمير الذي لم يتبقى منه إلا القليل ! .. ولكن ماذا أفعل ؟؟!
ثم سمعت صوت الصراخ والبكاء في الأعلى .. فدققت في الصوت !!
يا إلهي ! .. إنها أمي !
سمعت أمي تصرخ وتنادي باسمي وأبي كان يبكي أيضًا وإخوتي كانوا يبكون !
وأختي الصغرى ريم كانت تبكي بشدة لتعلقها بي ، أنا أيضًا أحبها بشدة ولكنني انشغلت عنها الفترة الماضية فاشتاقت إليَّ كثيرًا .
كنت كلما ناداني أحدهم أبكي في صمت ولكن قلبي يجيبهم " نعم " ؟!
عرفت الآن معزتي لديهم وما فعلوه بعد ذلك جعلني أتأكد من ذلك الأمر أكثر .
اتصل أبي بالشرطة وأبلغهم بكل ما حدث .. وجاءت الشرطة وظلوا يبحثون عن جث**تي " على اعتبار أني مي**تة " !
قلبي كان يؤلمني بشدة لهذا الأمر ولكن ما آلمنؤ أكثر هو الشعور برغبتهم في احتضاني ورؤيتي لآخر مرة !!
كنت أتماسك وأحاول الثبات وخرجت من الغرفة المحصنة .
سمعت الشرطي يقول لأبي : لعلها هربت قبل الانفجار ؛ لأنها لو كانت هنا بالفعل كما تقول لكنا وجدنا لها أثرًا ولكن لا أثر لها هنا .
ثم تابع الشرطي حديثه وقال : ما رأيك أن تحاول الاتصال بهاتفها الآن ؟؟ .. أنا واثق أنها لا زالت حية !
قمت بحظر جميع جهات الاتصال لدي إلا أبي وأمي وإخوتي فقط ، وكذلك أي رقم غريب قد يتصل بي ؛ لكي أضمن الأمان للتخطيط لما سأفعله بعد ذلك.
وبالفعل اتصل بي أبي وتعجب بشدة حينما وجد هاتفي يرن ، فأجبت فرد أبي فرحا وقال : رحاب !! .. أين أنتِ يا صغيرتي ؟؟ .. أجبته بصوت هادئ كله خوف : لا تقلق يا أبي أنا بخير .
فرد أبي سعيداً وقال: يا الله ، حمدا لله على سلامتك يا عزيزتي .. ولكن أين أنتِ الآن؟؟
فقلت له : لا يهم يا أبي أين أكون الآن ولكني سأعود بما يقضي على كل مشاكلي بإذن الله ، أرجوك اطمئن وحاول إبقاء موضوع نجاتي سرًّا بيننا لا أريد أن يعلم أحد بذلك وخصوصا السيدة نرمين ودينا إلى أن ألقها بنفسي في السجن وأنتقم لنفسي ولعمي سمير !
فرد أبي بحزن : ألا زلتي تفكرين في الموضوع؟؟! .. ولكن لا تقلقي يا عزيزتي لقد سجنت هي وكل من عاونها.
وعندي لكِ مفاجأة..
أحد ما يود الحديث معكِ.. !
وحدث ما لم أكن أتوقعه ......!!؟؟