رواية ليتك كنت صالحا الفصل السادس 6 بقلم فريدة الحلواني
حيرت قلبي معااااك و انا بداري و أخبي ....قولي اعمل ايه وياك و لا اعمل ايه ويا قلبي......بدي اشكيلك من نااار حبي....بدي احكيلك عالي في قلبي...و اقولك عالي سهرني...و اقولك عالي بكاني.....و اصورلك ضني روحي....و عزت نفسي منعاني
ام كلثوم : حيرت قلبي
_______________
+
كان يقف خلف سور السطح وهو يسند عليه بظهره ممسكا بيده سيجاره الذي لا يفارقه و كان شاردا يفكر بعمق في خطوته القادمه
أذ تفاجأ بها تقتحم عليه خلوته و يظهر علي ملامحها الغضب و لكنه لم يهتم الا بمظهرها الذي خطف قلبه للمره التي لا يعرف عددها و برغم بساطته الا انها في عيونه اجمل النساء
وقفت قبالته محاوله التحكم في غضبها و هي تقول : ممكن اعرف ايه الي انت عملته الصبح ده مين اداك الحق انك تدخل في حاجه متخصكش ...انت مالك اضحك و لا ارقص فالشارع حتي .....
اخذت تثرثر وهو سارح تماما في ملامحها التي يلتهمها بعيناه العاشقه فهو لا يصدق انها اخيرا تقف امامه و تحادثه ..نظر لها بوله و كأنها تلقي عليه أشعارا لا توبيخا لفعلته
صمتت فجأه وهي تنظر له باستغراب ثم اكملت : انت مش بترد عليا ليه هااااااااا
هكذا شهقت بقوه حينما وجدته يحملها من خصرها بيد واحده و الثانيه يضعها فوق ثغرها حتي لا تصرخ وهو يتخيل حلاوته حينما يطبق عليه بشفتيه الغليظه
دخل بها شقته الصغيره في خطوتان فقط ثم انزلها خلف الحائط و وضع زراعاه حولها دون ان يلمسها...نظر لها بقوه و قال : عايزه ايه
كانت حرفيا ترتجف من الرعب وعيونها دامعه ظنا منها انه سيؤذيها و من الصدمه لم تقوي علي التحدث
لانت ملامحه و بدلت نظرات غيظه باخري حنونه حين قال لها بهمس حاني : متخفيش يا ليل...كاد ان يضيف ياء الملكيه لاسمها كما تعود ان ينطقه ب ليلتي و لكنه تراجع سريعا و قال : يا ليله انا مقدرش أئذيكي
لمعت في عيونها الصدمه مما سمعته و الاكثر مما تراه داخل تلك العينان التي ينطلق منها شرارات العشق و التمني و هو لا يكلف نفسه ان يداريه فقالت بتيه : انت مين
اهداها اجمل ابتسامه ثم رد بمراوغه : انااااا صااااالح ...
نظرت له باستغراب فغير مجري الحديث وهو علي نفس وضعه : انتي زعلانه مني عشان زعقتلك الصبح طب ينفع بنوته حلوه زيك تمشي تضحك فالشارع و تخلي الناس تشوف ضحكتها الحلوه دي ...طب افرض حد عاكسك تفتكري كنت هسيبه قبل ما افقعله عينه الي بصلك بيها
دق قلبها سريعا من حلاوه كلماته التي لاول مره تسمعها بكل ذلك الاحساس فهي تلقت الكثير من الاطراءات علي جمالها و لكن لم تشعر بصدق احدهم يوما مثله
سألته و كل خليه بداخلها تترجاه ان يرد عليها بصدق : و انا اهمك في ايه عشان تعمل عشاني كده انت ياااا دوب لسه شايفني امبارح
مرر عيونه فوق ملامحها القريبه منه وهو يحارب جيوش شوقه التي تطالبه بالاقتراب ..و لكن مهلا مهلا ليس الان
ابتعد موليها ظهره حتي لا يضعف اكثر و اخرج زفره عميقه ثم قال : جااارك مجرد جارك و خايف عليكي ...التف لها مره اخري و اكمل : و انا دخلتك هنا عشان محدش من الجيران يشوفك واقفه معايه عالسطح و يفهم غلط ..اكمل بحروف تقطر عشقا دون ان يدري : انا خايف عليكي
الي هنا و كفي لم تستطع احتمال اكثر من هذا حينما شعرت ان قلبها سيتوقف من كثره دقاته و شدتها سحبت حالها و خرجت مهروله دون ان تتفوه بحرف
اما هو فابتسم بحلاوه وهو يشعر بحماس كبير و بخبرته في عالم النساء يكاد يجزم ان صغيرته قريبا ستكون بين يديه تبادله عشقه بعشقا اكبر
لم يخفي علي هذا الذئب الماكر تنفسها العالي الذي حاولت ان تكتمه بعدما اخذ صدرها يعلو و يهبط و لم يبذل مجهودا في قراءه ما يدور داخل عقلها الصغير
ملس فوق شعره و قال : قريب...قريب اووووي هتكوني معايا يا ليلتي
+
لم يكن يعلم بامر هذا الساكن الجديد الا بعدما عاد الي منزله بعد منتصف الليل ووجد والدته تخبره عما تناقله اهالي الحي عن هذا الشاب الوسيم الذي سيمكث في بنايه ليلي جن جنونه و حاول الاتصال بليله طوال الليل و لكنه وجد هاتفها مغلق ...توعدها بداخله و قرر ان يحادث امها في اليوم التالي
و بعد ان اتي عليه يوما جديد وهو يقوم باصلاح احدي السيارات وجدها تاتي وهي تحمل عده حقائب مليئه بالخضروات و بعض متطلبات بيتها الصغير
اعترض طريقها ووقف يحادثها بغضب دون ان يكلف نفسه عناء حمل تلك الحقائب الثقيله بدلا عنها
جمعه : ايه يا حماتي الي انا سمعته ده
نظرت له باستغراب و قالت : يا فتاح يا عليم خير يا جمعه ايه الي سمعته
جمعه : ازاي تسكني عندك شاب عازب و انتو كلكو حريم فالبيت ايه شيفانه مركبين قرون
القت ما بيدها فوق الارض بغضب و صرخت به : اخرس قطع لسانك كلمه تانيه و هسفخك قلم يفوقك عشان تعدل كلامك و تعقله
اتي علي صوتها العالي الشيخ امام الذي وقف قبالتهم و قال : صلو عالنبي يا جماعه في ايه بس
جمعه : زعلانه عشان بقولها عالساكن الجديد
لمح امام بعض الماره بدأو ينتبهون لما يحدث فقال بحكمه : بعد اذنك يا ست ام ليله تعالي نطلع نتكلم فوق بدل فرجه الناس دي و انتي صوتك عمره ما طلع فالحاره
نظرت له بغضب و قالت : اديني جيبت لنفسي الي يطلعه يا شيخ امام انا مش عارفه كان فين عقلي لما وافقت عليه لبنتي
ارتعب جمعه مما سمعه فقال بمهادنه : انتي فهمتيني غلط يا خالتي تعالي طيب نطلع نتكلم فوق و اهو الشيخ يشهد علينا
نظرت له بغيظ و توجهت ناحيه البنايه دون ان تلقي بالا لأشيائها التي القتها ارضا و حينما كاد يلحقها نظر له امام بغيظ و قال : لم الحاجه يا بقف و هاتها هتفضل طول عمرك غشيم كده
جلسو ثلاثتهم في صاله منزلها الصغير و بدا جمعه الحديث قائلا : يرضيك يا عم امام تسكن واحد عازب في البيت و هما كلهم حريم ينفع كده
كادت ان ترد عليه بهجوم و لكن اوقفها امام باشاره من كف يده و قال : ده قريبي يا جمعه ولو مش واثق في اخلاقه مكنتش ابدا هجيبو هنا و بعدين سواء الست ام ليله او الست ام مصطفي الاتنين الكل بيحلف باخلاقهم و سمعتهم الطيبه
ليلي بقهر : ااااه طول عمرنا كده و ييجي فالاخر الي المفروض خطيب بنتي وهو الي يحامي علينا يبوظ سمعتنا بكلامه الاهبل
جمعه : و الله ابدا يا خالتي انا بس خايف عليكم
ليلي : احنا ميتخافش علينا يا جمعه الحمد لله عايشه بقالي خمستاشر سنه هنا محدش قال عليا و لا علي بنتي غير كل خير
امام : خلاص يا ست ليلي هو تلاقيه فاهم غلط معلش امسحيها فيا انا المرادي عشان خاطري
هدأت قليلا ثم قالت : خاطرك علي دماغي يا شيخ بس ادام انت حاضرنا دلوقت يبقي هشهدك عليه عشان لو حصل اي حاجه تاني من غير كلام هفوضها سيره
جمعه : ليه بس كده يا خالتي
ليلي : احضرنا يا شيخ ...انتبه لها امام فاكملت : لما قري فتحت بتي شرط عليه مفيش زيارات لينا لوحده عايز ييجي اهلا و سهلا بس تكون امه معاه و حكايه التليفونات دي متبقاش كتير عشان البت تنتبه لمذاكرتها ..نظرت لهذا المغتاظ و قالت : صح يابني و لا قولت حاجه محصلتش
رد من بين اسنانه : صح يا خالتي
نظرت لامام و اكملت : مكملش اسبوعين قاري فتحتها و كل شويه الاقيه طالع باي حجه ده غير انه يسيب البت طول اليوم ميعبرهاش و ييجي بعد ما يخلص كل الي وراه يفتكر يتصل بيها الساعه واحده و اتنين بالليل لما تكون نامت عشان مدرستها و يهد الدنيا و يتقمص لو مردتش عليه و لا قفلت معاه بسرعه يرضيك كده يا شيخ و انت عارف انها في تانيه ثانوي و محتاجه وقت لمذاكريتها
نظر له امام بغيظ و قال : انت ياض معندكش دم و لا نخوه يعني انت بتلوم عليها انها مسكنه واحد غريب وانت نازل طالع عليهم
جمعه ببرود : انا خطيب بتها و متربي معاهم هنا مفيش مقارنه
ليلي : و انا ممكن افضها سيره دلوقت يا جمعه
رقص قلب ذلك الواقف يتنصت عليهم ليعلم ما الامر بعدما راهم يصعدون اثناء وقوفه بالقرب من السلم و حينما سمع تلك الكلمات رفع راسه للاعلي و قال : ياااارب تولع و تغوره في داهيه متكتبش عليا اقتله ياااارب مش هتحمل والله
3