رواية عشق الاقدار الفصل السادس 6 بقلم اسيل زرارقة
الفصل 6
كمقهى صغير هو الحب كمقهى صغير على شارع الغرباء هو الحُبُّ.. يفتح أَبوابه للجميع كمقهى يزيد وينقُصُ وَفْق المُناخ إذا هَطَلَ المطُر ازداد رُوَّادُهُ وإذا اعتدل الجوُّ قَلُّوا ومَلُّوا أنا ههنا -يا غريبةُ- في الركن أجلس ما لون عينيكِ؟ ما اُسمك؟ كيف أناديك حين تَمُرِّين بي وأنا جالس في انتظاركِ؟ مقهى صغيرٌ هو الحبُّ أَطلب كأسَيْ نبيذٍ
وأَشرب نخبي ونخبك أَحمل قُبَّعتين وشمسيَّةً إنها تمطر الآن
زين (باستغراب): أنتي مستنية حد؟
الأم(باستغراب مماثل): لاء....
*****************
**نهض زين...و فتح الباب...انصدم بشدة.....**
*كان محمد هو من طرق الباب..... تفاجأ زين ووالدته من قدومه إلى هنا....ماذا يريد؟ ومالذي جاء به إلى هنا ؟.... أردف زين بصدمة....**
زين: محمد بيه.... أهلاً.... خير؟
محمد (بجمود): بابا عايزك.. أنت ووالدتك...وطلب مني اني اخدكم معي للفيلا....
كريمة (بصدمة): احنا؟
محمد: ايوا.....
****************
**بعد ساعة كان الجميع مجتمعين في الفيلا....وما إن رأت كريمة "عمر" حتى اردفت بتفاجأ....**
كريمة (بصدمة): عمر؟
عمر: كريمة؟
**نظر الجميع إلى بعضهم بتعجب...صاح زين بتعجب**
زين: أنتي تعرفي عمر بيه منين يا ماما ؟
كريمة (بصدمة): هو دا مديرك في الشغل؟
زين (بتعجب): ايوا....في حاجة ؟
عمر: المهم دلوقتي... أني جبتك يا زين..لأني واثق فيك...و متأكد انك هتصون بنتي... أنا عايزك تتجوزها....
**عم الصمت لثوان ثم صاح الجميع قائلين بصوت واحد مصدوم**
"ايييييه"
**أردفت سيدرا ببكاء**
سيدرا: بس يا بابا... أنا مش عايزة اتجوز.....
عمر (بغضب): يا بجاحتك...و ليكي عين تتكلمي.... الي زيك يستاهلوا الق**تل..... أنا رحمتك.... وهتتجوزي زين يعني هتتجوزيه....
**بعد لحظات دلف كريم رفقة المأذون...**
عمر: كتب كتابك بعد نص ساعة...يلا اطلعي معا كريمة لأوضتك عشان تجهزي....
سيدرا (بإعتراض): بس.....
عمر (بغضب و صراخ): يلا.....
**أردفت كريمة بخوف من نبرة صوت عمر**
كريمة: يلا يا بنتي....
*******************
**صعدت كريمة رفقة سيدرا...في حين أردف زين قائلا**
زين: اشمعنا أنا يا عمر بيه ؟
عمر(بإبتسامة): لأني عارف أنك بتحبها....
زين (بصدمة): أنا....
عمر(بإبتسامة): يا ابني... أنا مش هبقالها العمر كلو...و أنت بتشوف اخواتها مصيرهم ينشغلوا بمراتاتهم و عيالهم...ومش هيبقوا فاضيين ليها...ولازم يكون ليها راجل يكون سندها بعد اخواتها... وأنا اخترتك أنت بالذات..عشان عارف و متأكد أنك هتحطها حول عينك.... و كمان في حاجة تانية...هقولها في الوقت المناسب.....
*****************
**تدخل محمد قائلا بإعتراض**
محمد: بس يا بابا...مش بالطريقة دي...سيدرا كده هتكره الجواز..و هتكره زين بردو....
عمر(بغموض): أنا عارف بعمل إيه يا محمد....
**ثم أكمل بإبتسامة حزن...موجها كلامه لزين...**
عمر: بالراحة عليها يا ابني...سيدرا عنيدة..ودماغها ناشفة.... بس أنا متأكد أنها هتبادلك الحب في يوم من الأيام.....
**اقتنع وين و محمد و كريم بكلام والدهم.... اكمل كريم قائلا**
كريم: زي ما قالك بابا.... و حط فبالك... أن سيدرا ليها اخوات يحموها....
زين (بإبتسامة سعيدة): متقلقوش... هكون عند حسن ظنكم....
عمر: إن شاء الله......
*******************
**في غرفة سيدرا...كانت هذه الأخيرة تبكي بحرقة على ما يحدث لها... أردفت قائلة موجهة حديثها لكريمة...**
سيدرا: بترجاكي يا طنط.... حاولي تمنعي بابا انو يجوزني... أنا مش عايزة اتجوز.. أنا عايزة ابني نفسي و أكمل تعليمي.....
**شعرت كريمة بالحزن على حال هذه الفتاة المسكينة....تقدمت منها و احتضنتها بحب أمومي..و أردف قائلا بحنو**
كريمة: متقلقيش يا بنتي...زين ابني طيب اوي.... و مش هتشوفي منو حاجة وحشة...و هيخليكي تكملي تعليمك...بس كوني عاقلة....و متعصبيهش....
سيدرا (برجاء): بجد ؟
كريمة (بإبتسامة): ايوا... ودلوقتي يلا تلبسي عشان تكوني اجمل عروسة....
سيدرا (حاولت الابتسامة): يلا.....
*******************
**بعد حوالي نصف ساعة...كانت سيدرا جاهزة..فبحكم أن كريمة كانت تعمل من قبل في تصميم الازياء...و الميكاب.... ساعدتها...وكانت ساحرة جدا.....**
**أردفت كريمة قائلة بسعادة**
كريمة: بسم الله ما شاء الله..الله يحميكي من العين و الحسد يا بنتي....
سيدرا (بخجل): الله يبارك فيكي يا طنط....
كريمة (بحدة مصطنعة): مش عايزة كلمة طنط دي... أنا زي امك..قوليلي ماما...
سيدرا (بخجل): حاضر يا ... ماما....
**ابتسمت كريمة بسعادة...و أردفت قائلة بإبتسامة**
كريمة: يلا بينا..زمانهم مستنيينا....
سيدرا (بسعادة): يلا....
*****************
**في الصالة...كان الأربعة ينتظرون سيدرا و كريمة...وكان زين في قمة سعادته...فأخيرا سيتزوج الفتاة التي لطالما احبها و تمنى أن تكون زوجته.... قطع شروده والدته و هي تنزل من على الدرج....و برفقتها....سيدرا...كانت ساحرة و فاتنة بشكل لا يصدق...... أردف زين بدون وعي...**
زين: ايه الجمال دا كله ؟
**صدم عمر و محمد و كريم من جمال سيدرا.... في حين شعرت هيا ببعض الغيرة منها...هي تحب سيدرا و تتمنى لها الخير دائما...لكن في هذه اللحظة لم تتمكن من كبح شعور الغيرة....**
عمر (بحب): يلا....
سيدرا (ببعض الحزن): حاضر.....
***شردت سيدرا في عالمها الخاص....و فاقت على صوت المأذون الذي قال**
"بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير"....
**استفاقت سيدرا من شرودها..و أصبحت الآن زوجة "زين العطار " رسميا....**
********************
**مضى الوقت سريعا و هم يتحدثون... حتى نهض زين قائلا....**
زين: بستأذن دلوقتي يا عمي...لازم نروح..... و لوقت ما تتعود عليا سيدرا هخليها هنا....
**قطعه عمر قائلا بصرامة**
عمر: الحارة الي كنت ساكن فيها أنت و أمك انسوها.... أنا اشتريت فيلا قريبة من هنا..لسيدرا...عشان تعيش فيها معا جوزها....و دلوقتي بقت من حقك أنت..... هبعت حد من رجالي يجيب أغراضكم الضرورية بس... وتروحوا للفيلا...وتاخد معاك سيدرا..... هتتعود عليك في بيتكو...
**اتصدمت سيدرا من كلام والدها...هل يعقل أنها اصبحت رخيصة بالنسبة له...حتى يقوم ببيعها هكذا...و هو الآن يطردها من بيته بطريقة غير مباشرة..... أردت كريمة بإعتراض....**
كريمة: بس يا عمر بيه احنا....
عمر (بجدية): مفيش بس يا كريمة....زي ما قلت... أنتو مش غرباء.... قلت ايه يا زين ؟
زين (بإستسلام): الي تشوفو يا عمي.....
عمر (بإبتسامة): يبقى تمام....
*****************
**بعد فترة قصيرة كانت سيدرا في غرفتها تجمع أغراضها لتنتقل مع زوجها الجديد إلى بيتها...و الدموع تتساقط من عينيها بغزارة.....قطعها دخول أخويها كريم و محمد اللذان شعرا بالحزن على حال شقيقتهما.....قطع محمد الصمت قائلا**
محمد: متزعليش من بابا يا سيدرا...هو بيحبك وعايز يطمن عليكي بس.....
**اجابته سيدرا قائلة بسخرية**
سيدرا: أنت مش بتشوف أنو يبيع و يشتري فيا زي البضاعة..وتقول عايز يطمن ؟؟
كريم (بإبتسامة): يا سيدرا غلطك مكنش قليل....و هو شاف أنك ابتديتي تدخلي في متاهات ملهاش مخرج... و فكر كويس..فقرر أنو يخليكي جمب راجل...هو متاكد أنه هيكون زي درع الحماية.. ليكي....و يخرجك من المتاهات دي.....
**كادت سيدرا ان تجيبه..لكن قاطعهم دخول عمر قائلا**
عمر: كريم...محمد...انزلوا... أنا عايز سيدرا فكلمتين....
محمد/كريم: حاضر يا بابا......
******************
**بعد خروج الأخوين...جلس عمر بجانب سيدر
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع