اخر الروايات

رواية جنة الانسانية الفصل الرابع 4 بقلم فاطمة رافت

رواية جنة الانسانية الفصل الرابع 4 بقلم فاطمة رافت


<<جنة الإنسانية>>♥
الباب الرابع:-
.......................
نظرت لعينيه نظرة مليئة بالتمرد الكبير! ،فهو كان يظن أنها ضعيفة آمامه ولن تستطيع الدفاع عن نفسها! ،تلك الفتاة التي بعيني الزمرد وتلك الرقة التي كالأميرات المُتوجة كيف لها أن تفعل ذلك؟ ولكن هو كل ماأراده أن لا تقوم بإيذاءه بهذا الشكل
داوود بضيقٍ شديد: واضح إنهم بعتولي واحدة مجنونة!
أخذ صدرها يعلو ويهبط مما يدل على تلك النيران التي تحترق داخلها من الغضب والتمرد.
زمرد بجدية: كويس إنك عارف ،يبقا تبعد عني.
إقترب خطوة جادة..وهو ناظراً لعينيها التي من لون الزمرد فقد قامت حتماً بفتنته! ،وعلامات الضيق على ملامح وجهه الوسيمة الشرقية وهو يقول...
داوود بصوتٍ حازم: يبقا ايه اللي خلاكي تدخلي؟ طالما عايزة تخرجي دلوقتي!
شعرت بأنفاسه الحارة..كالنيران الموقدة ،ونظرة عينيه الملتصقة ناحية عينيها بثبات كالجدران التي تحاوط عينيها من كل...الإتجاهات! ،لترفع نظرات عينيها اليه..فهناك فرق في الطول بينهم...لتهدأ من ثورتها الداخلية تلك قليلاً
تشعر أنه يغرق بين عينيها الإثنتين...شعور غريب يچتاحها الآن ،مهلاً!..لقد هدأت قليلاً الآن!!
تذكرت السبب الحقيقي لدخولها، وتلك الغرفة التي كانت دائماً تحارب من أجل عدم السير آمامها!
والآن تدخلها بكل تلك السهولة! ،فوالدها هو من أرغمها على ذلك.
إبتعدت عنه قليلاً بعدما رمشت بعينيها كي تبتعد عن نظراته تلك التي جعلتها تشعر..بالدفء!
زمرد وهى تبتعد قليلاً عنه : دة شيء مايخصكش.
إبتعدت عنه بمسافة مترين...لتعطيه ظهرها وهى تشعر بالتوتر الكبير ،فما هذا الضعف الذي يجتاحها؟...الم تكن متمردة منذ لحظات؟
بينما هو إعتدل في وقفته وهو يقول بثقة، بعدما وضع يديه في جيوب بنطاله...
داوود بثقة وهو رافعاً رأسه: لو خرجتي هيبقا ليكي حساب تاني مع المدير ،الأحسن ليكي خليكي هنا.
إستدارت اليه وعلامات الضيق على ملامح وجهها..لتحرك يدها وهى تقول : أنا مش عايزة أقعد..هتخرجني ولالا؟
إقترب بخطواته الواثقة حتى أصبح آمامها مباشرةً..لينحني قليلاً ،وظهرت على شفتيه إبتسامة خفيفة ساخرة ليقول: مش كنتِ قايلة إنك هتقتليني!
شعرت بالتوتر الأكبر..من نظرات عينيه الثاقبة ناحية عينيها جعلتها تهتز...فلماذا هو بالتحديد!
زمرد بتلعثم: عشان..عشان دة كان هيحصل لو قربت مني.
داوود بإبتسامة ثقة: حقيقي؟!
ثم إعتدل في وقفته...بينما تقدمت خطوة كي تستعيد شجاعتها من جديد..لتنظر لعينيه بجدية وهى تقول: حقيقي.
إبتعد خطوتين للخلف بعدما أعطاها ظهره..ليسير في أرجاء الغرفة بتفكير ،ثم إستدار اليها بإبتسامة ثقة وملامح جادة وهو يقول...
داوود بجدية: وانا مش بقرب من واحدة غصبٍ عنها...
ثم أخرج يديه من چيوب بنطاله ليشير لها ناحية الأريكة وهو يكمل بجدية: على العموم هتباتي هنا على السرير..وانا على الكنبة عشان مايحصلش مشاكل...
بينما هى أدارت وجهها ناحية ماأشار اليه لتدير وجهها اليه من جديد وهى تقول بسرعة مقاطعة لحديثه :لا انا مش عايزة اقعد هنا.
توقف عن حديثه وهو ناظراً لها ،ثم أنزل يده ليصمت قليلاً.
داوود بجدية: هشام مش هيسكت ،فبلاش مشاكل وانا بساعدك عشان عارف حسابه معاكي هيبقى ايه بالظبط.
تقدمت خطوة وهى ناظرة لعينيه بتمرد لتقول بضيق: وانا مش محتاجة مساعدتك...
لتشعر بالتوتر مجدداً من نظراتِ عينيه داخل عينيها ،ثم بلعت ريقها بتردد...لتكمل بجدية: أنا هقدر أساعد نفسي.
نظر اليها بملل من إصرارها المفرط على الخروج من هنا! ،فهو يعلم جيداً ماينتظرها... في الخارج!
داوود بجدية: على راحتك ،وافتكري إني كنت عايز أساعدك.
أنهىٰ كلماته...ليتوجه إلى' المقعد وأخذ ملابسه الخاصة بالخروج ليتوجه خلف بوابة ما ليقف خلفها ويغير ملابسه ،بينما هى نظرت آمامها كي تستجمع شجاعتها من جديد...لتشعر بدقات قلبها التي توحي لها أنه مجرد توتر ليس الا!
ثم إنتهى ليخرج آمامها وهو مرتدي حلته السوداء، ليتوجه ناحية الباب وقام بفتحه بالمفتاح الذي بيده!
ثم سارت هى ايضاً خلفه..لتقف بجوار الباب وهى تنتظر ان يقوم بفتحه لها ،وبعدما قام بفتحه قليلاً...أدار وجهها لها لتشعر بأنفاسه تفوح آمام ملامح وجهها مجدداً!..وكأنه قد تجاوز هذا الفاصل بينهم
شعرت بدقاتِ قلبها تعلو بلا سبب منطقي داخلها...سوى جرأته الغريبة!
ثم رفعت نظرات عينيها في عينيه..بينما هو أصبحت ملامحه مليئة بالجمود وهو ناظراً لعينيها ،و طول جسدها المتوسط بالنسبة له.
داوود بثبات: بالمناسبة..انا عمري ماشوفت أجمل من العيون دي.
صراحته المفرطة التي إرتطمت فوق قلبها بدون سابق إنذار...لتشعر بوجنتيها التي أصبحت من اللون الأحمر أكثر مما هى عليه..وهى فارغة شفتيها قليلاً ،فكيف له أن يسيطر عليها هكذا ويجعلها تنسى' إنتقامها !
ثم فتح الباب بيده وخرج من الغرفة ،بينما هى ظلت واقفة في مكانها لتشعر بضربات قلبها المرتفعة.. وهى مرتدية فستانها الطويل الأنيق
لتسند يدها على الحائط...وخرجت من الغرفة بخطواتها الهادئة حتى وصلت إلى غرفتها.
...............................
وفي دار الايتام:
في غرفة المكتب:
اأكملت خديجة بعدما نظر لها تميم بثبات: اقصد..إن الإعلامين هييجوا دلوقتي ،فلو سرعِت هيبقا أفضل.
تحولت نظرات عينيه للهدوء ،ثم نظر لـ أفنان التي بدأت في التنظيف...ثم أخرج هاتفه وبدأ بالإتصال بوالدته التي غلقت هاتفها فجأة!
تميم بجدية: خديجة...
رفعت رأسها له سريعاً ،ثم اكمل وهو ناظراً لها
:خليهم يجبولي حاجة اشربها.
اومأت خديجة بالطاعة..وخرجت من الغرفة...بينما تميم أخذ يحاول الإتصال بوالدته ،ولكنه في نهاية الأمر تأفف بإختناق بعد بضعة دقائق بعدم ردها بسبب هاتفها المغلق...ثم استدار برأسه إلى أفنان التي معطياه ظهرها
وهى تزيل الغبار من على التحف الفنية..ولكنها توقفت فجأة عندما شردت!
عقد تميم حاجبيه!..ما الذي جعلها تتوقف هكذا وكأنها في عالمٍ آخر!!
تميم بهدوء: انتِ بخير؟!...
لم تعطيه رداً وهى مازالت واقفة في مكانها!...تذكرت كلمات والدته سهير لها عندما هددتها بعدم إجتماعها مع ابنها تميم في مكانٍ واحد! ، ثم أكمل تميم عندما تقدم خطوة بإحدى قدميه
: أفنان..!!؟
انتفضت على صوته..وإستيقظت من شرودها لتقع إحدى التحف الفنية على الأرض وتهشمت الى قطعٍ صغيرة !!
اخذ صدرها يعلو ويهبط..ثم نزلت على الأرض كي تجمع تلك القطع
تميم مسرعاً: خلي بالك! ،استني انا هساعدك...
توجه بخطواته اليها وإنحنىٰ كي يُجمع تلك القطع ،لا يعرف لماذا يفعل معها هكذا!..لِما؟
تأوهت أفنان من الم يدها عندما جُرحت ،أمسك تميم يدها وترك مافي يده،
ثم أكمل عندما رأى ملامحها التي تغيرت للألم والتوتر من لمسته لها وهى مازالت ناظرة ليدها
: مش لازم تجمعيهم..تعالي.
ثم ساعدها في النهوض لتجلس على إحدى مقاعد المكتب ،ثم توجه الى الدرج وقام بفتحه ليخرج شاش ومناديل وقام بلفه على يدها بهدوء ولمسته الحنونة
فرغت شفتيها وهى ناظرة له ،انه يتصرف معها بـ حنان عكس والدته قاسية القلب!
ثم رفع نظراته لها ..لتتقابل الأعين معاً ،وكأنه شعور يوازي العالم بأكمله!
تميم بنبرة هادئة: انتِ بخير؟....
اومأت برأسها بهدوء وهى مازالت ناظرة لعينيه..انفاسهم تتعانق معاً وهو مازال ناظراً لعينيها ايضاً ،بملامح وجهه الوسيمة جداً
ثم أكمل عندما شعر أن لا يوجد حولهم شيء سوى هو وهى فقط..الآن!
: احنا اتقابلنا قبل كدة؟..صح؟
مازالت يدها في يديه وهو ممسكاً بهما كي يكمل لف الشاش على يدها المجروحة،
ولكن! هناك من ينظر لهم خارج الغرفة ..انها فتاة! ،ممسكة بيدها هاتفها
وتقوم بـ..التصوير! ،انها تقوم بتصويرهم!! ..لكن لما؟
هل تود أن تقوم بفضحهما!؟؟
.....................................
وفي الملهى الليلي:
في غرفة سمر:
واقفاً عند باب الغرفة فارغاً شفتيه قليلاً مما رآه آمامه! ،الموظف الذي يعمل في هذا المكان مع حبيبته هو!!...في قبلة تجمعهم معاً!!
وهى عشيقته! ،بينما إبتعدت سمر عن مختار بابتسامة ساذجة!..وكأنها لا تشعر بأي شيء يحدث حولها، لتجلس على سريرها بترخي وإستسلام وهى مازالت ناظرة له...بينما مختار شعر بدقات قلبه التي ستجعل قلبه يخرج من مكانه، ليبلع ريقه وهو ناظراً آمامه..غير مستوعب ماحدث الان!
هشام بصوتٍ مرتفع قاسٍ: مختار!!!
أدار مختار وجهه اليه وهو يقسم داخله بأنها...نهايته!، وهو يرى ذلك الشر في عينين هشام، بينما إبتسمت سمر بدون وعي وهى واضعة يدها أسفل ذقنها بترخي وهى ناظرة لهشام.
مختار بتوترٍ شديد: هشام..هشام بيه!، انا..انا!...
قاطعه هشام عندما توجه اليه بخطواته المسرعة، ثم أمسكه من لياقة قميصة بغضبٍ عارم.. ليجذبه خلفه...الى خارج الغرفة .
وعندما خرج القاه على الأرض كالدمية وهو يقول بإنفعالٍ شديد: مالكش أكل عيش هنا بعد كدة.
حاول مختار الإعتدال في جلسته بخوف وهو يحاول أن يهدأه وهو يقول...
مختار مسرعاً: انت مش فاهم، اللي حصل ان...
ليأتي اليه هشام مقاطعاً إياه..عندما جذبه من لياقة قميصة بعنف وهو ناظراٌ لعينيه كالوحش المفترس، الذي لا يقبل مَن يتعدى على ممتلكاته.
هشام مقاطعاً بغضب: اللي حصل انك لمست اللي يخصني.
شعر مختار بالتوتر الكبير والخوف من نظرات هشام القوية..لينظر له وهو يقول بتردد: لأ، الموضوع كله سوء تفاهم.
شدد هشام على ياقة قميص مختار وهو ناظراً لعينيه بقسوة وهو يقول: انت عارف اللي مانعني مااقتلكش ايه؟
نظر مختار لنواحي أخرى بتفكير ليقول بنبرة بها الإستفهام وابتسامة ساذجة: انه حرام..عشان ماعملتش حاجة؟
ليهز هشام لياقة قميصة أكثر بإنفعال وهو يقول بصوتٍ غاضب: انك مخلص ليا طول السنتين اللي فاتوا.
ليغمض مختار عينيه على أثر تلك الفعلة وهو يجز على أسنانه..ثم فتح عينيه عندما أنهى هشام حديثه، ليضع يده بتردد على يد هشام الممسكة بلياقته وهو يقول...
مختار بتردد وابتسامة مرحة: شكلك متعصب دلوقتي..اجيلك وقت تاني تكون هديت؟
ليكور هشام يده اليمنى ويقوم بضرب مختار في وجهه بها وهو يقول بغضب: انت جبلة مابتحسش!
ليلقى مختار الناحية الأُخرى أرضاً..بعدما أخرج تأوهاً من تلك الضربة، ثم وضع يده على فكه السفلي في جبينه بتأوه قليلاً...بينما إبتعد عنه هشام وهو يقول بغضب: مااشوفش وشك هنا تاني..سامع؟
ثم إعتدل مختار في جلسته وهو يقول...
مختار بتردد: (إحم)..طب وبالنسبة لامي وخواتي...
ثم إبتسم بمزاح وهو يكمل...بينما عقد هشام حاجبيه بتعجب كي يكمل: شكلك ماعملتش حسابهم.
ليتقدم هشام خطوة وهو يقول بغضب: انا مش قولتلك تغور من هنا!!
لينهض مختار من مكانه سريعاً..وتوجه الى أسفل على الدرچ.
بينما أدار هشام وجهه ناحية باب غرفة سمر.
هشام بصوتٍ خافض: تمام ياسمر!..انا هوريكي.
ليضع يده على يد الباب ويقوم بالدخول..ليقوم بفعل تلك الفاحشةِ معها!! ،فهو يستغل أنها ليست في وعيها...الآن!
بالطبع إن كانت في وعيها لقامت بطرده من غرفتها..ليست مجنونة لتصبح مع ذلك الذي يعذب صديقتها!
................................
وفي دار الأيتام:
في غرفة مكتب سهير:
ابتسمت تلك الفتاة فور قيامها بتصويرهم! ،ماذا تفعل؟..لِما قد قامت بتصويرهم؟! ،هل تنوي على كشف علاقتهم آمام الجميع!..لكن أي علاقة! ،إنهم حتى لا يظهرون ذلك لأنفسهم..بل إنه مجرد انجذاباً بينهم..ليس إلا!
تميم وهو ناظراً لعينيها:هو.. احنا اتقبالنا قبل كدة؟
ظلت ناظرة لعينيه السوداء..كظلام الليل ،بملامح وجهه الوسيمة..التي لفتت إنتباها من أول لقاء بينهم!
اومأت أفنان بتردد..للاجابة على سؤاله ب..نعم!
هل قابلته من قبل؟! ،أم انها تشعر بذلك فقط!
تميم بإبتسامة سعيدة: ايوة..فعلاً احنا اتقابلنا...
ضغط بيديه على يدها الصغيرة أكثر بإحتواء وهو ناظراً لعينيها بسعادة..فهو يشك من معرفته بها من قبل!
وهو يكمل مسرعاً..وكأنه طفل أمامها هى فقط! :كنت عارف..كنت عارف إننا اتقابلنا قبل كدة..لكن فين؟!
قال سؤاله الأخير وهو ناظراً لعينيها..كـ من عثر على مقدمة الخيط!...بينما هى أنزلت نظراتها إلى يديه الاثنين..الضخمتين
موضوعتين على يدها الصغيرة ،ثم رفعت نظراتها له وهى شاردة في عينيه التي أغرقتها بمشاعره التي ظهرت في عينيه!
وكادت أن تتحرك كي تكمل حوارها معه...ولكن اوقفهم صوتها..
سهير بصرامة: حلو جداً اللي بيحصل هنا دة!!
إنتبه تميم لصوت والدته الواقفة خلفهم ،أغممض عينيه ليجز على أسنانه خلف شفتيه..كإشارة جسدية لكتمان غضبه بالداخل ،قد قاطعت تلك اللحظة بينهم!..كان يريد أن يعلم أين قابلها من قبل؟..ومتى!!؟
ثم أزالت أفنان يديها من تحت يديه سريعاً وهى ناظرة لـ سهير بخوف مما ستفعله بها...بينما نهض تميم ليستدير لوالدته وعلى وجهه الضيق.
كيف له أن يكون آمام أفنان كالطفل الصغير!..وآمام والدته كالجبل!!
تميم بنبرة بها الضيق: كنتِ فين؟
رفعت سهير حاجبيها بسخرية لتنزلهم في أقل من ثانية..ثم إبتسمت بنصف شفتيها بسخرية كبرى!
سهير بسخرية: قبل ماتسألني..اسأل نفسك!..
ثم نظرت لأفنان التي وقفت سريعاً..وهى ناظرة للأرض تفكر فيما سيحل بها بعد رحيل تميم!!
ثم أكملت سهير عندما عاودت النظر لتميم من جديد..لتتحول ملامحها للضيق الكبير...
: قول لنفسك..انتوا اللي قاعدين بتعملوا ايه كدة!.لوحدكوا..ها؟!
رفع تميم رأسه بثفة كبرى وعلى وجهه الجمود بملامحه القوية ليقول بصرامة
: انتِ عارفة ابنك كويس!
فردت سهير ذراعيها قليلاً وهى تقول بصوت مرتفع: ما هى دي المصيبة!..اني عارفة ابني كويس...
ثم اقتربت من افنان وهى ناظرة لها بغضب مكتوم لتكمل
: لكن الدور والباقي على الهانم
رفعت لها أفنان نظراتها ببرائة شديدة وهى مازالت رأسها متوجهه للأسفل!..ثم عاودت للنظر للأرض وهى كاتمة دموعها التي إجتمعت في عينيها الزرقاء..من إهانتها لها.
ثم أكملت سهير بصوتٍ غاضب: اللي متعمدة تقعد مع ابني بالشكل دة! دي....
لم تستطع أن تكمل حديثها وايضاً يدها التي كادت أن تمسك بأفنان لتعاقبها بعنف!!
لتراه واقفاً آمامها فجأة!..بينها وبين أفنان!! كي لا تتعدى عليها بأي شكلٍ كان.
واقفاً بينهم كالجبل بحلته السوداء الفخمة ،وهو ناظراً لعينين والدته بضيق!..كيف تتعامل معها هكذا وهى تقوم بإدارة.. دار للخير!!؟
تميم بجمود وعينيه المليئة بالثبات: دي آخر مرة تتعاملي معاها بالشكل دة.
فرغت سهير شفتيها وهى ناظرة لعينين ابنها التي امتلأت بالقسوة...نعم إنها ثابتة آمامه! ،ولكن هى والدته...تعلم جيداً مابداخله.
سهير بدهشة: انت هتعلمني انا!....
قالتها وهى تشير بإصبعها السبابة الى صدرها ،ثم انزلت اصبعها لتكمل بغضبٍ كبير :
ازاي اتعامل مع الخدامين اللي جايباهم من الشارع!!
تميم بصوتٍ مرتفع: ارميهم في الشارع احسن من المعاملة دي!
انتفضت أفنان وهى مازالت ناظرة للأرض بخوف..من صوته الرجولي الذي إنفجر في والدته بقسوة!!
ولكنها مازالت متشبثة به!..وهى خلفه ،ماذا تفعل؟!...إنها تتشبث خلف ظهره..منه!! ،أيعقل ذلك!؟
سهير بتوعد: هى بقت كدة؟؟
رفع تميم رأسه بملامح وجهه التي إمتلأت بالجمود، كإجابة له على سؤالها..ثم جائت خديجة وهى تخرج أنفاسها عبر فمها..بصدرها الذي يعلو ويهبط.
خديجة مسرعة: سهير هانم..الإعلاميين وصلوا.
رفعت سهير رأسها لابنها بملامح وجهها التي تحولت للقوة.
سهير بجدية: خديجة..
تقدمت خديجة خطوة بطاعة لكي تستمع لأمرها ،ثم أكملت سهير: خدي أفنان تشوف شغلها مافيش وقت!
اومأت خديجة بطاعة..ثم توجهت لافنان ،لتمسكها من ذراعها برفق متوجهه للخارج..بينما ظل تميم واقفاً آمام والدته..لم يتحرك !
سهير بجدية: ايه!..مش هتروح شغلك؟!
وضع تميم يديه في جيوب بنطاله بثقة..ليأخذ نفساً عميقاً ليقول..
تميم بجمود: لأ.
رفعت سهير حاجبيها بسخرية لتكمل وهى تخرج تنهيدة ساخرة: لتكون خايف لاعملها حاجة!!
اقترب تميم برأسه قليلاً وهو يقول بخبث
: زي ماانتِ عارفة ابنك كويس! ،انا كمان عارفك كويس..دة انا ابنك.
قالها وهو ناظراً لعينيها باخفاء كلمات كثيرة ، ثم تركها وخرج من الغرفة باختناق.
..................................
وفي صباح اليوم التالي:
في غرفة سمر:
جالسة على حافة السرير وهى ناظرة آمامها..بملامح مليئة بالجمود..ونظرات عينيها المملة وكأنها ليست في هذا العالم..وكأن عقلها توقف عن وظيفته الأساسية، ثم نظمت حمالة فستانها على إحدى كتفها وهى مازالت ناظرة آمامها.
هشام بجدية: ماتتأخريش على الفطار...
تحدث هكذا وهو واقفاً آمام المرآة ينظم هيئته بنظرات عينيه المليئة بالغرور...بعد ما فعل تلك الفاحشةِ معها ليلة أمس، مستغلاً غياب عقلها عن الوعي!
بينما هى لم تنظر اليه..ولكن عينيها تحولت الى اللون الوردي!..وكأن بداخلها دموع تكفي بحيرة بأكملها!!، فماذا يعني أنها كانت مع ذلك الظالم عديم الضمير!...لتنزل يدها وهى ناظرة آمامها، ليكمل هو عندما أدار جسده اليها وهو يقول بثبات: مستنيكي.
ثم أعطاها ظهره وتوجه الى باب الغرفة ليخرج، بينما هى إمتلأت عينيها بالدموع المحتجزة..لتدير وجهها الناحية الاخرى وهى تقول: اتحرقتي ياسمر..اتحرقتي!
لتنهمر دمعة من عينيها قهراً عنها..لم تستطع أن تتماسك أكثر من ذلك!..ولكنها مازالت ثابتة كالجبل الذي على وشك أن ينهار!...لتضغط على شفتيها في أقل من ثانية و مازالت ملامحها ثابتة، ثم نهضت من مكانها وتوجهت للخارج.
........................
وفي الطرقة:
إستمعت لصوت شجار في غرفة زمرد!..لتتوجه الى غرفتها بخطواتها الهادئة حتى وقفت عند باب الغرفة المفتوح..لتسند جانب جسدها بتراخي وهى ناظرة لهم بملامح شاردة،
لترى ليلى واقفة آمام سرير زمرد بتمايل وهى عاقدة ساعديها آمام صدرها...أما عن زمرد فجالسة على السرير آمام ليلى.
زمرد مسرعة: ليلى كفاية كدة ..اخرجي برة.
أنهت جملتها الأخيرة وهى تشاور لها بيدها ناحية الباب..بينما إبتسمت ليلى بسخرية وهى تتمايل.
ليلى بإبتسامة سخرية: شوف مين بتتكلم !..القطة الغلبانة بقا ليها صوت!!
ثم أدارت وجهها لسمر الواقفة عند باب الغرفة..لتأخذ سمر نفساً عميقاً وتخرجه بملل، من إهانتها المتكررة لزمرد..فهى لم تعد تتحمل تلك الكلمات أكثر من هذا.
سمر بنبرة بها الملل: كفاية يا ليلى.
لتنزل ليلى يديها سريعاً وهى تقول بإنفعال: لا مش خلاص...
ثم أدارت وجهها لزمرد وهى تكمل بضيق كي توقعهم في بعضهم..بالطبع! إن علمت سمر بأمر تلك الغرفة سوف تعطي زمرد رداً..قاسياً!
ليلى مسرعة بضيق: البنت دي مشت الزبون امبارح قبل مايدفع.
شعرت زمرد بالتوتر الكبير من رد فعل سمر عما فعلته..فهى من قامت بتربيتها وليس هشام!...بينما فرغت سمر شفتيها قليلاً وهى ناظرة لليلى..ثم وجهت نظراتها لزمرد وهى تبول..
سمر بنبرة بها الإستفهام ولكن ملامحها مازالت جامدة: زبون مين؟!
لتبلع زمرد ريقها..عندما أغلقت عينيها وفتحتهما سريعاً بخوف، بينما أكملت ليلى عندما أدارت وجهها لسمر بضيقٍ كبير..لترفع إحدى حاجبيها بتمرد : الهانم اللي قاعدة قدامك دي كانت مع الزبون في الأوضة امبارح.
ادارت زمرد وجهها للناحية الأخرى وهى تستعد للنهوض من السرير بحرصٍ شديد وخوف من سمر..بينما ظلت سمر في مكانها كالتمثال بعدما استمعت لما قالته ليلى..فماذا يعني أنها كانت ستفعل تلك الفاحشة!!
لتدير سمر وجهها لزمرد وهى تقول بنبرة ثابتة قبل العاصفة: الكلام دة حصل؟
نهضت زمرد من مكانها سريعاً وتوجهت للخارج..كمحاولة للهروب من تلك المواجهة وهى تقول بتردد: انا..انا مش عايزة اتكلم دلوقتي.
لتسرع سمر خلفها..وخلفهما ليلى، ثم جذبتها سمر من كوع ذراعها وهى تقول بنبرة بها الضيق الشديد: تعالي هنا انا بكلمك.، انتِ كنتِ هناك مش كدة ؟
لتنظر لها زمرد بضيق كبير وهى تقول: آه كنت هناك.
لتربع ليلى ساعديها وهى تقول..موجهة حديثها لزمرد بجدية: سبيها ياسمر..ما هى خلاص بقت واحدة مننا.
لترفع زمرد إصبعها السبابة في وجه ليلى وهى تقول بغضبٍ عارم: انا عمري ماهبقا رخيصة وشمال زيك....
لتصمت عندما صفعتها سمر صفعةُُ قوية على وجههاا!...لتضع زمرد يدها على إحدى وجنتيها التي طبع عليها أثار الصفعة وهى ناظرة لسمر بصدمة!...فبالطبع فعلت ذلك ليس رداً على ليلى...انما لفعلتها الدنيئة.
لتصفر ليلى بإنتصار وهى تقول بابتسامة: أوه..لحظة تاريخية بجد.
لتتسع إبتسامتها البيضاء...بينما امتلأت عينين زمرد بالدموع وهى ناظرة لسمر.. وهى تبكي بخفوت.
سمر بضيق شديد: هشام ماربكيش!..انا اللي ربيتك وكبرتك على الصح..عشان تبقي احسن مني!!
لتبتسم ليلى إبتسامة بلهاء وهى تقول بخبث : كلام كبير جدا كمان!
لتجعل شفتيها كوس للأسفل..فوق ذقنها...كإشارة جسدية بالإقتناعِ المصطنع، لتتركها زمرد وكادت أن ترحل بحزن وهى تبكي...ولكن جذبتها سمر مجدداً وهى تقول بنبرة بها الضيق..وهى ممسكة ذراعيها وتهزهما بعنف : انا لسة مخلصتش كلامي.. مش بعد كل دة تعملي الغلط بكل بجاحة!..مش هسمحلك بدة.
لتتحرك زمرد سريعاً بعنف!، وهى تقول بحزنٍ كبير وصوتٍ مرتفع: كفاية بقا...كــفايــة.
لينظروا لها سمر وليلى بدهشة من فعلتها تلك...بينما إقتربت زمرد بوجنتيها الوردية المنهمر عليها دموعها الغزيرة وهى تقول بغضب: انتِ مابقيتيش واصية عليا....
لتنظر لها سمر بدهشة وهى فارغة شفتيها قليلاً...بينما هى أكملت عندما أزاحت سمر للخلف بيديها وهى تقول ببكاء: سامعة؟..مابقيتيش واصية عليا.
لتتركها وترحل مسرعة وهى تمسح دموعها وهى مازالت لا تستطيع إيقاف بكائها...بينما مازالت سمر واقفة في مكانها وهى ناظرة آمامها..تحاول إستيعاب تلك المعاملة القاسية منها،
دعونا نقول أن سمر في مكانة اختها الكبرى التي فعلت جميع الأخطاء...ولا تريد من اختها الصغرى أن تفعل ذلك..تريدها...مثالية!
إنها تخشى عليها من أي خطأ مهما كان صغير!!
بينما تركتها ليلى ورحلت وهى تتمايل بإباسامة إنتصار...بعدما اوقعتهم معاً.
..............................
وفي منزل تميم:
في الصالة:
جالساً على الأريكة وآمامه الطاولة الزجاجية الموضوع عليها اللاب توب الخاص به..وهو يقوم بالعمل عليه، مرتدي بنطال بيتي وفوقه (T-shirt) من اللون الرمادي...يوزع نظراته على شاشة (اللاب توب) ووجه زوجته فرح، وهو يحاول... مراقبتها!
مراقبة ماتفعله..فهو الآن أصبح متأكداً أنها على علاقة برجلٍ غيره،
ولكنه لم يواجهها بعد...بالطبع سيخرج تلك الأدلة في وجهها...كالقنبلة!، في وقتٍ لا تحتسبه..مطلقاً!
بينما هى جالسة على الأريكة التي آمامه مباشرةً وهى مرتدية بچامة من اللون الوردي الحرير الأنيقة..وهى ممسكة هاتفها تقوم بإرسال الرسائل الى...عشيقها!
لترسل له" انا اسفة على اللي حصل امبارح..بس ماكنش ينفع تشوفني في الشارع كدة..كان لازم تبلغني قبلها "
ليقوم بالرد عليها برسالة" جوزك مجنون!..بهدلني على الاخر ، على العموم هو شك في حاجة من ناحيتك؟ "
اخذت نفساً عميقاً..لترفع نظرات عينيها لتميم، وهى تفكر...لتراه مهتماً بعمله، ثم عادت للنظر من جديد للهاتف..وهى تكتب الرسالة..بالطبع! ،فهى ليست على علم بتلك الأدلة التي في يد زوجها!
مغفلة!..تظن خيانتها ستظل في الظلام للأبد..ولكن لنقول أنها هى من أصبحت في ذلك الظلام.
لتقوم بالرد عليه في رسالة "لا تميم ماعندوش اي شك في كدة"
ثم أغلقت الشبكة..لتمسح المحادثة من الخارج، لتستمع الى صوت رنين هاتفها بمكالمة اتية من...والدة زوجها!..سهير؟!
لتقوم بالرد على المكالمة ووضعت الهاتف على إحدى أُذنيها وهى تقول بإبتسامة..بعدما إعتدلت في جلستها.
فرح بإبتسامة مصطنعة : حضرتك عاملة ايه؟
سهير بجدية: لو ابني تميم قدامك، اوقفي على جنب واسمعيني كويس.
إنحنت فرح للآمام..لتتحول ملامحها للتوتر الشديد..مهلاً أتعلم شيئاً عن علاقتها بعشيقها!
ثم بلعت ريقها وهى تقول بحذر: خير في حاجة حصلت؟
سهير بضيق: اسمعي الكلام يافرح.
لتنهض فرح من مكانها وتوجهت الى الشرفة وهى تقول برفق..بعدما إستمعت لدقات قلبها العليا..خوفاً مما تشك به: مع حضرتك.
سهير بضيق: جوزك تحاوطيه، فاهمة؟
لتستدير فرح لتميم وهى تنظر له..بعدما نظر لها يشك ومراقبة! ،وسندت ظهرها على جدار الشرفة وهى تقول بتردد: مش فاهمة!، حضرتك..حضرتك تقصدي ايه؟
سهير مسرعة بغضب: هو ايه اللي مش فاهماه!..مش فاهمة يعني ايه تحاوطي جوزك!، لو ماخليتيش عينه تتملىٰ بيكي..جوزك هتبقى عينه على الخدامة ياهانم!
لتضع فرح يدها على جبهتها وهى تخرج تنهيدة راحة..بعدما إستمعت لتلك الكلمات...مهلا الا يهمها وجود فتاةُُ أخرى مع زوجها غيرها!!
بالطبع نعم، فهى لا ..تعشقه!
فرح مسرعة: تمام تمام.
سهير بتعجب: تمام!...بقولك هيبقا مع الخدامة، الخدامة!
أخذت فرح نفساً عميقاً..لتضع يدها في خصرها وهى تقول بإبتسامة مصطنعة: حاضر..هعمل اللي قولتي عليه.
سهير بحذر : حطي الكلام دة حلقة في ودنك، لو عرفت تضحك عليه ويتجوزها هتبقى هى اللي في القلب، وانتِ بقا واحدة واحدة..وهتترمي في الشارع.
تغيرت ملامح فرح للتفكير وهى ناظرة آمامها...فبالطبع إن أحبها سيترك هذه...ولكن مهلاً!!، تميم سيتركها حتماً من فعل خيانتها المشينة..الدنيئةِ تلك.
فرح بجدية: حاضر يا سهير هانم، اتطمني..هحاوط عليه.
لتنزل الهاتف من على أذنها وهى ناظرة آمامها بتفكير، الآن تقوم بالرد بهذه الطريقة لشعورها انها لن تكون بين هذا الثراء!..فهى قد تزوجته من اجل هذا فقط..ليس الا!
...............................
وفي الملهى الليلي:
في الطرقة:
تسير وهى تحاول مسح دموعها..وكأنها مثل الأطفال تماماً!، لتعطي ظهرها للحائط الذي بجوار غرفة ما بها طاولة الطعام الكبيرة..والتي تدعى( سفرة)، ثم جلست على الأرض وهى تبكي بصوتٍ مكتوم..بوجنتيها الوردية..وعينيها الزمردة التي تحولت لـ اللون الوردي، تعلم أنها لم تستحق تلك الصفعة...فما كانت تريدُ شيئاً سوى إثارة غيظ وغضب هشام..فقط!
بينما توجه هشام بخطواته ناحية غرفته..ليراها جالسة أرضاً هكذا تبكي..ولكنها لم تراه بعد، ليتوقف في مكانه وهو ناظراً لها..عجباً!
لترفع رأسها وهى تبكي..لتراه واقفاً بجوارها ناظراً لها بهدوء..بملامح وجهه المليئة بالجمود
بينما هى تحولت ملامحها للضيق الشديد، ثم وضع يده على نظارته ليقوم بإدخالها جيداً وهو يقول بجمود: حسابنا بعد الفطار..عن ليلة امبارح.
ثم توجه للدخول في تلك الغرفة..بينما هى أدارت وجهها للآمام..لتشعر بدقات قلبها القوية وصدرها الذي يعلو ويهبط..غضباً منه، ومن بجاحته المُفرطة،
ثم نهضت من مكانها وهى تجز على أسنانها خلف شفتيها ،يحاول ٱحراقها من الداخل..ولكن ماذا سيحدث إن أحرقته هو؟!
لتخرج تلك القلادة من جيبها ووضعتها في رقبتها..لتدير وجهها ناحية الغرفة بعينيها التي بها التمرد...ثم مسحت دموعها سريعاً وتوجهت للداخل، حان موعد...الإنتقام!
وفي داخل الغرفة:
توجهت زمرد للداخل لتراه جالساً على المقعد الرئيسي للطاولة..وبجواره ليلى، لتسير بخطواتها بهدوء حتى وصلت الى المقعد الرئيسي الثاني!، من الطاولة..لتقوم بالجلوس عليه وهى ناظرة له بنظرات مليئة بالشغف!..مشاعر مؤلمة..شاغفة!، لا يعرف معناها ولا عمقها..سوى هو وهى فقط
ليدير هشام رأسه لليلى وهو يقول بإستفهام: فين سمر؟
لتدخل سمر الغرفة، ثم أدارت ليلى وجهها اليها وهى تقول مسرعة: أهي جات.
لتتوجه سمر الى المقعد الذي بجوار زمرد..لتمسكه بيدها وكادت أن تجلس، ولكن أوقفها هشام بصوته وهو يقول: مش هنا..تعالي هنا.
أنهى' حديثه وهو يشاور لها بيده ناحية المقعد الذي بجواره من الناحيةِ الأُخرى، بينما هى توقفت في مكانها.. لتدير وجهها لزمرد..التي لم تعبأ بما قاله وهى تكمل طعامها بلا مبلاه!
ثم أدارت سمر وجهها اليه..لتتوجه بهدوء وتجلس على المقعد الذي بجواره، وهى تبدأ في طعامها.
ليلى بجدية : أُمال فين خالد؟ مختفي من امبارح!
اعتدل هشام في جلسته وهو يتناول طعامه ليقوم بجدية وهو ناظراً لها: خليته يروح يستلم البضاعة الجديد، أكل..شرب..هدوم انتِ عارفة، وهيرجع بعد ساعة كدة.
لتهز ليلى رأسها بإيجاب هاديء وهى تكمل تناولها الطعام، بينما أدار هشام وجهه لزمرد التي تتناول طعامها بصمت وهى ناظرة له..ليلاحظ تلك القلادة..مهلاً إنها تعود لزوجته التي..قتلها!!
هشام بضيق: ايه اللي في رقبتك دي؟
ليترك الطعام من يده وهو ناظراً لها بضيق، بينما رفعت سمر وجهها لتنظر لهما هما الإثنين بإنصات.
زمرد بإبتسامة مستفزة: زي ماانت شايف .
ليلقى الأطباق في وجهها بظهر يده وهو يقول بإنفعال: انا كام مرة قولت دي ماتتلبسش؟
بينما هى مازالت جالسة في مكانها لم تتحرك أنشاً...بينما أمسكت سمر يده سريعاً وهى ناظرة له لتقول بضيق: هشام!..اياك.
ليهدأ وهو جالساً في مكانه من لمسة يدها...وهو مازال ناظراً لزمرد بضيقٍ شديد، بينما إبتسمت زمرد وهى مازالت في جلستها..لم تتحرك انشاً!، لتختفي تلك الإبتسامة الساخرة سريعاً
زمرد بضيق: انت نسيت؟..مابقاش ليك كلمة عليا، ولا انت لسة شايفني بنتك؟
لتدير سمر وجهها الى زمرد كي تحاول تهدئة هشام من تلك المعركة التي ستبدأ..فهى لا تريدها ان تتأذى من ذلك المريض.
سمر بجمود: اخلعيها يازمرد.
ظلت ناظرة له بجمود وهى تقول بثقة: مش هيحصل..اللعبة بنا لسة بتبدأ.
لينهض من مكانه سريعاً..وهو يجذبها من رقبتها بقوة ناظراً لعينيها الزمردة..لقد أصبحا في منتصف الطاولة ناظرين لأعين بعضهم...بينما سمر وضعت يديها على يده كي تحاول ازالتها من رقبة زمرد..بعدما نهضت من مكانها سريعاً، وزمرد التي تحولت لون بشرتها للون الأحمر..نتيجة لإنقطاع الأكسچين لفترة.
هشام بغضب: هقتلك..سامعة؟، هقتلك.
سمر مسرعة بضيق: كفاية، هتقتلها في ايدك.
حاولت إبعاد يديه عن رقبتها ولكنها لم تستطع، فقوته..المريضة..الدنيئة ،لا يقدر عليها أحد!..بينما نظرت زمرد لعينيه بعينيها التي تحولت للضعف الشديد..لتمتليء بالدموع، يجب أن يكون هو جدارها الذي تحتمي خلفه من الأعداء..ولكنه قد إنهار فوقها بقسوة!
زمرد بجمود وهى تتحمل إنقطاع أنفاسها كي لا تظهر له ضعفها: انت قتلتني اساساً.
شعر بدقاتِ قلبه القوية من إنفعاله...لتضعف يده الممسكة برقبتها، انه متناقضُُ تماما!..الان قد شعر بالألم عندما قالت هذا!، ولكنه لِما لا يشعر بالألم من أفعاله لها؟
بينما إستطاعت سمر ابعاده عنها لتزيحه للخلف وهى تقول: ابعد عنها...كفاية!
ليرجع هشام للخلف بضع خطوات وهو ناظراً لزمرد بتوعد: تمام!..تمام!
ثم تركهم وخرج من الغرفة...بينما وضعت زمرد يدها على رقبتها برفق وهى( تكح) بقوة..من إنقطاع أنفاسها تلك، بينما أكملت ليلى تناول طعامها وهى لم تعبأ بأي شيء حدث آمامها..بكل برود!
ليلى بنبرة بها الإستفزاز: ماكنتيش دافعتي عنها، تستاهل الحقيقة.
سمر بجمود: ليلى!!
لتتأفف ليلى بإختناق..لتدير وجهها الناحية الأخرى، ثم توجهت سمر الى زمرد كي تطمئن عليها وهى تقول بقلق: انتِ كويسة؟
بينما لم تعطيها زمرد رداً..لتظل ناظرة امامها وهى تإخذ انفاسها..وبعينيها الغضب الكبير.
...............................
وفي المساء:
في مبنى ما:
في إدى المنازل:
رنين الجرس إنتشر في أرجاء المنزل..لتخرج من غرفة النوم سيدة في سن ال٣٥ مرتدية بچامة من الحرير ببشرتها البيضاء وعينيها البنية بطولها المتوسط ،ثم قامت بفتح الباب..لترى آمامها فتاة في سن ال٢٢ عاماً مرتدية فستان (بسيط)..بطولها المتوسط..وعينيها البندقية الفاتنة..ببشرتها القمحاوية المميزة ،وتلك الإبتسامة المرحة تعتلي وجهها وهى مرتدية حجاب يغطي خصيلات شعرها الناعمة، وحاملة بين يديها طفلُُ رضيع!!
نهلة بإبتسامة ساذجة: عصام موجود؟
عقدت السيدة حاجببها بتعجب لتلمس بإصابعها أكثر على الباب وهى تقول :حضرتك مين؟
فمن تلك الفتاة التي تسأل عن زوجها وهى بتلك الحالة؟!
ازاحتها نهلة بعدما تغيرت ملامح وجهها للجدية ،ثم قامت بالدخول وهى تقول مسرعة بضيق: جرى ايه يا مدام انتِ لسة هتوقفيني على الباب!!
ثم وضعت طفلها الرضيع بعناية على المائدة الكبيرة ( السُفرة) ،ثم جائت اليها سيرين وهى تشاور لها بيدها وهى تقول بضيق: انا بكلمك..ازاي تدخلي بالشكل دة !!
لم تعبأ نهلة بحديثها لتخلع حجابها بتأفف وإهمال..مما يبدو على وجهها التعب ،ثم جلست على الأريكة بتعب.
نهلة مسرعة بتأفف: بدل ماتقعديني وتديني حاجة اشربها المشوار تعبني.
تقدمت سيرين بخطواتها بغضبٍ عارم من ذلك الأُسلوب الوقح ! ،لتقف آمامها مباشرةً وعلى وجهها الغضب وهى تقول: بصيلي هنا وانا بكلمك..وردي عليا انتِ جاية هنا ليه؟
رفعت نهلة حاجبيها بدهشة لتقول: يوه!..ماقولنا جاية لعصام.
ثم أدارت وجهها ناحية الطرقة وهى تقول بصوتٍ مرتفع به السعادة: عصام...عصومي، حبيبي انا جيت.
ربعت سيرين ساعديها آمام صدرها بضيقٍ شديد مما يحدث آمامها .
سيرين بضيق: حبيبي! ،وانتِ تعرفي عصام منين؟
أرجعت نهلة خصيلات شعرها خلف أُذنها بخجل وإبتسامة وهى ناظرة للأرض: أصل انا...أصل انا مراته.
فرغت سيرين شفتيها بصدمة! ماذا يعني زوجته وهى التي تكون زوجته!!
سيرين بصدمة: مراته!!!
....................................
في الملهى الليلي:
وفي غرفة سمر:
نهضت من على سريرها وهى مرتدية فستانها الأنيق..ظهره مكشوف وهى تاركة خصيلات شعرها السوداء البراقة بشكل مموج ،بعينيها البنية الواسعة كعيون الغزال تماماً...ملامحها مليئة بالشرود التام والصمت المميت...ثم توجهت الى
الطاولة الخشبية العريضة وقامت بفتح مقطوعة من موسيقى خاصة بآلة الكمان الهادئة
ثم قامت بسكب عصير التفاح في كوبها الزجاجي..لتقوم بأخذ رشفة منه ،ثم توجهت الى احد المقاعد وجلست عليه..لتنظر بشرود مميت ناحية صورة ما موضوعة امامها
بها فتاة ذات ال١٩ عاماً جالسة على مقعد انيق وهى مرتدية ملابس محتشمة وانيقة جدا..وبجوارها فتاة ذات ال١٥ عاماً مرتدية فستاناً أنيقاً أسفل الركبة بقليل وهو واسع ،ناظرة للكاميرا بإبتسامة رقيقة إنها..هى! سمر!!
الواقفة ببرائة !
وهذه الجالسة..شقيقتها الكبرى!
ثم أخذت رشفة مجدداً وهى شاردة في تلك الصورة الموضوعة آمامها وكأنها تحارب شيئاً أكبر بكثير في داخلها
شيئاً ينهش بها من الداخل كل ليلة..وكل لحظة تمر عليها ،وكأنها تموت الآف المرات بهذا الصمت الغريب!
ثم نهضت من مكانها بهدوء تام لتفتح درج تلك الطاولة الضخمة ليظهر ذلك السلاح الذي بالدرج (مسدس)!!
...........................
وفي داخل غرفة زمرد:
دخل بخطواته الثابتة..بحذائه الأنيق، مرتدياً بنطاله الچنس وقميصه الأزرق..بصدره العريض وملتمح وجهه الوسيمة، مرتدياً ايضاً نظارته الطبية..ولكن ممسكاً بيده (كُرباج)؟!
ليراها نائمة على السرير في سباتٍ عميق..وبرقبتها قلادة والدتها التي تكون زوجته،
إنها الآن تتحداه..تتحدى مشاعره المتناقضة..والمه المكتوم،
انه يكره والدتها..زوجته يكرهها حتماً بسبب خيانتها له مع أعز أصدقائه!، يكره أي شيء يذكره بها..وأي شخص يقوم بحماية سمعتها!
هشام بصوتٍ حزينٍ مكتوم: ليه يا مريم؟...
ليشعر أنها هى التي نائمة مكان ابنتها!..بعدما حطمت قلبه وجعلته يتحول الى اشلاء!، تنام في هدوء هكذا؟! ليكمل والدموع محتجزة في عينيه: مش مكفيكي اللي عملتيه فيا!...ليه؟،
لينزل بذلك( الكرباج) على جسدها بعنفٍ شديد وهو يكمل بصوتٍ مرتفع وانفعال: ليه!!..ليه؟!!! لينتفض جسدها على أثر الألم،
لتراه هو ذاك الظالم الذي تكرهه حتماً..لا تريد حتى رؤية عينيه المليئة بالغضب المكتوم بالداخل!
واقفاً امامها مباشرةً منحني قليلاً على السرير...وهو يعتدي عليها ضرباً بذلك الشيء، لقد أخذها بخيانة، حتى لم تستطع أن تؤمن نفسها بأي سلاحٍ..ضده!!
هشام بإنفعال: ليه!!..ردي عليا، ليه؟!
لم تستطع أن تأخذ نفساً او حتى تنهض لتنجو من ذلك الظالم..فهو عندما أنهى كلماته أخذ ينزل ذلك (الكرباج) عليها!..مراتٍ عديدة..بلا رحمه!
بلا توقف!!..ظهرها وبطنها..وقدميها، كل انشٍ في جسدها!!
لم يستمع الى أصوات صراخها أي بشر!...فجميعهم ملهيون في تلك الموسيقى الصاخبة التي في الأسفل..والتي ملأت المكان بأكمله ، لم يستمع اليها البشر..ولكن الشيء الوحيد الذي إستمع اليها هى الجدارن التي إهتزت من تلك القسوة..!
....................................
في منزل عصام:
فرغت سيرين شفتيها بصدمة! ماذا يعني زوجته وهى التي زوجته!!
سيرين بصدمة: مراته!!!
ليقاطع حديثهم خروج شاب في سن ال٣٠ عاماً مرتدي بچامة المنزل ،لتعتلي على ملامحه الدهشة وهو آتياً اليهم..ليتمتم بداحخه ما الذي جاء بتلك المصيبة الكبرى الى هنا!!
لتراه نهلة ،لتعتدل في جلستها في سعادة وهى تقول: يرضيك!..يرضيك ياعصام السواق ياخد مني ٥٠ جنيه؟! ،عشان بس يوصلني لهنا.
أمسكها عصام من معصم ذراعها بغضبٍ عارم وقسوة وهو ناظراً لعينيها ليقول بخشونة: انتِ ايه اللي جابك هنا؟!
جذبت نهلة معصم ذراعها من يده الخشنة لتتحرك بسرعة بحركات الإشارة وهى مازالت جالسة على المقعد وهى تقول: أمك..أمك ياعصام خنقتني طول النهار لك لك لك في وداني، تعبت!
نظرت لها سيرين نظرة إستحقار وهى تقول بتقزز: أمك!....
ثم أدارت وجهها لزوجها عصام وهى تقول بضيق: انت تعرف الأشكال دي؟!
وكاد أن يعطيها الإجابة ولكن سبقته نهلة عندما نهضت من مكانها وهى تتحرك بدلال.
نهلة مسرعة: مالها الأشكال دي يا مدام؟ ،ايه!
ثم وضعت إصبعها السبابة بجوار حاجب عينيها وهى تكمل بعدما رفعت إحدى حاجبيها : مانشبهش ولا مانشبهش يعني.
لم تعبأ سيرين بطريقة حديثها الدنيئة بالنسبة لها..لتمتليء الدموع بعينيها وهى ناظرة لزوجها: رد عليا..انت اتجوزتها؟
إقترب منها عصام قليلاً وهو يحاول تهدئتها بعدما عقد حاجبيه ببرائة: سيرين..اسمعيني.
ابعدت يديه التي كادت أن توضع على كتفيها بإنفعال وهى تقول : انا مش هسمع حاجة..انت اتجوزت عليا عرفي!!
تأففت نهلة بإختناق من تلك الدراما التي تحدث آمامها وهى تهز قدمها بملل.
نهلة مسرعة بإختناق: عرفي ايه يامدام!
ثم إبتسمت بثقة كبرى وهى تهتز في مكانها ، كي تعطيها الحقيقة كالصاعقة والثلج الذي سيلقى على رأس سيرين زوجته الاولى.
لتكمل بإبتسامة: انتِ شايفاني هبلة ولا ايه؟ ،لا دة انا واعية.. اتجوزني رسمي...
ثم ضربت ظهر يدها بباطن يدها الأخرى وهى تتحدث بصوتٍ مرتفع وثقة: بمأذون وبشهود وفستان وفرح....
شعرت سيرين بضربات قلبها التي إرتفعت بقوة...شعور يجتاحها بالصدمة..الدهشة..زهول!! ،ماذا يعني تزوج تلك وفضلها عليها هى! ،ماذا رأى من أُسلوبها الوقح وطريقة حديثها الدنيئة أفضل متها هى؟!
ثم أكملت نهلة سريعاً وهى تخرج ورقة من حقيبتها الصغيرة وهى تقول مسرعة: ولو مش مصدقاني اهو...
ثم فردت الورقة آمام أعينهما هما الإثنين ،بينما نظر لها عصام بغضبٍ عارم أراد ولو ان يحطم رأسها تلك!
لتكمل بإبتسامة إنتصار: قسيمة الجواز.
جذبتها سيرين سريعاً من بين يدي نهلة لتنظر بها بدموع عينيها التي انهمرت وهى لا تصدق ماتراه آمام عينيها..ويقرأه عقلها ،ثم شعرت بجسدها الذي ارتخى والقي على الارض..وهى لا تشعر بأي شيء حولها
اما عن عصام ونهلة فجسدهم قد توقف في مكانه من كثرة الصدمة!!
نهلة وهى ناظرة لسيرين الملقاه على الأرض بدهشة مصطنعة: عصام..الحق مراتك ماتت!!!!!!
و.................
.................................
في الملهى الليلي:
وفي غرفة ليلى:
جالسين ارضاً....جالسة على احدى الوسادات وبجوارها..خالد! الجالس على إحدى الوسادات ايضاً وآمامهم طاولة صغيرة..سطحها زجاجي موضوع عليها جميع أنواع الفاكهة والحلوى
لتأخذ ليلى قطعة مربعة من الملبن الموضوع عليها سكر بودرة
لتضعه آمام فمه وهى تضحك ،لكي يأخذ قطمة منه...ثم مال على أذنيها ليقول لها شيئاً في أذنيها لتقوم هى بالضحك من كلماته!
لتنظر آمامها...مهلاً لقد اختفت إبتسامتها ببطء!
إحتل على وجهها الدهشة الكبرى!
ليلى بتعجب: سمر!
ليدير خالد وجهه بتعجب وهو يرى سمر واقفة آمامهم عند باب الغرفة بعدما قامت بفتحه وهم لم يشعروا بذلك!!
رأوها واقفة وخصيلات شعرها آمام وجهها لتخفي وجهها المليء بالجمود وهى ناظرة للأسفل...ورافعة ذلك السلاح في زاوية وجه..خالد!!
ليلى مسرعة بدهشة: سمر استني انتِ هتعملي ايه؟!...
اخذ صدرها يعلو ويهبط خوفاً مما ستفعله من جنون وتهور الآن...أتريد قتل خالد؟
لتكمل ليلى مسرعة بخوف: سمر ...سمر لا استني ،بلاش جنان..استني.....
قاطع حديثها صوت إطلاق النار ،ليخرج صوت صريخ ليلى وهى واضعة ذراعيها على أُذنيها بخوف و.........



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close