رواية في هويد الليل الفصل الرابع 4 بقلم لولا نور
رواية في هويد الليل الحلقة الرابعة
* مر عام سريعاً ، عام تغير فيه الكثير والكثير ….
*التحقت ليلي بالجامعه وانهت عامها الاول به….
*ازدهرت شركه جواد وفارس واشتهرت في الاوساط المعماريه بفضل جهد وتعب فارس الذي حمل علي عاتقه كافه الاعمال عوضاً عن جواد الذي انشغل مع والده بعد حادثه شقيقه…
والذي ترتب عليه تاجيل موعد زفافهم ، احتراماً لحاله الحزن التي تمر بها عائله مهران!!!
*واليوم هو اليوم الذي طال انتظاره وحلم به الكثير ، يوم زفاف جواد مهران وشقيقه وتؤام روحه فارس المصري…
* وقف الحج ليل يتابع الترتيبات النهائية لحفل الزفاف ، فقد اقام حفلاً كبيراً في سرايا آل مهران ودعي اليه كل كبرات البلد والبلاد المجاوره …
* هتف في العمال مثنياً عليهم باستحسان: الله ينور يا رجاله تسلم ايديكم ، همتكوا معانا عاوزين نخلص بدري قبل ما العرسان يوصلوا … المأذون والمعازيم علي وصول ….
*رد عليه احد العمال معقباً: خلاص يا حج قربنا نخلص.. الف مبروك وربنا يتمم علي خير …
*ثم استدار عائداً للداخل ، ورفع رأسه ينظر لغرفه ابنه الغارفه في الظلام هاتفاً بحرقه: كان نفسي افرح بيك يا جودت يا ابني.. بس هقول ايه لله الامر من قبل ومن بعد ……
واكمل سيره للداخل باكتاف محنيه وخطي ثقيله حزينه علي ابنه البكري، واخذ يسبح علي مسبحته مستغفراً ربه راضياً بقضاء الله وحكمه..!
* وصل كلاً من فارس وجواد الي مركز التجميل المسؤل عن تجميل العرائس في مركز المحافظه…
* ترجل كل عريس من سيارته والتي آصر جواد علي ان يستقلا كلاً منهم مع عروسه سياره مكشوفه ذات مقعدين فقط ويتولي كل عريس قياده السياره بنفسه دون الحاجه لسائق خاص حتي يستطيع كلاً منهم الانفراد بعروسه ….
* كانوا يخطفون الانفاس بطلتهم الساحره وهم متألقين في حله عرسهم . فكان جواد يرتدي حله عريس مكونه من بنطال اسود وقميص ابيض ومعه رابطه عنق صغيره علي شكل فيونكه سوداء اللون وجاكيت ابيض اللون ، حليق الذقن ومصفف شعره للخلف بطريقه ذاته وسامه علي وسامته …
بينما كان فارس علي النقيض منه فارتدي حله توكسيدو كامله سوداء اللون ورابطه عنق مماثله لرابطه جواد ، وهذب* لحيته البنيه الخفيفه فازداد سحراً خاصه مع لمعان زرقه عينيه فاصبح مثل نجوم السينما….
*ترجل كل منهم من سيارته وفي يد كل منهم باقه رائعه من الورد الاحمر الجوري سيهديها الي عروسه.
اخد جواد يردد كلمات احدي الاغاني الشعبيه التي يتم ترديدها في الافراح ، وهو ينظرفي المرايه الجانبيه للسياره ليعيد ضبط خصلاته السوداء الحريريه التي تشعثت قليلاً بفعل الهواء : ياولاد بلادنا يوم الخميس هكتب كتابي ، وابقي عريس ….
ثم التفت الي فارس الذي ضحك ساخراً عليه وهتف بمرح اكبر وهو يقترب منه يلف ذراعه حول عنق صديقه: يا ولاد بلادنا بوم الخميس ، كتب كتابنا وبقي لينا اجمل ونيس…!!!
ازاح فارس زراعه هاتفاً بتوبيخ: يا ابني اعقل وبطل جنانك ده، هتبوظ لي البدله!!!
تابع بنفس النبره المرحه: لا ابوس ايدك كله الا البدله ، احسن ماتي تعلقنا علي باب البيت وما ترضاش تتم الجوازه …
شاركه فارس المزاح: علي رايك ، دي وريتني الويل السنه دي ،بس علي قد كده ، ست جدعه وطيبه وبميت رجل …
هتف جواد مؤكداً: لا في دي عندك حق …
ثم استند بظهره علي مقدمه السياره بجانب فارس هاتفاً بسعاده: ياااه…..اخيراً يا ابو الفوارس ، هنتجوز سوا في يوم واحد زي ما حلمنا طول عمرنا ….
ربط فارس علي فخده بقوه هاتفاً بمحبه صادقه: الحمد الله يا جواد ، ربنا يخالينا لبعض ونفضل العمر كله ضهر وسند لبعض العمر كله ، وان شاء الله ولادنا يكملوا اللي احنا بدأناه ويحافظوا عليه…
آمن جواد علي حديثه : امين يارب …
ثم تطلع علي الوقت في ساعه معصمه فوجد انه قد حان وقت خروج العرائس : مش يالا بقي زمانهم خلصوا ومستنينا جوه …
قالها وتحركوا معاً الي داخل مركز التجميل يحملون قلوبهم المرتجفه شوقاً وعشقاً لنصفهم الاخر مثلما يحملون باقات الورد ، ودقات قلبهم المرتفعه تسبق خطواتهم اشتياقاً للتمتع بقرب الحبيب بعد سنوات طوال من الانتظار وقد حان وقت الاقتراب!!!
يتبع…