رواية ظلمات قلبه الفصل الرابع 4 بقلم هدير دودو
كان ارغد داخل الى غرفته ، و في يده الملف... لكن قبل ان يدلف الغرفة... استوقفه صوت ماجد الذي كان ينادي عليه نظر له ارغد بعدما عقد حاجبيه بدهشة ، و استغراب... فمنذ ان أتى من السفر و هو لم يحتك بماجد سوى في الشركة هتف ارغد قائلا له بتساؤل و جدية تامة
:- نعم يا ماجد في حاجة..؟؟
حرك ماجد رأسه الى الامام بتأكيد ، و خبث ...و يرتسم على صغره ابتسامة خبيثة ..فهو قد قرر بأن ينفذ ما خطط له منذ اول يوم آتى فيه ارغد الان.. ليهتف قائلا له بتأكيد ، و هو يمثل القلق ، و التوتر
:- تعالي بس ندخل اوضتك لان اللي هيتقال مينفعش حد يسمعه نهائي.
تنهد ارغد بضيق ، و نفاذ صبر ، ليدخلا سويا غرفة ارغد الذي كانت ملامحه تدل على الملل من افعال هذا الذي امامه... فماذا سوف يقول له..؟! مقررا باذا كان هذا الشي الذي سوف يقوله شي تافه ، لن يعني شئ بأنه سوف يوبخه.. ليهتف قائلا له بحنق ، و نفاذ صبر ..و هو يضع يديه فوق يديه الاخري.. دليلا على ملله
:- اهه اديني دخلت الاوضة اتفضل قول اللي انت عاوز تقوله ...ايه هي الحاجة المهمة اللي عاوز تقولها ، و مينفعش تتقال برة الاوضة و لا حد يسمعها..؟!
ليرد عليه ماجد بخبث ، و توتر كاذب
:- ا.. اصل بصراحة يا ارغد ... بص انا هحكيلك كل حاجة حرك ارغد راسه مشجعا اياه ، كي يواصل و يكمل حديثه فأكمل حديثه بالفعل ليقول لارغد
:- بص انا ، و اشرقت بنت عمنا ..انتبه ارغد بشدة خاصة عندما ذكر اسم اشرقت..ليتابع ماجد في ما بينا كانت علاقة حب ، و بنحب بعض ، و للاسف ضعفنا ، و غلطنا مع بعض ... و مش مرة... لا اكتر من مرة ...ليكمل حديثه ممثلا الندم و المسؤولية انا مبقتش عارف اعمل ايه بس عاوز اصلح غلطي .. انا عارف ان انا غلطان ، و عاوز اصلح غلطي.
شعر ارغد بأن قدميه لم تعد تتحمله، الدنيا تلف به ... خاصة بعدما سمع حديثه ماجد عن معشوقته ، و ملاكه اشرقت حرك رأسه عدة مرات بالنفي... عقله رافض ان يصدق تلك الفكرة نهائيا ..ليهتف قائلا له برفض ، و عدم تصديق.. يدافع عنها و هو يتنهد بصوت مسموع محاولا كبت غضبه ..لينهره بصوت عالى
:- اخرس انت بتقول ايه اشرقت محترمة ، و استحالة تعمل حاجة انت اللي كداب ..اتفضل اطلع برة برة ليكمل حديثه بوعيد جاد لو شوفتك و انت بتقول الكلام دة تاني لاي مخلوق مش هرحمك يا ماجد ...يلا برة لينهي حديثه و يرفع احدى يديه مشيرا على باب الغرفة ؛ كي يخرج.
وقف ماجد يراقب رد فعل ارغد ، و هو يبتسم فرحا بداخله.. ظل يرمقه بنظرات شامتة قبل ان يهتف قائلا له بتمثيل ، و كذب ؛ كي يصدقه فكلما صدقه أكثر كلما شعر هو انه نجح في مخططه ، و وصل لغايته
:- في ايه يا ارغد براحة.. انت ليه محسسني اني جاي بقولك اتجوزها انت ، و صلح غلطى مكاني..ليتابع بسخرية او مثلا بتحبها ، و صدمتك فيها انا جاي اخد نصيحتك ؛ لاني بجد مشتت ، و مش عارف اعمل ايه ليهتف مكملا حديثه بمكر خايف اسيبها ، و اقول عادي ما هو كله كان بمزاجها انا مغصبتهاش على حاجة.. و اقول بعدين لا دي مهما كانت بنت عمي ..استحالة اوافق اني اعمل فيها كدة هاتجوزها ، و استر عليها لو انت مكاني هتعمل ايه يا ارغد..؟؟
غرز ارغد يديه بين خصلات شعره ؛ محاولا التحكم في غضبه ...فلو تركه سوف يقتل ذلك الذي امامه
..ليظل يمرر يديه بينهما... و يشتد عليهم كاد ان يقلعهم من رأسه ؛ كأنه يمنع نفسه من التفكير فيما يقوله... ماجد لكن هيهات.. فأي شئ يفعله لن يمحي تلك الفكرة للاسف ...فهو الان شعر كأن احد جلب نسل حاد و غرزه داخل قلبه بكل نهم ، و تشفي... فهو يعتبرها ملاكه الذي لم ، و لن يستطيع التخلى عنه.. هل خدعته ببراءتها..؟؟ هل كانت تمثل عليه ،و ترتدي قناع البراءة امامه تلك السنين ..؟؟ كم من الاسئلة يدور الان داخل عقله ..فهو لم يحبها بل يعشقها.... كان عشقه لها يتغلغل داخل قلبه كل يوم ، و دقيقة ، و ثانية... كان حبه لها يزداد ، و يزداد اكثر ، و اكثر ...و الان انصدم في حقيقتها ليغمض عينيه ضاغطا عليهم بقوة.. يعتصرهما متمنيا بأن ما قاله ماجد له الان يكون كذب... كان واقف كالطفل الذي ينتظر امل ليتعلق به ..ليهز رأسه بالاخر عدة مرات يمينا، و يسارا نافيا تلك الفكرة من عقله...غير مصدق ما يقوله له ماجد ليهتف قائلا له بعصبية اكبر ، و صوت عالي جاهد بصعوبة ان يصبغه بالصرامة ، و الجدية و يخفي منه نبرة الالم و الخوف و التوتر ضاغطا على كل حرف يتفوهه
:- ا.طل.ع بر.ة... برة يا ماجد مش عاوز اشوف وشك قدامي... جاء ماجد ليرد عليه ..لكنه عاد جملته مرة اخري بنبرة اقوى جعلت ماجد الواقف امامه ينتفض بخوف من نبرة صوته الان.. ليؤمأ ماجد رأسه ، و يتجه الى الباب الغرفة يخرج منها ..و هو يقسم بأن تصرفات ارغد ليس تصرفات شخص عاقل ابدا.. نعم يا سادة فعندما يتعلق الامر بمعشوقته لم يكن للعقل اي مكان لنستخدمه في تصرفاتنا ابدا خرج ماجد من الغرفة تاركا ارغد ضعيف ، مشوش لم يستطع ان يفكر متمنيا بداخله الف مرة ان يكون ماجد كاذب فيما قاله له.
"""""""""""""""""""
في الصباح الباكر خرج ارغد من غرفته لينزل الى الحديقة.. فهو منذ امس ، و عينيه لم تذاق طعم النوم ابدا ...كيف ينام بعد ما قاله له ماجد..؟؟ لكن قبل ان ينزل استوقفه شئ غريب ، و هو خروج ماجد من غرفة اشرقت ...ليظل ماجد يتلفت حوله يمينا ، و يسارا بكذب و تمثيل فهو ظل مراقب ارغد ؛ لكي يفعل ذلك عندما يخرج من غرفته ، و يراه وقف ارغد مصدوم تمنى لو يقدر ان يكذب عينيه... ليدخل مرة اخرى الى غرفته ، و جلس على اقرب كرسي قابله ليضع يديه على رأسه كأنه يمنعها من التفكير فيما رآه منذ دقائق.
""""""""""""""""""""
بعد مرور يومين كانت اشرقت جالسة في غرفتها تشعر بالملل.. فهي لم تجد شئ تفعله تذكرت امس عندما ذهبت لوالدها ؛ كي تطلب منه أن تخرج لتشتري لنفسها بعض الاشياء ، و تذكرت رد فعله كيف صاح في وجهها كأنها طلبت منه شئ مستحيل.. و عندما جاءت لتشرح له الامر قاطعها بصفعة قوية اطاحتها ارضا ، و خرج تاركا اياها لتغمض عينيها بألم و تمسح تلك الدمعة التي نزلت من عينيها ..لتعقد جاجبيها باسغراب.. ففي هذان اليومان لم تري فيهما ارغد ابدا.. و هذا غير عادته فهي اعتادت عليه ، و على وجوده حولها ، اهتمامه بها هل مازال زعلان منها ؛ بسبب اخر لقاء بينهما ، ام انه مشغول في عمله..؟؟ ليقطع حبل افكارها صوت دق على الباب ابتسمت باشراق على امل ان يكون هو من يدق الباب لكن سرعان ما شعرت بخيبة امل عندما وجدت ان من يدلف... هي سيلان ابنة عمها الكبري لتتحول ملامحها الى الضيق ، و الاحباط ، و تلاشت ابتسامتها التي كانت تعلو ثغرها في اقل من ثانية ظلت سيلان ترمقها بنظرات كره ، و غيظ ، و غيره تشع من عينيها قبل ان تهتف قائلة لها بنبرة ساخرة
:- في ايه مالك قاعدة فاضية ما انت مش وراكي حاجة تعمليها ...لتكمل حديثها بشماتة ، و ضحكات مستفزة حتى الخروج ممنوعة منه هو عمي بيعمل معاكي كدة ليه..؟!
تنفست اشرقت بصوت مسموع قبل ان تجيبها باقتصاب ، و ضبق يحمل نبرة صارمة فهي تعلم نواياها جيدا مقررة بالا تترك لها فرصة لتشمت بها
:- اظن يا سيلان انك ملكيش دعوة بيا ياريت بقا متدخليش في حاجة ملكيش دخل فيها.
لم ترد عليها سيلان بل ظلت تطالعها بنظرات غاضبة استقبلتها اشرقت بابتسامة فرحة مشرقة لتخرج سيلان و هي تضحك ، و تتوعد لها.. فمهلا كم يوم و تعلمها كيف تتعامل معها.
"""""""""""""""
في المساء دخل والد اشرقت عليها الغرفة كانت اشرقت جالسة تقرأ احدى الروايات ..لتنكمش على نفسها بخوف فوالدها لم يدخل لها سوى عندما يقوم بضربها و اهانتها وقف شريف امامها قائلا لها بجدية و نبرة صارمة قوية
:- ماجد ابن عمك طلب ايدك مني و انا وافقت و قال عاوز يعمل كتب كتاب على طول بعد اسبوعين.
ظلت تطالعه بصدمة شديدة.. لكنها وجدته يقف امامها عادي غير مبالي لما قاله كأنه يخبرها بشئ عادي ليس شئ يحدد مستقبلها و مصير حياتها.
لتقوم من مجلسها قائلة له برفض ، و خوف ، و صوت خافت ، متقطع
:- ل.. لا .. يا بابا... ب.. بس ا..انا .. مش..موافقة .. مش عاوزة اتجوز ماجد.. انا مش بحبه.
صاح شريف في وجهها قائلا لها بحدة ، و صوت عالي
:- حب ايه ، و زفت ايه اللي بتقوليه دة بلا حب بلا بتاع مش كفاية انه هيوافق يتجوز واحدة قذرة و*** زيك ليكمل بقسوة غير عابئا بها و بجوارحها
:- انا ما صدقت هخلص منك ، و من قرفك اللي مستحمله من سنين... انا خلاص اديته كلمة ، و بعد اسبوعين كتب كتابكم اخيرا ..جه حد و هيشيل هو ليلة قرفك دي.
كان حديثه ، و قسوته تجلدها ، تكسر قلبها
لترد عليه اشرقت بقوة ، و شجاعة مزيفة... فهي قررت ان تواجهه و لا تسكت تلك المرة
:- محدش بيتقدملي عشان انت حابسني في البيت ، و محدش بيشوفني اصلا ...و كمان انا مش عاوزة اتجوز دلوقتي.
جذبها شريف من خصلات شعرها بعنف شديد.. قائلا لها بصوت عالي ، قاسي
:- و انت عاوزة تخرجي من البيت ....اللي زيك اخره يتحبس هنا في البيت ، و ايه مش عاوزة تتجوزي دلوقتي انت من امتة بتعوزي حاجة ، و لا فاكرة نفسك صغيرة انت عندك 24 سنة اللي زيك متجوز ، و مخلف بلا قرف ليكمل حديثه بصرامة ... و هو يحرر خصلات شعرها من بين اصابعه
:- بعد أسبوعين كتب كتابك ...ليخرج من الغرفة تاركا إياها غير عابئا بها ابدا تجلس ارضا دموعها تسيل على وجتتيها بغزارة ، مغمضة عينيها بقوة... كأنها تمنع نفسها من التفكير في تلك الفكرة فمنظرها ليس كمنظر واحدة سوف يتم زفافها.
****************************************************************
تفتكروا جواز اشرقت و ماجد هيتم و لا لا ..؟؟ و لو لا ايه اللي هيمنعه..؟؟
ارغد هيسيبها عادي و لا هيعمل ايه..؟؟
الكاتبة :- هدير دودو
:- نعم يا ماجد في حاجة..؟؟
حرك ماجد رأسه الى الامام بتأكيد ، و خبث ...و يرتسم على صغره ابتسامة خبيثة ..فهو قد قرر بأن ينفذ ما خطط له منذ اول يوم آتى فيه ارغد الان.. ليهتف قائلا له بتأكيد ، و هو يمثل القلق ، و التوتر
:- تعالي بس ندخل اوضتك لان اللي هيتقال مينفعش حد يسمعه نهائي.
تنهد ارغد بضيق ، و نفاذ صبر ، ليدخلا سويا غرفة ارغد الذي كانت ملامحه تدل على الملل من افعال هذا الذي امامه... فماذا سوف يقول له..؟! مقررا باذا كان هذا الشي الذي سوف يقوله شي تافه ، لن يعني شئ بأنه سوف يوبخه.. ليهتف قائلا له بحنق ، و نفاذ صبر ..و هو يضع يديه فوق يديه الاخري.. دليلا على ملله
:- اهه اديني دخلت الاوضة اتفضل قول اللي انت عاوز تقوله ...ايه هي الحاجة المهمة اللي عاوز تقولها ، و مينفعش تتقال برة الاوضة و لا حد يسمعها..؟!
ليرد عليه ماجد بخبث ، و توتر كاذب
:- ا.. اصل بصراحة يا ارغد ... بص انا هحكيلك كل حاجة حرك ارغد راسه مشجعا اياه ، كي يواصل و يكمل حديثه فأكمل حديثه بالفعل ليقول لارغد
:- بص انا ، و اشرقت بنت عمنا ..انتبه ارغد بشدة خاصة عندما ذكر اسم اشرقت..ليتابع ماجد في ما بينا كانت علاقة حب ، و بنحب بعض ، و للاسف ضعفنا ، و غلطنا مع بعض ... و مش مرة... لا اكتر من مرة ...ليكمل حديثه ممثلا الندم و المسؤولية انا مبقتش عارف اعمل ايه بس عاوز اصلح غلطي .. انا عارف ان انا غلطان ، و عاوز اصلح غلطي.
شعر ارغد بأن قدميه لم تعد تتحمله، الدنيا تلف به ... خاصة بعدما سمع حديثه ماجد عن معشوقته ، و ملاكه اشرقت حرك رأسه عدة مرات بالنفي... عقله رافض ان يصدق تلك الفكرة نهائيا ..ليهتف قائلا له برفض ، و عدم تصديق.. يدافع عنها و هو يتنهد بصوت مسموع محاولا كبت غضبه ..لينهره بصوت عالى
:- اخرس انت بتقول ايه اشرقت محترمة ، و استحالة تعمل حاجة انت اللي كداب ..اتفضل اطلع برة برة ليكمل حديثه بوعيد جاد لو شوفتك و انت بتقول الكلام دة تاني لاي مخلوق مش هرحمك يا ماجد ...يلا برة لينهي حديثه و يرفع احدى يديه مشيرا على باب الغرفة ؛ كي يخرج.
وقف ماجد يراقب رد فعل ارغد ، و هو يبتسم فرحا بداخله.. ظل يرمقه بنظرات شامتة قبل ان يهتف قائلا له بتمثيل ، و كذب ؛ كي يصدقه فكلما صدقه أكثر كلما شعر هو انه نجح في مخططه ، و وصل لغايته
:- في ايه يا ارغد براحة.. انت ليه محسسني اني جاي بقولك اتجوزها انت ، و صلح غلطى مكاني..ليتابع بسخرية او مثلا بتحبها ، و صدمتك فيها انا جاي اخد نصيحتك ؛ لاني بجد مشتت ، و مش عارف اعمل ايه ليهتف مكملا حديثه بمكر خايف اسيبها ، و اقول عادي ما هو كله كان بمزاجها انا مغصبتهاش على حاجة.. و اقول بعدين لا دي مهما كانت بنت عمي ..استحالة اوافق اني اعمل فيها كدة هاتجوزها ، و استر عليها لو انت مكاني هتعمل ايه يا ارغد..؟؟
غرز ارغد يديه بين خصلات شعره ؛ محاولا التحكم في غضبه ...فلو تركه سوف يقتل ذلك الذي امامه
..ليظل يمرر يديه بينهما... و يشتد عليهم كاد ان يقلعهم من رأسه ؛ كأنه يمنع نفسه من التفكير فيما يقوله... ماجد لكن هيهات.. فأي شئ يفعله لن يمحي تلك الفكرة للاسف ...فهو الان شعر كأن احد جلب نسل حاد و غرزه داخل قلبه بكل نهم ، و تشفي... فهو يعتبرها ملاكه الذي لم ، و لن يستطيع التخلى عنه.. هل خدعته ببراءتها..؟؟ هل كانت تمثل عليه ،و ترتدي قناع البراءة امامه تلك السنين ..؟؟ كم من الاسئلة يدور الان داخل عقله ..فهو لم يحبها بل يعشقها.... كان عشقه لها يتغلغل داخل قلبه كل يوم ، و دقيقة ، و ثانية... كان حبه لها يزداد ، و يزداد اكثر ، و اكثر ...و الان انصدم في حقيقتها ليغمض عينيه ضاغطا عليهم بقوة.. يعتصرهما متمنيا بأن ما قاله ماجد له الان يكون كذب... كان واقف كالطفل الذي ينتظر امل ليتعلق به ..ليهز رأسه بالاخر عدة مرات يمينا، و يسارا نافيا تلك الفكرة من عقله...غير مصدق ما يقوله له ماجد ليهتف قائلا له بعصبية اكبر ، و صوت عالي جاهد بصعوبة ان يصبغه بالصرامة ، و الجدية و يخفي منه نبرة الالم و الخوف و التوتر ضاغطا على كل حرف يتفوهه
:- ا.طل.ع بر.ة... برة يا ماجد مش عاوز اشوف وشك قدامي... جاء ماجد ليرد عليه ..لكنه عاد جملته مرة اخري بنبرة اقوى جعلت ماجد الواقف امامه ينتفض بخوف من نبرة صوته الان.. ليؤمأ ماجد رأسه ، و يتجه الى الباب الغرفة يخرج منها ..و هو يقسم بأن تصرفات ارغد ليس تصرفات شخص عاقل ابدا.. نعم يا سادة فعندما يتعلق الامر بمعشوقته لم يكن للعقل اي مكان لنستخدمه في تصرفاتنا ابدا خرج ماجد من الغرفة تاركا ارغد ضعيف ، مشوش لم يستطع ان يفكر متمنيا بداخله الف مرة ان يكون ماجد كاذب فيما قاله له.
"""""""""""""""""""
في الصباح الباكر خرج ارغد من غرفته لينزل الى الحديقة.. فهو منذ امس ، و عينيه لم تذاق طعم النوم ابدا ...كيف ينام بعد ما قاله له ماجد..؟؟ لكن قبل ان ينزل استوقفه شئ غريب ، و هو خروج ماجد من غرفة اشرقت ...ليظل ماجد يتلفت حوله يمينا ، و يسارا بكذب و تمثيل فهو ظل مراقب ارغد ؛ لكي يفعل ذلك عندما يخرج من غرفته ، و يراه وقف ارغد مصدوم تمنى لو يقدر ان يكذب عينيه... ليدخل مرة اخرى الى غرفته ، و جلس على اقرب كرسي قابله ليضع يديه على رأسه كأنه يمنعها من التفكير فيما رآه منذ دقائق.
""""""""""""""""""""
بعد مرور يومين كانت اشرقت جالسة في غرفتها تشعر بالملل.. فهي لم تجد شئ تفعله تذكرت امس عندما ذهبت لوالدها ؛ كي تطلب منه أن تخرج لتشتري لنفسها بعض الاشياء ، و تذكرت رد فعله كيف صاح في وجهها كأنها طلبت منه شئ مستحيل.. و عندما جاءت لتشرح له الامر قاطعها بصفعة قوية اطاحتها ارضا ، و خرج تاركا اياها لتغمض عينيها بألم و تمسح تلك الدمعة التي نزلت من عينيها ..لتعقد جاجبيها باسغراب.. ففي هذان اليومان لم تري فيهما ارغد ابدا.. و هذا غير عادته فهي اعتادت عليه ، و على وجوده حولها ، اهتمامه بها هل مازال زعلان منها ؛ بسبب اخر لقاء بينهما ، ام انه مشغول في عمله..؟؟ ليقطع حبل افكارها صوت دق على الباب ابتسمت باشراق على امل ان يكون هو من يدق الباب لكن سرعان ما شعرت بخيبة امل عندما وجدت ان من يدلف... هي سيلان ابنة عمها الكبري لتتحول ملامحها الى الضيق ، و الاحباط ، و تلاشت ابتسامتها التي كانت تعلو ثغرها في اقل من ثانية ظلت سيلان ترمقها بنظرات كره ، و غيظ ، و غيره تشع من عينيها قبل ان تهتف قائلة لها بنبرة ساخرة
:- في ايه مالك قاعدة فاضية ما انت مش وراكي حاجة تعمليها ...لتكمل حديثها بشماتة ، و ضحكات مستفزة حتى الخروج ممنوعة منه هو عمي بيعمل معاكي كدة ليه..؟!
تنفست اشرقت بصوت مسموع قبل ان تجيبها باقتصاب ، و ضبق يحمل نبرة صارمة فهي تعلم نواياها جيدا مقررة بالا تترك لها فرصة لتشمت بها
:- اظن يا سيلان انك ملكيش دعوة بيا ياريت بقا متدخليش في حاجة ملكيش دخل فيها.
لم ترد عليها سيلان بل ظلت تطالعها بنظرات غاضبة استقبلتها اشرقت بابتسامة فرحة مشرقة لتخرج سيلان و هي تضحك ، و تتوعد لها.. فمهلا كم يوم و تعلمها كيف تتعامل معها.
"""""""""""""""
في المساء دخل والد اشرقت عليها الغرفة كانت اشرقت جالسة تقرأ احدى الروايات ..لتنكمش على نفسها بخوف فوالدها لم يدخل لها سوى عندما يقوم بضربها و اهانتها وقف شريف امامها قائلا لها بجدية و نبرة صارمة قوية
:- ماجد ابن عمك طلب ايدك مني و انا وافقت و قال عاوز يعمل كتب كتاب على طول بعد اسبوعين.
ظلت تطالعه بصدمة شديدة.. لكنها وجدته يقف امامها عادي غير مبالي لما قاله كأنه يخبرها بشئ عادي ليس شئ يحدد مستقبلها و مصير حياتها.
لتقوم من مجلسها قائلة له برفض ، و خوف ، و صوت خافت ، متقطع
:- ل.. لا .. يا بابا... ب.. بس ا..انا .. مش..موافقة .. مش عاوزة اتجوز ماجد.. انا مش بحبه.
صاح شريف في وجهها قائلا لها بحدة ، و صوت عالي
:- حب ايه ، و زفت ايه اللي بتقوليه دة بلا حب بلا بتاع مش كفاية انه هيوافق يتجوز واحدة قذرة و*** زيك ليكمل بقسوة غير عابئا بها و بجوارحها
:- انا ما صدقت هخلص منك ، و من قرفك اللي مستحمله من سنين... انا خلاص اديته كلمة ، و بعد اسبوعين كتب كتابكم اخيرا ..جه حد و هيشيل هو ليلة قرفك دي.
كان حديثه ، و قسوته تجلدها ، تكسر قلبها
لترد عليه اشرقت بقوة ، و شجاعة مزيفة... فهي قررت ان تواجهه و لا تسكت تلك المرة
:- محدش بيتقدملي عشان انت حابسني في البيت ، و محدش بيشوفني اصلا ...و كمان انا مش عاوزة اتجوز دلوقتي.
جذبها شريف من خصلات شعرها بعنف شديد.. قائلا لها بصوت عالي ، قاسي
:- و انت عاوزة تخرجي من البيت ....اللي زيك اخره يتحبس هنا في البيت ، و ايه مش عاوزة تتجوزي دلوقتي انت من امتة بتعوزي حاجة ، و لا فاكرة نفسك صغيرة انت عندك 24 سنة اللي زيك متجوز ، و مخلف بلا قرف ليكمل حديثه بصرامة ... و هو يحرر خصلات شعرها من بين اصابعه
:- بعد أسبوعين كتب كتابك ...ليخرج من الغرفة تاركا إياها غير عابئا بها ابدا تجلس ارضا دموعها تسيل على وجتتيها بغزارة ، مغمضة عينيها بقوة... كأنها تمنع نفسها من التفكير في تلك الفكرة فمنظرها ليس كمنظر واحدة سوف يتم زفافها.
****************************************************************
تفتكروا جواز اشرقت و ماجد هيتم و لا لا ..؟؟ و لو لا ايه اللي هيمنعه..؟؟
ارغد هيسيبها عادي و لا هيعمل ايه..؟؟
الكاتبة :- هدير دودو