رواية عشقت امرأة خطرة الفصل الثاني والاربعون 42 بقلم ياسمينا احمد
"الثاني والأربعون"
قضت ايام جميله بالمزرعه وثبت مقولتها بانها المزرعه السعيده اتمم عملة الذي جاء لأجله تحدثوا معا كثيرا بدئوا معا صفحة جديدة عنوانها الصراحه والثقه والامان وانتقضت الرحلة وعاد بالطريق الى القصر
"فى السيارة"
صوت الموسيقى الصادح كان يفعمها بالسعادة والحماس تفاعل معها زيد وكأنه يجرب عيش الحياه على طريقتها
حركت يدها بعشوائية وهو بين الحين والآخر يخطفها الى احضانه بحب ويكرر على مسامعها جمل قصيرة كلها عشق ومحبه ولم يغب عنه لقبها الجديد الذي اطلقه عليها "شمسي"
الطريق كان طويل جدا فارغ تماما من البشر والسيارات والوحدات السكنية لذا كانت هذه تسليته الوحيدة أما النوم على كتفه أو الى جانب الشباك .
بعد ساعات
هدء زيد السرعه بعدما رأي من بعيد شئ ممدد يقطع الطريق وقف ليتحقق .
كان هناك جدع شجرة نزل ليزيحه لكن فور ما اقترب منه
ارتطمت عصا ثقيله بخلفية رأسه أردته أرضا غارقا فى دمائه .
"فى سيارة الجد فايز "
اليوم قرر للذهاب لطلب نهي لعامر ابن ابنته بناء على رغبة جميل
ركبت "بثينه" التى بدى على وجهها الحسرة والحزن كان فايز امامها لكن حاجز عالى بينهم وكأنه بالمشرق وهي بالمغرب هتفت وهو تحاول الامساك بكتفه :
- ابويا سامحنى يا ابا
لم يكتفى بسحب كتفه منها بل زعق بانفعال:
-ما تمديش ايدك عليا اسامحك على ايه ولا ايه خربتى بيتى وقتلتى بنت حفيدى
حاولت التبرير وعينها تفيض بالدموع قائله:
- يا حاج انا كان قصدي العقربه بنت بشري
التف اليها فجأه وعينه الصقريه تدحجها بغضب جم واندفع صائحا :
- انتى اللى عقربه،عايزه تموتى حفيدتى انتى ماعملتيش حساب ليا ولا ابن اخوكى اللى مافرحش طول حياته
اشهر اصبعه متوعدا:
-الله فى سماه لو فتحتى بقك بكلمة تانيه لافضحك فى وسط العيلة واقول عملتى ايه خليكى مستوره احسن
اعتراها خذي لا آخر له فخفضت عينها عن عينه يقتلها نبذه لها الحسرة التى تعتصر قلبها ستقتلها لم تجد ما تتفوه به،اما هو فلم ينتهى حديثه عاد يتحدث بعصبيه:
- انا جيت انهارده عشان عامر غير كدا انتى مالكيش عندي خاطر عشان بس تعرفى انى ما بفرقش بين عيالى وولادهم عامر طلباته كلها هتجيلوا انما انتى ولا مليم هطوليه ولا دخول بيتى تانى انتى قتلتى ابوكى بالحيا
قطع الحديث تماما واستدار بكامل جسده عنها عندما رأي
جميل قادم مع ابنه عامر،اما هى فقد أصبحت فى حالة سيئه لو قتلها كان ارحم من هذا الجفاء البين .
دخل عامر ومعه جميل ولاحظوا الصمت الذي يعم بينهم
والجو المشحون والتعابير المضاده على وجوهم توضح
كم الخلاف بينهم .
استاء فايز من نظراتهم وهتف مغتصا:
-امك تعبانه يا عامر رجعها البيت تبقى تروح مرة تانية
لم تنتظر اكثر من هذا ونزلت من السيارة.
"زيد"
استمع الى صراخ صبا لكنه لم يكن يستطيع الحراك يرأي اقدام لكنه لا يرأي بشكل جيد الرؤية ضبابيه وجسده بالكامل مخدر رغم كل هذا صوت صراخها كان دافع ليحاول النهوض استند على كفيه وجاهد بدفع نفسه لكن سرعان ما اسقطته عصا اخري هوت فوق رأسه دون هودا
فقد الوعي تماما .
بقيت هى تناديه بهلع لم تخشي كل من حولها كل ما تخشاه هو فقدان زيد لم تسمح تلك الايادى الغاشمه التى منعتها من الوصول إليه جنت تماما وهى تركل بقدماها فى الهواء وايدى تسحبها للخلف دقائق معدودة ووضعت فى سيارة غريبه وانطلق بسرعه جنونيه من جوار زيد الملقي أرضا لم تغب عيناها عنه ولم يكف فمها عن الصراخ بإسمه .
فى منتصف النهار
وقف" فايز " يحاول الاتصال ب"زيد" مرارا وتكرارا دون جدوى انه الرد الالي الذي لا يجيب سوى بكلمات معدودة
اغتص منه وساوره قلق لا يعرف له سبب لقد تأخر دون
حتى اتصال يطمئنه لم ييأس وكرر الاتصال لعل مرة واحده يرد ولكن نفس الجملة المستفزه التى جعلته يصيح بغضب:
- يحرق الرقم على المحمول على شبكات الاتصال كلها
اقتربت منه "ونيسه" وتسألت بقلق:
-لسه ما ردش
زفر بيأس ما كان ليفقد صبره بسهوله ولا يزعزه غياب احد إلا زيد فإن قلبه يشعر به قبل أن يعرف الاسباب .
عادت ونيسه تهتف وقد تفتت صبرها :
-لاء كدا فى حاجه انا هبعت بلال يشوفه
ترك لها التصرف فهو ايضا لا يرتاح لغيابه وعدم محادثته كل هذا الوقت التفت كى تأتي بهاتفها لتتواصل مع بلال لكى يتحرك فى البحث عن اخيه المتغيب .
تقابلت "مها"مع ونيسه المهرولة للاعلي بينما هي تنزل للاسفل بدت مرتاحه ليس هناك ما يقلقها سألتها بهدوء:
-مالك يا ونيسة طالعه تجري على فوق كدا ليه
اجابتها وهى تستمر بالهروله :
-زيد ما رجعش ومش عارفين نوصله
لم تتطر مها لتمثيل الاكتراث فونيسه غادرتها سريعاً نزلت باتجاه فايز الذي يدور حول نفسه ويتضح عليه التوتر
اقتربت منه وهى تسأل بلؤم:
- مالك يا حاج
صوت انفاسه كان عاليا يهمهم دون اجابه واضحة ،لكنها التقطت من شفرات نبرته كلمتان :
- زيد متاخر
مسحت على كتفه برفق وادعت المواساة وقائله :
-ما تقلقش على زيد يا حاج اكيد صبا اخرته
نفض رأسه وهو يرد عليها:
-قالى انه جاي فى الطريق من الصبح
هتفت بتلوى ونظرتها تمتلء خبث :
- ربنا ينجيه من كل شر
لم تنهى جملتها حتى استمعت الى صوت سياره مسرعه تقتحم ساحه القصر وتصدر صرير عال توقف فايز ونظر باتجاه الباب مترقبا القادم .
دخل "زيد" بهيئة مزريه ملابسه ملطخه بالدماء خطواته ثقيله متجها صوب جده ويبدو عليه الغضب لا الالم
صاح فايز بجنون وهو يتجه صوبه:
- مين اللي عمل فيك كدا ؟
كان فى صدمه وذهول والغضب جعل جسده بالكامل ينتفض وهو يرد :
-ما اعرفش ناس طالعوا علينا فى الطريق وفوقت ما لاقتش صبا
لم يقوى الجد على تحمل الصدمه وصاح بجنون:
-يعنى ايه ما لاقتش صبا ؟
رد زيد وعينيه تلمع بغصة وعجز لكن نبرته كانت حادة تمتلي بالشراسه :
-مش هسكت هقلب البلد عليها وطيها مافيش شبر اللى لما ادور عليها فيه واللى عمل كدا هقطع لحمه بسناني
ارتعبت مها مما يقول خشيت بالفعل أن يصل لخاطفيها
وفى الوقت ذاته نزلت ونيسه والتى صرخت بجنون عندما رأت حالت والدها :
-زيد مالك يا ابنى مين عمل فيك كدا ؟
لم يجيبها زيد حالة الغضب التى تملكه تفقده صبره ووقوفه هنا دون معرفة أى جهه يأخذها تشعره بالقيد
رفع الجد هاتفه ليضغط على ازاره وهو يقول :
-انا هتصل على وزير الداخلية هو اللى هيخلص الموضوع دا
تدخلت مها كى تمنع الجد وتتمم خطتها هاتفه بتسرع :
- على مهلك يا جدو ما يمكن دى زى المرة اللى فاتت وصبا هربت وتبقى فضيحه على الفاضي
رفع الجد نظره باتجاهها وتشنج وجهه متعجباً مما تقول
لكن زيد كان الاسرع فى رده الفعل حيث هوي على وجهها بلطمه قويه جعلتها تسقط ارضا ،تابعها بصوت كالرعد :
-إخــــــرســـي
شهقت ونيسة من فعلته ونظر اليه جده بحده دون ان يردعه شلت الصدمه تفكيرهم وجعلتهم فى عجز تام عن الحديث إلا زيد الذى مال بجذعه ليسحبها من الارض
ويوقفها عنوه ساحبا ذراعها بقسوة وهو يزمجر بعصبيه:
- انتى حسابك معايا بعدين نعدى الموضوع دا وان ما كنت اعلمك تتكلمى ازاى عن أسيادك ما بقاش انا زيد
اشتعل الغضب بداخلها وسحبت ذراعها من قبضته وردت بانفعال حاد :
- زيد مين اللى تعرفهولى روح شوف تليفون مراتك اللى مستغفلاك ،صبا هربانه بمزاجها دى الحقيقة اللى مش عايز تشوفها
صر على اسنانه لم يتحمل رميها بتلك التهمه الشنيعه واخرجته عن طوره فهوي بصفعه اخري على وجهها :
- بس يا قذره صبا انضف منك ومن عشرة من عينتك
كان مستعد ليفرغ جم غضبه بها لكن جده منعه زاعقا :
-زيد كفايه
ردت مها لتصب على نيرانه كيروسين :
-شوف تليفونها وبعدين اتكلم
شك زيد بطريقتها وصاح فايز بها :
-اخرسي انتى دلوقت
تحرك زيد للخارج بينما وقف فايز متحيرا هل يصدق مها فيما تقول ام يتبع زيد وتسأل بشك هل صبا هربت ام مخطوفه .
فتح زيد سيارته وامسك بهاتف صبا الموضوع بالسيارة كما تركته دون رمز سري وهذا كان خطأها امسكه بتعجل ليرى الرسائل الخاصه وفجأة سقط عينه على رسائل مكتومه الصوت بينها وبين رشدى ضم حاجبيه وهو يري صورا لها مرسله لرشدى ورسائل خادشه جدا من رشدى لها وهى مستمرة بإرسال الصور لم يدرى كيف كانت تعمل رأسه الآن ولا يدرك حجم البركان الذي انفجر فى عروقه .
اتجه صوب الداخل ليعود الى جده الذي يقف بلا حراك تجاهله وغير وجهته نحو المكتب الخاص بجده غاب لدقائق وخرج بمسدسه يمسكه بيده
صرخت ونيسة وانفعل فايز وراح ينهاه صارخا:
-سيب اللى فى ايدك دا يا زيد
اتجه صوب مها التى صرخت هى الأخرى وحاولت الهرب
لكن امام ثور هائج اين تذهب امسك بها وصاح بانفعال وهو يوجه فوة المسدس الى رأسها :
- لو ما قولتيش مكان اخوكى فين هفرغ المسدس دا فى رأسك
اقترب منه فايز متعجبا من حالته الجنونيه وهجومه على مها:
-زيد انت اتجننت ؟
صاح زيد مجيبا وكأنه لم يبقى له شيئاً يخشاه:
- ايوا اتجننت وهعمل اكتر من كدا لو ما عرفتش مكان صبا فين، انطقى اخوكى فين ؟!
ما كان من مها إلا أن أخبرته فروحها عزيزه ولن تفدى بها أخاها ، تركهم وغادر بعد ان شدد على عدم خروجها او حتى تمكينها من الهاتف حتى يعود .
فاجي زيد الكل بنوبة غضبه وجنونه لو كانت روحه ما كان ليصارع كل هذا الصراع .
فى مكان مظلم
كانت صبا مقيده وهى جالسه على كرسي قديم تحيط بها جدران غرفه فارغه
دموعها لم تجف وقلبها يركض ليس خوفا مما قد يحدث لها انما قلقا على زيد الذى رأته غارقا فى دمائه لا تعرف ماذا ينتظرها ولا تعرف عنه شئ هو كان من سينقذها الآن من قد يفكر بها .
فتح الباب ودخل اليها "رشدى" لم تراه من مده كبيرة ووجوده فى مكان كهذا يؤكد انه من كان وراء تلك الحادثه لانها لم ترأ ايا من خاطفيها كلهم كانوا ملثمين لايظهر منهم شئ .
هتف متفاخرا بسقوطها فى يده :
- اخيرا اتقابلنا تانى يا صبا
بصقت فى وجهه بتقزز وقد غلبها الحنق من فعلته وجرأته على ضرب زيد واختطافها تبعت ذلك صائحه بغضب :
- حقير انت حتعيش وتموت حقير
مسح وجهه وحاول تهدئت غضبه من فعلتها،وهدر باستياء:
-سمعت انك اتغيرتى وبقيتى حد تانى بس ماحدش قالى انك بقيتى بالخطورة دى
انهى جملته باستهزاء وسحب كرسي جانبى ليجلس بمقابلها واسترسل:
- عموما انتى خلاص اتقلعتى من قصر الواصل فاللى انتى مسنوده عليه يا اما مات أو لو عاش هيكتشف خيانتك
وصورك اللى بعتهالى والمحادثات اللى بينى وبينك خير دليل.
ردتت دون فهم وهى تنظر اليه باشمئزاز:
-وانا بينى وبينك ايه يا *****
عض طرف شفاه محاولا كبح جماح نفسه من فرط وقاحتها وآثار الهدوء وهو يجيب:
-انتى ما تعرفيش ما انا اختى بعتلى صور كتير من تليفونك وكام كلمه حلوين
ودلوقتي زمان كل حاجه اتكشفت والكل متأكد إنك هربتى ودا مش جديد عليكى
تهجدت انفاسها من فرط شره وشره اخته تململت فى جلستها محاولة ان تفلت يدها من اغلالها لن تسمح بأن تخزى جدها مرة أخرى وأن توضع فى هذه الزاوية من جديد صاحت به لتحذره:
- انا لو ماخرجتش من هنا ههد المعبد على اللى فيه، انت كدا مش بتشوه سمعتى لوحدى انت بتأذي سمعة ولادى من بعدي مش هيهمنى لو روحي بقت قصاد روحك
اطاح برأسه وكأنه لا يعنيه هذا وتحدث ببرود مناسب لدمائه التى تسير فى عروقه :
- ما تشغليش بالك باللى جاى يمكن ما يجيش اصلا
انا عايز منك حاجه واحده بس من زمان وانتى عارفها
بعديها بقي فى ناس هتحولك تماما من صبا الي حد تانى
خالص وبيتهيقلى مش هتعرفى ترجعى تانى قصر الواصل
ولا تبصى فى وش حد فيهم بعد ماهربتى وقتلتى ابنهم
زيد هو زيد كان شويه عندهم
لم تتخيل أن تكون تلك هي نهايتها أغمضت عينها كى تمنع جيوش الدموع التى تتجمع عند مدمع عينيها غص قلبها لمجرد احتمال موت زيد واشتعل فى جنبها نار مستعره للانتقام لن تعود لتلك الطفلة الضعيفه الباكيه وتتركه يستبيح جسدها لقد علمها زيد ان الموت يأتي مرة احده فقط وإن كان من أجلها فمرحبا به وهي الآن نضجت بما يكفى لإرعابه حتى وهى مقيده وتيقنت من هذا عندما سأل بنبرته القلقله:
-انتى مغمضه عليكى لي ؟!
فتحت عينها ولكن شبعتها ببريق القوة لن يهزمها جيشا إن ارادت فما خلقت ضعيفه ولكن عاطفتها من تضعفها لكن حينما تقتلع المرأة قلبها تصبح أقوي من الف رجل .
هتفت بنبره هادئه تمتلئ بالثقة والقوة:
- لو سبتنى اخرج من هنا انا هعتبر نفسي لاشفتك ولا قابلتك وهسامحك على اللى انت عملته.
- إنما لو قررت تتغابي وتنفذ حرف من اللى قولته انا هكون كابوسك لحد اخر نفس فى حياتك عايشه أوميته
أثرت عليه لثوانى لو كان ما يعرفها وهي صغيره لإنخدع في تلك القوة التى تتسلح بها حتى ابتسامته التى
ظهرت على شفاه كانت باهته، صمت قليلا حتى رد دون اكتراث وبإستهزاء :
-انتى ما تقدريش تعملى أى حاجه وانا مش هفتكرك بعد ما اخد اللى عاوزه وانتى زيك زي اى حد قبلك بس انتى كنتى السهلة الصعبه
نهض من مكانه ليقترب منها اكثر ويدقق النظر بها ويستعيد ذكريات قديمه:
-اختى كانت بتلعب بيكى وفرضه سيطرتها الكاملة عليكى وزى ما كان سهل تجوزك ليا كان صعب انك توافقى بيا
امسك بطرف ذقنها فأبعدت وجهها وهى ترمقه بتقزز ،سألها مدعيا التأثر :
- شوفتى وصلتى بينا لفين ؟كان زماننا متجوزين يا بنت الحلال.
انفعلت وراحت تصرخ بوجهه :
-تراهنى انى هكون لعنتك اللى مش هتعرف تخلص منها إلا بالموت يا حقير
لم يقاوم رغبته فى صفعها ورفع يده معلنا غضبه وهو يهدر بعصبيه:
- انا هوريكى مين فينا الى هيبقى حقير يا بنت ******"
اوقفه فتح الباب الذى دخل منه وجه غير غريب مبتسم ابتسامته المستفزه ينطق بنبرته المعتاده على الهدوء حتى فى أحلك الظروف قائلا:
- براحه يا رشدى ...حد يعامل ست بالطريقة دى
اتسعت عينها بدهشه من حضوره عرفته على الفور
إنه "رياض"
حرباء عائلة الواصل البشع والقذر عاد يقف امامها بمنتهى الجرئه نادت بإسمه وسألت باندهاش:
-رياض ايه جمعكم على بعض
اخبرها بابتسامه وهو يتوجه صوبها :
- المصلحه طبعا
شرع فى فك اغلالها وهو يستأنف حديثه بـ:
- مالوش لزوم تربطها يا رشدى كدا كدا صبا هتخاف على نفسها دى ست حامل وخبطه فى بطنها هتخليها تندم سيبها على راحتها هى هتحافظ على نفسها
شعرت بأن الفخ ضيق عليها وجود رياض ومكره وشره الذى تعرفه زعز امنها تمنت أن يكون زيد معافى حتى ينقذها من هذا المأزق فهو فقط من يهتم لأمرها .
تحررت يدها اخير وهبت واقفه زعقت به وهى تقتحم مساحته وتحدق بعينه بتحدي وتسحق كلماتها بين اسنانها :
-قولتلك ما تقفش فى طريقى تانى
ضيق عينه وهو ينظر الى عينها مباشرا وصمت قليلا كى يقرا ما خلف هذه القوة ثم رد عليها بهدوئه :
- ما ينفعش اقابلك واتخطاكى انتى صيده كبيره اوى بالنسبالى يا صبا وما تنسيش إنك سبق وجتينى برجلك
-كـانت غـلـطه
قالتها باشمئزاز واضافت بصفعه قوية هوت بها على وجهه
- ودى بداية تصليحها
هجم "رشدي"عليها ليمنعها من زياده تهورها فحاولت تخليص نفسها من يدها وصرخت به :
-ابعد ايدك عنى يا حيوان انت
امسك رياض وجنته ونظر اليها بنفس نظرته البارده التى لم يتخلى عنها ثم تحدث بحنق :
- احنا اتكلمنا بما فيه الكفاية وجه وقت الفعل
انتى كدا كدا اتنبذتى وبقيتى زيي فهخدك ونسافر
صاحت وهى لازالت تحاول التخلص من قبضه رشدى:
-على جثتي ...مش هتحرك من هنا غير وحد فينا ميت
وقبل ان تترك له الاجابه كان صوت الارتطام بالباب شتت انتباهم استدر وهو ينظر بدهشه نحو الباب خرج "رياض" ليعرف من القادم ولكن رؤيه زيد امامه كانت الصاعقه تراجع وظهر على وجه الرعب من اشهاره سلاح بوجهه
لم يكن يعرف " زيد" بهذه الهمجيه ومعنى انه وصل الى هذا فإنه لم يبقى على شئ والتنحى من وجهه اسلم حل
رفع يده مسلما له دون ادنى مقاومه وهو يراه مقبلا نحوه بخطوات ثابته ،هتف :
-انا مليش دعوه يا زيد مرات ابوها اللى اتفقت معايا هى واخوها ناخدها
ما كان من" زيد "رد، فقط خطوات يتاخذها صوبه تزيده رهبه وتقيده بالرعب
- اعقل يا زيد ما ضيعش نفسك
لكن زيد لم يكن يسمع أو يرأي اطلق رصاصة مرت من جانبه ما كان ليخطاه لكنه أراده يسقط على الكرسي
وعندها قفز فوقه وانهال عليه ضربا لم يشعر بكم الغضب الذى تملكه من فعلته هذه وجرئته فى الاقتراب من شئ يخصه لم يترك بوجه شئ سليم وانهال عليه بلكمات مجنونه حتى جعل وجهه عباره عن كتله من الدماء .
تركه ينزف والتف ليذهب باتجاه الغرفه الموصدة الباب
ركله بقدمه وفتحه على مصراعيه.
اتسعت عين "صبا "عندما رأته أمامها لم تصدق أنه يقف على قدميه بعدما رأته غارقا فى دمائه حاولت التوجه صوبه لكن تشبث بها "رشدى"فهى الآن درعه الذي سيمنع "زيد"عنه .
من جانب زيد أشهر مسدسه وعينه تقدح بالشرار ينظر بإتجاهما بغضب وغل والدماء التى على وجهه تزيده شر وإجرام .
تحدث رشدي ليحذره من أن يتهور :
-لو قربت مني هقتلها
ضغط على عنقها بيده كي يعطيه تحذير صريح بأنه يستطيع إنهاء حياة حبيبته
لكن زيد هتف دون اكتراث:
-طيب ما تقتلها مش هى برضوا هربت معاك
الصدمه الكبرى كانت من نصيب "صبا "التى شهقت بدهشه من تصديقه هذه اللعبه الغبيه التى إقتنع بها حاولت التملص من يد رشدى لكنه تمسك اكثر بها و جه إليه سؤال بثقه:
-ايوا هربت معايا انت بقى عايز ايه مننا دلوقت
ظل "زيد" يحاول التقاط اى مكان فى جسده ليصوب عليه
حتى يبعده عن صبا لكنه كان بالكامل مختبئ خلفها
رد عليه زيد وهو يتحرك بخفه فى الغرفه :
-انتقم ايه عايز زيد الواصل يتخان ويسبكم عادى كدا انا لازم اقتلك واقتلها
انفلت صبا من يد رشدى وصاحت بانفعال :
-معقول صدقت بالسرعه دي
فى التو و اللحظه كان قنص قدم "رشدي" واسقطه ارضا وبعدها انقض عليه لينهال عليه ضربا مبرحا اول شئ حطمه به كان يده التى تجرأت على لمسها ثانى شي كانت عينها انهال عليه كم من اللكمات لا يحصي حتى أنهكه التعب فنهض ليطمئن على صبا التى جلست تبكى ارضا على شك زيد بها .
مد يده ليجذبها اليه لكنها دفعت يده وهدرت بانفعال:
- مش عايزه منك حاجه اقتلنى وريحنى
مال بجذعه ليضمها اليه ظلت تقاوم وتدفعه بكلتا يدها فى صدره لكنه تحمل حتى هدئت ومسح على رأسها اخير تنفس وكأنه كان يحبس أنفاسه لمده طويله والآن استطاع التنفس براحه اغمض عينها الآن شعر بالتعب كان مجبرا على النهوض لحمايتها سألها بنبرة متعبه:
-انتى كويسه ؟!
لم تجيبه وحاولت الابتعاد عنه فهتف دون أن يسمح لها بالابتعاد:
- انتى عبيطه أشك فيكى انا اشك فى روحي وانتى لأ انا كنت بجاريه عشان ابعده عنك انا مستحيل أشك فيكى
تهجدت أنفاسه وكأنه يلتقطها بصعوبة عناقته بقوة فهذا ما كانت تتمناه طيلة حياتها أن يثق بها أحد ويصدقها دون شرح مطول وأقسام مغلظه،بادلها الحضن وتحرك بها نحو الخارج شعوره بأنه سيفقد وعيه هو ما دفعه للتحرك مسرعا من هذا المكان تاركا خلفه جثث هامده لا يبالى بحياتها أو موتها كل الذي يعنيه هو نجاة شمسه "صبا"
والباقى فليذهب للجحيم .
بمجرد أن تجاوز الباب وجد جده ينزل من سيارته معه الكثير من رجال الشرطة
اسرع فايز بالاتجاه صوبه وهو يسأله فى قلق:
- طمنى يا ابنى
أومأ برأسه الذي بات ثقيلا مجيبا بتعب:
- اطمن انا كنت واثق إنها لعبه بين مرات أبوها و أخوها
لاحظ جده التعب الذي يوشك على اسقاطه وامسك به ليسنده قائلا:
- تعال نروح المستشفى
انتشر رجال الامن وتركهم فايز ليؤدوا مهمتهم واستقل سيارته مسرعاً نحو المشفى ليوقف النزيف الذي بدأ يفقده الوعى تماما طوال الطريق لم تترك صبا يده وتركته يميل برأسه على كتفها دون تزمر قضت يوم مرعب لكن الرعب الحقيقي فى حالة زيد الآن ،طيلة حياتها تكره السرعه الزائده والآن لا تبالى بشئ سوي الاطمئنان عليه.
صرخت بالسائق فى جنون:
-زود السرعه اكتر زيد دمه هيتصفى
ردد فايز وقلبه يرتجف:
-استر يارب
ارتخى جسده إلا يده الممسكه بيدها كانت قابضه على يدها وكأنه تيبست على هذا الوضع.
وصل اخيرا للمشفي وتولي أمره فريق الطوارئ والذي اغاثه بمحلول ملحي ليعطيه بعض القوة وحوله سريعا لغرفة الاشاعة للاطمئنان على أنه جرح سطحي لا يؤثر
فى أي شئ داخلى .
ثم أغلق جرحه وتركه فى غرفة المتابعه حتى يفيق
جلست صبا امام الفراش ولازالت تمسك بيده دموعها لم تكف ورأسها يحرمها أغماض عينها .
بالخارج
كان فايز يقف يجرى عدة اتصالات مع رجال الشرطة بخصوص ما حدث ويطمئن ونيسة التى لم تتوقف عن الاتصال به للاطمئنان على ولدها اخيرا اجابها بضيق:
- يوه عليكى ما عندكيش صبر
اجابته عبرالهاتف :
- مش أطمن على إبني ابنى ماشي سايح فى دمه وشايل سلاح
هتف كي يختصر ويطمئنها :
-اطمنى يا ستى ابنك بخير واحنا فى المستشفى اهو
صاحت بفزع :
-مستشفى ايه انا جاية اطمن عليه
هتف ليمنعها :
-ما تجيش يا ونيسه احنا شويه وهنبقى عندك حطى عينك على مها على ما نيجى اياكي تغفلى عنها .
اغلق الهاتف دون المجادلة معها وشرع بالاتصال برقم آخر
وهو "حسين" لم يغب عن الرد وهتف مرحبا :
-ايوا ياوالدى وحشتيني والله
صاح "فايز"معنفا اياه :
- وحشك قطر انت سايبنا فى الهم وحتى تليفون ما تتصلش بيه سيب اللى وراك وقدامك وتعال على اول طياره راجعه
اهتزت نبرة "حسين" من حدة والده وسأل بتردد:
-خير يا حاج في ايه ؟
صاح به دون نقاش:
-قولت تيجي يعنى تيجي
حاول حسين شرح وضعه الذي لا يفهمه فايز قائلا:
-يا حاج انا مش فى حكم نفسي والشغل...
قاطعه فايز محتدا:
-يرضيك أقولك بنتك مخطوفه عشان تسيب اللى وراك وتيجي
انتفض فزعا من هول الكلمه وسأل بتوتر:
- ايه صبا؟ مين عمل كدا ؟
هتف فايز ليحسه على القدوم:
-انت هتفضل تكلم من عندك تعال شوف انت مين عمل كدا وهتعمل فيه ايه؟
اجاب بخنوع :
- حاضر انا جاى هسيب كل حاجه وجاي
لعل هذا الموقف أحي ما مات منه لعله يشعر تجاه بإبنته بمشاعر الابوة الغائبه عنه من زمن ويفعل لمرة واحدة شئ صائب.
لم يغفل فايز عن تأديب كلا من رشدي ورياض لذا أستعد ليخرج ملف مصائبهم الكامل من درج مكتبه ويفتح النار على كليهما فرشدي له سبق إتلاف مخزنه وهذه كفيلة أن تدخله إلي السجن مدة لا بأس بها أما رياض فلديه الكثير والكثير من الافعال التى تودي بحياته فى السجن وقد حان معاقبته الآن.
" زيد"
فتح عيناه اخيرا فوجدها تجلس بجانبه وتحتضن يده وعيناها كالدم من فرط البكاء سرعان ما اعدلت عندما فتح عيناه وهتفت بإسمه فى شوق:
-زيد،الحمدلله إنك قومت بالسلامة
رفع يده ليمسح على وجنتيه آثار الدموع وقال بحنانه المعهود عليها:
-اوعى تبكى تانى
احتضنت يده وقبلت باطنها بعمق ماكانت تصدق أنه سيعود من جديد كانت خائفه من أن تخسر عطفه وحنانه وثقته بعدما أشعرها بالخذلان وتصديق ما قاله رشدي.
هتفت براحه:
- انت يتبكى عليك عمر يا حبيبي مين يستاهل يتبكى عليه غيرك
تنهد براحه وهتف بجديه :
-بعد ما اموت ابقى عيطى، طول ما انا لسه واقف على رجلى مش عايز اشوف دموعك
تشبثت اكثر بيده وقالت بفزع:
-بعد الشر عليك يا حبيبي
"وصل إلى القصر"
كلا من فايز وزيد وصبا سبقهم فايز
وأمسكت صبا بيد زيد وهى تمشي الى جواره نظر الى حركتها وتسأئل بتعجب:
- يا بنتى انتى بتعملى ايه؟
هتفت وهى تمسك بيده وتحاوط خصره بذراعها :
- بسندك
رد وقد زاد تعجبه :
- كدا بتسندينى ولا سانده عليا
ضحكت رغما عنها وهتفت :
-والله دا أقصي شئ عندي
حاوط هو خصرها وراح يسخر منها قائلا:
-انتى عامله كدا وماسكه ايدي وقال اي سندانى ما تيجى أشيلك وتعملى نفسك شيلتينى
انزعجت من سخريته وصاحت وهى تتحرك معه للداخل:
-لاء خليك لما اولد، وبعدين مش عاجبك انى سنداك خلاص هسيبك تمشي لوحدك
ابتعدت عنه فنادها متصنعا الارهاق:
-اه إلحقينى بسرعه هقع
عاد كالمجذوبه لتسانده حتى وإن كانت تصدق انه مزاح لكنها لن تتحمل ان يطلب منها العون ولا تلبيه فقلبها أضعف من العصيان..........يتبع
امسك هو بها وهو يبتسم من عودتها وقلقها وقال معجبا وهو يعاينها بعشق:
-أحسن واحده ينضحك عليها بقولك ايه انا واجب عليا أشيلك انتى زمانك تعبتى انهارده
مال بجذعه لينفذ ما قاله لكنها منعته وهى تقول :
-لا يا زيد انت تعبان بلاش دلوقتي
هربت منه قليلا لكنها اصدمت بوجه عابس يبدوا أنه تابعهم من فترة طويلة.
"ونيسة"
كانت تقف وعينها تمتلئ بالغضب يدها على جنبيها باعتراض صامته كمن يشاهد عرض بدقه ساد الصمت
بين زيد وصبا وشاركتهم به ونيسه فقط نظراتها الحاده والعدائيه تحدث ضجه كبيره
تحدث زيد حتى يهدأ من ردة فعلها المتوقعه قائلا:
-إي يا أمي مافيش حمد لله على السلامه
هنا انفجرت بعداء صريح وهى تلطم كفيها ببعض هادره بعصبية:
-سلامه وهتيجى منين السلامه من ساعة ما بت بشرى عتبت البيت وهي قلبته ندامه
تراجعت" صبا" الى جوار زيد واندفعت بحراره لترد
على اهانتها بـ:
-خليلك البيت يا طنط انا اصلا مش عايزاه
كاد تنفلت "ونيسه" وتتمادى أكثر وتضربها لولا ممانعة زيد فى الوصول لها فإستمرت بتوبيخها بصوت عال:
-بعد ما خربتيه وقاعدتى على تلها من يوم ما خطيتى برجلك هنا وكل يوم مصيبه من اول ما اختارتى زيد دونا عن الكل زيد اللى اتحملت عشانوا المر ورضيت بالهم عشان ما افرطش فيه قلبتى حالوا وسحرتيه وفوق من كدا خلصتى من بنتوا عشان تستفردى بيه اكتر واكتر
دفعها" زيد" بخفه خشية من ان يعنفها فهى بالنهاية والدته وهتف مستدعيا الصبر :
-يا أمي حرام عليكى انتى كدا بتظلمى نفسك بظلمها
صبا كانت تشاهد كم غضبها وتقف خلف زيد تستمع كالصماء الى ما ترميها به وتحاول ان تتحلى بالصبر
عادت "ونيسه" لحدتها ومحاولة الوصول إلى صبا :
- ظلم واللى عشتوا ما كانش ظلم والايام السودة اللى شفتها ما كانتش ظلم سيبنى مرة واحده ابقى ظالمه واقتلها ما اهى قتلت قبل كدا وماحدش عملها حاجه
كانت "صبا" متحيرة من الاجابه وتبرئت نفسها امامها والحقيقة انها انتظرت هذا من زيد لكنها تعرفه إن نحر عنقه لن يفشي سر جده لذا كان موقفه صعبا وجهه محتقن بالدماء غاضب من والدته ويكظم غيظه وحزين على اتهام صبا ويحاول ردع أمه وانقاذ صبا من بطشها .
حمي الوطيس لولا تدخل فايز الذى زعق بصوته الجهور :
- صــبا ما قتلتش حد يا ونيسه
التفت "ونيسة" والصدمه تملأ وجهها يخالطها الرهبه من حضوره والذى نسيته فى غمرة غضبها من صبا .
حاولت لملمت اعصابها وتشجعت لتقول بحنق من مدافعتة هو الآخر دون دلائل حقيقة تصدقها :
- لا قولولى بقى انا عايزه كلام يتصدق كل حاجه بتقولها بتصدقوها فهمونى بتصدقوها ازاى معقول ساحرلكم كلكم خلاص
خالوها تسحرلى معاكم عشان ما ابقاش لوحدى واتجنن قولولها تسحرلى
هتف فايز وقد إمتلاء بالغصب لتكرار كلماتها وصاح منهيا حديثها بحنق:
-مش هى اللى سحرت، اللى سحرت بثينه .
سقط جالسا على الكرسي من خلفه وكأنما سقط قلبه بهذا الاعتراف،لا يهدم الوالد سوي أنه لم يحُسن التربيه، الاعتراف بأخطاء الأولاد يصيب القلب ويكشف العورة ويأذى الروح .
وضعت صبا يدها على فمها هذا اليوم الذي سيرد فيه حقها هذا اليوم سينتهى الكابوس ،وقف زيد هو الآخر صامتا يتألم لألم جده بينما ونيسة متصنمه لا تصدق .
إسترسل "فايز" بتأثر فبعد ما قاله لن يبقى شيء يختبأ سيوضح :
-ارتاحتى بنتى انا خدت منى فلوس وعملت عمل عشان تقتل حفيدتي صبا و سبق وعملت كدا مع أمها بشري موتها بالمرض وحاربت تخرب البيت وتملي ودانك بإنها قتلت حماتك وهى لا قتلت ولا يحزنون لو قتلت ما كانتش حماتك إدتها سر ماحدش يعرفوا غيرى وهي وقالتلها على مكان دهبها ووصتها عليه
أردف بنبرة تمتلئ بالحسرة :
- انا فشلت أربي عيلتى اللى بتمنى أجمعها فى مكان واحد مش سالكين لبعض
عد على اطراف أصابعه وهو يكمل:
- فيها حقده وقتلين قتله ومرضي وغبين ومغرورين وقولى زى ما انتى عايزه مش دا اللى كنتى عايزه تعرفيه
واحلفلك على مصحف انك حتى بعد ما عرفتى إن صبا
مالهاش ذنب فى قتل مريم وانها هى اللى كانت مقصوده
هتفضلى بتكرهيها العيب مش فى صبا ولا فى أمها العيب فى نفوسكم المريضة اللى ما بتحبش الأحسن منها ماهو دا طبع بنى الانسان الغرور والكبرياء ما يحبش حد أحسن منه لو بس يتنافس فى الطاعه زى ما بيتنافس على الدنيا كان زمان النار بقت جنه اقول ايه !
انا تعبت مش عايز عيلة مش عايز عيال مش عايز ابقى كبير عايز أبقى أب عيالوا محترمين وانا اخطأت إن نفسي عيلتى تبقى حوليا صبا وزيد وبلال ويحيى وعامر وحتى وليد وحسين وعماد وبثينه كنت غلطت إني عايز أخليكم بنى أدمين وسط الناس عددكم دا كلوا ونفوسكم قش انتوا إيه؟! ذنب ولا عمل غير صالح .
أسرعت صبا وزيد ليقفوا إلي جوره بعدما تأثروا بحالته
المزريه التى وصل لها لكنه لم يكف ورفع يده الى السماء وقد وصل إلي ذروة حزنه وانفعاله:
-ربنا يأخدك يا بثينه ربنا ياخدك يا عماد ربنا ياخدكم عشان ما أشقاش بيكم ولا يقولوا إني بظلم حد
بحة صوته فى النهاية كانت كالسكين البارد نحرت ونيسه
فهى الاخري أم كما تحاول الحفاظ على اولادها هو الآخر حاول فهمته متأخرا بعدما فضح سره وكشف ستره .
أردف بحزن :
-ارتاحتوا كدا ارتاحتوا كلكم عايزه تعرفى الحقيقة يا ونيسه عرفتيها وارتاحتى ارتاحتى وتعبتينى ارتاحتى
لما عريت نفسي قصادك ولا نفسك تعرفى إيه تانى عشان تحبى مرات إبنك لو حطيت الحقيقة فى عينك مش هتحبيها إنتى خصلة الغرور ملكلكي .
الحديث أخذ من جهده وجعل انفاسه تتهجد بعدما زاد فى انفعاله وجرت الدموع على وجنتاه الكثير من المستور يخفي آلامنا والنبش عنها يؤلم حتى ولو كانت عين الحقيقة.ليس كل ما نخفى بصدورنا يجدي نفعا البوح به لكن وراء كل سر مخفى جرح خفى والبحث عنه خطير...
.......يتبع
باقي الثاني والأربعون
اوسكار افضل أداء
امسك هو بها وهو يبتسم من عودتها وقلقها وقال معجبا وهو يعاينها بعشق:
-أحسن واحده ينضحك عليها بقولك ايه انا واجب عليا أشيلك انتى زمانك تعبتى انهارده
مال بجذعه لينفذ ما قاله لكنها منعته وهى تقول :
هربت منه قليلا لكنها اصدمت بوجه عابس يبدوا أنه تابعهم من فترة طويلة.
"ونيسة"
كانت تقف وعينها تمتلئ بالغضب يدها على جنبيها باعتراض صامته كمن يشاهد عرض بدقه ساد الصمت
بين زيد وصبا وشاركتهم به ونيسه فقط نظراتها الحاده والعدائيه تحدث ضجه كبيره
تحدث زيد حتى يهدأ من ردة فعلها المتوقعه قائلا:
-إي يا أمي مافيش حمد لله على السلامه
هنا انفجرت بعداء صريح وهى تلطم كفيها ببعض هادره بعصبية:
-سلامه وهتيجى منين السلامه من ساعة ما بت بشرى عتبت البيت وهي قلبته ندامه
تراجعت" صبا" الى جوار زيد واندفعت بحراره لترد
على اهانتها بـ:
-خليلك البيت يا طنط انا اصلا مش عايزاه
كاد تنفلت "ونيسه" وتتمادى أكثر وتضربها لولا ممانعة زيد فى الوصول لها فإستمرت بتوبيخها بصوت عال:
-بعد ما خربتيه وقاعدتى على تلها من يوم ما خطيتى برجلك هنا وكل يوم مصيبه من اول ما اختارتى زيد دونا عن الكل زيد اللى اتحملت عشانوا المر ورضيت بالهم عشان ما افرطش فيه قلبتى حالوا وسحرتيه وفوق من كدا خلصتى من بنتوا عشان تستفردى بيه اكتر واكتر
دفعها" زيد" بخفه خشية من ان يعنفها فهى بالنهاية والدته وهتف مستدعيا الصبر :
-يا أمي حرام عليكى انتى كدا بتظلمى نفسك بظلمها
صبا كانت تشاهد كم غضبها وتقف خلف زيد تستمع كالصماء الى ما ترميها به وتحاول ان تتحلى بالصبر
عادت "ونيسه" لحدتها ومحاولة الوصول إلى صبا :
- ظلم واللى عشتوا ما كانش ظلم والايام السودة اللى شفتها ما كانتش ظلم سيبنى مرة واحده ابقى ظالمه واقتلها ما اهى قتلت قبل كدا وماحدش عملها حاجه
كانت "صبا" متحيرة من الاجابه وتبرئت نفسها امامها والحقيقة انها انتظرت هذا من زيد لكنها تعرفه إن نحر عنقه لن يفشي سر جده لذا كان موقفه صعبا وجهه محتقن بالدماء غاضب من والدته ويكظم غيظه وحزين على اتهام صبا ويحاول ردع أمه وانقاذ صبا من بطشها .
حمي الوطيس لولا تدخل فايز الذى زعق بصوته الجهور :
- صــبا ما قتلتش حد يا ونيسه
التفت "ونيسة" والصدمه تملأ وجهها يخالطها الرهبه من حضوره والذى نسيته فى غمرة غضبها من صبا .
حاولت لملمت اعصابها وتشجعت لتقول بحنق من مدافعتة هو الآخر دون دلائل حقيقة تصدقها :
- لا قولولى بقى انا عايزه كلام يتصدق كل حاجه بتقولها بتصدقوها فهمونى بتصدقوها ازاى معقول ساحرلكم كلكم خلاص
خالوها تسحرلى معاكم عشان ما ابقاش لوحدى واتجنن قولولها تسحرلى
هتف فايز وقد إمتلاء بالغصب لتكرار كلماتها وصاح منهيا حديثها بحنق:
-مش هى اللى سحرت، اللى سحرت بثينه .
سقط جالسا على الكرسي من خلفه وكأنما سقط قلبه بهذا الاعتراف،لا يهدم الوالد سوي أنه لم يحُسن التربيه، الاعتراف بأخطاء الأولاد يصيب القلب ويكشف العورة ويأذى الروح .
وضعت صبا يدها على فمها هذا اليوم الذي سيرد فيه حقها هذا اليوم سينتهى الكابوس ،وقف زيد هو الآخر صامتا يتألم لألم جده بينما ونيسة متصنمه لا تصدق .
إسترسل "فايز" بتأثر فبعد ما قاله لن يبقى شيء يختبأ سيوضح :
-ارتاحتى بنتى انا خدت منى فلوس وعملت عمل عشان تقتل حفيدتي صبا و سبق وعملت كدا مع أمها بشري موتها بالمرض وحاربت تخرب البيت وتملي ودانك بإنها قتلت حماتك وهى لا قتلت ولا يحزنون لو قتلت ما كانتش حماتك إدتها سر ماحدش يعرفوا غيرى وهي وقالتلها على مكان دهبها ووصتها عليه
أردف بنبرة تمتلئ بالحسرة :
- انا فشلت أربي عيلتى اللى بتمنى أجمعها فى مكان واحد مش سالكين لبعض
عد على اطراف أصابعه وهو يكمل:
- فيها حقده وقتلين قتله ومرضي وغبين ومغرورين وقولى زى ما انتى عايزه مش دا اللى كنتى عايزه تعرفيه
واحلفلك على مصحف انك حتى بعد ما عرفتى إن صبا
مالهاش ذنب فى قتل مريم وانها هى اللى كانت مقصوده
هتفضلى بتكرهيها العيب مش فى صبا ولا فى أمها العيب فى نفوسكم المريضة اللى ما بتحبش الأحسن منها ماهو دا طبع بنى الانسان الغرور والكبرياء ما يحبش حد أحسن منه لو بس يتنافس فى الطاعه زى ما بيتنافس على الدنيا كان زمان النار بقت جنه اقول ايه !
انا تعبت مش عايز عيلة مش عايز عيال مش عايز ابقى كبير عايز أبقى أب عيالوا محترمين وانا اخطأت إن نفسي عيلتى تبقى حوليا صبا وزيد وبلال ويحيى وعامر وحتى وليد وحسين وعماد وبثينه كنت غلطت إني عايز أخليكم بنى أدمين وسط الناس عددكم دا كلوا ونفوسكم قش انتوا إيه؟! ذنب ولا عمل غير صالح .
أسرعت صبا وزيد ليقفوا إلي جوره بعدما تأثروا بحالته
المزريه التى وصل لها لكنه لم يكف ورفع يده الى السماء وقد وصل إلي ذروة حزنه وانفعاله:
-ربنا يأخدك يا بثينه ربنا ياخدك يا عماد ربنا ياخدكم عشان ما أشقاش بيكم ولا يقولوا إني بظلم حد
بحة صوته فى النهاية كانت كالسكين البارد نحرت ونيسه
فهى الاخري أم كما تحاول الحفاظ على اولادها هو الآخر حاول فهمته متأخرا بعدما فضح سره وكشف ستره .
أردف بحزن :
-ارتاحتوا كدا ارتاحتوا كلكم عايزه تعرفى الحقيقة يا ونيسه عرفتيها وارتاحتى ارتاحتى وتعبتينى ارتاحتى
لما عريت نفسي قصادك ولا نفسك تعرفى إيه تانى عشان تحبى مرات إبنك لو حطيت الحقيقة فى عينك مش هتحبيها إنتى خصلة الغرور ملكلكي .
الحديث أخذ من جهده وجعل انفاسه تتهجد بعدما زاد فى انفعاله وجرت الدموع على وجنتاه الكثير من المستور يخفي آلامنا والنبش عنها يؤلم حتى ولو كانت عين الحقيقة.ليس كل ما نخفى بصدورنا يجدي نفعا البوح به لكن وراء كل سر مخفى جرح خفى والبحث عنه خطير...
.......يتبع