رواية غيبيات تمر بالعشق الفصل الثالث 3 بقلم مروة البطراوي
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
علا ثغره ابتسامة لمجرد سماعه صوتها وهي تجيب نعم، لكن تحول إلى شخص ماكر في صوته وهو يرد عليها ليريها كم هو ممزق بعدما تركته. صوته جعلها تتذكر في لحظة انحنائه أمامها على ركبتيه يترجاها بعينيه قبل أن تخرج من عرشه قائلًا : متسيبنيش علشان جوازة غلط، أنا بحبك وأنت عارفة كده كويس بس مكنش ينفع أرفض حاجة زي دي وأنت عارفة يا ريحانة.
هزت رأسها بعنف وقد تعالى غضبها وأوشكت على الصراخ قائلة : لا أنت عمرك ما حبتني واللي شفته يوضح انك معندكش أعذار وبحمد ربنا أن ده حصل علشان أفوق من الكابوس اللي كنت عايشة جواه.
حاول مرة أخرى استثارة عطفها نحوه فبكى ثم قال : ما هو أنت معطتنيش فرصة طول عمرك كنتي بتلتمسي ليا الأعذار. كان فيها ايه لو كنتي لسه معايا يا ريحانة أنتِ عشق عمري وهي مجرد…
لم تسمح له باستكمال كلماته حيث ردت بعبارات مفعمة بغضب قائلة : عشق عمرك مين يا قصي؟ أنت واحد مش بتحب إلا نفسك والدليل التلات سنين اللي عيشتهم معاك وأنا مستحملة قرفك وهمك وعمري ما اشتكيت وده كان غلطي.
اتسعت حدقة عينيه باندهاش، نعم حقًا هو لم يحدث ريحانة التي يعرفها. هو يحدث ريحانة أخرى تعلمت أن تدوس على كل شئ يا ليتني ما أتعستها. رد بصوت مبحوح قائلًا : بس أنا واثق يا ريحانة إنك لسه بتحبيني أرجوكي يا ريحانة مضيعيش الحلو اللي فيك متبقيش زينا وحوش ملناش قلوب قلبك هيطاوعك تبقي لغيري؟
كانت الإجابه عبارة عن صوت إنهاء المكالمة من الطرف الأخر نام معذبًا يتحسر على سوء حظه مستغربًا لتغيرها أيعقل أنها تتحدت مع زيدان وتخطط للأنتقام والثأر لكرامتها ندم أشد ندم على تضييعه لها كان من الممكن زواجه بشذى بعيدًا عنها حتى لا تقهر ولكن كان ما باليد حيله لعن حظه الأحمق وكره نفسه أضعاف ..أما هي فباتت تتوعد له ولعائلته وعلى رأسهم زيدان..
في صباح اليوم التالي نهضت واغتسلت وتوجهت إلى المصنع متأملة أن تجده حتى تصب غضبها عليه وبالفعل وجدت سيارته أمام المصنع لتتقدم بخطى مسرعة لم تستطع نورا اللحاق بها من شدة غضبها واقتحمت عليه غرفة مكتبه الخاص وهو شارد يفكر ماذا سيفعل معها اليوم ليتفاجئ بها تنقض عليه تطيح ببعض المستندات من على مكتبه قائلة : أنا قلت مش معقول إنك عايز ماركة عطر جديد وبس ومش معقول تكون مش معاه على الخط.
ثم أشارت بسبابتها وعلا صوتها بغضب قائلة : لا أنت مع قصي على الخط وبالقوي كمان.
رفع أنظاره إليها وإلى حالة هياجها دون التأثر بها ليتنهد ببرود قائلًا : تؤ تؤ تؤ مش زيدان الجمال اللي يبقا مع عيل على الخط يا مدام.
ثم رفع رأسه بكبرياء قائلًا : العيل اللي بتتكلمي عليه ده لما أحب أحطه في مكان يبقا ورايا أو تحت رجلي .
ثم استطرد بخبث قائلًا : وفعلًا اللي بيني وبينك مش ماركة عطر جديد.
نظرت إليه بحدة وتعالى صوتها بقوة قائلة : ايه هو بقا اللي بيني وبينك ممكن تفهمني؟ أصل بعيد عنك أنا كنت إنسانة ناجحة وبفهمها وهي طايرة بس من يوم ما عرفتكم وأنا جالي تخلف.
رفع حاجبيه وعلا صوته هو الأخر محتجًا على علو صوتها : اللي هيحصل بيني وبينك حاجة كبيرة ولازم توافقي عليها فاهمة؟
ثم نظر إليها باستهزاء قائلًا : لأن دي الحاجة الوحيدة اللي هتخليكي تقفي على رجليكي مرة تانية.
ثم استدار حول مكتبه ليقف موليًا لها ظهره لتجد أن الرؤية انعدمت من فرط طوله أمامها ولكنها لاحظت أنه يعيد ترتيب الأوراق على مكتبه لتصدم من بروده كيف له أن يتجاهل عاصفتها بهذه الطريقة لتخرج من تفكيرها عندما هتف بجمود قائلًا : بس أنا مش حابب أحكي دلوقتي لأن عارف إنك هترفضي حابب زي ما بيقولوا أنتِ اللي تطلبي الطلب ده بنفسك.
ثم ابتسم بخبث قائلًا : ساعتها هبقا معاكي على الخط مش هتبقي ورايا أو تحت رجلي زيه.
سبته، نعم سبته ولعنته وعن قصد لتسمعه ولكن يا له من بارد ابتسم ابتسامة خبيثة وهو يستدير إليها يحصارها بعيني الذئب اللتان يمتلكهما قائلًا بسعادة : أخيرًا خفتي مني زيهم لدرجة وأنتِ بتتكلمي دلوقتي وبتشتميني مش قادرة تطلعي صوتك.
ثم اقترب منها قليلًا تكاد أنفاسه تحرقها قائلًا : بس أنا سمعتك كويس أوي وهدفعك تمنه غالي.
اضطرها أن تلعنه علنًا وفي وجهه لتخبره أنها ليست بخائفة فقالت وهي تبتسم بخبث : أنا مش بخاف يا زيدان. أنا بس محترمة زيادة بس عادي طالما أنت طالبة معاك قلة أدب.
اقتربت منه بخفة وعلى ثغرها ابتسامة مستهزئة وقالت : فأنا هقولك أنت إنسان وقح تمام حلو كده؟
تعالت الدماء وفارت برأسه بسبب جرأتها فهتف بغضب قائلًا : مش حلو يا ريحانة ومش عاجبني ومش هيعجبك ردي يا هانم.
ثم استطرد بسخرية قائلًا : لأن ردي فعل مش زيك شتيمه بتفرغي فيها غضبك فوقي لنفسك وشوفي أنتِ بتتعاملي مع مين.
نظرت إليه بتعالي وبرود قائلة : بتعامل مع راجل بس مش أي راجل راجل وراه أكيد مصيبة.
ثم ضمت أصابع يدها ورفعتهم أمامه قائلة بضيق : يا شيخ أنا من يوم ما عرفت عيلتكم وأنا مش بشوف غير المصايب.
أوقفها بيده يمنعها من استكمال كلماتها يهتف بحزم قائلًا : معدش في مصايب المصايب خلصت دفعة واحدة لما اطلقتي من قصي المصايب بعد كده هتكون ليه وبس.
ثم ابتسم بثقة قائلًا : أما أنتِ ثقي فيا وصدقيني هتكسبي.
لا تعلم ما الذي يريده منها ومع ذلك ابتسمت بسخرية قائلة : أثق فيك! وأصدقك! مرة واحدة…؟
ثم هزت رأسها بعدم استيعاب قائلة : طب تيجي ازاي بقا..؟ امبارح قاعد وبتتغدا معايا وطبعًا من مالك الخاص علشان تحسسني بالقلة والدونية وأروح ألاقي التاني بيتصل بيا.
ركز نظراته بداخل عينيها ليتضح له أمر كرهها لطعامه معها أكثر من أمر مكالمة قصي ليحتد قائلًا : كل ده علشان حبيت إنك تاكلي أكل حلو ومعايا ماشي مفيش مشكلة مع اني أعرف إن غيرك يتمنى.
ثم رفع حاجبيه بغيظ قائلًا : أما بقا بالنسبة لمكالمة التليفون كان ممكن مترديش.
نظرت إليه لتشعر باتهامه لرغبتها في الرد على قصي لتهتف بقوة وهي تجز على أسنانها : الكلام ده لو أنا عارفة رقمه ورديت عليه بمزاجي أو هو يعرف رقمي الجديد اللي محدش يعرفه غير المصنع ده اللي في بياناتي.
لفتت نظره إلى بياناتها الموجودة في المصنع ترى من اطلع على هذه البيانات وقام بنقلها لقصي فحك ذقنه قائلًا بهدوء وتوجس : معنى كلامك إن في خاين عندي مش موضوع إنه بيراقبك وعارف مكان شغلك.
ثم استجوبها قائلًا : طب يا ريحانة هو واجهك قالك مثلًا أنتِ ليه بتشتغلي عند زيدان؟
زفرت ريحانة بحنق قائلة : أنت هتستجوبني أنت كمان لا، طبعًا محصلش كلام من اللي أنت بتقوله ده لأني ببساطو قفلت السماعة في وشه الحقير.
ثم استطردت بسخرية قائلة : فاكرني صغيرة هسمع أعذاره. كان فين من ساعة ما اطلقنا، رغم اني مغيرتش الرقم غير من قريب.
جلس زيدان بأريحية ووضع ساق فوق الأخرى قائلًا باستهزاء لها : ولما هو سيادتك مسمعتيش أعذاره اللي هي في بقية المكالمة اللي قفلتيها في وشه جايه هنا على الصبح ليه تتهميني وتقوليلي بتفق معاه؟
ابتسمت بخبث كأنها تعلم ما يجول برأسه لتقترب منه وترد بكل ثقة قائلة قبل أن تخرج من مكتبه : ببساطة لأنه سألني هتلاقي حد يحبك زيي هيطاوعك قلبك تبقي لغيري؟
كلمات قصي الموجهة إلى ريحانة أثارت شئ غريب بداخل زيدان وهو ليس الخوف من رجوعها إليه..لا شئ غريب اتحد مع اقترابها المهلك وما أن استوعب وضعية اقترابها وكاد أن يرد عليها وجدها تبتسم بكل خبث ونعومة وترتفع بجسدها عنه وتستدير نحو الباب لتخرج منه وتتركه في حالة من التخبط بين عقله وقلبه لما ارتفعت دقات قلبه مع اقترابها هذا، أيعقل أنه الشئ الذي تهرب منه طيلة عمره..لا وألف لا لابد من إرجاع العقل وانتصاره على القلب القلب لا مكان له. نحن وحوش ولسنا أبرياء مثلها..مثلها؟؟؟.أهي بريئة؟؟؟
عشقه لها كالمرض الذي توغل واستفحل في باقي أجزاء جسده ترى ما أسبابه لبتر هذا الحب وإحالته إلى الإعدام طالما يعشقها لهذا الحد وما زال يبحث عنها إلى أن أتت له سمر برقم هاتفها من المستندات بالمصنع إن العشق يدفع صاحبه للجنون عن طريق نسج خيالات مريضة. يا لها من مأساة ولطالما علم أن المصنع ملكًا لزيدان فهي هنا تعاملت مع رجل غيره وليس كأي رجل. رجل تركض خلفه العديد من الفتيات وغالبًا لبحثهم عن المال والحياة المرهفة ترى ستركض مثلهم خلفه. مؤكد ستركض ولكن من أجل التعويض والنجاة من عشقها المعذب.
وجدها تقتحم عليه غرفته أغمض عينيه بقسوة لا يريد النظر إليها وجز على أسنانه قائلًا : عايزة ايه يا شذى؟ قلتلك ميت مرة متدخليش عليا الأوضة هجوم كده متخليش غضبي يخليكي تخسري حاجات كتير لأني مش طايق نفسي.
ابتسمت إليه ببرود قائلة : وأنا بقا عايزة أعرف يا قصي سمر ليه جت هنا امبارح؟ وقالتلك ايه خلاك مش على بعضك لدرجة إنك كلمت الهانم وتوسلت ليها من جديد.
كان سيخفي عليها الخبر ليتعامل معه وحده ولكن مهلًا سيقول لها ولتندلع الحرب ويتخلص من زيدان ليلتفت إليها وهو ينظر إلى عينيها قائلًا : طالما مصرة تعرفي أنا هقولك سمر فضلت تراقب زيدان فترة وأخرة مراقبتها اكتشفت أنه عنده مصنع خدي بقا الكبيرة ريحانة قلبي بتشتغل هناك.
نظر إليها ليجد أن الصدمة اعتلت وجهها ليحاول الضغط عليها أكثر لتوقفه بصراخها قائلة : كنت حاسة إنك والرخيصة مراتك هتعملوها معايا. أنت ضحكت عليا وطلقت مراتك علشان هي تروح تلف على زيدان وتاخد ثروته وترجعلك صح ؟..بس على مين أنا هقول لعمتك وأخليها تهد المعبد فوق دماغكم.
علت يده فوق وجهها لتعلو صفعة مدوية هزت أرجاء المكان ليتعالى غضبه قائلًا وهو يكور يده حتى ابيضت مفاصله : اياك يا شذى أسمعك بتتكلمي ربع كلمة على ريحانة. ريحانة دي أشرف منك افتكري كويس احنا اتجوزنا ازاي وليه ويا ريتك تروحي تقولي لعمتى علشان تبعده عنها.
وضعت يدها على وجهها تتحسس صفعته القاسية لترفع وجهها الذي غطاه شعرها قائلة بوعيد : أنا هدفعك تمن القلم ده غالي يا قصي عارف امتى؟ لما زيدان يفضحها وساعتها هبقى مش بس كسرتك لا كسرتها وكذا مرة كمان.
لا يهمه كسرته بقدر ما يخشى على كسرة ريحانة فاحتد عليها بعنف قائلًا : زيدان مش هيقدر يعمل حاجة لأن ريحانة مش زيك ولا زي بقية الستات. ريحانة لسه بتحبني وباقية عليا ولا يمكن تبيع نفسها بالرخيص زيك.
نظرت إليه باستنكار قائلة بسخرية : ولما هي غالية أوي كده سابت كل الشغل اللي اتعرض عليها وراحت تحط ايدها في ايده ليه هاااا.؟..كل ده مش مخليك تشك فيها ولا ده اتفاق حب ما بينكم؟
تذكر غلق الهاتف في وجهه والكلمات المسمومة التي قالتها شذى للتو لينفض تلك الأفكار من رأسه بعصبية قائلًا : ايه اللي أنت بتقوليه ده.؟..احنا مش بنتكلم من يوم ما سبنا بعض لغاية ما سمر جت وقالت إنها شافتها. بس مع مين ؟ مع أخر شخص أفكر انها تكون معاه.
أتعبتها الوقفة من حملها لتجلس على الكرسي قائلة بإجهاد وتعب : وأهي معاه أهي تقدر تقولي هتتصرف ازاي دلوقتي؟ واضح إن زيدان مش بيحاول ينتقم منك أنت مش هتهمه أساسًا أكيد عايز يرد الضربة لأمه.
صرخ بغضب قائلًا : يردها بعيد عني وعن ريحانة. كله إلا ريحانة مش هسمح ليه يلمسها. لازم أتصرف ولازم أهد الدنيا فوق دماغه بس ازاي وهي خلاص عمرها ما هتثق فيا.
لمعت برأسها فكرة خبيثة جائتها للتو قائلة : نطلق أه نطلق ورجعها وهي هترجع ولو مرضيتش اعرف ساعتها إنها فعلًا متواطئة معاه وخلي عمتك تتصرف خصوصًا إنها هتقدر لو قربت شوية من ريحانة.
استشعر في حديثها أن هذا الاتجاه الأصح ولكن ما لم يتم فعله في هذه النقطة فهو الطلاق. لن يطلقةا لمعرفته بفكرتها الخبيثة ورغبتها في الطلاق لهدف في رأسها، وهو الخلاص.
بعد مرور يومين لم يلتق زيدان بريحانة ولكن كان يود أن يراها بأي شكل خاصة بعد الحيرة التي أوقعته فيها عندما لفظت قول قصي لها هتلاقي حد يحبك زي ما كنت بحبك يا ريحانة نعم هي لم تجد أحدًا تعشقه مثل قصي فقد كان مهتمًا بمظهره جيدًا ويبدو عمره صغير أمام زيدان. أما عن زيدان فلا يهمه المظهر هو لا يريدها أن تعشقه هو يريدها زوجة فقط ولكن لا بد من جذب انتباهها له. دلف لحجرة ملابسه وبحث عن شئ ليجذب أنتباهها فالتقط تيشرت أسود ليسخر فيما بينه حيث أنه في الملابس الكاجوال ينتقي الأسود فقط ارتداه ورتب هندامه ولكنه استغرب وجود شئ مثير للعين بدا له في اللون الأحمر فهبط بجسده إلى مرمى بصره في أسفل مكان ملابسه فاكتشف وجود الجاكيت الاحمر المنفوخ الذي اهدته له شذى في عيد ميلاده السابق والذي رفض إقامته ولكنها اقامته رغما عنه واعطته اياه ولكنه استهزء به واخذه واعطاه للخادمة بدون اكتراث. أنتهز الفرصة والتقطه وارتداه فوق الكنزة السوداء وما أن عدل هيئته وجلس على الأريكة يحاول أن يفهم تغير مشاعره كان ينظر إليها من أعلى وهي زوجة قصي إلى أن وقعت أمامه كفريسة لم يتخيل يومًا أن يغير من هندامه لأجلها وأن يسمح لها أن تتطاول معه وتتخطى حدودها.
اتجه إلى المصنع ليجدها تقف منهمكة في المعمل وبالرغم من ذلك أنتبهت لوجوده فارتفعت بعينيها لتنظر إليه وتتفاجئ من هيئته لتسخر قائلة : تعرف لو كانو قالولي ان زيدان الجمال في يوم من الأيام هيلبس كاجوال مكنتش هصدق.
ثم ضحكت قائلة : على حد سمعي شذى ياما حاولت معاك وأنت كنت بترفض.
ثم اقتربت منه اقترابًا مهلكًا كالساحرة وتجرأت ورفعت يدها إلى ياقة الجاكيت الأحمر تتأمله جيدًا وعقدت ما بين حاجبيها قائلة بذهول : مش ده الجاكيت البامب اللي شذى جابته ليك في عيد ميلادك السنه اللي فاتت وأنت مهتمتش بيه وعطيته للشغالة.
ثم استطردت بسخرية قائلة : ده أنا فكرتك اتبرعت بيه.
لاحظ تمرير يديها الساحرة على معطفه. نعم، هي كانت على معطفه ولكن شعر أنها على صدره لا ينقصها سوى هذا الحائل الذي يود خلعه عنه ليشعر بيديها ولمساتها ولكنه كظم مشاعره وارتفع ينظر إلى عينيها عليه وكانت كالمستهزأة حتى أوصلته للغضب فسخر هو الأخر منها ولمس يدها وتملكها بداخل يده ولكن تحدث باستهزاء قائلًا : أصل اكتشفت إن دي الحاجة الوحيدة اللي تجذبها وتجذبك وتجذب غيركم من الستات.
ثم ابتسم بخبث قائلًا : علشان أنا واحد بحب اللي قدامي يجيب أخره.
علمت هنا أنها أخطأت وهو بمظهره أوصلها للحالة التي يريدها وهي أن تظهر أخر ما عندها وتنجذب إليه عن طريق مظهره مثل باقي الفتيات.
هزت رأسها بيأس وأنتزعت يدها وابتعدت عنه بارتجاف قائلة : للأسف لو عرفت تجيب أخرهم كلهم مش هتقدر عليا. بعترف اني كنت فاشله مع قصي.
ثم استطردت بسخرية قائلة : بس اتعلمت ان أبقى كسبانه دايما,,,وللأبد.
جلس بكل برود غير عابئ لكلماتها ليتحدث بجمود قائلًا : برافو، أنتِ فعلًا هتكوني كسبانة وللأبد زي ما أنتِ عايزة بس مش هتكسبيني. هتكسبي معايا وهتكسبي أكتر مني كمان.
ثم وضع سبابته على رأسه نحو موضع عقله قائلًا : بس أنتِ تفتحي مخك.
خلعت معطفها الطبي وابتعدت عن مكان الأدوات والتحضيرات لتجلس أمامه لا يهمها نظراته هاتفته برقة مصطنعة قائلة : هفتحه بس قولي اللعبه ازاي وليه ناوي تلعبها معايا ؟ و هتسيبني أنا ألعبها لوحدي وتتفرج من بره؟ ولا هتلعبها معايا؟
صمت قليلًا لتعلم أنه سيترك لها الساحة وحدها لتزفر بحنق، ثم ربعت ذراعيها قائلة : أعتقد هتعمل كده لأنك هتخاف على زعل والدتك.
قطب جبينه كيف لها أن تعلم أن والدته طرف في هذه المعضلة ليستقطبها في الحديث قائلًا : وأنا هخاف على زعل والدتي ليه؟ والدتي مالها ومال موضوعك؟
ثم مط شفتيه قائلًا بمكر : هي اتفاجئت زيي إن خطيبتي خانتني واتجوزت جوزك ودافعت عن حق ابن أخوها ورغبته إن يبقا عنده طفل.
تذكرت ريحانة شكران و قوتها التي تسببت في حزنها لترغب في الإنتقام منها لتزفر قائلة : والدتك السبب في اللي حصل ما بيني وما بين قصي هي اللي زرعت شذى في طريقه وسهلت ليهم الجواز.
ثم أشارت عليه قائلة : بس صدقني أنت المقصود مش أنا.
ابتسم لأنه نجح في استدراجها كالطفلة ليحدثها برعب قائلًا : علشان كده بقولك سيبيلي الموضوع ده وأنا هحله بس أنتِ اللي عملالي فيها متمردة وسبع رجالة في بعض.
ثم ابتسم بثقة قائلًا : على فكرة أنا عندي علم بكل حاجة عملتها والدتي.
فرجت شفتيها غير مستوعبة ما يقوله. كانت تعتقد أنه يريد الإنتقام من قصي فقط ولكن دائرة إنتقامه اتسعت لتشمل شكران شردت في كيفية الإنتقام من شكران ليخرجها من شرودها قائلًا : أيوه عندي علم بكل حاجة عملتها. بصراحة سمر مش بتخبي عني حاجة.
ثم تحدث بحب مصطنع قائلًا : أصلها بتحبني موت بتحبني لدرجة إنها ممكن تحرق أي واحدة تقرب مني.
تذكرت وجود سمر بالمصنع وكلماتها اللاذعة لتتحدث بحقد قائلة : عندك حق بس عايزاك تعرف إنها ممكن تكون ساعدت قصي أنه يوصل لشذى زي مامتك.
ثم لوت شفتيها باستهزاء قائلة : يعني هي مش بريئة ولا حاجة و زي ما هي مش بتخبي عليك أكيد أسرارك عندهم.
رد عليها بثقة وقوة قائلة : وأنامش هستناكي تعرفيني. أنا الأخبار اللي عايزها توصل بكشفها غير كده بسيبها تلف وتدور حوالين نفسها.
ثم استطرد باستمتاع قائلًا : أصل ببقا مستمتع جدا.
نظرت أمامها بجمود وانطلقت قائلة : طب وبالنسبة لوجودي هنا ده بقا من الأخبار اللي أنت حابب إنها توصل ولا حابب تعذبها وتراقبك وتكتشفني وتيجي تواجهني وتروح تقول لأخوها.
هز رأسه باستمتاع قائلًا : من قبل ما تيجي وتواجهك وأنا حاسس إنها هتتجنن وتعرف أنا بغيب فين ده حتى أيام شذى مكنتش كده.
واستطرد بحقد قائلًا : بس الظاهر هي أخده تعليمات جامدة.
اتسعت حدقتي عينيها وزمجرت بغضب قائلة : ولما أنت عارف انها هتيجي هنا ليه خليتها تدخل المعمل لا وكمان لما جيت أواجهك بمكالمة قصي ليا مقولتش انها اللي عرفته مكاني وتليفوني.
أنتظرها حتى تفرغ غضبها ليتحدث ببرود قائلًا : أنت كلامك كان واضح أنتِ سألتي قصي عرف رقمي منين وفي نفس الوقت مقولتيش انها جت هنا واجهتك.
ثم تنهد قائلًا : مطلوب مني أوضحلك ايه بالظبط ما تفهميها أنتِ يا أذكى اخواتك.
أدركت أنها تجلس أمام محتال قصي بفعلته يعد نقطه في بحر الجمال لتتنهد بتعب قائلة : أيوه بقا ده أنت بتلاعبني عمومًا ماشي.
ثم زفرت قائلة : بس من حقي تروح تواجهها بمقابلتها لأنها شكلها هتكررها ولو كررتها أنا لا هيهمني لا أنت ولا هي.
سعد برغبتها فهي بدت أمامه تريد الإنتقام حتى من الكلمات التي وجهت إليها فابتسم قائلًا : لا هي عمرها ما هتكررها لأنها أكيد عرفت من الغبي أخوها انه كلمك وأنتِ فهمتى الليلة.
ثم ابتسم بخبث قائلًا : بس مش حابب أواجهها حابب أعاقبها.
ابتسمت ريحانة ابتسامة نصر قائلة : تعرف يا زيدان لو ده حصل، أنا هفضل أشكرك عمري لأن سمر أكتر واحدة فيهم خانتني علشان مصلحتها.
واستطردت وهي تبتسم ابتسامة ساخرة وقالت : اللي هي أنت يعني بالنهاية دمرت سعادتك.
مرة أخرى أشعرته بالسعادة ليبتسم قائلًا : ريحانة أنا محدش يقدر يدمر سعادتي جايز أنتِ شايفاها ادمرت.
ثم اقترب منها وهو في قمة سعادته واقترابه هذه المرة ليعاقبها على اقترابها له ولمسها لملابسه الذي أستشعر معه شعورًا لم يعهده من قبل وتحدث بخبث قائلًا : بس ده محصلش وإن كان في دماغي حاجة فهي علشان أساعدك.
اقترب منها أكثر لتذهل من نظرات عينيه المريبة والغريبة المنتظرة لردة فعله لتنتفض وتنهض وتبتعد حتى وصلت إلى مكان أدواتها تعيد ترتيبها وتهتف بارتباك قائلة : أنا مش عايزة حد يساعدني أناغلطانة أصلًا اني اتكلمت معاك.
ثم التفتت تسأله قائلة : في ايه.؟ .. أنااللي بيني وبينك شغل وبس. لو سمحت مش عايزة كلام في موضوعات شخصية بعد كده.
ابتسم بخبث لانه نجح فيما يرنو إليه وهو جعلها ترتبك من قربه مثلما فعلت معه فنهض وهز رأسه بطاعة تمثيلية وغادر المعمل مستمتعًا بارتعاشتها الناتجة عن قربه وفور خروجه وضعت يدها على قلبها تتنهد بصعوبة.
تركها ورحل من المصنع بأكمله متوجهًا إلى أمير في النادي خاصته حتى يرفه عن نفسه قاد سيارته يتذكر وجوده وقربه منها ونظرات عينيها بربكة لترتسم فوق وجنتيه ابتسامة خبث توقف بسيارته أمام النيل لاحتياجه إلى استنشاق بعض من الهواء ترجل من سيارته وسار نحوه وجلس أمامه أخذ ينظر إلى جواره على المقعد ليتخيلها تجلس بجواره أغلق عينيه فور تخيلها ليوقف الرؤية عند تخيلها يتذكر أنها علمت أن نظراته لها نظرات رغبة .ولكن لم تمهله بعد أن كانت ستضع يدها في يده تحولت وهربت من محياه وشغلت نفسها بالعمل متذمرة على وجوده.
ذهب إلى أمير ليمضي سهرته معه حيث اللهو ولكن زيدان كان في عالم أخر استخدم أمير كافة الأساليب لجره إلى عالمه من جديد ولكن دون جدوى كان شاردًا، زفر أمير بحنق قائلًا : أنا قلتلك بلاش يا زيدان صممت تمشي في اتجاه الكل هيبقى ضدك فيه اه أنا مش همنعك تاخد حقك بس مش بالطريقة دي أنت بتهين نفسك.
ابتسم زيدان بخبث قائلًا : ليه يعني علشانها مطلقة ومش بتخلف وعلشان أبوها مسجون وأمها ست لا مؤاخذة طب ما هو ده المطلوب علشان أمي تعرف انها خسرت كتير يوم ما بعدت شذى عني.
هز أمير رأسه بيأس قائلًا : تمام أنا معاك في كل اللي قلته ده بس أنا خايف على سمعتك في قلب السوق وبعدين تعالى هنا زعلان أوي على شذى ؟ ..هي لو بتحبك مكنتش فكرت لحظة تعمل القذارة دي.
رد عليه زيدان بجمود وهو يتناول بعض المكسرات باستمتاع : ما أناعارف إنها قذرة زيهم بس اللي تعمل كده بتعمل علشان الفلوس ومعلش بقا قصي ده لولا أمي عليه هو وأبوه وأخته كان فاتهم شحتوا. ده غير اللي عملته ريحانة معاه.
ابتسم أمير بخبث قائلًا : الحب يا أخويا الحب أنت ما شاء الله الرجل البارد اللي يقدر يحسس أي ست انها مجرد ليلة عابرة. حتى الليلة ممكن تستكترها عليها. شذى عمرها ما حست معاك بالحب.
تنهد زيدان قائلًا : تمام هي كانت بدور على الحب هو ازاي يسيب البنات كلهم ويبص لحاجة بتاعت واحد غيره؟ .ااااه يا أمير لو كنت شفت نظرات الحب إلى في عينيه لريحانة عمرك ما هتصدق انه يعمل فيها كده.
قطب أمير جبينه قائلًا : أنت كنت مركز معاهم بقا طب ما غيرتش ولا خفت شذى تغير منهم في يوم من الأيام.؟..أهي طبلت فوق راسك وابقى قابلني لو ريحانة رضيت بيك.
تذكر زيدان قربه منها ليرد باستمتاع قائلًا : أنا ممكن أعمل حاجات كتير أكتر من اللي قصي كان بيعملها بس عارف انها عمرها ما هتصدق راجل تاني بعد اللي حصلها ولو حصل ورفضت أنت عارف هتتصرف ازاي يا أمير.
نظرات زيدان وشروده المتكرر أثار القلق في نفس أمير أن يكون قد عشقها فأصر أن يفصله ويعيده إلى أرض الواقع قائلًا : أنا رأي تخلص الموضوع بدري وخصوصًا قبل ما ترجع بيت أمها لأحسن تاخدها بمصيبة. كفاية عليك هتبقى زوج ست أبوها مسجون.
استمع إلى كلمات أمير بلا مبالاة ثم أنتفض كمن لدغته عقربه ليجحظ بعينيه فور رؤيتها تقف بجانب والدتها لا تختلف عنها مطلقًا التقط أنفاسه بقسوة وجمود وبدت تعابير وجهه صلبة وعيونه التي لا ترف مسلطة عليها لينهر نفسه على اعتبارها مختلفة فمثل هذا المكان لا أحد يجبر على الدخول إليه حتى ولو كانت والدتها تحديدا حدث نفسه وهو مازال مسلطًا عينيه عليها قائلًا : ليلتك سوده يا ريحانة الزفت.
وجدها تتحرك مع والدتها نحو باب الخروج ومعهم ذلك الشاب الذي تحدث عنه أمير ليقوم بخطى مسرعة ويصل إليهم قبل أن تفر هاربة منه.
من أين جائت ريحانة؟ ريحانة رغم اعتراضها على حياة والدتها إلا أنها لا تتركها في مثل هذه المواقف حيث هاتفتها وأعلمتها أنها مريضة كل ذلك حتى يتسنى لها أن تجمعها بابن صديقتها ما أن وصلت ريحانة قامت شمس بإتقان دور التمثيل عليها قائلة بضعف مصطنع : ريحانة حبيبتي كويس انك جيتي ومش طنشتيني. أنا تعبانة أوي يا ريحانة وعايزاكي تروحي معايا لأحسن أموت في البيت وأنا قاعدة لوحدي.
أخذت ريحانة تسندها قائلة : مكنش ليه لزوم خروج وسهر يا ماما أنتِ مش صغيرة، مش كفايه اللي بيحصل في البيت جايه تكملي هنا ربنا يستر ميبقاش عليكي ديون.
ردت شمس وهي متوجهة نحو سيارة المدعو زاهر ابن صديقتها لتنظر إليها ريحانة بتوجس وتكاد أن تسألها ماذا تفعل لتتصنع شمس التعب قائلة : اركبي يا ريحانة. ده زاهر ابن نعمات وبعدين أنت عايزانا لسه نستنى تاكسي وأنا في حالتي دي أنا مش هقدر ممكن أقع منك.
أشاحت ريحانة بوجهها إلى الجانب الأخر تهتف باستهجان قائلة : مش هيحصلك حاجة يا ماما بلاش الحركات دي لو سمحتي أنا هتصل بنورا تيجي تاخدنا بعربيتها وفرصة أجيب لبسي من عندها.
حاولت ريحانة الهروب ولكن دون جدوى فقد قامت شمس بسياسة الضغط عليها قائلة : اركبي بقا يا ريحانة أنا تعبت ده مسافة السكة. زاهر مش هيعضنا ده لطيف خالص وبالمرة هيفوت على السوبر ماركت يجيبلنا أكل.
قالت هذه الكلمات وهي تغمز لزاهر الذي سرعان ما فتح الباب الخلفي وأجلس شمس ليتقدم ويفتح الباب الأمامي لريحانة لتتمدد شمس الخبيثة في المقعد الخلفي كله نظرت ريحانة إليهم بذهول وأحست أن لا مفر مما يحدث فوضعت يدها على الباب بشرود واستسلام لكي تركب لتتفاجئ بمن يصفع الباب على يدها لتصرخ قائلة : اااه .ايدي دمممم.
نعم دم حيث أغلق باب السيارة على يدها بدون رحمه بأقسى ما عنده وجودها في هذا المكان أشعل النار بداخله فما بالكم بدلوفها السيارة مع تلك الساقطة والساقط.
التتفت وهي تتحسس يدها والدماء تتدفق منها لتجحظ بعينيها حيث وجدته يقف أمامها بعيونه التي يملؤها الشرار قائلًا وهو ينظر إلى زاهر وشمس التي استغربت وجوده لتخرج من السيارة مسرعة كأنها ليست بمريضة لتهتف بعنف قائلة : ايه اللي أنت عملته ده؟ أنت ايه اللي جابك هنا.؟..تعالي يا ريحانة نطلع على القسم نعمله محضر تعدي وأنت تشهد يا زاهر ايه القرف ده؟
تلجلج زاهر بخوف فهو يعلم من هو زيدان ومدى سطوته ليرتبك قائلًا : طب ما نحلها ودي يعني أكيد زيدان باشا ميقصدش. اتفضل يا باشا العربية تحت أمرك أي خدمه شمس هانم صديقة والدتي وتعبانة.
ابتعدت ريحانة تتوجع بيدها وتأن لتقوم بالاتصال بنورا لتنقذها من هذا الموقف لتحدثها قائلة : نورا الحقيني ماما كانت تعبانة وجيت أخدها من نادي القمار و كانت مرتبة أروح معاها ومع زاهر في عربيته زيدان طلعلي من تحت الأرض.
لم تستطع سماع رد نورا حيث أخذ الهاتف من يدها الأخرى وأغلقه ثائرًا وهو يجز على أسنانه : تاني غلط ليكي النهارده الأول وجودك في مكان قذر وأنتِ عملالي فيها شريفة ورايحة تركبي مع البيه على أساس الهانم مش بيهمها الفلوس.
واستطرد وهو يرفع اصبعيه السبابة والوسطى قائلًا بغضب : والتاني الهروب اللي مش مسموح يحصل وأنا موجود.
ارتعدت ونظرت حولها فلم تجد سيارة زاهر ووجدت والدتها تجلس بسيارة زيدان تزفر بحنق قائلة بصوت همجي عالي : لا بقا أنت مشيته علشان تقفوا تتسايروا خلصوني من أم الليلة الهباب دي وأنتِ يا ريحانة ابقي فهمي زيدان باشا ان زاهر في حكم خطيبك.
لتنظر ريحانة على الفور إلى وجهه الذي كساه الغضب وتذهب إلى السيارة وتجلس وهي ممسكة يدها تتحسسها لتجده يتناول علبة الإسعافات الأولية ويرميها على ساقيها كي تحقن دمائها ويتوقف النزيف المتسبب فيه وهي تائهة فيما حدث وعنفه وقسوته في التعامل لتنتبه على حديث شمس وهي تستكمل خبثها قائلة : أنتِ روحتى فين؟ مش كنتي تفهمي البيه قريب طليقك إن زاهر اتقدم ليكي وراضي بعيبك ومستعد يعيشك في جنة لأنه بيحبك أوي يا ريحانة.
وضع يده على المقود وانطلق مسرعًا حتى أن ريحانة استشعرت أنه يقودهم إلى الموت ولا يهمها يا ليته يقودها إلى الموت لكي ترتاح أما شمس فابتسمت وهي تنظر إليه في المرأة بخبث وبمكر لأنها فهمت ما يجول برأسه جيدا.
يتبع…