اخر الروايات

رواية تزوجته رغما عنه الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم حورية

رواية تزوجته رغما عنه الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم حورية 


البارت الجديد السادس والثلاثون
يالــه من موقف..ويا لــها من لحظات مرت بطيئه جدا..كل شئ سكن من حولها فجأه ...اصبحت الدنيا من حولها رماديــه...ولا ترى أى شئ واضح سواه...
ارادت ان تتيقن ان هذا غير حقيقى ..فقطعت الصمت وقالت له بعدما نهضت من مجلسها:-انت بتهزر؟!
نظر بعينيها طويلا وصمت...
هزت كتفه بعنف وصرخت به:-انطق ...انت بتكلم جد ..عايز تجوز ؟
رد بهدوء:-ايوه يا مها ...ثم تابع بحزن:-انا تعبان جدا مبقتش اعرف اتبسط بحاجه الا فى وقتها واول لما بتروح بزعل تانى ..نظر لعينيها وأمسك يدها وتابع بصدق:-والله العظيم بحبك ...بس بحبها هيا كمان حاولت كتير اوى اوى انى اشيلها من دماغى معرفتش ...
نظرت له ببرود ونطقت:-علياء..
هزّ رأسه بالايجاب واكمل:-واللى زود ده انها بقت معايا فى الشغل ...حسيت بميت مليون احساس لما عرفت انها هتتخطب لمديرى فى الشغل ...ولما رفضته
أكملت مها بنفس البرود المغلف بالسخريه الواضحه:-فرحت طبعا ...ثم تابعت :-وانت بقى جاى تاخد رأيي ولا بتبلغنى ولا رأيي تحصيل حاصل بقى
كانت تحترق بداخلها ...و لأول مره شعر ت بمدى ضاّلتها فى عينيه ...
نهض من مجلسه و وضع يده على وجنتها وقال بصدق:-مها انتى عارفه انا بحبك قد ايه ...وعمر رأيك ما هيكون تحصيل حاصل
نظرت له بسخريه واتجهت الى غرفتهم بخطوات بطيئه ...مازال يعدو ورائها ...
فتحت الخزانه والتقطت حقيبة سفر كبيرة الحجم ..و وضعتها على الفراش المقابل للخزانه ...
هنا نطق هوا متوسلا:-عشان خاطرى يا مها متكبريش الموضوع ..متمشيش يا مها ..انا مقدرش اكمل حياتى من غيرك والله ..وكاد يكمل قبل ان يرى انها تأتى بملابسه هوا وليس ملابسها وتضعها بداخل الحقيبه بعنف...
بهت تماما لتصرفها...
أما هى لم تتوقف ...جمعت كل ملابسه فى تلك الحقيبه حتى امتلأت عن اّخرها...
والتقطت بعدها حقيبه اخرى اصغر فى الحجم واتجهت الى باقى اشياءه كلها الصغيره كعطوره وأحزمته حتى انتهت من تلك الحقيبه هي الاخرى ...
و وضعتها داخل نظيرتها الاكبر حجما....
كان ينظر اليها بدهشه حقيقيه ...كيف تمردت هكذا؟!...
أما هى مازالت محتفظه بجبروتها ...وقالت له وهى تصرخ به وتنظر له بتحدى واضح:-أطلع بره بيتى
تلعثم قليلا وقال لها مرتبكا:-مها ..اسمعينى بس ...
كررّت بصراخ:-انت مبتفهمش...بقولك اطلع بره بيتى ...
اقترب من الحقيبه وكاد ان يأخذها بعدما انحنى ارضا ليرى ان دماءا كثيفه غطت الارض من تحت مها وشوهت بياض ساقيها ...
اذا فقد كانت تلك النار المشتعله بداخلها..انذارا لرحمها بأن يتخلى عن ذلك الجنين ..وقد لبّى رحمها ذلك الانذار سريعا...
صرخ من منظر الدماء ونظر لها قبل ان تسقط هى ارضا و معها دموعها ...وصرخ بخوف حقيقى:-مها...فيه ايه ؟
************************************************** *********
وفى مكان اخر ...كانت نهال قد سيطر عليها الملل تماما ...الوحده ..بالرغم من وجود والدتها معها الا انها كانت تحتاج لشئ اخر ...
كانت تحتاجه وبشده ..قررت ان تتصل به بالرغم من غضبها منه ..فلم يتصل بها من بداية اليوم ...
رنّ هاتفه فاستيقظ وأمسك به ...كان فى حاله يرثى لها ...لا يريد التحدث مع احد ..فكّر الايجيبها ...,لكنّه خشى ان تتصل بخاله او اى شئ اخر لم يفكر كثيرا واجاب اتصالها وقال بصوت مبحوح:-ايوه يا نهال
نهال بقلق:-مال صوتك ..انت تعبان يا كريم ؟
لم يرد عليها بل بكى وبشده ..ثم قال وهو يلهث:-انا تعبان اوى يا نهال محتاجلك اوى اوى
نهال بتلقائيه :-طب تعالى ..وانا هكلم طنط اقولها
قاطعها قائلا ومازال البكاء يتخلل صوته:- مش هينفع ..متكلميهاش هيا مصممه الاسبوع يعنى الاسبوع
نهال بقلق:-ده مفاتش منهم غير يومين بس ثم تابعت:-طب اقولك تعالى نتقابل بره
كريم :-انتى نسيتى انى فى محافظه تانيه
نهال بخيبة امل:-اه صح ...معلش يا حبيبى هانت ...طب قولى مخنوق من ايه
كريم بحزن:-مخنوق مش عارف من ايه
ثم لاحظ انه سيبدأ مسلسل من الاسئله فقرر ان يقطعه قائلا:-معلش يا حبيبتى هقفل عشان خالى بينادى ..
أغلقت معه والقلق يجتاحها ...
أما هو كان تائه حقا ...لا يعرف ماذا يفعل؟!...وفجأه رنّ هاتفه مره اخرى ...كانت والدة ملوك ..
اجابها بقلق قائلا:-ازى حضرتك يا طنط
والدتها "اسماء"بلهفه:-قولى يا كريم يابنى ايه اللى حصل بس...ملوك من ساعة ما جت وهيا حابسه نفسها فى اوضتها ...انا خايفه عليها يا بنى اوى ..تابعت وقد بدأت بالبكاء:-انتوا اتخانقتوا سوا ليه بس
كريم بحزن واضح:-طب انا جايلها يا طنط
اسماء بقلق بالغ:-متتاخرش يابنى احسن ديه مش راضيه تحط حاجه فى بوقها ومن شوية جتلها الازمه ورافضه تاخد الدوا حتى
اشتد قلقه وردّ عليها :-ازمة ايه يا طنط ...
اسماء بحزن:-عندها حساسيه عالصدر ولما بتجلها الازمه نفسها بيروح خالص ..انا مش عارفه اتصرف يابنى
أغلق معها الهاتف واغلق ازرار القميص وأخذ مفتاح سيارته واخذ يقودها بسرعه هائله ...
بعد حوالى ساعه كان يطرق الباب بلهفه ...
فتحت والدتها ..واشارت باصبعها تجاه فمها ..بمعنى ان يدخل بهدوء ...
استجاب لها حتى اشارت له بان يدخل الى الغرفه المقابله للباب الذى اغلقته ...
اقتربت من مجلسه وقالت له بحزم :-انت مديت ايدك على ملوك ؟
لاحظ عصبيتها الشديده ...فردّ مرتبكا متلعثما :-لاء يا طنط ..ليه بتقولى كده؟
ردّت ومازالت تخفض صوتها :-دخلت اقول لملوك انك جى اتعصبت جدا وقامت من الغطا اللى كانت مكتفه نفسها بيه وساعاتها شوفت ايدها كلها خربشه
و وارمه جدا ..وفى تلك الاثناء نظرت الى يده فلاحظت تلك العضه التى نالها من ملوك ..ففهمت تقريبا ما حدث وقالت له بعصبيه:-انت عملت ايه فيها انت اغت..
كادت ان تكمل حديثها قبل ان تدخل ملوك وتوجه حديثها لوالدتها قائله وهى تلهث:-ماما سبينى معاه شويه
نظرت والدتها لها بخوف وقالت لها بتوسل:-عشان خاطرى خدى الدوا شايفه نفسك عامل ازاى ...
ردّت ملوك بصوت مبحوح:-حاضر يا ماما ..سبينى بس
انصاعت امها لطلبها ...
جلست بعيدا عنه ..واخفضت صوتها قائله له وهى تبحلق به :-انت معندكش دم ..ايه الى جايبك هنا ؟ ثم تابعت بعد ان سعلت سعله خفيفه :-عموما كويس انك جيت عشان ننهى كل اللى حصل ..
كريم متجاهلا حديثها:-ممكن تاخدى الدوا طيب
ردّت بعصبيه:-انت مالك انت بيا؟ لو سمحت طلقنى وخلصنى من اللى انا فيه ده ...
تأمل وجهها الشاحب ...والهالات السوداء التى تغلف عيناها ...وكفيها الممتلئان بالحمره .. وردّ عليها متوسلا:-ادينى فرصه تانيه ارجوكى ...ديه اول غلطه اغلطها
عشان خاطر سليم
غضبت اكثر ونظرت فى الاتجاه الاخر:-انا مش طايقه ابص فى وشك..انا اول مره اكره حد كده ...اول مره مقبلش اعتذار حد ..اختضنت جسدها بين يديها وتابعت وقد بدأت الدموع تتساقط من عينيها :-انا اول مره اخاف كده ..تابعت بعد انا مسحت دموعها :-طلقنى ..لو بتحب مراتك طلقنى ..
هنا فتح الباب فجأه كانت والدتها تستمع اليهم ...استنتجت ما حدث ..فصرخت به قائله:-انت اتجننت انت ازاى تعمل فيها كده انت معندكش دين ولا اخلاق ثم وجهت
كلامها لملوك واكملت بعصبيه :-هو ده اللى قولتى هتجوزه وسبتى عشانه عادل ....اللى كان بيتمانلك الرضا ترضى
نهضت من محلها وقالت لامها بعصبيه:-ضغطك عليا هوا اللى خلانى اعمل كده ...حرام عليكى يا شيخه انا كنت مرتاحه من غير جواز ..تصميمك على عادل هوا اللى خلانى اجوز اى حد يتقدملى غيره وخلاص ...عادل ده حرامى وعايز ينهب فلوس ابنى ...وانا مش هديله الفرصه ديه ثم وجهّت بصرها ناحية كريم وبدأت بالبكاء وقالت له:-عادل ده كان بيمد ايده عليا وانا معاك...شايف الرجوله اللى كنت فيها ...فرحان بنفسك دلوقتى
جرى الدم فى عروقه حتى كادت عيونه الزرقاء ان تحمّر ...فصرخ بها بعصبيه:-ابن الكلب...مقولتيش ليه ...
لم تنتظر والدتها اكثر فنظرت لملوك بحزم وصرخت بها:-الكلب اللى قدامنا ده هيطلقك وعدتك هتخلص من هنا وهتجوزى عادل يا ملوك واعلى ما فى خيلك اركبيه ...
دارت الدنيا بها ...اصبحت لا تملك نفسها ...لحظات وسقطت مغشيا عليها ....
هرول كريم ناحيتها ...وحملها سريعا فى سيارته ومعه والدتها التى بدأت بالنحيب ....
وصلا الى اقرب مستشفى ..فالى قسم الطورائ...فالى طبيب فى العشرينات ...
وجه حديثه لكريم قائلا:-الحمد لله يا استاذ الجنين سليم محصلوش حاجه ...
تعجب كريم وردّ:-جنين ايه ؟
************************************************** ************************
"هيا مها اتاخرت كده ليه يا ماما"قالتها اميره لوالدتها ...
ردت بتعجب:-انا عارفه يا بنتى ...ديه سايبه عيالها من امبارح ومشفتهومش بس اتصلت وقالتلى انها هتيجى عشان تسلم عليكى ..
اميره بهدوء:-الغايب حجته معاه
**********************************************
كان قد بذل مجهودا فى تغطية ذلك الثوب القصير الذى كانت ترتديه بعباءه سوداء طويله ...ثم ستر شعرها بطرحه طويله ايضا
وهرول بها الى سيارته فالى المستشفى ...
استقبلها طبيب الطوارئ قائلا لحسن ببرود:-المدام لازم تدخل العمليات فورا يتعملها عملية تنضيف للرحم ...ربنا يعوض عليك
اندهش حسن وردّ فى تعجب:-هيا كانت حامل
ردّ الطبيب:-اه كانت حامل فى شهرين تقريبا ...
طلب منه ان يتجه الى الحسابات ...ودخلت "مها"الى العمليات ....
مرت ساعتين ...شعر فيهم بالاسى والرعب ...كيف يحبها ويحب غيرها....احساسه بالذنب على ضياع ابنه سيـــطر عليه...بقى صامتا ينظر ارضا
.حتى خرج الطبيب ..هرول حسن اليه قائلا:-عامله ايه يا دكتور
طمأنه الطبيب واوضح له انها ستعود الى الوعى فى خلال ساعه تقريبا او أقل ...
مرت بطيئه هى الاخرى ...حتى فتحت عينيها اخيرا ببطئ فنظرت له قائله:-مات؟
أمسك بيدها ونظر داخل عينيها وبصدق قال:-بكره ربنا يرزقنا بغيرها...
ردّت برضا:-ان شاء الله يا حبيبى...
فاق على صوت الممرضه التى نادته قائله:-يا استاذ المدام فاقت ....
هو حلم فعلا يا حسن ....
************************************************** *
شكرا على كل اللى بيستحملونى ...البارت صغير جدا
بس فعلا الظروف هيا اللى خلته كده
شكرا تانى للناس اللى بتعذر
ادعولى ربنا يرزقنى رضاه و يفرحنى بالنتيجه


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close