رواية عشقت امرأة خطرة الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم ياسمينا احمد
الثاني والثلاثون
فى الصباح
وقف "زيد"أمام الشرفه ينظر فى هاتفه الذي إستمر بالرنين مدة طويلة يقرأ حروف إسم نهي بتردد كبير فى فتح الخط بينه وبينها أخيراً إهدي لأن يحادثها وخاصتا وصبا مختفيه بالحمام رفع الهاتف على أذنه وهتف بنبرة جافه:
تعجبت من طريقته وردت بذهول:
-انت بتكلمنى كدا لي يا زيد
نظر خلفه ليتأكد من خلو الغرفه من صبا وصاح بخفوت :
-عايزانى اكلمك ازاى بعد ما عرفت إنك قطعتى فستان الفرح بتاع صبا يوم الفرح
ظهر التوتر على نبرتها وتقطعت اجابتها وهي تسأله :
-هي اللى قالتلك انت صدقتها يا زيد
قاطعها ناهيا :
-هي ما قالتليش حاجه ولعلمك هى لسه ما تعرفش انا أقسمت إن لو عرفت مين لهعاقبه وانا سبق ونبهتك
راوغته قائلة:
-خلاص قولي مين قالك مين من مصلحته يبوظ علاقتى بيك
اجابها :
-امي ولا هي كمان كدابه
لم تجد حجه فى ذالك ان قالت ونيسة شئ يعني أنها حشرت فى مصيده حاولت تغير الامر والعبث فى عقلة متحدثه :
- حاسة إنك مش عايزنى يا زيد وإكتفيت ببنت عمك لا بقيت عايز مريم ولا نهي ولا أي حاجه من ريحة غالية غاليه اللى ضحت بنفسها عشانك
عرفت أين موطن الالم وضربت لكنه حذرها من جرفه فى هذه الحالة التى سبق وعايشها وهتف من بين أسنانه محتدا:
-ما تلفيش وتدورى يا نهي انتي غلطانه وبتكابري
سالته بجديه:
-الفرح مش اتعمل وفرجت البلد كلها إنك نسيت غاليه ووقعت لشوشتك فى العيلة دي عايز إيه تاني مش عايز مريم بلاش أخد بنت أختى وإنت عيش براحتك مع ست الحسن والجمال
أطبق أسنانه بضيق من حديثها ورمي التهمه عليه أنه نسي زوجته وترك إبنته كالدمية فى يد صبا تلوى ذراعه بقوة وتسأله دون إكتراث:
-هتيجي تتغدى معانا انهارده ولا لأ
مال برأسه ليهمس مغتاظا:
-هاجي ،هاجي عشان بس أحاسبك على اللى عملتيه
اجابة بلا مبالاة:
-تعال يا زيد لما اشوف أخرتها معاك
ما إن أغلق الخط بينه وبينها والتفت حتى إختطفت صبا منه الهاتف بشقاوة وهي تسأله بمرح:
-بتوشوش مع مين ؟
رات إسمها على لوحة الشاشة وإختفت إبتسامتها وتغير ملامح وجهها بالكامل وظلت تنظر اليه بصدمه أربكته
هتف بملل:
-صبا ما يبقاش عقلك صغير
صاحت بإندفاع فى وجهه:
- عقلي صغير إنت مستصغر عقلى إنت لسه امبارح دا قايلي إن انا ملكك وانتى ملكي إنت بتنيمنى يا زيد لدرجادي شايفنى مغفله
امسك بيدها ليهدئها لكنها لم توافق دفعت يده عنها بعنف وزمجرت زاعقه بحده:
- انت بتعمل زيهم إنت بتضحك عليا لكن وحياة ربنا لاوريكم من هي صبا
استدارت من أمامه لتعود حيث الحمام تحرك من ورائها لكنها أغلقت الباب بوجهه نادها وهو يطرق بضيق:
-بطلي شغل العيال دا إفتحي نتكلم
هتفت من خلف الباب بعصببه:
-ما فيش بينا كلام
لكم الباب بغضب من منعها له وهدر مغلولا :
- يا صبا افتحي البيت كلو هيصحي على خناقنا ،يا بنتي افتحي
استمرت على عنادها ولم ترد عليه انفجرت فى نوبة بكاء هستريه ،ضم فاه بغضب من تصرفها الاهوج وعدم السماح له بتبرير شئ دفع الباب بجسده عدة مرات لكن متانة الباب حالت دون فتحه فهتف اخيرا قبل ان يغادر:
- براحتك يا صبا انا هسيبك دلوقت وأرجعلك كمان شويه
والله لأوريكي على عمايلك دى
ظلت كما هي تبكي بإنهيار بالمرآه بقلب منفطر جرحها من كان دوائها وأحزنها بشدة خيانته لها ،لا لوم ولا عتب على إمرأة مجروحه .
عدت "بثينه"لتطمئن لخطتها رأت "زيد"وهو يركض بإتجاه البوابه الخارجية بوجه مكفر حتى أنها دعته للسلام ولم يسمعها ،مالت الى مها التى تجلي بجوارها وسألتها :
-الله مالو زيد ؟
أجابتها "مها"وهي تنظر لإتجاه بإبتسامه خبيثه :
-سبيه دا متورط أحلي ورطه مع صبا إمبارح البيت كلو كان مقلوب عشان عملت عملة منيلة بنيلة
ظهر الاهتمام والفرح على وجهه ونيسة بسرعه وصبت تركيزها وهي تسأل بفضول:
-إيه اللى حصل؟
هتفت مها ولازال ابتسامه الشماته تملئ فمها :
- اتخانقت هى وونيسه وونيسة إشتكت لزيد وللحاج
شهقت "بثينه"وسألت بفتور :
-ويعنى ابويا الحاج هيعمل إيه ؟
ردت عليها "مها" بضيق:
-سابهم وطلع وزيد قال لونيسة إحترميها وهاتي طباخ ولا حد يساعدك يعنى بالبلدي كدا ما حدش يشتكي منها
ظهر الاستياء على وجه ونيسة وهي تردد بقنوط:
-السحر السحر اللى عامله جامد
سالتها مها بحنق:
-يا اختى والرجل اللى روحنالوا دا ماعملش حاجه
هتفت بثينه بثقه:
-اصبرى الاسبوع ما خلصش هتخلص يعنى هتخلص
"بالاعلى"
عاد هاتفها يرسل اشعار بالرسائل النصية الخاصة
لم تكن بمزاج جيدا للرد على أحد لقد جلست امام المرآه
تمشط شعر "مريم" بشرود نصف عقلها مع زيد والنصف الآخر فى كيفية التخلص من" نهي" الشيطان نفسه كان يستعيذ من أفكارها الشريرة وتوارد خواطرها العنيف
وما بيدها حيلة سوي التخيل تتخيل أن بيدها نصل حاد وتغرثه بصدور كل من أذوها ،وها هو أحدهم يقفز من جديد على شاشة هاتفها برسائل متوالية من "رشدي"
الذي أرسل عدة رسائل
-وحشتينى يا صبا
-عاملة ايه
-سؤال غبى منى اسف انا عارف انك مش هتقدري تنسيني بسبب اللى حصل زمان بس ميت مرة قولتلك انا عملت كدا عشان بحبك هو أنا غلطت انى عبرت عن حبى
اديكى اتجوزتي وعرفتى ان مافيش حد بيقرب من حد قوي غير لما يكون بيحبه
قرأت الرسائل بفتور وكأنها لم ترى شيئا منه كان افضل جواب عليه هو تجاهله التجاهل التام يعيد كل شئ لحجمه الطبيعي كذالك فى البشر التافه منهم لا يستحق معاناة الرد وطاقة النقاش
جائت "ونيسه"لتجلس معهم وقد بدى على وجهها الضيق والانزعاج على الفور هتفت بثينه بأسف:
- عيني عليكى يا ام زيد ربيتى يا خايبه للغايبه
لوحت "ونيسه"بيدها حتى تكتفي قائلة بتعب:
-سبينى م الكلام ده يا بثينه أنا الهم قاعد على رأسي ومش راضي يفارقنى كأن إتكتب عليا الغلب من يوم ما دخلت هنا
استدارت بثينه بجسدها وقالت باهتمام:
-وربنا انتى اللى خايبه وهتفضلى طول عمرك خايبه بقى حتة عيلة زى دى تغلبى فيها
نفضت ونيسه رأسها بيأس فبثينه لا تعلم كم ستكلفها الحرب مع صبا :
-الغلب فى زيد إنتى ناسيه عماد وعمايل عماد لو وقف فى وش زيد دا إمبارح كان هيصور قتيل
اجابة بثينه بلوم عليها :
-انتى السبب برضوا عماد قلبه ابيض ولو إنتى إلينتى معاه شويه كنتى أخدتيه فى صفك من زمان ونهيتي المشاكل دي
نظرت لها ونيسة بضيق ومها تجلس بينهم وتسمع بإنصات تريد إستغلال أي شئ لصالحها والاستفاده بأكبر شكل ممكن
- بثينه إنتى مش عارفه حاجه عماد لا قلبه ابيض ولا يملي عينه إلا التراب صحيح هو اخوكي بس انا عارفاه اكتر منك
تدخلت مها وهى تضع يدها على كلاهما قائلة بصوت منخفض:
-اهي جات صبا
رفعت ونيسة بصرها تجاهها ولاحظت حالتها المزرية لم تكن على سجيتها وهى تنزل الدرج بيدها مريم وأعينها متورمه من كثرة البكاء ،رمت مها كلمه بشماته وهى تميل لونيسه :
-لأ إبنك طلع راجل يا ونيسه
ضحكت بخفوت هي وبثينه التى أشفي غليلها مظهرها الباكي وعيونها المنتفخه وقالت بسعاده:
-شكله إدها علقة محترمه يسلم ايدوا إبن اخويا
لم تعتم ونيسة بحديثهم ولم تجاريهم بالضحك ظلت تنظر تجاه صبا بصمت وتحدى حتى إقتربت منهم وألقت التحيه ببرود وسخرية:
-السلام عليكم يا جماعه الخير
سألتها بثينه على الفور :
-مالك يا بنت اخويا عنيكى حمراء ووشك يقطع الخميرة من البيت ليه؟
حاولت "صبا" ان تتجاهل إستفزازها وردت بهدوء عكس ما يدور بداخلها:
-ما نمتش كويس يا عمتوا شكرا لسؤالك وإهتمامك
لوت جانب فمها قاصده رسم إبتسامة مستخفه ،مدت بثينه يدها لتجلسها عنوة بمقابلهم وسألت بإهتنام وشماته:
- ضربك
تحسست يدها ووجهها بفضول وأردفت:
- بإيدوا ولا برجلوا
ضحكت مها بصوت عال وكأنها أصبحت ماده للسخرية،رفعت حاجبيه بيأس من تحمل سخريتها
هتفت مها ضاحكه:
- اكيد ماخلاش فيها حتة سليمه قوليلنا يا صبا خلينا نطمن عليكي
حافظت على صمتها وظلت تداعب خصلات شعر مريم بهدوء غريب وصمت غير المعتاد منها ومع كثرة الإلحاح والسخرية اللاذعه لم تجد بدا إلا من نهر "ونيسة"بالقول :
-عايزانى اقول حاجه ما عملهاش زيد ما ضربنيش ولا زعلنى اللى زعلنى بجد إن طنط ونيسه طلعت كدابه وانكرت إنها مدت إديها عليا
اعتدلت لها ونيسه وصاحت بانزعاج:
- انا كدابة يا بت بشري انا لو عليا كنت كسرت عضمك
تحدثت "مها" مسرعه:
-روقي يا ونيسه البت مضروبه فى رأسها باين عليها وشكلها بتخرف
نظرت لها صبا بعداء وزعقت بها :
-خليكى فى حالك يا مرات ابويا زيد بيحبنى وعمروا ما هيمد إيدوا عليا
هتفت بثينه مستنكره:
-ياسلام ع الحب اللى مولع فى الدره بكرا اما تيجي نهي
تنسيه إسمك
هذا الموضوع بالنسبة لها شائك وبغيض إنفعلت متحدثه بشر :
-مش هيحصل ونهي بتاعتكم دى مش هتدخل البيت حتى لو حصلت اصور قتيل فاهمين ولا لاء
إكتفت بهذا القدر وهبت واقفه من بينهم وتشبثت بيد مريم وهي تقول :
-تعالى يا مريم نلعب على السطوح
غادرت المكان وتركت لهم الهمسات والأحاديث الجانبية،لتقول بثينه بعدما رحلت:
-جاتك غوره ياساتر عليكى شر ماشي على الارض
ووافقتها "مها"بالقول:
- صحيح والله دى مدبوحه بتفرر حب إيه اللى بتكلم عنه زيد هيتجوز اخر الشهر دا
الوحيدة التى لم تشترك معهم "ونيسه"قلبها كان مقبوض ولا تعلم السبب مجرد شعور خانق لا تعرف له سبب.
"فايز وزيد"
إتجه إلي منزل خصم الرجل الذي إستغاث به فى مشكلته مع جاره ومعه "زيد" لقد اختاره ليكن معه فى مثل هذا المكان ليشاوره ويعطيه خبرة فى حل الأزمات والنزعات بين الأشخاص طرق باب الرجل ليفتح له رجل فى منتصف الأربعينات بأعين حادة وبشرة سمراء ظهر على وجهه علامة الفضول والتعجب بعدما عرف من يكون وراح يرحب متهلالا :
- الحاج فايز الواصل بنفسه على باب بيتى دى الدار نورت
والله لو اعرف إنك جاى انت وحفيدك لفرشترلك الارض ورد
رفع فايز يده دون إكثرات بمزايده فى الترحاب لم يكن من النوع الذي يغريه المدح وهتف بنبرة جافه:
-ولا تفرش ورد ولا صبار انا جاي اعرف فى إيه بينك وبينك جارك "جمعه المزين " حقك زى ما سمعت منه أسمع منك
إرتبك الرجل وهو يخبره مدافعا عن نفسه:
-دا راجل مخبول يا حاج خلانى برش مايه وفتح رأسي
وضع "فايز"يده فوق الاخري مستندا لعصاه وسأله:
-يعني معقول هيهجم عليك م الباب للطق كدا
أجابه "رمضان حفناوي" مترددا امام نظراته الصقريه المتفرسه:
- انا مش عارف هو عمل كدا لي
سأله فايز وهو لايزال يعاينه بدقه:
- كنت بترش مايه بخرطوم ولا بايه
هتف "رمضان" مجيبا :
- طشط مايه كنا بنغسل فيه
عاد فايز يسأله بدهاء:
- الله يعنى مش بترش الشارع اهو انت كنت بتكب مايه بتغسل فيها
توتر الرجل وظهر جليا على صفحة وجهه الارتباك وأشاح بوجه ليقول مزمجرا:
-فتح راسي وكان هيقتلنى
وضع "فايز"يده على كتفه وسأله بنبرة عميقه:
-عملت العمل فين يا رمضان ؟
انتفض "رمضان"كالملسوع وهمهم بتوتر:
-هااا
إبتسم فايز ابتسامه خفيفه ثم قال دافعا اليه بيده :
- تروح تتنازل عن البلاغ اللى فى القسم وتقول مين النجس اللى فى البلد دى شغال فى الاسحار
كل هذا وزيد يتابع ويتعلم من دهاء جده فى كشف الاسرار بسهوله وعنصر المفاجأة الذي إستخدمه بمداهمته فى منزلة دون ان يدعوه لأنه إذا دعاه سيفكر طوال الطريق فى حيلة ليرواغ بها أما أمام هيبته ومباغته أقر سريعا .
انتهي امر الرجل قبل أن يجلس فايز بمنزله مشي مع "زيد" والذي أشاد به بفخر:
- منك نتعلم يا حاج الراحل ما أخدش فى ايدك غلوة
جلس بجواره فى السيارة وهتف :
-اتعلم يا زيد عايزك ما تسمعش لطرف واحد
ادار محرك السيارة واوشك على الانطلاق وهو يسأله:
-هتروح لأبو الفتوح اللى بيقول عليه دا
اجاب فايز بتعب :
-انا حاسس إنى تعبان شوية هروح ارتاح وبكرا ناخد رجالة ونطلع على الكلب دا ونكرده من البلد
كان يبدو على "زيد"الانزعاج رغم محاولته بالانحراف مع جده بالحديث ونسيان ماحد ث بينه وبين صبا فى الصباح لكن جده لم يخفي عليه وبادر بسؤاله:
-إنت كمان سمحتها
تجاهل زيد السؤال وقاد فى صمت فزعق به فايز أمراً:
-وقف العربية دى وبصلى يا ولد
إنصاع زيد لأوامر جده وأوقف السيارة لكنه تحاشي النظر إليه ،ظل فايز يحدق به وعلى شفاه إمتعاض كبير الصمت الذي ساد جعل زيد يشعر بالعري أمامه كما يعرف أن جده
يعرفه اكتر من نفسه فشي عادي انه يعرف كل ما به ،اخيرا سأله :
- عملت إيه مع صبا إمبارح
عض طرف شفاه بحرج وأشاح بوجه بعيدا عنه فاردف فايز بسخرية:
-هو دا اللى مسيطر دى البت مشتك على عجين ما تلغبطوش
هم بالدفاع عن نفسه وتحدث بنبرة حانقه:
-الصراحه أنا إحتارت يعنى أمي بتشتكي منها وهي ضرباها
إبتسم فايز ودفعه بخفه فى كتفه وهو يقول:
- يعنى ما فيش زغته زى دى وإختشي يا صبا دي أمي ،أمي اللى انا وعمي ماسكين طول اليوم فى خناق بعض بسبها ، ياواد البت دي خطر عليك
لاذا "زيد"بالصمت وهو يستمع الى توبيخه المبطن حتى وجد ان صمته ضده بالكامل فتحمحم قائلا:
-يا جدو صبا مش بالوحاشة اللى إنتوا شايفنها دى صبا ضعيفة جدا وطيبه جدا
قهق "فايز"بصوت عال بصعوبه أوقف ضحكاته ليقول:
- ما اهي بتبتدى كدا يا مغفل ههههه جوزتك البت عشان يتصلح حالها قامت ميلت حالك انت ههههه
ضحك على مزاحه يعرفه ويعرف متى يكون يسخر ومتى يمازحه لم ينزعج من إنتقاده لكنه هتف ضاحكا:
-يعني انا بقيت مش نافع خلاص
استمر فايز بضحاته ومزاحه وقال:
-انت مش نافع حد غير صبا
استمر بالضحك معه وهو يرد عليه :
-كويس إنى نافع فى حاجه
اكتفى فايز بالمزاح وتوقف ليقول بجديه :
-يا زيد انا عارف إنك بتحبها وعارف كمان إن صبا تتحب بس ياواد خليك حدق ما تبينلهاش صبا لو خدت على دلعك هتقلب القصر حريقه وهتاخد ك سلاح واول ما هتحارب بيه هتحارب أمك لان أمك متقله العيار حبتين
عاد زيد هو الاخر لألم الواقع والصراع الذي دوما يضعه بين قلبه وعقله الذي سرقتهم صبا معا سمح لانفاسه بالخروج وتنهد تنهيده طويلة متحيره وسأله متحيرا:
- مش قادر أجي عليها معاهم وموضوع نهي عامل حساسيه جامده بينى وبينها وحياتى مش مستقره
سأله فايز بإهتمام وهو يضم حاجبيه بتركيز:
-هي لسه مش عايزاك تتجوزها
اجاب ساخرا :
-دى مش عايزانى أجيب سيرتها أصلا
لم يستبشر "فايز" برفض صبا القاطع لوجود نهي صبا لم تخلق عاجزه لدفع شئ يغضبها عنها إن نوت ان تقطع هذه الزيجه ستفعل هتف يأسا :
-ربنا يستر م الجاي صبا عناديه والعند يورث الكفر
"فى منزل نهي"
رتبت البيت على اكمل وجهه وجهزت من الاكل ما لذا وطاب ولازالت مستمرة في صنع الحلويات ووقفت فى المطبخ بنشاط لإعداد كل مايشتهي زيد ،دخلت لها والدتها
وهتفت بإعجاب:
-ايوا كدا مبسوطه إنك عرفتى مصلحتك وعرفتى تعزمي زيد على الغداء
تحدثت "نهي"وهي تقطع حبات الفاكهه :
- جاي وناوي على الشر بيقول هيحاسبنى على قطع فستان الست صبا
ردت عليها والدتها وهى تشارك معها فيما تفعل:
-يجي وانتى نسيه الحساب يا بنتى انتى عارفه زيد اكتر من اى حد اومال لو ما كانتش غاليه اقرب حد ليكى وسرها كان معاكي وكل كبيرة وصغيرة عنه عارفها
تركت "نهي" ما بيدها وشردت بعيد دوما تشعر أن زيد حلم لن يتحقق شعور قوي يرشدها ان زيد لن يكون لها
هتفت متاثره:
- تفتكري ممكن اتجوزه بجد
نهتها والدتها بعصبيه :
- ايوا طبعا انتى مفكرة إن زيد حر نفسه زيد مربوط بمريم ودي نقطة ضعفه لو مين عمل ايه مش هيقدر يمنع الجوازه دى
توقفت عند هذا ودفتها قائله:
-روحي انتى بس غيري واتشيكى على سنجة عشرة مش شايفه المذغوده اللى معاه بتعمل ايه فى نفسها يلا ما تخليهاش احسن منك فى حاجه
تحركت "نهي"لتستجيب لامر والدتها متامله ان هذه اليلة تكون أسعد أيام حياتها وتحقق بها المستحيل.
"زيد"
انطلق بسيارته منتظرا وحده بعدما ترك جده بالمكتب
مؤقتا حتي يذهب للغداء مع "نهي"ويعود من جديد لاصتحابه للمنزل حيث أن سائقه الخاص فى أجازة اليوم
ولسوء حظه أنه كان وحده عندما وقفت بوجهه سيارة سوداء كاد أن يصدم بها لكنها تفادته وحاذت ليساره هذا الاستفزاز لم يصدر إلا من شخص واحد فقط "رياض "
بدأ الحديث فور وهو يتطلع فيه ببروده المعتاد:
- إن شاء الله تكون الست الوالده كويسه
لم يرغب "زيد" بإجابته فوقت حسابه لم يحن بعد وصمته لن يعني أنه إستدرج زوجته وحاول التعدي عليها لكن ما يحضره له لن يتوقعه ،عرف "رياض" انه لن يجيبه لذا
اسرع بالقول قبل أن يسعد للمغادرة :
- كنت عارف إنك مش هترد عشان كدا عملت حسابي وعرفت كل حاجه من صبا فى المستشفى
هنا اتسعت عين زيد ودحجه بحده وسحق كلماته وهو يقذف بها :
- ما تجبش إسمها على لسانك
ظل كما هو متبارد فإبتسم نصف إبتسامة وقال :
- يعنى المهم ما أجبش اسمها وعادى تكلمنى شئ يسعدني
انفلت أعصاب زيد وصاح به منفعلا:
- انا بحذرك لاخر مرة بطل تكدب وتخرف بحاجات ما حصلتش
مال بعنقه وهو يقول باستخفاف:
- إنت معتقد إني ما اتكلمتش معاها يااا لدرجادى نايم على ودانك عموما ما ترجعش تزعل لما تهرب منك وتجيني
فتح زيد باب سيارته فإنطلق الاخر بسرعه قصوي شاقا عباب الريح ،ومخلفا صدمه كبيره لزيد وشك من جانب صبا إن كان حدثها فكيف لم تخبره ،الشك هادم العلاقات ومفرق الجماعات حضر إن لم يقطعه بسيف اليقين فحياتهم ستتحول للجحيم .
بعد مده لم يعرف كيف قضاها ثابتا مكانه ورأسه شارد
مر أكثر من ساعه وهو يقف بسيارته فى وسط الطريق
وعقله شارد لم يذهب لنهي ولا يتحرك اليوم بأكمله لا ينقصها فاق من شروده على رنين هاتفه المتواصل
من جده ،فتح الخط لبفاجئه جده بندائه :
-ايه يا زيد الغداء كبس على نفسك ما بتردش ليه ؟
اجابه وهو ينظر لساعة يده التى حول معصمه :
-ما روحتش انشغلت شويه
هتف جده :
-طيب تعال روحني اتغدي أنا وارجع روح مشوارك
-حاضر
كانت اجابة مقتضبه عقبها بالتنفيذ.
عاد زيد للقصر مع جده ،وقف امام القصر بسيارته فى إنتظار نزول جده، الجو هادئ ورائحه غريبه تفوح من وراء هذا الهدوء وكأن عاصفه غاضبه ستُقبل صوت زقزقه العصافير ينذر بحدث جل قادم نظر بعينه لامه وعمته ومها الذين يجلسون بالطاولة فى منتصف الحديقه لم يرأي صبا معهم وتعجب من هذا ،ناده جده :
-خد بإيدى يا زيد لا احسن ركبى وجعانى
اتجه صوب جده وامسك بيده ليساعده فى النزول من سيارته العالية وقف" فايز" ينظر الى ابنته وونيسه فى غاية الانسجام اشار بعصاه تجاهم وقال هازئا:
-استر يارب لأحسن دول ما يتجمعوش فى خير ابدا
ظل زيد واقفا مكانه وكان شيئا يقيد قدمه ويمنعه من التحرك اتجه"فايز"نحو طاولتهم وهو يقول:
-انا هروح اقعد معاهم
ذهب "فايز"باتجاهم بينما زيد إستمع إلي صوت نورس فى السماء يصفر بصوت عالى وكأنه ينذر بخطر قادم اليهم رفع زيد رأسه عاليا ليري هذا الطائر واضعا يده على جبهته وعلى فجأة إستمع إلي صوت إرتطام شئ قوي بالأرض جذب إنتباهه فركض على الفور ،إتسعت عيناه ولم يستوعب ما رأي شُلت حركته وكأن أحدما أعطاه ضربة قاضية ثم ركض كالمجنون غير مصدق ما رأته عينه نحو هذا الجسد الصغير الذي غرق على الفور فى دمائه نزل على ركبتيه ليعاين إبنته"مريم" التى سقطت ارضا لم يستوعب ما حدث كانت ساقطه من أعلي قلبه يرتجف ووجهه مرعوب ينتفض بشكل لا إرادى ضمها إلي صدره و رفع رأسه للاعلي فرأي "صبا" تحدق عليه من الأعلي بنظرات خاوية هنا صرخ عاليا بصرخات مكلومه هزت أرجاء المكان:
-مــــــــــــريــــــــم ،،لااااااااا ،لااااااااا يا صباااااا مــــــــــــريــــــــم مــــــــــــريــــــــم مــــــــــــريــــــــم
على صوته ركض كل من بالقصر اتجاه بدون تردد وبقيت الصدمة عالقه على وجوههم والذعر يتملكهم من هذا المشهد المخيف وفى أذهانهم كلماتها تتردد "مش هتم الجوازة دي حتى لو هصور قتيل" قالتها وفعلتها الخطيره .
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،يتبع