اخر الروايات

رواية مقيد بأكاذيبها الفصل الثاني والثلاثون 32 والاخير بقلم هدير نور

رواية مقيد بأكاذيبها الفصل الثاني والثلاثون 32 والاخير بقلم هدير نور



بعد مرور خمس سنوات..
ركض كلاً من حور و حمزة نحو والدهم الذى كان جالساً باسترخاء على الاريكة يشاهد التلفاز
جلست حور بجانبه بينما جلس حمزة بالجانب الاخر له ممسكاً بذراع والده قائلاً بصوت منخفض يملئه الرهبة
=بابا عايز اقولك على حاجة سر…
التف اليه راجح علي الفور و قد انتبه الى طفله مرر يده فوق شعره قائلاً بحنان
=ايه يا حبيبى في ايه…؟!

همس حمزة بصوت منخفض و عينيه مسلطة على الباب بقلق من ان تسمع والدته كلماته
=ماما… عاملة دايت…
عقد راجح حاجبيه قائلاً بحدة
=ايه دايت…؟!!
انتفضت حور واقفة علي الاريكة بجانب والدها واضعة يدها الصغيرة فوق ذقنه تدير وجهه نحوها حتي تجذب انتباهه اليها انحنت هامسة باذنه بطريقة درامية
=سمعناها بتكلم عمتو هاجر الصبح و قالتلها انها عاملة دايت من وراك بقالها كام يوم..علشان عايزة تخس و متتخنش بسبب النونو..
نهض حمزة هو الاخر متخذ ذات وضعية شقيقته هامساً باذنه الاخرى بصوت يملئه القلق
=على فكرة يا بابا… ماما اصلاً تعبانة و نايمة قولنالها جعانين.. قالتلنا استنوا لما افوق علشان هبطانة دلوقتى….
ضغط راجح على اسنانه بغضب و هو يلعنها فى سره على فعلتها الحمقاء تلك فكيف لأمرأة حامل بتوأم تصنع هذا بنفسها فبدلاً من ان تهتم بصحتها و تتناول الكثير من الاطعمة المفيدة لها و لطفليهما اللذان باحشائها تقوم بحرم نفسها من الطعام حتى تفقد الوزن اللعين الذى لا يرى انه موجود من الاساس…
انتفض واقفاً بغضب عندما امسكت حور بيده قائلة بتوسل
=متقولش لماما ان احنا قولنالك علشان متزعلش مننا…
ليكمل حمزة و هو يمسك بيده الاخرى قائلاً بجدية رغم طفولته
=و متخلهاش تزعل و نبى يا بابا..ماما متقصدش
هدئ غضبه فور رؤيته للقلق و الخوف المرتسمان علي وجه طفليه ليقوم برفع حمزة الذى كان نسخة مصغرة منه حتى شخصيته و طباعه الصعبة قد اخذها منه..
طبع قبلة حنونة على جبين طفله قائلاً بحنان
=متخفش يا حبيبى…مش هزعلها
=لا و الله يا سى بابا….
اخفض راجح عينيه نحو طفلته التى كانت واقفة تضع يديها بخصرها تنظر اليه بغضب وغيظ و الغيرة مشتعلة بعينيها انفجر ضاحكاً على حالتها تلك التى ذكرته بوالدتها فهى الاخرى كانت نسخة مصغرة من صدفة بجمال وجهها و خدييها الممتلئين بشكل محبب..
انحني على الفور حاملاً اياها على ذراعه الاخر طابعاً قبلات عشوائية على وجهها ثم توجه نحو حمزة يقبله هو الاخر موزعاً قبلاته بينهما ممرمغاً وجهه ببطنهم مدغدغاً اياهم مما جعلهم ينفجران فى الضحك و هم يصرخون بصخب…
طبع قبلة اخيرة على خد كل منهما قبل ان يغمغم بحنان

=عايزين تاكلوا ايه بقى علشان اطلب ليكوا مع ماما….؟؟
هتفوا الاثنين بفرح في ذات الوقت و هما يحاولوا التقاط انفاسهم اللاهثة بسبب كثرة ضحكهم
=بيتزا….
اخفضهم ارضاً وهو يغمغم برضا بينما يخرج هاتفه من جيبه
=حاضر يا استاذة حور حاضر يا حمزة باشا هطلب ليكوا بيتزا بس هتنزلوا تاكلوها تحت مع تيتا نعمات و ولاد عمتكوا هاجر…
غمغم حمزة بحنق
=بس يا بابا عايز اتفرج على الماتش…
قاطعه راجح بهدوء و هو يفرك رأسه مبعثراً شعره
=الماتش الساعة 10 يا حمزة.. و الساعة دلوقتي 6 لسة… اول ما يبدأ هنادى عليك انت و اختك وهنتفرج سوا مع ماما…
ليكمل وهو ينحنى نحوهم هامساً بجدية مصطنعة
=عايزكوا تدعوا لابوكوا… اصل امكوا هتطلع عيني انا عارف لحد ما تبطل اللى الجنان في دماغها ده و توافق تاكل….
عقدت حور ذراعيها حول عنق والدها تضمه اليها مقبلة خده وهى تغمغم
=متخفش يا بابا.. ماما بتحبك و هتسمع كلامك زينا…
هز حمزة رأسه موافقاً بينما يرتمى بحضن والده هو الاخر يحتضنه بقوة مما جعل راجح يبتسم بحنان
بينما يشدد من ذراعيه حولهم بحماية و حب..
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد مرور ساعة..
كانت صدفة مستلقية بالفراش تدلك بلطف بطنها الممتلئة بعض الشئ باطفالها فقد كانت حامل ببداية الشهر الثالث بتوأم للمرة الثانية فرغم سعادتها بحملها هذا الا انها كانت خائفة من ان يمتلئ جسدها مثل المرة الماضية حيث كانت لا ترغب ان تصبح سمينة مرة اخرى..
امتلئت عينيها بالدموع فور تذكرها للفتيات الراشقات التى تعملن لدى زوجها بشركته الصغيرة التى قام بانشائها منذ بضعة اشهر قليلة فقد شعرت وقتها بالغيرة و عدم الثقة بنفسها فور رؤيتها لهم.. فرغم ثقتها من حب راجح و عشقه الشديد لها الا ان هذا لم يمنع الخوف و الغيرة من ان يمزقان قلبها لذا قررت ان تتبع حمية غذائية حتى تنقص من وزنها او على الاقل تحافظ على وزنها ولا تزداد كثيراً اثناء حملها هذا…
اعتدلت فى جلستها مستندة الى ظهر الفراش عندما رأت راجح يدلف الى الغرفة وهو يحمل صنية كبيرة من الطعام…

جلس بجانبها على الفراش و اضعاً الصنية امامها لتتسع عينيه بصدمة فور رؤيتها لكمية الطعام الضخمة التى بها حيث كانت ممتلئة بانواع عديدة من اطعمتها المفضلة..
ابتلعت ريقها بصعوبة بينما بدأت معدتها تزمجر من شدة الجوع لكنها حاولت السيطرة على نفسها و التماسك قليلاً اشاحت عينيها بعيداً عن الصنية مغمغة بارتباك…
=ايه الاكل ده كله يا راجح…؟!
اجابها بهدوء بينما يجلس بجانبها على الفراش
=طلبت اكل من برا.. علشان نتغدا سوا انا و انتى… و الولاد بياكلوا تحت مع جدتهم و ولاد عمتهم
قاطعته سريعاً مغمغمة بارتباك كاذبة فقد كانت خائفة من ردة فعله اذا علم بانها تتبع حمية غذائية فقد رفض ان تفعل ذلك من قبل فماذا سيفعل اذا علم انها تتيع حمية و هى حامل بطفليهما
=لا… انا مش جعانة… انا… انا كلت من شوية…
قاطعها راجح بحدة و قد نفذ صبره منها
=بطلى اشتغالة يا صدفة… انا عارف انك عاملة زفت على دماغك دايت.. فمتخلنيش افتح فى الكلام علشان انا على اخرى منك و فى الاخر انتى اللى هتزعلى….
ليكمل بغضب وهو يمسك بقطعة من الدجاج و يضعها امام فمها
=افتحى بوقك و يلا كلى…..
ارجعت رأسها للخلف تهزه برفض مغلقة فمها بقوة رافضة فتحه
مما جعله يعيد قطعة الدجاج للصحن مرة اخرى و هو يزمجر بحدة
=براحتك متاكليش… بس اللى بتعمليه ده اسمه هبل… و عدم مسئولية يعنى ايه تبقى حامل و فى توأم و تعمليلى زفت و هباب…
ليكمل بقسوة وزهو يضغط على اسنانه بقوة
=و قولتلك 100 مرة انتى مش تخينة… وكلك على بعضك عجبانى يبقى ايه مشكلتك مش فاهم….
هتفت صدفة بحدة و هى تنفجر باكية بشهقات ممزقة
=مشكلتى انى كمان شهر ولا اتنين وهبقى شبه الجاموسة…و يبقى شكلى زى الغوريلا الحامل.. عكس البنات المأصعة والرفيعة اللي شاغلين فى شركتك….ده انا جسمى يعمل 4 منهم….
تجمد جسد راجح فور سماعه كلماتها تلك ناظراً اليها باعين متسعة بالصدمة من كلماتها تلك فلم يكن يتوقع ان يكون سبب اتباعها لتلك الحمية هى غيرتها من الفتيات التى تعمل لديه..

اقترب منها بصمت جاذباً اياها بين ذراعيه يضمها بحنان اليه..
دفنت وجهها بصدره و هى لازالت تبكى بشدة مما جعله يربت فوق ظهرها برفق محاولاً تهدئتها ظلوا على حالتهم تلك عدة دقائق حتى توقفت عن البكاء تماماً ابعد رأسها عن صدره ممرراً اصابعه برفق فوق خدييها يمسح الدموع العالقة بها قبل ان ينحنى و يطبع قبلة على خدها محيطاً وجهها بين يديه قبل ان يغمغم بحنان
=نفسى افهم يا صدفة.. اعمل ايه اكتر من اللى بعمله علشان اثبتلك انك احلى و اجمل ست فى الدنيا دى كلها فى عينيا… و لو ملكة جمال العالم قدامى قسماً بالله ما هبصلها و لا هتهز شعرة فى راسى…
ليكمل ويده تهبط للأسفل يمررها بشغف فوق جسدها
=و جسمك عاجبنى…. و مجننى… تخنتى.. رفعتى عجبانى يا صدفة و بحبك و عينى عمرها ما شافت غيرك….
همست بصوت مرتجف و هى تحاول الا تتأثر بلمسات يده
=بس انا.. بتخن اوى فى حملى…
قاطعها على الفور جاذباً جسدها الى جسده اكثر مسنداً جبينه فوق جبينها هامساً بشغف
=بتبقى مهلبية اكتر و بتبقى عايزة تتاكلى اكل…
ليكمل وهو يرفع رأسه ينظر داخل عينيها
=و بنات اية اللى في الشركة اللى ابصلها.. اعقلى كلامك بقى حد يسيب البط البلدى…ويبص للسمان المعضم يا هبلة..
ارتجفت شفتيها فى ابتسامة فور تذكرها كلماته تلك التى قالها سابقاً لشقيقه خرجت من افكارها تلك عندما دفن وجهه بعنقها موزعاً قبلات شغوفة بحناياه قبل ان يرتفع الى اذنها هامساً بصوت دافئ مليئ بالمشاعر
=بحبك يا مهلبية.. و بمو.ت فيكى
عقدت ذراعيها حول عنقه هامسة بصوت اجش
=و انا و الله بحبك…
لتكمل عندما رفع رأسه ينظر اليها باعين مشتعلة
=عارفة انى غلطانة… بس انا مش عارفة ايه حصلى لما روحتلك الشركة و شوفت البنات دى… حسيت وقتها انى مش حلوة و خوفت لما افتكرت حملى فى حمزة و حور كان شكل جسمى كان عامل ازاى….
امسك بيدها رافعاً اياها الى شفتيه طابعاً قبلة عميقة براحتها
=كنت زى القمر.. و طبيعى جسمك يزيد يا صدفة انتى كنت حامل و فى توأم يا حبيبتى… بعدين انتى ولدتى من هنا و بدأ جسمك يرجع زى الاول…. و يا ستى و لو مرجعش انتى عجبانى و مجننه اهلى كمان….

ليكمل بجدية مصطنعة و هو يتناول قطعة من الدجاج مرة اخرى ويضعها امام فمها
=بت يا صدفة انا عرفت سبب اللى انتى فيه ده ايه..
هزت رأسها باستفهام و هى مقطبة الحاجبين بينما تفتح فمها بطاعة متناولة منه قطعة الدجاجة
اكمل راجح و هو يشعر بالرضا
=بسبب هرمونات الحمل… انتى من يوم ما حملتى و انتى بقيتى بتعشقى الدراما قد عينك…
هتفت بحدة و استنكار و هى تزجره بحدة
=انا…؟!!!!
وضع بفمها ملعقة ممتلئة بالمكرونة البشاميل التى تعشقها وهو يجيبها باصرار
= ايوة انتى ايه نسيتى لما قعدتى تعيطى زى العيال الصغيرة علشان حمزة مرضاش يقوم يجيبلك ازازة الميا من التلاجة… ولا لما زعلتى و اتقمصتى من حور علشان قعدت جنبى واحنا بنتفرج على الفيلم ومقعدتش جنبك…
ليكمل وهو مستمر باطعامها بيده شاعراً بالرضا بداخله و هو يشاهدها تتناول طعامها بشهية
=ولا لما دخلتى اوضتك و فضلتى مخصمانى يوم كامل مبتكلمنيش علشان بس اتصلتي عليا مرتين ورا برا بعض و انا فى الشغل و مردتش عليكى علشان كنت مشغول مع انى بعدها كلمتك على طول اول ما فضيت… ولا لما……
قاطعته ضاحكة بصوت مرتفع رنان و هى تهز رأسها بالموافقة
=خلاص..خلاص عندك حق… انا من يوم ما حملت و انا بقيت نكدية
تنهد راجح ضاحكاً بينما يستمر باطعامها حتى انتهت و تأكد من انها قد تناولت كمية من الطعام جيدة.. مسح فمها برفق بمنديل معقم قائلاً و هو يحاول اعادة الثقة الى نفسها
=مين بقى قلب راجح.. و عمره و دنيته دى كلها بحالها…
ارتجفت شفتيها فى ابتسامة خجولة وهى تهمس
=صدفة…
اومأ برأسه برضا بينما عينيه المسلطة عليها تلتمع بالشغف و العشق منحنياً نحوها طابعاً قبلة فوق خدها الممتلئ
=ايوة صدفة… صدفة اللى عندى بالدنيا دى كلها و ما فيها…
انهى جملته دافناً وجهه بعنقها موزعاً قبلات شغوفة ولحوحة عليه بينما يضمها اليه بقوة هامساً لها بمدى عشقه و حبه لها و هو مستمر بتقبليها حتى غارقا سوياً فى عالمهم الخاص..

༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد مرور ساعتين…
كانت صدفة جالسة بغرفة المعيشة ترتدى قميص النادى الاهلى و بجانبها يجلس طفلها حمزة الذى كان يرتدى هو الاخر ذات القميص حيث كان أهلاوى متعصب مثلها..
بينما بالجانب الاخر من الاريكة كانت حور جالسة بجانب والدها وهى ترتدى قميص نادى الزمالك فقد كانت زمالكاوية مثل والدها…
اخرجت حور لسانها قائلة باغاظة لشقيقها و والدتها بينما تستلقى فوق صدر والدها
=هنسكبكوا….
لوح حمزة بيده قائلاً باستعلاء
=هتكسبونا بامارة ايه…. كل مرة بنعلم عليكوا يا حبيبتى…
احاطت صدفة بكتف طفلها تضمه اليها قائلة باغاظة وهى تخرج لسانها لأبنتها و لراجح الذى اخذ يضحك على حركاتها تلك بينما يتابع باستمتاع اغاظتهم لبعضهم البعض..
=سيبك منهم يا حموزى… فى الاخر هيعقدوا يعيطوا زى كل مرة…
لتكمل و هى تبعده برفق قبل ان تنهض على قدميها
=استنى يا موزى هروح اعملنا عصير …
ثم عادت بعد عدة دقائق تحمل اكواب من عصير الفراولة زجرتها حور بغضب
=ايه ده يا ست ماما… عملالنا عصير احمر انتى قاصدة تغظينا….
هزت صدفة كتفيها قائلة وهى تبتسم لها باغاظة واستفزاز
=ده اللى موجود……
هتفت حور بغضب وهى تعقد ذراعيها فوق صدرها
=مش هشربه… انا عايزة عصير ابيض… ماليش دعوة
رفعت صدفة حاجبيها باستفزاز لراجح الذى كان شفتيه تلتوى فى ابتسامة و هو يدرك مدى عناد كلاً منهما…لكنه اكلق تنهيدة طويلة و هو ينهض على قدميها مقبلاً اعلى رأس طفلته
=سيبك منهم يا حبيبتى هقوم اعملنا احنا عصير موز…. و مش هنشربهم منه

اخرجت حور لسانها الى شقيقها الذى كان يرتشف من العصير و يحرك حاجبية مغيظاً اياها…
اتى راجح بالعصير و وضعه امام طفلته التى اخذت تتناوله بشغف من ثم تلقائياً و كما اعتادوا ان يفعلوا سوياً تبادلوا الاكواب و ارتشف كل منهما عصير الاخر همس حمزة بشئ باذن شقيقته لتهز رأسها بموافقة قبل ان تأخذ منه كوب العصير الخاص بها و تضعه فوق الطاولة رافضة الاقتراب منه مرة اخرى..
بينما ابتسم راجح الى صدفة التى ابتسمت له هى الاخرى مرسلة له قبلة بالهواء مما جعل ابتسامته تتسع بسعادة بينما عينيه تلتمع بعشقه لها..
بعد عدة دقائق بدأت المباراة و بدأ معها انفعالاتهم وحماسهم
صرخت صدفة التى كانت جالسة و نصف جسدها العلوى مائلاً للأمام تتابع بحماس و عصبية المباراة
=ايوة…ايوة… يلا..يلا…هيــــه جــــــــــــــول
انتفضت واقفة هى وحمزة يقفزان و هم يصرخان بفرح و سعادة
بينما تأفف راجح بغضب و هو يفرك وجهه بعصبية فقد كانوا يثيروا اعصابه حقاً ..
بينما اخذت حور تزجرهم بغضب قبل ان ترفع رأسها الى والدها قائلة بطفولية
=بابا هما كدة خلاص كسبوا..؟!
ضمها الى صدره محاولاً مواساتها
=لا يا حبيبتى لسه بدرى…
لم ينهى جملته الا و قد سدد فريق الزمالك اول اهدافه لنتنفض حور واقفة تصرخ بفرح و تصفق بيديها قبل ان تستدير الى والدتها وشقيقها الذين كانوا مقطبين بتجهم تخرج لهم لسانها مما جعل حمزة يهتف بغضب
=فرحانة على ايه.. لسة بدرى…
هنجيب جول دلوقتي..و نكسبكوا
استمرت حور باخراج لسانها له مما جعل شقيقها يصرخ بغيظ مما جعل راجح يسرع بجذبها اليه مجلساً اياها بجانبه هامساً بشئ باذنها جعلها تبتسم..
بينما احتضنت صدفة حمزة الى صدرها محاولة تهدئته ممررة يدها فوق رأسه تتحسس شعره بحنان…
مر بعض الوقت و لم يتبقى الا عدة دقائق قليلة للغاية على انتهاء المباراة عندما سدد الزمالك هدف الفوز وقتها انتفض راجح صارخاً يهتف بصخب حاملاً بين ذراعيه حور يرقص بهاو قد انتهت المباراة بالفعل بفوز الزمالك..
اقترب راجح من صدفة يمسك بالقميص الذى ترتديه
=ايه مش سمعلك صوت يا وحش النادى الاهلى….

دفعت يده بعيداً هاتفة بعصبية وعينيها تنطلق منها شرارت الغضب
=ابعد عن وشى يا راجح احسنلك… انا عفاريت الدنيا كلها بتتنطط فى وشى…
وقف يتطلع اليه و ابتسامة باردة مستفزة تملئ وجهه بينما ارجع حمزة رأسه للخلف باحباط فاركاً رأسه بغضب…
وقفت حوى بجانب والدها ترقص و تغنى بشماتة
=كسبنا… كسبنا…. كسبنا…
رفعها راجح بين ذراعيه مقبلاً خدها قائلاً باغاظة
=مالكيش دعوة بالناس الخسرانة دى… يا رورو
هتف حمزة بغضب و قد احمر وجهه بانفعال
=افرحوا براحتكوا حقكوا… ما احنا على طول بنكسبكوا… مرة من نفسكوا عادى…
ضمته صدفة بين ذراعيها محاولة تهدئته بينما تنظر الي راجح بشراسة و غضب عندما بدأ حمزة بالبكاء ليسرع راجح بوضع حور من بين يديه قبل ان ينحنى و يحمل حمزة الباكى بين ذراعيه مقبلاً اياه على خده محاولاً مراضاته و تهدئته و بالفعل كفى عن البكاء عندما همس راجح باذنه واعداً اياه بانه سيأخذه الى الأستاد لحضور ماتش الأهلى القادم..
بينما اتجهت حور الى والدتها تعقد ذراعيها حول عنقها واضعة رأسها على صدر والدتها تحتضنها بقوة هامسة بلطف محاولة التخفيف عن والدتها
=متزعليش يا ماما…. الماتش الجاى هتكسبوا
ارتسمت ابتسامة ناعمة علي شفتى صدفة قبل ان تحيطها بذراعيها تحتضنها بقوة هامسة باذنها عندما وقعت عينيها على كوب العصير الخاص بها الذى لايزال به ما يزيد عن نصف محتوياته
=هقوم اعملك عصير الموز باللبن اللى بتحبيه.. بابا كان عامله وحش و معرفتيش تشربيه مش كدة..؟
ادرات رأسها تتطلع بقلق نحو والدها الذى كان لا يزال يحمل حمزة بين ذراعيه يتحدث معه برفق قبل ان تهمس باذن والدتها خوفاً من يسمعها والدها
=وحش اوى يا ماما… بس متقوليش لبابا احسن يزعل
ضحكت صدفة قبل ان تنهض حاملة اياها بين ذراعيها وهى تقبلها على انحاء وجهها متجهه بها نحو المطبخ عندما اوقفها راجح هاتفاً
=رايحين فين…؟!!
تبادلت صدفة و حور النظرات قبل ان تجيبه صدفة بخبث مصطنع جعل طفلتها تبتسم بسعادة
=هروح انا و حور نشرب من المطبخ

هز راجح رأسه بالموافقة متصنعاً انه قد صدقهم فقد كان يعلم انهم ينويان على فعل شئ ما لكنه هتف بحدة عندما لاحظ انصدفة تحمل حور بين ذراعيه
=صدفة… نزلى حور مينفعش تشيلى حاجة تقيلة….
ليكمل بهدوء و هو يخفف من حدة نبرته عندما لاحظ تجهم وجه حور بالحزن متجهاً نحوها قائلاً بلطف وهو يزيح خصلات شعرها المتناثرة فوق عينيها الى خلف اذنها
=علشان خاطر اخواتك يا حبيبتى اللى في بطن ماما ميتعبوش… مش انتى بتحبى اخواتك…
هزت حور رأسها بحماس قبل ان تنزل بارادتها من بين ذراعى والدتها ليسرع راجح بحملها بذراعه الاخر ليصبح يحمل كلاً من طفليه قائلاً بمرح و هو يتبع صدفة الى المطبخ
=يلا علشان ماما تعملكوا عصير الموز باللبن اللي بتحبوه بدل العك اللى عملته ليكوا و متشربش…
انفجر كلاً من حور و حمزة في الضحك فور ادراكهم انه قد ادرك انهم لم يعجبهم العصير الذى صنعه…
دلف راجح الى مطبخ مجلساً اياهم فوق طاولة المطبخ قبل ان يتجه نحو صدفة التى كانت توليه ظهرها منشغلة بتقطع الموز على رخامة المطبخ احاط خصرها بذراعيه جاذباً اياها نحوه ليصطدم ظهرها بصدره انحنى طابعاً قبلة بجانب عنقها و هو يهمس بصوت اجش
=عايز اكل مهلبية…
دفعته فى صدره قائلة بغضب
=ابعد عنى متكلمنيش… و متلمسنيش
مرر يده بحنان فوق بطنها التى بها انتفاخ بسيط
=ليه بس يا مهلبية..؟! كل ده علشان ماتش
لم تجيبه لعدة لحظات قبل ان تستدير بين ذراعيه لتصبح بمواجهته قائلة و هى تجذب انفاس طويلة متتالية كما لو كانت تشم شيئاً ما
=ايه ده فى ريحة جوافة…. صح
غمغم راجح بارتباك
=جوافة ايه يا صدفة… الجوافة مش موسمها الايام دى…
هزت كتفيها قائلة ببراءة و هى تبتسم بمكر بداخلها
=مش عارفة شكلى بتوحم باين…. طيب ما تنزل تجيبلى جوافة اصل….
و لكن قبل ان تنهى جملتها شاهدته باعين متسعة بالصدمة و هو يندفع الى خارج المطبخ و هو يغمغم بلهفة
=حاضر هجيبهالك و هاجى على طول…

اندفعت تلحق به هاتفة و هى لازالت تشعر بالصدمة من ردة فعله فقد كانت تظن انه سيتذمر و يخبرها من اين سيأتى لها بها لكنه خالف كل توقعاتها تلك
=رايح فين يا راجح مفيش جوافة الايام دى اصلاً
اجابها و هو يفتح خزانة الاحذية لكى يخرج حذائه
=هجيبهالك لو تحت الارض.. مادام اتوحمتى على حاجة يبقى لازم اجيبهالك…
شعرت صدفة بقلبها يكاد ينفجر من شدة حبها له بهذة اللحظة اتجهت نحوه ترتمى بين ذراعيه تحتضنه بقوة دافنة وجهها بصدره مقبلة موضع قلبه بقبلات عديدة متتالية وهى تهمس بصوت مرتجف
=ربنا يخاليك ليا يا حبيبى…
لتكمل بخجل وهى تدفن وجهها بصدره اكثر
= بس انا مش عايزة حاجة انا كنت بصراحة بضحك عليك علشان مخالكاش تحتفل بالفوز…
شعرت بصدره يهتز اسفل رأسها لتعلم بانه يضحك رفع رأسها ينظر اليها باعين تلتمع بالشغف طابعاً قبلة فوق جبينها
=حبيبتى الكدابة… و المفترية…
ارتفعت على رؤوس اصابع قدميها محاولة الاطالة من قامتها القصيرة حتى تصل الى فمه طابعة قبلة حنونة فوق شفتيه قبل ان تهمس له باغراء
=بحبك..
اخفض رأسه مستولياً على شفتيها فى قبلة عميقة شغوفة لعدة لحظات قبل ان يحررها هامساً بانفس لاهثة
=و انا بعشقك يا مهلبية..حياتى كلها متسواش من غير ضحكتك و شقاوتك و حنانك ربنا يخاليكى ليا و تفضلة نعمة دايماً فى حياتى…
تجمعت الدموع بعينيها شاعرة بقلبها يتضخم فى صدرها من حبها له اقتربت منه تضمه برفق بين ذراعيه مقبلة جانب عنقه بحنان قبل تهمس باذنه بصوت مهتز
=و يخاليك ليا يا حبيبى… انت دنيتى و حياتى كلها….
شبك اصابعه باصابعها ثم رفع ايديهم المتشابكة طابعاً قبلة حنونه فوق ظهر يدها قبل يضع اياها فوق صدره موضع قلبه بينما نظراتهم مسلطة ببعضها البعض و اعينهم تنطق بكم الحب الذى يشعرون به تجاه بعضهم البعض…
لكن قطعت لحظتهم تلك عندما اندفع نحوهم كلاً من حمزة و حور اللذان خارجا للتو من المطبخ وهم يصرخون بمرح مرتمين بين جسدى والديهم يحتضونهم بقوة ليصبحوا جميعاً محاطين بشرنقة من الحب و السعادة ستدوم الى الأبد….
❣️نهاية الرواية❣️
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close