رواية واحترق العشق الفصل الثلاثون 30 بقلم سعاد محمد سلامة
﷽
الشرارة الثلاثون
« عشق ينفض الإحتراق»
#وإحترق_العشق
❈-❈-❈
بالحفل
إستغربت چالا خروج عماد بهذا الشكل المفاجئ دون إستئذان، وعدم عودته، رغم فضولها لكن أظهرت أنها لم تلاحظ لبعض الوقت الى أن إقرب حفل التوقيع على الختام
لم تستطيع التحكم فى فضولها بنفس الوقت كان هاني مُنشغلًا مع فداء التى سألته عن ما رأته من سميرة وخروج عماد خلفها كذالك عدم عودتهم للحفل،تهرب من ذلك قائلًا:
أنا معرفش سبب وبلاش فضول زايد،خلينا فى الحفله قوليلى إيه رأيك،جوزك بقى رُجل أعمال والمعجبات هتـ
لم يُكمل حديثه حين لوت فداء شفتيها بإمتعاص،كذالك حين رأت إقتراب تلك الغبية التى تشعر أنها آفاقه ووصوليه جالا التى تبسمت لهما وقالت:
تشرفت بمعرفتك يا مدام،كمان تشرفت بمعرفتك يا مستر هاني كان عندي فضول لمعرفة الشريك الخفي،وبصراحه إتفاجئت إن حضرتك،لآنى شوفتك فى حفل إفتتاح مصنع النسيح وأعتقد مفضلتش فى الحفله كتير يومها،كمان النهارده مستغربه خروج عماد من الحفله بعد وقت قصير بدون سبب.
نظرت لها فداء بإمتعاض لسببين السبب الثانى هو تلك الرائحه النفاذة التى تفوح منها،لن تستطيع تحمُلها كثيرًا،أما السبب الأول هو شعور تلقائي بعدم القبول،لكن رسمت بسمه سخيفه، حين جاوب هاني عليها:
عماد خرج لآمر مهم.
تفهمت جالا بفصول قائله:
أتمنى يكون أمر ده خير.
أومات لها فداء وإلتقطت هى الحديث بإغاظه متعمدة منها قائله:
خير مراته تعبت شويه وراح يطمن عليها، أصل عماد بيحب سميرة أوي ومتحوزين عن حب،وكنت شاهدة على قصة حبهم أنا وسميرة أصحاب، أدعي ربنا يطمنا عليها وتقوم بالسلامه.
أخفي هاني بسمته بصعوبه من رد فداء الحاف على جالا، بينما جالا شعرت بالبُغض من تلك السخيفه… حاولت رسم بسمه وقالت:
ربنا يشفيها، عالعموم الحفله خلاص إنتهت تقريبًا والمفروض بابا هيشكر الإعلامين الموحودين هنا بالخفله بكلمة والمفروض كان يبقى عماد جنبه، بس للآسف…
قاطعتها فداء بتعسُف:
للآسف ليه هاني موحود يسد عن عماد وكمان شريك معاكم ولا…
شعر هانى ببوادر مُشاحنه بين فداء وجالا تحدث سريعًا يقول:
الأستاذه جالا متقصدش حاجه وأنا موجود مكان عماد،اتفضلي معايا لحد المنصه.
نظرت فداء له تهز رأسها بتوعد يبدوا أن هذان الرجلان أغبياء،هاني وعماد…لكن من الحيد أنه إبتعد عنها هو وتلك السخيفه فهي لم تعُد قادرة على تحمل رائحة عِطرها النفاذ قد تُفرغ ما بجوفها الخالى بوجه تلك الآفاقه .
بعد قليل بـ ڤيلا خاصه دلف هاني بعد فداء التى توقفت تنظر له بغضب قائله:
قولى إيه حكاية اللى حصل الليله دى قدامي، إزاي سميرة تبقي مُضيفه فى الحفله مش المفروض هي كانت تحضر كزوجة لـ عماد، لاءوكمان الغبي مبسوط وبيتكلم مع السخيفه اللى إسمها جالا، وليه مشي بعد سميرة، سميرة قالتلى أنها هتحضر الخفله بس المفروض كانت تبقى مراته جنبه مش مُضيفه هو ايه اللى بيحصل بالظبط.
تنهد هاني بإرهاق قائلًا:
معرفش السبب زيي زيك، ودى خصوصيات بينهم ملناش فيها، وياريت كفايه أسئله أنا معرفش ليها أجابه، أنا مُرهق ومحتاج أرتاح.
نظرت له بسخط قائله بإستهوان:
مُرهق من إيه من وقوفك جنب السخيفه، ولا الكلمتين اللى قولتهم سد خانه مع الراجل اللى شكل معندوش نخوه، انا شوفت طريقة كلام جالا مع عماد معجبتنيش وأكيد سميرة كمان، عالعموم هكلمها فى الموبايل أسألها.
تنهد هاني بإرهاق قائلًا:
وإنتِ مالك ليه تحشري نفسك فى أمر ملكيش فيه سميرة وعماد أحرار، وأنا خلاص مصدع خلينا نطلع فوق نرتاح.
نظرت له قائله:
إطلع إنت إنما أنا هكلم سميرة أفهم منها وأطمن عليها شكلها عيانه او يمكن زعلانه،ما أنتم ربنا سلطكم علينا تحرقوا دمنا.
نظر لها هاني بسخط قائلًا:
إحنا اللى ربنا سلطنا عليكم،ياااارب الصبر أنا طالع ولما تخلصي وتطمني على سميرة إبقى حصليني.
نظرت له فداء بإستهتار من حديثه،حاولت الإتصال على سميرة لكن يُعطي رنين ولا رد…قررت الصعود تشعر بوجع بسيط،ربما إرهاق،هذا ما إعتقدته..
بينما هانى دخل الى الغرفه يشعر بضيق وزهق، من حديث سميرة،فكر فى مهاتفة عماد ومعرفة ماذا حدث معه،بالفعل هاتفه،لم يرد عماد فى البدايه لم يشأ إزعاجه وضع هاتفه فوق طاولة جوار الفراش،وذهب نحو الحمام يأخد حمامً يُنعش رأسه،لكن تبسم حين دخلت فداء تقول:
بتصل على سميرة موبايلها بيرن ومش بترد،إستغرب هاني ذلك لكن قال بلا مبالاة.:
عادي أنا رايح أخد شاور.
توقف للحظه ثم غمز بعينيه بوقاحه قائلًا:
ما تجي ناخد شاور مع بعض ضهري قافش عليا وإيديكِ…
قاطعته بتهكم ساخره:
مع نفسك إيدي تقيله.
ضحك قائلًا:
هى الإيد التقيله اللى بتبقى مناسبه للمساج، يلا تعالي ومش هتندمي هتعملي ثواب يمكن ضهري يفُك على إيديك ومحتاجش لجلسة المساج بتاع بكره اللى حجزتها.
نظرت له بغضب قائله:
طالما حجزت جلسة مساچ بكره، خلى ضهرك قافش عشان تحلل الفلوس اللى هتدفعها للى هيدلك لك ضهرك… حتى عشان تراعيه فى البقشيش.
تبسم وتعمد إثارة غيرتها قائلًا:
بس اللى فى المساچ ست مش….
لم يُكمل هاني مناغشته حين إنقضت عليه فداء ووضعت يديها حول عُنقه قائله:
شكلك عاوزني أقتلك الليله يا هاني، إنت تنسى الستات بعد كده أحسنلك.
قالت هذا وضغطت قليلًا على عُنق هانى الذى ضحك ورفع يديه حول يديها قائلًا بمزح:
ربنا يظهر داعي عليا بالمجرمات فاكرة صفقة الصواريخ اللى كنتِ عاوزه تبيعهالى.
فهمت فداء مقصده شعرت بغيظ وأنزلت يديها عن عُنق هاني قائله:
لاء مش فاكره،وعالأقل الصواريخ مش هتضر صحتك زى السجاير، كمان أنا عاوزه أنام، هروح أخد شاور لوحدي وإنت إبعد عن عشان ريحة السجاير دى خنقاني، وبعد كده….
لم تكمل بقية حديثها بسبب زيادة شعور تقلصات بطنها…تركته وتوجهت الى حمام الغرفه وصفقته خلفها بقوة،لم ينتبه هاني لذالك طن أنها تشاغبه وضحك.
بعد قليل خرجت كان هاني يتحدث بالهاتف سمعته يسأل:
وهتكون راحت فين.
أجابه عماد الحائر والخائر القلب:
معرفش أنا قولت يمكن تتصل على فداء، هما أصحاب.
رد هاني:
لاء إهدي أكيد هى بخير، بس تعرف إنى شمتان فيك، ياما حذرتك.
أغلق عماد الهاتف آخر ما يوده الآن أن يلومه أحد يكفي ما يشعر به، تنهد هاني بآسف، نظر نحو فداء التى خرجت بعد أن أخذت حمامً، عينيها تستفسر بوضوح قبل لسانها الذي سأل:
فى إيه كنت بتكلم مين؟.
أجابها:
عماد، شكله إتخانق مع سميرة وبيقول ميعرفش هي فين؟.
إنصدمت قائله:
ليه إيه اللى حصل وصلها لكده، شكلها كان باين قولت فى حاجه هتحصل الليلة،هروح ألبس ونروح له نشوف إيه اللي حصل،سميرة دى بختها مايل أوي… وشكل صاحبك ميستحقهاش.
شعر هانى بآسف قائلًا:
بالعكس عماد بيعشق سميرة بس يمكن سوء فهم حصل بينهم وأعتقد هيحله بسهوله،وهنروح نعمل لهم آيه يعنى هنمشى فى الشوارع ندور على سميرة.
نظرت له بغضب قائله:
أيوه لو وصلت لكده،واضح إن قلبكم إنتم الإتنين قاسي،إنت كمان سيبتني عروسه وسافرت،خليت الناس تبص لى ويحسسونى إنى ماليش قيمة عندك،حتى مرات عمي قالتلى إن عقاب من ربنا ليا عالعرسان اللى كنت برفضها.
ترقرقت الدمعه بعين فداء،ضمها هاني يشعر بآسف وندم،إبتعدت فداء عنه تشعر بنفور من تلك الرائحه قائله:
إبعد عني مش طيقاك،وسميرة غلطانه ياريتها كانت إتصلت عليا كنا طفشنا سوا،بس إنت عمرك ما كنت هتدور عليا.
زفر هاني نفسه بداخله يلوم عماد قائلًا
منك لله يا عماد يا إبن عمتي مصدقت إنها كانت نسيت، رجعنا للنكد من تاني…
بينما غصبًا حاول ضمها لكنها نهرته قائله:
قولت متقربش منى بريحة السجاير دى، ولو سمحت ممكن تسيبنى لوحدي.
تنهد هاني بإستسلام، وذهب الى الحمام وتركها لا يود النكد، يكفي القلق الذى يشعر به.
❈-❈-❈
بشقة سميرة
بعد رجاء من عماد وافقت عايدة على العودة الى الشقه مرة أخرى برفقة يمنى التى دخل يحملها، الى غرفة نومها، وقف للحظات، تلك الغرفه مازال بها رائحة سميرة،ليالى كان يدخل عليهن فقط ليتأكد أنهن بحياته،ندم يغزو قلبه وعقله،هو إستهان فى مشاعر سميرة كثيرًا،ذلة لسان هي ما جعلتها تعتقد أنه سيتركها إنتقامً يفعل مثلما هى تزوجت بآخر سابقًا سيتزوج هو الآخر بأخري،لكن ذلك صعبًا عليه أكثر منها،هو كان يعيش فى دوامة بركان تحرقه قبله قبلها،ربما كان يحتاج لصدمة تجعله ينفض تلك الغشاوة التى كانت على قلبه وعينيه وهو يرا سميرة تحترق معه بنفس البركان،
تنهد بندم يشعر بحرق فى عينيه،وهو يسمع همس تلك الملاك النائمه تهمهم بإسم سميرة،إقترب وجلس جوارها على الفراش،بنفس الوقت دخلت عايدة الى الغرفه قائله بتمثيل القلق على سميرة:
بطلب موبايل سميرة مش بترد عليا، أنا قلقانه عليها أوي.
شعر بآسي وهو يتذكر سميرة تركت حقيبة يدها بغرفة الفندق، وخرجت، كذلك يشعر بوخزات قويه تضرب قلبه وعقله الإثنين معًا وهو يشعر كآنه مُقيد بسلاسل ناريه، لا يعلم ماذا يفعل هل ينزل يجوب الشوارع عنها حتى يعثر عليها، أم يذهب الى الشرطه ويقدم بلاغ لكن ماذا سيقول، أم يحرق ذاك العجز الذى يشعر به وهو تائه بدوامة بركان ثائر يثور بقلبه يفتك به… نظرت عايدة لملامح وجهه المكفهره، لن تشفق عليه فأقل شئ يشعربه هو خسارة سميرة، بعدما لم يستيطع إحتوائها وأن يكون سند وعون لها بعدما أعطته فُرص كان يُضيعها بغباء،نظرت نحو يمنى قائله:
أنا هفضل جنبها،عشان أوقات بتصحي بالليل.
نظر عماد نحو يمنى للحظة ثم نظر الى عايدة قائلًا:
أنا هفضل هنا جنبها ولو صحيت هبقى أجيبها لحضرتك.
لم تعترض عايدة على ذلك،وقالت:
تمام،أنا مش هنام وقلبي قلقان على سميرة هروح أتوضى وأصلى وأدعي إنها ترجع بخير.
أومأ لها برأسه،غادرت عايدة،إضجع عماد بظهرة على خلفية الفراش،هنا كانت سميرة دائمًا تنام جوار يمنى،شعر بغصات قويه،مكان سميرة كانت لابد أن تكون جوارهُ بحضنه،فرك جبينه يشعر بالفِكر يكاد يفتك برأسه وهو يعود أمامه شريط ذكرياته منذ رؤيته لها ليلة زفافها على…
توقف لسانه عن ذكر إسمه،ذاك الإعصار الذى دمر قلبه،ثم لقاؤهُ بهما مره بالطريق يسيران معًا،ثم بمعرفته أنه توفي لم يشمت فيه،وكذالك لم يشفق على سميرة،مرورًا برؤيته لها تلك الليله التى عادت شرارة العشق تتوهج بعد أن ظن أنها إنطفأت،مرورًا بإكتشافه أنها مازالت عذراء،طلاقه لها السريع،ندم يغزو حياته،فرصه أخري تأتى له بوقت كان جمرات قلبه مُشتعله،عودة مره أخري،سميرة راضخه له،لكن تفعل ما تريده لا تود أن يكون له فضل على والدتها وافق مُرغمًا على عملها التى بحثت عنه بعد إنجابها يمنى
يمنى وردته الجميله التى كانت بمثابة عودة الربيع،لقائته مع سميرة بكل مره كان يتعمد الإبتعاد عنها كي لا يضعف ويعترف أن نار العشق قد جعلته ظمآن لها يخشى أن يجعله ذاك الظمأ ضعيفًا هينًا لكن كان مُخطئ فالغطرسه تركت بداخله دائمًا الإحتياج للحظات عشق لا تنطفئ،كان يُسيطر عليها بآن يهرب منها،ليس إهانه لها كما تظن،يعلم أنه كان مُخطئًا بذلك،لكن كان مُرغمً من قلبه المولع بالعشق، لكن يخشى الخذلان،هو عانى من الخذلان من بداية حياته تذكر نظرات والده له حين كان يُقابلهُ وهو بملابس العمل يسير يشعر بإرهاق وهو يُنفث دخان سيجارته بغرور وغطرسه،حتى أنه كان أحيانًا لا ينظر له عمدًا،هو تعود على الإستغناء عنه بكل شئ بحياته ليس فقط الإستغناء عنه،بل عن بعض من ما كان يُريد
أراد الزواج من سميرة بعُرس بسيط،ان ترتدى له الفستان الأبيض،لكن حتى تلك الأمنيه ضاعت،الآن علم لما ارادت سميرة تسمية
“يمنى”بهذا الإسم
كانت تتمني حياة هادئه معه رغم كل ذلك،لكن عاد لنفس النُقطة،ذلة لسانه السبب أكدت لـ سميرة ما كانت تشعر به معه،أنها مجرد زوجة للفراش إن وجد أخري بديله لن يتردد فى إخراجها من حياته وما سيتبقى هو يمنى فقط…
يمنى تلك الوردة النائمه،نظر لها تمدد لجوارها ينظر الى ملامحها البريئه الرقيقه والجميله،خصلات شعرها المتناثرة على وجهها تُشبة خُصلات سميرة،يمنى مزيج منهما معًا،ليست لحظة ضعف مثلما قالت سميرة،بل كانت لحظة إشتياق وتوق وعشق قبل كل ذلك،ربما لو لم يُصدم بعذريتها ذلك اليوم ما كان تهور ونطق بالطلاق،وأخذت حياتهما مُنحني آخر،لكن تسرعه أفقده السيطرة على عقله،سميرة تُعانى وهو يُعاني والإثنين هل أحرقهما العشق
نفض عقله ذلك بالتأكيد لا
لن يسمح بذلگ،لم ولن ينتهي عشق سميرة فى قلبة مازال متوجهًا بجمرات مُلتهبة لكن لن تحرقهما بل ستُزيد من دمجهم معًا.
مرت الليله طويله عليه
لم يشعر حين غفت عينيه وعقله للحظه، لكن
نهض وسريعًا ونظر نحو يمني التى إستيقظت للتو تبكي كآنها تشعر بقفد سميرة سريعًا إنحنى يحتضن يمنى التى إرتمت بحضنه باكيه حضنها بقوه
نسيم عبقها أفاقه من غيبوبته التى كان يسعى بها هل ما فعله حقًا كانإنتقام من من عشقها قلبه دائمًا وعذبها وعذب نفسه بهذا العشق
لكن أين هي الآن ليست موجودة، ولا يعلم مكانها أين.
❈-❈-❈
بشُرفة شقه بحي متوسط، كانت سميرة تقف تنظر أمامها الى زوال ذاك الظلام وبزوغ نهار خريفي به بعض الضباب يُخفي الشمس خلفه، تنهدت حياتها هكذا دائمًا غشاوة، لكن هنالك ضياء بحياتها هى طفلتها التى رغم مرور ساعات تشتاق لها،
تذكرت كيف علمت بذاك الحفل الذى تم بالأمس وتوقعت أن يتم فيه الإعلان عن إرتباط عماد بتلك الراقيه، تعمدت الذهاب إلى الحفل كي تحرق الباقى فى قلبها من عشق عماد،بالفعل هل إحترق بعد مواجهتها له بالامس،ربما لا
لكن شعرت براحه وهدوء بعد أن واجهته تلك المواجهه الفاصله،الآن تنتظر رد فعل عماد الذى وصل لها جزء منه بعد إتصالها على والدتها بالامس كي تطمئنها عليها والا تقلق،علمت بذهاب عماد إليها بمركز التجميل لا تعلم كيف توقع أن تكون ذهبن إليه بعد أن تركن الشقه،كذالك بعودتهن الى الشقه بعد رجاء عماد،ربما إختفائها بعض الوقت عن ما يؤرقها قد يجعلها تشعر براحه وتستوعب ما حدث وتستطيع آخذ قرار نهائي بشآن حياتها مع عماد،لن تبقى كما بالسابق،هنالك طفل آخر أو طفله قريبًا ستكون أمرًا واقعًا عليها تحديد كيف ستكون حياتها المُقبله لن تقبل أن تبقى مُهمشه بحياة عماد هي وأطفالها،كذالك تحديد إن كانت ستبقى هنا أم تعود للبلدة والمكوث هناك بعيدًا عن تلك المدينه الكبيرة لكن قد تتصادف الطُرق بها مع عماد وتلك السخيفه التى تبدوا بوضوح تريد لفت نظر عماد لها،وهو مرحب بذلك،
غص قلبها عماد أخبرها برغبته بالزواج بأخري ربما أو بالتأكيد سيفعل ذلك لاحقًا،لا داعي للإستمرار بالتمني عليها قبول الواقع،حياتها مع عماد إنتهت الى هنا،وهي لن تستطيع البقاء هنا ويتصادف طريقها به هنا،عليها العودة الى البلدة لكن أين،بالتأكيد ليس بمنزل والداها،بذلك المكان الضيق الذى كان يأويها هى ووالدتها فقط،هى ستصبح بطفلين،تنهدت بحيره لكن طرأ الى عقلها منزل حسنيه التى شبه لمحت لـ سميرة بنية عماد الزواج بأخري تعلم نية حسنيه كانت أن تحاول ان تجعله يتراجع عن ذلك،لكن هي ماذا تعني له كي يتراجع من أجلها،
تهكمت بضحكه موجعه لقلبها وهي تتذكر تلك الليله التى مكثت بها حسنيه معهن بالشقه بحجة أن عماد لم يعود وانها تشعر بالوحده وارادت البقاء والونس معهن،لكن علمت باليوم التالى بسفر حسنيه الى البلدة كذالك مازالت هناك،إخترعت حجة أنها تود البقاء بين أخواتها لفترة،لكن الحقيقه هنالك سبب آخر وعلى يقين أنه خاص بـ عماد
عماد
الذي يبدوا أن وهج عشقها فى قلبه إنتهى، حتى الرماد ذهب مع الرياح،
تنهدت تستنشق تلك النسمه البارده تشعر كآنها وهج لكن القرار أصبح لزامًا عليه أخذه مهما كانت صعوبة نتائجه،
فى خضم توهان عقلها وقلبها،شعرت بذاك الوشاح الثقيل يوضع فوق كتفيها،نظرت خلفها سُرعان ما رسمت بسمه خافته،حين سمعت عِفت تقول:
الطقس بدا يتغير،البرد راجع من تانى والفتره دى فترة أمراض ولازم تخافي على نفسك والجنين اللى فى بطنك.
تبسمت له بإمتنان قائله:
بشكرك يا عِفت إنك إستضفتينى عندك هنا ليلة إمبارح و….
قاطعتها عفت بلوم قائله:
عيب عليكِ يا سميرة تقولى الكلام ده،أنا بيتي هو بيتك،إحنا بينا عيش وملح،ومستحيل أنكرهم،انا امبارح سيبتك ترتاحي عشان كنت حاسه إنك مش عاوزه تتكلمي،دلوقتي بقى ماما زمانها حضرت لينا الفطور،وبعدها هنقعد سوا تفضفضي لى عن اللى تاعبك،وبلاش تهربي مني زى عادتك،الا لو معندكيش ثقه فيا.
تبسمت سميرة لها قائله:
لو معنديش ثقه فيكِ كنت هخبط على بابك بعد نص الليل وأقولك أويني.وكمان إدفعي أحرة التاكسي اللى وصلني لهنا،وانا فى لحظة يآس،أنا فعلا محتاجه أفضفض يمكن يرتاح قلبي،أو الاقى حل أعرف أبتدي بيه وأرمم نفسي.
تبسمت لها عفت قائله:
مفيش مشكله ملهاش أكتر من حل يا سميرة،يلا خلينا نفطر النونو اللى بطنك وبعدها نقعد سوا،وانا كمان محتارة فى موضوع ومحتاجه حد يقولى أبدأ فيه إزاي.
تهكمت سميرة على حالها قائله:
أنا آخر حد يفيدك كنت عرفت أبدأ حياتي إزاي،أنا دايمًا بقبل باللي بيحصل معايا.
تبسمت عفت قائله:
معتقدش يا سميرة إنتِ بس تعبتي من الكبت فى نفسك ومحتاجه إستراحه عشان تعرفي تحددي بداية حياتك اللى نفسك فيها.
اومأت سميرة ببسمه
بعد قليل بغرفة عفت،دخلت تحمل كوبان من القهوة قائله:
عملت لينا قهوة عشان نقعد سوا كده على راحتنا وإطمني يا ستي ماما خالتى إتصلت عليها عشان متخانقه هى ومرات إبنها،وماما وراحت ليها هتعمل مُصلحه إجتماعيه وهتصلح بيهم، يلا إنتِ كمان فضفضي وأكيد فى حل.
تنهدت سميرة قائله:
حكايتي طويله يا عفت.
تبسمت عفت بقبول قائله:
وأنا هسمعك يلا وبلاش تفضلي كابته فى نفسك، يمكن اما تحكي لى قلبك يرتاح عالأقل.
اومأت سميرة مُبتسمه، وبدأت بسرد حكايتها مع عماد من البدايه وزاوجها بآخر غصبًا ثم عودتها لـ عماد الذى صدمها وهى كانت مازالت تود البقاء معه،لكن هو كان يتلذذ بحياتهم الشبه مُنفصله،كذالك رغبته بالزواج بأخري.
تفهمت عفت حديث سميرة،وقالت لها:
عماد زيك بيحبك يا سميرة.
تهكمت سميرة بنظرة حسره فى قلبها
أكدت لها عِفت:
أيوه بيحبك بس بيكابر،يمكن إحساس إنك ممكن تسبيه مره تانيه متوغل من عقله،عشان كده دايمًا بيحاول يبعد هو الاول، مفكر إن بكده عذابه هيكون أقل، كمان حكاية كرامته إنه هو الراجل، الفكره المترسخه فى عقله هو كان مسؤول عن حياته من وهو صغير فى السن، شال المسؤوليه بدري زى ما بنقول،
اللى زي عماد محتاج صدمه تفوقه وعندي فكره لو وافقتي عليها هو هيتجنن وقتها هيعترف بانه ميقدرش يعيش من غيرك، بس مش لازم تختفي عن عنيه بس توهميه إنك خلاص خدتى قرار البُعد عنه، وحكاية البت السخيفه اللى بتحاول تلفت نظره، هي مش فى دماغه أساسا وفاهم حركاتها،إنتِ لما طلبتي مني إمبارح أتوسط لك عند المسؤول بتاع الفندق إنك تشتغلي فى الفندق مضيفه كان قلبي حاسس إن عندك هدف،إيه هو يا سميرة؟ غرضك من ده إيه.
تنهدت سميرة تقول:
هتصدقيني لو قولتلك مكنش ليا أي غرض يمكن كنت بحرق آخر امل ليا مع عماد،وبعرفه إنى مش هفضل عالهامش فى حياته وإن كل شئ إنتهي.
تهكمت عفت قائله:
غلطانه يا سميرة أنا لو مكانك كنت عملت العكس،كنت فرضت نفسي فى حياته وكشفت مكانتي فى حياته،وروحت الحفله بأحلى فستان ووقفت جنبه وظهرت إنى مراته وقفلت الطرق عالبت الوصوليه دي،إنتِ ضعيفه يا سميرة،وضعفك ده هو سبب بؤس حياتك،فكري فى عرضي عليك وباكدلك عماد هيعترف عالملأ أنه عاشق.
❈-❈-❈
بالبلدة بمنزل والدة عماد
وضعت هاتفها امامها على الطاوله وهى تشعر بإنشراح فى قلبها، شماته فى عماد
حقًا ولدها لكن هو يستحق تلك الصفعه كي يعود كما كان سابقًا عطوف القلب.
نهضت مُبتسمه وهي تعلم أن عماد لن يسمح بعودة سميره الى هنا، عليها أن تبقى هناك قريبه من سميرة تُساندها كما أنها إشتاقت لـ عماد والشوق الأكبر هو لتلك الشقية يمنى
❈-❈-❈
بـ ڤيلا هانى مساءًا
فتحت تلك العلبه الدوائيه قرأت إرشادات إستعمالها كذالك معرفة كيفية النتائح
بتوتر حسمت أمرها عليها التأكد من ما تشعر به، بالفعل بعد قليل جلست تنتظر ظهور نتيجه ذاك الإختبار الخاص بالحمل، جذبت المخبار ونظرت له وقفت فجأة مشاعر مُتعددة تشعر بها بعد إن علمت أنها كما توقعت، همست تقول بإنشراح:
أنا حامل.
بنفس الوقت كان بدلف هانى للغرفه يشعر بإرهاق، نظر لوقوفها ذاك الاختبار الذى بيدها إستغرب من منظرها المدهوش، تحدث بإرهاق:
مالك واقفه مذهوله كده ليه وإيه البتاع اللى فى إيدك ده، إختبار حرارة إنتِ سُخنه، أكيد ده ذنبي.
نفضت تلك الدهشه ونظرت له قائله بتجهم:
ذنبك ليه عملت فيك إيه، ولاء مش سخنه بلاش تشمت، ده إختبار حمل، وللآسف
أنا حامل.
❈-❈-❈
بشقة سميرة
هدوء والدة سميرة يؤكد له أنها تعلم أين هي، يخشى سؤالها فتكذب عليه، يتآكل القلق فى قلبه، حتى يمنى التى كانت تمرح تجلس صامته كل ما بعقلها السؤال عن عودة سميرة،
تنهد يشعر كآنه مُقيد لا يعلم أين يبحث عن سميرة إتخذ عقله اللجوء الى الشرطه، لكن هو على يقين أن سميرة متعمدة الإختفاء وإن فعل ذلك لن يصل لها….
بعد قليل صدح جرس الشقه… نهضت يمنى سريعًا تقول بطفوله:
مامي رجعت.
هرولت نحو باب الشقه، غص قلبه بذاك الموقف هل كان يحدث معه، كانت تنتظر ذهابه بتلك اللهفه هكذا،
أين كان عقله سابقًا.
بالفعل سمع تهليل يمنى وهو تقول:
مامي رجعت.
خرج من الغرفه ذهب نحو الردهه، لمعت عينيه بسعادة وهو يرا سميرة تحمل يمنى تضمها لها بحنان تُفبلها بسعادة، كما انه تمعن النظر لملامح سميره، كانت هادئه عكس ليلة أمس.
إقترب منهن بلهفه حاول أن يخفيها لكن ظهرت حين سألها بإستفسار:
كنتِ فين يا سميرة وإزاي تباتي بره.؟
تجاهلت سميرة الرد عليه وحضنت يمنى التى تتشبث بعنقها قائله برجاء طفولي:
متسبينيش تانى يا مامي خدينى معاكِ ومش إتشاقي.
تبسمت لها بحنان وضمتها تُقبل وجنتيها قائله:
إنتِ قلبي مقدرش أسيبك ورجعت بس عشانك يا روحي مقدرتش أتحمل تبعدي عن حضني وإتشاقي براحتك.
ضمتها يمنى وقبلت وجنتها سعيدة بعودتها
لم يستغرب عماد ذلك لكنه زفر نفسه بصبر وعاود سؤالها بحِده:
بسألك كنتِ مختفيه فين يا سميرة.
لم تُبالي بالرد وتبسمت لـ عايده التى دخلت الى الغرفة قائله:
أنا خلاص جهزت وكلمت البواب يجي ياخد الشُنط.
أومأت لها سميرة بينما شعر عماد ببوادر إنفلات فى أعصابه بسبب تجاهلها للرد عليه سائلًا:
شُنط إيه…
قاطعت بقية حديثه يمنى التى عانقت سميرة سائله:
هنروح فين يا مامي.
مازالت لا تُبالى به وقبلت وجنتها قائله:
هنروح نعيش جنب ناناه حسنيه في البلد.
إنفلت لجام عصبيته قائلًا بسؤال يود تأكيد:
هتروحوا فين يا سميرة.
ببرود أجادته عصبه اجابتها:
زي ما سمعت إحنا راجعين نعيش فى البلد مكانا هناك جنب طنط حسنيه هى سبقتنا بس ملحوقه.
تجمرت عينية بغضب ساحق قائلًا:
إيه اللى ملحوقه واضح إن المدام عقلها راح منها، وناسيه إنها متجوزه مين وبتتصرف على مزاجها، واضح إن عشان هادي معاكِ فكرت إنك هتعملي اللى إنتِ عاوزاه إنتِ موهومه يا سميرة أمري أنا اللى هينفذ…
قاطعته سميرة ببرود تُثير عصبيته:
أمر إيه.
قاطعته عايده تحاول التلطيف، لكن تبادل النظرات بين عماد وسميرة كانت متباينه
يُغلفها
سطوة عشق كل منهم للآخر…
العشق الذى ينفض الإحتراق.
يتبع….