اخر الروايات

رواية مملكة سفيد الفصل الثلاثون 30 بقلم رحمة نبيل

رواية مملكة سفيد الفصل الثلاثون 30 بقلم رحمة نبيل


عودة بعد غياب اسبوع ..
عساكم بخير جميعًا .
لا تنسوا التصويت للفصل قبل القراءة والتعليق برأيكم على الأحداث ..
صلوا على نبي الرحمة .
قراءة ممتعة يا شباب، ورحلة أكثر امتاعًا في مملكة سفيد رفقة أول الاثمين....
_______________
كانت تراقبهم من مكان بعيد حيث لا يمكنها أن تسمع شيئًا مما يقال، لكن تلك النظرات التي علت وجه الملكة بعد همسة سالار كانت أكثر من كافية لتدرك أن ما قيل ليس بالشيء العادي ..
وهذا ما جعل حيرتها تزداد، ما الذي قد يجعل ملامح الملكة الأم _ التي تصنف في مكانة أعلى من قائد الجيوش_ تشحب بخوف من كلمات الاخير ؟! ما الذي بين قائد الجيوش والملكة الأم ليتحدث معها بهذا الشكل دون أن يخفض عيونه باحترام ؟؟
اسئلة واسئلة ولا احد يمتلك لها إجابة، عداها هي والتي تراجعت للخوف بخوف من تهديد سالا الواضح تهمس بشكل مصدوم :
" أنت...هل ..هل تخون ولدي ؟؟ تنظر لزوجته وتخونه معها وهذه الفاسقـ "
فجأة صمتت برعب حين وجدت سالار يخرج سيفه بسرعة كبيرة يضعه على رقبة شهرزاد لتتراجع تبارك للخلف وكأنه على رقبتها هي وقد أصبحت عيونها متسعة بشكل مخيف .
هو يهدد الملكة الأم ؟! يا الله لقد جُن، سوف يُعاقب .
بينما سالار أجاب بملامح حادة وعيون خاوية، لا نظرات توضح ما يفكر به، وقال بصوت في غاية العملية والجدية :
" حسب القانون فالملكة منزلتها تعلو منزلة الملكة الأم، وبما أنها تسبقك في التصنيف الذي وُضع قديمًا، فهذا يعني أن اهانتك لها جريمة لا تُغفر، ويمكنني أن اقودك الآن حتى المحكمة للحكم في أمرك، وحينها سنترك للملك الحكم على والدته التي اتهمت زوجته والملكة المستقبلية للبلاد بالفاسقة، واتهمت قائد الجنود بالخيانة دون أن تمتلك دليلًا واحدًا "
نظرت له شهرزاد برعب شديد وهي تحاول الحديث :
" أنت تعلم جيدًا أنني محقة سالار "
" دليلك ؟؟"
ارتجف جسدها وهو فقط راقبها ببرود شديد، ولم يتحدث بكلمة، في الوقت الذي كانت تبارك تقف في الخارج تحاول استيعاب ما يحدث أمامها، فهذا أكثر مشهد عبثي قد تراه عيونها يومًا .
وشهرزاد التي كانت عيونها مثبتة على عيون سالار ابتسمت بسمة غريبة عكس ملامح خوفها السابقة تقول بصوت ساخر :
" دليلي ؟؟ دليلي سأحضره وأريه للجميع سالار، وحينها لنرى إن كنت ستثبت أمام الجميع برائتك أم لا "
نظر لها سالار ثواني قبل أن يقول بلا مقدمات :
" غادري من هنا "
نظرت له بتشفي وشعرت وكأنها انتصرت عليه حقًا، وهو فقط قال بصوت مخيف رغم نبرته المنخفضة :
" قلت غادري "
انتفض جسد شهرزاد تتحرك بسرعة بعيدًا عنه ولم تكد تخطو للخارج حتى اختفى جسد تبارك بسرعة كبيرة وخوف اكبر، لكن فجأة تناهى لمسامعها صوت سالار الذي خرج صلبًا صارمًا :
" ولا تنسي حديثي معك، إياكِ أن تقتربي منها بأذى فلن تجدي غيري أمامك"
نظرت له شهرزاد بشر ليكمل هو مبتسمًا باستفزاز :
" وسيكون ذلك بعلم الملك، فأنا لا اخطو خطوة دون إخباره، حتى لو كانت تلك الخطوة هي إسقاط عقاب رادع على والدته العزيزة "
وكان الرد الوحيد من شهرزاد هو نظرة كارهة غاضبة، ثم رحلت بكل بساطة عن المكان بأكمله، في حين أن تبارك اختفت عن الأنظار خوفًا أن تراها .
ابتلعت ريقها حين اطمئنت أنها رحلت، نظرت مرة أخيرة صوب الاسطبل لتجد أن سالار يحدق في إتجاه الباب، حاولت التواري عن نظراته ليتحرك الاخير في المكان وهو يسحب بعض الطعام الخاص بالاحصنة يعطي خاصته، ثم قال بصوت جامد :
" انتهى العرض لِمَ مازلتي مختبئة ؟؟"
اتسعت أعين تبارك تنظر حولها تبحث عمن يحدثه، ليترك سالار ما بيده ناظرًا صوب الباب يقول بصوت حانق :
" هل ترين أحدًا هنا غيرك ؟؟ "
نظرت له تبارك بتعجب لمعرفته وجودها :
" أنت شوفتني ازاي ؟؟"
ابتسم ساخرًا يستدير صوب حصانه :
" حركتك وخطواتك مسموعة، ذكريني أن أعلمك كيفية التسلل دون إصدار صوت و...صوت انفاسك كان عاليًا، أتسائل كيف لم تسمعه الملكة "
نظرت له تبارك وهي تتحرك داخل المكان :
" وهو أنت عطيتها فرصة تتنفس عشان تسمع صوت انفاسي أنا ؟؟"
نظر لها نظرات غامضة، هو رآها منذ جاء وعلم بتتبعها له، ووجود الملكة هنا وحديثها عنها جعله يغضب، لقد قللت من شأنها، وهو عمد لجعل الحوار بالهمس فقط كي لا يصل لها شيء يشفق عليها من سماعه .
لكن يبدو أن تبارك ليست بالغبية كما يظن البعض إذ ابتسمت تقول بصوت خافت :
" هي كانت تقصد مين بكلامها ؟؟ الملك بيحب عاملة هنا ؟؟"
نظر لها سالار بصدمة يقول بصوت حاد :
" إياكِ وترديد هذا الحديث على مسامع أحد، ولا تهتمي بما قالته تلك المرأة، أنتِ هي الملكة هنا و..."
" لكنني لا أريد ذلك"
نظر لها سالار بعدم فهم لتبتلع ريقها ببطء تعود للخلف تقف على البوابة مثلما كانت وقد شعرت أن نظراته تلك ووجودها في هذا المكان يضعفونها، ويتركون القيادة لنفسها الإمارة بالسوء تحت إشراف الشيطان وأعوانه.
" أنا لا أريد أن أكون ملكة أو....."
صمتت وقد كانت على وشك نطق ( زوجة الملك ) كانت تريد أخباره أنها، لا تحب الملك ولا تتقبل أنه سيكون زوجًا لها، الملك شخص جيد، بل رائع وحنون وكامل لأي امرأة، عدا امرأة سقطت في عشقه هو ..
رفعت عيونها له تقول بصوت منخفض :
" اشعر أنني لست مستعدة بعد لهذا الأمر، أنا لا أريد أن أكون الملكة، ولا أشعر أنني الملكة، أنا أي شيء غير ملكة هنا "
سقطت دمعة من عيونها تقول بصوت خافت أكثر:
" هل يعقل أنهم اخطئوا بإرسالك لي ؟! هل ارسلوك لفتاة أخرى تليق بالملكة وأنت اخطئت بإحضاري "
نظر لها سالار نظرات طويلة دون قول كلمة واحدة، وهي وكأنها لم تصدق أنه واخيرًا صمت يسمعها، ستكون صريحة واخيرًا :
" أنا لا أريد أن أُتوج أو ...اتزوج بهذه الطريقة "
نظرت لعيونه بأعين دامعة متوسلة :
" قائد ..."
أبعد سالار عيونه بسرعة عنها يأبى أن يواجهها في هذه اللحظة التي تحيا هي بها أضعف حالاتها النفسية، لكنها لم تتوقف وهي تتقدم منه خطوات تقول بصوت منخفض :
" قائد..ارجوك ساعدني "
رفع سالار يده بسرعة وهو من يمنعها هذه المرة من اقترابها، ينظر لها ألا تفعل، ألا تجبره لتخطي حدود خطها لنفسه يومًا، دهس كامل مشاعره وهو يقول بصوت منخفض :
" لا يمكنني تقديم شيء لكِ، احضرتك لتكوني الملكة، وستكونين، لا اعتقد أنني امتلك ما يمكنه مساعدتك الآن، لذا عليكِ تقبل الأمر و..."
ابتلع ريقه بصعوبة يهمس وكأنه ينطق كلمات إعدامه:
" الملك ليس شخصًا سيئًا البتة، وهو لن يظلمك، إيفان على استعداد لينحر رقبته قبل أن يظلم أحدهم يومًا فتخيلي أن يكون هذا الاحدهم هو زوجته المستقبلية !!"
شهقت تبارك بقوة تقول بصوت متقطع من البكاء :
" لكنني لا أريد ذلك، لا اريد أن أكون زوجته أنا أريد أن..."
توقفت عن الحديث حين شعرت أنها كادت تتجاوز حدودها لتزداد دموعها وهي تعود للخلف ببطء تقول بصوت خافت :
" أنا... أنا آسفة يا قائد، لم يكن عليّ التحدث معك في هذا الأمر و..."
صمتت فجأة تنهار في البكاء وهي تقول من بين شهقاتها :
" اشعر فقط أنني تائهة، لا أرى لي مستقبل في هذه الحياة، مستقبلي ضبابي "
نظر لها يضغط على قبضته وهو يهمس وكأنه يمنح نفسه رصاصة الرحمة من كل ذلك ويقطع أي خيط قد تخزله نفسه الواهمة :
" زواجك من الملك سيكون بعد يومين في الاحتفال الوطني، حاولي تقبل الأمر، وإن لم تفعلي فنحن هنا لا نجبر النساء على زواج، يكفي أن تقولي لا و..سأكون أول الداعمين لكِ، لكن ...لا اعتقد أن الأمر بهذه البساطة خاصة أن تعلمك كل تلك المهارات كانت بمثابة موافقة ضمنية منكِ على الأمر في البداية، والآن سيكون من الصعب إلغاء كل ذلك "
ختم حديثه يتنفس بصوت مرتفع وهو ينظر لها بحزن وغضب من نفسه، لكن الأمر فوق احتماله يقسم، أصبح صدره الآن على شفا جرف من الانفجار بكل ما يكبت، وهذا خطأ كبير يشعر أنه ينتظره للوقوع به والأمر مسألة وقت..
لكن في الوقت الحالي عليه فقط أن يطمئنها ويُهدأ قلبها ولو كان على حساب قلبه، لذا تشدق في هدوء يحاول أن يساعدها في تخطي حالتها تلك :
" مولاتي، هوني على قلبك، الأمر ابسط من كل هذا، الملك سيكون زوجًا رائعًا لكِ، سيمنحك كامل الرعاية والاهتمام وهذا ما تحتاجينه أنتِ .."
ختم حديثه ثم نظر حوله وكأنه يفكر في الأمر، لكن في النهاية تحرك بعيدًا عنها بعدما تمتم بكلمات وداع غير مفهومة بعض الشيء ..
وهي راقبته يرحل بأعين مليئة بالدموع تهمس بصوت مختنق :
" ما احتاجه هو أنت سالار ...."
__________________
اتسعت أعين كهرمان بصدمة كبيرة تحاول أن تستوعب ما قيل منذ ثواني، أبعدت عيونها عنه تقول بصوت منخفض :
" أي أميرة تلك مولاي ؟؟ أنا العاملة كهرمان "
ابتسم إيفان بسخرية لاذعة :
" نعم، كان أرسلان ليفخر بشقيقته الحبيبة التي نبذت حياة الملوك وفضلت حياة العاملين "
شعرت كهرمان بقلبها يكاد يتوقف من الصدمة التي تعانيها، ورغم أنها في نقطة داخلها كانت تشك أو شبه تأكدت من معرفته لهويتها بسبب تلميحاته التي تجاهلتها عمدًا، إلا أن سماع الحديث منه مباشرة كان له وقع الصدمة على أذنها...
بلعت ريقها تبعد عيونها تقول بصوت خافت :
" مولاي ..."
لكن إيفان تجاهلها يقول بصوت حاد :
" خذوا هؤلاء الرجال لسجن القصر حتى يتم احضارهم للمحاكمة، وليحضر أحدكم خيل للأميرة كي تعود به للقصر ."
ختم حديثه يتحرك بكل هدوء صوب فرسه تاركًا إياها ما تزال تتجرع صدمتها، رفعت عيونه له تراه يصعد على الحصان خاصته وهو ابتسم لها يقول بصوت وصل لها واضحًا :
" هوني عليكِ الأمر سمو الأميرة، فجميع من بالقصر يعلم تلك الحقيقة ليس أنا فقط، أنتِ فقط من لا تعلمين أن الجميع يعلمون "
صمت ثم قال بصوت ساخر ضمنيًا :
" إن أردتي يمكنني أن ادعي أنني لم اعلم بعد "
تنفست كهرمان بصوت مرتفع تبعد عيونها عنه حين سمعت صوت خطوات حصان يقترب منهم وقد كان يخص أحد حراس الحدود، أمسكت منه اللجام تشكره بصوت خافت، ثم نظرت للملك تقول :
" إذن كنت تعلم ؟!"
" هل هذا يثير تعجبك ؟ ليس الأمر وكأنكِ كنتِ بارعة في التنكر، يا الله لقد كنتِ مريعة بحق، كل كلمة تصدر منكِ تصرخ بأنكِ أميرة "
تنفست كهرمان بصوت مرتفع :
" وطالما كانت حقيقتي واضحة لك، إذن لِمَ لم تنتقم ؟؟"
ردد إيفان بصوت متعجب من تلك الكلمة :
" انتقم ؟؟"
" أولست عدو لأخي ؟؟"
اشتعلت أعين إيفان بشكل مخيف وهو يضغط على اللجام يقول بصوت حاد :
" عدو ؟؟ كيف تصفين علاقتي بأرسلان بهذه الكلمة المقيتة ؟؟ هل هذا ما هداكِ له عقلك ؟؟ يبدو أنكِ لم ترثي من إيفان سوى صفاته المزعجة كالعناد والكبرياء الغبي، لم ترثي منه ولو ذرة حكمة وتفكير واحدة، هيا اصعدي لنعد إلى القصر ."
نظرت له ولم تعلم سبب غضبه، لكنها رغم ذلك هزت رأسها ولم تكد تصعد حتى أبعد إيفان عيونه عنها ينظر للجنود آمرًا إياهم بالتحرك ..
وبالفعل صعدت كهرمان على حصانها، تستقر أعلى ظهره، ثم أمسكت اللجام، ولم تكد تتحدث بكلمة حتى قال إيفان بصوت مرتفع :
" لنتحرك..."
وبعد هذه الكلمة لم تبصر كهرمان سوى الغبار الذي خلفه حصانه وقد بدأ الجنود يلحقون به وتجهز بعض حراس الحدود للعودة معهم بالسجناء .
وهي فغرت فاهها بصدمة، ثم تحركت بسرعة كبيرة خلفه تزيد من سرعة حصانها كي تسبقه بكل عناد وغضب ورفض لأن ينتصر عليها في هذا أيضًا، والجنود تعجبوا الأمر فليس من المعتاد أن يسبق أحدهم الملك أو أن يتقدمه.
لكن قوانين إيفان تسري على الجميع عداها .
ابتسمت وهي تتخطى إيفان بسرعة كبيرة، ولم تنظر حتى له أو للخلف وهي تكمل طريقها والحصان يتحرك بسرعة كبيرة جعلت ثيابها ترفرف خلفها..
كل هذا وإيفان يراقب ما يحدث بصدمة كبيرة، قبل أن ترتسم بسمة صغيرة على ثغره يتذكر تلك الأيام التي كان أرسلان يسابقه بها ..
" يبدو أنها أخذت المزيد من صفات أرسلان ..."
اسرع ايفان خلفها بسرعة كي يسبقها وحين أصبح جوارها صُدمت هي وهو ابتسم بسمة جانبية يقول بصوت مرتفع كي يصل لها وهو يسابقها بسرعة مخيفة :
" هل تعلمين أكثر ما كان يمقته أرسلان في صُحبتي ؟؟"
نظرت له بفضول ثم عادت بنظرها سريعًا صوب الطريق، ومجددًا عادت له :
" ماذا ؟؟"
قال ببرود شديد واستفزاز أشد :
" ظهري، لأنه لم يكن يرى سواه في سباقاتنا "
وبهذه الكلمات ختم إيفان حديثه ووجوده جوارها وهو يسبقها بسرعة مخيفة يطلق ضحكات مرتفعة جعلت أعين كهرمان تتسع بصدمة كبيرة :
" يا ويلي من هذا الرجل الـ .."
صمتت وكأنها أبت أن تضيف له لقب غير محمود وهو القريب من القلب، ابتسمت بسمة جانبية، تخبر نفسها أن كل هذا ما هو إلا لحظات مؤقتة يعاملها فيها ببعض الود فقط لأنها شقيقة أرسلان، وحينما يعود للقصر سيعود الملك البارد الصامت اغلب الوقت، وسيعود الزوج المستقبلي لتبارك ..
وعند هذه الفكرة صمتت وتراجعت تترك له السباق يقوده وحده، تقهقرت للخلف وهي تفكر في الأمر وشعرت أنها تود لو ...تستسلم فقط وقد انهكتها المقاومة الطويلة، فقط ليتزوج حتى يقتنع قلبها أنه ليس لها، تترجاه أن يتزوج و يمنحها رصاصة الرحمة .
كانت تراقبه يتحرك بسرعة كبيرة بمهارة عالية، ابتسمت وهي تهمس :
" يليق به كونه ملك ..."
واستمرت الرحلة على هذا الحال ما بين تسابق وتفرد بالصدارة، نظرات وعناد، لكن في النهاية انتهت الرحلة وعاد إيفان يتلبس ثوبه كملك هادئ بعيدًا كل البعد عما كان يفعل منذ قليل .
بمجرد أن وصلت الأحصنة لبوابة القصر هبط هو عن حصانه، ثم نظر لكهرمان التي هبطت بكل سلاسة .
تحركت صوبه وقبل أن تتحدث بكلمة سمعت صوت إيفان يقول بنبرة آمرة للجنود حوله دون أن ينزع عيونه عنها :
" أظهروا بعض الاحترام لأميرة مشكى يا رجال .."
اتسعت أعين الجميع بصدمة كبيرة، وقد بدأت الهمسات حول كيفية وجودها حية حتى هذه اللحظة، لكنهم في النهاية اخفضوا رؤوسهم باحترام لها وهي نظرت لايفان نظرات صغيرة ثم قالت بتقرير :
" لا اعتقد أنني احتاج لهذا الأمر مولاي، اشكرك فأنا أود الاستمرار في حياتي هنا حتى اعود لبلادي، افضل العيش كخادمة بكل شرف على أن أعيش أميرة دون استحقاق وبلادي مسلوبة "
نظر لها إيفان ثواني قبل أن يقول متجاهلًا أمر بلادها في هذه اللحظة فقط :
" هل تعتقدين أن جميع العاملين لديّ، لديهم كامل الصلاحيات التي تمتلكينها أنتِ أو أنني مثلًا اسمح للعاملات بالتحرك بكامل الحرية في القصر دون محاسبتهم على ترك العمل ؟!"
نظرت له بعدم فهم وقد بدأت تدرك ما يدور حولها، وهي التي ظنت أن كل ذلك ذكاء منها لانها تهرب من العمل بمهارة ؟؟
" اسمعي سمو الأميرة، لا شيء في هذا القصر يحدث دون إرادة أو علم مني، تمامًا كزيارتك لمهران قائد جيوش مشكى السابق .."
ختم حديثه ببسمة صغيرة ثم قال :
" والآن هل نتقدم لداخل القصر فأنا في الحقيقة لست متفرغًا لكثير من الوقت؟؟"
ختم حديثه تاركًا إياها تعاني ويلات الصدمة مما قال، ابتلعت ريقها تفكر في كل ما حدث وتنظر للزوايا التي تعمدت التغاضي عنها سابقًا .
كل ذلك وأبواب القصر تُفتح على مصراعيها أمام أعينها ...
________________________
" ألم تخبر أبي أنك لن تعالجني حتى نتزوج؟؟"
كانت تلك كلمات ليلا التي ارتفعت في المكان وهي متسطحة على الفراش الخاص بعيادة مهيار وهناك على أحد المقاعد يجلس مرجان بعدما أبى أن يترك شقيقته معها وحده، خاصة بعد تلك الكلمات التي جعلته يزجرها بغيظ شديد يميل عليها هامسًا :
" أنتِ يا فتاة تحلي ببعض الخجل قليلًا "
نظرت له ليلا معترضة على تلك الكلمات وهي التي لم تتحرك من جاءت حتى :
" خجل ؟؟ أي خجل هذا ؟؟ ما الذي فعلته !! أنا فقط أتساءل "
صمتت تنظر لمهيار الذي كان يعبث بصندوق خشبي أمامه وهو مبتسم بشكل أخبرها أنه أساء فهمها تمامًا كمرجان، لذا سارعت تقول وهي تنظر له بغيظ شديد :
" أنا أود معرفة إن كان غير رأيه كي لا ..."
استدار مهيار ينظر لها بشكل جدي وهو يضم ذراعيه لصدره منتظرًا منها أن تكمل جملتها المقطوعة، لكنها لم تفعل، ليس لأنها توترت بسبب نظراته تلك، أو لأنها مثلًا شعرت بقلبها يكاد يفر من ضلوعها، بل لأنها من البداية لم تمتلك أي شيء تقوله .
صمتت وهي تبعد عيونها عن أعين مهيار المستمتعة والذي قال ببساطة شديدة :
" ومازلت عند حديثي، أنا لن أعالجك حتى نتزوج "
تمتم مرجان بضيق شديد :
" أنا لا يعجبني هذا الحوار حقًا، لذا أما أن تغيره أو أن انتزع أنا تلك الحمقاء التي تتوسط الفراش وارحل من هنا "
نظر له مهيار بعض الوقت قبل أن يقول :
" كم هو عمرك مرجان ؟؟"
صُدم مرجان من السؤال الذي لم يكن يتوقعه، لكنه رغم ذلك أجاب بصوت منخفض :
" بالكاد أكملت الرابعة والعشرين منذ ايام قليلة، لكن لماذا تسأل ؟؟"
مال مهيار على المقعد الخاص به يقول بجدية :
" أنت في الرابعة والعشرين بالكاد، وأنا رجل كبير على مشارف التاسعة والعشرين، لذا ألا تظن أنني استحق منك احترامًا اجباريًا لفرق العمر بيننا ؟؟"
نظر له مرجان بعدم فهم ليستقيم مهيار وهو يتجاهل كل ذلك، ثم نظر صوب ليلا يقول ببسمة صغيرة :
" سوف افحصك فقط، لن ابدأ العلاج الآن، لكنني انتظر قدوم أحدهم "
نظرت له ليلا بفضول شديد وهي تتساءل عن هوية هذا الاحدهم الذي سيشاركهم الغرفة، وجاءها الرد بسرعة كبيرة حين أبصرت تبارك تستأذن الدخول .
تعجبت ليلا قدومها، فهي في الفترة الأخيرة تعرفت عليها وعلمت أنها الملكة، إذن ما الذي تفعله الملكة هنا ؟؟
ابتسم مهيار وهو ينظر باحترام شديد لتبارك التي كانت في تلك اللحظة حائرة الملامح، شاحبة الوجه تشعر أن المكان بأكمله يتحرك من أسفل أقدامها، ورغم ذلك مبتسمة بسمة صغيرة وهي تقول :
" مرحبًا، آمل أنني لم اتأخر "
" لا ليس فعليًا، لقد كنا نجري حوارًا شيقًا أنا ومرجان، بالطبع تعرفينه "
ابتسمت بسمة واسعة تقول مرحبة بمرجان:
" بالطبع مرجان رفيقي، أليس كذلك مرجان ؟؟"
ابتسم لها مرجان بلطف وسعادة من كلماتها تلك وهو يهز رأسه بقوة مجيبًا :
" بالطبع أنا وتبارك صرنا رفاق منذ اسابيع طويلة "
ضحكت تبارك ضحكة صغيرة وهي تكمل :
" منذ بدأ العريف يطردني ليسارع هو ويعوضني "
ابتسم لهما مهيار، بينما بدت ليلا متعجبة بعض الشيء من قرب العلاقة بين شقيقها والملكة، فهذه هي ...الملكة، هي ليست معتادة أن تكون الملكة بهذا القرب من بعض العاملين بالقصر أو أيًا كان، فقط الأمر مريب، خاصة قربها وتلك الاريحية التي تتعامل بها مع مهيار، ليس الأمر وكأنها تغار عليه بشكل مبالغ، لكنها فقط تتعجب الأمر .
" مرحبًا مولاتي، إنه لشرف لي مقابلتك "
نظرت لها تبارك ببسمة واسعة ثم قالت :
" الشرف لي عزيزتي "
نظرت صوب مرجان تقول بمزاح :
" شقيقتك تفوقك جمالًا مرجان "
خجلت ليلا ونظرت بعيدًا عنهما، بينما هي ابتسمت بلطف وهي تتحرك صوب مهيار الذي وضع صندوق غريب الشكل أمامها يقول :
" تسائلتي من قبل عن كيفية معرفتي للإصابات الداخلية وغيرها من الأمور "
نظرت له بفضول كبير ليبتسم هو يفتح الصندوق مرددًا :
" حسنًا ربما كنا أقل منكم تقدمًا، لكننا حتمًا لسنا أقل منكم ذكاءً، وطبيعتنا المحيطة بنا ساعدتنا كثيرًا على التقدم في شتى المجالات "
كان الفضول يأكل في جسد تبارك والتي حاولت في هذه اللحظة تناسي ما حدث في الاسطبل مع سالار وهي تقول بفضول :
" كيف ذلك ؟! "
ابتسم يكشف الغطاء عن الحقيبة مظهرًا علبة تحتوي مادة بيضاء وجوارها حجر غريب الشكل واللون يضيء بشكل لا تدري سببه .
" ما هذا ؟؟"
ابتسم لها مهيار يقول بجدية :
" تريدين التعلم ؟؟ سوف نبدأ بعمل فحص داخلي باستخدام تلك الاحجار التي تعمل نفس عمل اجهزتكم "
اتسعت أعين تبارك تحاول فهم ما يقصده وقبل أن تتحدث بكلمة اتسعت أعين الجميع حين تشنج جسد ليلا بشكل غير محسوس لولا أنها انتفضت بسرعة عن المقعد تقول دون مقدمات :
" هل يمكننا أن نؤجل هذا الأمر لاحقًا، احتاج للرحيل الآن لإتمام بعض العمل، سوف ارحل الآن ونتحدث لاحقًا، تشرفت بمعرفتك مولاتي "
رمت نظرة أخيرة صوب مهيار تهرول للخارج، بينما مرجان انتفض وكاد يلحق بها لولا يد مهيار التي امسكته يقول بجدية :
" ما بها ؟؟"
" لا ادري، ربما شعرت بقرب حالة اضطراب أو غيرها "
تحدثت تبارك بعدم فهم :
" شعرت بقرب حالة اضطراب ؟؟ هل هذا ممكن حتى ؟!"
هز مرجان كتفه يقول بهدوء شديد :
" يبدأ الأمر بتشنجات خفيفة يمكن تحملها "
كانت تبارك مندمجة في الحديث مع مرجان ولم يبصر أحدهم مهيار الذي التقط شيئًا عن مكتبه وركض خلف ليلا بسرعة وهو يدعو الله ألا تكون قد ابتعدت، وحينما كادت تخطو بعيدًا عن المشفى أوقفها بصوت مرتفع :
" ليلا انتظري .."
تحرك صوبها وهي توقفت تقول بصوت متعجل :
" أنا آسفة سيدي الطبيب عليّ الرحيل لأمر مهم "
وقبل التحرك قال مهيار :
" ليلا، على الأقل تناولي هذه الأعشاب ستساعد على مرور تلك الحالة بسلام أو على الأقل ستخفف من اعراضها "
استدارت ليلا تنظر له بأعين دامعة وهي تهمس :
" أنا بخير "
اقترب منها مهيار بخطوات صارمة :
" لا لستي كذلك، وإلا ما كنا لنكون هنا ؟؟ ليلا اسمعيني جيدًا .."
نظرت له بحزن تخفي خلفه خزي وخجل وكأن ما يحدث لها كان نتيجة اختيارها ..
" اسمعيني ليلا، أنتِ حينما وافقتي على معالجتي لكِ، لم يقتصر الأمر على فعل ذلك في الأوقات التي لا تأتيك بها حالة اضطراب، بل أنا أفعل ذلك لاتدارك تلك الحالات "
نظرت له ليلا بدموع وهو تنهد بصوت مرتفع :
" ليلا، انظري إليّ، هل يبدو لكِ أنني طبيب يفقه بتلك الأمور الداخلية كالجهاز العصبي أو المخ أو غيرها من هذه التخصصات الدقيقة ؟!"
لم تفهم هي سبب سؤاله ورغم ذلك هزت كتفها بالتزامن مع تحريك رأسها في إجابة واضحة أنها لا تدرك، فابتسم مهيار يقول بغيظ شديد :
" لا لست كذلك، أنا أعمل بالجراحة العامة، وفقط لتطبيب الجراح العادية والخطيرة، إذن تُرى ما الذي يجبرني على قضاء ليالي كاملة في البحث عن تلك الأمور ؟؟"
هزت كتفها بجهل ليصرخ في وجهها بغضب شديد :
" لأنني افعل هذا خصيصًا لاجلك ليلا، لاجلك أيتها المعتوهة، أنا فقط اريد مساعدتك فلا تصعبينها عليّ، ودعي هذا الخجل أو الغباء جانبًا "
كانت ليلا متعجبة، بل مصدومة من رؤية هذا الوجه من مهيار مجددًا، والذي ابتسم لها بسمة واسعة يقول :
" إذن هل نعود يا صغيرة ؟؟"
ابتلعت ريقها وفتحت فمها للرفض، لكن هو قاطعها يقول بصوت حاد :
" اتبعيني رجاءً "
نظرت لظهره بصدمة فهو القى بالكلمة ورحل وكأنه يضمن موافقتها، وقد كان فها هي تتبعه بترقب، وسعادة مجهولة المصدر، أو معلومة فأي مصدر ذلك في وجوده ؟!
في العيادة كان مرجان يقول بحزن شديد :
" هي كلما أحست باضطرابات حتى وإن كانت عادية ركضت لتسجن نفسها بعيدًا عن الجميع، ولا تقبل بأي شكل من الأشكال أن يراها أحد أو تتحدث مع أحد في تلك الحالة، فقط تكتفي بسجن نفسها وعدم الخروج ولو سقطت السماء على الأرض"
ختم حديثه يبصر عودة مهيار من الخارج تتبعه ليلا التي كانت تنظر ارضًا بخجل وصوت مهيار يصدح بجدية :
" هيا تسطحي على هذا الفراش "
كان يشير صوب فراش وهي تحركت بكل بساطة وطاعة وجلست عليه وهو فقط ابتسم بسمة واسعة يقول :
" إذن لنبدأ الفحص "
كل ذلك كان يحدث تحت أعين مرجان المصعوق منا يحدث وتبارك التي تراقب ما يتم أمام عيونها مرددة باستنكار :
" هذه هي الفتاة المكلومة التي لم تكن تسمح لأحدهم أن يشهد انهيارها !!"
ردد مرجان وهو يراقب شقيقته التي تكاد تتبخر من الخجل الشديد :
" كانت ...كانت مكلومة، الآن أصبحت مسحورة، لقد ألقى عليها مهيار تعويذة، أكاد أجزم بذلك "
ابتسمت تبارك تراقب ليلا :
" نعم تعويذة حب يا مرجان "
نظر لها مرجان بعدم فهم، لكنه لم يهتم حقًا بكل ذلك وهو يضع جل اهتمامه على ما يحدث لشقيقته ...
وعند ليلا كانت تنظر له وهو يبتسم لها بحنان يمد يده لها بعلبة قائلًا :
" ضعي هذا بحرص شديد على مقدمة الجبهة رجاءً"
تسلمت منه ليلا العلبة تقول بصوت خافت :
" هل هذا مؤلم ؟؟"
" لا، ليس مؤلمًا بأي شكل من الأشكال، لا تقلقي ليلا فلن اعطيكِ ما يوجعك "
نظرت ليلا في اعينه ببسمة واسعة، ثم قالت بصوت خافت :
" أنا أثق بك سيدي الطـ "
وقبل أن تنتهي من كلماتها أُنتزعت العلبة من يده بشكل مفاجئ وقال مرجان بغيرة وحنق شديد :
" لننتهي فقط من كل ذلك "
نظر له مهيار بغضب لافساده تلك اللحظات ومرجان لم يهتم وهو ينظر لليلا بغيظ والتي كانت تنظر لها بدورها في حنق وغضب شديدين .
انتبه لها مرجان يقول بصوت غاضب وهو يضع لها تلك المادة البيضاء :
" ماذا ؟! لماذا تنظرين لي بهذا الشكل ؟!"
رفعت ليلا يدها تنخز جانبه بغضب شديد وهو ابتسم باستفزاز لتزفر بصوت مرتفع تحت أعين مهيار المتعجبة ونظرات تبارك المستمتعة والتي تراقب ما يفعل مهيار بتلك الادوات ....
__________________
فُتحت ابواب القصر أمام الأحصنة ليكون إيفان اول من يدخل يتبعه حصان كهرمان التي كانت تجلس عليه مرفوعة الرأس كعادتها، مشهد بدا كما لو أن الملك عائد من رحلة ما مع زوجته وهذا ما جعل العاملات اللواتي توقفن في الطريق يراقبن ما يحدث، يستنكرن ما يرون، أوليست هذه عاملة مثلهم ؟؟
هي ترتدي ثيابهم، إذن هي منهم، كيف لها أن تجاور الملك بهذه الطريقة ؟؟
تناقلت الكلمات وتناثرت الأقاويل في ارجاء القصر حتى وصلت لها، أمام باب جناحها بمساعدة من إحدى خادماتها المخلصات، وهذا ما تسبب في اندفاع جسد شهرزاد بشكل مخيف وهي تركض صوب الشرفة كي تبصر الحقيقة من الزيف .
وحين وصلت كانت الصدمة لها، إيفان يتوسط ساحة القصر على حصان وتجاوره تلك الخادمة التي ...حاولت هي التخلص منها، ياللسخرية .
وفي الخارج كانت تبارك تقف بعيدًا تتابع كل ذلك بعدما خرجت من المشفى، كانت عيونها تدور باهتمام شديد على الجميع، فقط تبحث عنه فهو حتمًا كان مع الملك صحيح ؟؟
لكن خاب ظنها حين هبط الملك عن حصانه ونظر في المكان المحيط به وبعدها عاد بنظره لكهرمان ينظر لها نظرات غريبة، نظرات جعلت وفي ثواني كلمات شهرزاد ترن داخل أذنها .
"الملك يدور حول تلك العاملة بشكل واضح للجميع، وأنت تدور حول تلك الفتاة التي أحضرتها لنا من ذاك العالم "
العاملة؟؟ العاملة؟؟ العاملة ؟! كهرمان ؟! هي كهرمان ؟؟ العاملة هي كهرمان ؟؟
ابتسمت تبارك بسمة واسعة هي أبعد ما يكون عن السعادة، ابتسمت بسمة غير مصدقة وهي تضع يدها على فمها تراقب ما يحدث أمامها بصدمة كبيرة، تراقب ترجل كهرمان عن الحصان تحت أعين الجميع ثم ارتفاع صوت إيفان الجهوري في المكان وهو يهتف بصوت صارم :
" هناك من تجرأ على أحد رعاياي وأمر بخطف إحدى العاملات هنا، جريمة لا نتهاون في عقابها، فما بالك لو كانت تلك الجريمة ضد أميرة ؟؟"
اتسعت الأعين حوله وتكاثرت النظرات المتعجبة بينما تبارك تراقب ما يحدث ببسمة صغيرة وافكار غير مُعلنة تدور داخل رأسها .
وشهرزاد تقف بعيدًا أعلى النافذة تراقب ما يحدث بأعين مخيفة تحاول فهم ما سمعته ..
حتى اخترقت بعض الكلمات أذنها بشكل مخيف :
" هذه هي كهرمان، أميرة مشكى وآخر من تبقى من العائلة الملكية هناك، وتهديدها يعتبر تهديد لمشكى ونظام الحكم بها حسب القوانين المتعارف عليها في جميع الممالك، لذا وعليه سيتم معاقبة أيًا كان من فعلها عقابًا عسيرًا "
ختم حديثه ينظر صوب كهرمان التي كانت تحاول تجرع صدمتها وهو ابتسم لها بسمة صغيرة يميل برأسه في هدوء شديد :
" اعتذر عما تلقيته من معاملة داخل قصري أميرة كهرمان، لكن صدقيني ستحصلين على قصاصك العادل، فما من أحد يُظلم أسفل سماء بلادي دون أن ينال حقه، ولو كان طفلًا رضيعًا"
ختم حديثه ينظر لها وهي تراقبه من خلف الغطاء، حتى أبصرت انحناءة صغيرة منه تبعها رحيله بكل هدوء دون أن يعبأ أنه للتو حوّل جميع الأعين والالسنة صوبها هي ..
اتسعت الأعين وبدأت الهمسات تكثر حول كهرمان التي ابتلعت ريقها وهي تحاول تجنب كل ذلك، فكرت بالتحرك صوب المشفى لرؤية برلنت، لكن وقبل أن تفعل أبصرت تبارك تراقبها بنظرات غريبة من مكان قريب بعض الشيء .
شعرت كهرمان بالصدمة من وجودها، وتحسست بسرعة غطاء الوجه تتأكد أنه كان يخفي خلفه ملامحها وتعابير وجهها، ثم ابتلعت ريقها تقترب منها بهدوء :
" مرحبًا تبارك، كيف حالك ؟؟"
ابتسمت لها بسمة صغيرة :
" حمدًا لله على سلامتك كهرمان "
وبتلك الكلمات أعلنت تبارك انتهاء الحوار القصير مع كهرمان، وداخلها تعم فوضى .
احتاجت هي لمكان بعيد عن الجميع كي ترتب كل ما يدور داخلها، بينما كهرمان تلقت ضربة في منتصف صدرها من رد تبارك المقتضب تهمس لنفسها برعب من تلك الفكرة ورغبة في البكاء :
" هل ...هل اغضبتها ؟؟"
___________________
في الخارج وبعدما تحرك تميم للداخل حتى يجلس جوار زوجته، كان يستطيع هو الرحيل للانتهاء من أموره خاصة أن القائد ارسل لهم في اجتماع هام بشأن المعركة القادمة، لكن ها هو يجلس ارضًا حيث كان يجاور تميم يراقبها بهدوء دون أن ينبث بكلمة واحدة، وهي تنظر لباب الغرفة تحاول تلاشي النظر له .
وللمرة الأولى منذ عرفته يجلس الاثنان قبالة بعضهم البعض بهذه السلمية وهذا الهدوء، هدوء مريب كما لو أنه ينبأ ببوادر عاصفة ..
" إذن ؟! ما سر هذا الهدوء ؟؟"
نظرت له زمرد، ثم عادت تحدق في يديها تفركهما بتوتر ملحوظ، تحاول أن تتلاشى أي كلمة معه، وهو لاحظ محاولتها التهرب من الحديث معه، فابتسم بسخرية وصمت ينظر بعيدًا عنها .
وزمرد التي شعرت برغبة عارمة في الحديث معه، وقد تعبت وملت كل ما يحدث ذلك، حتى أنها فكرت في أحد الأيام أنها ستخبره بمشاعرها وموافقتها وتتجاهل حياتها السابقة، لكن هل تستطيع ؟؟
ابتسم دانيار حين انتبه لكل تلك الحيرة التي تعلو وجهها، وقبل أن يتحدث بكلمة سمع صوتها يقول :
" هل ... أخبرت الملك ما أخبرتك به ؟؟"
نظر لها بعدم فهم لثواني قليلة قبل أن يدرك ما تقصد هي، فجأة اتسعت عيونه حين تذكر كلماتها :
" أوه تلك الأخبار التي جاءت لكِ بشكل مجهول غريب ؟؟ حقًا، كيف تريدين مني اخبار الملك بما تحدثتي به عندما يسألني عن مصدر تلك الأخبار ؟!"
نظر لها بسخرية وهو يردد :
" هل أخبره، عذرًا مولاي فإحدى عاملات القصر مجهولات الهوية والتي تستمر في الكذب عليّ بخصوص هويتها هي من أخبرتني بتلك المعلومة متحججة أنها أحد المنبوذين ؟!"
نظرت له نظرات مريبة، ثم ابتسمت بسمة صغيرة تقول بصوت غريب وكأنها تنطق أمرًا لا يجب أن تنبث به بينها وبين نفسها حتى :
" يبدو هذا خيارًا جيدًا لي "
تشنجت جميع ملامح و دانيار والذي لم يعجبه ما سمع ليقول بصوت حاد :
" توقفي عن المزاح بهذا الشكل زمرد، إياكِ وتشبيه نفسك بهؤلاء الأشخاص ولو على سبيل السخرية أو المزاح، هذا ليس مزاحًا البتة، هؤلاء القذرون لا تذكري نفسك معهم في الجملة ذاتها لئلا تتلوثي بذكرهم "
وترافق مع صوت دانيار ذلك صوت والدها مجددًا وهو ينظر لها هامسًا بصوت خافت :
" لا أحد سيرى أنكِ إنسانة صالحة، هم فقط سيرون أنكِ منبوذة فاسدة بنيتي "
والحمدلله أن والدها رحل قبل أن يرى بعيونه صدق حديثه، لا أحد يهتم بأي شكل تربت أو أنها تخجل وتتبرأ من اصل والدها، الجميع فقط يرى جزءها السييء، حتى دانيار ..
ودانيار الذي قال تلك الكلمات فقط لأنها رفض في نفسه أن تتشبه فتاة شجاعة رائعة وقوية كزمرد بهؤلاء القذرين، ونفس بصوت مرتفع :
" أنا لم أقصد أن أتحدث معكِ بشكل حاد، لكن فقط كنت أريد أن..."
قاطعته زمرد تقول بصوت خافت ووجع كبير، وفي صدرها حاجة كبيرة للصراخ في وجهه أنها ليست كما يقول، تود أن تتخلص من هذا الحمل الذي يجثم فوق صدرها .
" لا، لا بأس، أنت محق، ما كان عليّ أن أشبه نفسي بهذا النوع من الأشخاص، فإن فعلت سأتلوث مثلهم"
صمتت ثم رفعت عيونها له تقول بجدية :
" يبدو أنك تمقتهم بشكل خاص "
رفع دانيار حاجبه يتساءل بعدم فهم :
" أي شكل خاص هذا ؟؟ هؤلاء الأشخاص دمروا بلاد وقتلوا اخوتي وشردوا نساءنا، تتحدثين كما لو أنكِ لا تدركين ما يفعلون "
" بلى، افعل، صدقني لا احد يدرك ما يفعلون بقدري"
ولم يفقه دانيار الجملة الأخيرة لها ولا ما تحاول إيصاله منها وهو يتساءل بجدية :
" ما الذي تقصدينه ؟؟"
ابتسمت له بسمة تقول بصوت خافت :
" لا ..."
قطع جملتها التي لم تكن تعلم لها من تكملة صوت اقتحام كهرمان للمكان بخوف شديد :
" كيف هي حالة برلنت ؟؟؟"
نظرت زمرد صوبها بلهفة شديد وقد شعرت أن أنفاسها عادت للانتظام، لتنهض وتتحرك صوبها بصدمة وهي تهتف باسمها :
" كهرمان، لقد عدتي، يا الله أنا لا اصدق، هل أنتِ بخير؟ هل تعرض لكِ أحدهم ؟! يا الله سأقتلهم بيديّ هاتين "
نظرت لها كهرمان بحب تضمها مجددًا لها تطمئن بوجودها وهي تحاول أخذ أنفاسها براحة، بينما دانيار تحرك صوب الغرفة يطرق الباب يقول بصوت خافت :
" تميم يحتاجوننا في اجتماع هام "
دقيقة وخرج تميم يشير له بالتحرك، ودانيار بالفعل تحرك معه دون أن يلقي نظرة أخيرة حتى على زمرد التي اختفتت بأحضان كهرمان منه، اتخذتها درعًا لتقي قلبها شر نظراته، لكن هل سيطول هروبها؟! هي تشعر أن لحظة معرفته الحقيقة اقتربت، اقتربت أكثر مما تتخيل ...
__________________
" لقد علمت أنه يمكنني العثور على إجابات لديك أيها العريف "
ترك العريف ما يحمل من يده ثم قال بصوت حانق وهو حقًا يشعر بالملل :
" ومن أخبرك بهذا يا ترى؟! صدقيني من فعل كان يكذب عليكِ "
تنهدت تبارك بصوت مرتفع تنظر داخل عيونه بقوة وكأنها تستجوبه :
" حسنًا اسمعني، أنت تعلم شيئًا ما وتخفيه، لا يعقل أن تكون ارسلت سالار لاحضاري لأجل لا شيء، اخبرتني سابقًا أن وجودي هنا ليس خطأ البتة، مالي أرى نفسي عديمة الفائدة ؟؟"
نظر العريف داخل عيونه يجيب سؤالها بسؤال خاص :
" ما الذي تشاهدينه في احلامك ؟!"
بُهت وجه تبارك وهي تهمس بصوت غير واعي :
" ماذا ؟؟"
" لقد أخبرتني سابقًا أنكِ تشاهدين احلامًا غريبة، هل يمكنكِ اخباري بها؟؟"
لم تعلم تبارك ما يجب قوله لكنها فقط تحدثت بشك :
" لماذا ؟؟ "
لم يتحدث العريف بشكل مباشر، بل فقط فعل ما يبرع به طوال الوقت ويتقنه وبشدة، ألا وهو الدوران حول الموضوع :
" فقط لأنني أدرك أن الاحلام هي بوابتنا على العقل الباطن، وأنه ليست جميع الاحلام أضغاث وليست جميع الاضغاث رؤى، كل شيء لسبب وكل همسة تخفي خلفها احاديث يا ابنتي "
نظرت له تبارك بشك كبير وهي تشعر أن هذا الرجل مريب بعض الشيء :
" حسنًا أنت الآن تخيفني أكثر مما كنت تفعل سابقًا "
انضم لهم مرجان الذي وضع كتابه أعلى الطاولة التي يجتمع عليها الاثنين وقال بهدوء وهو يحلق بنظراته عليهما :
" فعليًا الاحلام تحمل لأصحابها العديد من الرسائل، فأنا مثلا في أحد الأيام رأيت أنني اركض خلف قلم ولم استطع اللحاق به، وانظري إليّ تحقق حلمي "
ونظرات تبارك الموجهة له أخبرته أن رسالته لها لم تصل لها واضحة فقال بكل بساطة :
" أعني القلم هذا هو مكانة العريف وأنا اركض خلف هذه المكانة ولا استطيع الوصول لها "
صمت يميل عليها هامسًا تحت أعين العريف الحانقة:
" هذا لأن العريف يتمسك بالحياة تمسك الأرنب بجزرة، ولكي احصل على مكانته يجب أن يرحل هو عن عالمنا أولًا "
فجأة أطلق تأوهًا عاليًا حين شعر بالكتاب يسقط على رأسه وصوت العريف خرج حانقًا مغتاظًا :
" أيها الغبي الحقير تود التخلص مني لأجل مصالحك الشخصية ؟؟ لا ينقصك سوى أن تسمني لتصل لغرضك "
فرك مرجان رأسه يحاول أن يردعه عن ضربة أخرى، لكنه فشل حين هبط العريف بضربته أعلى رأسه قائلًا :
" هذا فقط لتفكر قبل حديثك، فأنا إن أردت سأخبر الجميع أنك لا تليق بدور العريف لهذه المملكة وأقطع عليك احلامك بالكامل "
صرخ مرجان وهو يمسك يد العريف برجاء :
" لا لا اعتذر لك، اقسم أنني لم اقصد كل ذلك، أنا فقط أخبرها بالأمر كمعلومة، فهي لم تفهم الحلم الخاص بي و..."
قاطعه العريف بملل شديد :
" هيا انهض من هنا يا فتى وأكمل دراستك، هيا هيا"
دفعه وهو يجبره على الرحيل إذ ود الاختلاء بتبارك، وفعل مرجان ذلك سريعًا وهو يعتذر منه، وحين رحل ابتسم العريف بسمة لم تعجبها لتبارك وهو يقول :
" إذن ما الذي كنا نتحدث به ؟؟ نعم احلامك، قصي عليّ احلامك يا ابنتي "
ورغم أن لهجته الحنونة المهتمة الغريبة لم ترح تبارك إلا أنها فكرت في الأمر بشكل سريع، فإن كان هناك من يستطيع مساعدتها في هذا الأمر هنا فهو العريف .
تنهدت تقول بصوت منخفض وخجل بعض الشيء :
" حسنًا الأمر أنني قبل أن آتي إلى هنا ببعض الوقت بدأت الاحلام تراودني بشكل غريب، احلام مريبة و...تبدو كما لو كانت حقيقية "
ومن بعد تلك الكلمات أخبرت تبارك العريف بكل شيء وهو يستمع لها بهدوء شديد، دون لمحة استنكار أو دهشة أو غيرها وكأنه كان يتوقع حديثها هذا، حتى انتهت ورأت على وجهه بسمة مريبة وسمعت همسة لا تدري إن كانت كما سمعت أم هي أخطأ السمع :
" إذن ما رأيته صحيحًا "
" ماذا ؟؟"
نظر لها العريف بلهفة يردد :
" اصدقيني القول يا ابنتي، هل ...هل تعرفين ذلك الرجل الذي يظهر لكِ في احلامك ؟؟ "
ترددت تبارك في القول لكنها اكتفت بهزة رأس صغيرة ولم تزد عليها فأدرك العريف ما تضمر وقال لها بصوت خافت :
" ما ترينه في احلامك ما هي إلا رؤى يا ابنتي، الله يرسل لكِ إشارات بما يجب فعله فأحسني التصرف "
" ماذا تقصد ؟! ما أراه لا يمكن أن يتحقق فهو ..."
قاطعها العريف بغموض :
" ما كان لحلم أن يتحقق إلا بإرادة الله، ما ترينه حقيقة مؤجلة، فقط آمني بها ودعي الأيام تريكِ إياها.."
شردت تبارك بعيدًا عنه وهي تفكر في احتمالية أن يكون سالار هو زوجها ؟؟ هل يعقل؟! لكنها وعلى حسب ما سمعت ستتزوج الملك بعد أيام قليلة و...
انتفضت حين وردت لها تلك الفكرة تشعر بنفورها الشديد من هذا الزواج، ليس نفورًا من إيفان كشخصية بقدر نفورها من فكرة الزواج نفسها بغير سالار، يا الله هي أحبته ولا تستطيع تخيل نفسها تُزف لآخر، لكن ماذا عنه هو ؟؟؟ هل يراها ملكته فقط ؟؟؟
خرجت من المكتبة وهي تحاول أن تفكر في الأمر، العريف أخبرها أن ما تراه صحيحًا وحقيقيًا، لكن كيف وهي بعد أيام فقط سـ .، لا لحظة هي لن تخوض هذا النقاش الآن وفي هذه اللحظة، لتعود أولًا لغرفتها ثم تفكر في سالار الذي يتحرك أمامها الآن بكل قوة والجميع حوله ينظر له باحترام، يسير وكأنه يمتلك المكان ولا يأبه بمن حوله، وما كانت تبارك لتطيل النظر به هكذا لولا أنها لمحت بطرف عيونها توقف بعض النساء على مسافة منه يتهامسون وهم يشيرون صوبه .
اتسعت عيونها تنظر لهن بصدمة تتساءل عن شجاعة النساء في النظر له، فعلى حد معرفتها الجميع هنا يكره مروره بهن ويهابونه، وهي بالفعل لم تكن استثنائًا، كانت كذلك حتى آلفته .
مر بها سالار وابصر حيرتها وكاد يكمل سيره، لولا أنه رأى نظراتها على شيء خلفه، فنظر بفضول شديد يبحث عمن تنظر له ليبصر نساء في ثياب ملونة مميزة ليرفع حاجبه :
" ما الذي تنظرين له ؟!"
نظرت له تبارك بصدمة تتعجب كيف وصل لها دون شعورها ؟!
" أنا فقط ...أنا ...من هؤلاء النساء ؟؟"
كانت تسأل بغضب شديد غير ظاهر، وهو قابلها بغضب أشد غير مفهوم :
" وما شأنك بهم ؟؟ "
اتسعت أعينها لا تصدق كم الوقاحة به :
" ما الذي تعنيه أنت ؟؟ أنا فقط أسألك لأنني... لأنني تعجبت ثيابهم هذه و..."
" إياكِ "
نظرت له بعدم فهم ليكرر هو كلماته بشر كبير يرفض أن تفكر حتى مجرد تفكير في الاعجاب بهن أو الذهاب معهن، فهو يدرك أنها تنجذب لكن شيء حولها وتحب تجربته دون الاهتمام بكينونته :
" هؤلاء النسوة لهن عمل في القصر لا تتدخلي به، لا من قريب أو بعيد، إياكِ أن تقتربي منهن، دعيهم ينتهون من عملهن ويرحلن بسلام حسنًا ؟؟"
وبهذه الكلمات أثار فضول تبارك أكثر وهي تتساءل بجدية :
" وما هو عملهن هذا يا ترى ؟؟"
لم يحب سالار أن يخوض هذا الحديث معها وقال :
" هن نساء لإحياء حفلات النساء ولا أعتقد أن هذه معلومة قد تفيدك في شيء أو تلزمك في شيء، لذا رجاءً لا أود رؤيتك تحاولين الاقتراب من النسوة "
نظرت له تبارك بصدمة هامسة :
" هل تستحقر النسوة أم أنني اتوهم ؟؟"
اتسعت أعين سالار بقوة رافضًا لهذا التحليل وهو يدافع عن نفسه :
" ماذا ؟؟ أنا لا أفعل، هن لا يفعلن شيء خاطئ لاحتقرهن البتة، بل لا افكر حتى فيما يخصهن، لكن أنتِ ..."
" أنا ماذا ؟؟"
لا أحب رؤيتك تفعلين مثل النساء ولو أمام نساء مثلك، هكذا أراد أن يقول، لكنه كبت كل هذا يبعد عيونه عنها :
" لا شيء فقط ...يمكنك الاهتمام بتدريباتك التي اهملتيها بشكل ملحوظ منذ أيام، خيرًا من كل هذا، والآن استأذنك الرحيل مولاتي "
وبهذه الكلمات ختم وجوده وهو يتحرك بعيدًا عنها بسرعة كبيرة وهي تنظر له بتفكير لا تفهم سبب ما فعل، قبل أن تعود للنساء بعيونها تراهن يتحركن بعيدًا:
" هذا الرجل معقد بشكل لا يمكن فهمه حقًا ...."
_______________
يجلس أعلى عرشه وهي واقفة أمامه وحوله جميع رجاله وبحضور والدته، لم يغفل عن أحدهم، تنفس بصوت مرتفع :
" داخل جدران قصري وبين اسوار مملكتي تم خطف امرأة، ومن العائلة المالكية في مشكى، وهذه الجريمة لا يمكن التغاضي عنها، بالإضافة إلى إصابة امرأة أخرى والتي تكون هي نفسها زوجة صانع الأسلحة، جريمة أخرى تضاف لسجلكم، والآن إن كانت لديكم حجة تنقذون بها أنفسكم فأسمعوني إياها"
تبادل الرجال النظرات فيما بينهم، قبل أن تتحرك أعين أحدهم صوب شهرزاد التي كانت تجلس شاحبة الوجه تحاول أن تتغافل عن نظراتهم التي التقطها إيفان بكل سهولة فأسرها في نفسه يقول بصوت جامد قوي :
" قلتم أن أمر أخذ الأميرة كهرمان لسبز كان أمرًا ملكيًا، ولا أتذكر أنني أعطيت الأمر بذلك، فممن أخذتم ذلك الأمر؟؟"
ابتلعت شهرزاد ريقها وقد أدركت في هذه اللحظة أنها هالكة لا محالة، وحينما نظرت لأحدهم رأت نظراته الكارهة لها فشعرت بقرب نهايتها، كاد ذلك الرجل يتحدث :
" مولاي إنـ "
لكن يد رفيقه أمسكت مرفقه وقاطعته عن الحديث قائلًا بجدية كبيرة :
" لا احد مولاي "
رفع إيفان حاجبه وهو ينظر بطرف عيونه صوب الملكة ليقول :
" لم يكن هذا حديثكم حين أمسكت بكم "
" لقد أخطأنا وقتها، نحن لم نأخذ أوامر من أحد "
ابتسم إيفان بسخرية لاذعة :
" إذن ما سبب اخذكم للأميرة صوب حدود سبز ؟؟"
نظرت لهم كهرمان بجدية كبيرة تنتظر منه ردًا، لكن جاءها الرد قاتلًا، إذ ابتسم الرجل الذي يقف أسفل عرش إيفان وهو يقول بصوت هادئ وكأن ما يقوله أمر مسلم به مشيرًا صوب أحد الرجال معهم والذي كان صامتًا منذ بداية المحاكمة :
" مولاي نحن لم نعلم أنها أميرة مشكى سوى منك، هي كانت تعمل هنا عاملة وقد أوقعت رفيقي في شباكها واتفقت معه على الهرب لسبز والزواج هناك ، وهي تحركت معنا بهدوء ورضى، لم نجبرها "
اتسعت أعين كهرمان بشدة وكذلك زمرد التي انتفضت عن مكانها تصرخ بصوت مرتفع متجاهلة كل من حولها في المكان أو أنها حتى في حضرة الملك ولا تقف أمام والدها في قريتها التي لا يحكمها قوانين :
" أنت أيها الوسخ تتهم الأميرة بمرافقة هذا الرجل جوارك، بل وتتهمها بمرافقته والهرب معه للزواج ؟! "
كانت تتحدث وهي تتحرك بنية اخراج خنجر من ثيابها بغضب شديد وقد اغضبها أن يتهم أحدهم كهرمان التي تقف هكذا صامتة دون أن تبدي ردة فعل، وما لم تدركه زمرد أو تجاهلته، أن كهرمان لم تصمت حزنًا أو ضعفًا منها، بل لأنها تدرك أن الصراخ والتدخل في حكم الملك لن يزيد الأمور إلا سوءًا .
وبنظرة سريعة صوب دانيار الذي حذرها بعيونه حين رأى الخنجر الذي ستخرجه في قاعة الحكم وأمام الملك ورجاله، أعادت زمرد الخنجر مجددًا بملامح غاضبة وهي تضيف على حديثها السابق :
" هذا الرجل كاذ..."
قاطعها إيفان بصوت قوي صارم :
" كلمة إضافية وتُطردين من المكان، وإن تجرأتي وتدخلتي في شؤون الحكم ستقضين ليلتك في سجن القصر "
نظرت له زمرد بسخرية لاذعة ولم تكد تخبره أنها لا تهتم حتى قاطعتها كهرمان بسرعة :
" اعتذر منك مولاي، لكن صديقتي فقط سريعة الغضب ولم تقصد أي إهانة أو تخطي لجميع الموجودين "
ونظرة زمرد غير الراضية أخبرتها جيدًا أنها لا تهتم بكل ذلك .
تنفس إيفان بقوة، ثم تجاهل كل ذلك يعود بعيونه


اعتذر منك مولاي، لكن صديقتي فقط سريعة الغضب ولم تقصد أي إهانة أو تخطي لجميع الموجودين "
ونظرة زمرد غير الراضية أخبرتها جيدًا أنها لا تهتم بكل ذلك .
تنفس إيفان بقوة، ثم تجاهل كل ذلك يعود بعيونه صوب الرجل يمنحه بسمة صغيرة :
" نعم اكمل ما كنت تقوله، قلت أن الأميرة هربت مع رفيقك للزواج في سبز صحيح ؟؟"
ابتلع الرجل ريقه يهز رأسه بنعم :
" صحيح مولاي، لكنه لم يكن يعرف أنها أميرة اقسم لك "
اومأ له إيفان يقول بجدية :
" لا بأس، أدرك أن لا أحد كان يعلم أنها أميرة، لكنني لا أتذكر أنني أصدرت اوامري من قبل بإلغاء الزواج في المملكة "
نظر صوب إمام القصر والشيخ يقول بجدية ساخرة وجهل مصطنع :
" هل سبق واصدرنا قوانين تُحرم الزواج هنا يا عم ؟؟"
نفى الإمام يحرك مسبحته بين أصابعه:
" لم يحدث يا مولاي "
ابتسم إيفان يعود بنظراته صوب الرجل يقول بجدية :
" وايضًا منذ متى نزف نساءنا في عربات خشبية مغلقة كالسجن ونغلق عليهن ؟؟ "
ابتسم له بسخرية :
" أقدر مروءتك وغيرتك ودماءك الحارة يا رجل، لكن ليس لهذه الدرجة، هي سلمت لك ووافقت على مرافقتك والزواج بك في سبز لماذا السجن إذن ؟؟"
ابتلع الرجل ريقه وشعر أنه حوصر، وتغافل عن أن شيئًا غبيًا كالذي ذكره ما كان ليمر على إيفان بسهولة، اكمل إيفان بكل هدوء لا يظهر أي انفعال يدور داخله كعادته :
" لنفترض أن تلك هي إحدى طرقك في التعبير عن حبك العنيف لها، وهي وضعها في سجن أثناء الذهاب لعقد قرانكم في سبز بعدما منعت الزواج داخل حدود مملكتي، ما ذنب تلك المسكينة رفيقتها ليصيبها أذى أثناء تحرك الملكة معكم في هدوء شديد ورضى ؟؟"
ختم حديثه يبصر بطرف عيونه تحرك جسد تميم بشكل مستاء وكأنه يود النهوض والانقضاض عليهم، وعلى التوتر الأجواء وشعرت شهرزاد بالخطر يزداد، لكنها طمئنت نفسها أنهم لن يعترفوا عليها بعد كل تلك الأموال التي عرضتها عليهم مع مرسول لها داخل القصر .
وبعد صمت قصير أضاف إيفان:
" إذن وبما أن لا رد على حديثي فهذا يثبت ادانتكم بخطف امرأة، لذا سريعًا نحصر سويًا التهم الموجهة لكم، اولًا خطف امرأة، ثانيًا ضرب واذية امرأة أخرى بشكل بالغ تسبب في دخولها في حالة سبات غير محددة، ثالثًا تعديتم على قوانيني، رابعًا تعديتم على حرمة نساء القصر وامسكتم بها بشكل غير لائق، خامسًا خرجتم من القصر دون أمر مني، سادسًا حبستم الأميرة بشكل مهين في إحدى العربات وهذا من شأنه أن يتسبب في حروب بين ممالك، سابعًا تبجحتم وقصفتم محصنات امامي وأمام الجميع واتهمتم امرأة شريفة بأنها ترافق رجلًا وهربت معه، و أخذتم أوامر من غيري داخل هذا القصر "
اتسعت أعين الرجال وشعروا بالصدمة من كل تلك التهم التي وُجهت لهم، يا الله لن يكفيهم عمرهم لدفع كل ذلك، سيفنى عمرهم وهم يحاولون التكفير عن كل تلك التهم ..
و يبدو أن الخوف يتغلب احيانًا على الطمع فقد تقدم أحدهم يجلس ارضًا على قدمه برعب شديد :
" مولاي أتوسل إليك اغفر لي، اقسم أنني لم أفعل ذلك إلا لحاجتي للمال "
نظر له إيفان بجدية يقول :
" منذ متى قصدني أحد الرجال في مساعدة ورددته خائبًا؟؟ هل طلبت مالًا من صندوق المساعدات في المسجد ورفض الشيخ اعطائك ؟؟"
نكس الرجل رأسه ولم يتحدث وإيفان قال بهدوء يخفي خلفه عاصفته :
" من الذي امرك بفعل ذلك ؟؟"
صمت الكل وشعر الرجل بالخطر يقترب منه :
" مولاي أنا ارجوك ا..."
" من ؟؟"
كلمة نبثها ببرود وملامح لا تعابير فيها، ليرفع الرجل وجهه صوب شهرزاد التي هربت خفقة مرتعبة منها وهي تحاول أن تنسحب من المكان لولا همسة الرجل الذي قال :
" الملكة الأم، هي ...هي من أمرتنا بأخذ الخادمة صوب سبز واخبرتنا أنها ستهديها لزوجة الملك بارق لتعمل لديها "
سقطت الكلمات على رؤوس الجميع بصدمة كبيرة وكهرمان التي رمقت الملكة بازدراء واستنكار شديد، لم تظن أن كرهها سيصل بها لهذه المرحلة .
وإيفان لم ينظر لها نظرة واحدة وهو يحدق أمامه بكل هدوء ورباطة جأش يُحسد عليها وهو يصدر حكمه :
" عشرة أعوام هي المدة التي ستقضونها خلف قضبان سجوني مع ارسال باقي مستحقاتكم لعائلاتكم، ومن يعيل منكم أسرة مالها سواه فسوف يتم إرسال لها مبلغًا شهريًا، يسدده رب الأسرة بعد خروجه من السجن والعمل، هذا لخطفكم أميرة وتجرأكم على قوانيني، وسيتم جلد ذلك الذي تجرأ ورمى المحصنات ثمانين جلدة جراء تعديه على حرمة العرض وقذف امرأة شريفة بالباطل، وسيكون للأميرة حق تقرير التعويض الذي يرضيها لما عانته، أما فيما يخص عقوبة التعدي على امرأة بالضرب فهذا سيتحدد حين تتحدد حالتها الصحية وحينها يُترك القصاص لصاحب الحق وهو القائد تميم "
صمت ثم أخذ نفس طويل يتجاهل أي نظرات تحدق به وخاصة كهرمان :
" أما عن الملكة الأم تُجرد من جميع الامتيازات التي مُنحت لها وتُعزل تحت حراسة مشددة في المنزل الجنوبي وفي إقامة جبرية إلى أجل غير مسمى، وسيتم منح عائلات الرجال الذين اغوتهم عن الحق باتباعها، اموالًا من أموالها الخاصة، وتُمنع من التحرك داخل البلاد إلا بأمر مني، هذا كل شيء من يرى منكم إني ظلمت أحدهم بالحكم فليتقدم ويعترض "
وعم الصمت إلا من بعض الهمسات المنخفضة ليهز إيفان رأسه، ثم وقف يقول بهدوء شديد :
" جيد إذن، انتهت المحاكمة يا سادة "
تحرك خارج المكان بقوة متجاهلًا نظرات والدته المصدومة وعيونها الدامعة، تجاهل كل ذلك ولم يفكر فيه حتى، يكفيه ما يعانيه الآن جراء ما قال، لكنه لن يظلم أحدهم لأجل والدته، ولو كان هذا الاحدهم طفل صغير .
تنفس بصوت مرتفع يتحرك صوب الجناح الخاص به ليقابل في طريقه سالار الذي لم يحضر المحاكمة :
" مولاي هل أجهز للاجتماع و ..."
قاطعه إيفان وهو يتحرك بعيدًا بتعب وإرهاق نفسي :
" نعم سالار بعد ساعة نجتمع "
نظر له سالار بعدم فهم وود لو يلحق به، لكنه لم يفعل إذ شعر أنه بحاجة للانفراد بنفسه في هذه اللحظة ...
___________________
بعد ساعة تقريبًا..
" اقترب العيد الوطني واقترب معه الكثير والكثير، بعد يومين سيكون هناك الكثير من الأمور لنحتفل بها يا رجال"
ختم إيفان حديثه ببسمة يراقب أمامه جميع رجال قصره أصحاب المكانة العالية وبلا استثناء، الجميع كان حاضرًا سواء قادة جيوشه أو العريف ومساعده، وكذلك المستشارين الخاصين به ..
دار بعينه بينهم يقول بسعادة طاغية :
" لذا أريد من الجميع أن يعمل على خروج الاحتفال بأفضل شكل ممكن، انشروا البهجة في المملكة، زينوا جميع الطرقات، أريد أن تصل اصوات الاحتفالات الخاصة بنا للجميع، فاليوم الوطني لا يأتي كل يوم "
كان الجميع يراقبه بهدوء وملامح حاد، وإيفان يقول ببساطة شديد :
" اليوم مساءً سأرسل لكل واحدٍ منكم دوره خلال هذا اليوم، كلٌ على حدة سينال مهمته وليس هنا "
تعجب الجميع الأمر فهذه المرة الأولى التي يتبع بها الملك هذه السياسة في التخطيط، بينما إيفان لم يهتم وهو يضع العديد من الاحتمالات لوجود خائن بينهم، هو لن يترك الأمر للحظ، لذلك هو سيوزع المهام بشكل منفصل حتى لا يدرك أحدهم ما يحدث حوله، هو فقط سيهتم بدوره، هذا بالطبع باستثناء سالار الذي وضع معه تخطيط لهذا اليوم .
" كل شيء واضح يا رجال ؟؟"
هز الجميع رؤوسهم بهدوء ولم يجرؤ أحدهم على الاعتراض، ليهز إيفان رأسه:
" إذن لينتظر كلٌ دوره في المساء كي يأتي لجناحي، والآن يمكنكم الرحيل "
تحرك الجميع عن مقعده صوب الخارج والهمسات تدور بينهم عما يخطط له الملك، والبعض ممن لم يفهم مقصد إيفان ظل يتحدث عن العيد بحماس .
وبمجرد خروجهم نظر إيفان صوب سالار الذي تبقى من بين الجميع يقول :
" إذن هل تعلم دورك سالار ؟؟"
" احفظه مولاي "
ابتسم له إيفان بسمة واسعة وقبل أن يتحدث بكلمة اقتحم القاعة الفارغة إلا منه ومن سالار جسد يهجم عليهم وكأنه جاء يعلن حربًا، وقد كان بالفعل ..
كان القادم هو نفسه آزار الذي هتف بصوت حاد وملامح غاضبة وهو يصرخ بغضب شديد :
" أنت يا إيفان لن يهدأ لك بال حتى اهدم مملكتي أعلى رأسك ورأس من بها "
ختم حديثه ينظر بطرف عيونه صوب سالار وكأنه يلمح له ليبتسم سالار بسمة واسعة وكأن ازار للتو مدحه أو ما شابه .
اقتحم حراس إيفان المكان بسرعة كبيرة لإحباط أي هجوم أو خطر قد يصدر عن ازار، بينما آزار ابتسم بسخرية يهتف فيهم :
" حتى وأنا وحدي دون جنودي تخشونني ؟؟ يبدو أنني أثير رعبًا في قلوبكم "
أطلق سالار ضحكات صاخبة رنت في المكان بأكمله، ليرمقه آزار بشر في حين هتف إيفان ببرود شديد وبسمة لا معنى لها وهو يشير صوب حراسه للخروج :
" للخارج .."
نظروا له بتردد ليهتم هو بجدية وغضب :
" للخارج واغلقوا ابواب القاعة فيبدو أن هناك حساب سيتم تصفيته مع ملك آبى "
ارتفع حاجب آزار بشكل ساخر وهو يحرك كفه صوب السيف الخاص به، بينما إيفان يراقبه بهدوء شديد حتى ارتفع صوت غلق الباب في المكان .
وبمجرد أن أغلق الجنود الباب تحرك إيفان بخطوات قوية بطيئة صوب آزار وهو ينظر لعيونه بهدوء :
" إذن ملك آزار، ها أنا صرفت الجنود ولم يتبق سوانا في المكان، هيا افض بما جئت لأجله "
اسودت نظرات ازار وهو يحرك عيونه بين سالار وإيفان ثم قال :
" حدودك جميعها تخطيتها معي إيفان "
" أوه حقًا، يبدو أنني لم انتبه لها ملك آزار ارجو المعذرة "
ابتسم له ازار بسخرية لاذعة قبل أن ينظر له ولسالار :
" لا اعتقد أن ما فعلته أنت ورجالك معي ملك إيفان يصلحه مجرد اعتذار واهي كما فعلت "
سايره إيفان في الحديث وكأنه بالفعل يسعى لهذا الصلح معه :
" وكيف نصلح ما ارتكبناه ملك آزار يا ترى ؟؟"
ابتسم آزار بسمة وصمت فترة طويلة يحرك نظراته بينهم، ثم رفع حاجبه بشكل غريب حين توقفت أنظاره فترة لا بأس بها على وجه سالار الذي كان يضم ذراعيه في انتظار حديثه .
واخيرًا قال آزار بعد صمته :
" أن يُقبل سالار يدي ويعتذر مني "
اتسعت أعين إيفان بقوة وكذلك سالار الذي ابتسم بسمة لا معنى لها، وبعد لحظات معدودة ارتفعت ضحكات إيفان بقوة على كلمات آزار :
" أوه هذا فقط ؟؟ حسنًا لا بأس، هيا سالار أذهب وقبل يد الملك آزار واعتذر منه على وقاحتك معه الفترة السابقة "
نظر له سالار ثم عاد بنظراته صوب آزار يبتسم له، تحرك صوبه حتى توقف أمامه وفجأة امسك سالار كف آزار يرفعه صوب فمه مقبلًا إياه وبعدها قبل رأسه يهمس له بكل احترام وتقدير :
" آسف ..."
اتسعت بسمة آزار بقوة، ثم فتح ذراعيه يجذب سالار بينهما بقوة، وقد كان طوله المساوي لطول سالار مساعدًا له حتى يستطيع أن يضمه له بسهولة، خاصة مع جسد آزار القوي والصلب .
ربت على سالار يهمس له بحب شديد :
" لا تعتذر بني، افديكِ بحياتي سالار "
ابتسم سالار بسمة واسعة يضم له آزار، ثم قال بصوت خافت يعتذر عن كل ما فعله سابقًا :
" بخصوص ذلك اليوم في اجتماع مملكتك أنا فقط كنت ..."
ضحك آزار بصوت قوي وهو يتذكر اخراج سالار للسيوف الخاصة به على الطاولة :
" لا لا، لا تعتذر، لقد اعجبني ما حدث "
ابتسم إيفان بسمة واسعة وهو يردد بسخرية :
" لقد كنت مؤديًا رائعًا للدور مولاي "
ابتسم له ازار بسمة صغيرة، ثم ابتعد عن سالار الذي كانت نظراته له مختلفة عن العادة، كانت نظراته تضج بالاحترام قبل أن يقول بجدية :
" إذن هل أنت مستعد للخطوة القادمة.... خالي ؟؟؟؟؟؟؟"
_____________________
سحبة خيط تخبرك بكامل الحقائق، فترقبها ....
واعلم أنها ( حرب إما أن تنتصر أو تنتصر، لا خيار ثالث أمامك...)


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close