اخر الروايات

رواية ذئاب لا تعرف الحب الفصل الثاني 2 بقلم منال سالم

رواية ذئاب لا تعرف الحب الفصل الثاني 2 بقلم منال سالم



ذئاب لا تعرف الحب

الفصل الثاني :

كانت أطيــــاف عدة أشخاص تتحرك على مقاعدها في الظلام حينما أُضيئت غرفة الاجتماعات فجــأة ليبدأ أحد الموظفين بإستكمال العرض التقديمي الخاص بتلك المناقصة الجديدة الخاصة بشركة الجندي للصلب ..

تراجع أوس بظهره للخلف على مقعده الجلدي الضخم – ذي اللون البيج ، ثم حل زرار سترته السوداء الداكنة ليجلس بأريحية أكبر ، وظل يحدج الموظف بنظراته الثاقبة وهو يضرب بقلمه الحبر الأسود على سطح الطاولة المستديرة بضربات ثابتة ومتزامنة ، والتي بثت نوعاُ من الرعب في داخله ، فابتلع ريقه لأكثر من مرة ، وظل يتحدث بنبرة شبه متلعثمة محاولاً إقناع مندوبي شركة Serious للتوقيع على اتفاقية الشراكة في الصفقة القادمة ..
وما إن انتهى الموظف من توضيح أهم بنود العقد حتى أخرج منشفة صغيرة قطنية من جيب سترته ليجفف بها عرقه البارد من على جبينه ..

وفجـــأة نهض أوس عن مقعده ، ودفعه بقدمه للخلف قليلاً ، ثم ســـار في اتجاه شاشة العرض ، ووقف إلى جوار الموظف ليحدجه بنظرات مخيفة قبل أن يستدير ليواجه مندوبي الشركة و..
-أوس بغطرسة واضحة : شرف ليكم انكم تكونوا جزء من منظومة الجندي ، دي شروطنا ، وده نظامنا .. معاكم يوم للتفكير والرد في عرض الشركة .. وزي الوقتي لو ملاقتش رد هاعتبر الاتفاق ملغي ...

ثم صمت لثوانٍ ليتفحص ردة فعل المندوبين البادية على وجوههم قبل أن يتابع بـ ....
-أوس بصرامة ، ونظرات حـــادة : تقدروا تمشوا ، Your time is over .. ( وقتكم انتهى )

نظر المندوبين إلى بعضهم البعض بنظرات حائرة ، ثم نهضوا عن مقاعدهم ، وقاموا بجمع بعض الملفات الموضوعة أمامهم ، وكذلك متعلقاتهم الشخصية ، ثم ســــاروا في اتجاه باب الغرفة ، وهما يتهامسون فيما بينهم ...
ابتسم أوس لنفسه في غرور ، ثم حدق في الموظف المرتعدة فرائصه بنظرات مخيفة ، و...
-أوس بلهجة قوية وهو يصر على أسنانه : معنديش موظف يتهته في الكلام ، خد حسابك وبرا الشركة

جحظت عيني الموظف في عدم تصديق ، فصرخ فيه أوس مجدداً ، فانتفض هو فزعاً ، وقام بلملمة أشيائه ، ودلف إلى الخـــارج راكضاَ شاحب الوجه ، وكأنه رأى شبحاً للتو ...

عـــاد أوس للجلوس مجدداً على رأس الطاولة ، في حين دلف إليه رفيقه عُدي ورمقه بنظرات حائرة و...
-عدي بنبرة متذمرة : انت طردت مدير الـ.. آآآ..
-أوس مقاطعاً ببرود مستفز : مكان المعتوه ده مش عندي
-عدي وهو يلوي فمه في ضجر : نعم !! معتوه !! ده افضل مدير جه من آآ...
-أوس مقاطعاً بصلابة وقوة : أنا قولت معنديش مكان للمتخلفين اللي زيه ، وأنا خلاص خدت قراري ، فالموضوع منتهي

زفـــــر عُدي في ضيق ، ووضع أحد يديه في جيب بنطاله ، ثم رفع يده الأخرى على رأسه ليمررها في خصلات شعره و...
-عدي متسائلاً بتوتر ، وبنظرات حادة : طيب هاتعمل ايه في الصفقة ؟ افرض مرضوش يكملوا معانا ؟؟ أو .. أو لاقوا عرض تاني أفضل مننا وآآ...
-أوس مقاطعاً بغرور جلي ، ونظرات متحدية : هايتصلوا كمان ساعة يطلبوا يمضوا العقد
-عدي وهو يلوي فمه في استخفاف : لا والله ، طب وايه اللي مخليك متأكد كده ؟؟؟
-أوس بغطرسة واضحة : عشان أنا أوس مهاب الجندي ، مش مجرد صاحب شركة صلب والسلام ..!

زم عُدي فمه في سخرية ، واستدار بوجهه ناحية شاشة العرض و...
-عدي بعدم اقتناع : ماظنش ..
-أوس بثقة عالية : شوية وهتشوف ..

ثم نهض عن مقعده ، وســــار في اتجاهه ، ووضع يده على كتف عدي و..
-أوس بنبرة أقرب لفحيح الأفعى : المهم مافيش جديد نعمله الليلة ؟

استدار عدي برأسه في اتجاهه ، ثم حدق مباشرة في عينيه قبل أن يردف بـ ...
-عدي مبتسماً في غرور وهو يغمز بعينه : عيب عليك ، ودي تفوتني برضوه !
-أوس وهو يمط شفتيه في ترقب : مممم .. حاجة جديدة ولا ؟
-عدي بنبرة متحمسة : كله جديد في جديد ، اصبر وهاتشوف
-أوس بنظرات شيطانية ، ونبرة جادة : هيبان بالليل ...!

...........................

عُدي عبد الرحمن الشامي ، هو الرفيق المقرب لأوس منذ المرحلة الثانوية ، فوالديهما كانا أصدقاء ، وهما أصبحا رفيقين بحكم الصلة ، ومن وقتها صارت صداقتهما قوية ..
تزوج عدي من قبل مرة واحدة ، ولكنه انفصل عن زوجته بسبب مشكلة عجزه الجنسي ، فهي قد ذاقت معه ألوان العذاب المختلفة ، وحاولت جاهدة أن تتأقلم مع وضعه المرضي ، وتدفعه للعلاج الطبي ، ولكنه رفض ، وأصـــر على أنه بخير ، بينما كافحت لإقناعه بتلقي العلاج ، فكانت ردة فعله أنه ينفث عن شحنة غضبه وعجزه عليها ، حتى وصلت المشاكل بينهما إلى أقسام الشرطة .. وهي لم تكف عن فضحه أمام الغرباء قبل القرباء إلى أن انتهى الأمـــر بينهما بالانفصال النهائي في المحكمة ...

ومن وقتها وقد انغمس عُدي أكثر في الملذات المحرمة من أجـــل تعويض النقص الموجود لديه .. وساعده في هذا سادية أوس ، واعتمد الاثنين على بعضهما البعض في تلبية رغباتهما كما يريدان ....
...........................................

في منزل تقى عوض الله ،،،

طرقت السيدة فردوس بكف يدها على الباب بعد أن قرعت الجرس لعدة مرات لكي تفتح لها ابنتها ، وبعد دقيقة فتحت لها تقى ، ثم رمقت والدتها بنظرات متفحصة قبل أن تمد كلتا يديها وتنحني بجسدها الهزيل للأمــام لتحمل عنها الحقائب البلاستيكية و...
-تقى بنبرة عادية : اتأخرتي ياماما ، أنا قولت هاتيجي بدري عن كده شوية
-فردوس بنبرة متعبة : مش عقبال ماروحت السوق وجبت الأكل ده ، وبعدين بطلي ترغي ، ووسعي شوية لأحسن رجلي مش شيلاني
-تقى بخفوت : حاضر يا ماما

دلفت فردوس إلى داخل منزلها ، وألقت بجسدها المرهق والمثقل بالأعباء على أقرب أريكة ، ثم أزاحت حذائها البالي عن قدمها ، وظلت تفرك أصابع قدميها بتألم ، ثم أسندت ظهرها للخلف ، وأغمضت عينيها في تعب و..
-فردوس وهي تزفر في انزعاج : توب عليا يا رب من الشقى ده

وضعت تقى الحقائب البلاستيكية في مطبخ المنزل القديم ، ثم أفرغت محتوياتها على الطاولة ، وظلت تتفحص الخضار الغير طازج وهي تلوي شفتيها المكتنزتين في تأفف ، و...
-تقى لنفسها بنبرة أقرب للهمس : ده بدل ما البياع يرميهم قال أما أبيعهم لأمــي ، ولو قولتلها انهم بايظين يمكن تزعق ، مافيش داعي أفتح بؤي ، أنا أغسلهم كويس وخلاص !

ثم بدأت تقى في تجهيز الأوعية الفارغة من أجل البدء في تحضير الطعام ..

.......................................

في مشفى الجندي الخـــاص ،،،،

توقف الطبيب مهاب أمام فراش ذلك المريض الهام الذي أجرى له العملية صبيحة اليوم ، وظل يقرأ التقارير النهائية عن تطورات حالته الصحية ، ثم استدار برأسه ليتحدث مع الممرضة و...
-مهاب بلهجة رسمية ، ونظرات حادة : الدوا يتاخد في ميعاده ، ويتعملي تقرير كل 4 ساعات عن نشاط أجهزته الحيوية
-الممرضة وهي توميء برأسها : حاضر
-مهاب بنبرة جادة : الزيارة ممنوعة تماماً لحد ما أدي الأوكيه بنفسي
-الممرضة بخفوت : تمام يا دكتور مهاب

ثم علق التقرير بعد أن وقع عليه على طرف الفراش ، وانصـــرف من الغرفة ، وقام بوضع يده في جيب سترته الطبية البيضاء لـيخرج هاتفه المحمول الذي كان يهتز بداخله ، ومن ثم أجـــاب عليه ، و...
-مهاب هاتفياً بجدية : ألوو ، أيوه يا ناريمان
-ناريمان هاتفياً بنبرة شبه منزعجة : أيوه يا مهاب ، كل ده عشان ترد ، بجد أنا زهقت
-مهاب بضيق : ناريمان أنا مش فاضي للكلام ده ، عندي عمليات وآآ...
-ناريمان بتذمر : خلاص .. خلاص مش لازم الأسطوانة دي ، عاوزاك تشوف حجز القاعة عشان البارتي بتاع ليان
-مهاب بإقتضاب : مش لسه بدري عليها
-ناريمان بنبرة شبه ضجرة : بدري ايه ، ده فاضل أقل من أسبوع ، وأنا في دماغي مليون حاجة عاوزة أعملها قبل الحفلة
-مهاب بنفاذ صبر : طيب ربنا يسهل
-ناريمان بإصرار : مهاب ، أنا مش بطلب منك حاجة صعبة ، عاوزة قاعة 7 ستارز ، وطقم خدم مميز ، وآآ..
-مهاب مقاطعاً بحدة : أنا مش هافتكر كل اللي بتقوليه ده ، هاتي اللي انتي عاوزاه ، وانا هحاسب ، ماشي ، ويالا اقفلي عشان ورايا شغل
-ناريمان وهي تزفر في ضيق : اووف ، مش بعرف أتفاهم معاك
-مهاب بإيجاز : باي

ثم أنهى المكالمة ، وأطلق سبة على الزواج وتبعاته ، ثم ســـار في اتجاه المصعد ليتوجه بعدها إلى مكتبه الفخم ..
............................................

في منزل تقى عوض الله ،،،،

بدلت فردوس ملابس عملها بملابس المنزل المريحة ، ثم توجهت إلى غرفة ابنتها لتطمئن على أختها الكبرى تهاني ، فوجدتها راقدة على الفراش ، في عالم أخـــر خاص بها ، تهذيء كعادتها بكلمات غير مفهومة ، فلوت فمها في تأفف ، ثم تركتها وأغقت الباب خلفها ، وســـارت في اتجاه المطبخ ..
كانت رابطة شعرها غير محكمة ، فعقدتها جيداً على رأسها ، ثم رأت تقى وهي تقطع الخضار ، وتطهو الأرز ، فوقفت إلى جوارها و..
-فردوس متسائلة بجدية : قوليلي عملتي ايه ؟
-تقى بنبرة هادئة : غسلت الرز بعد ما نقعته شوية ، والوقتي بقطع الخضار بعد ما شطفته من الوساخة اللي كانت فيه
-فردوس بإمتعاض : طيب .. روحي شوفي الغسيل
-تقى بنبرة محتجة ، ونظرات ضيقة : يا ماما الغسالة ( البرميل ) بايظة ، وعاوزة تتصلح
-فردوس وهي تزفر في سخط : يادي النيلة ، هو أنا ناقصة مصاريف ، أعمل ايه بس ، أشق هدومي يا ناس

ربتت تقى على ظهر والدتها في حنو ، ثم انحنت برأسها لتقبل كتفها ، و...
-تقى بهدوء : خلاص يا ماما ، أنا هاغسل الهدوم على ايدي في الطبق ، متزعليش نفسك
-فردوس بتشنج : امتى ربنا ياخدني عشان أرتاح من الغلب اللي أنا فيه
-تقى بقلق ، ونظرات مرتبكة : عشان خاطري ، أنا هاعمل كل حاجة ، اقعدي انتي ارتاحي

ثم قامت بدفع والدتها برفق إلى خــــارج المطبخ ، وجعلتها تجلس في ( الصالة ) على الأريكة القديمة – ذات اللون الزيتي – وقبلتها من رأسها ، ثم ركضت في اتجاه المطبخ ، وقامت بإعداد كوب عصير ليمون بارد لها ، ثم أعطتها إياه لترتشف منه القليل ..

توجهت بعدها إلى المرحاض ، وبدأت في تقسيم الملابس المتسخة إلى عدة أنواع حتى يسهل عليها غسلها ..
وما إن تنتهي من جزء حتى تقوم بعصره ، ثم تركه ليجفف قليلاً قبل أن تتوجه به إلى الشرفة لكي تعلقه على الحبال ..
رأت فردوس ابنتها وهي لا تجاهد لإنجاز ماهو مطلوب ، فأشفقت عليها ، فهي لا تريدها أن تضيع وقتها فيما لا يفيد ، لذا دلفت إلى الشرفة و...
-فردوس بنبرة حانية : هاتي يا بنتي الهدوم أنا هنشرها ، وخشي انتي ذاكري
-تقى مبتسمة في رضا : أنا قربت أخلص أهوو .. ارتاحي انتي يا ماما لحد ما أشوف الأكل اتطبخ ولا لأ ..
-فرودس بإصرار : أنا بقيت كويسة ، روحي شوفي مذاكرتك ، ولما هحتاج لمساعدة هناديلك
-تقى معترضة بهدوء : بس يا ماما أنا ..آآ...
-فردوس بحزم وهي ترفع أحد حاجبيها : هي كلمة ، روحي ذاكري
-تقى بخفوت : حاضر يا ماما

ثم تركتها ودلفت إلى خـــــارج الشرفة لتعود إلى غرفتها وتجلس مع خالتها المريضة ، في حين استمرت فردوس في تعليق باقي الثياب المبتلة ، ثم سمعت هي صوتاً أنثوياً تألفه يأتي من الأعلى ينادي عليها ، فرفعت بصرها عالياً لتجد جارتها محدقة بها ، ومستندة بجزء من جسدها على ساعدها ، و...
-فردوس بنبرة مهتمة : ازيك يا أم بطة ؟ عاملة ايه ياختي ؟
-أم بطة بنبرة عالية ، ونظرات متفحصة : أنا زي الفل يا دوسة ، ازي البت تقى عاملة ايه ؟؟
-فردوس بابتسامة زائفة : كويسة
-أم بطة بنبرة متحمسة : اوعي تنسي فرح البت بطة بنتي ، على أخر الأسبوع ، احنا عاملين حاجة على الضيق كده للحبايب وبس
-فردوس بنبرة سعيدة : إنه شاء الله ، ربنا يتملها على خير

ثم صمتت للحظة تفكر في أمــر ما قبل أن تتابع بـ ..
-فردوس بنبرة شبه جادة : بس مش البت بطة صغيرة على الجواز ، دي لسه مكملة 16 سنة من قريب
-أم بطة بنبرة مغترة وهي ترفع حاجبيها في فخــر : وماله بس ادورت واحلوت ، وبقت مطلوبة للجواز ..
-فردوس بإعتراض : طب كنتي تصبري عليها لحد ما تكبر شوية
-أم بطة بنبرة تحمل المرارة :هو أنا ضامنة يجيلها حد تاني ، ما انتي عارفة اللي فيها ، أنا عندي غيرها 3 ، وماصدقت خلصت من واحدة ، والواد شلبي عاوزها بشنطة هدومها ، وهايتكفل بكل مصاريفها ..
-فردوس بنبرة راجية ، ونظرات متفائلة : ربنا يصلح حالها وحــال كل البنات
-أم بطة بنظرات متعشمة ، ونبرة ممتنة : يا رب يا دوسة

ثم صمتت لثوانٍ قبل أن تنحني أكثر بجسدها على مرفقها ، وتحدج فردوس بنظرات لئيمة و...
-أم بطة متسائلة في فضول : أومـــال عملتي ايه مع أختك

قطبت هي جبينها في حيرة ، ثم ضيقت عينيها و...
-فردوس باستغراب : تهاني ! مالها ؟ ماهي كويسة ، هو حصل حاجة ؟!
-أم بطة بنبرة شيطانية خبيثة : هو انتي متعرفيش ، طب خلاص بقى
-فردوس بتوجس ، ونظرات شبه زائغة : في ايه اللي حصل يا أم بطة ؟؟؟ قوليلي الله يكرمك ، ماتحرقيش قلبي !

تنهدت أم بطة في إرهــــاق زائف لتثير ريبة فردوس أكثر ، ثم اعتدلت في وقفتها و...
-أم بطة بنبرة لئيمة ، ونظرات متشفية : اختك الله يشفيها ويردها لعقلها نزلت من البيت ، والظاهر إن البت تقى مكانتش واخدة بالها ، وشباب الحارة الله يباركلهم رجعوها تاني ..

جحظت عيني فردوس في صدمة شديدة ، وفغرت شفتيها في ذهـــول ، وعجزت للحظة عن النطق .. بينما رمقتها أم بطة بنظرات تحمل الشماتة ، و..
-أم بطة وهي تتشدق : أنا كنت عاوزة أنزل ألحقها بس البنات لبخني –داهية تاخدهم ، وربنا يا دوسة ، وما ليكي عليا حلفان أنا كنت جاية أقف مع بنتك بدل ما تدخل راجل غريب البيت وهي لوحدها ، بس معرفتش.. !

احتقنت الدمـــاء في عروق فردوس ، وتلون وجهها سريعاً بحمرة الغضب ، واشتعلت عينيها كجمرتين من النيران ، فألقت ما بيدها من ( مشابك ) وثياب مبتلة ، وهرولت إلى خـــارج الشرفة وهي تصرخ بـ ...
-فردوس بصراخ هادر : تقــــــــــــى ، انتي فين يا بنت الـ ***

انتفضت تقى فزعاً في غرفتها على إثر صراخ والدتها الصادح في المنزل ، و..
-تقى بقلق شديد ، ونظرات مضطربة : يا ساتر يا رب ، في ايه !

ثم استدارت برأسها ناحية خالتها شبه الواعية ، فسمعت صوت والدتها يصرخ بإسمها مجدداً لذا نهضت على الفور من على فراشها بعد أن أسندت كتابها عليه ، ثم ســـارت في اتجاه باب الغرفة ، ولكنها ارتدت سريعاً للخلف ، وكــادت تسقط على ظهرها وذلك بسبب الصفعة القوية التي تلقتها على وجنتها ..

لم تستوعب تقى ما الذي يحدث حيث أمسكت فردوس بها من فروة شعرها ، وقامت بلفه سريعاً على يدها ، ثم جذبتها بقسوة منه فشعرت تقى بأن جذور شعرها على وشك الاقتلاع من رأسها ، وتأوهت بصراخ من الآلم ، و..
-تقى ببكاء صارخ : آآآآه .. ماما ، في ايه ، آآآآه
-فردوس بغضب عــارم : اه يا بنت الـ*** يا واطية يا سافلة ، مفكرة إني مش هاعرف باللي حصل
-تقى بصراخ حـــاد ، ونظرات باكية : أنا عملت ايه بس ، آآآآه !
-فردوس بحنق شديد وهي تصر على أسنانها : ايوه ، ايوه .. استعبطي عليا يا ***** ..!!!!

ثم انهالت بالضرب المبرح عليها ، وكالت لها بقبضة يدها في ظهرها ، وصفعتها لأكثر من مرة على وجهها ، ومــالت بجسدها قليلاً للأسفل لكي تتمكن من التقاط ( شبشبها ) ، ثم رفعته عالياً ، وظلت تضرب به ابنتها بقسوة مبالغة فيها ..
حاولت تقى أن تتخلص من قبضة والدتها ، ولكنها فشلت ، فشعرها أسيراً لأصابع يدها ، وجسدها محاصراً بضربات ( شبشبها ) ، فلم يكن أمامها سوى الصراخ بتوسل لوالدتها لعلها تصغي إليها ، وتكف عما تفعله بها و..
-تقى بصوت مختنق وهي تتأوه من الآلم : آآآه ، حرام ، والله ما عملت حاجة ، آآآه ، طب.. طب قوليلي أنا عملت ايه .. آآآآه

زادت فردوس من ضربها لإبنتها ، ونفثت عن غضبها المشتعل فيها ، و...
-فردوس بصراخ حاد : مش هاسيبك إلا لما أربيكي من أول وجديد ، مش على أخر الزمن بنتي هاتطلع ***** ، ده أنا ادفنك بالحيا
-تقى ببكاء مرير : مظلومة يا ماما ، والله ما عملت حاجة ، آآآآآه .. كفاية ، آآآآآه .. الحقيني يا خالتي ، آآآه

لمحتها تهاني من طرف عينها ، ثم غمغمت بكلمات غير مفهومة ، واستدارت بجسدها لتواجه الحائط تاركة ابنة أختها تصرخ من الآلم ..

انتهت فردوس بعد عدة دقائق من ضرب ابنتها ، فقد خدل ذراعها ، وشعرت بالإرهـــاق بعد ذلك المجهود المضني في تلقين ابنتها ذلك الدرس القاسي ..
ثم ألقت بفردة ( شبشبها ) على الأرض ، وحركت قدمها للأمام لكي ترتديه ، ثم بصقت على ابنتها في اشمئزاز و...
-فردوس بقسوة ، ونظرات محتقنة : قسماً بالله لو اتكرر اللي حصل ده تاني ، وسمعت بس انك فتحتي الباب لأي حد لأوريكي

رمقت تقى والدتها بنظرات حزينة من عينيها المتورمتين من البكاء ، ثم أومــأت برأسها في خوف و..
-تقى بصوت مختنق : حـ... حاضر

ثم تركتها وانصرفت وهي تطلق سباباً حــاداً وتلعن الظروف التي جعلتها تعاني الأمرين ..

في نفس التوقيت كان زوجها عوض الله قد عـــاد لتوه من الخــارج فتفاجيء بفردوس وهي في حالة انفعال شديد ، ووجهها يوحي بأنها قد خرجت من شجار حـــاد للتو ، فإقترب منها و..
-عوض متسائلاً بحيرة : في ايه مالك ؟ قالبة وشك ليه ؟
-فردوس بنبرة متشنجة : روح شوف بنتك وبلاويها
-عوض بإندهاش شديد : تقى ! مالها ؟

ســردت له بإيجاز - وهي مازالت منفعلة – ما قالته جارتهما عن ابنتها وما فعلته هي معها كردة فعل ، فحدجها عوض بنظرات معاتبة و...
-عوض بنبرة شبه حـــادة : وانتي على طول صدقتي على بنتك اللي مربياها الكلام ده ، حرامي عليكي يا فردوس ، البت بنتنا ماتعملش كده أبداً
-فردوس بغضب ، ونظرات محتقنة : يعني عاوزني أسمع الكلام ده وأسكت ، ولا أروح أطبطب عليها عشان يعجب
-عوض بنبرة غليظة : مش لازم تعملي ده كله ، اسأليها وشوفي ردها الأول ، ده بيقولك ( إن بعض الظن إثم )
-فردوس وهي تزفر في عدم اكتراث : يوووه ، أهو اللي حصل بقى
-عوض بنبرة ضائقة : لا حول ولا قوة إلا بالله ، أمــا أروح اشوف البت جرالها أيه

ثم ســــار في اتجاه الغرفة ، وطرق الباب أولاً قبل أن يفتحه ، فسمع صوت ابنته المنتحب يأتي من الداخل ، فأطل برأسه على استحياء ، و...
-عوض وهو يتنحنح في خشونة ، وهو غاضض للبصر : احم .. تقي يا بنتي ، صاحية ؟

نهضت هي من على الفراش الذي كانت متكورة عليه ، وســارت بخطوات متثاقلة في اتجاه الباب وهي تصدر أنيناً خافتاً بسبب الآلم ..
توقفت تقى أمـــام والدها ، وانتحبت لأكثر من مرة أمامه وهي تحاول أن تدافع عن نفسها ، فربت هو على ظهرها ، ثم وضع يده أسفل ذقنها ليرفع وجهها للأعلى و...
-عوض بنبرة أبوية مليئة بالحنو : حقك عليا يا بنتي ، متزعليش

نظرت هي إلى والدها بعينيها الحمراوتين والمنتفختين ، و...
-تقى بنبرة مختنقة : والله ما عملت حاجة ، ده خالتي خرجت وأنا ماشوفتهاش ، وبعدين منسي جابها وآآ...
-عوض مقاطعاً بهدوء : يا بنتي خالتك - الله يشفيها - عقلها راح منها ، وهي معلهاش حرج من اللي بتعمله
-تقى بصوت مبحوح : انا عارفة والله ، ومقصدتش إني آآ...
-عوض مقاطعاً بنبرة متريثة : يا بنتي أنا فاهم كل اللي هاتقوليه ، بس عشان محدش يجيب سيرتك بكلمة ..
-تقى وهي توميء برأسها : أها
-عوض متابعاً بجدية : انتي شايفة الناس مش بيسيبوا حد في حالهم .. اه انتي بتتصرفي بحسن نية ، بس غيرك مترقدلك على غلطة ، والدنيا مالهاش أمان ، وأمك عندها حق تخاف عليكي ، ماشي هي اتصرفت بعصبية ، بس برضوه عشان خاطرك ، محدش هايحبك زيها ولا هيخاف عليكي من نسمة الهوا الطاير أدها

أومـــأت هي برأسها موافقة أبيها على ما يقول ، ثم مسح هو بكف يده الخشن على وجنتها ليجفف تلك العبرات المتبقية من عليه ، ورمقها بنظرات دافئة و...
-عوض بخفوت : و انتي بعد كده خدي بالك ، واتأكدي إن الباب دايماً مقفول بالمفتاح عشان لو خالتك فكرت تكررها تاني ، ماشي ؟
-تقى بخفوت : حاضر

ثم وضع يده خلف رأسها وربت عليها في عاطفة أبوية و..
-عوض بنبرة شبه آمــرة : وروحي اعتذري لأمك يالا ، ومهما تعمل فيكي تقوليها طيب يامه ، ( وبالوالدين إحسانا ) ماشي !

لوت تقى شفتيها في ضيق ، فهي مازالت حزينة مما فعلته بها والدتها ، ولكن أصر والدها على أن تذهب إليها لتبدي أسفها على ذنب لم تقترفه .. فاضطرت أن تمتثل لأوامــره ، ودلفت خـــارج الغرفة ، وســـارت ناحية ( الصالة ) حيث تجلس والدتها .. ثم وقفت خلف أريكتها ، و...
-تقى بنبرة حزينة ، ونظرات منكسرة : ماما .. آآ.. أنا أسفة

لم تجبها والدتها ، بل استدارت برأسها لتحدجها بنظرات ازدراء ، ثم أشاحت بوجهها بعيداً عنها ، فدارت تقى حول الأريكة ، ووقفت في مواجهتها ، ثم أطرقت رأسها للأسفل و..
-تقى بنبرة شبه مختنقة : أنا أسفة يا ماما ، حقك عليا ، أنا غلطانة
-فردوس بإمتعاض : عارفة لو ده اتكرر تاني ، أنا مش هاقولك هاعمل ايه
-تقى بخفوت : حاضر

ثم جثت على ركبتيها ، وأمسكت بكف والدتها ، وقبلته ، فربتت والدتها فردوس على رأسها ، و..
-فردوس بلهجة شبه آمــرة : قومي اغسلي وشك ، وروحي حطي تلج على جسمك
-تقى مبتسمة بهدوء : ماشي

............................................

قـــــاد أوس سيارته الفارهة – ماركة مرسيدس – خـــارج القصر بسرعة هادئة إلى أن وصــل إلى الطريق الرئيسي ، ثم زاد السرعة تدريجياً ، وقام بإيصـــال هاتفه المحمول في شاحن سيارته ، وضغط على عدة أزرار ، وانتظر أن يأتيه الرد من عُدي و..
-أوس هاتفياً بنبرة عادية رغم جديتها : انت فين ؟

حـــاول عُدي أن ينصت جيداً لأوس ، ودلف إلى خـــارج الملهى الموجود به ، و...
-عدي هاتفياً بنبرة عالية : عند ( الميرميدز )
-أوس متسائلاً بإيجاز : ده فين ؟
-عدي بنبرة متشوقة وعالية : بص عــارف طريق ( ...... )
-أوس بهدوء : ايوه
-عدي متابعاً بحماس : لف شمـال من تاني تقاطع ، هتلاقي المكان هناك
-أوس بجدية : تمام .. خلاص أنا عرفته ، ربع ساعة وهتلاقيني عندك
-عدي بنبرة مرتفعة : ماشي .. مستنيك ، سلام بقى لأحسن الجو والع على الأخـــر
-أوس مبتسماً ابتسامة خفيفة : ومــاله ، الوقتي هاجي وأشوف

ثم ضغط هو على زر إنهاء المكالمة ، وأكمــل قيادة السيارة بمهارة فائقة ..

..........................

في ملهى الـ ( ميرميدز ) ،،،

صــف أوس سيارته خــــارج ذلك الملهى الجديد ذو الواجهات اللامعة بالإضاءة المختلفة ، ثم ترجل منها ، وإذ بأحد عاملي الملهى – من ذوي الحِلات الرسمية – يقترب منه ، ثم مــد يده وهو ينحني قليلاً بجسده للأمــام و..
-العامل بنبرة رسمية : المفايح يا باشا عشان أركن العربية لسيادتك

رمقه أوس بنظرات متفحصة ، ثم مــد أصابع يده ليقرأ ( بطاقة الهوية ) المعلقة على سترة العامل ، ومن ثم قـــام بإعطائه المفاتيح ، وســـار في اتجاه البوابة بخطوات واثقة ..
فتح الحرس المتواجد أمـــام البوابة الزجاجية الباب لأوس ريثما دنى منهم ، وقاموا بتحيته ، فابتسم لهم ابتسامة رضـــا عن تلك المعاملة التي تليق به ..

جـــــاب أوس بنظره المكان من الداخل وهو يمـــر عبر ذلك الرواق الطويل فوجده مزداناً على أعلى مستوى من الديكور الحديث ، فالسجاد الأحمــــر يغطي الأرضيات الرخامية اللامعة ، وصـــور أشهر الراقصات والمطربين الشعبيين معلقة على الجدران ذات اللونين البيج والذهبي ، ولم تخلو الأركــــان من الأعمدة الجرانتية المُشكلة على هيئة منحوتات شهيرة وإلى جوارها بعض المزروعــات الخضراء ..

لمح هو بعينيه بعض رواد هذا المكان وهم إما في حالة سُكــر وعدم وعي ، أو يتغازلون بفحش مع فتيات شبه عاريات ، فرمقهم بإزدراء .. ثم أكمــل سيره في اتجاه مصدر الصوت الصاخب الذي ينبعث من نهاية الرواق

ومـــا إن دلف إلى الداخل حتى سلط بصره على تلك الراقصة التي تتلوى كالأفعى في بدلتها الحمراء الفاضحة ، ونظر إليها بإشمئزاز ، ثم استدار برأسه ليبحث عن رفيقه عُدي ..
لمحه عُدي من على بعد فنهض عن مقعده بعد أن أبعد تلك الساقطة التي كانت غافلة على كتفه ، ثم ســـار بخطوات شبه راكضة في اتجاهه و...
-عدي بنبرة عالية : أوس باشا .. باشا !!

انتبه أوس إليه ، واستدار برأسه في اتجاهه ، ثم حدجه بنظرات حادة و..
-أوس متسائلاً ببرود : ايه المكان ده ؟
-عدي مبتسماً بفخر : هــا ، ايه رأيك ، حاجة اوريجينال ؟
-أوس بنبرة متأففة ، ونظرات احتقار لما حوله : دي مزبلة ، ايه القرف اللي انت جايبني فيه ده
-عدي بعدم اقتناع : قرف ايه بس ، يا عم انت بس عشان مش واخد على الجو بس ، خمساية وهتلاقيك زايط على الأخــر ، والدنيا هتبقى مليطة
-أوس بلهجة آمــرة ، ونظرات إشمئزاز : لأ عندك ، هي خمساية وألاقيك قصادي بره القذارة دي .. ماشي !

ثم تركه ولم ينتظر منه أي رد ، وانصـــرف مبتعداً عنه .. في حين زفــر عدي في انزعاج ، و...
-عدي بنبرة معترضة : انت مافيش حاجة بتعجبك يا أوس أبداً ، ممم.. بس حلو أوي ، أنا هاجيبله اللي تظبط مزاجه

ثم اعتلى وجهه ابتسامة شيطانية ، واتجه إلى الطاولة التي كان جالساً عليها ، ومـــال بجذعه قليلاً على تلك الفتاة الساقطة ، وهمس لها في اذنها بشي ، فابتسمت هي له ، و..
-الفتاة بنبرة مائعة : ومــاله ، طلبك عندي يا باشا .. استناني برا ، وهتلاقيني جاية ومعايا لزوم الليلة كلها
-عدي بنبرة متحمسة ، ونظرات خبيثة : اشطا يا اشطا

ثم ضحكت له الفتاة بضحكات رقيعة ، وتغنجت بجسدها أمامه لتثيره أكثر ، و ســـارت في اتجاه الـ ( بـــار ) القريب لتضع يدها على ظهر فتاة أخــرى شبه عارية ، وهمست لها في أذنها بشيء ، فأومـــأت الأخيرة برأسها موافقة ، ثم استدارت في اتجاه عُدي ولوحت له بيدها ، ونهضت عن مقعدها الطويل ، وســـارت كلتاهما في اتجاهه ..

..............................

أحضــــر العامل السيارة الخاصة بأوس له ، وجلس الأخير في السيارة وهو يطرق بأطراف أصابعه على مقود السيارة ..
وكان بين الحين والأخــــر يستدير برأسه في اتجاه البوابة منتظراً قدوم عدي .. و...
-أوس لنفسه بحنق : بيعمل ايه كل ده !!!
وما هي إلا لحظات حتى خرج عُدي وهو متأبط من الفتاتين اللاتين لم تكفا عن الضحك بطريقة رقيعة ، ولا عن العبث في سترته ، بينما كان على وجهه ابتسامة عريضة و...
-عدي بنبرة عالية وهو يشير بعينيه : أوس باشا ، ايه رأيك في الحتت الشعبي دي ؟

لـــوى أوس فمه في تهكم ، ثم رمق ثلاثتهم في حنق ، و...
-أوس بنبرة صارمة : ارمي الزبالة اللي في ايدك وتعالى
-عدي بنبرة متحمسة وهو يرمق الفتاتين بنظرات شهوانية : وهو في حد يرمي النعمة برضوه من ايده ؟
-أوس بحدة ونظرات محذرة : عــــدي ، لو فضلت معاهم أنا ماشي

تجهم وجه عدي ، وعبست ملامحه إلى حد ما ، ثم أرخى ذراعيه عن الفتاتين ، ورمقهما بنظرات نادمة و...
-عدي بإنزعاج واضح : مالكوش في الطيب نصيب يا مزز ، مقدرش أزعل حبيبي .. !

ثم دفعهما بعدم مبالاة بكفي يده ، وســــار في اتجاه سيارة أوس ، وأسند يده على النافذة ، وانحنى قليلاً برأسه للأسفل ليحدق في أوس بنظرات حـــادة و..
-عدي على مضض : مبسوط ؟
-أوس بنبرة جدية ، ونظرات ثابتة : اركب عربيتك وحصلني على شقة المعادي ، أنا جهزت السهرة هناك ، حاجة مضمونة ، مش شوية وساخة جايبهالنا
-عدي متسائلاً وهو يزم فمه في سخط : البت لوزة برضوه ؟

نظر أوس أمامه في الفراغ ، ثم تنهد في هدوء
-أوس ببرود : اه هي ..
-عدي بتذمر : انا مش عارف عاجبك في البت المصدية دي ايه ، حاجة ماتتبلعش ، لا شكل ولا منظر ، ولا حتى آآآ...
-أوس مقاطعاً بنظرات حــادة ، ونبرة شبه جادة : بس بتشوف مزاجي ، وأنا مهما روحت لغيرها برضوه محدش بيعمل اللي أنا عاوزه إلا هي
-عدي بتبرم ، ونظرات منزعجة : طب هي بتظبطك ، وانت متكيف منها ، لكن أنا بقى هاعمل ايه ؟؟ هاتفرج عليكوا ، ولا آآ..
-أوس مقاطعاً بجدية : هي جايبة معاها اللي يسليك
-عدي بتأفف : مجايبها زي وشها ، نسوان عاوزة الحرق
-أوس بنبرة متشنجة : بقولك ايه ، الليلة وجبت مع لوزة ، عاوز تيجي ماشي ، عاوز تكمل أعدة في المزبلة دي براحتك ، أنا خلاص طالع على المعادي

تنهـــد عُدي في انزعـــاج ، ثم اعتدل في وقفته ، و..
-عدي على مضض : خلاص .. جاي !

ابتسم له أوس في رضـــا ، و..
-أوس بهدوء : تعجبني .. متتأخرش بقى
-عدي بإيجاز : طيب

ثم تراجع هو خطوة للخلف ليتمكن أوس من قيادة سيارته ، وبعدها أشــــار عُدي بعينيه للعامل لكي يحضر له هو الأخـــر سيارته ..

........................................

في منزل تقى عوض الله ،،،،

قضت تقى ليلتها في غرفتها تحاول استذكار محاضراتها ، ولكنها كانت تتأوه من الآلم فلم تستطع التركيز جيداً ، بالإضافة إلى هذيان خالتها المستمر عن ضياع حياتها ، فتنهدت هي في تعب ، و...
-تقى لنفسها بخفوت : كده كتير ، أنا مش قادرة أعمل اي حاجة ، أحسن حاجة أعملها إني أنام ..

ثم تمددت هي على الفراش بعد أن أسندت كتبها على الطاولة ، ونامت على جانبها ، ونظرت إلى خالتها بنظرات اشفاق و...
-تقى بنبرة أقرب للهمس: ربنا يشفيكي يا خالتي ويهون عليكي ..!

...............................

في غرفة نوم عوض وفردوس ،،،

خاصم النوم جفني فردوس ، فهي تفكر فيما أخبرتها به جارتها أم بطة عن زواج ابنتها ، وعن عبء مصاريف الزواج ومتطلباته ، فشعرت هي بالاختناق أكثر ، فابنتها على مشــارف الزواج أيضاً ، وربما يأتي من يتقدم لخطبتها ، فكيف ستتدبر تلك المصاريف الطائلة وهي بالكاد تحاول سداد أقساطها وديونها ..
لاحظ عــوض الله تقلب زوجته على الفراش ، فاعتدل في نومته ، و...
-عوض متسائلاً بهدوء : مالك يا فردوس ؟
-فردوس بتنهيدة إرهــاق : مافيش
-عوض بنبرة متمهلة : لأ في ، هو أنا مش عارفك !
-فردوس بنبرة منزعجة : خايفة البت يجيلها حد يطلبها للجواز واحنا معناش أي حاجة نجهزها بيها
-عوض مبتسماً في رضا : يا ستي ، سيبيها على الله ، لسه بدري على الكلام ده

اعتدلت هي الأخــرى في نومتها ، ورمقت زوجها بنظرات حادة قبل أن تتشدق بـ ....
-فردوس بنبرة شبه متعصبة : بدري ايه يا راجل ، ده البت عدت الـ 19 سنة ، أصغر منها بكتير واتجوزوا ، وانت لسه تقولي بدري ، وماشيلش الهم
-عوض بنبرة هادئة : يا فردوس الجواز ده نصيب ، وهي لسه مجالهاش نصيبها ، وبعدين أنا عاوز بتي تكمل علامها وتشتغل حاجة كويسة ، وآآ...
-فردوس مقاطعة بتشنج : ادعي ربنا انها تكمل ، انت مش عارف علينا أقساط أد ايه ، والمعهد الزفت ده طلباته مش بتخلص ، وأنا وسطي اتقطم من كتر الشقى ، وانت مش بتساعد ، أخرك تروح الجامع تبات فيه ، وشايل ايدك من كل حاجة وسايبني لوحدي في الغلب ده

تنهـــد عوض في ضيق ، ثم أشـــاح بوجهه بعيداً عن زوجته و..
-عوض بنبرة مريرة : استغفر الله العظيم ، وهو أنا كان بإيدي حاجة ومعملتهاش ، ماهو على يدك اشتغلت في المصنع 30 سنة لحد ما طردوني في الأخــر ، وملاقتش حد يشغلني في السن ده ، كنت أعمل ايه بقى أسرق ولا أقتل ، الحمدلله إن ربنا وقفلي الشيخ أحمد وأهو دبرلي شغلانة نضافة الجامع بدل ما كنت أشحت
-فردوس بتبرم ، ونظرات حانقة : يوووه ، مش لازم كل شوية تفكرني بالغلب ده ، هو أنا معرفش أفضفض معاك باللي مضايقني ، ماهو أنا مش هاشق نفسي يعني
-عوض بضيق : بقولك ايه يا فردوس ، أنا قايم أتوضى ونازل الجامع

نهض عــــوض عن الفراش ، وســـار في اتجاه باب الغرفة ، فاستشاطت زوجته من الغيظ و...
-فردوس بتذمر جلي : ده اللي فالح تعمله ، كل ما أطلب منك حاجة تقولي نازل الجامع ، رايح افتحه ، رايح أشوف معرفش ايه ، لكن مش باشوف منك حل

استدار هو برأسه قليلاً للخلف ، ورمقها بنظرات يائسة و...
-عوض بإنزعاج : استغفرك يا رب وأتوب إليك .. ربنا يهديكي يا فردوس

احتقن وجهها بالدمـــاء أكثر ، واشتعلت عينيها حنقاً و...
-فردوس وهي تزفر في غضب : ده أخــرك بس معايا ، لكن حل لأي مصيبة مافيش ، طب اعمل حسابك تشوف صرفة لبتوع الديون ، تكلم بقى الشيخ بتاعك ، تشحت ، تاخد من أبصر مين ، المهم تتصرف ، أنا مش قادرة أسدد كل حاجة لوحدي ، خلاص كفاية عليا أوي كده ، أنا تعبت وقرفت
-عوض بإقتضاب : ربنا يسهل

ثم أمسك بمقبض الباب ، وفتحه ودلف إلى الخــــارج ، بينما استمرت فردوس في الشكوى ورثاء حالها وهي تسب وتلعن كل شيء ...
.....................................

في منزل ما بالمعادي ،،،،

تعالت الموسيقى الصاخبة والراقصة في نفس الوقت بداخل الغرفة الجالس بها أوس ، وتمايلت فتاة ما بجسدها المكتنز - والذي تبرز منه جميع مفاتنها من ملابسها الخليعة - في ميوعة وإنحراف لتثير رغبته فيها أكثر ، ثم ســـارت وهي تتلوى بجسدها في اتجاهه إلى أن توقفت أمام الفراش ، فمالت برأسها للخلف لتجعل شعرها الغجري يلامس وجهه ويداعبه ، فمــد هو كف يده وأمسك بها من شعرها بحدة ، وجذبها ناحيته بقسوة لتسقط هي فوقه ، ثم قــــام هو بتقييد ذراعيها بقبضة يده وجثى فوقها ليمنعها تماماً عن الحركة و..
-أوس وهو يصر على أسنانه في شراسة : عرفتيه امتى عليا ؟

هربت الدمــاء من وجه لوزة ، وجف حلقها فجـــأة و..
-لوزة بنبرة متلعثمة، ونظرات مرتعدة : مــ... مين ده ؟
-أوس بنظرات نارية قاتلة ، ونبرة مخيفة : ابن الـ ***** اللي كنتي نايمة في حضنه امبارح ، مفكراني مش هاعرف يا *****
-لوزة برعب ، ونظرات مذعورة : محصلش يا حبيبي ، ده .. ده كدب
-أوس بنبرة غليظة : بتكدبيني يا بنت الـ ***

ثم قــــام بجذبها بقسوة من فروة رأسها لتصرخ هي بآلم شديد ، وإنهـــال عليها بالصفعات المتتالية على وجنتيها ، وظل يسبها بأبشع الألفاظ ، ثم نهض عنها ، ونزع حزامه الجلدي عن بنطاله ، وقـــــام بلفه عدة مرات حول كف يده ، ورفعه عالياً في الهواء ليصبح كالسياط ، ثم هوى به عليها ليجلدها بعنف .. فصرخت هي بفزع وبكت بحرقة ، وظلت تتوسل له لكي يكف عمــا يفعله بها ويرحمها ...
ظل أوس يرمقها بنظرات شهوانية وعلى وجهه ابتسامة شيطانية وهو مستمر في تعذيبها بسياطه الجلدي إلى أن شعر أنه في ذروته ، وأنها أصبحت غير قادرة على تحمل ساديته ، فتوقف عما يفعل ، وألقى بحزامه الجلدي على الأرضية ، ثم نزع ملابسه عنه و جثى فوقها مجدداً ، وبدأ في الاعتداء الوحشي عليها بعد أن مزق ملابسها الخليعة وكشف جسدها أمام عينيه ..
كانت هي تتأوه من الآلم ، ورغم هذا تجاوبت مع شراسته وعنفه ، وبادلته الحب والرغبة و..
-لوزة بصوت مختنق ومتآلم : آآآه .. بموت فيك يا عمري ، ومهما تعمل فيا ، فأنا خدامتك ، وتحت رجليك

شعر أوس أنه قد نـــال ما أراده منها ، وأفرغ شحنته السادية المكبوتة في تلك الساقطة ، لذا ابتعد عنها بعدما انتهى منها ، وتمدد إلى جوارها وصدره يعلو ويهبط وكأنه قد خرج تواً من سباق للعَدوْ
-أوس بنبرة لاهثة : رغم إنك بتظبطي دماغي إلا انك برضوه مش قادرة توصلي للي أنا عاوزه

تحسست لوزة جسدها المتورم بأطراف أصابعها ، ثم مــالت قليلاً على جانبها ، ونظرت إليه بتفرس و..
-لوزة بخفوت : طب قولي انت عاوز ايه وأنا هاعملهولك
نظر إليها بطرف عينه بحدة ، ثم نهض عن الفراش ، وســـار في اتجاه الأريكة الوثيرة الموضوع عليها سترته ، ثم مد يده ليمسك بها ، وأخرج منها سيجارة ، وبحث عن القداحة ، ثم أشعلها ، ونفث دخانها في الهواء و..
-أوس ببرود : ده مايتقالش يا لوزة ، ده يتعمل وقت ساعته


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close