رواية تزوجته رغما عنه الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم حورية
البــــارت الثامن العشرون
**************
اصبحت الساعه الواحده مساءا ..يا الهى ..أين انتى يا مهـــا؟!..القلق يجتاح وجوه الجميــع ..الى الان لم يصل أى خبر عن اختفائها الى مايسه ...كست الحمره وجه حسن ..اصبح يشعر بوجع يسرى فى انحاء معدته كلما يتخيل ان مكروها ما حدث لها ....
قالت فتحيه وهى تحمل معز النائم بين يديها بقلق :-هيا كانت لابسه دهب فى ايديها ولا حاجه ؟
حسن بقلق :-للاسف اه كانت لابسه الانسيال والسلسله وطبعا الدبله والمحبس ثم تابع بعصبيه:-ميت مره قولتلها متلبسش الكلام ده بره ..استغفر الله العظيم يارب هم بالقيام وهو يضع كارما وكنزى فى فراشهما ..ثم تابع :-انا هحطهم وانزل الف عليها تانى
ما ان وضعهم حتى صرخت كارما وايقظت كنزى التى نامت بصعوبه ..زفر بشده وصرخ بهما :-يووووووووووووه ايه الارف ده بقى
هنا نهضت فتحيه وقالت بعصبيه:-اهدا يابنى بقى ..روحت بلغت وقالوا لازم يعدى 24 ساعه يمكن هيا تيجى دلوقتى وبتصرخ فى عيالك ليه ديه عيال لسه صغير
لم يجيبها واتجه الى باب المنزل ورحل....
كان يعلم انه ما من شئ فعلي يجب ان يفعله ..اخذ يتفحص الطرق الجانبيه المحيطه بمنزلهما مره اخرى وصناديق القمامه ...الهدوء هو سيد الموقف والظلام ايضا لا شئ غير هذا ...نظر فى ساعته مره اخرى ..اصبحت الواحده والنصف ..
تهيأ له على بعد انه يرى تجمع من الناس ...سار نحوه وهو يجرى بسرعه ...وصل اخيرا حتى اصطدم باحدهم ..
قال له وهو يصرخ :-الناس ديه متجمعه ليه كده ؟
الرجل :-بيقولوا فيه واحده ست مخبوطه بالعربيه ومرميه ....
لم ينتظر اكثر اقتحم تلك الدائره المجتمعين حولها ..حتى وصل اخيرا الى احدهم الذى كان يحمل المرأه ...دقق بها ..ثم تنفس الصعداء ومسح دموعه وخرج تائها لا يعرف ما الذى يحدث له؟!
*********************************************
أما هى قبل ساعات قليله ..كانت قد انهيت عملية شرائها من السوبر ماركت المجاور تقريبا لمنزل والدتها ...حتى اوقفتها سيده عجوز ترتدى عباءه سوداء وتمسك بيدها عصا تتوكأ عليها ...
قالت لها مها بصدق:-محتاجه حاجه يا امـــى ؟
العجوز بوهن:-معلش يا بنتى بيتى ار كب مواصله من هنا ربع ساعه ومش عارفه اوقف مكروباص ولا معايا ولا مليم ...
مها باحراج:-معلش والله مش هعرف اساعدك معيش موبيلى حتى اقول لجوزى
العجوز وقد همت بأن تمشى بمفردها :-ماشى يا بنتى ...
سارت مها خطوات قليله ....ألح عليها ضميرها بالرجوع الى تلك العجوز ..
رجعت اليها وقالت لها بحماسه :-انا هوصلك يا امى ..
العجوز بفرحه :-الله يكرمك يارب
وصلوا للشارع الرئيسى سويا ...اوقفوا توكتوك...أسندت العجوز لتــــركب باريحيه وما ان همت العجوز بالركوب ...حتى ظهر ثلاث شباب مفتولين العضلات واحدا منهم ركب بجانب العجوز والاخر دفع مها بقوه الى الداخل كادت ان تصرخ بقوه لولا ان اّّّّّخرهم كمم فاها ..ما ان استقرت حتى قام السائق بضربها برأسه فى جبهتها مباشرة ...الى ان فقدت الوعى ...
ساروا بها قرابة الساعتين والنصف...حتى انزلوها بمنزل صغير فى طريق صحراوى ...
جاء وقت نزولها من التوكتوك ..ولسوء حظهم كانت قد عادت الى الوعى ..وصرخت بهم فى ضعف:-انتوا مين ..انا هوديكوا فى داهيه
صرخ احدهم بالاخر :-اجرى يلا هاتلى الشومه من جوه
حاولت ان تتملص من بين ايديهم ...نجحن فى ذلك واخذت تجرى مسافة متر تقريبا لحقها احدهم وهو يمسك بتلك العصا حتى استقرت على رأسها بقوه ونزفت بعض الدماء ...
فحملها بيده وجرى بها نحو بقية زملائه ...
صرخ به احدهم وقال له :-يخربيتك يلا الضربه جتلها بقوه ....لتكون ماتت
رد عليها باستهزاء:-ما تموت ولا تغور فى داهيه يا عم ...هيا ديتها نقلب اللى معاها وهتترمى عالطريق بره ...يلا بس اسرع ودخلها ...
دخلوا بها ...اخذوا ما معها من قطع ذهبيه حلقها وذاك الانسيال ....الخ ...وبعض النقود التى كانت تحملها فى حقيبتها ...
انتهت تلك العمليه فى غضون ربع الساعه ...وفى النهايه حملها احدهم بين يديه ونظر لها بخبث وقال لاّخر وهو يضحك :-تصدق انا مستخسر ارميها .....
**************************
وفى الناحيه الاخــــرى قضى حسن الليل كله يسير فى الطرقات بعد عن منزلهم كثيرا ...لا اثر لها ...وكأن الارض انشقت وابتلعتها ...الى ان حان موعد اذان الفجر...كان قريبا من مسجد ما ...دخله وارتمى على ارضه واخذ يبكى ويدعو الله ان يحفظ له زوجته ..
كيف تحول كل ذاك البرود الذى كان يجتاحه اتجاهها الى ذلك الحب والغيره والقلق ؟!
بعدما انتهى من الصلاه فكر فى ذلك كثيرا ...توصل الى اجابه قاطعه وهى الصبـــر...
تذكر كم صبرت مها من اجله ؟ كم كانت تنتظره طوال الليل لتتناول معه العشاء فيقابلها بجفاء ليقول انه لا يريد ..فتقابله بابتسامه وقبله دافئه تضعها على وجنتيه ..كيف انها كانت ومازالت تحاول ارضاء والدته بكل الطرق ارضاءا له فقط ...تذكر ايضا خوفها عليه عندما كان يمرض او يتأخر قليلا عن موعده ...تذكر غيرتها عليه فى وقت كان هو يعرضها بنفسه لمن يؤذيها بنظراته ولا يوجه لها ادنى اهتمام...هنـــا تذكر تلك الصيدليه و وقت ان كان يوهمها بأنه يرسلها للعمل فقط لاحتياجه لمرتبها وكان غرضه من ذلك ازعاجها فقط بشتى الطرق ..هنــــا جاء بقبضة يده ليوجهها الى زجاج سيارته التى كان يستند عليـــها ...
تحطم الزجاج اثر الطاقه المندفعه من يديه ....تألم قليلا ...ولكن مقدار راحته كان اكبر من المه ...اخذ بعض المناديل الموجوده داخل السياره وحاول ان يلفها على راحة يده ....
وجد ضوء الصباح قد بدأ فى الظهور ...فلم يجد بدا من الذهاب الى بيته حتى يعالج جرحه ويرتدى ملابس اخرى للذهاب الى الشرطه لتفعيل البلاغ .....
قبل ذلك بساعتين او اقل كانت مهـــا ملقاه على جانبى طريق سريع ...قد القاها هؤلاء المجرمون ..
مهلا مهلا اعلم انكم تريدون ان تعلموا منى هل حدث لها اعتداء او ما شابه ؟! ...
ذلك الشهوانى الذى كان يحملها عندما قال"مستخسر ارميها" ...
هنا رد عليه صديقه باستهزاء :-البت عاديه يلا ..البرشامه اللى انت واخدها مالها
الاخر وهو ينظر الى وجهها الابيض ورموشها الكثيفه وشفتيها الحمروتان :-لا ياعم انا مش هرميها ..
القاها مره اخرى على ذلك الفراش الموجود بالغرفه ..قم بنزع المعطف الحرير الذى كانت ترتديه فوق ملابسها ...والتنوره الطويله ..التى كانت ترتدى تحتها بنطالا قصيرا ..همّ بتقريب وجهه من وجهها ..الى ان دخل عليه كبيرهم ..
نهره بشده وقال:-ايه اللى انت بتهببه ده يابنى...الصبح هيطلع والبت لسه هنا ..وشكلها ميت اساسا من ضربتك يا غبى
وحملها ذلك الشخص بقوه الى الخارج وركب السياره ومعه شخصان اخران والقوها لتستقر مكانها بلا حراك .....
كان حسن قد ذهب الى منزله عالساعه الخامسه تقريبا ..بدل ملابسه بسرعه واخبر فتحيه بعدم وجود اى تطورات جديده ...
ساعات اخرى تمر ...لتصبح الساعه العاشره صباحا ليرن هاتف حسن ...
اجابه بسرعه ...
الضابط:-لقينا واحده بمواصفات مراتك فى مستشفى على طريق الاسكندريه الصحراوى وبقالها هناك بقالها ساعات
حسن بهلع :-ايه ...حصلها حاجه ؟
الضابط:-منعرفش لسه هيا اصلا مراتك ولا لاء ...عموما صورتها عندنا لو تيجى حالا عشان تشوف ولو طلعت هيا نطلع على المستشفى ..
اغلق وهو يكاد لا يرى امامه ...حتى وصل الى قسم الشرطه ...القى بصره على الصوره...
ها هى انها مها ...
ذرفت عيونه الكثير من الدموع ...وقال للضابط بهلع :-هيا مها ..هيا ديه يلا بينا ...هناك