اخر الروايات

رواية ذئاب لا تعرف الحب الفصل السابع والعشرون 27 بقلم منال سالم

رواية ذئاب لا تعرف الحب الفصل السابع والعشرون 27 بقلم منال سالم


ذئاب لا تعرف الحب
الفصل السابع والعشرون :

بداخل سيارة الهوندا ،،،،

تأكدت أم بطة من جلوس إبنتها في المقعد الخلفي ، ثم قامت بلملمة ذيل فستان زفافها المبعثر ، ونظرت لها بعاطفة أمومية ، وبصوت دافيء تحدثت بـ.. :
-ربنا يسعدك يا بنتي ، ويكرمك يا رب مع عريسك ، حطيه في عينيكي ومتزعليهوش يا بت

تنفست بطة بهدوء ، ونظرت إلى والدتها بنظرات شبه معاتبة ، ثم بكل جدية ردت عليها بـ ..:
-ربنا يسهل
-مش هوصيكي ، وأي مشاكل تحصل بيني وبين جوزك محدش يعرف عنها حاجة ، كده أريح ليكي

زمت بطة شفتيها في إحتجاج :
-طيب خلاص يامه فهمت .. حاجة تانية ؟
-لأ

صافح عبد الحق رفاقه بحرارة ، ولم يدخر أي أحد منهم وسعه في إسداء النصح له وإعطائه إرشادات ليلة العمر ..
وما إن انتهى حتى ألقى بثقل جسده إلى جوار زوجته ، ثم رمقها بنظرات أكثر تفحصاً لمفاتن جسدها ، ثم مــال برأسه عليها وهمس لها بـ ..
-الليلة ليلتك يا .. آآ... يا بطة

إبتلعت بطة ريقها في توجس ، وتحاشت النظر إليه ، واستدارت برأسها في اتجاه النافذة ، ولكنها إنتفضت فجــأة فزعة في مكانها حينما وجدت عبد الحق قابضاً على كف يدها ، ومقرباً إياه من فمه ، فنظرت لها بنظرات مرتعدة ، في حين أردف هو بـ..
-مش هاتعرفي تهربي مني ، ولا من اللي جاي ..!

تجمدت عيني بطة في مقلتيهما ، ولم تعرف ما الذي يشير إليه بعبارته تلك .. ولكنها دعت الله في سرها بـ ..:
-يا رب عديها على خير ، يا رب كملها بالستر من عندك

-يالا يا اسطى ، اطلع على البيت ، لأحسن ورانا شغل إنما إيييييه للصبح
قالها عبد الحق وهو ينظر بخبث إلى بطة ..
.........................................

في شاليه آخـــر بالساحل الشمالي ،،،،

إختبأت ليان أسفل الملاءة وحاولت أن تسيطر على نوبة الخوف التي إنتابتها بعدما حصل فـــارس على مبتغاه الدنيء منها ..
كانت تنظر حولها بنظرات مرتبكة ، فلمحت ثيابها ملاقاة على الأرضية الرخامية ، وكذلك ملابسه .. بالإضافة إلى هاتفها المحمول الذي أغلقته ..
عضت هي على شفتيها في قلق بالغ وهي تلوم نفسها بـ ..:
-أنا إيه اللي عملته في نفسي ده؟ أنا .. أنا ايه اللي خلاني بس آآ.. أوافق على اللي طلبه مني ..!

لمحت ليان بطرف عينها بقعة دمـــاء وردية في منتصف الفراش ، فلوت شفتيها في توتر، ثم حركت الملاءة قليلاً بقدمها لتداريها ، وتنهدت في قلق وهي تبتلع ريقها بصعوبة ..
تململت في الفراش بعد أن تمددت عليه ، فتناثر شعرها الهائج على وجهها ، فمدت هي يدها لتعيد خصلات الشعر المنسدلة على جبينها خلف أذنها ، ثم تنفست ببطء لتهديء من روعها ..
انتبهت هي إلى صوت صرير فتح باب الغرفة ، فإنزلقت أكثر بجسدها العاري أسفل الملاءة ..
ارتسم على وجهها علامات الارتياح حينما رأته بجسده القوي يدلف للداخل .. وابتسمت له برقة ..
أحضر فارس كأساً من الخمر بعد أن وضع به مكعبات من الثلج ، ثم اقترب من ليان وجلس إلى جوارها بعد أن ثنى ركبته أسفل منه ، ثم مد يده بالكأس نحوها ، وهو يرمقها بنظراته الهادئة ، وبصوته الرخيم تحدث بـ .. :
-حبيبتي ، اشربي ده وهاتبقي كويسة

ارتجفت شفتيها وهي تحاول الرد عليه ، فخرج صوتها متلعثماً :
-اوكي

أخذت ليان الكأس وتجرعته على فمها دفعة واحدة ، فسعلت على الفور وبشدة ، وإنحنت للأمــام محاولة لفظ ما علق في جوفها ، فنهض فارس من مكانه ، ووقف خلفها ، ثم ضرب على ظهرها العاري عدة مرات وهو يعاتبها بـ .. :
-يا ليوو بالراحة مش كده يا قلبي ، ده يتشرب على مراحل ، مش زي ما إنتي عملتي

إلتقطت هي أنفاسها ، وتوقفت عن السعال الشديد ، ونظرت له بنظرات ممتنة ، و..
-آها .. كح .. آآ..

تنهد فــــارس في إرتياح ، ثم نظر إليها بنظرات متفحصة ، ومد أنامله الخشنة نحوها ليزيح الملاءة قليلاً عنها ، ثم تأمل كتفيها وجزءاً من مفاتنها ، فتلونت وجنتيها باللون الأحمــر حينما رأت نظراته الجريئة لها .. تحسس فارس بأطراف أصابعه بشرتها الناعمة فأصيبت هي بالقشعريرة ، ثم رفع عينيه قليلاً لينظر إليها بنظرات مطولة ، وبنبرة ماكرة تشدق بـ ... :
-الحق يتقال أنا ماتبسطش في حياتي إلا معاكي بس يا مزة

لم تجبه ليان بل إكتفت بإبتسامة صغيرة رسمتها على شفتيها ..
اتسعت ابتسامة فـــارس الصفراء لتتحول إلى إبتسامة مخيفة برزت جميع أنيابه ، وهنا شعر ليان بأن هناك خطب ما في المسألة .. فنظراته لم تكن مريحة على الإطلاق ، وكذلك تصرفاته معها .. وجاهدت لتقنع نفسها بالعكس ...
ولكن فجـــأة جذب هو الملاءة عنوة من عليها لينكشف جسدها بالكامل أمامه ، فشهقت هي من الذعر ، وتبدلت تعابير وجهها للخوف الشديد ، وحاولت أن تغطي مفاتنها بكفي يدها وهي تنظر إليه بصدمة قبل أن تسأله بإرتباك بـ ..:
-إنت .. إنت بتعمل ايه ؟

كور فارس الملاءة ، ثم ألقاها خلف ظهره ، وأخـــرج من جيبه هاتفه المحمول ، وقام بفتح الكاميرا الخاصة به ليدوي الفلاش بعدها لأكثر من مرة معلناً عن تسجيل بعض الصور ..

-متخافيش ، أنا بس هاخد صورة للذكرى
قالها فارس وهو يحدجها بنظراته المهينة لها ، ثم اعتلى ثغره إبتسامة أكثر وضاعة حينما رأى بقعة الدماء الوردية بارزة في الصورة ..

لم تستوعب ليان ما الذي يحدث معها ، ولكنها سريعاً ثنيت ساقيها لتغطي أي شيء من جسدها المكشوف أمامه ، ولكن للأسف لم تجد ما يسترها ، فنظرت إليه بذعر ، وبنبرة مشدوهة صرخت بـ ..:
-آآ.. ايه ؟ انت .. انت بتصور إيه ؟ انت اتجننت
-لأ يا حلوة ، ده مش جنان

وضعت ليان يدها أمام عدسة الكاميرا لتمنعه من التصوير ، وصرخت فيه عالياً بـ ..:
-ده.. ده أنا مراتك

قهقه فارس بطريقة مستفزة ، ثم ببرود مستفز أجابها بـ ...:
-هـــأو .. مراتي ! طب سلامات يا مدام !

احتقن وجهها بالدمـــاء الغاضبة ، وإختنق صوتها في حلقها ، فخرج متشنجاً حينما صاحت بـ ..:
-حرام عليك ؟ ده أنا وثقت فيك وصدقتك

ابتسم متهكماً وهو يتابع حديثه بنبرة غير مكترثة بـ ..:
-وايه يعني ، ولا يفرق معايا كلام الأفلام ده كله ، ده أنا واد مرقع يا بت

لم تجد ليان ما يدفعها للرد على وقاحته سوى البصق عليه :
-اتفوو عليك

ضحك فـــارس بطريقة أكثر استفزازية ، ونظر إليها بنظرات جامدة ، ثم بنبرة فجة أردف بـ ..:
-مقبولة منك .. أنا عذرك برضوه .. كده 100 فل وعشرة ، بس أدوس بقى حفظ ويبقى كده عملنا أحلى شغل

استدار فارس برأسه للخلف بحثاً عن ملابس ليان ، ثم انحنى بجذعه للأسفل ، وإلتقطها ، ومن ثم ألقاها في إتجاهها ، وبصوت بــارد آمرها بـ ..:
-استري نفسك يا حلوة ، أنا خلاص خدت اللي عاوزه منك ، ولو إنه على عيني الجمال ده يدارى ، بس كده بح

رمقته ليان بنظراتها المشتعلة من عينيها المغرورقتين من البكاء ، ثم هدرت صارخة فيه بـ ..:
-ليييييه ؟؟؟ ليييه عملت فيا كده ؟؟؟ لييييييه ؟؟؟
-عشان آآ...

في نفس التوقيت فتحت لوزة باب الغرفة لتلج إلى الداخل وهي تنظر إلى ليان بنظرات إحتقارية ، ثم بكل قسوة صاحت بـ..:
-أقولك أنا يا حلوة ليه ؟ دي حاجة بس بسيطة من اللي الباشا اخوكي عمله

نظرت ليان إلى لوزة بنظرات حائرة ، وبنبة مختنقة تحدثت بـ ..:
-آآ.. أخويا ؟ أوس !
-أيوه .. أوس باشا .. ابقي سلميلي عليه يا .. يا مدام
قالتها لوزة وهي تضحك ساخرة منها ، ولم تكف عن رمقها بتلك النظرات المهينة التي زادتها ذلاً وإنكساراً ...

اقترب فـــارس من لوزة ، وأحاطها من خصرها بذراعه ، ثم قربها إلى صدره ، ونظر إليها بنظرات مطولة قبل أن يلتهم شفتيها بشفتيه ، فنظرت إليه ليان بإشمئزاز غير مصدقة أنها وقعت ضحية لفخ محكم لم تستطع أن تراه بوضوح .. فصرت على أسنانها في غضب ، وإرتدت ملابسها على عجالة ..
عاود فـــارس النظر إلى ليان ، وبحاجبٍ مرفوع ، ونبرة فظة تحدث بـ ..:
-ولعلمك بقى إحنا جوازنا عدم اللامؤاخذة كده بخ ..!

فغرت هي شفتيها في عدم تصديق ، واتسعت عينيها في ذهول ، وحاولت أن تنطق فخرج صوتها مكتوماً :
-هـــاه .. آآ.. جـ..آآآ

رفع فارس كف يده أمــام وجهها ليجبرها على الصمت ، ثم بكل وقاحة نطق بــ.. :
-اسكتي شوية ، بصي من غير إحم كده ولا دستور ، احنا لا اتجوزنا ولا اتهببنا ، أنا يدوب بس دوقت العسل معاكي يا .. يا مهلبية !

لكزته لوزة في جانبه ، فتأوه هو من الآلم ، ثم حدجته بنظرات محذرة وهي تتوعد بـ :
-ما تتلم ياض ، ده أنا واقفة جمبك ، ولا عاوزني أوريك وشي التاني

أخفض فارس رأسه قليلاً ، ثم داعب أرنبة أنفها بطرف إصبعه ، ثم تحدث بهمس قائلاً :
-إنت الأصل يا باشا ، بس أنا بأجبر بخاطر البُنية بكلمتين كده
-لا تجبر ولا تطيب ، إحنا خلاص مهمتنا خلصت لحد كده ، وبح ، ماشي ؟
-أوامرك ..

أشــارت له بطرف عينها ليتبعها قبل أن تنطق بـ ..:
-طب يالا يا فارس

أوشك الاثنين على الخروج من الغرفة ، ولكن تراجع فارس للخلف خطوة ليخرج من جيب شورته الورقة المطوية ، ثم نظر إلى ليان بنظرات فارغة وقال لها .. :
-بيتهيألي دي مالهاش أي لازمة
وبكل قسوة قام فـــارس بتمزيق الورقة إلى أجزاء صغيرة ، ثم وضعها في كف يده ، و نفخها فيها بهواء فمه في اتجاه ليان لتتناثر حولها ، ثم لوح لها بإصابعه ، وبنبرة استخفاف نطق بـ.. :
-باي يا ليووو ، ولا زي ما بيقولوا تِشــــاو عليكي

تجمدت ليان في مكانها من الصدمة ، وشحب لون وجهها سريعاً وهي غير مصدقة أنها قد صارت ضحية لأكذوبة كبيرة ، خسرت فيها شرفها وعرضها بسبب أشياءٍ لا تعرفها عن أخيها ..
إنهارت ليان على الأرضية ، فساقيها لم تعد تقويان على حملها ، وبكت بحرقة وهي ممسكة ببقايا ورقة الزواج العرفي ، وبصوت مختنق صرخت بـ ..:
-لأ.. لأ ، حــــرام اللي بيحصل ده فيا ، حرام ...!!!!

..........................................

في منزل عبد الحق بالزقــــاق ،،،،،

لم تتوقف أبواق السيارات عن إزعاج جميع سكان تلك المنطقة الشعبية بصوتها الجهوري معلنة عن وصــول أحدث عرسان الليلة ..
ترجل عبد الحق من السيارة أولاً ، ولوح لأقاربه وأصدقائه بيده ، ثم دار حول السيارة ، واتجه إلى الباب الخلفي وفتحه ، وانحنى بجذعه للأسفل ونظر إلى عروسه بنظرات جادة قبل أن ينطق بنبرة شبه فولاذية :
-انزلي

لم تجبه بطة ، بل نظرت له بخوف ، وامتثلت لأوامره في صمت ، وكادت أن تتعثر في ذيل فستانها وهي تترجل من السيارة ، ولكن أسندها من ذراعها زوجها ، وهمس لها بـ ..:
-جاهزة للي جاي
-هاه
قالتها بطة وهي غير مستوعبة للغرض من تلميحاته المريبة تلك ..

اعتدلت بطة في وقفتها ، وســـارت بخطوات متمهلة في اتجاه بوابة البناية القديمة التي ستسكن بها مع والدة زوجها وعائلته ، فأمها قد وافقت على أن تمكث إبنتها معهم بشرط إحضار غرفة نوم جديدة لها ، في مقابل تجهيزها بالمفروشات المناسبة من حيث السعر ..

ولجت بطة إلى داخل مدخل البناية ، ورفعت بصرها للأعلى قليلاً لتتأمل المكان ، وفجـــأة أصبحت ساقيها معلقتين في الهواء وشخص ما يطوقها من خصرها ، فنظرت إلى الجانب بعينيها ، فوجدت عبد الحق يحملها بين ذراعيه ، ويبتسم لها إبتسامة لئيمة و..:
-المرادي بس هاشيلك لبيتك يا بطتي

اكتست وجنتيها سريعاً بحمرة الخجل ، ولفت ذراعيها حول عنقه ، وأخفضت رأسها وعينيها للأسفل .. في حين تعالت الزغاريد والتهليلات من حولهما ..
صعد عبد الحق بزوجته إلى الطابق الثاني حيث يوجد منزل العائلة المتواضع والمكون من ثلاث غرف بسيطة في أثاثها القديم ، فيما عدا غرفته التي تم طلائها وتجهيزها قبل عدة أيام لتناسب تلك المناسبة السارة ..

دفع هو باب الغرفة بساقه ، ثم أنزل زوجته على ساقيه ، فسارت هي بخطوات خجلة نحو الفراش وجلست على طرفه ، وأطرقت رأسها في إستحياء ..
ابتسم عبد الحق مجدداً لها ، وبصوت رخيم قال :
-هاسيبك خمساية وراجع تكوني خدتي على المكان

هزت بطة رأسها موافقة ، وظلت تفرك في أصابع يدها في توتر واضح ، في حين نزع عبد الحق رابطة عنقه ، وألقاها على المقعد الخشبي الصغير المجاور لخزانة الملابس ، وهو يسب بـ ..:
-بتاعة بنت *** خنقاني من الصبح ، أعوذو بالله منها ..!

نظرت له بطة بإستغراب ، ومطت شفتيها في تعجب وهي تحدث نفسها بـ ..:
-يعني حبكت تشتم الوقتي ، مش تصبر شوية لما ناخد على بعض وأكتشف طابعك المهبب

خرج عبد الحق من الغرفة ، وأغلق الباب خلفه ، فتنفست بطة الصعداء ، وأزاحت الطرحة قليلاً عنها ، وبدأت تجوب ببصرها الغرفة وهي تهمس بـ.. :
-مش بطالة ، مع إني والله أستاهل الأحسن ، بس هأعمل ايه في أمي اللي كانت مستعجلة عشان تجوزني أي حد والسلام ..!

ثم استدارت برأسها فجـــــأة ناحية باب الغرفة حينما سمعت صوت مقبضه يفتح بقوة ..
اتسعت عيني بطة في ذهــــول حينما رأت إحسان أمامها وعلى وجهها تعابير غامضة ، وشعرت بالرعب يتسرب إلى بدنها ، ولكنها جاهدت لتحافظ على رباطة جأشها أمامها ..

لوت إحسان زاوية فمها في تشفي ، ثم بنبرة غليظة قالت :
-جاهزة يا بنت الـ *** لدخلتلك البلدي

إزداد جحوظ عيني بطة ، ونهضت فزعة من مكانها ، وفغر ثغرها للأسفل ..

حدجها إحسان بنظرات قاتلة ، ثم بخطوات واثقة اقتربت منها وهي تتحدث بثبات بـ ..:
-هو النبي حارسه وصاينه مقالكيش إن الدخلة بلدي

لم تصدق بطة أذنيها حينما أعادت والدة زوجها على مسامعها تلك الكلمة مجدداً ، وظنت أنها تتوهم ما تسمعه ، ولم يخلو وجهها من تعابير الصدمة ..
حاولت هي أن تجيب عليها ، ولكن خرج صوتها متحشرجاً ومبحوحاً حينما ردت عليها بـ ..:
-آآ.. ايه ؟ بـ.. بلدي ؟

لم تفق بطة من صدمتها سريعاً حيث لمحت من زاوية عينها هنية ومعها شادية تقفان على ( عتبة ) الغرفة .. فإنتابها الفزع ، وزاغت نظراتها بينهن ، بينما خرج صوتها من حلقها مرتعشاً حينما سألتها :
-مــ... مـ.. آآ... مين دول ؟ وجايين هنا ليه ؟؟

التفتت إحسان برأسها للخلف ، وبنبرة آمرة وهي ترفع كلا حاجبيها للأعلى صاحت بـ ..
-يالا يا نسوان ، عاوزين نجهز المحروسة لليلتها

-مــ.. محدش يقرب مني ، محدش يجي جمبي ، والله لأصوت وألم عليكم الناس
قالتها بطة محذرة بصوت مرتعد وهي تتراجع بظهرها للخلف

لم يتغير تعبير وجه إحسان كثيراً ، بل على العكس إزدادت نبرتها حدة وإصرار حينما أشارت لمن معها بيدها وقالت :
-وإحنا مش عاوزين منك غير الصويت يا بت ، يالا يا ولية منك ليها ، إحنا مش هانقضي الليل كله هنا

اعتلى ثغر هنية ابتسامة واسعة متشفية ، وشعرت بالإنتشاء لأن خطتها أوشكت على النجاح ، ثم ســــارت في اتجاه بطة وهي ترمقها بتلك النظرات المترقبة ..

دب الذعــــر في جميع أنحاء خلايا جسد بطة ، وبنبرة أكثر فزعاً صرخت فيهن عالياً بـ ..:
-محدش يجي جمبي ، محدش يلمسني ، يـــامه ، الحقوني يا ناس ، يامه حوشيهم عني

أحاطت النسوة الثلاث ببطة ، ثم قمن بجذبها بعنف نحو الفراش ..
دفعتها إحسان أولاً بكل ما أوتيت من قوة على ظهرها ، ثم بنظرة قاسية آمرت هنية بـ ..:
-امسكيها يا ولية كويس
-من عينيا ...
قالتها هنية وهي توميء برأسها عدة مرات ، ثم مدت يدها لتقبض على ذراع بطة ، ولكنها عجزت عن الإمساك به ، فنبشت أظافرها في مرفقها لتؤلمها ، فصرخت بطة بحدة من الآلم .. في حين قفزت شادية على بطة وأمسكت بذراعها الأخــر ، وألقت بثقل جسدها على عنقها وكتفيها لــ ( تقيد ) حركتها ، فأصبحت بطة مشلولة عاجزة عن الحركة ، وتحت رحمتهن ..

توقفت إحسان في مكانها لتتفحص بطة لثوانٍ قبل أن تسأل :
-ها يا نسوان ماسكينها كويس ؟
-أيوه
أجابت هنية بكل ثقة وهي ممسكة بذراع بطة تحت إبطها

حاولت بطة أن تفلت ذراعها وتحرره ، وظلت تتلوى بجسدها بحركات عنيفة لتتخلص من قبضتي هنية وشادية ، ولكن لفارق الحجم والجسد كانت محاولتها تبوء بالفشل ..
وبنبرة يائسة توسلت بطة لإحسان بــ ..:
-أبوس ايدك خليهم يسبوني ، حرام عليكي اللي بتعمليه فيا ده !

بصقت عليها إحســـان قبل أن تجيبها بـ ..:
-هو أنا عملت حاجة لسه يا ****** ، ده أنا هوريكي شغل الحموات اللي على أصوله

-أيوه ربيها بنت الـ *** دي ، مش ناقصين تنطيط من مفعوصة زيها ..!
قالتها هنية بشماتة واضحة وهي تحاول تثبيت جسد بطة ..

استدارت بطة برأسها للجانب ناحية هنية ، ثم بكل شراسة قامت بعض ذراع هنية ، فصرخت الأخيرة عالياً :
-آآآآآي ... يا بنت العضاضة ، البت المفكوكة عضتني

أرخت هنية قبضتيها عن بطة لتتحسس موضع الآلم ، في حين استغلت بطة الفرصة لتخلص ذراعها منها ، فتنبهت إحسان لما تفعله ، فصاحت محذرة بـ :
-يا ولية يا اللي اسمك هنية إمسكيها كويس ، متخليهاش تفلت من إيدك
-لألألأ ... ابعدوا عني .. الحقوووني ، آآآآآآه .. آآآآه

-اخررررسي يا بت
قالتها إحسان وهي تصفع بطة بقسوة على وجنتها لتجبرها على الصمت ..

بعد لحظات دلف عبد الحق إلى داخل الغرفة ، وإشرأب برأسه للأعلى قليلاً ليتابع ما يحدث وهو يتسأل بنبرة مهتمة بـ ..:
-ها يامه ، كله تمام ؟

نظرت إليه والدته بنظرات متأففة قبل أن تجيبه بتهكم بـ ..:
-تعالى يا سيد الرجالة ، تعالى عشان تكمل شغلك

حرك عبد الحق يديه بعصبية ، وبنبرة شبه منفعلة أجابها بـ ..:
-الله يامه ! بلاش تريقة الله يكرمك ، الأمور دي ماتتخدش قفش كده

صرخت بطة عالياً وهي تتلوى بجسدها في كل الإتجاهات ، ثم نظرت في اتجاه زوجها وبنبرة راجية إستنجدته بـ ..:
-لألألألأ.. ابعدوا عني ، تعالى يا عبده حوش أمك عني

هزت إحسان كفي يدها عدة مرات إشارة منها لسوء إختيار بطة ، ثم بنبرة متهكمة تشدقت بـ ...
-اتسندتي على حيطة مايلة يا خايبة ، ده هو اللي هايـ .... آآ.. هايكشف المستور ، بس على عينك يا تاجر ...!

اتجهت إحسان صوب إبنها ، وضربت على كتفه بقوة ، ونظرت إليه بحدة وهي تحدثه بصرامة بـ ..
-وريني يا فالح هاتعمل ايه في المعدولة اللي اتجوزتها !
-ماتستقليش بيا يامه ، ده أنا سبع رجالة في بعض
-طب خد .. ورينا شطارتك يا فالح
ثم أعطته قطعة قماش بيضاء صغيرة كانت مكورة في قبضة يدها ، فأخذها منها عبد الحق ، ولفها حول إصبعه ، ونظر إلى والدته بنظرات متحدية :
-هاتشوفي

حدقت بطة في زوجها ووالدته بنظرات مصدومة ، وإزداد صراخها بـ :
-يا ولاد الـ *** هاتعملوا ايه ، ابعدوا عني ، لألألألأ

لم يهتم عبد الحق بصرخاتها ، ولا بسبابها ، بل اقترب من الفراش بخطواته الثقيلة ، ثم بكل برود تحدث بـ :
-وحياتك يا ست هنية اكتمي بؤها شوية لأحسن كده أنا مش هاعرف أركز
-حاضر يا بني ، انت تؤمر بس

كممت هنية فم بطة بكف يدها ، وتشبثت شادية أكثر بها ، في حين إنضمت إحسان إليهما ، وتعاون الجميع في إزاحة الجزء السفلي من فستان عرسها ليكشف عن ساقيها .. ثم نزعت إحسان ذلك السروال الضيق الذي يغطيهما ، وألقته على الأرض دون إكتراث ، وصرت على أسنانها وهي تتفحص عوراتها و..
-جاهز ياض

-أهـــا
أومــيء برأسه موافقاً ، ثم اعتلى ثغره ابتسامة واسعة ، ونظر إلى بطة بنظرات شهوانية قبل أن ينطق بـ ..
-باين عليها هاتكون ليلة مفترجة ..

ثم شمـــر عن ساعديه ، وجلس على طرف الفراش ، وأفسح ما بين ساقي زوجته ونظر لها بنظراته الوضيعة قبل أن ينطق بـ ..
-مش قولتلك إنها هاتبقى ليلة ماتتنسيش .............................................................. !!!


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close