اخر الروايات

رواية جوازة ابريل الجزء الثاني الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم نورهان محسن

رواية جوازة ابريل الجزء الثاني الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم نورهان محسن



تصحبك لعناتى عليكِ
يامن يَحِّنُ الفؤاد إليك
إلى شواطئ عينيك
إلى روابي مقلتيك
بِعمق حنيني الذي يعتريني
بِحجم إشتياقي الذي صار من الوجد نخلاً
يُهديك قلبي ألف لعنة ولعنة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مر الوقت سريعا بعد عقد الزواج ، وكان تنظيم الاحتفال غاية في الأناقة والروعة من بداية نصب تعريشة عارية في المقدمة باستخدام اللونين الأبيض والأخضر ، وعلى متن السفينة الفاخرة بتصميم خارجي رائع مزين بكل جانب منه بألوان جريئة تتناسب مع أجواء الصيف بشكل متناغم وغير مبالغ فيه ، والتصميم الداخلي عالي التقنية وجميل والطابق العلوي المفتوح يسمح للحاضرين بالاستمتاع بالهواء النقي ومشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة مع ترتيب برامج رائعة للرقص بإشراف طاقم مميز ، والطابق السفلي يحتوي على المطبخ والكبائن وطاولات الحاضرين مزينة بأزهار عباد الشمس والياسمين مع المأكولات البحرية اللذيذة عليها

كان الجو العام مزيجا من التميز والإبداع ، والبعد عن التقليد يليق باحتفال مع الأصدقاء والعائلة وأعجب الجميع بهذه الفكرة الرومانسية خاصة عندما تبادلوا الخواتم وسط الأجواء المحيطة بنهر النيل الخلاب لإضفاء لمسة رومانسية ، وكان مناسبا جدا لالتقاط صور تذكارية مميزة ولم يخلو التصوير من مناوشات لطيفة بينهما ، حيث استطاع بذكائه أن يسرق عدة قبلات رقيقة من خديها وشفتيها بجراءة دون أن يلتفت إلى اعتراضها الخجول ، مبرراً موقفه بقوله أنه الآن زوجها ، ولا خيار لها إلا السكون حتى تنتهي المهمة بسلام.

✾♪✾♪✾♪✾♪✾

بعد مرور بضعة دقائق

_تحت امر حضرتك

_كوباية ميه بسرعة لو سمحت

_حالا

بحث في جيوب بنطاله وسترته عن شريط الحبوب ، مندهشاً من إختفائه ، رغم حرصه على أخذه معه مسبقاً.

قال الرجل بهدوء ، وهو يناوله كوب من الماء : اتفضل يا فندم

باسم بضيق : لا خلاص شكرا

غادر المطعم الداخلي لليخت ، ثم جلس على الفور على أقرب مقعد ، واضعاً راحة يده على عينيه المغمضتين ، محاولاً مقاومة نوبة الدوار كانت تهاجمه منذ طفولته حين كان على متن السفن.

_مالك يا حبيبي انت كويس

رد باسم علي والدته بإنكار ، والدوار يشتد برأسه : كويس يا ماما .. ماشوفتيش شريط البرشام بتاع الدوخة

ناولته وسام كوب الماء المذاب فيه قرص من الدواء الفوار ، وهي تجيبه ببساطة : ابريل قالتلي انه وقع منك وانتو بتتصورو واديتهولي

_ابريل !! هي فين

ردد باسم بعد وسام مندهشاً قبل أن يضيق حاجبيه في وعيد لهذه الجنية بعدما أدرك فعلتها ، ثم جاءه الجواب سريعاً من والدته : اكيد فوق مع المعازيم .. خليك و انا هبعتهالك لو مش قادر

وقف باسم مستقيماً ، ثم قال ببرود : مافيش داعي الدوخة خفت شوية هروح اشوفها

_ماشي يا حبيبي

☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼

فى ذات الوقت

عند ابريل

_مستر داغر

استدار ببطء بمجرد أن سمع صوتها الناعم يناديه بإسم أخيه دون أن تظهر عليه علامات الاندهاش ، فقد اعتاد على تكرار هذا الموقف معه ، ثم رد بنبرة رسمية : افندم في حاجة!!

رفعت ابريل حاجبيها بغرابة ممزوجة بشيء من الحرج تلون به وجنتاها إلى اللون القرمزى من عدم معرفته لها ، مما جعلها تسأله بتعجب ، وهي تشير إلى نفسها : حضرتك مش عارفني انا ابريل الهادي .. اشتغلت من فترة بسيطة في شركة حضرتك

رأت عينيه الخضراوين تتسعان بدهشة من كلماتها المفاجئة له ، ففسرت تلك النظرات ، وكأنه تذكرها فور أن عادت ملامحه إلى الهدوء ، متحدثًا بصوته الأجش : عفوا منك .. ايوه افتكرك ابريل مش كدا؟!

حدق في الابتسامة التي زينت وجهها الفاتن ، فأصبحت رمزًا للجمال ، بينما تحدثت بنبرة لبقة : ايوه مظبوط .. صدفة حلوة اني اشوف حضرتك في خطوبتي .. حضرتك من معارف عريسي؟

أنهت ابريل عبارتها بسؤال حائر ، فأجابها بإختلاق : لا جاي مع اصدقاء ليا .. الف مبروك يا ابريل..

أضاف جملته الأخيرة بلطف جذاب ، وهو يمد يده لمصافحتها ، فردت أبريل برقة : الله يبارك فيك يا مستر داغر..

☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼

خلال ذلك الوقت

بجهة أخرى على اليخت

_وحشتيني يا بيبي

تمكنت من تمييز تلك النبرة الرجولية الساحرة وسط الضجيج من حولها ، فبهتت ملامح وجهها الجميل من الصدمة حين رأت أسوأ كوابيسها يتجسد بعنجهية أمامها دون سابق إنذار.

تمكنت ريهام من تجميع شتات حروفها بعدم تصديق : مش معقول .. انت!!!

تحدث صاحب المظهر الأنيق المصحوب بالهالة المخيفة ، مبتسماً بعبثية : نسيتي اسمي و لا من المفاجأة لسانك اتربط

ابتلعت ريهام صدمتها بصعوبة ، وقالت بنبرة متحشرجة مليئة بالحيرة : هي مفاجأة غريبة بس انت بتعمل ايه هنا يا داغر

اتسعت الابتسامة على فمه الغليظ ، ووضع يديه في جيوب بنطاله وهو يجيبها باسترخاء : اسم اختك لفت نظري في الاخبار .. فقولت لنفسي مناسبة كويسة عشان نتقابل مرة تانية

عقدت ريهام ذراعيها امام صدرها ، وحاورته بسخرية : اخر مرة اتقابلنا مكنش باين انك عايزنا نتقابل تاني ..

أستفزته بنبرة ذات مغزي ، وهي تنظر حولها نظرات شمولية سريعة : اومال هي فين مش شايفاها؟

أجاد داغر رسم معالم اللامبالاة على وجهه رغم تصلب جسده حين فهم ما تعنيه بكلماتها ، فأجابها بإيجاز : مش معايا

رفعت ريهام حاجب واحد باستغراب ، ثم تحدثت بنبرة مستهزئة بعض الشئ : غريبة انك جاي من غيرها بعد ماكنت بتاخدها كل مكان بتروحه؟!

داغر بصوته المتهكم الرجولي الذي يخفي الكثير من الحزن خلف جدرانه الثلجية : مفيش ميت بيحضر حفلات

ريهام بشحوب : ماتت؟!

انحنى داغر برأسه نحوها ، مضيقاً عينيه بنظرات اخترقت دواخلها ، قائلاً بنبرة واثقة ممزوجة بالسخرية : نظرة الرعب اللي في عينيكي دي وفرت علينا مقدمات كتير .. خلينا في الكلام المفيد

شعرت ريهام بقشعريرة قلق تسرى في جسدها من كلامه ، فهزت رأسها سريعاً بالسلب ، متوسلة إليه بنبرة متوترة : بليز يا داغر دا لا وقت ولا مكان مناسب لأي كلام

باغتها داغر بإمساك بإحدى ذراعيها في قبضته ، مما جعلها تتكئ عليه بسبب عدم توازنها ، وهي تتلفت حولها بملامح مذعورة ، وهو يهمس لها بشراسة : ماشي بس اياك عقلك يصورلك انك بتهربي مني هسيبك دلوقتي بمزاجي بس عشان تستعدي للمقابلة الجاية

_سلام يا بيبي

قالها داغر بسخرية تامة شعرت بها في نبرته ، وهو يلمس ذقنها برفق قبل أن يتركها متجمدة من الصدمة ، تستوعب كلماته بارتجاف ، تكاد تبكي خوفا من الكارثة التي ستحل عليها قريبا من ظهوره المفاجئ.

☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼

فى ذات الوقت

عند ابريل

وقفت إبريل بعيدا عن صخب المكان ، تستمتع باستنشاق الهواء النقي بينما تداعب النسمات المنعشة خصلات شعرها ، حتى انتشلها صوته المنزعج من أعماق أفكارها : رجعتي لحركاتك البايخة دي تاني

إلتفتت ابريل إليه متنهدة بضجر ، ثم ردت بتعجب ساخر : وانا مالي لما انت بتدوخ .. وافقت ليه نعمل الخطوبة ع يخت في النيل ليه؟!

ضحك باسم بدهشة بزغت في نبرته ، حالما علق علي كلماتها : وهو دا بقي جزائي في الاخر عشان مارضتش ارفض طلبك وازعلك

تعلقت أنظارها عليه ، وقالت بلطف مزيف ذات مغزى : تصدق انك طلعت مضحي اوي وانا ظلماك .. بس عادي تديني معاد واروح الاقيك قاعد مع واحدة تانية وبتقول انها خطيبتك

تأفف باسم بيأس قبل أن يهتف بدفاعية : رجعتي تفتحي نفس السيرة .. اكتر من 10 مرات قولتلك انها مريضة ومهووسة بالمشاهير و انتي بعينك شوفتي حركاتها اللي مش طبيعية

لوحت ابريل بنفاذ صبر قائلة بتبرم : خلاص انتهينا من الحكاية دي .. خلينا في المهم مين فاكر نفسك عشان تبوسني قدام الناس بالبجاحة دي وكمان نزلتها علي الانستجرام؟!

مط باسم شفته السفلي للخارج بعدم اكتراث من غضبها ، ثم أخبرها بصلابة واستفزاز : انا جوزك .. وبعدين هي دي اول مرة .. ما حصلت قبل كدا اتعودي عشان دا هيحصل منه كتير

علّقت بنبرة مشحونة بالتوعد من ثقته الزائدة عن الحد : ان مابطلتش السفالة بتاعتك دي هتلاقي رد فعل مني مش هيعجبك

ارتدت ابريل برأسها للخلف مجفلة ، حينما دني منها ، ليسأل بهمس خطير ، متعمدا اثارة غضبها المغري له : ايه!! هتضربيني تاني .. لا تالت .. اول مرة زقتيني في صدري في حمام المطعم فاكرة!!

احمرت وجنتاها خجلا من قربه الحميمي ، لتدفعه بقبضتها في صدره بخفة ، ثم تلعثمت فى قولها بعناد : والتالتة تابتة

_ما علينا مين اللي وقفتي تكلمي معاه والضحكة مالية وشك زي الهطلة؟!

_حاجة ماتخصكش

_انتي للي اديتيني الحق في كل حاجة تخصك ولا نسيتي؟

اغتاظت ابريل كثيرا من استفزازه لها مما جعل فكرة شيطانية تخطر على عقلها الحانق منه ، متمتمة على عجل : عندك حق وانا هصلح الغلط دا حالا

انهت ابريل جملتها تزامناً مع دفعها فجأة له بقوة في صدره ليفقد توازنه ، فمد يديه عفويا متشبث بها مما جعلهما يسقطان من على اليخت.

شهقت ابريل بعنف ، وهي تخرج برأسها من الماء ، وتمسكت برقبته بقوة تلتقط أنفاسها بصعوبة ، وهو يمسك بخصرها بإحكام ، فحدقت فيه لثوان ثم التفتت بعينيها الجاحظتين في ذعر حول المكان وعقلها لا يستوعب ما حدث للتو.

_يا ام قلبك جاحد كنتي عايزة تموتيني غرقان

رفعت ابريل رأسها اليه غير مصدقة حديثه المزاح فى مثل هذا الموقف قائلة بنبرة مائلة للسخرية : اموتك ايه!!! دا لو السمك كلك هيجيلو مغص

قطب باسم حاجبيه بانزعاج مدمدماً بشماته : واطية ادي السمك هياكلك معايا شوفتي ربنا بقي

_انت كمان ليك نفس تهزر .. عجبك بهدلتنا دي

_وهو انا اللي قولتلك ارميني في البحر و اقعي معايا

تذمرت ابريل بحنق من بروده : انتي اللي شدتني معاك .. منك لله الفستان باظ وشعري والميكاب ادمر .. اتفضل طلعنا من هنا

☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼

عند داغر

_مش هتبطل الاعيبك دي .. واخدني علي عمايا و جايبني خطوبة اخت ريهام؟

نفخ بصوت عالٍ من تأنيب شقيقه ، ووضع كفه داخل بنطاله ، وصاح بنفاذ صبر : ما انت اللي من يوم ما نزلنا مصر وانت عامل زي ضلي و عايش جوا الاخ الكبير .. دول ماكنوش عشر دقايق اللي بيني وبينك وكاتم علي انفاسي بيهم

تراجع خطوة إلى الوراء بتوتر بعد أن لاحظ إلتفات الانتباه نحوهم ممن حولهم ، وأضاف بتمهل ، وهمسًا إلى حدٍ ما : مش قادر تستوعب اننا كبرنا .. وانا مسؤل عن تصرفاتي ومصالحي مش مطلوب منك كل حاجة تعدل عليا فيها

لاحت على فم دياب ابتسامة ساخرة ، وهو يعقد ذراعيه على صدره ، ليتشدق بتعجب متهكم : لا والله !! وكانت فين المسؤولية دي يا داغر بيه وانت بتعرف واحدة علي جوزها وانت متجوز وكمان بتحمل منك وفي اول صندوق زبالة بترميها بعد ما زهقت منها

ختم دياب كلامه بتوبيخ ، وهو يرمقه بنظرة حادة جعلت داغر يدير وجهه شارداً بخضراوتيه في قارب آخر يبحر في نهر النيل أمامهم ، وأخذ نفسا طويلاً قبل أن يبرر موقفه بنبرة حزينة : كام مرة هعيدلك نفس الكلام .. مكنتش متأكد ساعتها انه ابني ولا كان فارق معايا الموضوع كله..

ولم يكد ينهي جملته حتى تلقى صفعة قوية من دياب بسوط الحقيقة حينما قاطعه بصوت بارد حاد : مش فارق معاك ولا حبك لمريم مكنش مخليك عايز تصدق ان الولد اللي كنت بتحلم تجيبو منها هتجيبو من غيرها وفضيحة ان يكون ليك ابن غير شرعي خلتك ترفس كل حاجة عشان ماتزعلهاش وتبقي السبب في موتها بحسرتها

كان داغر يستمع بصمت إلى كلامه القاسي ، وهو يمسك بالقضيب الحديدى للسفينة الشراعية الضخمة التى يقف كلاهما فوق سطحها بقوة كبيرة ، وكان الهواء يداعب شعرهما بعنف ، قبل أن يدير رأسه نحوه ويخبره من بين أسنانه بانفعال معذب : اهي ماتت خلاص ماتت وسابتني لا بقت معايا ولا ابني كبر واتربي في حضني وقدام عيني .. اختفت بعد موت مريم وعشان كدا متأكد ان هي اللي عرفتها وموتها كان ليها يد فيه .. وخلاص بعد ما بقت تحت عيني هعرف ازاي اخليها تدفع التمن غالي

قطب دياب حاجبه ، وهو يضيّق عينيه بنظرات غير راضية على توأمه ، قبل أن يتنهد بضجر ، ويقترب منه قليلاً قائلا بهدوء محذراً : مفيش فايدة في دماغك .. اسمع انا مش جايلك لحد هنا عشان نقول كلام اتناقشنا فيه مية مرة قبل كدا .. اسلوب الانتقام اللي انت عايز تنفذه دا مش هيضرها لوحدها .. انت بتفتح علينا مية جبهة وبتدمر ناس تقيلة ومهمة اذا شمو خبر اننا ورا اللي بيحصل هتقوم حرب

تأفف داغر بضجر : طول عمرك عدو المرح هو احنا لسه لحقنا نعمل حاجة

انهي كلماته ضاحكا بخبث ، ليوبخه شقيقه : كفاياك تهور وتصرفات مجنونة عايز تاخد الولد في طرق كتير تاخده بيها...

توقف دياب عن متابعة حديثه بإشارة من يد داغر الذي حدّق إليه بعينيه الخضراوين المتلألئتين بوميض خبيث ، قبل أن يهسهس بتوعد وقسوة : ماتحاولش معايا عشان حكم الاعدام عليها وعلي اللي حواليها .. انا اصدرته خلاص وبيتنفذ دلوقتي وهستمتع اوي وانا اوقف اتفرج عليها وبحرق اعصابها وبطلعلها من كل حته زي التعبان مابيحزم الفريسة قبل مايبلعها وبعدها هاخد ابني ومش هتشوفه تاني في حياتها

دياب بحيرة : كل دا ايه صلته بوجودنا هنا انهاردة وعايز ايه من اختها وليه تشغلها عندك في الشركة؟!

داغر بخبث وشر : لسبب بسيط اوي .. ريهام بتغير من اختها ازاي هفوت علي نفسي الفرصة دي ومحرقش اعصابها

قال دياب بنبره تحذيرية صارمة : عكك زاد اوي يا داغر .. مش كفاية للي عملته في البت دي وهي مالهاش ذنب في عمايل اختها

داغر بنفاذ صبر : عملت ايه لكل دا!! كانت بتدور علي شغل وانا قدمتلها الفرصة .. يعني عملت فيها خدمة بتحسسني بالذنب ليه دلوقت وعشان ماتصدعنيش تاني يا ابو ضمير صاحي ابقا اتعامل انت معاها وكون رئيسها المباشر ماعدش ليا خلق

(داغر المسيري) يبلغ من العمر 36 عاما رجل أعمال ومستثمر ناجح يمتلك شخصية جذابة تمتعه بالقوة والشموخ حاد المزاج العنف جزء من طبعه إذا تألم يصبح أسوأ عدو ولا يتساهل ببساطة يسعى دائمًا إلى الانتقام من أي شخص يؤذيه من دون أن يكون شرس، بل يفعل هذا بأسلوبه الخاص يكره الروتين والأشياء التقليدية لذا فهو كثير الأخطاء شخص عنيد للغاية ولا يحتمل أراء معاكسه لأرائه

(دياب المسيري) يمتلك شركة امن علي اعلي مستوي من التكنولوجيا المتطورة
توأم داغر يجمع بينهما تشابه الوجوه فقط
لكنه عكس أخيه راقي في تعاملاته كما أنه شديد الغموض مدمن للعمل نادراً ما يصاب بالإحباط أو اليأس يمتلك عقل ذكي للغاية يحب أن تسير على نظام ثابت لا يشوبه أي تغيير مما يجعله يفضل الهدوء والعزلة
شعوره بالمسؤولية تجاه اخيه تحوله لشخص متلسط ومتحكم أغلب الأحيان وهذا ما يمقته به داغر بقوة

☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼

بعد عدة دقائق

عند ابريل

عبست وسام بغرابة من مظهرهما المبلل تماما ، فسألت مستفسرة : ايه يا ولاد ايه اللي عمل فيكو كدا؟

بادرت ابريل بالقول ، وهي تبتسم بحنان لتغطي ارتباكها وهي تربت برفق على ذراعه : شوفتي اللي حصل يا طنطا بسبب الدوخة اللي عنده يا حبيبي وقع في الميه بس انا لحقته وهو كويس ماتقلقيش

أصاب عقله الذهول من قدرتها الجهنمية على اختلاق كذبة في بضع ثوانٍ ، متمتماً بغيظ : يا بنت المستعبطة

تحدثت وسام سريعاً واضعة يدها علي صدرها بقلق امومي : الحمدلله ربنا ستر .. يلا تعالو تعالو علي الكابينة بسرعة غيروا هدومكم المبلولة دي قبل ماتخدو دور برد .. وانا هروح اشوف حاجة تلبسوها واجيلكم اوام

أكملت وسام جملتها ، وهي تتقدم أمامهم بينما كانا يتحركان خلفها معًا ، فهمس لها باسم مرتجفًا : ضيعتي الهيبة عجبك المنظر الزفت اللي احنا فيه يا مؤذية

ابريل بشماته : تستاهل

بعد قليل في الكابينه

ارتجفت شفتاها وهي تقف في مكانها ، متسائلة بتعب : مامتك اتأخرت كدا ليه .. هنفضل مبلولين كدا

نفخ باسم بحنق : ما انا زي زيك اهو يابنتي أعملك إيه يعني إرحميني شوية وبطلي زن

سعلت أبريل بشدة ، غير قادرة على التحكم في ارتعاش جسدها المثلج حتى سمعته يهمهم بشيء جعل عينيها تجحظان بإنشداه : اقلعي...


_مامتك اتأخرت كدا ليه .. هنفضل مبلولين كدا

نفخ باسم بحنق : ما انا زي زيك اهو يابنتي أعملك إيه يعني إرحميني شوية وبطلي زن

سعلت أبريل بشدة ، غير قادرة على التحكم في ارتعاش جسدها المثلج حتى سمعته يهمهم بشيء جعل عينيها تجحظان بإنشداه : اقلعي...

صمتت إبريل لبرهة من الزمن ببلاهة ، وهى ترأه يخلع سترته ، ثم سارعت مجمجمة بحدة : بطل قلة الادب بتاعتك دي!!!..

لم تتلق منه إجابة ، فازدادت الحيرة بداخلها عندما رأته يدير رأسه حتى وقعت عيناه على شيء ما ، ليتحرك نحوه يسحبه بخفة من المقعد ثم التفت ليواجهها ، وهو يخبرها بهدوء : اقلعي الفستان وغطي نفسك بالبطانية دي لحد لما ماما تجيبلك حاجة تلبسيها

رفضت ابريل بحرج : لا خليني كدا انا هستحمل

خرجت تنهيدة عميقة من جوفه ، قبل أن يتحدث بضيق متوجهاً نحوها بخطوات غير صبورة : اسمعي الكلام مرة واحدة في حياتك بدل ما يحصلك حاجة واشيل ذنبك

مد يده إلى رقبتها بمشاكسة ، فأزاحتها بسرعة بعيداً محتجة بعدم الرضا : شيل ايدك

سمعا طرقات على باب الكابينة تبعها دخول وسام التى قالت بلهفة : معلش اتأخرت شوية ما لاقيت حاجة نضيفة تلبسوها تناسبكم

تابعت مبتسمة بلطف : جبتلك دا يا حبيبتي نشفي بيه شعرك

شكرتها ابريل بإمتنان : ماتحرمش منك كنت محتاجاه اوي

تدخل باسم فى الحديث : ماما خلينا خلاص نرجع الوقت اتأخر بينا وهي محتاجة تستريح

أومأت وسام برأسها موافقة على كلامه ، ثم غادرت الغرفة ، فحولت إبريل نظرها إليه ، ثم قالت بإستنكار : انت هتفضل واقف

ارتفعت زاوية فمه بسخرية ، قائلا بفظاظة : لا هقلع

شهقت بصدمة من وقاحته ، هاتفة بإعتراض : تقلع فين!! اتفضل روح اي كابينه تانية غير فيها

عبس باسم منزعجاً من حدة صوتها ، مما جعله يفقد رباطة جأشه موضحاً بنفاد صبر : مافيش في اليخت غير الكابينه دي وانتي اخدتيها عشان تجهزي فيها .. يلا ما تضيعش الوقت في الكلام روحي الحمام غيري وانا هغير هنا

قلبت عينيها مستسلمة ، ثم دخلت الحمام لتغير ملابسها ، فصاح بصوت مرتفع نسبياً ، وهو ينزع عنه ربطة عنقه : انجزي مش عايز لكاعة جوا..

أتاه صوتها من الداخل تهتف بقلة صبر : نقطنا بسكاتك وسيبني في اللي انا فيه

ظهرت ابتسامة شقية على شفتيه ، وهو يغير بنطاله المبلل بآخر نظيف ، قائلاً بجراءة : ممكن اطوع وادخل اساعدك

أخذ الغطاء ينظف به جسده برفق ، وهو ينهي كلامه ، كاتماً ضحكته فجاءه صوتها الأنثوي بانزعاج : بطل توترني يا مستفز

خرجت ضحكاته بخفوت ، ثم تابع حديثه وهو يمسك تيشرته بطرف أصابعه ليرتديه بحركة خاطفة : خلاص بس لو اتأخرتي هدخلك انتي حرة

فتحت إبريل باب الحمام الصغير بعد قليل ، ووقفت أمام المرآة ، وهي تجفف شعرها الأشقر بالمجفف ، قائلة بتبرم : انا علقت الفستان هنا .. بس محتاج يتنشف بسرعة مش معقول هطلع قدام الناس كدا

تأمل مظهرها فى الكنزة البيضاء بتصميم أنثوي ناعم ورقيق ، أكمامها من الشيفون الشفاف الذي يصل إلى المرفقين ، تضعها داخل بنطال أسود بزخارف زهرية باللون العنابي ، في حين أنها تعجبت من صمته غير المعتاد ، فرمقته من جانب وجهها ، لتراه يحدق بها ، فقالت بعفوية : علي فكرة محتاج انت كمان تنشف شعرك لا تاخد برد

_اللي يسمعك هيفتكرك بتخافي عليا طبعا عشان ماشافكيش وانتي بترميني في البحر بقلب ميت

اغتاظت ابريل من استهزائه بها ، فضيقت عينيها بعبوس قبل أن ترد بابتسامة صفراء : احلي حاجة فيك انك مابتشيلش في قلبك

حدق فيها بهدوء لثوان ، ثم همهم بنبرة لعوب : مفيش حاجة تانية حلوة فيا

سرت رعشة في جسدها من نظراته إليها ، فغيرت مجرى الحديث بإرتباك ملحوظ وهي تستدير للجهة الأخرى : احنا اتأخرنا و كدا الناس هتلاحظ غيابنا هروح اشوف طريقة انشف الفستان بيها

أختطف باسم ذراعها يمنعها من الهرب ، فتبعته في دهشة خجولة ، وهو يلتقط أحد خصلاتها المتمردة كصحبتها ، ويلعب بها بأصابعه ، هامسًا بصوت رجولي جذاب : نشفيلي شعري

نسيت وضعهما الحميمي من نبرته الآمرة ، وتخصرت بيد واحدة أمامه ، ولوحت بالمجفف في الهواء ، معقبة بنبرة تعبر عن استنكارها : دا بأمارة ايه ان شاء الله؟!

ضغط علي كل حرف من حروف الكلمه بتعمد كأنه يريد تثبيتها داخل عقلها : جوزك..

زفرت ابريل ببطء ، تخفف من قوة ضربات قلبها ، وهي تشير إليه بالجلوس بإستسلام ، مدعية الحنق : عارفه مش هخلص معاك

جلس على حافة السرير الصغير بإريحية ، بينما وقفت بجانبه وبدأت مهمتها في صمت خيم عليهما للحظات ثم قطعه باسم ، مغمغمًا لها وهو يستمتع بلمسات أصابعها الرقيقة في شعره : اقولك حاجة ومتفهمنيش غلط

همهمت إبريل بإستفهام ، منتظرة أن يتحدث ، فإنفرجت ابتسامة كسولة على شفتيه ، متأملاً ملامحها الرقيقة بعمق : مش بيكون لايق عليكي الهدوء والادب .. بتبقي احلي وانتي مشاكسة و عنادية

تطلعت إليه مبتسمة بحاجب مرفوع ، وقالت بتوبيخ ساخر : وانت في قلة الادب استاذ و رئيس قسم

ارتفعت قهقهاته الجذابة مرحًا ، وهو يغمز لها بشقاوة ترنّ في نبرته : العب عشان كدا بحبك

أرسلت كلمته الأخيرة إليها شعورًا غريبًا ، رغم أنها كانت تعلم أنها خرجت منه علي سبيل المشاكسة ، لكن كان هناك صوت قادم من العقل يحذرها من أن هذا قد يكون مؤذياً لها ، سرعان ما نفضت هذه الأفكار عنها ، وهي تجيبه بمراوغة : شكلك زي القطط ماتحبش الا خناقك

تيبس جسدها وهي تشعر بشفتيه تلمسان وجنتها برقة ، يطبع قبلة عليها ، غير عابئ بالشهقة الاحتجاجية التي عبرت شفتيها ، فغمغم بصوته العميق : وهو في خناق بالطعامة دي

تمتمت ابريل بإنذار : وبعدين!!

حاولت ابريل الابتعاد ، لكنه أحاط بخصرها بكلتا يديه ، وجذبها نحوه ، هامسًا بمكر أمام شفتيها : مش كتبنا الكتاب .. ماتيجي نصفي الحسابات المفتوحة بينا عشان محبش يبقي ليا حق برا واسيبه

خفق قلبها خلف ضلوعها بسرعة كبيرة من قربه منها ، وتخدرت بقية حواسها عندما شعرت بأنفاسه الحارة تحرق بشرتها ، فانتزعت نفسها من حصار ذراعيه المتشبثتين بها بصعوبة وتراجعت خطوتين ، متخذة الهجوم درعًا تخفي به حرجها من تأثيره عليها ، محذرة إياه من نفاد صبره : انت مش هتجيبها لبر...

ضحك باسم إعجاباً بتلك الشرسة الفاتنة الساحرة حين رفعت مجفف الشعر في وجهه متوعدة إياه به ، قائلة بمزح مشاكس : خلاص انا خارج اشوف المعازيم اللي فوق وراجعلك تكوني نشفتي الفستان

أنهي باسم جملته وهو يقوم من مجلسه ، فقضمت شفتيها منشغلة بالتفكير فيما ستفعله بالفستان الذي نسيت أمره ، لتتفاجأ بهيمنته عليها بطوله ، يقرب وجهه منها ، فتسمرت فيروزيتها عليه بترقب ، ليواصل بهمس حسي مثير أمام شفتيها : ومصيرك تيجي من نفسك تدوقني التوت المستوي من فوق شفايفك تاني

اعتصرت جفونها خجلاً من جرأة حديثه الواثق بعدما فهمت ما يرمى إليه حين استسلمت لقبلاته المثيرة في غرفة القياس ، والتي مهما تظاهرت بعدها بعدم الرضا أمامه ، لكن في أعماق روحها تدرك أنها استجابت له طوعاً ، ولكن الآن كيف تجرؤ على الاعتراض أو حتى التحدث وشفتاه تكادان تلتصقان بشفتيها ، إن حاولت التكلم فقد تجعلهما يصطدمان ببعضهما البعض ، ولا يوجد ما يضمن أنها ستستطيع مقاومته هذه المرة.

أما هو فكان ينظر باستمتاع إلى وجهها المحمر خجلاً ، ثم قرر أن يرأف بحالها ، فغادر الكابينة بهدوء ، تاركاً إياها متجمدة في مكانها ، ضائعة في موجة من المشاعر اللذيذة الغريبة ، ثم سرعان ما ألقتها رياح العقل إلى شاطئ الواقع مجدداً ، فركضت نحو الحمام ، موبخة ذاتها بأنفاس مسلوبة : انتي في ايه ولا في ايه اما اشوف الفستان!!!!

☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼

بعد فترة وجيزة

باحدي الممرات الداخلية لليخت

خرجت لميس من الحمام ، وتبعتها هالة من خلفها ، تسألها بغرابة : ايه شكلك متعكنن كدا ليه! حصل مشكلة بينك وبين خالد ولا ايه؟

لميس بإبتسامة صغيرة : خالص بالعكس خالد طيب وحنين اوي .. انا بس اتخنقت من الليلة دي وعاوزها تخلص بقي

منعتها هالة من السير ، وسألتها بارتياب : اوعي تكوني لسه بتفكري في موضوع باسم يا لميس..

هزت لميس رأسها بالنفى ، وأجابتها بنبرة تدل علي الاستنكار والتعجب : ايه اللي بتقوليه دا يا هالة!! هفكر فيه ازاي وانا بقيت مخطوبة رسمي لخالد وهو بأمانه عرف يحببني فيه بمعاملته الحلوة وحبه ليا

أنهت لميس جملتها ، وهى ترسم ابتسامة حالمة على شفتيها ، مما جعل الراحة تستقر في قلب هالة من ناحيتها ، قائلة بحب : وانا مبسوطلك بجد ان ربنا بعتلك الانسان اللي يستحقك يا قلبي وربنا يسعدك معاه

أمنت لميس دعائها ، وهما يواصلان السير ، فسألتها الأخرى مجدداً باهتمام : اومال ايه اللي خنقك لدرجة دي؟

لميس بضيق : معلش يا هالة انتي عارفاني مبعرفش اكون دبلوماسية زيك بصراحة .. يا بحب يا مش بحب .. وانا مش حاسة بقبول ناحية اللي اسمها ابريل لا هي ولا أختها

عارضتها هاله بدفاعيه : خالص بالعكس ابريل بنوتة دمها خفيف وطيبة .. وبحسها مش زي ريهام في اي حاجة .. بس بيني وبينك انا مبسوطة لباسم انه اخيرا طلعها من دماغه ونسي موضوعها القديم دا

لميس بعدم اقتناع : وتفتكري بقا هي نسيت .. انا شوفت نظراتها ليهم كان واضح اوي انها مضايقة .. خصوصا وقت كتب الكتاب يمكن لسه بتحبه

هالة بإعتراض : تحب مين يا بنتي؟ هي اساسا امتي كانت بتحبه .. ما انتي عارفة الحكاية القديمة .. وكويس ان باسم قدر يتخطاها

بينما كانت هالة تتحدث ، لمحت لميس بزاوية عينيها أبريل في كابينتها التي كان بابها مفتوحاً ، وهي واقفة منهمكة في تجفيف الفستان بمجفف الشعر ، وأدارت ظهرها للخارج ، فتوقفت لميس عن السير بعد خطوتين من الباب ، وردت بصوت جعلته يخرج عالٍ تلقائياً : وايش عرفك انه اتخطاها .. مش يمكن هو اختار اخت ريهام بذات عشان يحرق قلب ريهام بعد رفضها ليه؟!

سارعت هالة بالنفى دون أن تدرك ما يدور حولها : لالا مافتكرش باسم يكون بيفكر كدا حرام عليكي .. باسم بيحب يعيش حر وكلنا تعبنا معاه عشان يتجوز وهو مكنش في دماغه يعني مش معقول هيتجوزها عناد في ريهام ويكون قاصد يردهالها عشان رفضته زمان

☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼

عند ابريل

تحاملت ابريل علي نفسها ، وأغلقت باب الكابينة ، لتعود إلى السرير وتجلس عليه ، كان الضياع واضحاً على وجهها الشاحب ، وهي تكافح الدموع التي تتصاعد في عينيها مع شعورها بالألم يطرق جدران قلبها المتصدع وعقلها المشوش الذي يلح عليها بأسئلة لا تملك لها إجابة هل ما سمعته قبل لحظة صحيح أم أنها توهمت الأسماء؟

_مبروك يا ابريل ولا اقولك يا مدام ابريل

رفعت ابريل رأسها نحو الباب الذي دخل منه أحمد ، وأغلقه خلفه ، فضيقت عينيها عليه بعدم فهم ، لتسأله بتوتر من ظهوره المفاجئ : ايه اللي جابك هنا يا احمد؟!

تقدم احمد بإتجاهها خطوتين ، ثم أجابها بصوته الأجش بتساءل أخر : عاوز افهم امتي قررتي يتكتب كتابك علي البأف للي برا دا وحتي من غير ماترجعي لأهلك !!!

لقد جاءتها الفرصة على طبق من ذهب ، فاستغلتها لتخرج ما تشعر به من قهر فيه ، قاصدة عمداً إيذاءه وإفاقته ، وهى ترد عليه بإستهزاء أبرعت به رغم المرارة التي تشكلت في حلقها : ومين هما اهلي لو تقصد نفسك فأنت ابن خالي مش الواصي عليا ولو سمحت لما تتكلم عن الانسان اللي بقا جوزي تتكلم عنه بإحترام

رفع احمد حاجبه الكثيف بسخط من حديثها المستفز ، ليسألها بغل مكتوم : ومحموقة عليه اوي كمان؟!

فجأة أمسك بذراعها ، وجذبها لتقف بحركة خاطفة ، فاصطدم جسدها الرقيق بجسده العريض ، مما جعلها تفزع منه كثيراً : بتعمل ايه .. انت مجنون؟؟!

استولى أحمد على ذراعها الأخر ، ليهزها بعنف وكل خلية في جسده تنتفض من شدة الغضب ، وهو يردد بإحتدام ناري : ايوه مجنون وانتي اللي وصلتيني للحالة دي .. لسه حاسس بالنار قايده في كل جسمي لما شوفت واحد تاني قدام عيني بيبوسك و بيحضنك وبيرقص معاكي .. واحد تاني اتكتب اسمه جنب اسمك وانا واقف متربط مش قادر اعمل حاجة كأني جوا كابوس

حررت نفسها من قبضتيه بقوة ، وهي تجيبه ببرود لاهث : لا مش كابوس للي حصل من شوية حقيقة يا ابن خالي وحقك تفرحلي لو بجد بتعزني وعايز تشوفني مبسوطة

_بصي في عيني وقولي انك مبسوطة وانك نسيتيني .. قولي ان دقات قلبك مش بإسمي ولا بقا يحس بحاجة نحيتي يلا قوليها

_قولتلك كلامك مالوش معني .. لو سمحت مايصحش كدا اتفضل اخرج قبل ما حد يجي ويشوفنا كدا

_بتهربي من الاجابة زي ما هربتي زمان عند ابوكي و سيبتيني بس المرة مش هتقدري

_اللي هرب هو انت .. اللي جوايا نحيتك بقا رماد من كتر ما قلبي اتحرق من الوجع .. بعد ما سيبتني واتجوزت وشوفت حياتك بعد شهرين بس .. بأمارة ايه دلوقتي بتدخل في حياتي وعاوز تبوظهالي؟!

_كنت واقع في اختيار مابينك و مابين امي كنتي عايزاني اعمل ايه؟!

صرخ احمد بالكلمة الأخيرة بقلة حيلة جعلتها تطوي ذراعيها أمام صدرها ، لتضحك بازدراء : لا معلش ما تضحكش علي نفسك .. حط عينك في عيني وقول ان مكنش عندك اختيار تاني .. مش هتقدر ترد صح .. انت روحت اتجوزت صحبتي عشان تقهرني بس كله جه فوق دماغك

أنهت جملتها بنظرات شامتة ، فهتف احمد بحرقة : ليه لسه بتقاوحي وبترفضيني وانا للي مسلم قلبي وعمري بين ايديك وبرده مش راضية .. ليه عايزة تبعدي عني تاني .. عايزاني اكررهالك كام مرة ايوه انا ندمان علي جوازي من غيرك ندمان اقسم بدين الله ندمان

_مهما ندمت مفيش فايدة .. عارف كام قلب اتحرق من ورا انانيتك وجحودك..

شعرت ابريل برغبتها في البكاء زادت فجأة ، لكنها تابعت بجمود : انت دلوقتي حد معرفهوش ولا انا اللي كنت تعرفها ومتربية علي ايدك .. خلاص فوق بقي من الوهم دا و ابعد عن حياتي خالص انا بقيت متجوزة .. خرجني من الدوامة دي بقا مافيش حد تلومه دلوقتي غير نفسك سامعني

لم يبالي بما تقوله ، قابضاً علي ذراعها بغيرة متقدة ، وهسهس بنبرة قاسية وخطيرة : اقولك علي حاجة .. كلمة ابرك من مليون مالهمش لازمة هتطلبي من ال**** الطلاق فهمتي

بنظرات خائفة نطقت بعدم تصديق : ايه الجنان اللي بتقوله دا؟

_ايه عايزة تفهميني انك حبتيه..

ختم احمد جملته الهازئة ، مشدداً قبضتيه حول ذراعيها ، وهو يحدق فيها بحنق قاتل ، فدفعته في صدره بقوة حتى تراجع عنها ، ووقف على بعد خطوة ، وهي تهدر بإنفعال وجهد : ازاي مقرب مني كدا انا بنت خالك اخرج حالا قب...

بتر احمد بقية عبارتها ، ممسكاً بيدها يوقفها قبل أن تصل إلى الباب ، وهسهس بغضب أعمى ، تزامنًا مع دفعها نحو الحائط ، فأغمضت عينيهاز، وشعرت بألم في أسفل ظهرها ، واندفعت الدموع من عينيها لا إراديًا ، مما جعله يتلعثم بقهر حزين : ياااه انتي مش طايقة لمستي ليكي .. لدرجة انك بعد ما كنتي بتدوبي بين ايديا وبتبقى ملهوفة علي حضني دلوقتي بتعيطي .. مش طول عمرك بتقولي اني امانك ومابتحسيش بالراحة غير وانا واخدك في حضني خلاص كل دا نسيتيه .. خلاص بقيتي بتكرهيني

هدر احمد بالكلمة الأخيرة بجنون ، فرفعت عينيها نحوه ، صارخة بصوت غاضب ، غير مكترثة بحالته الهستيرية ، وهي تنزع يدها منه : اللي بتعمله دا اسمه جنان؟

شعوره بالغيرة القاتلة التي تحرق قلبه عروقه ، جعلته يفقد ما تبقى من سيطرته على أعصابه ، وجهر بعنف : الجنان انك تفتكريني هسيبك للـ**** دا .. انتي بتاعتي انا .. مش بعد ما فضحتلك الـ**** تاني وعرفتك انه متجوز عشان امنع جوازتك تروحي تتجوزي واحد من نفس صنفه وتفضليه عليا

حدقت فيه بنظرة عدم تصديق ستظل محفورة في عينيه ، بينما لسانها تلجم من اعترافه ، الذى جعلها تتجمد في مكانها من صدمتها الشديدة.

مرت عدة لحظات ، وقبل أن تلملم من جمع أفكارها المتناثرة حتى تتمكن من الرد عليه ، وجدت يدين تسحبان أحمد من الخلف الذي لم يتمكن من تجنب ضربة باسم القوية على وجهه


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close