اخر الروايات

رواية وله في ظلامها حياة الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم دينا احمد

رواية وله في ظلامها حياة الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم دينا احمد



لفصل الخامس والعشرون
≈ يستفزني ≈

وصدت جفينها تبتلع تلك الغصة التي وقفت في حلقها تهز رأسها نفياً بعنف تتذكر كلماته التي تنهش فؤادها

"حاضر.. ورقة طلاقك هتوصل بس هترجعي تندمي وساعتها مش هسامحك يا بنت عمي...."

أخطأت خطئ لا يُغتفر، ذلك الشعور الذي بداخلها لا تستطيع التحكم به، عدم ثقتها بالجميع ينبع في داخلها،
الخوف من القادم والذكريات المريرة المؤلمة يحيطوها في دائرة مُظلمة

توسله بألا تتركه، كلماتها الازعة، طلبها الإنفصال بسهولة
نزعت كل شيء وفقدت حبه لها بسبب تفكيرها الخاطئ و خوفها المستمر الذين يحيطون بها في دائرة مُظلمة

جذبتها أسما إلي حضنها عندما وجدت علامات الضياع والألم عليها لتمسد على شعرها برفق وحنان تتمني لو استطاعت إزالة ذلك الألم والحزن البادي عليها فهي ليست ابنة عمها فقط بل تعتبرها شقيقتها الصغرى ثم هتفت لها بنبرة هادئة:
- أرجوكِ حاولي تتأقلمي مع اللي حواليكي الحُفرة اللي انتي دافنة نفسك فيها دي اطلعي منها وشوفي الحياة بطريقة تانية، طريقة نورا القديمة اللي ابتسامتها و هزارها كانوا دايماً موجودين.. متعلقيش نفسك في الحُفرة اكتر من كدا.. ابدئي صفحة جديدة مع مراد والله هو بيحبك اوي مش بعد جوازك منه لأ.. أنا الوحيدة اللي عارفة أد إيه كان هو ضحي بحبه ليكي عشان سعادتك اللي فكرها هتكون مع حازم..

خرج صوتها مرتجف مشحون بآلام و عواصف رياح عاتية تمرمغ بها:
- طب قوليلي اعمل إيه هو زعلان مني أوي وحتي مش عايز يسمعني.

تنهدت أسما تنهيدة طويلة ثم غمغمت بنبرة جادة:
- سيبيه يهدي وهو اللي هيرجع يكلمك عادي، أنتي عارفة أنك الوحيدة اللي ميقدرش يزعل منها بس هو عنيد شويتين..

أكملت بابتسامة واسعة:
- بس بسم الله ما شاء اللّٰه الحجاب نور وشك و زاد من جمالك ربنا يثبتك.. حقيقي أنا كمان بفكر ألبسه و ألتزم بيه ادعيلي دعوة حلوة كدا يا نوري.

ضربتها نورا مبتسمة بفخر:
- مراد هو اللي اقنعني.. وبعدين متقوليش يا نوري هو بس اللي يقولها.

نهضت أسما قائلة بود:
- حاضر يا ستي.. ادخلي اغسلي وشك وغيري لهدوم مريحة عشان مامتك جاية في الطريق أنا لسه مكلماها وأنا هنزل أجيب اكل نتغدا أنا وأنتي ولسه لينا كلام مع بعض.

أوقفتها نورا من سؤالها قائلة:
- هو أنا ليه مش حاسة أنك زعلانة بسبب انفصالك بعلي يعني قصدي أنتي كنتي بتحبيه إيه اللي حصل؟!

خرج صوتها مبحوح محملاً بجرح في عمق قلبها:
- متعرفيش أنا مبسوطة أد إيه عشان أخيراً خلصت منه.. أيوا أنا حبيته مهو جوزي وحبيبي ابو عيالي.. كنت عارفة أنه بيكلم ويقابل غيري حتي قبل ظهور ديما بس العذر الوحيد اللي كنت بخترعه إني مقصرة في حقه و مهتمة بولادي... آه كنت بخترع كدا مع اني كنت عادلة جداً معاه كام مرة كنت بنام مغمومة حاسة بوجع كبير أوي مع كل مرة بكتشفه اكتر.. سبع سنين وأنا مستحملة سهراته مع صحابه الفاشلين و محادثاته مع بنات ومع كل مرة كان حبه في قلبي بيقل اكتر واكتر.. شكيت لعمي اسماعيل وهو زعق وحذره بس الكلب كلب وصلت بيه الندالة أنه يخون أخويا يبقي ملوش مكان عندي.

خرجت سريعاً من الغرفة فأراحت نورا رأسها بشرود، وبعد مرور دقائق دلفت كابينة الاستحمام تنعش روحها بتلك المياه الباردة تحاول إسكان تلك النيران التي أحرقت روحها وجعلتها تتراقص على لهب الإنتظار حتى ترآه وتوضح له سوء التفاهم الذي حدث ولكن حقاً مجرد التفكير برد فعله التي لن تكون هينة تجعلها تود البُكاء، هي تعشقه ويكفي ما فعلته سوف تعترف له بذلك الخطأ...
تنفست الصعداء وهو تخرج ثم جففت شعرها وجلست أمام مرآة الزينة تمشط شعرها الحريري بهدوء يعكس انتظارها ودقات قلبها العنيفة فوجدت طرقات على الباب فسمحت للطارق بالدخول وكانت أسما ومعها صنية من الطعام وضعتها على الطاولة وبدأوا تناول الطعام في صمت تمام يشابه هدوء قبور الموتى حتي قطعته فاتن وهي تدلف إليهم بابتسامة تشق شفتيها لرؤيتها بأبنتها الحبيبة وبدأت في وصلة ترحيب حار وأسئلة لا تنتهي عن حالها

عقدت فاتن حاجبيها بتعجب من الملامح المقتضبة على وجه ابنتها فتسائلت بتوجس:
- مالك كدا وشك ناشف وحالتك حالة!
و الواد مراد فين؟ اوعي يكون عمل فيكي حاجة؟

هزت نورا رأسها بإنكار ثم أبتسمت ابتسامة لم تقابل جفينها قائلة بخفوت وارتباك:
- مراد كان هنا ومشي أكيد هو في الشركة دلوقتي.

غمغمت فاتن في تهكم:
- حاضر هعمل نفسي مصدقة أنك محصلش معاكي حاجة... يالا تعالوا ننزل نقعد تحت بلا خنقة.

- فين عمر يا ماما مش طلعتيه ليه انا عايزاه؟
تسائلت نورا بحزن لتقابلها فاتن بمط شفتيها ثم هدرت بها بنبرة ساخرة متهكمة:
- أخيراً افتكرتي أن عندك أبن و بتسائلي عليه مش ملاحظة أنك معنتيش مهتمة بيه خالص ولا إيه يا ست نورا؟ على العموم الصغير مع نسرين وعمك رآفت تحت وياريت يعني لو مش هتقل عليكي تبقي تنزلي تشوفيه أنتي.

حدجتها أسما بنظرات تحذيرية حتي لا تُحزن نورا بكلامها أكثر
بينما رمشت نورا بأهدابها بتلقائية وهي تضع يدها على صدرها قائلة وهي تخفض رأسها:
- آسفة يا ماما تعبتك معايا والظاهر إني فعلاً بالغت إني كل شوية اجيبه ليكي وشكراً على كل اللي عملتيه.

نهضت سريعاً عندما همت فاتن بالحديث وأخبارها بأنها لم تقصد أن تجرحها ولكن كانت نورا الأسرع وهي تغلق باب المرحاض خلفها بعد أن سحبت فستانها و حجابها من فوق الكرسي

ربتت أسما على كتف فاتن هامسة بهدوء:
- يا خالتي لو كنتي كلمتيها بطريقة أفضل كانت هتتقبل كلامك وبعدين انتي عارفة أنها لسه أول مرة ومتنسيش خوفها لما بتبقي مسكاه.. دا معناه أنها عندها عقدة لسه و أكيد بيفكرها بأبوه.. بلاش تقسي عليها وخلينا نستنى لما تتعالج وتهدي كدا.

تنهدت فاتن قائلة بحزن:
- قلبي واكلني عليها وحاسة لو قربت من أبنها ممكن تخف وتنسي حاجات كتير.

سحبتها أسما وخرجوا من المكان تاركين إياها...
~~~~~~~~~~~~
في الأسفل...

أبتسمت نسرين باتساع تلاعب الصغير الذي لا يكف عن ابتسامته البريئة التي جعلتها تشعر بافتقادها لهذا الشعور الأموي الجميل، حقاً لا تدري لما تحب ذلك الطفل بهذه الطريقة، كانت تعتقد أنها سوف تبغضه فقط لأنه أبن غريمتها ولكن حدث عكس ما توقعت

تنهدت وبدأت الدموع تتحجر في عيناها متذكرة ملامح حازم التي تشبه ملامح ابنه كثيراً.. حملته بين ذراعيها برفق قائلة بابتسامة صغيرة مستأذنة عمها:
- بعد اذنك يا عمي هاخد عمر ونمشي في الجنينة شوية أنت عارف طنط فاتن متعودة تمشيه.

أومأ لها رآفت قائلاً بضحكة صغيرة:
- دا اللي اضمن أنه يهد حيل العيلة كلها بسبب دلعه ده.

هزت قسمت رأسها بعدم رضا ثم حدثت نفسها في حقد:
- ولسه ياما هنشوف على أيد فاتن وبنتها... حقيقي لو اختفوا من حياتنا حاجات كتير حلوة ممكن تحصل.. عقربة وبنتها بومة بسببها أبني مش موجود بينا وبرضوا مش هسيبه غير لما يرجع القصر.

بينما خرجت نسرين الحديقة تسير بشرود تام، تشعر بأنها تمادت في حقدها و غيرتها من نورا بالأخير حازم من اختارها ويبدو أن الحياة معه قاسية غير عادلة

انقبض قلبها وهدرت أنفاسها وهي تتخيل لو كانت بمكان ابنة عمها التي أصبحت هشة قليلة الكلام تخاف من كل شئ!! فقط مجرد التفكير بضربه لها جعلتها ترتجف رعباً متذكرة عندما أتت نورا منذ شهور سابقة واضعة طبقات كثيرة للغاية من مستحضرات التجميل و ارتداءها للملابس ذو الأكمام الطويلة والثقيلة التي تُخفي جسدها بأكمله!
الأفكار تتزاحم في عقلها دموعها تتساقط بعدم تصديق حبها له كان اعمى، كانت تشك في أنه يأذيها الابتسامة المهزوزة التي كانت تراها على ثغر نورا أو نظرات حازم المُحذرة المحملة بوعيد لم تكترث لها ظنناً بأنها تعطي الأمور أكثر من حجمها وتتخيل، أغمضت عيناها تسحق أسنانها وتلعن غبائها وقلبها الذي عشقه ولم ترى حقيقته البشعة
أنقذها القدر من الوقوع في براثن هذا المجنون بينما اعترضت هي وظلت تبكي على من لا يستحق الحياة بسبب حفنة مشاعر غبية...!

تعثرت قدمها رغماً عنها حتي كادت أن تسقط على وجهها بالصغير فأغمضت عيناها ولكنها لم تشعر بالألم ففتحتها على وسعها عندما طرأ على مسامعها صوت ساخر تعرفه جيداً يحيطها بذراعيه في حماية:
- اسم الله عليكي.. على الهادي يا قطة أحسن وشك الحلو ده يتشلفط.

تحركت مبتعدة عنه ثم استدارت تنظر له بشراسة قائلة بضيق:
- هو أنت! دا شكله يوم باين من أوله.

تقدم نحوها حتي أصبح لا يفرقهم سوا الطفل الذي تحمله ثم مد يده يمسح دموعها قائلاً بعبث:
- مين اللي اتجرأ وخلي عيونك العسلية الحلوة دي تنزل دموع وأنا أعمل من فخاده بطاطس محمره.. انتي لسه متعرفنيش انا سامر الهادي يا ماما.

ضحكت رغماً عنها ليكمل سامر بمرح:
- أي ده انتي بتضحكي زينا كدا!

رفعت حاجبيها بتمرد واضعة يدها الأخري على خصرها قائلة بتحدي:
- عندك مانع ولا إيه؟

رفع سامر يديه بطريقة مسرحية قائلاً باستسلام:
- لا طبعاً.. انتي جميلة جداً.

حك أنفه بحرج قائلاً بوله:
- آآآ قصدي يعني ضحكتك حلوة أوي.. المفروض اللي زيك تفضل مبتسمة طول الوقت.

اشتعلت وجنتي نسرين بالخجل فهمست قائلة ببسمة صغيرة:
- آسفة عشان طريقتي في الكلام معاك...

عيناه تكاد تخرج من مكانها وهو يتابع وجنتها الدائرية ولأول مرة يتمعن في معالمها الجذابة الفتاكة وشعرها الذي انعكس عليه ضوء الشمس ليجعل خصلاتها ممزوجة باللون الأحمر ودون إرادة منه نطق لسانه بتمني وابتسم لها ابتسامته التي تذيب القلوب:
- اتمني متكونيش أنتي مضايقة مني.. وغير كدا متعيطيش دموعك عزيزة وغالية.

ابتلعت ريقها و أقام قلبهما حفلة صاخبة ليتسائل سامر:
- قوليلي بقا عمك رآفت فين؟ أصل مراد باعتني أخد ملفات مهمة وقال اجيبهم منه.

غمغمت بخفوت:
- أدخل جوا في أوضة الجلوس هتلاقيه.

شكرها ثم ذهب بينما تابعته بعيناها حتي اختفي.
~~~~~~~~~~~~~~
خرجت نورا من المرحاض بخطوات واهنة متعبة تمسك بأطراف إسدالها الواسع الفضفاض قسمات وجهها تحولت للشحوب التام، زفرت في حزن فقد مر أسبوع كامل لا ترآه فيه أبداً ! يتحجج بأنشغاله في المناقصة تلك ولا يأتي سوا عندما تنام بفعل المهدئات حتي تأخذ قسطاً من الراحة فهي لو توقفت عن أخذه لن يُغمض لها جفن وستظل تُعذب نفسها بالتفكير به

وضعت سجادة الصلاة أرضاً وهي تأخذ أولى خطواتها كي تبدأ صلاتها لأول مره منذ زمن طويل، شعرت بحاجتها بأن تكون بين يدي بارئها تشكو إليه وتبث عن مدي حزنها وتدعوه بأن يعود زوجها إليها ويسامحها

أجهشت بالبكاء وبدأت تردد سورة الفاتحة بخشوع و إذعان تام، كم أحبت هذا الشعور الذي جعلها تستكين و تشعر بالطمأنينة الخالصة... انتهت من صلاتها وكانت تدعو ربها بحرقه مع كل سجدة... ثم آخذت المصحف الشريف وبدأت في قراءة القرآن
بعد مرور بعض الوقت بدلت ملابسها لمنامة مريحة ثم ابتلعت تلك المهدئات ثم وضعت رأسها على الوسادة حتي استسلمت لسلطان النوم...

بينما في سيارة مراد نظر إلى الهاتف يتفقد كاميرات المراقبة التي وضعها في غرفتها خوفاً من أن تؤذي نفسها ليجدها قد نامت بالفعل... زفر بحرقه لا يدري ايعاقبها هي أم يعذب فؤاده الذي يهيم بها عشقاً أكثر من ذي قبل...

أشعل محرك السيارة ثم انطلق بها بأقصي سرعته فهو يظل جالساً بها حتي يتأكد من نومه ثم يعود للمنزل..
عدة دقائق وتوقف أمام القصر... صعد إلى الأعلى حتي توقف أمام باب غرفتها ثم أدار مقبض الباب ببطئ شديد و سار نحوها حتي جلس بجانبها على الفراش....

أبتسم بسخرية على حاله فهو طوال الأسبوع يذهب إليها خلسة كالمراهق يُملى قلبه و عيناه منها بالرغم أنه يعلم بأن هذا لن يكفيه، أشتاق إلي سماء عيناها الصافية حد الجنون و ابتسامتها التي تخصه وحده فقط.

قرب شفتيه من شفاهها ثم سحب تلك الكرزيتان بأسنانه ليلثمها برغبة واشتياق لمدة طائلة... أبعد وجهه عن وجهها وصدره يعلو و يهبط في عنفوان ليستمع إلي صوتها الناعم تهمس بإسمه أثناء نومها فهرب سريعاً حتي يسيطر على ذاته وذهب غرفته...
~~~~~~~~~~~~~
في اليوم التالي..

جلس مراد على الكرسي منتظر انتهائها من الإستحمام على أحر من الجمر حان وقت المواجهة ولن يتهاون أبداً أمام تلك العينان التي تُطيح بنظرة منها بأعتي الرجال، سوف يعاقبها على مجرد تفكيرها بالانفصال عنه وكلماتها السامة...

رصدت عيناه خروجها وهي تحيط جسدها بمنشفة وتمسك بمنشفة أخري صغيرة تجفف شعرها ليزدرد ريقه بصعوبة ثم هتف ببرود عندما أبتسمت له بسعادة:
- جاي أقولك متجيش الحفلة واقعدي في البيت الحفلة للكبار يعني مفيش مكان للاطفال.. وبيقولوا في الأفراح بيبقي في بنات صواريخ يمكن أشوف عروسة فيه.

- نععععم!!
صرخ عقلها من هذا الاستهزاء الصريح وقد تبخرت الأعذار والحجج التي فكرت بها من لسانها لتصيح بحدة وغيرة:
- ليه شايفني لسه في الحضانة ولا إيه؟! وكمان عايز تتجوز عليا!

نهض فجأة بهيبته الآخاذة التي تسلب الألباب ثم نظر لها متفحصاً بمكر وتحدث بحزم:
- اعتبري شايفك كدا ... يبقي تسمعي الكلام ونحترم نفسنا بقا عشان أنا أصلاً نفسي تغلطي.. وآه بدور على عروسة.

قال جملته الأخيرة مغادراً غرفتها لتصرخ قائلة بغيظ:
- هنشوف مين الأطفال يا مراد ومش بمزاجك يا حلو... أنت شخصية مستفزة.

ضغطت على شفتيها بغيظ وهي تشد خصلات شعرها بقوة تشعر بغيرتها تتضخم على وقع كلماته
أرتدت ملابسها وهبطت إلي الأسفل تبحث عن أسما فهي الوحيدة التي من الممكن أن تساعدها وما أن رآتها جالسة تمارس اليوجا يبدو على ملامحها الارتخاء والهدوء حتي صرخت نورا بإنفعال:
- شوفيلي حل في اخوكي... هتجنن!

صرخت أسما بخوف ثم صاحت وهي ترمق نورا بضيق:
- منك لله يا نورا يا بنت فاتن قطعتيلي الخلف.. حرام عليكم اللي بتعملوه فيا ده والله.

جلست نورا أرضاً أمام أسما ثم سردت لها ما قاله مراد لتنفجر أسما ضاحكة بمرح فضربتها نورا قائلة بضيق:
- أنتي بتضحكي بدل ما تساعديني! انا غلطانة إني جيت لتافهة زيك.

هدأت أسما ضحكاتها ثم تحدثت مبتسمة بثقة:
- مراد قال الكلمتين دول عشان يقنع نفسه أنه بيستفزك..

نظرت لها نورا بعدم فهم لتهتف أسما مكملة:
- يبقي تسيبيلي نفسك خالص وشوفي أسما هتعمل ايه.

التوي جانب فم نورا يميناً و يساراً تنظر لثقة أسما بقلق لتهزها أسما قائلة بمرح:
- قومي يالا نعمل Shopping و نجهز يا قمر.

تسائلت نورا بعفوية عندما جذبتها أسما من يدها حتي يقوموا:
- أنتي هتعملي فيا إيه مش فاهمة يعنـ..

قاطعتها أسما بتذمر:
- ياباااي عليكي أنتي خنيقة أوي.. بقولك سيبيلي نفسك أنا أسما النجدي يا بنتي أحسن واحدة ممكن تعتمدي عليها أنا عايزاكي تلففي مراد حوالين نفسه.

أومأت لها نورا بتردد ثم هتفت بإضطراب:
- أما نشوف.. شكل موتي هيبقي بسببك يا أسما دا حذرني مروحش أصلاً.

- هو مين اللي يموتك دا هي سايبة ولا إيه؟! طب يبقي يقولك كلمة ويشوف هعمل إيه.

أبتسمت نورا قائلة بسخرية:
- بلاش شغل الـOver ده أنا عارفة اللي فيها ... انا مضايقة منه أوي قال إيه بيقول ادور على عروسة ... ليلته سودا انهارده.

صاحت أسما بحماس وهي تدفع نورا للخارج:
- طب يالا أنزلي استنيني وشوفي نسرين عايزة تيجي ولا لأ انهارده ورانا حاجات كتير نعملها.

ضربت نورا كفاً على كف عندما أغلقت الباب بوجهها لتتمتم بتعجب وعصبية:
- قليلة الذوق زي أخوها بالظبط ماشاء الله.
~~~~~~~~~~~~~
جلست الفتيات على أقرب أريكة قابلتهم بإرهاق وأرق شديد ثم ضحكت نسرين ضحكة خافتة قائلة:
- الهري اللي احنا عملناه شكله هيروح في حديد ومحدش فينا هيقدر يروح الفرح أصلاً.

أبتسمت أسما قائلة بفخر:
- اتكلمي على نفسك يا حبيبتي بس إيه رأيكم فيا انفع مصممة أزياء أد الدنيا.

نسرين بموافقة:
- فعلاً اختياراتك تجنن يا سيمو و بالذات فستان نورا حسيت أنها أميرة فيه... الكحل الأسود هيبقي تحفة علي عينيها ويحددها بطريقة مُلفتة.. أنا بقول اتولي فكرة الـMake up و اجهزكم بنفسي.

أبتسمت نورا بداخلها فهي تري نسرين تتصرف معها اليوم بعفوية وقد استمتعت معها فهي قد اعتادت عليها تتصرف معها بعجرفة و غرور
تفقدت نسرين الوقت ثم هتفت بذهول:
- يا نهار ابيض! الساعة سبعة ونص.. يادوب نلبس دلوقتي ونمشي بعد ساعة بالكتير.

- طب أنا هطلع فوق عشان صوت العربية برا شكل مراد هنا.
جذبت نورا حقيبتها سريعاً ثم صعدت بخطوات شبه راكضة، بينما دلف مراد فوجد نسرين و أسما فألقي عليهم نظرة ليجدهم يرمقوه ببرود ثم صاحت أسما:
- ممكن أعرف نورا مش هتيجي ليه؟

أجابها وهو يصعد الدرج ببرود:
- ملكيش دعوة وحسابك معايا لما نرجع عشان تبقي تستئذني وانتي واخدة الفرقع لوز نورا هانم معاكي في حتة.

دلف غرفته يبتسم بخبث فهو تعمد استفزازها كي تأتي الحفلة دون أن يخبرها
تنهد بشغف وهو يخلل شعره متخيلاً حوريته وهي تطل بطلتها البهية ونورها الساطع الذي ينبعث في المكان بأكمله... عقد حاجبيه عندما تذكر جاسر وتذكر اتصاله في الصباح الباكر يخبره برغبته في رؤيته... حسناً تركه وانشغل عنه أكثر من اللازم فمجرد التفكير بما فعله يشتعل النيران في صدره وفؤاده يتألم أكثر لمحبوبته
تمتم بأسنان ملتحمة في غضب:
- وديني لوريك النجوم في عز الضهر يا جاسر... واضح إني سيبتك بما فيه الكفاية أنت وعلي بس هيروح مني فين مسيره هيقع تحت أيدي.

أخرج طقم من الألماس يتفحصه بعناية وإعجاب فلون الأحجار الكريمة به كانت زرقاء تماثل زرقة عيني نورا ويحيطه الفصوص البيضاء التي تصرخ بالفخامة فهو قد اشتراه اليوم حتي يكون هدية لها في عيد ميلادها الذي أقترب موعده..
وضعه في الخزينة في الدولاب مرة ثانية ثم أخرج بزته السوداء و رابطة عنقه ليرتديهم....
~~~~~~~~~~~~~~
وقفت رحمة أمام جاسر عاقدة ذراعيها تنظر إليه بتوجس بينما اشاح بنظره للناحية الأخرى قائلاً ببرود:
- رحمة لو سمحتي لو هتفضلي واقفة كدا كتير شوفي مكان تاني مش حبكت قدامي يعني!

زفرت ما برئتيها ثم تحدثت بصوت مرتعش تحاول إيجاد إجابة على سؤالها:
- أنتَ مُصر تضايقني وتخنقني ليه؟! مش ملاحظ أنك ظالم عايزني أفضل في بيتك مش عارفه على أساس أني ابقي رحمة الخدامة ولا رحمة مراتك اللي اتجوزتها وهي متعرفش وحطتها قدام الآمر الواقع!
حقيقي سيبني اتحرر من آسرك انا مخنوقـ..ـة
أنت حابسنـي بطريقة تعبتني بقيت ولا أشوف حد ولا حد يشوفني... نفسي أشوف الشارع.

أغمض عيناه يعتصرها بقوة فبما يجيبها وهو قد أكتشف أن لها عائلة وإذا أحد علم بها لن يتركوها إليه أبداً
فقط فكرة ابتعادها عنه يعني سحب روحه من جسده، ودن اي مقدمات نهض جاذباً إياها يحتضنها بقوة قائلاً بألم:
- مش هسمح تسيبيني يا رحمة أنتي روحي وأنا مقدرش أفرط فيكي أبداً.

حاوطت خصره تحتضنه قائلة بصوت مختنق:
- وأنا بحبك والله بس مش واثق فيا خالص... صدقني انا معاك ومقدرش اسيبك.

نزع حجابها برفق ثم ألقاه أرضاً لتنتفض هي هامسة بخفوت:
- جاسر أنت ايه اللي بتعمـله ده؟!

لم يجيبها بل دفن وجهه في شعرها يستنشق رائحة الياسمين من عبيرها الخلاب وعندما شعر بتشنج عضلاتها وتوترها همس بنبرة جياشة:
- اطلعي البسي ويالا عشان نخرج.

فرقا عناقهم لتقول رحمة بارتباك:
- عايزة أكلم نورا واحكيلها على اللي حصل أنت مظلوم يعني وممكن جوزها يعملك حاجة.. وبعدين وحشتني اوي.

حك ذقنه بسبابته و إبهامه وهو يبتلع ريقه بتذكره ما فعل ولكنه غمز لها بطرف عيناه قائلاً بمشاكسة:
- طب وجسور مش واحشك ولا هو الحب ليها هي بس.

صاحت بغيظ تداري ابتسامتها الخجلة التي شقت طريقها لترتسم على وجهها:
- يوووه بقا ما كفاية كلامك ده.

قبل جبهتها قائلاً بحنو:
- يالا يا أجمل رحمة عشان تتفسحي ولا رجعتي في كلامك.

- فُريرة وابقي جاهزة.
قالتها وهي تنطلق راكضة بسعادة ليبتسم بتهكم قائلاً بصوت منخفض:
- طب لما مراد يعرف أنك أخته أكيد هياخدك مني!!!

~~~~~~~~~~~~~~~~~~

- حقيقي تجنني يا نورا ... يا بخته مراد متجوز مُزة تقول للقمر قوم وأنا أقعد مكانك.
قالتها نسرين وهي تتفحصها بإعجاب وانهبار لتبتسم نورا في خجل ثم هتفت بإضطراب:
- مش حاسة إني عاملة زي عروسة المولد كدا ... يعني الفستان بيلمع و الميك آب زيادة شويتين!

ضربت أسما جبينها ثم التفتت لها من مقعدها في السيارة قائلة بحنق:
- يا بنتي فين الزيادة ده احنا عملنا ظلال للعيون وحطيتي روج بس! لو كنتي سبتي نفسك بس انتي فقرية.
رفعت نورا يدها ببرود بينما توقف السائق بالسيارة أمام أحدي القاعات الاحتفالية الضخمة والتي تصرخ بالفخامة فهبطت الفتيات ثم دلفوا بخطوات واثقة

بينما في الداخل جلس مراد على طاولة كبيرة بجانب فاتن و أباه ثم تسائل عاقداً حاجباه:
- أسما مجتش ليه؟

أبتسمت فاتن ابتسامة متسعة وهي تراقب دخول الفتيات الذي يحبس الأنفاس ثم أشارت بعيناها قائلة بنبرة ضاحكة:
- يوه جاتك ايه يا واد تالت مره تسأل في الساعة... اهم يا سيدي وصلوا.

سُلب عقله للمرة التي لا يعرف عددها بسبب طلتها الخاطفة الآسرة التي تجبره على رسم ابتسامة كبيرة بلهاء على وجهه سرعان ما شعر بالغيرة تنهش صدره وهو يتفحص ذلك الفستان الطويل بلونه البنفسجي الراقي الذي يبدو كأنه صمم خصيصاً لها ولجسدها الغض!
ضيق عيناه يحاول التحكم في بروده الخارجي بينما وحش الغيرة القابع بداخله جعله يود تحطيم عظامها وهو يري التصاق الفستان عند منطقة الصدر والخصر ثم يتسع للأسفل تدريجياً ومستحضرات التجميل البسيطة التي جعلت من وجهها الملائكي لوحة فنية وتبعته بحجاب رقيق من نفس لون الفستان ولكن بدرجة أفتح قليلاً.

زاد تيهه أكثر عندما أستمع إلى صوت ضحكتها واقترابها من طاولتهم أكثر لتنظر له بطرف عيناها متعمدة إغاظته فوجدت عيناه تأكل جسدها بنظراته تلك لتتسع حدقتيها تنظر حولها تحاول مواكبة دقات قلبها العنيفة، ثم اقتربت جلسة بجانبه توزع ابتسامتها الأنثوية التي تخصه وحده في وجوه الآخرين لتبتلع لعابها وهي تنظر إلي يده التي امتدت أسفل الطاولة ثم بسطها على فخذها !!

حمحمت تحاول التحكم بتعابير وجهه ولكنها نظرت له في غضب بينما بادلها هو ببراءة تخفي خبثه لتقول فاتن بفخر:
- بس الله ما شاء الله تبارك الله أحسن الخالقين ... التلاتة أجمل من بعض خمسة في عين الحسود.

- ما خلاص بقا الله!
صاحت نورا بأنزعاج ولم تكترث لصوتها المرتفع الذي جعل البعض ينظرون إليها بينما رفع مراد حاجبه بمكر وهو يشدد قبضته الغليظة على فخذها ثم تحدث بلهفة مصتنعة يشوبها خبثه:
- مالك يا حبيبتي حاسة بحاجة؟ اوديكي لدكتور؟

عضت على شفتيها تكبح رغبتها في صفعه علّه يكف عن وقاحته تلك ثم غمغمت بغضب مكتوم:
- أنا كويسة مفيش حاجة أهو.

هز رأسه يصر أسنانه وهو يرسل إلي ذلك الفتي الذي يجلس في الطاولة المقابله لهم نظرات مُحملة بالوعيد وقد استفزه كثيراً ابتسامات ذلك "الفتي المدلل" التي يبعثها لزوجته فزفر زفرات متتالية يهدئ من روعه حتي لا يتصرف بهمجية لا تليق به ولا بمظهر الحفل الراقي ثم مال نحو أذنها قائلاً:
- نحترم نفسنا ونقوم نمشي بهدوء أنا على أخري منك.

وجد ذلك الفتي المدلل يقترب منهم ثم أبتسم بجاذبية إلي نورا قائلاً برقة يمد يده إليها:
- تسمحيلي برقصة؟

قبضة مراد الفولاذية كانت الأسرع وهو يسحق عظام يده قائلاً من بين أسنانه يحافظ على مظهره الهادئ:
- ليه شايفني اكتع عشان تطلب ترقص معها!
امشي ياض من قدامي أحسن قسماً عظماً أقوم ارقصك بطريقتي أنا.

أصفر وجه الشاب وهو يحاول فك قيده لتبتسم أسما إلي فاتن و نسرين بخبث بينما هتف رآفت بنبرة حازمة:
- سيب أيده خلاص يا مراد ... قوم أرقص معها أنت.

ترك يده ليسقط الشاب أرضاً بينما نهض مراد ساحباً نورا خلفه إلي أن وقفوا في ساحة الرقص فبدأ يرقص ويتمايل معها ببراعة بينما كانت تشعر هي بأصابعه تنغرس في خصرها كالسكاكين الحادة و يتلو الكلمات على مسامعها بطريقة مرعبة

«لو فاكرة إني ممكن اعديلك اللي حصل الأسبوع اللي فات تبقي بتحلمي... اتقي شري»

‹يا مراد والله أنت فهمت غلط... اللي شفته واحنا في الكافيه دا يبقي سليم صفوان أصغر أخ لماما بس هو كان مسافر تركيا طول الفترة دي ومتجوز هناك وعشان كدا جدو قاطعه ومحدش من العيلة بيعترف بيه... هو شافني صدفه وكان بيسلم عليا›

«حلو الفيلم الهندي ده! وايه الفستان اللي لبساه ده؟ تصدقي يليق بيكي فعلاً...»

‹احترم نفسك وبلاش النظرات بتاعتك دي عيب كدا الناس تقول علينا ايه!›

«الله ومالها نظراتي بس! طب انا حتي جوزك ولا هي عادي للناس التانية وعيب ليا»

‹يوووه بقا يا مراد اتلم›

«اشششش... ليلتك سودا»

‹ما كفاية بقا ميبقاش قلبك أسود›

«هو أنتي لسه شفتي سواد يا... يا نوري»

انتهت الرقصة ليلصقها نحوه بتملك ثم قبل وجنتها المشتعلة بعذوبة ورقة تنافي قسوته لتبتعد عنه نورا تجلس بجانب عائلتها تخفض وجهها في الأرض بحرج بينما وجد مراد يد قوية تضربه على كتفه من الخلف فأستدار ليجد صديقه 'أمجد نشأت الهلالي'
(بطل رواية مُكبلة بأغلال عشقه أن شاء الله 😌)
ثم تحدث أمجد بصوته العميق:
- حيلك حيلك داخل منفوخ كدا مش تراعي أن العروسة أختي ولا إيه!

أبتسم مراد ثم عانقه قائلاً بفخر:
- اهلاً بحضرة الظابط اللي مشرفنا ... دورت عليك مش لقيتك يعني.

خلل أمجد شعره قائلاً ببرود:
- أبداً يا سيدي أمي حلفت لو مروحتش وجبت معايا زينة بنت خالتي مش هتحضر الحفلة وطبعاً ساعتين بنتخانق مع بعض ولسه جاي.

قهقه مراد ثم غمز له قائلاً بمكر:
- عروستك بقا ... أخيراً هتتجوز.

- أمها داعية عليها اللي هتوافق على الجواز...
قالها بنبرة متعجرفة خالية من الحياة وهو ينظر إلى الفراغ بشرود ليهتف مراد:
- اسيبك أنا يا وحش الداخلية أصل المدام بتسبلي.

أومأ له أمجد قائلاً بحنق:
- أهرب أنا بقا عشان الست زينة داخلة عليا مش ناقص وجع دماغ.

توجه مراد نحو نورا ثم جذبها نحوه قائلاً بإصفرار:
- نسيبكم أحنا بقا.

أرادت نورا الإعتراض وهي تستنجد بأسما لتهز أسما كتفها بقلة حيلة فسارت معه محاولة مواكبة خطواته السريعة ويده تتشبك في يدها ثم فتح باب السيارة مغمغماً بنبرة لا تحمل النقاش:
- هتدخلي العربية بأدبك ولا لأ؟

تآففت بغضب وهي تدلف إلي السيارة ليشغل المحرك متوجهاً إلي مكان فيلا حازم وهو يشعر بالاضطراب لما ستتعرض إليه قريباً...!

~~~~~~~~~~~~~~~~~~

في مكان آخر...!

أبتسم علي ابتسامة واسعة مليئة بالخبث أظهرت أنيابه وهو يتخيل خطته تنجح وقد اقتربت النهاية لأبن عمه، لبرهة لعن غبائه بعدم تذكره لتلك المومس إلا الآن لو كان استغلها لكان حقق ما يريد وانتهي كل شئ دون هذا العناء ولكن حسناً سوف يتريث، بينما أنفرجت أعين وفم شريف من الصدمة وهو يقترب ببطئ من الفتاة الواقفة أمامه! يشعر بالذهول من هذا التشابه العظيم بينها وبين نورا ! وبعد إجراء بعض عمليات التجميل أصبحت طبق الأصل من ابنة عمته

تسائل شريف والصدمة لا تزال تشل أطرافه:
- إزاي؟! معقول اللي أنا شايفه!

أومأ له علي برأسه بالتأكيد ثم غمغم بمكر:
- في حكاية إزاي انا هقولك... اللي قدامك دي يا سيدي نورهان بتشتغل في كباريه شفتها من حوالي سنة وعجبني الشبه أوي كأنها نسخة من نورا بس كان لازم شوية تعديلات تحصل في وشها عشان الخطة تبقي تمام.

أطلقت نورهان ضحكة خليعة مليئة بالعُهر وهي تهتف بمياعة تمضغ العلكة بطريقة مقززة:
- جرا إيه يا سي الأستاذ هنقضيها تعارف!

مسح شريف وجهه بيده في حنق ثم تمتم بفحيح الأفعي:
- المشكلة دلوقتي في صوتها وطريقة كلامها.

- هي دي حاجة تفوتني.. أنا عارف هعمل إيه كويس.
قالها علي رافعاً أنفه شامخاً يتراقص فرحاً يُثني على ذكائه ومكره بينما وضع شريف يده أسفل وجه تلك الفتاة قائلاً بإعجاب وذهول سيطر على ملامحه:
- نورا !!


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close