رواية عشق قاسم الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم سوما العربي
((الجزء الخامس والعشرون )
يقف وهو ينظر له بغضب وقد قبض على تلابيب معطفه الطبى صائحا :يعني ايه يعني.... يعنى هى فاكره الناس كلها وناسيه جوزها.
الطبيب بتلعثم وهو ينظر لمليكه :حضرتك هو ده اللي حصل... عندها فقدان جزئى فى الذاكرة... ناسيه اخر سنة من عمرها.
قاسم وهو يتمسك به ويدفعه يميناً ويسارا:نعم.... انتو بتستعبطوا... اتصرف دلوقتي خليها تفتكرنى.
تدخلت مليكه قائله:لو سمحت ياقايم بيه هو هيتصرف فى حاجة زى دى ازاى... ثم نظرت للطبيب ابن خالتها قائله :ماعلش يا ابيه مازن هو بس متعصب ومش مدرك هو بيعمل ايه. 1
نظر لها قائلاً وهو يحاول فك قيد قاسم عن تلابيبه قائلاً :ايوه انا ذنبى ايه فى كل ده.... هى دى حالتها.
قاسم بحده:يعني هى دلوقتى فاكره الناس كلها الا انا.
مازن بزهق:يا استاذ بقالى ساعه بقرر كلامى هى ناسيه اخر سنه بكل أحداثها وشخصياتها... ابعتهالك رساله صوتيه مسجله.
ترك قاسم ملابسه فارتد مازن للخلف قائلاً :وياريت ماحدش يحاول يقول قدامها اى تفاصيل عن السنة دى لان ده غلط عليها حالياً. 1
قبض قاسم عليه مره اخرى بعدما كان قد تركه ولكن بعنف اكبر:نعم يا روح امك.
مازن بغضب:ايه يا أستاذ انت ماتحترم نفسك.
مليكه بغضب:قاسم بيه لو سمحت بلاش سيرة خالتو.
قاسم بغضب:خالتو... ده أنا هبعته لخالتك بفتيك تعمله على العشا... ده اتجنن بيقولى ماعرفهاش انى حبيبها وجوزها.
مليكه بتوتر:م. م.. ماهو ده عشان صحتها.. اه... ولا انت مش خايف عليها.
قاسم وهو يدفع مازن يمينا ويسارا مره اخرى:خليه يشوف حل.
مازن وهو يذهب مع يد قاسم يميناً ويسارا وقد انهارت هيبته امام المشفى كلها :أستاذ قاسم... لو سمحت... كده مش نافع...ثم جذب نفسه ويد قاسم معه ومال على مليكه حد الالتصاق قائلاً :ابوس ايدك انا اتمرمطت قدام الممرضين...خليه يسيبنى بقا.
_ايه اللي بيحصل ده.
صرخ بها احدهم بغضب وهو يرى ذلك المازن يميل على صغيرته بهذا الشكل.
التفتت له وهى تتمنى إلا يكون من بعقلها ولكنه هو تعرف صوته جيدا.
مليكه بخوف:ابيه عامر.
مازن بنبرة بكاء:كملت.
عامر وهو يبعد مازن عنها فجذبه قاسم الذى مازال قابض عليه أيضا :ابعد عنها انت اتجننت.
مليكة :ابيه عامر انا..
قاطعها قائلاً بحزم وحده:حسابنا بعدين مش هنا... سيبتى كليتك ليه.... وايه اللى جايبك هنا.
مليكه :وعرفت منين.
عامر بحزم:انتى هترضى على السؤال بسؤال.
قاسم بغضب:انا فى ايه وانتو فى ايه. 2
نظر لمازن بغضب:وانت يادكتور البهايم انت.... تشوفلى حل حالا تخليها تفتكرنى.
عامر وقد انتبه للتو لقاسم:قاسم... بتعمل ايه هنا.
قاسم بغضب:مراتى وقعت واتعورت جابوها المستشفى هنا على أساس أنها مستشفى خاص ونضيفه وكده... فا الاقى البيه بيقولى انها مش فكرانى انا بالذات.
مازن :يا استاذ قولتلك م فاكره اخر سنه.
قاسم وهو يهزه بغضب:ايوه ماهى اخر سنه دى اللى انا كنت فيها.
عامر وهو يكبت ضحكاته المتشفيه فى مازن:يا قاسم اهدى بس عشان نفهم... مش كدة... الراجل اتهزء خالص.
قاسم بغضب وهو مازال يحركه يميناً ويسارا :اهدى... اهدى ازاى اذا كان بيقولى حتى أنى ما احاولش افكرها بأى حاجة دلوقتي... انا اللى اسمعه لما حد بيحصل معاه كده يقولو لاهله احكوله عن حياته يمكن يفتكر.... مش زى ما الحيوان ده بيقول.
مازن وهو يرفع اصبعه باعتراض:لو سمحت... دى إهانة انا لايمكن اقبلها ابدا.
نظر لمازن وهو يضيق عينيه قائلاً :انا قولت الواد ده دكتور حمير ماحدش صدقنى... شكله مايضيش حتى على سباك.
مليكه بغضب:لو سمحت بقا كفاية اهانات... وبعدين ايه دكتور حمير دى... ده حتى لسه كاشف على مراتك... لاحظ انك كده بتشتمها هى كمان.
عامر بغضب :وانتى بتدافعى عنه ليه.
مليكه :مش ابن خالتى وعمال يمطوحه فى ايده يمين وشمال لما يا قلب امه اتبهدل خالص.
مازن بمزاح وهو يمص شفتيه:حبيبتشى. 3
عامر وهو يدعى الهدوء مقتربا من قاسم وياخذ مازن بدلاً عنه :لا سيبهولى يا قاسم.
قاسم بغضب :سيبنى ياعامر.
عامر بإصرار :لأ لا سيبهولى... والله ماحد مربية غيرى.
ثم نطر الى مليكه قائلاً من بين اسنانه:روحى العربية وماتخرجيش لحد ما اجيلك.
مليكه بخوف وتوجس:بس جودى.
عامر:ولا كلمه.... يالا نفذى.
انسحبت هى بخوف بينما استدار الاثنين لهذا المسكين ونظر لبعضهم ثم دخلوا به الى احد الغرف. 1
من يقف بالخارج يسمع فقط أصوات تكسير وضرب فقط وانات ضعيفه لشخص. وبعد دقائق خرجوا وكأن لم يفعلول شئ. وضع عامر نظارته بهدوء وتحرك خارجا وهو يقول لقاسم:هجيلك اطمن عليكو بالليل... الف سلامه على المدام.
قالها بهدوء وهو ينصرف بينما تحرك قاسم فى الاتجاه الاخر ناحية غرفة جودى وهو يتمتم:مداد.... مايعرفش اللى بيحصلى... شكلى هتربى من اول وجديد.
فى احد الغرف بالمشفى كانت تجلس على الفراش وبجانبها ريتال صديقتها يتحدثون بخفوت. ثوانى ودلف قاسم دون ان يطرق على الباب فصرخت به قائله :انت ياكابتن انت... انت تانى... وازاى تدخل من غير ماتخبط... وازاى تدخل اصلاً.
قاسم بعضب :جودى.
جودى وهى تنطر لريتال:هو يعرفنى.
فى هذه اللحظة دلفت مها وهى تلهث من شدة الركض واخذتها باحضانها بلهفه قائله :جودى حبيبتي... انتى كويسة.. ايه اللي حصل.
جودى ببراءة :مش فاكره.
مها لريتال:ازاى مش فاكره... هو فى ايه.
ريتال بهدوء:وقعت واحنا بنلعب بس الوقعه جت جامده شويه... فاجبناها على هنا والدكتور بيقول عندها فقدان جزئى فى الذاكرة... ناسيه اخر سنه.
اتسعت اعين مها ونظرت تلقائيا لقاسم المحمر غضبا وهو يشعر انه مكتوف الايدى الأرجل امام مايحدث. ثم كبتت ضحكاتها بصعوبه فتحدث قاسم بغضب:مهاااا... مش ناقص والله.
جودى لمها:اووف يا مها... مين ده... وبيعمل ايه هنا ده واقف من بدرى اووى... لا وجه حضنى اول مافوقت... قليل الادب اووى يعني.
قاسم بحده:نعم ياختى.
ريتال مذكره اياه بتحذير:قاسم بيه... الدكتور قال ايه.
سب تحت انفاسه بغضب بينما نظرت مها لريتال بتساؤل قائله:قال ايه.
ريتال وهى تنظر بتشفى ناحية قاسم :قال ممنوع نحكيلها اى تفاصيل عن السنة اللى هيا نسياها دى عشان عقلها مايحصلش عليه تشوش وهى مع الوقت هتفتكر لوحدها أن شاء الله.
قاسم بغضب:اد اية بقا ان شاء الله.
جودى باستنكار:يا اخى انا مش عارفة انت مالك.. وواقف هنا ليه وبتسأل ليه اما امرك عجيب والله.
قاسم وهو ينظر لمها وهو لا يتسطيع التحمل اكثر من ذلك فدقيقه اخرى وسينفجر:مها... تعالى برا عايزك.
اماءت له بزهول وخرجت خلفه.
وقفت امامه بصمت واستغراب فقال :ايه اللي هيحصل دلوقتي.
مها باعين متسعه وبلاهه:مش عارفة.
قاسم بحده كى ينبهها:مهاااا.. فوقى معايا كده انا على اخرى أصلاً.
مها :ها... فى ايه.
قاسم:ها. ايه... ها ايه.. بتقولك مش فكرانى لا وممنوع انى افكرها... هنعمل ايه... ولما تخرج هتروح على فين.
مها:هو على حسب تعليمات الدكتور كده هى ماتعرفش انكو متجوزين فالمفروض هترجع على بيتى انا وهيا.
قاسم بغضب :ماهو ده اللى شاغلنى ومعصبنى... انا مستحيل اسمح بكده... مش هتخرج من بيتى مستحيل.
مها :طب هنعملها ازاى دى والدكتور قايل ممنوع نتكلم معاها فى اللى فات.
قاسم :مش هنغلب... نألف اى قصه.
مها: زى ايه.
قاسم بتفكير:انتى هتجبيها وتيجى تعيشى معاها... على اساس انكو قرايبنا.... وبيتكوا فيه مشكله وعايزه تصليح وانتو قاعدين عندنا يومين.
مها:ازاى بس... هى ناسيه اخر سنه مش عمرها كله... وجودى عارفه قرايبى كلهم... اكيد مش هتدخل عليها.
قاسم:مافيش حل غير ده.... بصى... هتقوليلها ان امى كانت صاحبة امك من زمان وكانت مسافره ورجعت من السفر واما عرفت اصرت انكو تقعدوا عندها... اوكى.
مها:وتفتكر هتدخل عليها... جودى زكية جداً.
قاسم بغضب وقلة حيلة:عندك حل تاني.
مها بحيره:لأ.
قاسم:طيب شوفتى الى انا فيه... مافيش قدامى حل تاني عشان تبقى تحت عينى غير كده.
زمت شفتيها بيأس وقالت :امرى لله... هى ممكن تخرج امتى.
قاسم:انا رايح لدكتور البهايم اهو هو قال هيكتبلها دلوقتي على خروج.... هشوف ايدو هتعرف تكتب اصلا ولا لا.
مها باستغراب:ايه..ليه.
تدارك هو الموقف وقال وهو يغادر:ها... لا مافيش مافيش.
نظرت لاثر بزهول من كمية الاحداث وغرابتها. 1
دلفت الى غرفة جودى وجدت ريتال تتحدث في الهاتف مع والدتها ثم اغلقته قائلة :انا لازم امشى دلوقتي عشان اتاخرت على ماما.
جودى ومها :اوكى... خلى بالك من نفسك.
ريتال وهى تغادر :اوكى... باى.
تنهدت مها بقوه ثم نطرت لجودى قائله:الف سلامه عليكي.
جودى بابتسامة :الله يسلمك... عايزه ادخل اغسل ايدى ووشى حاسه شكلى مبهدل اووى.
ثم نهضت بسرعه فنهضت خلفها مها بخوف عليها قائله :استنى.. اساعدك.
جودى :تساعدينى ليه.
مها:يابنتى حتى عشان الشاش الى على دماغك ماتجيش عليه الماية.
مدت جودى يدها لما حول رأسها ونزعته قائله:ده.. انا مش عايزاه... انتى عايزاه.
مها ببلاهه:لا. مش عوزاه.
جودى وهى تتحرك :طب خلاص.
فاقت مها من صدمتها قائله:انتى مش متعوره... ومافيش دم ولا حاجة.
جودى بضحك :لأ.... هو راح فين.
شقهت مها قائله :انتى كنتى بتكذبى عليه.
تعالت ضحات جودى ومها تنظر لها بصدمه قائله:معقول... كل دى تمثليه منك.
جودى :باشتراك مليكه وريتال ومازن ابن خالة مليكه.
مها بصدمه:يانهار اسود... لا فهمينى بسرعه قبل ما يرجع إلى حصل.
جودى بتنهيده:عايزه اعرف الحقيقة وكمان اربيه.. كلمت مليكه واتقابلنا برا المدرسه واتفقنا انا وهى وريتا على الخطه دى... واللى ساعدنا اكتر مازن ابن خالة مليكه لانه دكتور هنا عشان كده جينا المستشفى دى ومليكه كلمت قاسم من ابليكشن بيغير الاصوات وقلد صوت الناظره. بس ده كل اللى حصل.
مها بزهول :انتو اطفال انتو... ده أنا وانا فى سنكوا كان كل طموحى ازاى اعمل خطة عشان اعرف احط روج وماما ماتزعقش.
صمتت قليلاً ثم قالت:ده جوزك حالته صعبه اووى.
ثم سردت عليها خطته كى تظل ببيته.
ضحكت جودى قائله :تصدقى وفر عليا تفكير كبير.... اصلى كنت بفكر فى خطه جديدة عشان أفضل عايشه فى بيته.
مها:وانتى عايزه تفضلى فى بيته ليه.
جودى بقوه :عشان يبقى قصاد عينى وكمان اعرف الحقيقه.. واربيه شويه... امال انا كنت بعمل كل ده ليه.... عشان اروح اقعد عندك. يافرحتى.
مها :دماغك سم.
جودى:بس هبله اووى الخطه بتاعته دى.
مها بتهكم:ماعلش على اد سنه... وجيله... ده انتو جيل ما يعلم به الا ربنا... قال وانا اللى كنت خايفه عليكى من قاسم مهران... تصدقى لأول مرة يصعب عليا فيها.
جودى بعبوس:يعني عاحبك حياته وإلى كان بيعمله.
مها :بصراحه لأ.
جودى :طيب... وبعدين اضمن منين انه بعد جوازنا بشويه ماترجعش ريما لعادتها القديمة.
مها بتنهيده:صح... ربيه يابت.
جودى بحماس :شوفتى.
مها:طب يالا يالا قبل ما ييجى... لاحسن يسمعنا.
وذهب الاثنان لكى يجمعوا اغراضهم وبعد مدة دلف قاسم دون أن يطرق الباب مجددا.
جودى بضيق:انت يا أستاذ انت... ايه اللي جابك هنا تانى وبعدين تانى بتدخل من غير ماتخبط... افرد كنت بغير. 3
صك على أسنانه بغضب بينما مها تنظر لها بذهول وهى تستكشف قدرات ابنة خالتها البريئه في التمثيل.
قاسم من بين أسنانه :مش انسه مها فهمتك انا مين.
مها مستدركه الموقف :اه.. اه يا جودى ده ابن صاحبه ماما الى حكيتلك عليها الى هنعيش عندها اليومين دول.
جودى مصطنعه الضيق :اوووف.. اوكى... يالا.
همت للخروج فهمست مها بحانبها قائله:ياختى براحه هتكشفينا المفروض إنك تعبانه.
استدركت فعلتها واصطنعت التعب وهى تسير ببطئ وهو يسير خلفها لو قتلها وقتل نفسه معاها سيكون افضل بكثير من مايحدث معه حالياً.
وصلوا امام السياره ففتح الباب كى يضع اشيائهم فيها وذهبت كى تجلس بالمقعد الخلفى.
قاسم بحده:انتى رايحه فين.
جودى :ايه هركب. ولا انت رجعت فى رائيك ومش هتوصلنا.... على فكره 100تاكسى تحت أمرنا وتاكسى ليه... نطلب اوبر.
اغمض عينيه وسب تحت أنفاسه من جودى الجديدة كلياً عليه الان... يتسآل على اثرت الوقعه على عقلها وشخصيتها... أم أنه ارتجاج بالمخ... ام ماذا.
قاسم من بين اسنانه :اركبى قدام جنبى.
جودى مصطنعه الحدة والرفض :نعم... لا طبعا.
مها :ااحودى.. خليكى قدام عشان المطبات ودماغك وكده.
جودى بضيق مصطنع :اووف... اوكى.
ضيق عينيه وزفر بغضب فما حدث معه خلال هذه الأيام ليس بقليل إطلاقاً.
قاد السياره بغضب وهو ينظر اليها بين الحين والآخر وهى تشيح بوجهها عنه مصطنعه البرود خائفه من ان تنفجر ضحكا امامه من هيئته وينكشف امرها امامه.. اما مها كانت تجلس بالخلف تتابع مايحدث بزهول... فقاسم مهران رب عملها الذى تعمل عنده من سنوات زير النساء المعروف سيعاد تربيته على يد ابنة خالتها... من يصدق هذا... أيعقل. 9
وصلوا الى فيلته فوجد والداه ينتطرانه كما اوصاهم فى مكالمته الهاتفيه والتى شرح فيها الوضع جيدا.
نوال وهى تفتح ذراعيها لمها بتمثيل :اهلا اهلا ياحبيبتي... نورتى البيت.
مها منور بحضرتك ياطنط.
كان قاسم مرتكز بنظراته على والده الذى يجاهد لكبت ضحكاته لكنه لم يستطيع اكثر من ذلك وانفجر ضاحكا وهو يمد يده لجودى قائلاً :هههههههههههه.. اهلا وسهلا... انا عمك يحيى... ابو هههههه الأسد ده ههههههههه.
كانت جودى تجاهد بأقصى قوه كى لا تضحك هى الأخرى وينكشف امرها فقالت بإيجاز:اهلا بحضرتك... بس تصدق ياعمو... انا اصلاً لسه مش عارفة الكابتن ده اسمه ايه.
يحيى بضحك هستيرى:هههههههههه...لا مش قادر هههههههه اسمه اسد.... ساعات بندلعه نقولو يا سبع..... اصله جامد اوى ههههههههههه.
نوال بتحذير وهى تكبت ضحكاتها هى الأخرى :يحيى وبعدين.
جودى وهى تنظر لقاسم الذى يود الان الفتك بابيه وبها وبنفسه وقالت له كتسأول:اسمك اسد.
يحيى :هههههههههه... ايه مش باين عليه هههههههههه ماهو مالحقش يثبتلك ههههههههه او ماعرفش هههههههه الله اعلم ههههههههه مش قادر ههههههههههه مش قادر بجد.
قاسم من بين اسنانه:أسمى قاسم... وياريت لو خلصتوا تعارف ندخل جوا.
يحيى :هههههههههه اه... بسرعه لاحسن الاسد يستهوى هههههههههههه. 7
زفر قاسم بغضب ودلف هو للداخل بينما قالت نوال :اتفضلول.. اتفضلوا.. اتفضلى يامها ياحبيتى.
مها بأدب:شكرا لحضرتك.
يحيى :اتفضلو... نورتوا عرين الأسد ههههههههه.
قاسم:ماخلاص بقا.
جودى ليحيى:هو متعصب ايه كده ياعمو.
يحيى :ماعلش ياحبيتى اصله مش موفق اليومين دول هههههه.
جودى بجهل:مش موفق فى ايه.
يحيى :لا ده موضوع كبير عليكى. هههههههههه هو هيبقى يفهمك بعدين.
جودى :يفهمنى انا...
قاطعهم قاسم قائلاً :مش هنتغدى.
يحيى :انت جوعت. ثم نادى عالياً :يا وداد ياوداد لحمه نايه لاسد.. اقصد سبع.. يوووه قاسم.
نظر له قاسم بغضب بينما هو ظل فى ضحكه الهستيرى فقالت جودى :هو اسمه اسد ولا سبع ولا قاسم ولا ايه بالظبط.
قاطعهم نوال :تلاقيكوا جايين تعبانين.. اطلعوا غيروا وارتاحوا لحد ما الغدا يجهز... يوداد... يوداد.
وداد :نعم يا هانم.
نوال:خدى البنات لاضتهم..
قاسم :نعععععععم.
نوال وهى تنظر له كى تذكره بالوضع الجديد :ايه يا قاسم... البنات محتاجين يرتاحوا.
زفر بعضب ثم صعد لجناحه بغضب. وتبعته وداد ترافق مها وجودي لغرفتهم التى خصوصها لهم.
نظرت لهم نوال حتى اختفوا والتفتت ليحيى قائله:فى ايه يا يحيى....مابراحه على الولد شويه... نازل عليه تريقه وضحك من امبارح... فى ايه مش كده.
يحيى :ههههههه. يالا خليه يتعدل.... بس تعالى هنا... ايه الحنيه دى مش كنتى مش متقبله البنت خالص.
نوال:ايه يا يحيى هو انا يعني ماعنديش قلب...البنت تعبانه وعندها ظروف ده غير انى كنت معترضه عشان سنها وأنها مش اد عالم قاسم... لكن البنت فى حد ذاتها انا عارفه انها كويسه.. ده غير أنها خلاص بقت مرات ابنى... يعنى شايله اسمنا.
اماء يحيى باقتناع وصعد لأعلى وهو يقول :كنت عارف انك قلبك طيب يانوال والفلوس ماغيتركيش.
نظرت له بابتسامة ثم ذهبت للإشراف على الطعام.
فى الاعلى كانت تجلس على حافة الفراش بتوتر فاستمعت لطرقات على الباب فاستعدت اذا كان الطارق قاسم واسجمعت حالها وقالت:اتفضل.
لكنها وجدت يحيى يقق امامها ببشاشه قائلاً :ممكن ادخل.
جودى :اتفضل.
نظر حوله قائلاً :امال فين قريبتك.
جودى :بتاخد شاور.
ابتسم وهو ينظر لها بعمق وغموض قائلاً :بتمثلى عليه مش كده.
نطرت له بصدمه وخوف فابتسم بهدوء قائلاً :ماتخافيش... انا معاكى مش ضدك... خليه يتربى شويه.
جودى بزهول :حضرتك عرفت ازاى.
يحيى ببشاشه :الزمن أكبر مدرسه يابنتى... عايزك قويه... واعرفى أنى معاكى فى اى حاجة.... وكلامنا ده ماحدش هيعرفه غيرنا... انا وانتى... وقريبتك.
صدمه اخر وقعت عليها فابتسم قائلاً :عارف ان هى كمان عارفه... انا معاكى مش ضدك خليكى فاكره كلامى كويس.
ابتسمت له بامتنان فقال :يلا غيرى عشان ننزل نتغدى كلما وانا هسبقكوا على تحت.
مر الغداء بين نظرات يحيى وهو يحاول كبت ضحكاته وتوتر مها وتصنع جودى الامبالاه بينما هى ترتجف خوفا وقاسم الذى تطلق عيونه حمما بركانيه. فترك الطعام ونهض الى غرفته محاولا النوم كى يريح عقله قليلاً.
فى اليوم التالى استيقظ قاسم واخبرته الخادمه ان جودى ذهبت للمدرسه كالعاده فتوعد لها فهى مازالت متعبه.
وبعد كده كانت عادت مها من العمل وكذلك نوال ويحيى وكانوا يجلسون جميعا حين دخلت جودى وهى ممسكه بكف يامن فانتفض قاسم بغضب ولكنها هتفت بما جعله سيهم بقتلها.
جودى:كده يا مها... ماتقوليش أن انا ويامن اتخطبنا من شهرين... اخص عليكى..........
يتبع....
يقف وهو ينظر له بغضب وقد قبض على تلابيب معطفه الطبى صائحا :يعني ايه يعني.... يعنى هى فاكره الناس كلها وناسيه جوزها.
الطبيب بتلعثم وهو ينظر لمليكه :حضرتك هو ده اللي حصل... عندها فقدان جزئى فى الذاكرة... ناسيه اخر سنة من عمرها.
قاسم وهو يتمسك به ويدفعه يميناً ويسارا:نعم.... انتو بتستعبطوا... اتصرف دلوقتي خليها تفتكرنى.
تدخلت مليكه قائله:لو سمحت ياقايم بيه هو هيتصرف فى حاجة زى دى ازاى... ثم نظرت للطبيب ابن خالتها قائله :ماعلش يا ابيه مازن هو بس متعصب ومش مدرك هو بيعمل ايه. 1
نظر لها قائلاً وهو يحاول فك قيد قاسم عن تلابيبه قائلاً :ايوه انا ذنبى ايه فى كل ده.... هى دى حالتها.
قاسم بحده:يعني هى دلوقتى فاكره الناس كلها الا انا.
مازن بزهق:يا استاذ بقالى ساعه بقرر كلامى هى ناسيه اخر سنه بكل أحداثها وشخصياتها... ابعتهالك رساله صوتيه مسجله.
ترك قاسم ملابسه فارتد مازن للخلف قائلاً :وياريت ماحدش يحاول يقول قدامها اى تفاصيل عن السنة دى لان ده غلط عليها حالياً. 1
قبض قاسم عليه مره اخرى بعدما كان قد تركه ولكن بعنف اكبر:نعم يا روح امك.
مازن بغضب:ايه يا أستاذ انت ماتحترم نفسك.
مليكه بغضب:قاسم بيه لو سمحت بلاش سيرة خالتو.
قاسم بغضب:خالتو... ده أنا هبعته لخالتك بفتيك تعمله على العشا... ده اتجنن بيقولى ماعرفهاش انى حبيبها وجوزها.
مليكه بتوتر:م. م.. ماهو ده عشان صحتها.. اه... ولا انت مش خايف عليها.
قاسم وهو يدفع مازن يمينا ويسارا مره اخرى:خليه يشوف حل.
مازن وهو يذهب مع يد قاسم يميناً ويسارا وقد انهارت هيبته امام المشفى كلها :أستاذ قاسم... لو سمحت... كده مش نافع...ثم جذب نفسه ويد قاسم معه ومال على مليكه حد الالتصاق قائلاً :ابوس ايدك انا اتمرمطت قدام الممرضين...خليه يسيبنى بقا.
_ايه اللي بيحصل ده.
صرخ بها احدهم بغضب وهو يرى ذلك المازن يميل على صغيرته بهذا الشكل.
التفتت له وهى تتمنى إلا يكون من بعقلها ولكنه هو تعرف صوته جيدا.
مليكه بخوف:ابيه عامر.
مازن بنبرة بكاء:كملت.
عامر وهو يبعد مازن عنها فجذبه قاسم الذى مازال قابض عليه أيضا :ابعد عنها انت اتجننت.
مليكة :ابيه عامر انا..
قاطعها قائلاً بحزم وحده:حسابنا بعدين مش هنا... سيبتى كليتك ليه.... وايه اللى جايبك هنا.
مليكه :وعرفت منين.
عامر بحزم:انتى هترضى على السؤال بسؤال.
قاسم بغضب:انا فى ايه وانتو فى ايه. 2
نظر لمازن بغضب:وانت يادكتور البهايم انت.... تشوفلى حل حالا تخليها تفتكرنى.
عامر وقد انتبه للتو لقاسم:قاسم... بتعمل ايه هنا.
قاسم بغضب:مراتى وقعت واتعورت جابوها المستشفى هنا على أساس أنها مستشفى خاص ونضيفه وكده... فا الاقى البيه بيقولى انها مش فكرانى انا بالذات.
مازن :يا استاذ قولتلك م فاكره اخر سنه.
قاسم وهو يهزه بغضب:ايوه ماهى اخر سنه دى اللى انا كنت فيها.
عامر وهو يكبت ضحكاته المتشفيه فى مازن:يا قاسم اهدى بس عشان نفهم... مش كدة... الراجل اتهزء خالص.
قاسم بغضب وهو مازال يحركه يميناً ويسارا :اهدى... اهدى ازاى اذا كان بيقولى حتى أنى ما احاولش افكرها بأى حاجة دلوقتي... انا اللى اسمعه لما حد بيحصل معاه كده يقولو لاهله احكوله عن حياته يمكن يفتكر.... مش زى ما الحيوان ده بيقول.
مازن وهو يرفع اصبعه باعتراض:لو سمحت... دى إهانة انا لايمكن اقبلها ابدا.
نظر لمازن وهو يضيق عينيه قائلاً :انا قولت الواد ده دكتور حمير ماحدش صدقنى... شكله مايضيش حتى على سباك.
مليكه بغضب:لو سمحت بقا كفاية اهانات... وبعدين ايه دكتور حمير دى... ده حتى لسه كاشف على مراتك... لاحظ انك كده بتشتمها هى كمان.
عامر بغضب :وانتى بتدافعى عنه ليه.
مليكه :مش ابن خالتى وعمال يمطوحه فى ايده يمين وشمال لما يا قلب امه اتبهدل خالص.
مازن بمزاح وهو يمص شفتيه:حبيبتشى. 3
عامر وهو يدعى الهدوء مقتربا من قاسم وياخذ مازن بدلاً عنه :لا سيبهولى يا قاسم.
قاسم بغضب :سيبنى ياعامر.
عامر بإصرار :لأ لا سيبهولى... والله ماحد مربية غيرى.
ثم نطر الى مليكه قائلاً من بين اسنانه:روحى العربية وماتخرجيش لحد ما اجيلك.
مليكه بخوف وتوجس:بس جودى.
عامر:ولا كلمه.... يالا نفذى.
انسحبت هى بخوف بينما استدار الاثنين لهذا المسكين ونظر لبعضهم ثم دخلوا به الى احد الغرف. 1
من يقف بالخارج يسمع فقط أصوات تكسير وضرب فقط وانات ضعيفه لشخص. وبعد دقائق خرجوا وكأن لم يفعلول شئ. وضع عامر نظارته بهدوء وتحرك خارجا وهو يقول لقاسم:هجيلك اطمن عليكو بالليل... الف سلامه على المدام.
قالها بهدوء وهو ينصرف بينما تحرك قاسم فى الاتجاه الاخر ناحية غرفة جودى وهو يتمتم:مداد.... مايعرفش اللى بيحصلى... شكلى هتربى من اول وجديد.
فى احد الغرف بالمشفى كانت تجلس على الفراش وبجانبها ريتال صديقتها يتحدثون بخفوت. ثوانى ودلف قاسم دون ان يطرق على الباب فصرخت به قائله :انت ياكابتن انت... انت تانى... وازاى تدخل من غير ماتخبط... وازاى تدخل اصلاً.
قاسم بعضب :جودى.
جودى وهى تنطر لريتال:هو يعرفنى.
فى هذه اللحظة دلفت مها وهى تلهث من شدة الركض واخذتها باحضانها بلهفه قائله :جودى حبيبتي... انتى كويسة.. ايه اللي حصل.
جودى ببراءة :مش فاكره.
مها لريتال:ازاى مش فاكره... هو فى ايه.
ريتال بهدوء:وقعت واحنا بنلعب بس الوقعه جت جامده شويه... فاجبناها على هنا والدكتور بيقول عندها فقدان جزئى فى الذاكرة... ناسيه اخر سنه.
اتسعت اعين مها ونظرت تلقائيا لقاسم المحمر غضبا وهو يشعر انه مكتوف الايدى الأرجل امام مايحدث. ثم كبتت ضحكاتها بصعوبه فتحدث قاسم بغضب:مهاااا... مش ناقص والله.
جودى لمها:اووف يا مها... مين ده... وبيعمل ايه هنا ده واقف من بدرى اووى... لا وجه حضنى اول مافوقت... قليل الادب اووى يعني.
قاسم بحده:نعم ياختى.
ريتال مذكره اياه بتحذير:قاسم بيه... الدكتور قال ايه.
سب تحت انفاسه بغضب بينما نظرت مها لريتال بتساؤل قائله:قال ايه.
ريتال وهى تنظر بتشفى ناحية قاسم :قال ممنوع نحكيلها اى تفاصيل عن السنة اللى هيا نسياها دى عشان عقلها مايحصلش عليه تشوش وهى مع الوقت هتفتكر لوحدها أن شاء الله.
قاسم بغضب:اد اية بقا ان شاء الله.
جودى باستنكار:يا اخى انا مش عارفة انت مالك.. وواقف هنا ليه وبتسأل ليه اما امرك عجيب والله.
قاسم وهو ينظر لمها وهو لا يتسطيع التحمل اكثر من ذلك فدقيقه اخرى وسينفجر:مها... تعالى برا عايزك.
اماءت له بزهول وخرجت خلفه.
وقفت امامه بصمت واستغراب فقال :ايه اللي هيحصل دلوقتي.
مها باعين متسعه وبلاهه:مش عارفة.
قاسم بحده كى ينبهها:مهاااا.. فوقى معايا كده انا على اخرى أصلاً.
مها :ها... فى ايه.
قاسم:ها. ايه... ها ايه.. بتقولك مش فكرانى لا وممنوع انى افكرها... هنعمل ايه... ولما تخرج هتروح على فين.
مها:هو على حسب تعليمات الدكتور كده هى ماتعرفش انكو متجوزين فالمفروض هترجع على بيتى انا وهيا.
قاسم بغضب :ماهو ده اللى شاغلنى ومعصبنى... انا مستحيل اسمح بكده... مش هتخرج من بيتى مستحيل.
مها :طب هنعملها ازاى دى والدكتور قايل ممنوع نتكلم معاها فى اللى فات.
قاسم :مش هنغلب... نألف اى قصه.
مها: زى ايه.
قاسم بتفكير:انتى هتجبيها وتيجى تعيشى معاها... على اساس انكو قرايبنا.... وبيتكوا فيه مشكله وعايزه تصليح وانتو قاعدين عندنا يومين.
مها:ازاى بس... هى ناسيه اخر سنه مش عمرها كله... وجودى عارفه قرايبى كلهم... اكيد مش هتدخل عليها.
قاسم:مافيش حل غير ده.... بصى... هتقوليلها ان امى كانت صاحبة امك من زمان وكانت مسافره ورجعت من السفر واما عرفت اصرت انكو تقعدوا عندها... اوكى.
مها:وتفتكر هتدخل عليها... جودى زكية جداً.
قاسم بغضب وقلة حيلة:عندك حل تاني.
مها بحيره:لأ.
قاسم:طيب شوفتى الى انا فيه... مافيش قدامى حل تاني عشان تبقى تحت عينى غير كده.
زمت شفتيها بيأس وقالت :امرى لله... هى ممكن تخرج امتى.
قاسم:انا رايح لدكتور البهايم اهو هو قال هيكتبلها دلوقتي على خروج.... هشوف ايدو هتعرف تكتب اصلا ولا لا.
مها باستغراب:ايه..ليه.
تدارك هو الموقف وقال وهو يغادر:ها... لا مافيش مافيش.
نظرت لاثر بزهول من كمية الاحداث وغرابتها. 1
دلفت الى غرفة جودى وجدت ريتال تتحدث في الهاتف مع والدتها ثم اغلقته قائلة :انا لازم امشى دلوقتي عشان اتاخرت على ماما.
جودى ومها :اوكى... خلى بالك من نفسك.
ريتال وهى تغادر :اوكى... باى.
تنهدت مها بقوه ثم نطرت لجودى قائله:الف سلامه عليكي.
جودى بابتسامة :الله يسلمك... عايزه ادخل اغسل ايدى ووشى حاسه شكلى مبهدل اووى.
ثم نهضت بسرعه فنهضت خلفها مها بخوف عليها قائله :استنى.. اساعدك.
جودى :تساعدينى ليه.
مها:يابنتى حتى عشان الشاش الى على دماغك ماتجيش عليه الماية.
مدت جودى يدها لما حول رأسها ونزعته قائله:ده.. انا مش عايزاه... انتى عايزاه.
مها ببلاهه:لا. مش عوزاه.
جودى وهى تتحرك :طب خلاص.
فاقت مها من صدمتها قائله:انتى مش متعوره... ومافيش دم ولا حاجة.
جودى بضحك :لأ.... هو راح فين.
شقهت مها قائله :انتى كنتى بتكذبى عليه.
تعالت ضحات جودى ومها تنظر لها بصدمه قائله:معقول... كل دى تمثليه منك.
جودى :باشتراك مليكه وريتال ومازن ابن خالة مليكه.
مها بصدمه:يانهار اسود... لا فهمينى بسرعه قبل ما يرجع إلى حصل.
جودى بتنهيده:عايزه اعرف الحقيقة وكمان اربيه.. كلمت مليكه واتقابلنا برا المدرسه واتفقنا انا وهى وريتا على الخطه دى... واللى ساعدنا اكتر مازن ابن خالة مليكه لانه دكتور هنا عشان كده جينا المستشفى دى ومليكه كلمت قاسم من ابليكشن بيغير الاصوات وقلد صوت الناظره. بس ده كل اللى حصل.
مها بزهول :انتو اطفال انتو... ده أنا وانا فى سنكوا كان كل طموحى ازاى اعمل خطة عشان اعرف احط روج وماما ماتزعقش.
صمتت قليلاً ثم قالت:ده جوزك حالته صعبه اووى.
ثم سردت عليها خطته كى تظل ببيته.
ضحكت جودى قائله :تصدقى وفر عليا تفكير كبير.... اصلى كنت بفكر فى خطه جديدة عشان أفضل عايشه فى بيته.
مها:وانتى عايزه تفضلى فى بيته ليه.
جودى بقوه :عشان يبقى قصاد عينى وكمان اعرف الحقيقه.. واربيه شويه... امال انا كنت بعمل كل ده ليه.... عشان اروح اقعد عندك. يافرحتى.
مها :دماغك سم.
جودى:بس هبله اووى الخطه بتاعته دى.
مها بتهكم:ماعلش على اد سنه... وجيله... ده انتو جيل ما يعلم به الا ربنا... قال وانا اللى كنت خايفه عليكى من قاسم مهران... تصدقى لأول مرة يصعب عليا فيها.
جودى بعبوس:يعني عاحبك حياته وإلى كان بيعمله.
مها :بصراحه لأ.
جودى :طيب... وبعدين اضمن منين انه بعد جوازنا بشويه ماترجعش ريما لعادتها القديمة.
مها بتنهيده:صح... ربيه يابت.
جودى بحماس :شوفتى.
مها:طب يالا يالا قبل ما ييجى... لاحسن يسمعنا.
وذهب الاثنان لكى يجمعوا اغراضهم وبعد مدة دلف قاسم دون أن يطرق الباب مجددا.
جودى بضيق:انت يا أستاذ انت... ايه اللي جابك هنا تانى وبعدين تانى بتدخل من غير ماتخبط... افرد كنت بغير. 3
صك على أسنانه بغضب بينما مها تنظر لها بذهول وهى تستكشف قدرات ابنة خالتها البريئه في التمثيل.
قاسم من بين أسنانه :مش انسه مها فهمتك انا مين.
مها مستدركه الموقف :اه.. اه يا جودى ده ابن صاحبه ماما الى حكيتلك عليها الى هنعيش عندها اليومين دول.
جودى مصطنعه الضيق :اوووف.. اوكى... يالا.
همت للخروج فهمست مها بحانبها قائله:ياختى براحه هتكشفينا المفروض إنك تعبانه.
استدركت فعلتها واصطنعت التعب وهى تسير ببطئ وهو يسير خلفها لو قتلها وقتل نفسه معاها سيكون افضل بكثير من مايحدث معه حالياً.
وصلوا امام السياره ففتح الباب كى يضع اشيائهم فيها وذهبت كى تجلس بالمقعد الخلفى.
قاسم بحده:انتى رايحه فين.
جودى :ايه هركب. ولا انت رجعت فى رائيك ومش هتوصلنا.... على فكره 100تاكسى تحت أمرنا وتاكسى ليه... نطلب اوبر.
اغمض عينيه وسب تحت أنفاسه من جودى الجديدة كلياً عليه الان... يتسآل على اثرت الوقعه على عقلها وشخصيتها... أم أنه ارتجاج بالمخ... ام ماذا.
قاسم من بين اسنانه :اركبى قدام جنبى.
جودى مصطنعه الحدة والرفض :نعم... لا طبعا.
مها :ااحودى.. خليكى قدام عشان المطبات ودماغك وكده.
جودى بضيق مصطنع :اووف... اوكى.
ضيق عينيه وزفر بغضب فما حدث معه خلال هذه الأيام ليس بقليل إطلاقاً.
قاد السياره بغضب وهو ينظر اليها بين الحين والآخر وهى تشيح بوجهها عنه مصطنعه البرود خائفه من ان تنفجر ضحكا امامه من هيئته وينكشف امرها امامه.. اما مها كانت تجلس بالخلف تتابع مايحدث بزهول... فقاسم مهران رب عملها الذى تعمل عنده من سنوات زير النساء المعروف سيعاد تربيته على يد ابنة خالتها... من يصدق هذا... أيعقل. 9
وصلوا الى فيلته فوجد والداه ينتطرانه كما اوصاهم فى مكالمته الهاتفيه والتى شرح فيها الوضع جيدا.
نوال وهى تفتح ذراعيها لمها بتمثيل :اهلا اهلا ياحبيبتي... نورتى البيت.
مها منور بحضرتك ياطنط.
كان قاسم مرتكز بنظراته على والده الذى يجاهد لكبت ضحكاته لكنه لم يستطيع اكثر من ذلك وانفجر ضاحكا وهو يمد يده لجودى قائلاً :هههههههههههه.. اهلا وسهلا... انا عمك يحيى... ابو هههههه الأسد ده ههههههههه.
كانت جودى تجاهد بأقصى قوه كى لا تضحك هى الأخرى وينكشف امرها فقالت بإيجاز:اهلا بحضرتك... بس تصدق ياعمو... انا اصلاً لسه مش عارفة الكابتن ده اسمه ايه.
يحيى بضحك هستيرى:هههههههههه...لا مش قادر هههههههه اسمه اسد.... ساعات بندلعه نقولو يا سبع..... اصله جامد اوى ههههههههههه.
نوال بتحذير وهى تكبت ضحكاتها هى الأخرى :يحيى وبعدين.
جودى وهى تنظر لقاسم الذى يود الان الفتك بابيه وبها وبنفسه وقالت له كتسأول:اسمك اسد.
يحيى :هههههههههه... ايه مش باين عليه هههههههههه ماهو مالحقش يثبتلك ههههههههه او ماعرفش هههههههه الله اعلم ههههههههه مش قادر ههههههههههه مش قادر بجد.
قاسم من بين اسنانه:أسمى قاسم... وياريت لو خلصتوا تعارف ندخل جوا.
يحيى :هههههههههه اه... بسرعه لاحسن الاسد يستهوى هههههههههههه. 7
زفر قاسم بغضب ودلف هو للداخل بينما قالت نوال :اتفضلول.. اتفضلوا.. اتفضلى يامها ياحبيتى.
مها بأدب:شكرا لحضرتك.
يحيى :اتفضلو... نورتوا عرين الأسد ههههههههه.
قاسم:ماخلاص بقا.
جودى ليحيى:هو متعصب ايه كده ياعمو.
يحيى :ماعلش ياحبيتى اصله مش موفق اليومين دول هههههه.
جودى بجهل:مش موفق فى ايه.
يحيى :لا ده موضوع كبير عليكى. هههههههههه هو هيبقى يفهمك بعدين.
جودى :يفهمنى انا...
قاطعهم قاسم قائلاً :مش هنتغدى.
يحيى :انت جوعت. ثم نادى عالياً :يا وداد ياوداد لحمه نايه لاسد.. اقصد سبع.. يوووه قاسم.
نظر له قاسم بغضب بينما هو ظل فى ضحكه الهستيرى فقالت جودى :هو اسمه اسد ولا سبع ولا قاسم ولا ايه بالظبط.
قاطعهم نوال :تلاقيكوا جايين تعبانين.. اطلعوا غيروا وارتاحوا لحد ما الغدا يجهز... يوداد... يوداد.
وداد :نعم يا هانم.
نوال:خدى البنات لاضتهم..
قاسم :نعععععععم.
نوال وهى تنظر له كى تذكره بالوضع الجديد :ايه يا قاسم... البنات محتاجين يرتاحوا.
زفر بعضب ثم صعد لجناحه بغضب. وتبعته وداد ترافق مها وجودي لغرفتهم التى خصوصها لهم.
نظرت لهم نوال حتى اختفوا والتفتت ليحيى قائله:فى ايه يا يحيى....مابراحه على الولد شويه... نازل عليه تريقه وضحك من امبارح... فى ايه مش كده.
يحيى :ههههههه. يالا خليه يتعدل.... بس تعالى هنا... ايه الحنيه دى مش كنتى مش متقبله البنت خالص.
نوال:ايه يا يحيى هو انا يعني ماعنديش قلب...البنت تعبانه وعندها ظروف ده غير انى كنت معترضه عشان سنها وأنها مش اد عالم قاسم... لكن البنت فى حد ذاتها انا عارفه انها كويسه.. ده غير أنها خلاص بقت مرات ابنى... يعنى شايله اسمنا.
اماء يحيى باقتناع وصعد لأعلى وهو يقول :كنت عارف انك قلبك طيب يانوال والفلوس ماغيتركيش.
نظرت له بابتسامة ثم ذهبت للإشراف على الطعام.
فى الاعلى كانت تجلس على حافة الفراش بتوتر فاستمعت لطرقات على الباب فاستعدت اذا كان الطارق قاسم واسجمعت حالها وقالت:اتفضل.
لكنها وجدت يحيى يقق امامها ببشاشه قائلاً :ممكن ادخل.
جودى :اتفضل.
نظر حوله قائلاً :امال فين قريبتك.
جودى :بتاخد شاور.
ابتسم وهو ينظر لها بعمق وغموض قائلاً :بتمثلى عليه مش كده.
نطرت له بصدمه وخوف فابتسم بهدوء قائلاً :ماتخافيش... انا معاكى مش ضدك... خليه يتربى شويه.
جودى بزهول :حضرتك عرفت ازاى.
يحيى ببشاشه :الزمن أكبر مدرسه يابنتى... عايزك قويه... واعرفى أنى معاكى فى اى حاجة.... وكلامنا ده ماحدش هيعرفه غيرنا... انا وانتى... وقريبتك.
صدمه اخر وقعت عليها فابتسم قائلاً :عارف ان هى كمان عارفه... انا معاكى مش ضدك خليكى فاكره كلامى كويس.
ابتسمت له بامتنان فقال :يلا غيرى عشان ننزل نتغدى كلما وانا هسبقكوا على تحت.
مر الغداء بين نظرات يحيى وهو يحاول كبت ضحكاته وتوتر مها وتصنع جودى الامبالاه بينما هى ترتجف خوفا وقاسم الذى تطلق عيونه حمما بركانيه. فترك الطعام ونهض الى غرفته محاولا النوم كى يريح عقله قليلاً.
فى اليوم التالى استيقظ قاسم واخبرته الخادمه ان جودى ذهبت للمدرسه كالعاده فتوعد لها فهى مازالت متعبه.
وبعد كده كانت عادت مها من العمل وكذلك نوال ويحيى وكانوا يجلسون جميعا حين دخلت جودى وهى ممسكه بكف يامن فانتفض قاسم بغضب ولكنها هتفت بما جعله سيهم بقتلها.
جودى:كده يا مها... ماتقوليش أن انا ويامن اتخطبنا من شهرين... اخص عليكى..........
يتبع....