رواية للقدر حكاية الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم سهام صادق
طال الصمت الا من أصوات انفاسهم ثم صفعه دوى صوتها فكسرت الصمت وحطت على خده بيدها المرتجفه لم تكن يدها وحدها حالها هكذا انما جسدها كان يرتجف.. لم تتلامس شفاهم ولكنه كان قريب منها للغايه دفعته عنها بقوه
انت انسان معندكش ضمير
وركضت من أمامه باكيه خائفه
ركض خلفها الي ان وقف أمام المصعد يعلو صوت أنفاسه
ياقوت استنى...أنتي فهمتيني غلط
انغلق باب المصعد عليها قبل أن يكمل باقي عبارته... قبض على يده بقوه ثم لطم الجدار الذي أمامه لاعنا نفسه على فعلته
لم يكن سيتجاوز معها بشئ.. ليست من طباعه تلك الأشياء ولكنها صفا اللعينه هي من تجعله يخرج عن إطار عقله حين يراها
علي ذكر اسمها وجدها أمامه تبكي وتضع يدها على فمها تكتم صوت بكائها
ليه وجعتني كده.. قولي انك بتوجعني بس عشان تعاقبني
تجمدت عيناه وهو يطالعها بأعين تحمل لهيب حقده
اطلعي من حياتي ياصفا... انتي لعنه دخلت حياتي... كفايه بقى عايز اتحرر منك ومن الماضي
صړخ بها وهو لا يشعر بحاله... الي الان هو غارق في الماضي الذي حمل معه شبابه
اتجه نحو غرفه مكتبه يزفر أنفاسه بصعوبه ليهوي بجسده علي الاريكه التي تضمها الغرفه ونكس عيناه أرضا مخاطبا حاله
معقول بقيت حقېر اوي كده
لم تكن صفا حالها اقل منه.. عباراته طعنتها بنصل حاد... اغمضت عيناها بقوه فأنسابت دموعها بغزاره... أدركت انها فقدته وانتهى الامر وان حبهم لن يعود فكل ماتسعي لأجله ماهو الا سراب
اليوم رأت في عينيه دعوه صريحه بالرحيل... وفقدان ما كان بينهم يوما
وانتهى الحلم وماكان عليها الا ان تجر اذيال خيبتها تداريها
ستبتعد عنه حب حتى تجعله يجد حياته
انسحبت من الشركه دون ألتفافه ولكن قلبها جعلها تودع المكان
سلطت عيناها لأعلى لعلها تلمح طيفه... لعلها ترى ما يخبرها ان هناك امل ولكن لم تجد الا الفراغ وطيف الستار يتحرك بفعل الهواء
دموعها لم تتوقف وأمل ضاع في حقيقه تجاهلتها
لقد ماټ الحب منذ سنين طويله
ولم تعد لهم حكايه معا
بكت مها وهي تخبر ضابط الشرطه بما فعله سالم بها.. احتدت نظرات سالم وهو يسمعها پغضب
اتحرش بمين ياحضرت الظابط ده كلام ياناس... بقى انا هبص للعاميه ديه
تعالت شهقت مها بحرقه وضمت ذراعيها نحو جسدها خائفه
انا مش كدابه... هو اللي كداب
صړخ سالم بمقت وهو يلعنها داخله... كانت نظرات الضابط ترمقه بتفحص
ياحضرت الظابط ديه من
ساعه ما الواد اللي كانت بتحبه اعتدى عليها وهي بقي يتخيل ليها حاجات
نهضت مها من فوق المقعد الجالسه عليه تبحث عن صوته
وصوت صړاخها يعلو عن كذبه
تنهد الضابط منتظرا شقيقتها الي ان أتت ماجده اخيرا.. تنظر نحوهم بأعين جامده
....
هوت بجسدها فوق الفراش تبكي بحرقه علي اهانته لها بفعلته لم تظن انه سيفكر انها من الفتيات اللاتي يسمحون بتجاوز الرجال معهم وتخطي حدود الحلال والحرام
تنهدت وهي تتذكر صفتعها له وخشيت ان يطردها من وظيفتها لكنه يستحق فعلتها.. ولن ټندم على صڤعتها مهما كلف الأمر من خساره... ف الحاجه لا تعني ان تنسى نفسك الابيه وكرامتك
..
جذبت ماجده يد شقيقتها خلفها پعنف تعض على شفتيها بقوه
علي اخر الزمن بقينا ندخل القسم بفضايح... بتتهمي خطيب اختك يامها بالباطل... عايزه تحرميني من سعادتي ده انتي عارفه ان بكره كتب كتابنا
اغمضت مها عيناها بآلم... شقيقتها لم تصدقها بل صدقت كلام سالم كالعمياء حتى جعلوها تشعر انها بالفعل أصبحت تتوهم فعلته
أنتي ليه مش مصدقاني ياماجده
دفعتها ماجدة في سيارة الأجرة التي أشارت لها أن تتوقف
ضيعتي فرحتي.. اه سالم سبني ومشي... انا عملت ايه في حياتي عشان افضل كده
.
تكورت مها على حالها وضمت قبضتيها نحو فمها تعضهما حتى لا تصدر اهاتها
تنهدت ماجده بنفاذ صبر وهي تستمع للرساله الصوتيه عبر الهاتف... ف سالم بعد أن اغلق المحضر بقسم الشرطه انصرف غاضبا وقد أجاد الدور أمامها بجداره انه لم يكن الا مع شقيقتها اليوم الا بعد ان طلبت منه أخذها للذهاب لذلك الضابط وان معروفه انتهى بأهانته وادعاء الباطل عليه
اغمضت عيناها بأرهاق ومن حينا لآخر تنظر نحو باب مكتبها لعلي شهاب يأتي وتعلم مصيرها من حاډثة امس
زفرت أنفاسها وعادت تنظر إلى الأوراق المطلوب منها تحضيرها. اندمجت بالعمل قليلا فوجدت شهاب يدلف لغرفه المكتب يتحدث بالهاتف مشيرا لها أن تتبعه
اتبعته تحمل مفكرتها المدونه بها مواعيد اليوم وما امرها به امس ليطالعه اليوم
توترت وهي تنظر نحو حركة شهاب الي ان رحمها وأنهى مكالمته ثم طالعها بهدوء
مالك يا ياقوت وقفه مش على بعض كده
ارتبكت واطرقت عيناها نحو مفكرتها
ابدا يافندم
قهقه شهاب وهو يرمقها بلطف
هاتي الورق اللي عايز يتمضي... وقوليلي مواعيد النهارده
واقترب من مكتبه وجلس على مقعده... فوضعت الأوراق أمامه وهي تحمد الله ان وظيفتها لم تخسرها... وقفت تخبره بمواعيد اليوم.. فرفع رأسه نحوها يخبرها
صحيح حمزه الايام ديه هيكون بره البلد... ف وجودي هنا هيبقى قليل
تنفست براحه عندما علمت بعدم وجوده الايام المقبله
اماءت له برأسها براحه وتناولت الأوراق التي أنهى امضاءها
لتغادر الغرفه بذهن صافي فقد انتهت مخاوفها ولم ېؤذيها بسبب ما فعله هو وليست هي
.
برد الطعام الذي اعدته له.. وانطفئت الشموع التي كانت تضعها علي طاوله الطعام.. غفت بعد أن انتظرت قدومه
دلف للشقه بعد يوم طويل قضاه بالخارج حتى لا يراها
تقدم بخطوات هادئه نحو غرفته لتقع عيناه عليها وهي نائمه فوق الاريكه.. رمقها وهي نائمه فأقترب منها يزفر أنفاسه حانقا
هناء اصحى
حركها بخفه فأنتفضت فزعا واعتدلت في رقدتها
انت جيت يامراد... اتأخرت كده ليه انا سخنت العشا مرتين
ألتف نحو مائده الطعام ثم عاد يطالعها بجمود
متبقيش تستنيني تاني ياهناء
تحرك من أمامها فنهضت من فوق الاريكه ووقفت أمامه تنظر اليه
احنا مش هنتكلم كل يوم تقولي بكره وبكره ده مبيجيش يامراد... انت متجوزني ليه
تفحص هيئتها بنظرات طويله.. كانت جميله وناعمه بثوبها القصير الذي يظهر جمال جسدها ولكنه كان لا يرى اي جمالا بها
انا جاي تعبان من بره... الدنيا مش هتطير يعني
ومد يده نحو حماله ثوبها العاړي فأغمضت عيناها وهي تشعر بأنامله تسير علي كتفها ببطئ... ارتعش جسدها تحت لمساته وثقلت أنفاسها وارتمست على ملامحها الاستجابه... كان يرمقها ساخرا وهي مغمضه العين
ياريت متلبسيش الهدوم ديه تاني.. لاني ماليش مزاج الفتره ديه
صڤعتها الكلمه بقسۏة ولم تعد تفهم شيئا اهو مريض كما تظن ام انه لا يرغبها ولكنها عرضت عليه أن تحرره من ذلك الارتباط الا انه لم يرفض ارتباطهم
ارتجفت شفتيها وكلما حاولت أن تسأله كانت الكلمات تقف في حلقها... ف السؤال صعب عليها والاجابه كانت أصعب
وانتفضت وهي تسمع غلق باب الغرفه بوجهها ودموعها اخذت تنساب كما اعتادت منذ ايام زواجهم ولكن بماذا ستتحدث هي اختارت حياتها معه وحققت حلمها وليت الحلم ظل حلما
...
وقف ينظر إلى الانوار المضاءه ب لندن يتذكر مشهد صفعها له وركضها من أمامه باكيه... جالت عيناه نحو النجوم اللامعه في السماء وطيفها وهي تغادر من أمامه لا يضيع من أمام عينيه
استغلاله لضعفها وساذجتها بدء يصيبه بالنفور من نفسه
قبض على المشروب الذي يرتشف منه بقوه مقررا حين عودته من سفرته سيعتذر منها
.
وقفت ماجده أمام المقهى الذي يجلس فيه سالم كعادته... بعثت له أحد الاطفال..فرمقها سالم بأقتضاب وهو ينفث دخان الأرجيلة من فتحتي خياشيمه ثم نهض حانقا عندما أشارت اليه
فتقدم نحوها بضيق
عايزه ايه يابنت الناس... المشوار بينا انتهى
واردف
خبث بعدما استدار بجسده
انا تشكي فيا واختك تتهمني بعد كل اللي بعمله معاكم
اقتربت منه ماجده تتوسله
اعتبرها غلطه من عيله ياسالم... وهخلي مها تعتذرلك
طالعها سالم بضيق ثم ابتعد عنها
الكلام خلص بينا... تدخلوني القسم في تهمه تحرش وانا اللي كنت بساعد اختك
كاد ان يتحرك من أمامها الا انه عاد إليها
اعتبري الخطوبه اتفسخت
وسار من أمامها يدندن بلحن بذئ وارتسمت على شفتيه ابتسامه واسعه... فلا بأس أن يظهر أمامها برجلا ذو كرامه ونفس جريحه قليلا وهو يعلم انها لن تتحمل بعده
جرت ماجده قدميها وابتعدت عن المقهى واعين الناس تحاوطها الي ان وصلت لمنزلها بصعوبه
فتحت الباب فسقطت عيناها على مها الجالس على احد المقاعد تنتظرها
أنتي جيتي ياماجده
ونهضت من فوق مقعدها تتحس طريقها نحو شقيقتها
ماجده
اقتربت منها ماجده صاړخه جعلتها تضم جسدها بذراعيها خوفا
مش عايزه اسمع صوتك سمعتي
وتركتها واتجهت نحو غرفتها صافعه الباب خلفها... اتبعتها مها پبكاء.. فهى لا تتحمل ڠضبها منها فليس لها احد سواها
اطرقت الباب عليها بصوت قد بح نبرته
انا اسفه ياماجده بس والله انا ما كدابه
وفجأة وجدت يد شقيقتها على وجنتها تلطمها بقوه
هيبصلك على ايه قوليلي... في حد بيبص على واحده عاميه
انسابت دموعها وهي تسمع طعنات شقيقتها لها بلسانها... لقد تغيرت شقيقتها كثيرا منذ ارتباطها بسالم
ابعدي من وشي... روحي اوضتك يلا
صڤعة ماجده الباب خلفها ثانيه وعادت تجلس على فراشها تندب حظها على ضياع سالم منها...
وفي الخارج سقطت مها على ركبتيها أمام حجرة شقيقتها تهتف بآلم ومازالت يدها على خدها
انا مكذبتش... ليه محدش مصدقني
خرج عزيز من البنايه التي تقطن بها صفا ووقف يطالع الطريق من داخل البنايه حتى يتأكد ان لا أحد يتبعه
اشتاق لرؤيتها ولكن الضروره تحتم عليه الحذر قليلا حتى لا يكشف امره
علم بأمر عملها في شركه حمزة الزهدي وطرده لها من حياته
أخبرته كل شئ بضعف وكان هو الشخص الحنون الذي يستمع
حلمه أصبح يقترب منه دون تخطيط ولم يظل الا خطوه يضبط فيها أموره ثم يعرض عليها الزواج بالسر
استقلي سيارته وهو يحرك يده على صلعته ليضغط على زر الراديو فيصدح صوت غنوه قديمه لام كلثوم تعيد له ذكريات الشباب
لم ينتبه على سيارة زوجته التي كانت تتواري في شارع جانبي ومعها سائقها
اتحرك يامسعد لقدام العماره
تحرك السائق بالسياره وصفها أسفل البنايه... لتترجل من السياره وهي تتوعد لخاطفة الرجال
.......
وقفت سماح امام غرفه لاعب الكره بعدما ضاق صدرها من ملاحقته منذ امس لم تجد الا ارتداء زي موظفي خدمة الغرف
فتح لها سهيل الباب ونظر نحوها نظرة خاطفه وقد ظنها العامله...كانت تخفض عيناها لاسفل حتى لا يكشف امرها
اتبعته بعربتها التي تحتوي على أدوات التنظيف
كان يتحدث بالهاتف ويبدو من نبرة صوته الڠضب... سلطت عيناها نحوه وعندما وجدته يلتف نحوها أسرعت لتغير شرشف الفراش
أنهى مكالمته واستدار نحوها يسألها بأقتضاب
ألم يبدلوا شرشف الفراش صباحا.
تمتمت سماح بصوت هامس
اظهرله نفسي ازاي ده من غير ڤضيحه
اقترب منها يحاول سماع همهمتها
ماذا تقولي ارفعي صوتك قليلا.
تنفست سماح بقوه ثم ألتفت نحوه بهاتفها الذي اخرجته من جيبها وقد وضعته على التسجيل وازالت ما ترتديه فوق رأسها ثم ألتفت نحوه
اهلا ياكابتن اعرف بنفسي سماح مهدي الصحفيه
لم يكن صعب عليه فهمها فهو من اصل عربي ويفهم اللغه العربيه
سبها بلفظ ليس ببشع
لتثبت الهاتف قرب شفتيه متمتمه
وادي لاعب الكره المحترم بيتشم وبيهين اهل البلد اللي هو ضيف فيها
لتتسع حدقتي سهيل من فعلتها ومد يده ليلتقط منها الهاتف... فدارت حربا بينهم نحو الهاتف الذي ينتقل بين كفوف سماح بمهارة
لتسقط سماح فوق الفراش وهو فوقها بعد أن تعرقلت قدميه
ليدلف احد موظفين الفندق للغرفه المفتوحه قلقا بعد أن سمع صړاخا اتي من الغرفه
ليشهق الموظف وهو لا يصدق المشهد
.
سحبت فاديه صفا من الشقه صائحه وقد خرج جميع سكان البنايه
اطلعي بره ياخطافة الرجاله... يازباله
لم تكن فاديه امرأة متحضره او استقراطيه في تلك الأمور
كل ما تراه ان زوجها ستأخده أخرى تتلاعب به
لكمت صفا بوجهها وانهالت عليها ضړبا والأخرى لا تفهم شئ
فأي رجلا ستأخذه
ابعدي عني ياست انتي... حد يجبلها البوليس
ضحكت فاديه بتهكم فهى لا يفرق معها شئ.. فهى تعلم انها ستخرج من الحكايه بسهوله فلا احد يقف امام شقيقها برتبته العسكريه القديمه فمعارفه كثر
انا تجبيلي البوليس.. حد يجيب البوليس ياجماعه عشان تعرف مقامها الزباله ديه
ضاق سكان البنايه من ذلك المشهد المقزز ولحظهم كان يقطن بها لواء متقاعد أتت الشرطه فور ان ستدعاهم ليخلصهم من ذلك الضجيج
وانتهت العركه النسائيه التي انتصرت فيها فاديه... أما صفا مسكت ذراعها بآلم تبكي على حالها فلم تعد تتحمل كل ما يحدث لها فمازالت في صډمه طرد حمزة لها من حياته
دفعها العسكري بقوه هاتفا
اتحركي قدامى
اما فاديه سارت بخيلاء تخبرهم بأسم شقيقها
انتقلت عين الضابط بينهم بضيق من مظهرهم
مين اللي عمل في تاني كده
تمتمت صفا پبكاء
هي اللي اتعدت عليا في شقتي
فنظر الضابط نحو فاديه التي صړخت بها
شقة مين ياحببتي... ديه شقة جوزي
ياخطافة الرجاله
اتسعت عين صفا ذهولا بعد أن بدأت تعي هوية المرأة
أنتي مرات عزيز
وكادت ان تفسر لها سبب إقامتها بالشقة وانا ما تفهمه خاطئ... فهى من الأساس كانت سترحل ولكن صوت الضابط اخرسهم
اسكتوا انتوا الاتنين
لوت فاديه شفتيها وحدقت به بجرأه
اللي بتعمله معايا ده هتزعل منه ياحضرة الظابط
واخبرته بفخر
انا اهلي معظمهم داخليه وقوات مسلحه... تعرف فرات النويري
تعلقت عين الضابط بها وهو يعلم بأسم النويري... ف فرات مشهور اسمه في عالم الأعمال بعد أن انتهي عمله بالجيش
هاتي بطاقتك يامدام يلي فخوره بنسب عيلتك ومحترمتيش وضعهم
وضعت فاديه ساق فوق الآخر... فرمقها الضابط بضيق ولكن لم يتحدث فهو لا يتحمل كبر النساء وروعنتهم في مثل تلك الأشياء
وطالع صفا التي وقفت ترتجف
فين بطاقتك انتي كمان
تمتمت صفا پخوف
مش معايا
واطرقت عيناها نحو ملابس المنزل التي ترتديها
مر الوقت وقد بعث فرات المحامي الخاص به اما عزيز بعد عن الصوره
تنهد الضابط بضيق وهو ينظر لحال صفا التي تمسك ذراعها بآلم ووجهها ملئ بالكدمات
انت مش شايف منظرها يامتر... هي المتضرره ولازم تتنازل عن المحضر
رمق المحامي هيئه صفا... ثم اعتذر منه كي يخرج قليلا
لمهاتفة فرات
أجاب فرات فور اتصال محاميه الذي يعد من أكبر محامين البلد
ادفعلها فلوس وأنهى الموضوع من غير شوشره يامتر
عاد المحامي لينفذ أوامر فرات ونظر للضابط المسئول
احنا ممكن نحل الموضوع ودي... ممكن اتكلم معها دقيقه
اماء الضابط له برأسه...ترك لهم المكان ليتفاهموا ..كانت فاديه تجلس بالخارج تتوعد لعزيز
مدام صفا انتي مش هتحبي الپهدلة انتي جربتي السچن قبل كده
حياتها القديمه لم تكن مخفيه عن محامي فرات
اتنزلي عن المحضر وشوفي المقابل المادي اللي انتي عايزه... السيد فرات مستعد يدفعلك فلوس
سقطت دموعها آلما وقد أصبحت تشعر بقسۏة الحياه
جرحها هيئتها وجرورها لقسم الشرطه الذي أقسمت الا تمر من أمام اي مكان يذكرها بسنوات عمرها التي قضتها في مسجنها
رفعت عيناها نحو المحامي الذي ينتظر اجابتها فتمتمت بأنفاس مثقله
انا مش عايزه فلوس... ممكن تساعدني اني اشتغل
طلبت بكبرياء مجروح كي تعول نفسها وتبدء صفحه جديده مع الحياه ولا تحتاج لاحد
....
هبطت من سياره الاجره في احد الشوارع الجانبيه بعد أن أخبرها السائق انه لن يستطيع السير في الشارع القادم بسبب التصليحات
نظرت حولها وسارت بخطي سريعه... فشهاب امرها بالقدوم لفرع الشركه الرئيسي بملف الصفقه واوصاها بالمجئ فورا فقد نسي أخذه من درج مكتبه
مالت نحو حقيبتها حتى تخرج هاتفها من حقيبة يدها.. ألتقطت الهاتف وقبل ان تغلق حقيبتها على الملف جذب أحدهم الحقيبه
فشهقت بفزع وصړخت
شنطتي
كان السارق يجلس خلف أحدهم واخر يقود الدراجه الناريه
عبث بمحتويات الحقيبه بخفه... فألتقط الملف ثم قذفه يلقيه في الهواء... ليطير الورق
فأتسعت عيناها وهي تركض خلف الدراجه ودموعها تنساب على وجنتيها
ووقفت تنظر للورق وهو يسقط في الوحل