رواية بعينيك اسير الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم شهد الشوري
بعدما حدث اشيع الخبر بين جميع الموظفين بالشركة لقد تم القبض على زوجة المدير بوضع مخل لم يقف انتشار الخبر إلى هنا فقط بل بسوق العمل و أصبح الجميع يعلمون بذلك الخبر بعدما تم نشره بعدة صحف كبيرة و على مواقع التواصل الاجتماعي اسهم شركته انخفضت بيوم و ليلة و اصبح علكة بأفواه الجميع
كل ما استطاع فعله انه رفع قضية ” زنا ” عليها لقد تم سجنها هي و زاهر بينما هو يحبس نفسه بمنزله منذ الأمس لا يقدر على مواجهة اي احد
تذكر جملته لها بتلك الليلة :
بعد اللي حصل مش هتقدري ترفعي عينك في عيني لو عندك شوية كرامة متخلنيش اشوف وشك تاني
نزلت دموعه بقهر أنها سخرية القدر أصبح هو الذي لا يقدر على رفع عيناه بعيناها يتهرب من لقائها للآن كرامته هي التي دهست بعدما حدث
………
أخذت فاطمة تنقل بصرها بين كلاً من فارس وكارم كلا منهم شاردا بعالمه الخاص حيث كان كارم ينظر للفراغ شاردا يظهر على وجهه الهجوم عكسه تماماً كان فارس الذي كان ينظر للفراغ وعلى شفتيه ابتسامة صغيرة و هو يتذكر موقف صغير مر عليه من قريب مع ميان
Flash back
كعادته كل يوم يمر عليها في الصباح طوال من مكوثها بالمستشفى لمده شهر فبأحد الايام دخل عليها يحمل بيده صندوقاً صغيراً يحوي بداخله قطة صغيرة كان الصندوق مغطى بقماشة حريرية فلم ترى ما بداخله
لكنه اقترب منها قائلاً و هو يضع الصندوق على قدميها :
هدية بسيطة تسليكي طول ما انت قاعدة في المستشفى
قطبت جبينها و رفعت الغطاء من على الصندوق بتوجس و هي تتمنى ان تكون ظنونها خطأ توسعت عينها بفزع عندما ابصرت ما بداخله الأحمق بماذا جاء لها انها لديها فوبيا من القطط !!
صرخت بفزع ثم القت الصندوق بيدها قائلة بخوف شديد و هي تشير للصندوق الذي سقط ارضاً :
ايه اللي انت جايبه ده
تعجب من ردة فعلها قائلاً بضيق :
في حد يرمي الحاجة كده انا غلطان يعني عشان فكرت فيكي وجبت ليكي هدية تسليكي طول ما انت قاعدة في المستشفى
اشارت بيدها نحو الصندوق قائلة وغضب و خوف : هو اللي يجيب هدية مش يسأل اللي قدامه بيحب ايه رايح تجيبلي قطة وانا عندي فوبيا من القطط العقل زينة فعلاً
جز على اسنانه قائلا بغضب من كلماتها الاخيرة : شكراً يا محترمة
لم تهتم بنبرة السخرية التي في صوته فأشارت نحو الصندوق قائلة بخوف شديد :
خرج الصندوق ده بره
جذب الصندوق بحدة غاضباً مغتاظاً منها صافعاً الباب خلفه بقوة لتتنفس الأخرى بارتياح
Back
ضحك بخفوت و هو يتذكر هيئتها حينها سأله كارم بفضول :
بتضحك على ايه !!
نفى فارس برأسه قائلاً :
مفيش
ثم تابع بتردد :
مش واجب نروح نزور ميان
كارم بهدوء :
ابوها عازمنا مع كل اللي كانوا معاه في المستشفى ع الغدا بكره
اومأ له فارس بصمت و تابع كلاهما تناول طعامه في صمت كلاً منهما شارداً فيما يخصه !!
………
باليوم التالي
استقبل رأفت و سالم الجميع همس و والديها ولينا برفقة والدتها كذلك عمار وكارم و فارس و يزن لقد قام بدعوة كل من سانده بالأيام الماضية
بعد وقت كان الجميع يجلسون بغرفة المعيشة فسألت همس عليا :
هي ميان فين !!
تنهدت عليا قائلة بحزن :
في اوضتها مش بتطلع منها خالص ، بالعافية كمان بترضى تاكل
تنهدت همس بحزن كذلك لينا التي رددت بابتسامة حزينة على حال رفيقتها :
هنطلع نشوفها
كان يزن و كارم يتبادلون النظرات بضيق بينما فارس يتبادل الحديث مع رأفت و عمار مر وقت قصير ثم نزلت همس و لينا و خلفهم ميان التي اقنعوها بصعوبة حتى تنزل صافحة الجميع ثم جلست بجانب جدها تنظر للأسفل بصمت غير مهتمة للمشاركة بحديثهم تشارك فقط بكلمات قليلة مقتضبة
كان فارس يتابعها بعينيه من حين لأخر مشفقاً عليها بعد وقت من تناول الطعام طلبت ميان التحدث مع كارم و همس بمفردهم لتسأله على ما طلبته منه منذ أيام ليخبرها ان كل شيء على ما يرام و سيكون التنفيذ بالغد !!
فما هو يا ترى !!!
…….
جاء اليوم المنتظر
ابتسمت ميان بانتصار وهي تتابع مواقع التواصل الاجتماعي التي انتشر بها ذلك الخبر الكارثي الذي من المؤكد سيحطم سمعته بين الجميع ” تم القبض على حرم رجل الأعمال المعروف سفيان العزايزي بوضع مخل برفقة رجل الأعمال زاهر تمَام بداخل أحد المنازل ”
اغمضت عيناها تسترجع ما حدث بالتفصيل وكيف اتفقت مع ذلك الرجل المدعو بمرعي ليقوم بخطف نرمين من رجال سفيان ثم اخذها لمنزل زاهر القديم الذي كان يتقابل فيه مع نرمين قبلاً ثم هاتفت زاهر ليتقابل معها بمكان معين ليكون بانتظاره رجال مرعي حيث قاموا بتخديره واختطافه ثم اتوا به حيث توجد نرمين كل ذلك تم بالاتفاق مع حارس البناية الذي اخذ مبلغ وقدره ليسهل للرجال دخولهم للبناية دون ان يشعر بهم أحد و مسح سجلات المراقبة الخاصة بالبناية فهو الوحيد الذي يمتلك نسخة من مفتاح شقة زاهر للطوارئ
بعدها قام الرجال بتجريدهم من ثيابهم ثم اتصلوا برجال الشرطة و تم القبض عليهما بذلك الوضع المخزي !!
الآن تخلصت من زاهر و نرمين يتبقى فقط كاميليا حسابها معها سيكون عسير لقد قتلت شقيقها الوحيد دمرت عائلتها و دمرت سعادتها كانت قد كلفت قبلاً احد الرجال ليراقب كل تحركاتها الآن هي تقيم بأحد الفنادق لقد نفذت كل اموالها التي كانت قد اخذتها سابقاً من نرمين قبل ان يحدث ما يحدث
فقامت برهن عقداً الماسياً كانت قد احتفظت به قديماً من زوجها السابق لتستطيع سداد فاتورة قيامها بالفندق بعدها استأجرت بالمال القليل المتبقي منزلاً صغيراً بمنطقة شعبية الآن هي تماطل مع صاحب المنزل الذي يطالبها بدفع ايجار الشهر و هي لا تملك سوى القليل جداً من المال
تجهزت ثم غادرت المنزل حيث المنطقة التي تقيم فيها ملتقية بصاحب المنزل الذي دفعت له مبلغ من المال حتى يلقي بها خارج منزله انتظرت بالأسفل تبتسم بسخرية و هي تستمع لصوت كاميليا الغاضب :
أنت بتطردني يا حيوان انت كنت تطول اصلا ان كاميليا هانم تقعد في بيتك المعفن ده
دفعها خارج المنزل قائلاً بغضب :
اما انك ولية لسانك طويل صحيح ، مش كفاية قبلت اقعدك في الشقة مفروشة بالملاليم اللي بتدفعيها ده حتى الملايم دي مش عارفة تدفعيها و قال هانم قال مش لاقية تأكل و تتمنظر ع الناس
صفعته بقوة فاشتعل غضباً و دفعها خارج المنزل بقوة مغلقاً الباب خلفها ثم دخل للمنزل و بدأ يلقي بأغراضها من شرفة المنزل الصغيرة صرخت بهستيرية و هي تطرق على الباب بقوة صرخ عليها من الداخل بتهكم :
خدي الهلاهيل بتاعتك من الشارع يا…..يا هانم
نزلت للأسفل سريعاً فتعركلت بأحد الأحجار فسقطت على وجهها صارخة بألم كادت ان تقف لكنها توقفت ما ان رأت أحدهم يقف امامها رفعت رأسها رويداً لتتوسع عيناها بصدمة ما ان رأت ميان فرددت بصدمة و زهول :
انتي !!!
اومأت لها ميان بسخرية قائلة :
ده مكانك اللي تستحقيه يا كاميليا…..مقدرش اقول هانم بمنظرك ده ، تؤ تؤ يا حرام تصدقي صعبتي عليا اصلك دلوقتي زيك زي كلاب الشارع ملهمش لا مكان لا مأوى يعيشوا فيه
انتفضت كاميليا واقفة بغضب و هي تشعر بألم بشع بساقها :
كاميليا هتفضل طول عمرها هانم غصب عن الكل لولا ان امك حرامية و كل نصيبي من ورث ابويا كان زماني عايشة هانم لحد دلوقتي
رددت ميان بسخرية و نظرات مشتعلة غاضبة :
عشان كده قتلتي ابنها و دمرتي حياة بنتها !!
لم تنكر الأخرى و صاحت بغضب و تحدي :
اه قتلت اخوكي و انا ونرمين قتلنا الحارس في بيت زاهر عشان تلبسي التهمة بس لولا ان الغبي زاهر ده بسبع ترواح كان زمانك مرمية في السجن دلوقتي
كورت ميان قبضة يدها بغل قائلة بغضب :
انتي واحدة مريضة هوديكي في ستين داهية
ضحكت كاميليا بسخرية قائلة :
لو عرفتي تثبتي حاجة اثبتي يا شاطرة البلاوي اللي عملتها في حياتي كتير وكلهم محدش عرف يمسك عليا حاجة هتيجي بت مفعوصة زيك توقعني كان غيرك اشطر
ظهر من خلف ميان كارم و همس و خلفهم عدد من العساكر قائلاً بقوة و تهكم :
لأ ما هي طلعت شاطرة فعلاً
رددت كاميليا بذعر :
انتوا مين !!
ردد كارم بقوة :
مقبوض عليكي بتهمتين قتل الأولى قتل مروان رأفت القاضي و الحارس رامز منصور و محاولة قتل زاهر تمَام
رفعت ميان بيدها جهاز صغير قائلة بتهكم و تشفي :
تسجيل بأذن نيابة يا كاميليا المفروض بقى نعكس الجملة محدش كان شاطر زيي
اقترب احد العسكار منهما حتى يضع بيدها الاصفاد فدفعته بعيداً قائلة بهستيرية :
انا معملتش حاجة هي اللي هددتني عشان اقول كده انا بريئة مقتلتش حد دي نرمين مش انا
اقترب العسكري منها مرة أخرى لكنها دفعته بعيداً قائلة بغضب :
ابعد عني محدش يقرب مني انا مظلومة
رمقتها كلاً من همس و ميان باشمئزاز تحول لصدمة عندما خطفت سلاح العسكري توجهه نحوهم قائلة بغضب :
محدش يقرب مني انا معملتش حاجة انا بريئة
كارم بقوة و غضب :
نزلي سلاحك اللي بتعمليه ده مفيش منه فايدة التهمة لبساكي و باعترافك ده غير صاحب عربية النقل اللي عمل الحادثة مع مروان القاضي و شهد أنه عمل كده بالاتفاق معاكي مكنش حادث بالخطأ ولا حاجة زي ما اتأييد في التحقيق
صرخت عليهم بغضب :
كداب أنا معملتش حاجة
كارم بغضب :
نزلي سلاحك مفيش داعي لمقاومتك مش هتعرفي تهربي من هنا
اقتربت منها ميان قائلة بغضب :
كنتي فاكرة ايه يا كاميليا هتفضلي عايشة تقتلي و تدمري حياة الناس من غير ما تتحاسبي في الاخر ربنا يمهل و لا يهمل
كاميليا بغل :
هقتلك يا ميان هقتلك و اقهر قلب عليا و رأفت عليكي قسماً بالله لتدفعي تمن اللي عملتيه ده مش هرهحمك
رددت ميان بتهكم :
كان غيرك اشطر يا كاميليا
تراجهت ميان للخلف فتقدم منها كارم قائلاً بقوة :
نزلي سلاحك ز كفاية لحد كده ما تزوديش في جرايمك
اقترب منها كارم يوجه ناحيتها السلاحخو بيده الاخرى الأصفاد ما ان اقترب منها خطوة أخرى شعرت بالخوف و ضغطت على الزناد لتخرج رصاصة من سلاحها تصيب كارم فصرخت ميان و همس بقوة بينما الجميع ركضوا إليه ما ان سقط ارضاً يمسك جرحه بألم استغلت كاميليا انشغال الجميع و فرت سريعاً هاربة
حاوطت همس كارم بيدها تبكي خائفة قائلة :
كارم رد عليا هتبقى كويس ، متغمضش عينك
رفع كارم يده نحو وجنتها مردداً بخفوت :
بحبك
ثم سقطت يده بجانبه فاقداً للوعي بكت همس بقوة
حمله العسكار سريعاً لسيارة ميان متوجهين نحو المستشفى بينما همس لم تترك يده لحظة واحدة تضغط على جرحه حتى يتوقف النزيف بينما دمائه اغرقت ثيابها 💔
…….
كانت همس تجلس على أحد المقاعد بجانب غرفة العمليات حيث يوجد كارم بالداخل تنظر ليدها بأعين حمراء من البكاء و دموعها تنساب على وجنتها بغزارة تنظر ليدها الملطخة بدماءه بصدمة
اقتربت منها ميان قائلة بدموع و اسف :
ان شاء الله هيبقى كويس يا همس ، كل اللي حصل ليه بسببي
لم تجيب عليها همس دقائق و كانت والدة كارم تقترب منهم باكية برفقة فارس تردد بهلع :
ابني ، ابني فين !!
اخبرتها ميان برفق ما حدث له فسقطت على الفور ارضاً فاقدة للوعي لحق بها فارس حاملاً اياها بين ذراعه بقلق راكضا بها لغرفة الطواريء لحقت به ميان لتتبقى همس فقط وحدها تنظر ليها مصدومة
رفعت رأسها عندما شعرت بأحدهم يقف امامها لتردد بصدمة :
يزن بتعمل ايه هنا !!
تنهد قائلاً بحزن :
ميان قالت للينا و لما قابلت انهاردة لينا بالصدفة حكتلي ولما سمعت باللي حصل فجيت اطمن عليكي قصدي عليكم
رددت همس بدموع :
أنا كويسة بس….بس كارم …..لم تقدر على نطقها فجذبها يزن لاحضانه قائلاً بحزن :
ان شاء الله يقوم بالسلامة ادعيله
رددت بحزن و صوت بكاءها اخذ يتعالى :
مكنش عندي اخوات بس هو كان اخويا كل اسراري كانت معاه ذكريات طفولتي كلها كان هو جزء منها كلها ، أنا خايفة اوي يحصله حاجة
ربت على كتفها بحزن حتى خرج الطبيب انتفضت مبتعدة عنه قائلة بخوف و لهفة :
طمني يا دكتور هو كويس صح
اقترب منه فارس الذي جاء من خلفها برفقة ميان:
خير يا دكتور طمنا
ردد الطبيب بابتسامة بشوشة :
الحمد لله اتكتب ليه عمر جديد الرصاصة كانت جنب القلب علطول لولا ستر ربنا ، هننقله دلوقتي العناية
شرح لهم الطبيب حالته بالتفصيل ثم غادر لتردد همس بدموع :
الحمد لله يارب ، الحمد لله
بعد وقت كانت ميان تجلس بعيداً تبكي بصمت اقترب منها فارس قائلاً :
ليه الدموع
رددت بحزن و دموع :
أنت مش شايف اللي بيحصل ، كارم هنا بسببي انا بأذي نفسي و بأذي اللي حواليا انا ليه عايشة ليه بيحصل فيا كده
عاتبها قائلاً برفق :
مفيش حاجة اسمها ليه ربنا يعمل اللي هو عاوزه و احنا عباده نرضا بقضاءه ، ربنا مش بيجيب حاجة وحشة كل اللي بيحصل لينا في حياتنا ليه حكمة
نظرت له بدموع ليتابع هو :
مخطرش على بالك ان اللي بيحصل ده اختبار من ربنا ليكي عايز يشوفك هترضي و لا لأ ، ربنا شايلك الأحسن و يمكن ربنا دوقك الوجع عشان لما تعيشي السعادة تحسي بطعمها
مسحت دموعها لتعاود و تنساب من جديد فأعطاها فارس محرمته قائلاً بابتسامة جميلة :
ارضي بقضاء ربنا و كوني متأكدة ان كل حاجة بتحصل ليها سبب و كله مقدر و مكتوب متحمليش نفسك فوق طاقتها اللي حصل لكارم قدر
جففت دموعها ليصمت هو للحظات ثم تابع :
خليكي متأكدة دايماً ان ربنا شايل ليكي الأحسن و عشان تتجاوزي ازمتك محتاجة اربع حاجات الصبر و الرضا و الارادة و القوة ، ارضي بقضاء ربنا و اصبري و خلي عندك ارادة و خليكي قوية عشان تتخطي اللي حصل
رددت بسخرية مريرة :
الكلام سهل بس الفعل بيبقى صعب
تنهد قائلاً بحذر :
انا مش بقلل من وجعك بس فيه عاشوا الاصعب من كده و كملوا حياتهم ، مفيش حاجة بتيجي بالساهل لازم تتعبي و تعافري عشان سعادتك أصل مفيش حاجة بتيجي ع الجاهز مش دليفري هي
قال الأخيرة بمرح فضحكت هي بخفوت فتأملها للحظات قبل ان يقول باعجاب :
ضحكتك حلوة على فكرة و الحزن مش لايق عليكي خالص ، تعرفي ان من ساعة ما عرفتك ما شوفتكيش مرة بتضحكي
رددت بتمني و حزن :
ياريت ارجع زي ما كنت ، ياريت
وقف قائلاً بهدوء قبل ان يتوجه لغرفة والدة كارم ليطمئن عليها :
كله في ايدك على فكرة قولتهالك قبل كده حياتك الجاية في ايدك تختاري هتكون ازاي
…….
كانت همس تجلس كما هي اقترب منها يزن قائلاً باعتذار :
انا اسف يا همس
نظرت له قائلة بضيق و دموع :
مش وقته الكلام ده
نفى برأسه قائلاً بحزن :
انا اسف ع اللي قولته و عشان طلبت منك تقطعي علاقتك بكارم انا كنت غلطان
لم ترد عليه فتابع هو بحزن :
طب ردي عليا
ردت عليه بضيق و هي تمسح دموعها :
مفيش حاجة يترد عليها الموضوع ده اتقفل خلاص
رد عليها يزن بحزن :
أنا با همس منكرش اني بحس ناحيتك بمشاعر بس كل اللي محتاجة وقت حتى انتي نفس الكلام الشعور متبادل بينا ليه تبعدي ، عشان كلام طلع مني في وقت غضب ، كنت متضايق من قربك من كارم
همس بضيق و حزن :
كلام طلع في وقت غضب بس صح
يزن بنفي :
لو صح مكنتش جيت لحد عندك طلبت منك ترجعيلي انتي غالية عندي يا همس و شاريكي لو ليا خاطر عندك اديني فرصة اخيرة ، انا محتاجلك جنبي
همس بحزن :
مش واثقة فيك عشان اديك الفرصة دي ، مش عايزة اجازف خايفة تخليني اندم
يزن برجاء :
طب جربيني يا همس عمري ما اخليكي تندمي بعد ما وثقتي فيا و وقفتي جنبي
إلحاح كبير منه لم تراه من قبل كلماته تدور بعقلها : انتي غالية عندي يا همس و شاريكي لو ليا خاطر عندك اديني فرصة اخيرة ، انا محتاجلك جنبي
هل حقاً يريدها و كلماته كانت بوقت غضب !!
ما يجعلها مترددة انه طوال الشهر الماضي يطلب منها اعطائه فرصة اخيرة و الآن ايضاً يطلب منها هل ذلك لأنه يريردها و لم يقصد ما قال ان ماذا !!
هي لا تنكر أنها تشعر بانجذاب نحوه و طوال الشهر الماضي لم يغيب عن تفكيرها هو اتوافق الآن على العودة له في كل الاحوال توسله له الأيام الماضية اعادت لها كرامتها بأنه هو الذي يركض خلفها و ليس العكس !!!
تنهدت قائلة بحيرة :
اوعى تخليني اندم يا يزن
ابتسم بهدوء مقبلاً يدها بعد ان اخرج من جيب سترته خاتم خطبتهما السابق يضعها بأصبعها !!!
……..
عادت ميان للمنزل في صباح اليوم التالي بعدما اخبرت والدها ما حدث و كيف هربت كاميليا و طلبت منه اخفاء الأمر عن والدتها التي بالتأكيد ستنهار ما ان تعلم ما فعلته شقيقتها الوحيدة بعائلتها
استقبلها والدها و جدها بوجوم و ما ان دخلت معهم لغرفة المكتب ردد رأفت بغضب :
فهميني لأمتى هتفضلي تعملي اللي في راسك من غير ما ترجعي لحد ، فكرك اني مش عارف ان ليكي يد في الفضيحة اللي حصلت لسفيان العزايزي بس سكت و قولت بنتك هتيجي تحكيلك عديها المرة دي لكن الظاهر ان سكوتي خلاكي تتمادي و بتتصرفي على ان ملكيش كبير ترجعيله قبل ما تعملي المصايب دي كلها
ردت عليه ميان بحزن :
انا كل اللي عملته اني كنت باخد حقي
صرخ عليها بغضب :
حقك هيجي ابوكي لسه عايش مماتش و جدك ربنا يديه الصحة و يطول في عمره موجود ولاد عمتك موجودين وراكي رجالة يعرفوا يجيبولك حقك ، عاملة فيها هيرو و بتتفقي مع بلطجية و بتعملي مؤمرات وصل بيكي الحال لكده
ردت عليه بصوت مختنق :
هما اللي وصلوني لكده يا بابا هما السبب
رد عليها بغضب :
مش هما بس السبب ، انتي اللي سمحتي ليهم بكده من الأول دلقتك عليه و تمسكك بيه في كل مرة هانك فيها خلتهم عرفوا أنه مهما عمل هترجعيله
انسابت دموعها على وجنتها بغزارة قائلة بغضب :
انا فوقت قبل فوات الاوان يا بابا كنت هبعد بس خوفي على فريدة خلاني اوافق على كتب الكتاب و يوم ما كنت هنهي كل حاجة و اطلق منه اجبرتني بالحيلة أكمل معاه و بعدين حتى لو اللي قولته يا بابا صح هل ده يديهم الحق يعملوا فيا كده
سالم بحزن و رفق :
يا بنتي ابوكي يقصد حقك هيرجع بس بطريقتنا تكوني انتي بعيد عن الصورة
رددت ميان بحزن :
انا اللي اتضررت منهم يا بابا و اتأذيت كنت عاوزة اخد حقي اشفي غليلي منهم مكنتش هرتاح غير لما أعمل كده بنفسي اللي شوفته مش شوية عشان اتخطاه كده و انسى
رأفت بحزن :
كلنا اتأذينا معاكي عارفة شعوري انا و امك كان ازاي كنت انا و هي حاطين ايدينا على قلبنا بندعي ربنا انه ينجيكي و ما تفارقيناش زي اخوكي الله يرحمه
رأفت بعتاب :
ايا كان اللي كنتي عاوزاه كنت هعمله ليكي بس كل اللي كنت مستنيه منك تيجي تقوليلي تاخدي رأيي كنت هعمل اللي عاوزاه و انا ضامن ان مفيش اي حاجة هتأذيكي ، نفسي تفدري و تفهمي اني انا ابوكي محدش هيخاف عليكي قدي نفسي تبطلي تمشي بدماغك و ترجعي للي حواليكي قبل ما تاخدي اي خطوة
اخفضت وجهها ملقية بنفسها بين احضانه قائلة بصوت مختنق و اسف :
حقك عليا يا بابا
ربت على رأسها بحنان متنهداً بعمق قبل ان يقول بعتاب و حزن :
يا بنتي ماشيك بدماغك هو اللي وصلك لهنا ، كلنا فضلنا ننصح فيكي بس حبك ليه كان عاميكي عن كل ده
تمسكت به قائلة بدموع و صوت مختنق :
انا عايزة ارجع زي ما كنت يا بابا ، عايزة ارجع ميان القديمة انا تعبانة اوي
شدد رأفت من عناق ابنته و قلب يتفتت من الألم حزناً عليها تنهد سالم بحزن ثم اقترب منها مربتاً على كتفها و كتف ابنه بمواساة
……..
بينما بالمستشفى عادت همس باليوم التالي بعدما غادرت بالأمس بعد اصرار من الجميع كانت تقف امام غرفة كارم برفقة والدته و فارس و والديها خرج الطبيب بعد وقت قائلاً بابتسامة :
تقدروا تدخلوا تطمنوا عليه بس بلاش نجهده بالكلام
اومأ له الجميع و دخلوا للداخل ابتسم كارم بتعب ما ان رآهم كان مثبتاً نظراته على همس احتضنته والدته بحذر حتى لا تؤلمه :
ألف سلامة عليك يا بني
قبل جبينها بحنان تمنى له الجميع الشفاء بقى معهم لوقت قصير بعدها امرهم الطبيب بالخروج لكن طلب من همس البقاء اقتربت منه قائلة بابتسامة :
موتني من الخوف عليك يا كارم
سألها بلهفة و اعين لامعة :
بجد خوفتي عليا
اومأت له قائلة :
اكيد طول عمرك اخويا و سند ليا بعد بابا
ارتسم الاحباط و خيبة الأمل على ملامح وجهه رفعت همس يدها تحك مقدمة انفها ليجتذب نظره الخاتم اللامع الذي زين اصبعها فسألها بصدمة :
رجعتي ليزن !!!
توترت و شعرت بالحرج و الخجل الشديد فأومأت برأسها بصمت و هي تتحاشى النظر له اومأ برأسه عدة مرات بصمت قائلاً بعدها :
قولي لفارس يسأل الدكتور هخرج امتى !!!
سألته بصدمة :
خروج ايه اللي بتفكر فيه أنت مستوعب ايه اللي حصلك و انك نجيت بصعوبة
نظر لها كارم بخيبة أمل مردداً بداخله بحزن و ألم :
الرصاصة ما قتلتنيش ، رجوعك ليه هو اللي قتلني يا همس 💔
……..
غادر سالم و رأفت المنزل بصمت ذاهبين اولاً للأطمئنان على كارم بعدها سيتوجهون للقسم لمتابعة ما حدث لكاميليا و هل عثروا عليها ام لا كل ذلك و عليا لا تعلم بما حدث
علم عمار ما حدث من لينا و بدوره اخبر سفيان فركض الاثنان للمستشفى ظناً من سفيان ان ميان قد اصابها مكروه ليكون من سوء حظه انه التقى بكلاً من رأفت و سالم اللذان اشتبكوا معه ما ان ابصروه امامهم !!
فض فارس النزاع بينهم قائلاً :
اهدوا يا جماعة احنا في مستشفى ميصحش كده
قبل ان يرد رأفت بغضب تعالى رنين هاتفه برقم لينا اجاب عليها ليأتيه صوتها الخائف :
اونكل رأفت الحقني من سمعت صوت صريخ من عندكم و قدام باب الشقة فيه بقع دم انا مش عارفة اعمل ايه بخبط الباب محدش راضي يفتحلي
اغلق رأفت الهاتف قائلاً باستنتاج و فزع :
كاميليا ، كاميليا في البيت عند عليا و ميان
ركض الجميع خلفه من ضمنهم فارس بعد دقائق كان يتسللون جميعاً من باب الخدم ليكون ظهر كاميليا مقابلاً لهم قبل ان يتقدموا منها توقفوا مكانهم و الصدمة مرتسمة على ملامح وجههم خاصة سفيان و عمار مما استمعوا !!!!!
…….
قبل قليل كانت ميان بالمنزل بمفردها بينما والدتها كانت بمنزل لينا تطمئن على والدتها تعالى رنين جرس المنزل ظنت انها والدتها ذهبت لتفتح لتتفاجأ بكاميليا امامها قبل ان تبدي ردة فعل هوت كاميليا بعصاة خشبية على رأسها بقسوة فسقطت فاقدة للوعي جرتها من قدمها بصعوبة لداخل المنزل ثم اغلقت الباب قائلة بغل و غضب :
هحرق قلبها عليكي هقتلك و اقتلها حتى كوثر و كمان و فريدة و رأفت هقتلهم كلهم محدش فيكم يستحق يعيش كلكم اذتوني
بعد وقت دخلت عليا للمنزل سرعان ما شهقت بقوة و هي ترى ابنتها ميان ملقاه ارضاََ الدماء تسيل من رأسها فاقدة للوعي بعالم اخر و شقيقتها تقف بجانبها تصوب السلاح على رأسها
كادت ان تنحني لتتفحص ابنتها لكن الأخرى هددتها قائلة بغضب :
خليكي مكانك لو اتحركتي هموتها و اقهر قلبك عليها يا عليا
عليا بدموع و خوف :
بلاش بنتي يا كاميليا
ردد الأخرى بغل و حقد :
انا كده بسببكم ، انتي و كوثر و بابا ، انتوا اللي عملتوا فيا كده !!!
عليا بدموع و كل تركيزها على ابنتها :
كاميليا اعقلي و سيبي ميان ، اياََ كان اللي حصل بنتي ملهاش ذنب فيه
حركت الأخرى رأسها بنعم قائلة بغضب :
هي ملهاش ذنب و لا مروان كان ليه ذنب بس انتي
اللي خلتيني ادخلهم جوه الأنتقام !!
رددت عليا بزهول و صدمة :
تنتقمي من مين ، من اختك يا كاميليا !!
صرخت عليها الأخرى بغل :
انتي عمرك ما كنتي اختي ، طول عمرك عدوتي
رددت عليا بحزن :
احنا اخوات ملناش غير بعض ، عمري ما اذيتك ليه بتكرهيني و انتي مشوفتيش مني غير كل حب
نزلت دموع كاميليا بحزن و حقد قائلة :
انتي اكتر واحدة اذتيني و عمرك ما حبتيني يا عليا
اخفضت يدها الممسكة بالسلاح قائلة بحزن و هي تسترجع ذكرياتها المؤلمة :
لو كنتي حبتيني بجد ماكنتيش خطفتي بابا مني ، ما كنتيش فضلتي دايماََ تثبتي ليه انك احسن مني كنتي دايماََ بتتعمدي تنجحي في الحاجة اللي بفشل فيها عشان يحبك اكتر مني و يكرهني
استمعت لها عليا بصدمة و الأخرى تتابع بغل :
من يوم ما اتولدتي و خلتيه يكرهني و يبعد عني حتى ماما موتيها يوم ما جيتي ع الدنيا !!
عليا بحزن :
بابا عمره ما كرهك بابا كان بيحبنا احنا الاتنين زي بعض و عمره ما فرق بينا ، مفيش اب بيكره حد
من اولاده
نفت كاميليا برأسها قائلة بدموع :
لأ فيه ، هو كرهني زي ما انا كرهت ولادي انا طلعاله هو كان بيكرهني و انا بردو كرهت ولادي يا عليا عملت زي ما عمل فيا بالظبط اذيتهم زي ما كان بيأذيني
اغمضت عيناها بحزن تسترجع تلك اللحظات المؤلمة :
لو كان بيحبني ليه مكنش بيقولي كده زي ما بيقولك علطول ، ليه كان بيجيلك انتي حاجات حلوة و هو راجع من الشغل و انا لا و كل ما اسأله مجبليش ليه يقولي انتي كبرتي ع الحاجات دي ، مكنتش لسه كملت الاتناشر سنة و انتي لحد ما دخلتي الجامعة كان بيجبلك
ثم تابعت و هي تكرر كلماته و الأخرى تستمع لها بحزن و ألم :
دايماََ يقولي انتي فاشلة مش نافعة في حاجة انتي كذا و كذا ده انا حتى يوم نتيجة الثانوية قالي لو سقطتي مش هتعيدي تاني و تقعدي في البيت انتي مش نافعة في حاجة
ثم تابعت بغل و حقد كبير و دموعها تغرق وجهها :
بس انتي قالك اياََ كان مجموعك متزعليش يا حبيبتي ، ده نصيبك و قدرك و لو عايزة عيدي لحد ما تجيبي المجموع اللي انتي عاوزاه و ادخلي الكلية اللي نفسك فيها
رددت عليا بدموع :
كاميليا……
قاطعتها الأخرى مرددة بكره :
انا كل كلمة لسه فاكراها لحد دلوقتي ، عمري ما بنساها و بترن في ودي كل يوم و كل دقيقة و مع كل مرة بفتكر بكرهك اكتر و بكرهه و بكره ولادي !!
ثم اقتربت منها تدفعها بكتفها قائلة بغضب :
المفروض كان يكرهك انتي مش انا ، انتي اللي لما اتولدتي موتيها مش انا
عليا بتبرير :
بابا كان بيحبك بس يمكن عبر عن حبه غلط…….
صرخت عليها الأخرى بغضب كبير و حزن :
متقوليش بيحبك مفيش اب بيعامل بنته كده ، انا عارفة اني كنت بعمل تصرفات طايشة بس ده عشان الفت نظره كان كتير اوي بيتجاهلني فكنت ببقى عايزاه يكلمني يحس بوجودي
ثم تابعت بخذلان و حزن عميق :
عمري ما انسى فرحته يوم ما دخلتي جامعة كبيرة ازاي كان بيبصلك بفخر و انا نظراته ليا كلها خيبة امل لما جيبت مجموع يدوب دخلني كلية ملهاش اي لازمة
ثم تابعت و هي تشير لنفسها بحزن و حرمان :
بس لو كان قعد و ذاكر معايا قد ما ذاكر معاكي و اهتم بيا زيك كنت هجيب مجموع اكبر منك كمان
ثن تابعت بغل و كره :
ساكتة ليه عشان انا عندي حق مش كده ، هو بيكرهني اي حد سهل يشوف كده و انتي كنتي بتساعديه على انه يكرهني
عليا بدموع و حزن :
عمري ما عملت كده كاميليا و ربنا شاهد عليا
صرخت عليها الأخرى بحدة :
انتي كدابة كنتي بتخليه يكرهني في كل مرة تنجحي في حاجة كان بيكون فرحان بيكي و انا دايماََ باصصلي بخيبة أمل كأنك قاصدة تقوليله شوف انا عملت اللي كاميليا فشلت فيه
تماسكت عليا حتى لا تنطق بتلك الكلمات التي عاهدت قبلاََ والدها ان لا تخبر احد بها :
يوم ما رأفت جيه يتقدملك قبلها بابا قاله عليا و رفضني و قاله انه عايزك انتي و مرة تانية اترفضت من حد بعد بابا عشانك يا عليا ، كنت بكرهك اوي و لحد دلوقتي لسه بكرهك و كنت بحاول على قد ما اقدر اسرق رأفت منك بس هو كان متمسك بيكي مهما اعمل يرفض و يقولي انه بيحبك
ثن تابعت بدموع و حنين لتلك الأيام :
بعدها اتعرفت على راشد العزايزي كان حنين اوي بيعاملني غيرك انتي و بابا اول لما بقوله على انجاز عملته حتى لو كان صغير كان بيشجعني و بيحسسني بقيمتي كنت بشوف في عيونه احترام عمري ما شوفته في عيون بابا ، حبيته يا عليا و محبتش في حياتي غيره
نزلت دموعها أكثر تتذكر تفاصيل ذلك اليوم :
يوم ما قولت هعترفله صدمني بأنه عايز يتجوز واحدة تانية بيحبها و القصة بتتعاد تاني ، قولتله اني بحبه و يسيبها و يتجوزني انا ، بس رده كان اختيارها هي و اترفضت بردو منه
جلست أرضا تبكي بقوة :
يا قهرتي يومها اتوجعت اوي ، ليه كله مش بيحبني ،
ليه انتي بس اللي تتحبي يا عليا و انا لأ ، ليه السعادة ليكي انتي بس
اقتربت منها عليا مشفقة عليها قبل ان تضع يدها على كتفها صرخت عليها كاميليا و هي تنتفض واقفة :
متقربيش مني
صمتت لدقائق ثم عادت تستكمل حديثها بقهر :
اخوه اتقدملي بعد ما شافني كذا مرة و حبني ساعتها وافقت عليه و بصراحة مكنتش مصدقة مشاعره ناحيتي ما هو مافيش واحدة هتترفض من دول كلهم و ابوها على راسهم و حد يجي يحبها انا خلاص كنت اقتنعت ان مفيش حد بيبحني و لا انا ينفع اتحب
ثم تابعت بغل و غيرة :
كنت كلما اشوف كوثر مع راشد اتجنن و اتقهر كنت بشوفها ازاي مبسوطة ابقي نفسي اعيش زيها ، مكنتش قادرة اتقبل شريف ، كنت علطول بعمل مشاكل بينهم و انا اللي سقطها اول مرة لما كانت حامل ، ليه هي تشيل في بطنها ابنه و انا لا ، انا كنت بحبه اكتر منها
كانت عليا تستمع لها بصدمة و الأخرى تتابع حديثها :
خلفت سفيان و بعده عمار ، صدقيني يا عليا حاولت احبهم معرفتش ، حاولت اكون حنينة عليهم معرفتش علطول كنت شيفاهم ولاد شريف. ، اما انا فولادي من راشد بس هو اللي المفروض يكون اب اولادي مش حد تاني
ثن تابعت بغل :
سنين تعدي و تمر و كل واحد مبسوط في حياته الا انا ، عارفه يوم ما بابا مات مزعلتش عليه كرهني فكرهته دعيت عليه بدل ما ادعيله
تعالت شهقاتها و هي تردد :
راشد كمان مات و مات معاه كل الحب اللي في قلبي ، اتجوزت شريف عشان متكونيش احسن مني و عشان كوثر اللي مش لاقيه تاكل متكونش احسن مني اتجوزته عشان ابقى قريبة من راشد علطول و لما مات قرفت كوثر في عشيتها لحد ما سابت قصر العيلة و مشيت و شريف افلس ساعتها اخدتها حجة عشان اطلق منه ما هو مفيش سبب عشان افضل متجوزاه ، هو اه حبني لكن انا مقدرتش احبه
ثم تابعت بحقد و هي تشير لنفسها :
كوثر مكنتش تستاهل راشد انا و هو كنا نستاهل بعض لما كنا بنتصور سوا ايام الجامعة كنا بنطلع حلوين اوي في الصور اللي يشوفنا يقول دول مرتبطين
كانت عليا تتابعها بصدمة ترى فداحة ما فعل والديها بالماضي بكاميليا و بالأخص والدها
ثن رددت كاميليا بحزن :
بعدت سنين بعد ما اتجوزت واحد تاني عشان محتاجة فلوس بعد ما بابا كتب ثروته كلها ليكي حتى في دي فرق بينا
نزلت دموع عليا بشفقة عليها قائلة :
بس يا كاميليا
لكن الأخرى لم تستمع لها و تابعت حديثها :
جبت نرمين كانت رقاصة في كباريه شوفتها صدفة نضفتها و زقتها عليه تبقى عيني وسطهم ، عرفتها ازاي تقنعه و اتفقنا مع شوية بنات عشان يخلوه يشك في ميان و ساعدتها تتجوزه
مسحت دموعها التي سرعان ما تتمرد و تنساب على وجنتيها قائلة بحقد :
كنت بعيد عن هنا بس عيني كانت عليكم كلكم ، كل ما اعرف انكم مبسوطين في حياتكم اتقهر ، ليه انا مش كده ليه انتوا تكونوا مبسوطين و انا لأ يا عليا
اخذت نفس عميق ثم عادت لتستأنف حديثها الذي جعل عليا تصاب بالذهول و الصدمة :
انا عملت كتير اوي بس بردو مش مبسوطة دمرت سعادتكم قهرت قلبك على ولادك الاتنين يا عليا بس بردو مرتاحتش
رددت عليا بذهول :
اذيتي ولادي في ايه ، ميان و عارفه اللي عملتيه فيها ، مروان اللي يرحمه عملتي في ايه !!
رددت كاميليا بغل و شماتة :
انا اللي ورا حادثة موته عشان اقهر قلبك عليه و تدوقي شوية من اللي انا عيشته و بعيشه و عشان اقهر قلب رأفت كمان لما رفضني في كل مرة حاولت اسرقه منك عشان اخرب بيتك عشان متكونيش احسن مني
رددت عليا بصدمة و قهر :
ابني !!
اكملت باقي حديثها الذي صدم الأخرى بدموع :
بس عارفه اللي قهرني ايه يا عليا ، ان بعد اللي ابوكي عمله فيا ده و تفضيلك عني في كل حاجة عرفت انه مش ابويا و لا انتوا عيلتي و لا انتي تبقي اختي حتى !!!!!!
……….
يتبع….