رواية عشق قاسم الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم سوما العربي
((جزء الثاني والعشرين))
استيقظ من نومه وهو يشعر بحزن العالم.. قلبه مثقل بالاوجاع. لا حياة بدونها... هى.. هى نبض حياته وهو قلبه.. صاحبة الألوان في حياته المعتمه. سيذهب لها ويتحدث معها سيخبرها بما حدث هذا اليوم... سيفعل اى شئ.. اى شئ ولكن لا تذهب وتتركه... يعلم هى الآن تبكى... منهارة.. يعلم يعلم.
وقف امام باب الشقه وهم بدق الجرس ولكن فوجئ بمها ترتدى ملابس للعمل وتهم بالخروج. نظر لها باستغراب قائلاً :مها... رايحه فين.
مها :الشغل.
قاسم بحدة :شغل ايه.. مايولع الشغل.. انتى هتسيبى جودى وهى بالحالة دى وتمشى.
مها بسخرية :جودى... جودى فى المدرسه من اكتر من ساعه.
نظر لها بفم مفتوح من الصدمه.. أخذ اكثر من ثلاث دقائق حتى يستوعب أنها الان فى مدرستها... ماذا يحدث حقاً.
هبط مسرعاً ومها خلفه قاد سيارته ودعا مها كى يقلها للعمل معه.
بعد وقت ترجل من سيارته وذهب بخطى مسرعه صاعدا الى مكتبه.
دخل عليه عادل وهو متعجب من أمره.
عادل:فى ايه يا قاسم... ايه اللي حصل.. من امبارح وانت بتأجل الكلام لبعدين ايه اللي حصل.
قص عليه قاسم بصوت مختنق كل ماحدث وما شاهدته جودى كذلك الصور المبعوثه لها.
عادل:وده كله مابربطش الخيوط ببعض ووصلت لأن دنيا هى اللى عامله كل ده.
قاسم وكأنه كان بحاجة للتنبيه :يابنت ال****وحياة امى ما هيسبها... بس حظها انى عندى الأهم دلوقتي.
عادل :بس فى حاجة اهم.
قاسم بنفاذ صبر :إيه اخلص.
عادل :دنيا مش بالدماغ دى أبدا... دنيا صحيح بتشتغل من زمان ومش ساهله خالص بس مش بالدماغ دى.. فى حد مخطط معاها.
قاسم باعين مظلمة :هو.. هو مافيش غيره.
عادل باستفهام:مين.
قاسم بتنهيده حارره:مش وقته... كل دول مش وقتهم.. مش مهمين.. هدفعهم التمن بس لما ارجع جودى ليا.ثم اكمل بحزن:النهاردة عيد ميلادها يا عادل... النهاردة هتكمل ال18... انا مجهز كل حاجه... وكلمت المأذون... حالف من يوم ماشوفتها أنها فى اليوم ده هتتكتب على أسمى.
عادل بيأس وإحباط :خلال يا قاسم... هنحاول معاها تانى.. بس انت اهدى.
نظر له بقوه قم هب من مقعده فجأة وقال:لأ يا عادل... النهاردة هتكون على أسمى زى نا عاهدت نفسى.
خرج من مكتبه وهو يبتسم بقوه عازما على اقتتاصها بأى شكل سيضمنها لنفسه اولا ثم يصالحها فيما بعد لكن ليتزوجها اولا حتى ولو بالحيله.
لكن اوقفته منى وهى تقول :قاسم بيه... نلغى ترتيبات عيد ميلاد انسه جودى خلاص.
نظر لها بتمعن بطريقه اربكتها قائلاً :وتلغيه ليه... هو فى حاجة جدت انتى عارفاها وانا لا.
منى بتلعثم:اا.. ل. لا. بس. اااا. قاطعها قائلاً بغموض :تمام تمام يا منى.. بس كل الترتيبات تبقى زى ماهيا.
ثم انصرف بخطى ثابته وعو يعد ويحسب عدد الأفراد المشتركة فى الايقاع بينه وبين طفلته.. حسناً حسنا.. حظكم ان لا وقت لى الان بعقابكم فالاهم الان هو امتلاك صغيرتى..
لحق به عادل واستطاع ركوب المصعد معه قائلاً بغمزه عين :إيه... مش عايز شاهد على العقد ولا ايه.
ضحك بقوه على صديقه الذى يفهمه من دون حديث.. ولما لا وهم رغم اختلاف شخصيتهم إلا أنهم عشرة عمر ويفهون بعض من النظره
امام شقة محمد والد جودى.
وقف يدق جرس الباب بقوه... فتحت لهم امرءه اربعينيه بملابس لا تناسب عمرها ومكياج صارخ. نظرت لهيئة الرجال التى تقف بارتعاد قائله:ايه فى ايه.. عايزين مين.
احد حراس قاسم:لو سمحتى يا مدام عايزين زوج حضرتك.
نطرت لهم بخوف قائلة :ليه.
قاسم:لو سمحتى يا مدام بسرعه بدل ما نجيبه بالقوة. لم تستطع التحرك من شدة الرعب من هيئته وهيئة رجاله وحراسه ضخام الجثة دو البدل السوداء.
فاقتحموا هم المنزل وقام أحدهم بجلب محمد من على سريره بالقوه.
قاسم:تؤتؤ تؤ.. ليه كده بس يا شباب... مش قولت بلاش عنف.
اول ما نظر اليه محمد وتعرف عليه فوراً قائلا بحفاوه:أهلا اهلا قاسم بيه.. مش كنت تقولى وانا كنت اجى لحد مكتبك والله.
قاسم بسخرية :يا راجل... مانت عارف من كام شهر انى خطبت بنتك الوحيدة واعلنت انى هتجوزها.. ولا شوفتك سألت عنى ولا عنها.... اقعد اقعد... اتفضل يا مولانا.
نظر محمد للحضور فراى رجل ببذله عملية ودفتر زواج تقدم للجلوس وسطهم.
محمد بزهول :هو إيه اللي ييحصل.
قاسم بجفاء:ايه هتجوز بنتك.. بس للاسف مافيش قدامى ولى غيرك احط ايدى فى أيدو بس مش مهم خليها عليا عشان اوصل لجودى اعمل أى حاجة.
محمد بترحاب مقذذ:ده يوم المنى يا قاسم بيه... ده أنا اجيبهالك لحد البيت.
قاطعه بحدة :اوعى تقرب ناحيتها انت فاهم... نظر للماذون قائلا :ابدأ اجرائاتك يامولانا عشان مستعجل.
محمد بابتسامة طمع :بس مش الاول فى مهى وشبكه وكدا.
نظروا له بازدراء فاردف قاسم :مالكش دعوة انت بكل ده... المهر هتاخدوا فى ايدها وشبكتها كمان ده غير الفيلا الى هتتكتب باسمها والعربيه و هقدم لها فى جامعه خاصه تكمل فيها تعلميها..نظر له بجفاؤ ثم اكمل وهو يخرج دفتر الشيكات من جيبه قائلاً :المبلغ ده ليك عشان تكتب الكتاب.
حرر الشيك بعد الامضاء واعطاه لمحمد الذى تهلل وجهه وهو يطلع على الرقم المكتوب ووضع يده فى يد قاسم على الفور واخذ يردد خلف المأذون.
زفر براحه كبيره وهو يقول:وانا قبلت زواجها. ثم كلمة المأذون الشهيرة (بارك لكما وبارك عليكما وجمع بينكم فى خير) ابتسم بارتياح وهو يرى نصف مهمته قد تم. ولكن يتبقى الجزء الاهم والأصعب هو توقيعها على عقد الزواج.
فى المدرسه الكندية تجلس تلك الصغيره تحاول اقصاؤ همومها جانباً وان تقوم بالتركيز أكثر مع شرح المعلم محاوله تنفيذ ما عاهدت نفسها عليه صباحاً حين استيقظت من نزمها على دموع الامس وهى تحاول ان تقنع نفسها أنها فى فترة مراهقة.. كل ما شعرت به ناحيته وكل هذا التعلق ماهو الا تذبذبات مراهقه حكم عليها به سنها وستزول بالتأكيد... بالتأكيد على مر الأعوام ستتذكر هذه المشاهد وهذا القاسم وتضحك على سذاجة مشاعر مراهقتها هذه.. ربما فى هذا الوقت ستكون قد تزوجت بآخر وانجبت منه أيضاً.. وربما... مهلاً مهلا... لا جودى انتى تعشقيه وليست مراهقه... لا بلى هى مراهقه... لا.. كفا. كفا.
كفكفت دموعها ونهضت وهى تستعد كى تذهب لمدرستها والاهتمام بمستقبلها كى تريه هذا القاسم انها لم تعد تلك البريئه الخجوله الهشه ذات الطباع الهادئة التى لا تجيب سوى ب حاضر قاسم.. نعم حبببى.. الى تشوفه.. مش مهم يامن المهم حبيبى ما يزعلش.. تولع الدنيا المهم انت.
خرجت من شرودها على صوت أحد الإحصائيات قد استأذنت للدخول ومعها بعض الاوراق قائله:جود مروننج يا ولاد.. زى مانتو شايفين ده ورق الاستمارات بتاعت الامتحان... وااا... انتو... عارفين.. ااا. اااحنا محتاجين امضتكوا عليها بما ان معظمكوا طلع بطايق شخصيه.
نظر الطلاب لبعض بجهل فهذه الاوراق تمضى فى السنه النهائيه وهم مازالوا فى الصف الثاني.. ولكن ليكن.
نظرت الاخصائيه لهم قائله بتلعثم:ااا.. الورق بس محتاج امضيتكوا.. يلا ياولاد..
وضعوا أمامها مجموعه من الاوراق كى تقوم بالتوقيغ عليها مثلها مثل جميع الطلاب. أخذت توقع عليها ولكن توقفت وهى ترى من بين الاوراق. ورق مختلف عن باقى الطلاب.. تفحصته بسرعه وبملاحظه شديده. ثم هبت مندفعه وهى تذهب لغرفة المديره و الاخصائيه تركض خلفها تحاول تبرير الموقف الذى وضعوا به بالاجبار.
توقفت بغرفة المديره قائله بقوه وعنف:ممكن افهم ايه ده.... ها... عقد جواز.. بتغفلونى... ده اسمه إيه ده.. ها.. حد يرد عليا.
المديره بتبرير :افهمى ياجودى... احنا مش اد قاسم مهران... ده قادر يقفل المدرسة دى الصبح.
هزت راسها بيأس ثم خرجت مسرعه.
فى سيارة قاسم التى تقف ويصطف خلفها سيارات الحرس كان يستمع فى الهاتف لحديث مديرة المدرسة ويبتسم.. رغم فشل مخططه ولجوءه الى مخطط آخر لكنه مستمتع فعلاً. يبتسم بحب على صغيرته الذكية وسريعة البديهه.
كانت تسير وشياطين العالم تقفز امام وجهها.. هل يعتقدها بهذه السذاجة.. أم أنه هو من جيل الثمانينات صاحب الحيل القديمة.
كانت تهم بالخروج لكن توقفت وهى ترى سيارته وسيارات حرسه مصطفين امام مدرستها.. ذهبت بغضب وعبوس وقامت بطرق على نافذه المقعد الخلفي حيث يجلس هو بكل شموخ.. وبدل من ان يفتح لها النافذه... قام سريعاً بفتح الباب وجذبها بقوه للداخل فاستقرت باحضانه.. نظر لها بوله وعشق وشوق بينما هى نست وضعها المخجل في احضانه من شدة عضبها وتحدثت بعصبيه لذيذه له قائله:ايه خلاص... مافيش ابتكار.. مافيش إبداع... المفروض تبقى كرياتيڤ اكتر من كده... باينه اووى يعنى... عقد الجواز ملفت ومختلف... لا وكمان حاطت صورنا.. طب كنت شيل الصور لحد ما امضى عشان تعدى عليا... تمانيناتى اوى انت. 1
كان يستمع لها بفرحة كبيره. يأكل معالم وحهها بعينيه.. يستمتع وبتلذذ لغضبها الممتع.
لم يجيب عليها وإنما ظل يتطلع لها.
تحدثت بحنق مجددا :ايه.. بكلمك أنا... قاسم بيه يامهران..
قاسم :.......
جودى :ماترد عليا.
لم تنتبه هى للسياره التى تحركت من صعودها اليها ولا بتوقفهم امام فيلا قاسم.
جودى بنفس العصبية :انا بكلمك دلوقتي... انت فاكر نفسك ايه... ماترد عليا.... فاكرنى هبله وهتدخل عليا اللعبه المكشوفة دى.
قاسم وهو يضع يده على شفتيها قائلاً بهيام وعشق:شششش... اللعبه وحشه... خلاص نلعب على المكشوف يا عشق قاسم.
نظرت له بتوجس فنظر هو حوله وتبعته هى بالنظر حولها.. فشهقت وهى ترى نفسها داخل احضانه فى سيارته وداخل حدود بيته. عاود النظر إليها ثم حملها بلحظة مباغتة وخرج بها وسط غضبها وركلاتها.. صعد إلى اعلى متجاهلا شهقات والدته وجحوظ اعين والده وهتافهم باسمه بصدمه.
صعد الى غرفته وهو مازال يحملها. وضعها ارضا واغلق الباب خلفه.. استمعت إلى صوت إغلاق الباب بالمفتاح فقالت بخوف :ايه... فى إيه... بتقفل الباب ليه.
اقترب منها بخطوات مدروسه وهو يخرج اوراق الزواج من سترته قائلاً بأمر وهو يحاول كبت ابتسامته :امضى.
استجمعت شجاعتها قائلة :لا طبعاً.. عمرى ما هعمل كده.
قاسم بلا مبالاه ومكر :خلاص يا روحى ماتعمليش كده.
نظرت له بتوجس لاستسلامه. فهم هو نظرتها فاكمل قائلاً :ماتمضيش ياروحى. مال عليها قائلا :بس هتفضلى فى الاوضه دى مش هتخرجى منها إلا وانتى مراتى.
قالت بقوة :يعني ايه.. هتحبسنى.
ابتسم بعبث قائلاً :أمم.. هحبسك.. وانتى امتحانك بعد 5ايام..وعيد ميلادك النهاردة... لا وكمان هتنامى معايا في نفس الاوضه.. اه مانا نسيت اقولك ان دى اوضتى... ومش معقول هسيب اوضتى الى فيها بنوتى الحلوه اللي بعشقها واروح انام فى مكان تانى فاشوفى انتى بقا تنامى جنبى وانتى مراتى شرعاً وقانونا ولا تنامى وانتى مش مراتى... لا وفى الاخر مهما طال الزمن هتمضى بردوا بدل الحبسه هنا... فاختارى انتى.. يالا... شوفتى قاسم حبيبك مش بيحب يغصبك على حاجه ازاى... طب والله مافى حد مدلع حبيبته زيى كده.
نظرت له بحنق وهى تراه يضيق عليها الخناق ويحبسها فى دائرة مغلقه لا منفك منها.
اخذ الوقت منها اكثر من دقائق حتى امسكت العقود والقلم وقامت بالتوقيع على كل العقود. ثم نظرت له بشراسه اما هو فزفر بارتياح وهو يرى وعده لنفسه ولها أولا قد تحقق. فى يوم اتمامها للسن القانونى أصبحت زوجته وعلى اسمه.
وقف يتطلع لعقد الزواج بفرحة كبيرة جداً.. يعلم.. يعلم جيداً انه لابد وان يعتذر.. ان يبدى ندمه.. ان يفعل اى شئ حتى ترضى وترضى غرورها كانثى.. سيشرح لها حقيقة هذه الصور وأيضاً ماحدث في هذا اليوم المشؤم الذى فرق بينهم.
ولكن ليضمنها معه اولا... ليضمن زواجهم... فل تصبح زوجته اولا ليستطيع اخذ فرصته في فى التودد لها بل وتدليلها على كل شكل ولون. ولكن وهى زوجته.
خرج سريعاً وأعطى العقود لأحد رجاله قائلاً :عايزه يتسجل في الشهر العقارى النهاردة... فاهم... النهاردة.
اغلق الهاتف ودلف اليها مجددا وعلى وجهه ابتسامة عاشق. اقترب منها وهي تنطر ارضا بغضب.
شعرت به مقتربا منها فوقفت قائلة :خلاص خلصت... ممكن امشى بقا.
تطلع اليها بعشق دفين منبعث من نخاعه واقترب منها واحتضنها بشده.
وهى رغم غضبها منه لم ترفض حضنه بل تركته وهى تقول لنفسها انها دقيقه ستستمتع بها وتعود بعدها لجفائها معه مت جديد.
ابتعد عنها وهو يحبس كميه وفيره من عطرها بصدره.
زفر الهواء براحه ثم نظر لها مبتسماً وقال:جودى.. حبيبتى.. خلينى افهمك... الصور دى كان....
قاطعته برفض قائله :مش عايزه أسمع اى مبررات مالهاش لازمه... انت فاكرنى عيله صغيره هتضحك عليا بكلمتين... لا فوق.. ده أنا دماغى توزن بلد.
قاسم بعشق:طبعاً.... مانتى جودى... لازم تبقى غير الكل. ثم اكمل بعبث وتلاعب:وكمان بقيتى حرم قاسم مهران... اوعى تنسى دى كمان.
نطرت له بغضب وهى تضرب الأرض بقدمها قائله :ماشى... ممكن اروح بقا.
قاسم ببراءة مصطنعة :تروحى فين يا روحى.. مانتى روحتى خلاص.
رفعت حاحبها الايمن قائله:نعم.
قاسم بمكر:ايه ياروحى.. مش لما حد بيقول انا مروح بيبقا قصده انه راجع بيته.
جودى :اه.
قاسم ببراءة :يبقى انتى روحتى خلاص يا عشق قاسم.. لأن ده بقا بيتك....هو انا موقلتلكيش.. مش احنا اتجوزنا.
جودى متصنعه التفاجئ:بجد.
قاسم :اه ياروحى.
تعالى رنين هاتفه فأجاب قائلاً :ايوه... اممم.. تمام تمام.
اغلق الهاتف مبتسماً فقد تم تسجيل عقد الزواج رسميا في الشهر العقارى. نظر فى ساعته قائلاً بسعادة :الف مبروك يا روحى.اقترب منها مقبلا جبينها وهو يشعر بدقات قلبها ورعشة جسدها بين يديه. ابتسم بحب فهى ورغم غضبها مازال يحمل تأثير كبير عليها.
قاسم وهو يقبل جبينها :مبروك عليا انتى ياروحى.
جودى وهى تبتعد وتحاول ارتداء قناع الجمود :قاسم كفاية كده... انا لازم اروح.
قاسم بحب وهو يلتقط كفيها بين كفيه الضخمة :جودى حبيبتي... احنا خلاص اتجوزنا... يعنى ده بقى بيتك... ثم اكمل بمرح:وبعدين كفاية ايه ده النهاردة فرحك.
جودى ببلاهه:نعم.
قاسم:ههههههه.. اها.. انا اصلاً كنت عامل حفله جامده جداً وعازم كل صحابك وصحابى واهم ناس فى الدولة عشان عيد ميلاد حبيبتى... بس بعد ماكتبت الكتاب فكرت انه طب ليه لأ ماهو كل الى كنت هعزمهم فى فرحنا عزمتهم على الحفله.. حتى القاعه عمرها ماكانت هتبقى متجهزه زى مانا أمرت انهم يزينو جنينة الفيلا... يبقى ناقص ايه.. ناقص ايه.. الفستااااااان.
سحبها من يدها كالمسحوره من كمية المفاجآت التى تتوالى عليها ووقف بها امام صندوق كبير وقام بفتحه واخرج منه فستان زفاف خطف أنفاسها.
وضعه على الفراش امامها وهى تتطلع له
ثم اكمل:نص ساعه ويكون عندك احسن ميكب ارتست فى مصر كلها ياروحى.. قصدي يا مدام قاسم مهران.
قال الاخيره بغمزه وعبث فقالت هى بحنق:ومين قالك بقا انى هنزل.
قاسم بثقة :انا... مانا عازم مدرستك كلها. بالمدرسين بالطلبة والعمال حتى الأمن كمان.. ومها ومحسن..
اكمل ببراءة قائلاً :يعني يرضيكى محسن يشوف الفضيحة دى... بنت خالة خطيبته بتهرب من فرحها.. طب يقول ايه على مها هو يعنى... ها.. انتى يرضيكى... يرضيكى يعنى تطلعى سمعه وحشه على نفسك وعلى مها اختك وبنت خالتك.. لأ لأ لأ.. اخس عليكى يا جودى.
نطرت له وهى تكور يدها بغضب :اه يا..
قاسم :ايه... ايه.. مش عيب.. عيب.. حد يشتم جوزو.
جودى :جوزو.
قاسم:اه جوزو.. مانا بقيت جوزو... سلملى على جوزك يا اسماعيل بيه ههههه.
نظر لساعته ثم لها قائلاً :يالا ياروحى يالا.. مافيش وقت... شوفتى نسيتني... لازم اشترى بدله جديدة.. مع أن عندى كتير.. بس البدلة دى غير.
خرج من الغرفه وهو يكتم ضحكاته بصعوبة.. يعرف كان يثرثر كثيرا ويتحدث سريعاً دون فواصل كى ياخدها وهى ساخنه ولا يدع لها فرصه للثوران من جديد او الاعتراض.
يعلم انها لها الحق ومعذوره ولكنه أيضا معذور.. بل ومظلوم.. يعلم أيضاً انها ستعود لشراستها بعد انتهاء هذا الاحتفال.. لكنه مستعد لتحمل اى شئ طالما هى بجواره...
يتبع.....
استيقظ من نومه وهو يشعر بحزن العالم.. قلبه مثقل بالاوجاع. لا حياة بدونها... هى.. هى نبض حياته وهو قلبه.. صاحبة الألوان في حياته المعتمه. سيذهب لها ويتحدث معها سيخبرها بما حدث هذا اليوم... سيفعل اى شئ.. اى شئ ولكن لا تذهب وتتركه... يعلم هى الآن تبكى... منهارة.. يعلم يعلم.
وقف امام باب الشقه وهم بدق الجرس ولكن فوجئ بمها ترتدى ملابس للعمل وتهم بالخروج. نظر لها باستغراب قائلاً :مها... رايحه فين.
مها :الشغل.
قاسم بحدة :شغل ايه.. مايولع الشغل.. انتى هتسيبى جودى وهى بالحالة دى وتمشى.
مها بسخرية :جودى... جودى فى المدرسه من اكتر من ساعه.
نظر لها بفم مفتوح من الصدمه.. أخذ اكثر من ثلاث دقائق حتى يستوعب أنها الان فى مدرستها... ماذا يحدث حقاً.
هبط مسرعاً ومها خلفه قاد سيارته ودعا مها كى يقلها للعمل معه.
بعد وقت ترجل من سيارته وذهب بخطى مسرعه صاعدا الى مكتبه.
دخل عليه عادل وهو متعجب من أمره.
عادل:فى ايه يا قاسم... ايه اللي حصل.. من امبارح وانت بتأجل الكلام لبعدين ايه اللي حصل.
قص عليه قاسم بصوت مختنق كل ماحدث وما شاهدته جودى كذلك الصور المبعوثه لها.
عادل:وده كله مابربطش الخيوط ببعض ووصلت لأن دنيا هى اللى عامله كل ده.
قاسم وكأنه كان بحاجة للتنبيه :يابنت ال****وحياة امى ما هيسبها... بس حظها انى عندى الأهم دلوقتي.
عادل :بس فى حاجة اهم.
قاسم بنفاذ صبر :إيه اخلص.
عادل :دنيا مش بالدماغ دى أبدا... دنيا صحيح بتشتغل من زمان ومش ساهله خالص بس مش بالدماغ دى.. فى حد مخطط معاها.
قاسم باعين مظلمة :هو.. هو مافيش غيره.
عادل باستفهام:مين.
قاسم بتنهيده حارره:مش وقته... كل دول مش وقتهم.. مش مهمين.. هدفعهم التمن بس لما ارجع جودى ليا.ثم اكمل بحزن:النهاردة عيد ميلادها يا عادل... النهاردة هتكمل ال18... انا مجهز كل حاجه... وكلمت المأذون... حالف من يوم ماشوفتها أنها فى اليوم ده هتتكتب على أسمى.
عادل بيأس وإحباط :خلال يا قاسم... هنحاول معاها تانى.. بس انت اهدى.
نظر له بقوه قم هب من مقعده فجأة وقال:لأ يا عادل... النهاردة هتكون على أسمى زى نا عاهدت نفسى.
خرج من مكتبه وهو يبتسم بقوه عازما على اقتتاصها بأى شكل سيضمنها لنفسه اولا ثم يصالحها فيما بعد لكن ليتزوجها اولا حتى ولو بالحيله.
لكن اوقفته منى وهى تقول :قاسم بيه... نلغى ترتيبات عيد ميلاد انسه جودى خلاص.
نظر لها بتمعن بطريقه اربكتها قائلاً :وتلغيه ليه... هو فى حاجة جدت انتى عارفاها وانا لا.
منى بتلعثم:اا.. ل. لا. بس. اااا. قاطعها قائلاً بغموض :تمام تمام يا منى.. بس كل الترتيبات تبقى زى ماهيا.
ثم انصرف بخطى ثابته وعو يعد ويحسب عدد الأفراد المشتركة فى الايقاع بينه وبين طفلته.. حسناً حسنا.. حظكم ان لا وقت لى الان بعقابكم فالاهم الان هو امتلاك صغيرتى..
لحق به عادل واستطاع ركوب المصعد معه قائلاً بغمزه عين :إيه... مش عايز شاهد على العقد ولا ايه.
ضحك بقوه على صديقه الذى يفهمه من دون حديث.. ولما لا وهم رغم اختلاف شخصيتهم إلا أنهم عشرة عمر ويفهون بعض من النظره
امام شقة محمد والد جودى.
وقف يدق جرس الباب بقوه... فتحت لهم امرءه اربعينيه بملابس لا تناسب عمرها ومكياج صارخ. نظرت لهيئة الرجال التى تقف بارتعاد قائله:ايه فى ايه.. عايزين مين.
احد حراس قاسم:لو سمحتى يا مدام عايزين زوج حضرتك.
نطرت لهم بخوف قائلة :ليه.
قاسم:لو سمحتى يا مدام بسرعه بدل ما نجيبه بالقوة. لم تستطع التحرك من شدة الرعب من هيئته وهيئة رجاله وحراسه ضخام الجثة دو البدل السوداء.
فاقتحموا هم المنزل وقام أحدهم بجلب محمد من على سريره بالقوه.
قاسم:تؤتؤ تؤ.. ليه كده بس يا شباب... مش قولت بلاش عنف.
اول ما نظر اليه محمد وتعرف عليه فوراً قائلا بحفاوه:أهلا اهلا قاسم بيه.. مش كنت تقولى وانا كنت اجى لحد مكتبك والله.
قاسم بسخرية :يا راجل... مانت عارف من كام شهر انى خطبت بنتك الوحيدة واعلنت انى هتجوزها.. ولا شوفتك سألت عنى ولا عنها.... اقعد اقعد... اتفضل يا مولانا.
نظر محمد للحضور فراى رجل ببذله عملية ودفتر زواج تقدم للجلوس وسطهم.
محمد بزهول :هو إيه اللي ييحصل.
قاسم بجفاء:ايه هتجوز بنتك.. بس للاسف مافيش قدامى ولى غيرك احط ايدى فى أيدو بس مش مهم خليها عليا عشان اوصل لجودى اعمل أى حاجة.
محمد بترحاب مقذذ:ده يوم المنى يا قاسم بيه... ده أنا اجيبهالك لحد البيت.
قاطعه بحدة :اوعى تقرب ناحيتها انت فاهم... نظر للماذون قائلا :ابدأ اجرائاتك يامولانا عشان مستعجل.
محمد بابتسامة طمع :بس مش الاول فى مهى وشبكه وكدا.
نظروا له بازدراء فاردف قاسم :مالكش دعوة انت بكل ده... المهر هتاخدوا فى ايدها وشبكتها كمان ده غير الفيلا الى هتتكتب باسمها والعربيه و هقدم لها فى جامعه خاصه تكمل فيها تعلميها..نظر له بجفاؤ ثم اكمل وهو يخرج دفتر الشيكات من جيبه قائلاً :المبلغ ده ليك عشان تكتب الكتاب.
حرر الشيك بعد الامضاء واعطاه لمحمد الذى تهلل وجهه وهو يطلع على الرقم المكتوب ووضع يده فى يد قاسم على الفور واخذ يردد خلف المأذون.
زفر براحه كبيره وهو يقول:وانا قبلت زواجها. ثم كلمة المأذون الشهيرة (بارك لكما وبارك عليكما وجمع بينكم فى خير) ابتسم بارتياح وهو يرى نصف مهمته قد تم. ولكن يتبقى الجزء الاهم والأصعب هو توقيعها على عقد الزواج.
فى المدرسه الكندية تجلس تلك الصغيره تحاول اقصاؤ همومها جانباً وان تقوم بالتركيز أكثر مع شرح المعلم محاوله تنفيذ ما عاهدت نفسها عليه صباحاً حين استيقظت من نزمها على دموع الامس وهى تحاول ان تقنع نفسها أنها فى فترة مراهقة.. كل ما شعرت به ناحيته وكل هذا التعلق ماهو الا تذبذبات مراهقه حكم عليها به سنها وستزول بالتأكيد... بالتأكيد على مر الأعوام ستتذكر هذه المشاهد وهذا القاسم وتضحك على سذاجة مشاعر مراهقتها هذه.. ربما فى هذا الوقت ستكون قد تزوجت بآخر وانجبت منه أيضاً.. وربما... مهلاً مهلا... لا جودى انتى تعشقيه وليست مراهقه... لا بلى هى مراهقه... لا.. كفا. كفا.
كفكفت دموعها ونهضت وهى تستعد كى تذهب لمدرستها والاهتمام بمستقبلها كى تريه هذا القاسم انها لم تعد تلك البريئه الخجوله الهشه ذات الطباع الهادئة التى لا تجيب سوى ب حاضر قاسم.. نعم حبببى.. الى تشوفه.. مش مهم يامن المهم حبيبى ما يزعلش.. تولع الدنيا المهم انت.
خرجت من شرودها على صوت أحد الإحصائيات قد استأذنت للدخول ومعها بعض الاوراق قائله:جود مروننج يا ولاد.. زى مانتو شايفين ده ورق الاستمارات بتاعت الامتحان... وااا... انتو... عارفين.. ااا. اااحنا محتاجين امضتكوا عليها بما ان معظمكوا طلع بطايق شخصيه.
نظر الطلاب لبعض بجهل فهذه الاوراق تمضى فى السنه النهائيه وهم مازالوا فى الصف الثاني.. ولكن ليكن.
نظرت الاخصائيه لهم قائله بتلعثم:ااا.. الورق بس محتاج امضيتكوا.. يلا ياولاد..
وضعوا أمامها مجموعه من الاوراق كى تقوم بالتوقيغ عليها مثلها مثل جميع الطلاب. أخذت توقع عليها ولكن توقفت وهى ترى من بين الاوراق. ورق مختلف عن باقى الطلاب.. تفحصته بسرعه وبملاحظه شديده. ثم هبت مندفعه وهى تذهب لغرفة المديره و الاخصائيه تركض خلفها تحاول تبرير الموقف الذى وضعوا به بالاجبار.
توقفت بغرفة المديره قائله بقوه وعنف:ممكن افهم ايه ده.... ها... عقد جواز.. بتغفلونى... ده اسمه إيه ده.. ها.. حد يرد عليا.
المديره بتبرير :افهمى ياجودى... احنا مش اد قاسم مهران... ده قادر يقفل المدرسة دى الصبح.
هزت راسها بيأس ثم خرجت مسرعه.
فى سيارة قاسم التى تقف ويصطف خلفها سيارات الحرس كان يستمع فى الهاتف لحديث مديرة المدرسة ويبتسم.. رغم فشل مخططه ولجوءه الى مخطط آخر لكنه مستمتع فعلاً. يبتسم بحب على صغيرته الذكية وسريعة البديهه.
كانت تسير وشياطين العالم تقفز امام وجهها.. هل يعتقدها بهذه السذاجة.. أم أنه هو من جيل الثمانينات صاحب الحيل القديمة.
كانت تهم بالخروج لكن توقفت وهى ترى سيارته وسيارات حرسه مصطفين امام مدرستها.. ذهبت بغضب وعبوس وقامت بطرق على نافذه المقعد الخلفي حيث يجلس هو بكل شموخ.. وبدل من ان يفتح لها النافذه... قام سريعاً بفتح الباب وجذبها بقوه للداخل فاستقرت باحضانه.. نظر لها بوله وعشق وشوق بينما هى نست وضعها المخجل في احضانه من شدة عضبها وتحدثت بعصبيه لذيذه له قائله:ايه خلاص... مافيش ابتكار.. مافيش إبداع... المفروض تبقى كرياتيڤ اكتر من كده... باينه اووى يعنى... عقد الجواز ملفت ومختلف... لا وكمان حاطت صورنا.. طب كنت شيل الصور لحد ما امضى عشان تعدى عليا... تمانيناتى اوى انت. 1
كان يستمع لها بفرحة كبيره. يأكل معالم وحهها بعينيه.. يستمتع وبتلذذ لغضبها الممتع.
لم يجيب عليها وإنما ظل يتطلع لها.
تحدثت بحنق مجددا :ايه.. بكلمك أنا... قاسم بيه يامهران..
قاسم :.......
جودى :ماترد عليا.
لم تنتبه هى للسياره التى تحركت من صعودها اليها ولا بتوقفهم امام فيلا قاسم.
جودى بنفس العصبية :انا بكلمك دلوقتي... انت فاكر نفسك ايه... ماترد عليا.... فاكرنى هبله وهتدخل عليا اللعبه المكشوفة دى.
قاسم وهو يضع يده على شفتيها قائلاً بهيام وعشق:شششش... اللعبه وحشه... خلاص نلعب على المكشوف يا عشق قاسم.
نظرت له بتوجس فنظر هو حوله وتبعته هى بالنظر حولها.. فشهقت وهى ترى نفسها داخل احضانه فى سيارته وداخل حدود بيته. عاود النظر إليها ثم حملها بلحظة مباغتة وخرج بها وسط غضبها وركلاتها.. صعد إلى اعلى متجاهلا شهقات والدته وجحوظ اعين والده وهتافهم باسمه بصدمه.
صعد الى غرفته وهو مازال يحملها. وضعها ارضا واغلق الباب خلفه.. استمعت إلى صوت إغلاق الباب بالمفتاح فقالت بخوف :ايه... فى إيه... بتقفل الباب ليه.
اقترب منها بخطوات مدروسه وهو يخرج اوراق الزواج من سترته قائلاً بأمر وهو يحاول كبت ابتسامته :امضى.
استجمعت شجاعتها قائلة :لا طبعاً.. عمرى ما هعمل كده.
قاسم بلا مبالاه ومكر :خلاص يا روحى ماتعمليش كده.
نظرت له بتوجس لاستسلامه. فهم هو نظرتها فاكمل قائلاً :ماتمضيش ياروحى. مال عليها قائلا :بس هتفضلى فى الاوضه دى مش هتخرجى منها إلا وانتى مراتى.
قالت بقوة :يعني ايه.. هتحبسنى.
ابتسم بعبث قائلاً :أمم.. هحبسك.. وانتى امتحانك بعد 5ايام..وعيد ميلادك النهاردة... لا وكمان هتنامى معايا في نفس الاوضه.. اه مانا نسيت اقولك ان دى اوضتى... ومش معقول هسيب اوضتى الى فيها بنوتى الحلوه اللي بعشقها واروح انام فى مكان تانى فاشوفى انتى بقا تنامى جنبى وانتى مراتى شرعاً وقانونا ولا تنامى وانتى مش مراتى... لا وفى الاخر مهما طال الزمن هتمضى بردوا بدل الحبسه هنا... فاختارى انتى.. يالا... شوفتى قاسم حبيبك مش بيحب يغصبك على حاجه ازاى... طب والله مافى حد مدلع حبيبته زيى كده.
نظرت له بحنق وهى تراه يضيق عليها الخناق ويحبسها فى دائرة مغلقه لا منفك منها.
اخذ الوقت منها اكثر من دقائق حتى امسكت العقود والقلم وقامت بالتوقيع على كل العقود. ثم نظرت له بشراسه اما هو فزفر بارتياح وهو يرى وعده لنفسه ولها أولا قد تحقق. فى يوم اتمامها للسن القانونى أصبحت زوجته وعلى اسمه.
وقف يتطلع لعقد الزواج بفرحة كبيرة جداً.. يعلم.. يعلم جيداً انه لابد وان يعتذر.. ان يبدى ندمه.. ان يفعل اى شئ حتى ترضى وترضى غرورها كانثى.. سيشرح لها حقيقة هذه الصور وأيضاً ماحدث في هذا اليوم المشؤم الذى فرق بينهم.
ولكن ليضمنها معه اولا... ليضمن زواجهم... فل تصبح زوجته اولا ليستطيع اخذ فرصته في فى التودد لها بل وتدليلها على كل شكل ولون. ولكن وهى زوجته.
خرج سريعاً وأعطى العقود لأحد رجاله قائلاً :عايزه يتسجل في الشهر العقارى النهاردة... فاهم... النهاردة.
اغلق الهاتف ودلف اليها مجددا وعلى وجهه ابتسامة عاشق. اقترب منها وهي تنطر ارضا بغضب.
شعرت به مقتربا منها فوقفت قائلة :خلاص خلصت... ممكن امشى بقا.
تطلع اليها بعشق دفين منبعث من نخاعه واقترب منها واحتضنها بشده.
وهى رغم غضبها منه لم ترفض حضنه بل تركته وهى تقول لنفسها انها دقيقه ستستمتع بها وتعود بعدها لجفائها معه مت جديد.
ابتعد عنها وهو يحبس كميه وفيره من عطرها بصدره.
زفر الهواء براحه ثم نظر لها مبتسماً وقال:جودى.. حبيبتى.. خلينى افهمك... الصور دى كان....
قاطعته برفض قائله :مش عايزه أسمع اى مبررات مالهاش لازمه... انت فاكرنى عيله صغيره هتضحك عليا بكلمتين... لا فوق.. ده أنا دماغى توزن بلد.
قاسم بعشق:طبعاً.... مانتى جودى... لازم تبقى غير الكل. ثم اكمل بعبث وتلاعب:وكمان بقيتى حرم قاسم مهران... اوعى تنسى دى كمان.
نطرت له بغضب وهى تضرب الأرض بقدمها قائله :ماشى... ممكن اروح بقا.
قاسم ببراءة مصطنعة :تروحى فين يا روحى.. مانتى روحتى خلاص.
رفعت حاحبها الايمن قائله:نعم.
قاسم بمكر:ايه ياروحى.. مش لما حد بيقول انا مروح بيبقا قصده انه راجع بيته.
جودى :اه.
قاسم ببراءة :يبقى انتى روحتى خلاص يا عشق قاسم.. لأن ده بقا بيتك....هو انا موقلتلكيش.. مش احنا اتجوزنا.
جودى متصنعه التفاجئ:بجد.
قاسم :اه ياروحى.
تعالى رنين هاتفه فأجاب قائلاً :ايوه... اممم.. تمام تمام.
اغلق الهاتف مبتسماً فقد تم تسجيل عقد الزواج رسميا في الشهر العقارى. نظر فى ساعته قائلاً بسعادة :الف مبروك يا روحى.اقترب منها مقبلا جبينها وهو يشعر بدقات قلبها ورعشة جسدها بين يديه. ابتسم بحب فهى ورغم غضبها مازال يحمل تأثير كبير عليها.
قاسم وهو يقبل جبينها :مبروك عليا انتى ياروحى.
جودى وهى تبتعد وتحاول ارتداء قناع الجمود :قاسم كفاية كده... انا لازم اروح.
قاسم بحب وهو يلتقط كفيها بين كفيه الضخمة :جودى حبيبتي... احنا خلاص اتجوزنا... يعنى ده بقى بيتك... ثم اكمل بمرح:وبعدين كفاية ايه ده النهاردة فرحك.
جودى ببلاهه:نعم.
قاسم:ههههههه.. اها.. انا اصلاً كنت عامل حفله جامده جداً وعازم كل صحابك وصحابى واهم ناس فى الدولة عشان عيد ميلاد حبيبتى... بس بعد ماكتبت الكتاب فكرت انه طب ليه لأ ماهو كل الى كنت هعزمهم فى فرحنا عزمتهم على الحفله.. حتى القاعه عمرها ماكانت هتبقى متجهزه زى مانا أمرت انهم يزينو جنينة الفيلا... يبقى ناقص ايه.. ناقص ايه.. الفستااااااان.
سحبها من يدها كالمسحوره من كمية المفاجآت التى تتوالى عليها ووقف بها امام صندوق كبير وقام بفتحه واخرج منه فستان زفاف خطف أنفاسها.
وضعه على الفراش امامها وهى تتطلع له
ثم اكمل:نص ساعه ويكون عندك احسن ميكب ارتست فى مصر كلها ياروحى.. قصدي يا مدام قاسم مهران.
قال الاخيره بغمزه وعبث فقالت هى بحنق:ومين قالك بقا انى هنزل.
قاسم بثقة :انا... مانا عازم مدرستك كلها. بالمدرسين بالطلبة والعمال حتى الأمن كمان.. ومها ومحسن..
اكمل ببراءة قائلاً :يعني يرضيكى محسن يشوف الفضيحة دى... بنت خالة خطيبته بتهرب من فرحها.. طب يقول ايه على مها هو يعنى... ها.. انتى يرضيكى... يرضيكى يعنى تطلعى سمعه وحشه على نفسك وعلى مها اختك وبنت خالتك.. لأ لأ لأ.. اخس عليكى يا جودى.
نطرت له وهى تكور يدها بغضب :اه يا..
قاسم :ايه... ايه.. مش عيب.. عيب.. حد يشتم جوزو.
جودى :جوزو.
قاسم:اه جوزو.. مانا بقيت جوزو... سلملى على جوزك يا اسماعيل بيه ههههه.
نظر لساعته ثم لها قائلاً :يالا ياروحى يالا.. مافيش وقت... شوفتى نسيتني... لازم اشترى بدله جديدة.. مع أن عندى كتير.. بس البدلة دى غير.
خرج من الغرفه وهو يكتم ضحكاته بصعوبة.. يعرف كان يثرثر كثيرا ويتحدث سريعاً دون فواصل كى ياخدها وهى ساخنه ولا يدع لها فرصه للثوران من جديد او الاعتراض.
يعلم انها لها الحق ومعذوره ولكنه أيضا معذور.. بل ومظلوم.. يعلم أيضاً انها ستعود لشراستها بعد انتهاء هذا الاحتفال.. لكنه مستعد لتحمل اى شئ طالما هى بجواره...
يتبع.....