رواية واحترق العشق الفصل العشرون 20 بقلم سعاد محمد سلامة
الشرارةالعشرون«عشق محكوم بالإحتراق»
#وإحترق_العشق
❈-❈-❈
كآن هنالك سحر خاص، أو تعويذة غرام أُلقيت عليه جعلته مُشتاقًا تواقً لتلك القُبلات واللمسات الخجوله من فداء، إمتلكها برفق، لأول مره يشعر بلذة لقاء حميمي، يشعر بهدوء نفسي ورضاء عكس ما كان يشعر سابقًا بنفور من نفسه قبل هيلدا، وطريقتها الفجة، كذالك يضحك بعد أن كان يكتئب… يضحك على خجل فداء التى بمجرد أن تنحي عنها جذبت الدثار عليها وأغمضت عيناها تهربًا منه، إتكئ على يده ونظر لها قاصدًا أن يشاغبها وضع يده على الدثار يحاول جذبه عنها قائلًا بمشاكسه:
لحقتي تنامي مش المفروض كنتِ تستحمي الأول.
سعُلت بشدة وتمسكت بالدثار وفتحت عينيها تنظر له بضيق صامته.
ضحك ولا يعلم لما إعتدل على الفراش وجذبها على صدره رغم معارضتها، ضمها بقوة، إستسلمت لذلك رغبةً منها تنهد مُبتسمًا يشعر بحِيره سائلًا:
إنتِ إيه يا فداء، أنا مش فاهمك، لما قابلتك فى بيت باباكِ ولقيت منك إصرار على إنك تتجوزيني، قولت معندكيش حياء، يوم الشبكة قولت مستفزة، يوم كتب الكتاب إكتشفت إنك خجولة، إتحير عقلي فى فهم طباعك، حتى دلوقتي حاسس إنك مزيج غير مفهوم.
نظرت له بفهم قائله:
ليه محسسيني إنى لوغاريتمات صعبة أوى كده، أنا بسيطة جدًا بحب أكون تلقائية.
-تلقائية.
اعادها وهو ينظر لها للحظة كاد يقول لها أنه زوج لأخرى وسيذهب بعد فترة لهناك، ألا تخشى أن ينشغل بها وينساها هنا… لكن تراجع وأغمض عينية يود العكس، يود نسيان هيلدا ومحوها من حياته،فتح عينية نظر لها كانت تبتسم بإشراق، ملامحها ليست أجمل من هيلدا بل العكس هيلدا حتى دون عمليات التجميل كانت جميلة الوجه قبيحة الخُلق، لكن هنالك بريق خاص لـ فداء ليس الشباب بل رضا النفس.
❈-❈-❈
بمنزل عماد
وعت سميرة حين لم يسمع عماد قولها ورفع وجهها ينظر لها بإستفهام سائلًا:
قولتي إيه يا سميرة أنا مسمعتش.
نظرت له بصمت للحظات ثم قالت:
مفيش.
كادت أن تبتعد عن صدره لكنه أحكم يديه حولها نظرت له كآنها تائهه هل هذا عماد الذي كان يتركها بالفراش وينهض بعد كل لقاء عاطفي، ما الذي تغير به، لما حين اردت أخذ قرار حاسم بالهجر تبدل هكذا، صورة زوج وحبيب، تنهدت بقوة.
تبسم قائلًا:
كل دى تنهيدة، حاسس إن فى حاجه شاغلة عقلك، سميرة بلاش تخبي عني حاجه.
نظرت له قائله:
مفيش حاجه شاغلة عقلي، بس يمكن مش متعوده يمنى تبقى بعيد عني.
تبسم قائلًا بإيحاء:
حضن يمنى أدفى من حضني.
هنالك احساس يضرب عقلها، يجعلها فى حالة توهان… بينما عماد نظر لها وقبل شِفاها قُبلة ناعمه أغمضت عينيها وفتحتهما وشهقت حين إستدار بهم على الفراش وأصبح يعتليها عينيه تنظر لها بشغف عاشق مُتيم… وهى بحالة توهان لكن إستسلمت لذاك الطوفان يأخذهم الى النهاية …
لحظات جعلت عماد يعترف سميرة هي نبض الحياة لقلبهُ، بينما هى رغم عشقها له لكن
صعب أن تشعر بالأمان مع من خذلها دون أن يسمع لها.
إنتهت لحظات الغرام ضمها لصدرة وغفى الإثنين لتنتهي ليلة هادئة
فى الصباح
فتحت سميرة عينيها ثم عاودت إغلاقها، تبسم عماد قائلًا:
صباح الخير.
تنهدت وهي تكاد تبتعد عن صدره قائله:
صباح النور.
أحكم عماد يديه عليها بل وإستدار بهم أصبح جسدها على الفراش وهو ينظر لها سائلًا:
مش هتقولي لى إيه اللى شاغل عقلك، متأكد إن فى حاجه حصلت هنا أول إمبارح كنتِ كويسه فجأة إتبدل حالك
نظرت له بتفكير ثم قالت ببساطة:
بنت عمي إتطلقت.
إندهش مستغربًا:
غريبة بالسرعة دي.
نظرت الى عينيه وتعمدت الرد ببساطة وبقصد
تلميح مباشر،لا ليس تلميح بل إيجاز :
عادي بتحصل فى بمجرد ما بيجوزوا بيطلقوا، بس للآسف بنت عمي فرصتها للرجوع معدومة لأنها مش حامل كمان طليقها إتجوز اللى كان بيحبها زي ما برر لنفسه الغدر بها.
نظر الى عينيها فهم حديثها جيدًا نهض من فوق الفراش جذب علبة السجائر والقداحه كذااك معطف خاص به وإرتداة وتوجه ناحية شُرفة الغرفه وفتحها كانت الشمس مازالت تشرق، شعر بهزة هواء باردة إخترقت جسدهُ زم طرفي المعطف عليه، وإشعل إحد السجائر، نفث دخانها يشعر بضيق، وتذكر همسها ليلًا
تأكد أنه لم يسمع قولها وطلبها للطلاق خطأ،
هل تظن أن شرائها لمركز التجميل سيجعلها تستقل عنه، يعلم جيدًا أن بقاء سميرة ليس لحاجتها للمال، بل السبب يمنى،سميرة لا تعلم أن عشقه لها نُقطة ضعفهُ،والسبب فى عدم أخذ قرار حاسم بشأن حياتهم معًا،لو كان قادرًا على الإبتعاد عنها ما كان عاد لها،كان سهل عليه الآعتراف بأبوة يمنى دون عودة زواجهما، أو كان طلقها بعد ولادة يمنى وما إستمر معها،لا يعلم لما هو ضعيف بشأنها،كلما حاول مقاومة ذاك الضعف يعود مرة أخرى بضعف وإشتياق لها.
بينما سميرة ظلت بالفراش وحدها كالعادة زفرت نفسها بآسى قائله:
للآسف مش هتتغير يا عماد.
نهضت من فوق الفراش نظرت نحو باب الشُرفه كان عماد وجهه للغرفه تلاقت عيناهم بحديث صامت كل منهم لدية مشاعر قوية إتجاة الآخر، لكن كل منهم يظن أن عشقهُ للآخر لعنة حياتهُ.
لا يعلم عدد السجائر الذى أحرقها، قبل أن يعود للغرفه تفاجئ بـ سميرة تلف وشاح رأسها
نظر لها سائلًا:
إنتِ خارجه رايحة فين دلوقتي ناسيه إننا هنروح آخر النهار نصبح على هاني ومراته.
أجابته وهى مازالت تُعطي ظهرها له وتعمدت القول:
متختفش هرجع قبل آخر النهار أنا
رايحة أشوف بنت عمي أواسيها شوية… وأقولها متزعليش ربنا بيعوض، والجواز التاني بيبقى ناجح أكتر.
لم تنتظر وغادرت الغرفة، بل الشقة إنتباته حالة سُعال، فسرها أنها من السجائر الذي إلتهمها لكن هنالك شعور بالبرد يغزوا جسده، لكن هنالك شعور آخر يغزوا عقلة، سميرة فسرت حديثه مع هاني على هواها، هو كان يقصد تشجيعه بأخذ خطوه صحيحة بحياته ربما يجد السعادة.
زفر نفسه بآسف كلما حاول أن يأخذ زواجه من سميرة طريقًا واضحًا تعود الغشاوة مرة أخرى.
بعد وقت
نزل عماد الى أسفل تفاجئ بوجود يمنى مع والدته التى تبسمت له قائله بحنان ثم زم:
يمنى هتجي معايا هنروح نزور خالك،
والأكل لسه على طرابيزة المطبخ روح إفطر
ولا غيرت ريقك بالسجاير زى عادتك.
حاد النظر لها وتهرب قائلًا:
مش جعان،هروح المصنع اللى هنا أشوف سير العمل فيه.
غادر عماد بينما تنهدت حسنية ونظرت الى يمنى التى أقبلت عليها تبتسم حملتها قائله بهمس:
مش عارفة سميرة وعماد ليه بيضيعوا زهوة حياتهم.
تبسمت يمنى قائله:
ناناه مش هنروح عند خالوا.
قبلتها وتبسمت قائله:
يلا نروح بس بلاش تتشاقي.
تبسمت يمنى ببراءة تضرب يديها الصغيرتان ببعض قائله بطفوله:
يمنى مش تتشاقي.
قبلتها حسنية وتبسمت قائله:
يمنى عسل وقلب تيتا.
خرجن الإثنين كانت حسنية تحمل يمنى لكن كعادتها تود السير واللهو بالطريق، أنزلتها حسنية سارت امامها تلهوا بالسير وهى تبتسم لها لكن حذرتها:
يمنى تعالى هاتي إيدك وبلاش تتنططي لتوقعى تتعوري.
لكن يمنى تُعاند وتسير كما تشاء، الى أن إنصدمت بإحد النساء دون إنتباه… دفعتها تلك المرأة بغضب، قائله بزم:
مش تشوفي قدامك.
تلهفت حسنية على يمنى وإنحنت عليها ساعدتها على النهوض، وحملتها تربت على ظهرها بحنان ونظرت الى تلك التى دفعت يمنى عينيها تفيض غِلًا وهى تنظر الى حسنية التى لم تُبالي بها وسارت تُهدهد حفيدتها زفرت نفسها بغضب جم:
طبعًا زي العادة مش هتردي عليا، ضعيفة.
سمعتها حسنية ولم تُبالي وتهكمت على غبائها هل تظن عدم ردها علي تُرهات هانم ضعف، بل قوة هى لا تعني لها شىئًا لديها يقين أن شعبان لا يستحق سوا إمراة سيئة مثله،لكن شعرت بوخز فى قلبها حين نظرت الى يد يمنى المخدوشه، نفخت فيها قائله بحنو:
لما نرجع للبيت هدهنها لك مرهم والوجع هيروح.
اومات لها يمنى قائله:
هى زقتنى يا ناناه انا مش خبطت فيها.
ضمتها حسنية بحنان قائله:
معليشي يا روحي، ربنا هينتقم منها… عشان زقت ملاك زيك.
❈-❈-❈
بمنزل شبة صغير
وضعت إنصاف ذاك الطبق وجلست خلف تلك المنضدة الأرضية قائله:
بسنت يلا تعالي إفطري.
خرجت بسنت من إحد الغرف تضع حقيبة كُتبها على كتفها قائله:
مش هلحق يا تيتا خلاص ميعاد الدرس فاضل عليه نص ساعه يدوب على ما أوصل.
أومات لها إنصاف قائله:
خدي السندوتشات أهى كنت عاملة حسابي.
اخذت بسنت منها السندوتشات قائله:
تسلم إيديك يا تيتا همشى انا بقى إدعيلي عندي إمتحان فى الدرس والمستر ده غبي… والله فداء بتشرح أحسن منه.
تبسمت إنصاف قائله:
لاء إنسى فداء دلوقتي عروسه سبيها تتهني مع خالك.
تبسمت بسنت بتوافق، ونظرت الى ذلك الذي خرج من الغرفه يسعُل شعرت بإمتعاض وقالت:
سلام بقى يا تيتا عشان متأخرش.
بينما نظر لها حامد بجمود ثم نظر نحو منضدة الطعام بإمتعاض قائلًا:
فيها إيه لو كنا فضلنا فى دار هاني، هنا المكان ضيق.
نظرت له قائله:
هاني عريس ومحتاج يتهني مع مراته.
نظر لها بإستهزاء قائلًا:
وإحنا كنا هنقل هناة فى إيه، احنا كنا هنبقى فى الدور الأرضي وهو فى الدور التاني.
ردت إنصاف:
برضوا يبقوا على راحتهم مراته ممكن تتحرج مننا.
تهكم وهو يجلس بسخرية قائلًا باستهزاء:
محساني إنه أول مرة يتجوز.
ردت إنصاف:
وهى جوازة برة دى جوازه، دى جابتلي الحسرة فى قلبي، إدعي ربنا يهنيه ويرزقه الذرية الصالحة التى تفرح قلبي وقلبه، أنا اوقات كنت بخاف مينزلش مصر ويعيش هناك وأتحرم منه، لكن جوازته هنا هتخليه يرجع ويمكن مع الوقت يستقر هنا ويرتاح من الغُربة.
تهكم وهو يضع اللقمة بفمة قائلًا:
ما هى جوازة بره دى هى اللى السبب فى العِز اللى عايش فيه ولا هتنكري.
نظرت له بآسف قائله:
السبب تعبه وشقاه هناك هو بياخد منها إيه كفاية شبابه الضايع مع ست تقرب عليا فى السن،العمر بيعدي.
-شبابه الضايع، طب يا أختى أهو إتجوز، ربنا يهنيه.
رغم انها تعلم انها ليس من قلبه لكن آمن قائله:
آمين.
❈-❈-❈
مساءً
بمنزل هانى
لا يحتاج لسؤال عماد عن سوء مزاجه فالسبب واضح تبدوا سميرة هى السبب بعد أن ذهبت مع فداء الى المطبخ، جذب يمنى التى اشمرت كُم فستانها تشكوا له قائله:
الست زقتني وإتعورت وناناه دهنتها لى مش توجعني دلوقتي.
قبل هاني يدها قائلًا:
لاء غلطانه الست دى إزاي تزق ملاك جميله كده، اكيد هتروح النار.
اومأت يمنى رأسها له بتوافق، بينما نظر هانى الى عماد سائلًا:
مالك، اللى يشوفك يقول مش ده اللى كان بيرقص شمت فيا إمبارح.
فرك عماد جبينه قائلًا:
مفيش بس حاسس بشوية صداع يمكن من صوت المزيكا العاليه بتاع إمبارح.
تبسم هاني قائلًا:
هصدقك بس عشان يمنى فتانه.
تبسم عماد وهو ينظر الى يمنى، التى جلست على ساقي هاني تتحدث معه بألفة كالعادة معه، حتى عادت فداء مع سميرة كل منهم تحمل صنية وضعتها على تلك الطاولة ثم إنضممن لهما،نظر عماد الى سميرة التى تبدوا ملامحها هادئه عكس ثورة عقلة وذاك الآلم الذي بدأ يتوغل الى رأسه،ظلوا معًا لوقت يتحدثون،الى أن نهض عماد بسبب ذاك الآلم الذى برأسه قائلًا:
يلا يا يمنى تعالى معايا لازم نسيب العِرسان يتهنوا.
نهضت سميرة بتوافق، بينما قالت فداء:
ليه مستعجلين يا جماعه.
إقتربت سميرة منها وحضتنها وقالت بهمس:
إنتم عِرسان ولازم نبقى خِفاف عليكم يمكن هاني عاوزك فى كلمة سر ولا حاجه.
نغزتها فداء هامسه:
إتحشمي يا سميرة…وبلاش أهزأك قدام جوزك واقوله مراتك بقت قليلة الأدب.
ضحكت سميرة بسخرية دون حديث.
غادر عماد ومعه سميرة ويمنى،بينما نظرت فداء الى هاني شعرت بخجل قائله بتهرب:
هاخد الصوانى اوديها المطبخ.
تبسم هاني،بنفس الوقت صدح رنين هاتفه،نظر له ثم نحو المطبخ،زفر نفسه يشعر بضجر لماذا كلما حاول نسيان هيلدا حتى لو لبعض الوقت تظهر ليتذكر مآساة حياته،فكر بعدم الرد،لكن يعلم أن هيلدا لن تمل وستعاود الإتصال،حسم قرارهُ وذهب نحو الشُرفه قام بفتح الخط،وسمع لهفتها تقول بالفرنسيه:
هاني حبيبي لقد إشتقت لك الن تأتى،الا يكفي إبتعادًا.
تهكم وظل صامتًا.
بينما عاودت هيلدا الحديث:
هاني لما لا تعود الى مارسيليا ونذهب سويًا برحلة خاصه الى أى مكان سياحيّ نستمتع سويًا.
أجابها بالفرنسيه:
لما أرجع نبقى نروح أي مكان يعجبك.
-ومتى ستعود.
كان سؤال هيلدا الذي اجابه هاني كآنه لا يود العودة:
لسه محددتش الوقت.
-لما هاني لا تعود لهنا أفضل كثيرًا لك…
صمتت هيلدا عن تكملة حديثها حين سمعت صوت نسائي خلف هاني، ثم عاودت سؤاله:
من تلك التى تُحدثك هاني.
بينما قبل لحظات عادت فداء من المطبخ الى الردهه لم تجد هانى لكن رأت تلك الشُرفة مفتوحه، ذهبت نحوها بتلقائيه، كان هاني يُعطيها ظهره لم ينتبة الا حين قالت:
أوعي تكون بتشرب سجاير يا هاني.
إستدار ينظر لها وتبدلت ملامحه، ثم قطب على حديث هيلدا قائلًا بالفرنسيه:
هبقى أكلمك بعدين دلوقتي مش فاضي.
فهمت فداء أنه يتحدث مع إمرأة بتلقائية سألته:
بتكلم مين.
أجابها بغضب:
وإنتِ مالك، ولا هتفتحيلى تحقيق من أولها، أنا بتخنق بسرعة.
شعرت فداء بحُزن قائله:
لاء مش هفتحلك تحقيق.
قالت هذا وغادرت، بينما رفع هاني يده يشد خصلات شعره بغضب يحاول تهدئة نفسه، ثم شعر أنه أخطأ بحق فداء، دخل الى الردهه، لكن لم يجد فداء، توجه الى المطبخ لم يجدها،توجه الى غرفة النوم، وجدها تجلس على الفراش لكن حين رات دخوله، إدعت إنشغالها بالهاتف… تنهد وذهب نحوها جلس لجوارها وتنحنح سائلًا:
بتابعي إيه.
إبتعدت عنه واجابته:
مش بتابع حاجه دى لعبة على الموبايل بسلي نفسي بها عشان مفتحش لك تحقيق.
تنهد مُبتسمًا وإقترب منها يضمه له قائلًا:
ولعبة إيه دى بقى، عرفيني يمكن نلعبها سوا.
حاولت الإبتعاد عنه، لكنه حاصرها، وأخذ الهاتف من يدها وضعه على تلك الطاولة ونظر لها بشعف يتملك منه لأول مرة كآنه لم يتزوج سابقًا، نظرت له بتذمر قائله:
من فضلك عاوزه موبايلي، و….
وضاع حديثها بجوف قُبلاته ولمساته الذى تأخذهما برحلة هناء.
❈-❈-❈
أمام مركز التجميل
خرجت عِفت تنظر نحو الطريق بترقُب إنتظارًا لسيارة الأجرة التى طلبتها، لكن فى أثناء ذلك رات ذاك الذي يقترب منها الى أن أصبح أمامها نظرت له بلا مبالاة، وكادت تتخطاه لكن هو وقف أمامها قائلًا:
أنا آسف.
تهكمت عليه قائله:
آسف على إيه ملقتش حد تصدمة بعربيتك النهاردة.
تبسم قائلًا بتوضيح:
لاء آسف على سوء الفهم اللى حصل فى المطعم، بصراحه…
قاطعته قائله:
ده موضوع ميهمنيش على فكرة، أنا وصلت لك موبايلك وإنتهي الامر على كده، بقى صاحبتك فهمت غلط ده شآنها مش شآني، ولو سمحت وسع التاكسي وصل.
تخطته وذهبت نحو سيارة الأجرة صعدت لها غير مُباليه له، نظر لها وتبسم يشعر بشعور جديد، لكن سُرعان ما نفضه هنالك هدف آخر برأسه مازال يسعى له.
❈-❈-❈
ليلًا
أثناء نوم سميرة شعرت كآن عماد يتحدث، فتحت عينيها تأكدت هو يتحدث،لم تفهم منه سوا كلمة “سميرة”
ظنت أنه مُستيقظ، مدت يدها نحوه لكن شعرت بسخونة صدرهُ العاري، إستغربت ذلك، نهضت وأضاءت ضوء الغرفه ثم عادت تنظر له كان وجهه مُتعرقًا للغايه، ومازال يتحدث، بل يهزي، وضعت يدها على جبينه شعرت بسخونه عاليه، إنخضت وتلهفت عليه تُحدثه:
عماد مالك.
لم يرد عليها وهو يهزي:
أنا بحبك يا سميرة.
تدمعت عينيها هو يهزي من تلك السخونية، تحركت سريعًا نحو الحمام، لم تجد أى علاج، وتذكرت انهم لا يأتون لهنا سوا قليل، تسحبت بهدوء من المنزل وذهبت الى صيدلية قريبه وصفت حالته لذاك الصيدلي، اعطاها بعض الأدويه، عادت سريعًا، تنهدت حين لم تشعر حسنية بخروجها، وضعت حقيبة الادويه على السلم ودلفت الى شقة حسنيه دخلت الى المطبخ مباشرةً، بحثت عن زجاجة خل، حتى وجدتها وكادت تخرج من المطبخ، لكن حسنية شعرت بوجود حركة ونهضت وجدت نور المطبخ مُضاء، ذهبت نحوه، حين رات سميرة تبسمت لها، بينما سميرة أخفت زجاجة الخل خلف ظهرها قائله:
حسيت إنى جعانه نزلت عملت سندوتش واكلته.
تبسمت لها حسنية قائله:
إنتِ مكنتيش أكلتي كويس عالعشا.
اومات سميرة سائله:
يمنى نايمه.
أومأت حسنية بـ نعم.
رسمت سميرة بسمه قائله:
أكيد غلبت حضرتك، بسبب جرح إيدها،دى حكت للكل عن وجع إيدها، هى كده لما تكون تعبانه.
تبسمت حسنية بغصه قائله:
لاء دى نامت علطول.
تبسمت سميرة قائله:
انا هطلع أكمل نوم،تصبحي على خير.
-وإنتِ من أهله.
تركتها سميرة سريعًا وأخذت حقيبة العلاج وصعدت،كان عماد مازال يهزى محمومًا،أعطته تلك الأدويه،وآتت بمنشفه وضعتها بإيناء به مياة بارده وخل مسحت له جسده بها،وظلت ساهره لجواره تُراقب حرارة جسده الى أن إنخفضت شعرت براحه.
بينما عماد كان يهزي بقسوة ذاك العشق فى قلبه،ويرا من بين هزيانه بداية رحلة العذاب بالغُربة
[قبل سنوات]
بعد أيام من مكوثه بذاك المشفى هنالك لم يكُن تعافى نهائيًا لكن بسبب تلك الرصاصه التى إخترقت ظهره،كان هنالك تحقيقًا
إدعى فقدان الذاكرة، لو أخبرهم السبب الحقيقي وانه مهاجرًا غير شرعي قد يتم ترحيله،إستغل هدوء المشفى وفر هاربًا،رغم آلم جسده،لعلمة باللغه الفرنسيه إستطاع الحديث الى أن وصل الى مكان يعلم أن به تجمع للمصريين، تحدث مع أحدهم وطلب منه المساعدة بإعطاؤه هاتفه ليقوم بإتصال هاتفي، بالفعل أعطي له الهاتف…
لم تخونه ذاكرته وهاتف والدته التى تشعر أن قلبها بين كفي الرحا يعتصر أيام لا تعلم عنه شئ، ردت على الهاتف، سُرعان ما فرح قلبها سائله بلهفه:
عماد إنت بخير.
رغم ألم كتفه أجابها:
أنا بخير ياماما ووصلت فرنسا، بس رقم موبايل هاني ضاع مني ومش عارف اوصله، روحي لمرات خالي وهاتي رقم موبايله منها.
تدمعت عينيها قائله:
حاضر يا حبيبي، سميرة هتفرح اوي إنك كلمتني دى لو تشوفها هتصعب عليك.
تبسم بإشتياق لها قائلًا:
إبقي طمينها عليا ياماما وقولى لها إنى وصلت بخير، وأنا بس اوصل لـ هانى هكلمها.
تبسمت له قائله:
هروح حالًا لـ إنصاف أجيب منها رقم موبايل هاني وهبعته على الرقم اللى بتكلمني منه.
بعد وقت
كان هاني يستقبل عماد وأخذه الى سكن به بعض المصريين المُغتربين، لكن عماد أخبرهُ أنه مُصاب برصاصه، تنهد هاني قائلًا:
طبعًا مش هنقدر نلجأ لأى مستشفى هشوفلك أى صيدلي يهتم بيك، وريح لك كام يوم أكون دبرت لك شغل.
تبسم عماد له، لكن طلب منه هاتفه قائلًا:
كنت عاوز موبايل.
تبسم هانى قائلًا:
فكرتني، أهو انا كنت عملت حسابي وإشتريت موبايل وأنا جاي فى السكه كمان إشتريت لك خط، خلينا ندخله فى الموبايل.
تبسم عماد له بإمتنان، بينما وضع هاني يده على كتفه قائلًا:
بلاش البسمه دى الموبايل والخط هتدفع تمنهم بعدين، إحنا هنا فى الغُربه، محدش بيعرف ولا بيجامل التاني.
تبسم له عماد، بعد قليل تجنب بعيدًا وقام بالإتصال على هاتف سميرة، وهو ينظر الى يده اليمنى التى مازال خاتم خطوبته ببنصرة الشئ الوحيد الذى لم يفارقه بين دوامات المياة المالحة، حين ردت عليه، شعر كآن كل ذاك الآلم الذى مر به إنتهي، بينما هى بكت قائله بلهفه:
عماد إنت بخير، طنط حسنية قالتلى إنك كلمتها.
تبسم قائلًا:
أنا بخير الحمدلله وصلت لعند هاني إبن خالي وهيشوفلي شغل.
تنهدت براحه قائله:
الحمدلله، ربنا يسهل لك طريقك.
تبسم عماد قائلًا:
وحشتيني يا سميرة.
خجلت من حديثه وصمتت.
سألها:
ساكته ليه؟.
اجابته بخجل:
بسمعك.
-وليه مش بتردى عليا.
خجلت قائله:
ما انا برد أهو.
ضحك قائلًا:
لاء المفروض أقولك وحشتيني، تقوليلى وإنت كمان يا حبيبي.
سعُلت بشدة.
ضحك عماد قائلًا:
بحبك يا سميرة.
ظلت صامته وقلبها يُرفرف بداخلها.
تسأل عماد:
لسه على وعدك يا سميرة.
أجابته بتسرُع:.
على وعدي وهستناك العمر كله يا عماد.
شعر عماد بإنشراك، وتبسم حين رأي إقتراب هانى منه،وقطب على حديثه معها قائلًا:
هقفل دلوقتي وهرجع أكلمك تانى.
تبسمت بخجل قائله:
تمام هنتظر إتصالك.
أغلق عماد الهاتف، ونظر الى هاني الذى إقترب منه قائلًا:
خلاص إطمنت على اللى فى مصر، حافظ بقى على صحتك كام يوم على ما جرح كتفك يلتأم فى قدامي كذا شغلانه هشوفلك المناسب أكتر، أهو قدامك كام يوم تحب فيهم، لآن الشغل هنا مبيرحمش.
[عودة]
إنتهت تلك الذكرى حين فتح عماد عينيه ورأي سميرة بغشاوة تنهد عاشقًا،يلومها قلبه لما أخلت بوعدها لها ولم تنتظر كما قالت،فصل عقله وأغمض عينيه مُستسلمًا لغفوة.
بينما سميرة ظلت ساهرة جوارهُ تُراقب حرارة جسده الى أن أصبحت شبه طبيعية، سمعت كل هزيانه الذي أربك عقلها وقلبها وضعهم بين خِلاف كالعادة
قلبها مُتيم بعشقه
عقلها يتملك منه الظنون ويخشي الهجر.
❈-❈-❈
صباحً
بمنزل هاني
إنتهت فداء من تحضير طعام الفطور نظرت له بتقيم وتذوقت إحد قطع الجُبن قائله:
فطور ملوكى، أما أروح أشوف هاني اقوله إنى جهزت له فطور، إمبارح كان بيشكر فى طبيخ مرات عمى الماسخ، شكله طفس وهمه على بطنه.
بالفعل بعد لحظات
دلفت الى غرفة النوم نظرت الى هانى الجالس عاري بجذعه العلوي، ربما عاري تمامً لكن دثار الفراش يستر نصف جسده، إستغفرت هامسه بصوت مُنخفض:
مش عارفه ده مش بيحس بالساقعه زى بقية البنى آدمين ده ولا أيه، آه عايش معظم الوقت فى فرنسا وهناك معظم الوقت عندهم ساقعه… ساقعه أو حر هما معندهمش حيا وهو أكيد بقى زيهم.
تبسم عماد الجالس فوق الفراش يضع حاسوب خاص على ساقيه المُمدوده يعمل عليه… هو شبه سمع حديثها الهامس، وإدعى عدم الإنتباة الى وجودها بالغرفه وإنشغل بالرد على إحد رسائل الحاسوب.
بينما هي زفرت نفسها وقامت بمضغ تلك العلكه التى بفمها وبحركتها المُعتادة، صنعت منها بالونً صغير أمام شفتاها سُرعان ما أصدر صوت فرقعه طفيف… رفع وجهه عن الحاسوب، ونظر نحوها وجدها تسحب تلك العلكه لفمها مره أخرى تحاول فعل بالون، تبسم قائلًا:
إنت اللبانه عالدوام كده بين سنانك بتمضغي بها، وتفرقعي بالونات.
اجابته بظرافه لا تقصدها:
اللبانه جزء من شخصيتي.
ضحك بإستمتاع لدرجة أن عيناه قد لمعت بدمعة سعادة، لو قال له أحدًا، ستعود لك إبتسامة ذاك الطفل ذو العشر أعوام قبل أن تقسو عليه الحياة، الإبتسامه التى كانت من القلب، ستعود مره أخرى لما صدقه، لكن مع تلك عاد القلب يشعر بإنتعاش مره أخرى… إقتربت منه وهى تمضغ تلك العلكه وتصنع بالونات تُطرقع قائله:
أنا جهزت الغدا فى المطبخ.
ضحك ونظر لها بمكر قائلًا:
مش المفروض إننا عِرسان وناكل وإحنا نايمين عالسرير.
نظرت له بسخط ولوت شفتاها بحركه كوميديه قائله:
آه المفروض إننا عِرسان بس هناكل وإحنا نايمين إزاي، كمان ده مُحن فاضي مش بيحصل غير فى المسلسلات والأفلام والروايات، ضحك عالعقول الفاضيه.
ضحك وهو يجنب ذاك الحاسوب جانبًا، وبمباغته منه جذبها لتُصبح مُمدده فوق الفراش وهو يعتليها، شهقت بخضه، وبحركه تلقائية إبتلعت تلك العلكه التى كانت بفمها حتى شعرت أنها رغم ليونتها وصِغر حجمها لكن كالحجر تسد حلقها، سُعلت بشده، ضحك وهو يتجنب عنها قليلًا وجذب كوب الماء الموضوع على تلك الطاوله المجاوره للفراش، ومد يده به لها، رفعت جسدها قليلًا وأخذت كوب المياه إحتست القليل، ثم تنهدت براحه قائله:
أشهد أن لا إله الا الله.
ضحك وهو يأخد كوب المياه وأعاد وضعه على الطاوله، بنفس الوقت كانت تستعتد للنهوض لكن إعتلاها مره أخرى ولم ينتظر، خلل إحد يديه بين خُصلات شعرها المُجعدة المتناثره حول رأسها فوق الفراش، بسبب خشونتها لم تنساب يدهُ بين خصلات شعرها، تبسم، لاحظت ذلك وقالت بلا مبالاة، ماما ومرات عمي قالوا لى أستشور شعري عشان يبقى سايح ونايح، بس انا مرتضتش قولت انا بحب أبقى على طبيعتي، وبعدين دى جوازة العُمر، يعني هكدب النهارده ولا بعدين.
-“جوازة العُمر”.
طنت الجمله برأس هاني، شعر بغصه فى قلبه لتلك التى تظن أن زواجهما سيدوم، لا تعلم أنه مُحدد بوقت، لكن غفلهُ قلبه بإشتهاء، حتى إن كان لوقت لا مانع من الإستمتاع بلحظات عشق محكوم بالإحتراق.
يتبع….