رواية تزوجته رغما عنه الفصل التاسع عشر19 بقلم حورية
البـــارت التاسع عشر
كان حسن ومها مازالا يجلسان عنــد فتحيــه..حين رن هاتف المنزل مره اخرى ..ردت مها وقالت بهدوء:-سلام عليكم
المتصل وكانت "نهال" :-عليكم السلام يا مها..ازيك انا نهال
مها بابتسامه:-ازيك حبيبتى...عامله ايه ؟!
نهال وهى تتظاهر بالحزم:-الحمد لله ..بقولك ايه يا مها ..هاتى جوزك ده عشان اهزقه
مها وهى تضحك:-ليــه ده غلبان
نهال وهى تضحك:-غلبان ايه ده ميه من تحت تبن فيه حد فى الدنيا يعمل كده..ده انا امى مستحلفاله
مها:-المسامح كريم خلاص
نهال :-انتوا معزومين عندنا النهارده..ماما مصممه تعزمكوا انتوا وطنط فتحيه وصحبتها وابنها عشان تحل الكلاش اللى حصل بينكوا ده
مها بابتسامه:-متكلفوش نفسكوا يا بنتى..انا هخليه يتصل بيه
نهال:-يا بنتى بطلى لاء احنا مستنيكوا على العشا..ماما اتصلت بطنط نهله صحبتها خلاص
انهت مهــا المكالمه ..واخبرت كلا من فتحيه وحسن ..زفر حسن فى ضيق وقال :-يووووووووووه...وانا كنت كلمت اهله اصلا ..ده عيل فظيع والله
مها بحزم:-يا حسن متغتابوش حرام عليك بقى
فتحيه بعتاب لحسن:-يا بنى خلاص ..مش هنعد كتير ان شاء الله ثم نظرت لمها وقالت لها:-يلا يا مها عشان ننضف بقى عقبال ما المعاد يجى
نظر لها حسن بغيظ وقال :-تنضف ايه يا ماما ...ديه لسه فى الشهور الاولى
فتحيه بسخريه:-ومالك يا اخويا متنحرر كده ليه ..ما انا كنت حامل فيك وكنت بعمل شغل البيت ليا ولحماتى وكان عادى يعنى
زفر مره اخرى وقال لمها :-انتى قادره تعملى حاجه
مها :-خلاص يا حسن اطلع انت ناملك شويه وانا هساعد طنط ...
هم لينهض واتجه ناحية الباب ..ضميره يؤنبه بشده ..تلك المره كان خائف عليها وعلى اولاده ايــضا...فتـــح الباب ثم قال لمها بغضب:-انتى يا هانم ياللى جوه
نهضت مها بتعجب وقالت له :-فيه ايه ؟
حسن وهو يصرخ بوجهها :-تعالى هنا انا افتكرت انك مش سايبالى ولا قميص نضيف
مها بتعجب:-يا حسن قمصانك فى الدولاب
هنا قالت فتحيه بلهجه شديده:-كده يا مها ..سايباه من غير قمصان نضيفه يروح بليل بأيه هوا
هنا قال لها هو بشده:-اتفضلى قدامى يلا .اطلعى اكويلى اى حاجه البسها
قالت هى بشده:-طيب يا حسن انا هطلع بس وهوريك ان فعلا فيه قمصان فى الدولاب
بالفعل اغلقت فتحيه الباب ..وصعدت هى بعض درجات السلم ..وانهمك هو فى الضحك
نظرت له بانفعال وقالت:-بتضحك على ايه لو سمحت
حسن وهو يضحك:-يا هبله انا قولت اطلعك ...بدل ما تعدى تنضفى
صمتت برهه وكانوا قد وصلوا الى منزلهم فقالت له بابتسامه وهى تحتضنه:-ربنا يخليك لمصر
ودخلوا واستغرقوا فى النوم ....
حل المساء واتصلت ثريا تؤكد الميعاد لفتحيــه ..استيقظوا..ارتدوا ملابسهم وصلوا المغــرب سويا ...ونزلو واستقلوا السياره الى منزل ثريــا ...
**********************************************
ومن ناحــيه اخرى..كان كريم متعجبا تماما من تصرفات والدته ..فقال لها بتعجب:-مالك يا ماما ..عزومة ايه اللى هنروحها ..يا ستى خلاص انا مش زعلان
نهله:-انت زعلان بس مش واخد بالك
كريم بمرح:-طب قوليلى هيا عندها بنت ولا حاجه؟!
نهله بضحك:-بالظبــط كده..كده ابتديت تفهمنى
كريم بابتسامه:-طب مش تقولى من الاول طيب ..كده اروح وانا نفسى مفتوحه
ونزلو هم ايضا واستقلوا سيــارتهم ...
صعد كريــم وهو يمسك باقة ورد فى يديه ...والدته تقف خلفه ..طرق الباب بخفه..فتــحت له نهال بابتسامه وقالت:-اهلا اتفضلوا
نظر لها بتأمل وقال :-انتى نهال صح
نهال بتعجب:-اه ..طب اتفضلوا الاول
دخل هو و والدته ثم قدم لها باقة الورد وقال وهو مازال يتأملها ويقول بداخله"يخربيت حلاوتك يا شيخه..استغفر الله العظيم " عاد الى الواقع وقال:-اتفضلى
مازالت متعجبه من تصرفاته هذه وقالت لوالدته :-اتفضلى يا طنط ..
ما ان دخلوا حتى سلم كريم على حسن وقال له بمرح:-خلاص يا عم انا اسف ..
حسن ببرود:-ماشى ..وانا كمان
سلم كريم على مــها برسميه شديده ..وفعل المثل مع قتحيه ...دعتهم ثريا لتناول العشاء ...
وكريم يصارع نفسه بعدم النــظر لنهال ..أما هى كانت تقول بداخلها"عشان كده ماما كانت مصممه على العزومه..نظرت ارضا واكملت سرا"يابنى ابعد عنى بقى بعينك الزرقه ديه"
تجمعوا حول طاولة العشاء على المقاعد اليمنى جلست فتحيه وحسن ومــها...وعلى يسار الطاوله جــلست نهله وبجانبها نهال وثريا فى مقدمة المنضده ..كان كريم لايزال واقفا حتى قالت ثريا:-متتفضل يا بنى
قال كريم بمرح لوالدته:-ماما متقومى عايز اعد جمب نهـــال
كست الحمــره وجه نهال ..ونظر الجميع الى بعضــهم البعض ..بينما ضحكت نهله وقالت له :-طيب يا اخويا ..ثم جلست بمقعد اخر ...هموا ليأكلوا ..عجزت نهال عن تناول الطعام ...لاحــظ كريم ذلك فقال لها جهرا:-متاكلى يا بنتى ..كل ده عشان اعدت جمبك ..طب اقوم طيب
نهال بحرج وتعجب وبصوت مبحوح:-ايه...لاء ..انا هاكل اهو
ضحكت ثريا وقالت:-اصل نهال لحد دلوقتى بتاكل الفراخ متفصصه ..ثم قالت لنهال :-هاتى الفرخه افصصهالك يا مها
هنا التقط كريم قطعة الدجاج و وضعها فى طبقه واخذ يقطعها حلقات صغيره لنــهال ..قالت نهال بحرج:-خلاص خلاص ..هاكلها كده
كريم وهو يضحك:-والله لنا مقطعهالك ..هوا فيه كام نهال هنا يعنى ..بدء فى تقطيعها وهى تنظر له بتعجب
أما حسن ومها كانوا ينظرا الى بعضهم البعض ..قالت مها بمرح لحسن:-شايف يا حسن يلا قطعلى انا كمان الفراخ
حسن ببرود وهو ينظر الى كريم :-طب انا جوزك..انما حضرتك يا استاذ كريم بتقطعها بمناسبة ايه معلش
تنحنح كريم والمرح يطغى على صوته وضحك وقال وهو ينظر لنهال:-طب مفيش مشكله ..هاتى التليفون عقبال ما اقطعها ..عشان نجيب المأذون يا نهال
هنا لم تتحمل هى اكثر من ذلك ونهضت وقالت بانفعال له :-انت يا عم فيه ايه..انت بتتكلم كده ازاى وعلى اساس ايه
نهض هو وقال لثريا بجديه:-ينفع كده يا حماتى
نهال بانفعال اكثر:-حماتك ايه ياعم ثم نظرت لنهله وقالت:-طنط هوا فيه ايه
نهله بحرج:-يا جماعه احنا جايين نطلب ايد نهال لكريـــــم..
************************************************** ******
أما سهى ذهبت الى بيــــت والدة زوجها وطرقت الباب ..فتح لها وليد وقال برقه:-اهلا اهلا
سهى بحزم :-انا عايزه اكلم معاك يا وليد
وليد بتعجب :-اتفضلى طيب
تجمع حمزه وسيف حولهم ..قالت لهم فى ثبات وهى تشير الى باب غرفة جدتهم :-ادخلوا اعدوا مع انه يا ولاد ربع ساعه وهاجى اسلم عليها ونروح
فعلوا ما قالته لهم ..ثم التفتت الى وليد وقالت بجديه:-وليد ..سبق قبل كده وقولتلك انى فعلا مبفكرش فى الجواز..ولو فكرت مش انت اللى هفكر فيه
وليد بهدوء:-ممكن اعرف ليه
سهى بحزم:-ببساطه لانى مقدرش اعيش مه اخو زوجى واعامله على انه زوجى ديه حاجه فوق طاقتى وفوق انى انا استحملها ..خصوصا ان اخوك كان حب حياتى ..فلو سمحت لو تكرمت يا وليد انا مش عايزه رسايل ولا تلميحات ولا الكلام ده خالص لانى فعلا مش هقدر ارتبط بيك
وليد بحزن:-بس انا بحبك
سهى بحزم:-وانا كمان قولتلك اللى عندى واللى فى طاقتى انى اعمله واللى مقدرش اعمل غيره ..
تركته ودخلت الى الغرفه وسلمت على والدة زوجها ..واخذت اولادها ورحلت ودعت الله ان يكتــب لها الخــير
********************************************
نعود مره اخرى الى هذا الكريم...عندما نطقت والدته بتلك الجمله ..هرولت نهال الى غرفتها ..وقالت ثريا بحرج:-المواضيع ديه مش عايزه كده يا دكتور كريم
كريم بجديه:-يا جماعه انتوا مكبرين الموضوع ليه..انا اعجبت بيها وطالب انى اتجوزها ..ناقص ايه تانى
ضحكت مها وقالت:-انت مندفع اوى ..حرجتها جامد
كريم بمرح :-طب ادخل اعتذرلها ...
مضـــت تلك الجلســه فى مرح..لم يتفوه حسن بأى كلمه .. وانهوا المناقشه بأنهم يريدون فرصه للتفكير فى ذلك الامر ..ثم استأذن كريــم و والدته بالرحيل وكانت جملته الاخــيره قبل ان يرحل "متتأخروش يا جماعه بقى فى الرد"
اغلقت ثريا الباب ورائهم ...وانهمكت فى الضحك هى وفتحيه ومها ..وخرجت نهال من غرفتها تضحك هى الاخرى وتقول:-ايه ده فيه بنى ادمين كده
وقف حسن بجديه وقال لها :-انا مش موافق يا نهال
ثريا بتعجب :-ليه يابنى
حسن :-مهزوز كده ومش راسى
نهال بابتسامه :-وهو فيه احلى من الناس اللى مش راسيين
حسن بغضب:-انتى هبله يا بت ..المفروض تختارى العريس على اساس اخلاقه وتعامله معاكى ودماغه وحبه ليكى
نهال بحده:-مالك يا حسن فيه ايه ..وهوا ده بيتعرف كده من مقابله واحده ومكلمتش فيها كمان معاه
تقريبا
حسن بحزم:-انتى موافقه
نهال بغيظ لثريا:-اه موافقه يا ماما ....
مضوا باقى الزياره فى الحديث عن الرياضه والســياسه وما شابه ...ومها تشتعل غيظا من حسن ...وصلوا اخـــيرا الى منزلهم ..ما ان دخلوا منزلهم حتى قالت مها بانفعال:-ممكن اعرف ايه الحمقه اللى انت كنت فيها ديه عشان نهال
حسن بغضب:-مها ..بقولك ايه بقى انا مش ناقصك ديه اختى بلاش هبل
مها بانفعال:-لا بجد ..واختك مش هتبقى عايزها تتجوز ليه يعنى
حسن وقد استعاد هدوءه:-طب يا مها خلاص اهدى ثم سار اليها وامسك بيدها فى رفق
ابعدت يده عنها وقالت له بعنف:-انت مشوفتش نفسك اصلا ..تخيل لو انا عملت كده بدالك ..كنت هتعمل ايه ثم صمتت برهه وقالت بأسى والدموع تنهال من عينيها :-ولا صحيح انت مش هتعمل حاجه ..ثم نظرت لعينيه مباشرة وتابعت:-عارف ليه..لانك عمرك ما حبتنى ..عمرك يا حسن ما حبتنى ولا عرفت تحبنى ...حتى موقفك الصبح عشان ولادك بس مش عشانى ..انا فعلا تعبت اوى
هنا امسك بها فى رفق وقال لها :-صدقينى مش كده
قاطعته بقوه وقالت:-لاء هوا كده ..ثم شعرت بشئ ما يتساقط منها ..نظرت ارضا وجدت دماءا تسيل منها ...فقالت له بضعف وهى تكاد تفقد وعيها :-الحق....نى يا حسن
نظر الى الدماء فقد سيطرته على نفسه وانهار فى البكاء وحملها بين يديه بلهفه ودموعه تتساقط على وجنتيها ..
نزل بهـــا سريعا الى سيارته ..و وصلوا الى المســـتشفى ...
كان حسن ومها مازالا يجلسان عنــد فتحيــه..حين رن هاتف المنزل مره اخرى ..ردت مها وقالت بهدوء:-سلام عليكم
المتصل وكانت "نهال" :-عليكم السلام يا مها..ازيك انا نهال
مها بابتسامه:-ازيك حبيبتى...عامله ايه ؟!
نهال وهى تتظاهر بالحزم:-الحمد لله ..بقولك ايه يا مها ..هاتى جوزك ده عشان اهزقه
مها وهى تضحك:-ليــه ده غلبان
نهال وهى تضحك:-غلبان ايه ده ميه من تحت تبن فيه حد فى الدنيا يعمل كده..ده انا امى مستحلفاله
مها:-المسامح كريم خلاص
نهال :-انتوا معزومين عندنا النهارده..ماما مصممه تعزمكوا انتوا وطنط فتحيه وصحبتها وابنها عشان تحل الكلاش اللى حصل بينكوا ده
مها بابتسامه:-متكلفوش نفسكوا يا بنتى..انا هخليه يتصل بيه
نهال:-يا بنتى بطلى لاء احنا مستنيكوا على العشا..ماما اتصلت بطنط نهله صحبتها خلاص
انهت مهــا المكالمه ..واخبرت كلا من فتحيه وحسن ..زفر حسن فى ضيق وقال :-يووووووووووه...وانا كنت كلمت اهله اصلا ..ده عيل فظيع والله
مها بحزم:-يا حسن متغتابوش حرام عليك بقى
فتحيه بعتاب لحسن:-يا بنى خلاص ..مش هنعد كتير ان شاء الله ثم نظرت لمها وقالت لها:-يلا يا مها عشان ننضف بقى عقبال ما المعاد يجى
نظر لها حسن بغيظ وقال :-تنضف ايه يا ماما ...ديه لسه فى الشهور الاولى
فتحيه بسخريه:-ومالك يا اخويا متنحرر كده ليه ..ما انا كنت حامل فيك وكنت بعمل شغل البيت ليا ولحماتى وكان عادى يعنى
زفر مره اخرى وقال لمها :-انتى قادره تعملى حاجه
مها :-خلاص يا حسن اطلع انت ناملك شويه وانا هساعد طنط ...
هم لينهض واتجه ناحية الباب ..ضميره يؤنبه بشده ..تلك المره كان خائف عليها وعلى اولاده ايــضا...فتـــح الباب ثم قال لمها بغضب:-انتى يا هانم ياللى جوه
نهضت مها بتعجب وقالت له :-فيه ايه ؟
حسن وهو يصرخ بوجهها :-تعالى هنا انا افتكرت انك مش سايبالى ولا قميص نضيف
مها بتعجب:-يا حسن قمصانك فى الدولاب
هنا قالت فتحيه بلهجه شديده:-كده يا مها ..سايباه من غير قمصان نضيفه يروح بليل بأيه هوا
هنا قال لها هو بشده:-اتفضلى قدامى يلا .اطلعى اكويلى اى حاجه البسها
قالت هى بشده:-طيب يا حسن انا هطلع بس وهوريك ان فعلا فيه قمصان فى الدولاب
بالفعل اغلقت فتحيه الباب ..وصعدت هى بعض درجات السلم ..وانهمك هو فى الضحك
نظرت له بانفعال وقالت:-بتضحك على ايه لو سمحت
حسن وهو يضحك:-يا هبله انا قولت اطلعك ...بدل ما تعدى تنضفى
صمتت برهه وكانوا قد وصلوا الى منزلهم فقالت له بابتسامه وهى تحتضنه:-ربنا يخليك لمصر
ودخلوا واستغرقوا فى النوم ....
حل المساء واتصلت ثريا تؤكد الميعاد لفتحيــه ..استيقظوا..ارتدوا ملابسهم وصلوا المغــرب سويا ...ونزلو واستقلوا السياره الى منزل ثريــا ...
**********************************************
ومن ناحــيه اخرى..كان كريم متعجبا تماما من تصرفات والدته ..فقال لها بتعجب:-مالك يا ماما ..عزومة ايه اللى هنروحها ..يا ستى خلاص انا مش زعلان
نهله:-انت زعلان بس مش واخد بالك
كريم بمرح:-طب قوليلى هيا عندها بنت ولا حاجه؟!
نهله بضحك:-بالظبــط كده..كده ابتديت تفهمنى
كريم بابتسامه:-طب مش تقولى من الاول طيب ..كده اروح وانا نفسى مفتوحه
ونزلو هم ايضا واستقلوا سيــارتهم ...
صعد كريــم وهو يمسك باقة ورد فى يديه ...والدته تقف خلفه ..طرق الباب بخفه..فتــحت له نهال بابتسامه وقالت:-اهلا اتفضلوا
نظر لها بتأمل وقال :-انتى نهال صح
نهال بتعجب:-اه ..طب اتفضلوا الاول
دخل هو و والدته ثم قدم لها باقة الورد وقال وهو مازال يتأملها ويقول بداخله"يخربيت حلاوتك يا شيخه..استغفر الله العظيم " عاد الى الواقع وقال:-اتفضلى
مازالت متعجبه من تصرفاته هذه وقالت لوالدته :-اتفضلى يا طنط ..
ما ان دخلوا حتى سلم كريم على حسن وقال له بمرح:-خلاص يا عم انا اسف ..
حسن ببرود:-ماشى ..وانا كمان
سلم كريم على مــها برسميه شديده ..وفعل المثل مع قتحيه ...دعتهم ثريا لتناول العشاء ...
وكريم يصارع نفسه بعدم النــظر لنهال ..أما هى كانت تقول بداخلها"عشان كده ماما كانت مصممه على العزومه..نظرت ارضا واكملت سرا"يابنى ابعد عنى بقى بعينك الزرقه ديه"
تجمعوا حول طاولة العشاء على المقاعد اليمنى جلست فتحيه وحسن ومــها...وعلى يسار الطاوله جــلست نهله وبجانبها نهال وثريا فى مقدمة المنضده ..كان كريم لايزال واقفا حتى قالت ثريا:-متتفضل يا بنى
قال كريم بمرح لوالدته:-ماما متقومى عايز اعد جمب نهـــال
كست الحمــره وجه نهال ..ونظر الجميع الى بعضــهم البعض ..بينما ضحكت نهله وقالت له :-طيب يا اخويا ..ثم جلست بمقعد اخر ...هموا ليأكلوا ..عجزت نهال عن تناول الطعام ...لاحــظ كريم ذلك فقال لها جهرا:-متاكلى يا بنتى ..كل ده عشان اعدت جمبك ..طب اقوم طيب
نهال بحرج وتعجب وبصوت مبحوح:-ايه...لاء ..انا هاكل اهو
ضحكت ثريا وقالت:-اصل نهال لحد دلوقتى بتاكل الفراخ متفصصه ..ثم قالت لنهال :-هاتى الفرخه افصصهالك يا مها
هنا التقط كريم قطعة الدجاج و وضعها فى طبقه واخذ يقطعها حلقات صغيره لنــهال ..قالت نهال بحرج:-خلاص خلاص ..هاكلها كده
كريم وهو يضحك:-والله لنا مقطعهالك ..هوا فيه كام نهال هنا يعنى ..بدء فى تقطيعها وهى تنظر له بتعجب
أما حسن ومها كانوا ينظرا الى بعضهم البعض ..قالت مها بمرح لحسن:-شايف يا حسن يلا قطعلى انا كمان الفراخ
حسن ببرود وهو ينظر الى كريم :-طب انا جوزك..انما حضرتك يا استاذ كريم بتقطعها بمناسبة ايه معلش
تنحنح كريم والمرح يطغى على صوته وضحك وقال وهو ينظر لنهال:-طب مفيش مشكله ..هاتى التليفون عقبال ما اقطعها ..عشان نجيب المأذون يا نهال
هنا لم تتحمل هى اكثر من ذلك ونهضت وقالت بانفعال له :-انت يا عم فيه ايه..انت بتتكلم كده ازاى وعلى اساس ايه
نهض هو وقال لثريا بجديه:-ينفع كده يا حماتى
نهال بانفعال اكثر:-حماتك ايه ياعم ثم نظرت لنهله وقالت:-طنط هوا فيه ايه
نهله بحرج:-يا جماعه احنا جايين نطلب ايد نهال لكريـــــم..
************************************************** ******
أما سهى ذهبت الى بيــــت والدة زوجها وطرقت الباب ..فتح لها وليد وقال برقه:-اهلا اهلا
سهى بحزم :-انا عايزه اكلم معاك يا وليد
وليد بتعجب :-اتفضلى طيب
تجمع حمزه وسيف حولهم ..قالت لهم فى ثبات وهى تشير الى باب غرفة جدتهم :-ادخلوا اعدوا مع انه يا ولاد ربع ساعه وهاجى اسلم عليها ونروح
فعلوا ما قالته لهم ..ثم التفتت الى وليد وقالت بجديه:-وليد ..سبق قبل كده وقولتلك انى فعلا مبفكرش فى الجواز..ولو فكرت مش انت اللى هفكر فيه
وليد بهدوء:-ممكن اعرف ليه
سهى بحزم:-ببساطه لانى مقدرش اعيش مه اخو زوجى واعامله على انه زوجى ديه حاجه فوق طاقتى وفوق انى انا استحملها ..خصوصا ان اخوك كان حب حياتى ..فلو سمحت لو تكرمت يا وليد انا مش عايزه رسايل ولا تلميحات ولا الكلام ده خالص لانى فعلا مش هقدر ارتبط بيك
وليد بحزن:-بس انا بحبك
سهى بحزم:-وانا كمان قولتلك اللى عندى واللى فى طاقتى انى اعمله واللى مقدرش اعمل غيره ..
تركته ودخلت الى الغرفه وسلمت على والدة زوجها ..واخذت اولادها ورحلت ودعت الله ان يكتــب لها الخــير
********************************************
نعود مره اخرى الى هذا الكريم...عندما نطقت والدته بتلك الجمله ..هرولت نهال الى غرفتها ..وقالت ثريا بحرج:-المواضيع ديه مش عايزه كده يا دكتور كريم
كريم بجديه:-يا جماعه انتوا مكبرين الموضوع ليه..انا اعجبت بيها وطالب انى اتجوزها ..ناقص ايه تانى
ضحكت مها وقالت:-انت مندفع اوى ..حرجتها جامد
كريم بمرح :-طب ادخل اعتذرلها ...
مضـــت تلك الجلســه فى مرح..لم يتفوه حسن بأى كلمه .. وانهوا المناقشه بأنهم يريدون فرصه للتفكير فى ذلك الامر ..ثم استأذن كريــم و والدته بالرحيل وكانت جملته الاخــيره قبل ان يرحل "متتأخروش يا جماعه بقى فى الرد"
اغلقت ثريا الباب ورائهم ...وانهمكت فى الضحك هى وفتحيه ومها ..وخرجت نهال من غرفتها تضحك هى الاخرى وتقول:-ايه ده فيه بنى ادمين كده
وقف حسن بجديه وقال لها :-انا مش موافق يا نهال
ثريا بتعجب :-ليه يابنى
حسن :-مهزوز كده ومش راسى
نهال بابتسامه :-وهو فيه احلى من الناس اللى مش راسيين
حسن بغضب:-انتى هبله يا بت ..المفروض تختارى العريس على اساس اخلاقه وتعامله معاكى ودماغه وحبه ليكى
نهال بحده:-مالك يا حسن فيه ايه ..وهوا ده بيتعرف كده من مقابله واحده ومكلمتش فيها كمان معاه
تقريبا
حسن بحزم:-انتى موافقه
نهال بغيظ لثريا:-اه موافقه يا ماما ....
مضوا باقى الزياره فى الحديث عن الرياضه والســياسه وما شابه ...ومها تشتعل غيظا من حسن ...وصلوا اخـــيرا الى منزلهم ..ما ان دخلوا منزلهم حتى قالت مها بانفعال:-ممكن اعرف ايه الحمقه اللى انت كنت فيها ديه عشان نهال
حسن بغضب:-مها ..بقولك ايه بقى انا مش ناقصك ديه اختى بلاش هبل
مها بانفعال:-لا بجد ..واختك مش هتبقى عايزها تتجوز ليه يعنى
حسن وقد استعاد هدوءه:-طب يا مها خلاص اهدى ثم سار اليها وامسك بيدها فى رفق
ابعدت يده عنها وقالت له بعنف:-انت مشوفتش نفسك اصلا ..تخيل لو انا عملت كده بدالك ..كنت هتعمل ايه ثم صمتت برهه وقالت بأسى والدموع تنهال من عينيها :-ولا صحيح انت مش هتعمل حاجه ..ثم نظرت لعينيه مباشرة وتابعت:-عارف ليه..لانك عمرك ما حبتنى ..عمرك يا حسن ما حبتنى ولا عرفت تحبنى ...حتى موقفك الصبح عشان ولادك بس مش عشانى ..انا فعلا تعبت اوى
هنا امسك بها فى رفق وقال لها :-صدقينى مش كده
قاطعته بقوه وقالت:-لاء هوا كده ..ثم شعرت بشئ ما يتساقط منها ..نظرت ارضا وجدت دماءا تسيل منها ...فقالت له بضعف وهى تكاد تفقد وعيها :-الحق....نى يا حسن
نظر الى الدماء فقد سيطرته على نفسه وانهار فى البكاء وحملها بين يديه بلهفه ودموعه تتساقط على وجنتيها ..
نزل بهـــا سريعا الى سيارته ..و وصلوا الى المســـتشفى ...
