اخر الروايات

رواية وله في ظلامها حياة الفصل التاسع عشر 19 بقلم دينا احمد

رواية وله في ظلامها حياة الفصل التاسع عشر 19 بقلم دينا احمد



لفصل التاسع عشر
(عتمة)

هز رأسه بعدم تصديق! ، بالتأكيد لم يحدث لها شئ كهذا! تأذت حبيبته لهذه الدرجة ولم يستطيع إنقاذها!! كيف سينظر إليها الآن؟ يشعر بالخزي من نفسه كثيراً يشعر بتهشم قلبه و روحه إلي أشلاء

ضغط على شفتيه قائلاً بنبرة جامدة:
- ممكن أدخل أشوفها؟.

تحدث الطبيب بعملية و هو ينظر إلى ساعة يده:
- استني نص ساعة لحد لما تفوق وبعدين أدخل.

نظر له مراد قائلاً باستخفاف:
- أنا هدخل دلوقتي ملكش دعوة.

ثم أكمل بغيرة وهو ينظر إليه بنظرات ساخطة:
- وأبعد عن وشي الساعادى عشان مش أفرغ المسدس اللي معايا في دماغك وانا ليا كلام مع مدير المخروبة دي عشان أنا طلبت دكتورة مش دكتور!

حمحم الطبيب وهو يبتلع ريقه بخوف قائلاً وهو يعدل ياقه قميصه بتوتر:
- حضرتك إزاي تتكلم معايا كدا ده شغلي وبعد فين المشكلة.

غمغم مراد وهو يرفع نظره إلى الأعلى:
- هعد لحد تلاتة لو مش اختفيت من وشي دلوقتي مش هطلع من هنا ألا على قبرك يا خفيف.

ثم أكمل بحدة وهو يدس يده في جيب بنطاله:
- يالا ياض من هنا !

هرول ذلك الطبيب بفزع فهو لا يري سوا رجل مجنون أمامه! أمّا رحمة فتدلي فاهها بذهول لينظر لها نظرة خاطفة ثم أمسك مقبض الباب قائلاً ببرود:
- في واحد أسمه فتحي جاي ياخدك تروحي القصر هيعرف العيلة عليكي وبعدين الخدامة هطلعك أوضتك.

عدلت حاجبها قائلة بضيق:
- إيه التناحة و الغلاسة بتاعته دي!!

أتي فتحي بعد لحظات قائلاً برسمية:
- اتفضلي حضرتك معايا أنا فتحي.
أومأت له ثم اتبعته إلي الخارج...

وفي داخل الغرفة.. جلس بجانبها يحتضن كف يدها وهو يشعر ببركان ثائر بداخله ممزوج بالاشتياق و الغيرة و الحزن و الفرح بأنه وأخيراً وجدها، الرغبة الجامحة في أن يُكسر ضلوعها بين عناقه!

تحدث قائلاً بخزي:
- فوقي يا نوري أنا آسف لاني مقدرتش احميكي من العالم ده، فوقي و قوليلي بس انتقم منهم إزاي وأنا هنفذ أي حاجة تقوليها..

ثم أضاف وهو يشد على كف يدها قائلاً بجنون:
- أنا وصلت لمرحلة بقيت مجنون بيكي! مش عايز حاجة في الدنيا غيرك...افهميني أنا بعشقك أنتي مرضي! يا تري أنتي حاسة بيا ولا لأ ؟ حبي ليكي بيزيد كل دقيقة من أول مرة وقعت عنيا عليكي وأنتي لسه مولودة.

تمتم بمئات و آلاف من كلمات الاعتذار والندم وهو يدفن رأسه في عنقها دموعه تنساب بمرارة، بينما داعبت رائحة عطره المميزة أنفها و دموعه التي انسابت بلا توقف جعلتها تبتسم رغماً عن آلامها ثم حاوطته بذراعيها تبكي كالطفلة الصغيرة بين ذراع والدها قائلة بقهر:
- مراد انا مش شايفاك! هو أنت ممكن تسيبني عشان أنا عميا؟.

بدأ بتوزيع قبلاته على وجهها قائلاً بلهفة:
- عمري ما اسييك ... مقدرش أبعد عنك أنتي روحي وحياتي... متخافيش أنا معاكي.

أغمضت عيناها سامحة لتلك الكلمات بأن تتغلغل في خلايا روحها و تريحها فكلامته لامست قلبها و داوته من جراحه

شهقت عندما حملها فجأة فتحدثت بخفوت وخجل:
- بتعمل ايه؟! نزلني لو سمحت.

أجابها بابتسامة حنونة:
- هششش استرخي انا معاكي واحنا دلوقتي ماشيين من هنا.
~~~~~~~~~~~~~~~~
في المستشفى...
فتحت ديما عيناها بتثاقل الآلام تجتاح جسدها من جميع الجهات، تساقطت دموعها بوهن وهي تنزع تلك الأجهزة الطبية المحاطة بها لتجد والدها و والدتها يدلفا إلي الغرفة فتحدثت والدتها بلهفة:
- انتي كويسة يا حبيبتي؟ حاسة بأيه؟.

فتحدث والدها وهو ينظر إليها قائلاً باحتقار:
- معرفش انتي ملهوفه عليها كدا ليه...والله تستاهلي اللي حصلك يكش تحترمي نفسك و تمشي على الصراط المستقيم.

أكملت انتزاع المحلول بجنون و هي تهز رأسها بعنف:
- مش أنا اللي تستسلم من أولها انا هوريك يا مراد أنا أقدر اعمل فيك إيه.

حاولت النهوض ولكن ذلك الألم لا يزال يفتك بها فصرخت قائلة:
- أنا هنا من امتا؟؟ وايه اللي حصل؟.

أقتربت عزيزة والدتها تربت على كتفها قائلة بحزن:
- معلشي يا بنتي استحملـ...

قاطعتها ديما بنفاذ صبر:
- بقولك أنا هنا من امتا؟

أخفضت عزيزة رأسها مغمغمة بحزن:
- بقالك 8 أيام هنا لما مراد جابك و طلقك فضلتي تصرخي و وقعتي ومن ساعتها وأنتي هنا.

هتفت ديما بشراسة:
- مراد مش طلقني مراد ده بتاعي أنا لوحدي ... أنا عملت كل ده عشانه و عشان ابقي معاه!

ثم انفجرت بالبكاء قائلة:
- انا كنت هخلص من علي بس لما يموت نورا وبعد كدا يبقي مراد ليا يقوم يعمل فيا كدا؟!! يا مامي قوليلي إني بحبه والله انا بس مش عايزة الزفتة التانية تختطفه مني.

صاح كامل بقسوة و حزم:
- اخرسي مش عايز أسمع نفسك بتحبيه إزاي وحامل من واحد تاني، عارفة لو مكنش اللي في بطنك نزل كنت وديتك عند عمك في الصعيد عشان يقتلك أنتي واللي في بطنك.

وضعت يدها المرتجفة على أحشائها قائلة بأعين متسعة:
- يعني إيه نزل؟؟ هو أنا مش حامل ولا إيه؟!

هز كامل رأسه نفياً قائلاً بأستحقار:
- نزل عشان انتي اتعرضتي لأغتصاب ... و اسمعي بقي يا بنت أمك لو عرفت أنك اتواصلتي مع الكلب اللي أسمه علي متلوميش غير نفسك أنا لسه عند تهديدي وعمك ما هيصدق أنه يعرف عنك حاجة زي دي هشرب من دمك.

انفجرت ديما في هستيريا من الضحك قائلة:
- مراد اغتصبني و ضربني! ... ههههه ... واللي في بطني نزل! يعني أنا خسرته؟! ههههه ... أنا مش هسيبك يا مراد .. أنت بتاعي أنا وبس.

أقتربت منها عزيزة حتي تحتضنها ولكن ديما دفعتها عنها بعنف قائلة بصراخ:
- اطلعوا برا مش عايزة أشوف وش حد.

خرج كامل ساحباً عزيزة من يدها التي تبكي بحرقه على ابنتها...بينما ضربت ديما رأسها بالوسادة خلفها عدة مرات و عيناها تلمع ببريق الأنتقام و الشر...!
~~~~~~~~~~~~~~~~~
فتحت نسرين باب مكتب مراد بعنف بينما لم تتمكن تلك السكرتيرة من منعها بالرغم من أنها منعتها بعبارات النهي وعدم وجود مراد ولكنها لم تكثرث ثم صاحت رافعة أنفها بغرور وهي تنظر إلي كلاً من خالد و سامر:
- فين الأستاذ مراد دا كمان اللي سامح لحتة سكرتيرة ترفض أني أدخل؟.

وقف أمامها سامر بطوله الفارع ينظر لها بتفحص من رأسها إلي أخمص قدميها قائلاً بسخرية:
- لما تبقي تدخلي باحترام و تستأذني الأول ابقي اتكلمي.

رفعت حاجبيها تهتف باستنكار:
- وأنت إيه يخصك يا بني آدم أنت! أبن عمي وأدخل في الوقت اللي أنا عايزاه...

وقف خالد يدفع سامر بخفة قائلاً بجدية مصتنعة وهو يحاول كبح ضحكاته:
- مراد مشي بقاله خمس ساعات و مقلش رايح فين.

نظرت إلى سامر تهتف ببرود وهي تشير إلى خالد:
- أتعلم منه و جاوب على أد السؤال.

أطلق سامر ضحكة رجولية صاخبة أستفزتها قائلاً وهو ينظر إليها باستخفاف و تهكم:
- مش حتة عيلة على آخر الزمن تكلمني بالطريقة دي و كلامي هيكون مع أبن عمك ولو معرفش يتعامل معايا أنا هعرف أتصرف معاكي و أعلمك الأدب إزاي.

نظرت له بأعين متسعة من كلامته الواثقة ثم غمغمت رافعة حاجبيها بأناقة:
- اللي عندك أعمله وانا مستنية أهو.

حسناً يكفي إلي هذا الحد فهذه الفتاة المستفزة لن تصمت إلا عندما يصفعها صفعة قاسية ولكن هذا ليس من طبعه أن يتطاول على امرأة و يبدو أنه سوف يكسر هذا الحاجز ... أغمض عيناه لبرهة ثم تحدث ببرود وهو يشير إلي الباب:
- أمشي اطلعي برا احنا مش فاضيين لتفاهتك دي.

تآففت بضجر وهي تتمتم بكلمات غير مفهومة ثم صفعت الباب خلفها.

- أنت ليه بتعاملها كدا يا سامر المفروض أنك كنت بتحبها وهي صغيرة ايه اللي حصل بس؟.
تسائل خالد باستغراب ليجيبها سامر بغموض:
- اللي حصل كتير و هنشوف آخرة اللعبة دي إيه.

نظر له خالد بعدم فهم سرعان ما قهقه قائلاً بمرح:
- بس شكلك كان فانلة وهي بتهزقك كدا !

رمقه سامر بغضب وهو يشمر ساعديه يستعد حتي يُفرغ شحنة غضبه به ولكن خالد كان الأسرع عندما فر هارباً وهو يضحك بمرح.
~~~~~~~~~~~~~~~~
صعد بها الدرج ولا يزال حاملاً إياها ثم تحدث بغضب مكتوم:
- ممكن أعرف إيه لزوم الاحضان بتاعت تحت دي؟ يعني كنتي حضنتي أمك بس ليه بقي تحضني أبويا وعمي؟ لا و جدك كمان جاي كمان شوية وأكيد معاه الواد اللزج ده.

داعبت عنقه بيداها قائلة:
- عادي يا مراد دول اعمامي يعني ... فين المشكلة؟

شعرت بقشعريرة تسري في جسده ليبتسم قائلاً بخبث:
- المفروض الاحضان دي ليا لوحدي يا هانم حتي أمك مش مسموح أنك تحضنيها.

تأوهت بألم عندما اجلسها على الأريكة بهوادة فتحدث هو بقلق:
- مالك حاسة بأيه؟!

ابتسمت ابتسامه صغيرة قائلة بخفوت:
- جسمي وجعني بس.

قبل جبينها قائلاً:
- خليكي هما ثانية متتحركيش.

أومأت له ليذهب ناحية الدولاب ثم أخرج لها منامة مريحة و توجه ليحملها مرة ثانية حتي أدخلها المرحاض فابتلعت ريقها عندما أستمعت إلي صوت الماء قائلة بتوجس:
- أنا فين؟!

تنهد مطولاً ثم بدأ بفك أزار قميصها قائلاً:
- انتي في الحمام.

ارتجف جسدها قائلة بفزع و هستيريا وهي تدفعه:
- أمشي اطلع برا أنت عايز مني ايه؟!

هتف بهدوء وهو ينزع عنها ذلك القميص:
- متخافيش أنا مش عايز حاجة صدقيني و خليكي كدا يا ستي لو عايزة بس أهدي.

حاوطت جسدها بذراعيها قائلة ببكاء:
- متعملش فيا كدا أنت وعدتني.

زفر بضيق قائلاً بهدوء:
- وأنا معملتش حاجة متخافيش بقي انا جوزك على فكرة وبقولك خليكي كدا.

حملها مرة ثانية ثم اجلسها في المغطس وما أن لمست المياه جرح قدمها حتي صرخت ألماً فرفع هو بنطالها بتوتر ليجد جرح كبير بها فتسائل بارتباك:
- الحرج ده من امتا يا نورا؟

بكت بهوان قائلة:
- وقعت وانا بستحمى امبارح.

اغمض عيناه بأسي ثم جذب سائل الاستحمام و بدأ بتمريره على ذراعيها الظاهر على أظافر ذلك اللعين و قدمها المجروحة!

وبعد مرور عدة دقائق حاوط جسدها بالمنشفة قائلاً بجمود وهو يعطيها الملابس:
- اتفضلي اقلعي هدومك دي والبسي اللي في أيدك أول ما تخلصي ناديني.

خرج من الحمام ثم أجري اتصالاً هاتفياً إلى فتحي فأجابه فتحي:
= أوامر حضرتك يا باشا.

أجابه ببرود:
- نفذ اللي قولتلك عليه و سيبه مرمي كام يوم لما افضي.

= تمام حضرتك هنفذ وبالنسبة لتذاكر السفر هتكون عندك بكرة.

- نعم !! أظن أني قولتلك عايز السفر يكون بكرة يعني المفروض التذاكر تكون هنا دلوقتي.

= يا باشا مفيش سفر لـ أسبانيا إلا كمان يومين.

- مممم طب جهز طيارتي الخاصة وبكرة بعد الساعة ستة هنسافر.

= يا باشا الدكتور أتفق معاك أن العملية هتكون بعد 3 أيام.

- أخرس يا فتحي انا على أخري منك أصلاً و اقفل دلوقتي و اللي قولته يتنفذ و طبعاً خليك متابع جاسر كويس دا واحد مش سهل ومش هستني لما ياخد خطوة أنا معملتش حسابي ليها ... فاهم؟.

= فاهم حضرتك.

أغلق مراد الهاتف ثم ألقاه على الأريكة فاستمع إلي صوت نورا تناديه ليدلف إليها في المرحاض قائلاً:
- خلصتي؟

أومأت له برأسها ليسحبها من يدها إلي أحضانه قائلاً:
- متخافيش مني أبداً أنا مقدرش اغصبك على حاجة يا نوري.

ثم أكمل بمكر:
- دا طبعاً برضاكي أنتي.

لكمته في صدره تتمتم بغيظ:
- قليل الأدب.

مدد جسدها على الفراش برفق ثم جذب المرهم الملطف للألم و بدأ بتمريره على ذراعيها وكذلك قدمها إلي أن أنتهي ثم قبل جبينها قائلاً:
- جهزي نفسك عشان هنسافر بكرة أسبانيا.

أبتسمت بسعادة سرعان ما تحولت ابتسامتها إلى حزن قائلة بألم:
- لا بلاش أسافر ملهاش لازمة أي مكان هروحه مش هشوفه.

احتضن كفها الصغير قائلاً بحنان:
- لا هتشوفي و تفتحي عيونك تاني وتعملي كل اللي أنتي عايزاه كمان ... انا اتفقت مع الدكتور و هتعملي العملية بعد يومين بس أنتي خليكي واثقة من ربنا.

أبتسمت بسعادة ثم طبعت قبلة خاطفة على وجهها قائلة:
- يارب! بس انا خايفة أوي يعني ممكن العملية نجاحها يكون مضمون ولا إيه؟.

كوب وجهها بيديه ينظر إليها قائلاً بهيام:
- سيبك من العملية و الهبل ده كله خليكي معايا !

أقترب أكثر و أقام قلبه حفل صاخب وكاد أن يرتوي من عبيرها ولكن طرقات الباب كان لها رأي آخر فتآفف قائلاً بضيق:
- واضح أن جدك وصل ودا مش وقته خالص.

عقدت حاجبيها قائلة:
- مش وقته ليه يعني هو في حاجة؟.

أزدادت طرقات الباب ليصيح قائلاً:
- سامعين والله.

هتفت الخدامة:
- الآنسة يارا و الأستاذ عاصم تحت عشان نورا هانم و عبد الحميد بيه تحت كمان.

صفقت نورا قائلة بسعادة:
- أخيراً ! وحشوني أوي.

اصطنع الانزعاج قائلاً بتهكم:
- يعني هما واحشينك وأنا لا؟.

هتفت سريعاً:
- لا والله أنت وحشتني اوي اوي.

قهقه بمرح حتي توهجت وجنتها أحمراراً ثم هتف قائلاً بتحذير:
- أولاً اللي حصل معاكي حادثة وهي السبب في أي حاجة حصلت يعني مش عايز سيرة جاسر في أي كلمة عشان أنا اللي هتصرف معاه و أجيب حقك بنفسي، ثانياً رحمة لما شافتك واقعة في الشارع على الطريق اخدتك المستشفى و مكنتش تعرف أنتي مين، ثالثاً ودا الأهم اياكي ثم اياكي أشوفك بتتكلمي مع شريف إبن عمك أو حتي تسلمي عليه، رابعاً عاصم افندم جوز صاحبتك متسلميش عليه هو كمان، بلاش الابتسامة اللي علطول على وشك دي عايزك تقفي زي الأسد و شعرك تربطيه.

تدلي فاهها بصدمة قائلة بغيظ:
- طب ما تمنع عني النفس أحسن وبعدين استني عندك لو سمحت متعملش حاجة في جاسر.

نظر لها بعدم فهم بالتأكيد هذه الحمقاء تهذي أو أنه أستمع إلي أسمه بطريقة خاطئة !! جاسر نعم ما سمعه صحيح ... لا مستحيل ماذا يفعل الآن؟ هل يقتلها و يقتل ذلك الوغد معها أم ماذا يفعل؟!

تشنجت عضلات وجهه قابضاً على ذراعيها يهتف بحدة:
- يعني إيه يا بت انتي؟! جرا إيه شايفاني كيس جوافة معرفش أجيب حقك ولا إيه؟ أنتي عبيطة صح! هو السبب في كل حاجة حصلت وانتي بتقولي لو سمحت متعملش حاجة ليـ..

قاطعته برجاء:
- عشان خاطري أنا صدقني والله هو مظلوم في الحكاية دي يعني لو اديته فرصة ممكن يتغير للأحسن والله.

أشتدت قبضته غلظة علي يدها قائلاً بغيرة:
- انتي ليه بتدافعي عنه؟! انتي أكيد عايزة تقتليني بالغباوة بتاعتك دي ... آسف يا نوري مش مرتاح غير لما أخد حقك ويا قاتل يا مقتول.

ابتلعت ريقها بوجل من نبرته تلك و شعرت بأن أصابعه غرست في جلدها فتحدثت بألم وبدأت دموعها بالنزول:
- سيبني يا مراد أنت بتوجعني ... هو دا معني كلمة متخافيش مني! أبعد عني بقولك.

تركها ذاهباً إلي الدولاب وهو يخرج منها فستان طويل من اللون الأخضر محتشم للغاية

ثم أعطاه إياها قائلاً:
- أنا مش هتكلم كتير اخلصي يالا عشان ننزل وكلامي يتنفذ.

انفجرت بالبكاء قائلة:
- متعاملنيش كدا أنا شايفاك غيرهم كلهم أرجوك انا مش هستحمل اكتر من كدا.

لم يكن يعلم بأنه سوف يُخيفها لهذه الدرجة! ولكنه لا يستطيع تفسير شعوره بالاختناق ... كيف تدافع عنه أمامه هل جنت أم ماذا؟ وتأتي دموعها دائمًا لتجعله يندم على ويشعر بنصل حاد يخترق قلبه، ألا يكفيها ما فعلته به طوال ذلك الأسبوع انتزعت روحه و حياته و ذهبت بها ... كل شيء وأي مأساة حدثت معها كان سببها أولاً أخاه الأحمق و ثانياً ذلك الجاسر ... أخاه توفاه الله و لكن كل شئ فعله سيبقي ندبة في قلبها لن يستطيع محوها للأبد.. أهانها طعن أنوثتها أدخلها في دائرة انتقام دمرت حياتها...!

احتضن ظهرها هامساً بجانب أذنها:
- متقوليش عشان خاطري لأني مقدرش اكسر خاطرك ارجوكي ملكيش دعوة بالكلام ده انا هخلص من علي و جاسر وكل اللي نزلوا دمعة من عيونك... خلاص بقي خلي قلبك ابيض.

أبعدته قائلة بخواء:
- طب اتفضل أنت وأنا هنزل لوحدي بعد ما أغير هدومي.

قبل مقدمة انفها مداعباً إياها:
- والله ما أنا متحرك غير لما أشوف ضحكتك الحلوة.

أبتسمت بتهكم:
- كدا كويس؟ اتفضل يالا.

ابتسم مراد قائلاً بخبث:
- خسارة كنت محضرلك مفاجأة بس شكلها هتكون من نصيب رحمة.

سددت له عدة لكمات في صدره قائلة بغيظ:
- طب أطلع من هنا قبل ما اصوت و اخلى كل اللي هنا يتفرجوا عليك وأنت بتتهزق.

لمعت عيناه بحب حتي لو لم تعترف بحبها له ولكن للغيرة رأيها فأكمل قائلاً:
- ليه بس هو أنا غلطت دي حتة رحمة قمر.

صرخت به بغضب:
- بقي رحمة عجباك و بتعاكسها قدامي طب يالا مش عايزة أسمع صوتك أبداً.

قهقه بمرح ثم خرج وهو يدندن بالاغاني منتظراً إياها أمام باب الغرفة وبعد قليل خرجت هي مرتدية ذلك الفستان ولكن شعرها كان متدلي وراء ظهرها بطريقة تسلب الألباب ! وقد أزالت ذلك الشاش و وضعت لاصق طبي صغير

زفر في سأم قائلاً وهو يجز على أسنانه:
- أنتي بدأتي تعاندي من دلوقتي يا ست نورا.

جمع شعرها فتهاوت بعض الخصلات على وجهها فوضعها خلف أذنها ببطئ قائلاً بعدم رضاء وهو ينظر إلى فستانها بالرغم من أنه محتشم ألا أنه جعل لها بريقاً مميزاً أكثر:
- طب تعالي اشوفلك حاجة تانية تلبسيها شكله حلو اوي عليكي.

نزعت يدها من يده قائلة ببرود:
- عاجبني وخليك في نفسك أنا مش ناقصة و يالا ننزل.

حمحم وهو يغوص بيده في شعره قائلاً:
- طالما أنتي مش عايزة أمسك أيدك يبقي اشيلك.

صرخت بحدة عندما أنحني حاملاً إياها:
- نزلني بقولك عيب كدا يا...

قاطع كلامها صوت فاتن في الأسفل:
- انتوا بتعملوا ايه دا كله؟.

صاح مراد قائلاً بخبث وهو يقربها أكثر:
- نازلين أهو...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
عانقها عبد الحميد وهو يمسد على شعرها قائلاً بحنان:
- وحشتيني اوي يا حبيبة قلب جدو.

كان مراد يتابعهم بنظرات غاضبة وما زاده غضباً عندما تحدث شريف قائلاً:
- سلامتك يا بنت عمتي شكل الجوازة دي نحس من بدايتها وانتي في مشاكل ربنا يكون في عونك وعلى فكرة أنا أعرف دكتور شاطر اوي صاحبي ممكن أكلمه لو تحبي.

قاطعه عبد الحميد زاجراً إياه:
- أخرس خالص ايه الكلام اللي أنت بتقوله ده.

صمت من الجميع يتوقعوا أن تحدث مشاحنة بين كلاً من مراد و شريف ولكن مراد استطاع بمهارة أن يتريث و يتظاهر بالهدوء وعدم الأكتراث فقطعت ذلك الصمت يارا وهي تعانقها وتبكي باشتياق:
- ينفع اللي أنتي عملتيه ده يعني تبقي عارفة إني حامل و تقلقيني عليكي كدا !

سحبتها من يدها وهي تستأذن من الحاضرين:
- ممكن أخد نورا عايزة اكلمها لوحدنا.

نظر لها عاصم بابتسامة خافتة لتحدث يارا نفسها:
- ربنا يستر و توافق على كلامي انا عارفة دماغها كفاية الإنجاز اللي عملته وانا بحاول أقنع عاصم!

~Flashback~

- أنسي يا يارا أنا خلاص اكتفيت ومش هشتغل دكتور نفسي تاني وبلاش كلام كتير.

صاح بها عاصم بنفاذ صبر لتتعلق يارا بذراعيه بخفة قائلة بتوسل به بعض الدلال:
- بقولك عشان خاطري يا عاصم متبقاش رخم بقي...طب لو مش عشان خاطري أنا عشان خاطر النونو.

أشارت إلى أحشائها تبتسم بدلال فنظر إليها وهو يهز رأسه قائلاً:
- انا مش هعيد المشهد اللي حصل قدامي، أنا فشلت في المهنة دي ومش مستعد اضحي بمريض تاني... أنا مقدرتش أعمل حاجة وانا شايفه بينتحر كل محاولاتي معاه فشلت.

تنهدت بضيق ثم هتفت بجدية:
- دي كانت مرة وأنت مشهور بأنك دكتور شاطر وعلى العموم براحتك يا عاصم وشكراً لأنك رفضت أول طلب طلبته منك وكمان دي صاحبتي مش أي حد.

اولته ظهرها وهي تتمتم بيأس:
- متجوزة إنسان بارد أنا غلطانة إني كلمته.

قرص عاصم خديها قائلاً:
- خلاص يا أم لسان طويل موافق بس شوفيها هتوافق ولا لأ.

صفقت بمرح:
- أيوا كدا أخيراً وافقت.
~End~

تسائلت نورا باستغراب:
- في إيه يا يارا اوعي يكون عاصم مضايقك.

رفعت يارا حاجبيها بثقة:
- مين ده اللي يضايقني دا انا انفخه.

تسائلت نورا مرة ثانية:
- أنا بدأت اتوتر يالا قوليلي في إيه؟!

حمحمت يارا قائلة:
- الصراحة عاصم كان عايز يقعد معاكي على انفراد.

تحدثت نورا بألم:
- حتي انتي يا يارا.

هدرت يارا سريعاً:
- صدقيني الحاجة دي هتكون بينا احنا التلاتة أو لو عايزة تعرفي مراد براحتك ودا مش غلط ... هترتاحي اكتر والله.

أومأت لها نورا قائلة بشرود:
- لما أرجع من السفر نتفق و أخد أول جلسة علاج وشكراً لأنك بتفكري فيا.

همست يارا وهي تتلمس وجهها بحنان:
- يا بت أنتي أختي.

ثم عقدت حاجبيها باستغراب:
- سفر إيه بس؟

قابتلهم رحمة وهي تهبط للأسفل هي الأخري:
- انتي بقي يارا النويري أنتيمة نورا.

أبتسمت يارا وهي تصافحها بمرح:
- أنتيمة إيه بس أنا غيرانة منك والله دلوقتي بقيتوا أصحاب اكتر مني.

ثم أكملت وهي تتفحص هاتفها الذي صدح صوت رنينه:
- معلشي اسيبكم بقي الأستاذ عاصم مستعجل عشان في كشف انهارده عند الدكتورة.

أومأت لها نورا و رحمة لتقول رحمة:
- هو أنتي زعلانة مني يا نورا؟

هزت نورا رأسها نفياً:
- لا طبعاً ازعل إيه بس بقولك ممكن تدخليني الاوضة عايزة أنام ومش قادرة اقف اكتر من كدا.

تسائلت رحمة وهي تتجه بها نحو غرفتهم:
- طب هتنامي كدا ولا تحبي اجبلك هدوم تانية؟.

تثاقل جفينها وهي حقاً لم تعد تستطيع الرد فهمهمت بعبارات النفي ثم تسطحت على الفراش ذاهبة في ثبات من النوم العميق.

بينما في الأسفل..
أبتسم مراد بخبث و هو يتفقد ساعته بالتأكيد مفعول هذا المشروب الذي أعطاها إياه هبل الهبوط للأسفل قد بدأ بالفعل، فتظاهر بالانشغال في هاتفه وصعد إلى الأعلى وما أن دلف الغرفة حتي بدأ بتجهيز حقائب السفر الخاصة بهم ولكن بسلاسة دون إصدار أصوات حتي لا تستيقظ، وما أن أنتهي رن هاتفه ليجيب قائلاً:
- عملت ايه؟

= كل حاجة تمام يا مراد بيه وبالنسبة لسفر اسبانيا هيكون الساعة ستة الصبح زي اتفاقنا.

- عملت التجهيزات اللازمة في اسبانيا ولا لأ انا لو لقيت غلطة هعلقك.

= احم ايوا يا باشا كل حاجة تحت السيطرة.

- تمام أقفل سلام.

أغلق هاتفه ثم حك عنقه بإرهاق و بدل ملابسه لملابس مريحة ليأخذ قسطاً من الراحة قبل سفرهم...
~~~~~~~~~~~~~~~~~
وفي اليوم التالي...

استيقظت عندما لفحت نسمات الهواء الباردة وجهها لتعقد حاجبيها بإنزعاج و ظلت تتململ في ذلك الفراش الوثير، بينما كان يتابع تحركاتها مراد و على ثغره ابتسامة مُتيم بعشقها

فتحدث قائلاً:
- قومي يا نوري احنا وصلنا اسبانيا من زمان وأنتي لسه نايمة!.

همهمت له بعدم فهم وهي لا تدري إذا كان يتحدث معها أم هي تتخيل

جلس بجانبها يقطب جبينه بتعجب فهو لا يصدق أن مفعول هذا المشروب الذي وضع فيه حباية شديدة المفعول حتي تنام إلي ساعات متواصلة جعلها تنام إلي هذا الحد !

فتحت زرقاوتيها تهتف بهدوء:
- أنت بتتكلم بجد ولا بتهزر؟.

ابتسم ممرراً يده على أنفها الذي استبغ باللون الأحمر قائلاً بنفس نبرتها:
- انا مبهزرش و يالا فوقي عشان تفطري و نروح للدكتور تعملي الفحوصات اللازمة.

- لا اكيد بتهزر ... طب حتي سيبني بس خمس دقايق.

- ولا دقيقة يالا بسرعة وإلا هاخدك وانزل بيكي البحر دلوقتي.

تآففت بضيق ليقول هو بحزم:
- اخلصي وبلاش دلع ورانا حاجات كتيرة نعملها، والحمام بتاعك جاهز.

وبعد مرور عدة ساعات..

- سيد مراد لقد انتهينا من الفحوصات و هناك احتمال بأن تفشل العملية ولكن اطمئنوا نسبة النجاح كبيرة.

صاح بها الطبيب بعملية ليبتلع مراد ريقه قائلاً:
- هل هناك خطر عليها؟.

هز الطبيب رأسه قائلاً:
- كما قلت سابقاً الاحتمال بالنجاح هو الأكبر ومن الممكن أن أبدأ بإجراء العملية اليوم فقد غير أحد المرضي ميعاد عمليته.

أبتسم مراد بأمل سرعان ما نظر إلى الطبيب قائلاً بتحذير:
- إذا حدث لها شيء ولو بالخطأ سوف اجعلك تتمني الموت.

قهقه الطبيب قائلاً:
- يبدو أن لدينا صديق عاشق ! أهدأ مراد فهي زوجة صديقي أعدك بأني سأفعل ما بوسعي.

تنهد براحة ثم صاح سريعاً:
- أنت كثير الكلام دانيال فلتذهب و تجري العملية الآن ... وأين ذهبت هي الأخري؟!

ربت دانيال على كتفه قائلاً:
- لا تزال في الداخل منتظرة إياك ... مسموح لك بالجلوس معها فقط ثلاثون دقيقة حتي نبدأ العملية، واتمني في هذا الوقت القصير تحاول أن تطمئنها قدر المستطاع.

أماء له مراد بأمتنان ليرفع دانيال حاجبيها وهمس بصوت خافت:
- أحذر يا صديقي ولكن جوليا أصبحت تعمل هنا في هذه المشفي وإذا رأتك سوف تلتصق بك كالعلكة أنت تعلم جيداً كم كانت تحبك.

هز مراد كتفيه بلامبالاة ثم أولاه ظهره قائلاً:
- حذاري أن تخطئ أنت دانيال.

طرق على الباب ثم دلف إليها فوجدها تفرك يدها بارتباك و التوتر بادي على وجهها فصاحت بصوت مهتز:
- مراد الدكتور قالك ايه؟.

عقد ذراعيه أمام صدره قائلاً باستنكار:
- طب أنا متكلمتش ولا عملت حاجة عرفتيني إزاي؟

أجابته بتلقائية:
- عرفتك من البرفان بتاعك مميز عن غيرك.

ابتسم بثقة ثم أقترب منها مقبلاً جبينها بعذوبة:
- شوفي يا ستي أنا اتكلمت مع الدكتور وقال إن نسبة النجاح مضمونه بإذن الله وممكن تعمليها من دلوقتي.

تشبثت بقميصه بقوة قائلة بخوف:
- لا انا خايفة ... خليك معايا.

رفع حاجبيه قائلاً بمزاج مصطنع وبداخله يشعر بالانهيار بسبب حالتها تلك:
- جرا ايه يا بت كفاية جُبن دي حتة عملية في خمس دقايق وأن شاء الله هترجعي تشوفي تاني.

- طب لو حصل حاجة أنا...

قاطعها برفق:
- هشش خليكي ريلاكس ومفيش حاجة هتحصل خلي ثقتك في ربنا كبيرة.

أستمع إلى طرق الباب ليصيح بمرح:
- يا بنتي أبعدي كدا هيفكروا أنك بتتحرشي بيا عشان أنا واد امور.

أبتسمت بسعادة ليدلف دانيال قائلاً بمرح:
- يبدو أن صغيرتنا مستعدة بفضل ذلك الليث!

أمسكه مراد من ملابسه قائلاً من بين أسنانه بغيظ:
- ايها الأحمق أنها صغيرتي أنا فقط ... يبدو أنك اشتقت إلى الضرب المبرح اليس كذلك؟ فقط لأنني أثق بنجاحك سمحت لك بإجراء هذه العملية.

حاول دانيال أن يكبح ضحكته بصعوبة وهو يزيح يد مراد من ملابسه قائلاً إلى نورا:
- تفضلي صغيرتي ... أقصد صغيرة أخي حتي نبدأ.

أومأت له بتفهم فسحبها مراد من رسغ يدها ببطئ حتي دلفت إلي غرفة العمليات...
~~~~~~~~~~~~~~~~
في فيلا جاسر رشاد...

ارتسمت ابتسامة واسعة على ثغره عندما أستمع إلي صوت صراخها بأسمه في الخارج بالتأكيد ستأتي و تسبه وتلعنه على ما فعله ولكن هذا لا يهمه، ما يهمه حقاً هو أن يرضي فضوله و اشتياقه الذي يزداد ثانية وراء الأخري و ينظر ويتمعن بعسلياتها حتي وإن كانت غاضبة بما فعله ولكنها كانت بالتأكيد سوف تعلم بأنها زوجته لا محالة

انطلقت شرارة غضبها وهي تفتح باب غرفته بقوة يظهر على وجهها الغضب اللذيذ !

أقتربت أكثر أمام سريره صارخة بغضب هادر:
- فهمني و قولي انا جاي عندي إنذار من بيت الطاعة عشان أرجع البيت إزاي؟! أنا من امتا وأنا مراتك يا حيوان؟!!

التوي جانب فمه بابتسامة لامعة لم يختبرها من قبل وأقسم بداخله ألا يُخرجها من هذا البيت مرة ثانية...
~~~~~~~~~
في مكان آخر و تحديداً في بريطانيا...

صافح علي ذلك الرجل الذي أمامه بحرارة قائلاً بأمتنان:
- لولاك مكنتش عرفت أهرب من البلد.

أشار له ذلك الرجل بالجلوس مغمغم بخبث:
- مفيش الكلام ده بينا ... أنت عارف أن المصلحة بينا مشتركة وانا في اللعبة دي يا قاتل يا مقتول.

تسائل علي بتوجس:
- بس غريبة اللي كنت أعرفه أنكم أصحاب اوي ايه اللي حصل بقا؟!.

قهقه قائلاً بسخرية:
- في مثل حلو أوي يا علي بيقولك أحذر عدوك مرة و صديقك ألف مرة.

ثم أضاف بغموض:
- أطلع ارتاح يا علي دا بيتك برضوا وسيبني أنا اقرر هعمل ايه !


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close