رواية اجنبية بقبضة صعيدي الفصل التاسع عشر 19 بقلم نور زيزو
رواية أجنبية بقبضة صعيدي الفصل التاسع عشر 19 بقلم نور زيزو
نظر “عاصم” إلى “حلا” بعيني ثاقبة حادقًا بها لتهز رأسها بلا خائفة من نظرته وهو جالسًا علي مقعده أمام مكتب العميد، سارت “حلا” نحوه لتقف خلفه بعد أن فتح الباب ودلف الشاب وصديقه يرمقها بأغتياظ شديد، تشبثت “حلا” بأكتاف “عاصم” بيدي مُرتجف ثم قالت:-
-هو اللى قليل الأدب وضايقنى الأول
صاح الشاب بضيق شديد ويمد ذراعه الأيمن نحو “حلا” بأختناق شديد ويقول:-
صاح العميد به قائلًا:-
-أتلم يا زفت ومسمعش حسك إلا لما اسألك
نظر الشاب إلى “عاصم” الذي تحولته عينيه للغضب الشديد بعد أن هددها هذا الشاب أمامه مباشرة دون أن يحترم وجوده أو يهتم لهذا الأمر، أنهى الأمر مع عميد الكلية بالتراضي ليخرج من المكتب وهى معه ليحدق بها غاضبًا وهو يقول:-
-جاية الجامعة عشان أكدة، مكفكيش الإمتحانات اللى مدخلتهاش الترم كمان المحاضرات مهملها وجاية أهنا؟ سايبة كليتك ليه؟
تأففت “حلا” بضيق وهى تنظر إليه وقالت:-
-هو اللى ضايق هيام، أسكت يعنى
أغلق قبضته بضيق شديد وهو يستمع إلى حديثها ثم اجابها بحدة قائلًا:-
-ومهمكيش نفسك، تيجى كليتها ليه؟ هى معندهاش لسان تشتكي به يعنى ولا تدافع عنها نفسها، أنتِ البلطجي بتاع البيت
رفعت “حلا” رأسها إليه بغرور وهى تقول:-
-اه، بعدين أنا ما فاهمة هم طلبوك ليه ما كانوا طلبوا مازن أخويا
أخذ خطوة نحوها اكثر وهو يقول:-
-لأنى جوزك وولي أمرك
كزت على أسنانها بضيق منه ثم قالت:-
-دا اللى كان ناقصنى النهار دا
قالتها وهى تسير للخارج بعيدًا عنه بتأفف شديد لينهدم ملابسه بأغتياظ ثم قال:-
-صبرني يا رب عليها ….
ترجل الدرجات هاديءً وهو يراها تفتح باب سيارته وتصعد بضيق يحتل وجهها، مر هذا الشاب من جانبه غاضبًا وهو يسير نحوها وطرق بأصابعه على زجاج النافذة وقال:-
-أوعى تفتكر الموضوع خلص أكدة يا شاطرة، لا أنا اللى يدينى جلم بيرده عشرة
حدقت “حلا” به ببرود شديد وقبل أن تجيب عليه أتاه صوت “عاصم” من الخلف وهو يضع يده على كتف هذا الشاب ويقول:-
-اللى بتجدر تعمله أعمله بس أتحمل الباجي
تبسمت “حلا” بخبث شديد ثم صعد “عاصم” بالسيارة وانطلق بها،ذهب “أدهم” إلى حيث “هيام” بعد انتهاء المحاضرة ورأها جالسة مع أصدقائها، تبسنت “جاسمين” بهدوء وأبتعدت بعيدًا مُغادرة لتنحنح “هيام” بهدوء وهى تنظر إليه بعد أن جلس أمامها لتقول:-
-أسفة
رفع حاجبه باستغراب شديد لأسفها فتابعت بخفوت شديد وحرج من فعل أختها:-
-كل مرة بخربلك المحاضرة بمشكلة جديدة
تبسم “أدهم” بلطف وهو يقول:-
-بيستاهل
أومأت “هيام” له بنعم ثم قالت:-
-بصراحة اه بيستاهل جوى
نظر إليها لتخجل من نظراته قليلًا ووجنتها توردت خجلًا وهى تشعر بنبضات قلبها لتنحنح بحرج ثم قالت وهى تقف:-
-أنا هروح
غادرت مسرعة من أمامه ليبتسم عليها خصيصًا فى خطواتها المسرعة كأنها تهرب من أحد يلحق بها….
____________________________
كانت “حلا” نائمة بفراشها لتشعر بيديه تتطوقها من الخلف وهو يضمها إليه لتأخذ نفس عميق وهى تحاول كبح شغفها وإشتياقها له مُغمضة العينين، أستنشق عبيرها الذي لطالما أشتاق له، فتحت عينيها لكى تشاجره لكنها توقفت محلها عندما شعرت بيده تسلل إلى بطنها حيث يسكن جنينهما الصغير، أصابها شعورًا جديد عليها لم تشعر به من قبل ليهتف فى أذنيها بنبرة خافتة:-
-حلوتي!!
تسارعت نبضات قلبها بجنون خرج عن سيطرتها لتلتف مكانها وتلف ذراعيها حول خصره وما زالت مُغمضة العينين تبسم “عاصم” بعفوية ووضع رأسه فوق رأسها ونام فى سبات عميق من النوم…..
فتح “عاصم” عينيه مع أذان الفجر ليراها جالسة أمامه تتأمله لكن سرعان ما تحولت نظرتها لغضب، سأل بنبرة خافتة وهو يعتدل فى جلسته:-
-مالك؟
صرخت “حلا” بوجهه غاضبة تصطنع الأشمئزاز قائلة:-
-مالي!! بجد بتسألنى حاول تتخيلي أنا شوفت ايه قصدى أول ما صحيت
نظر لها بعدم فهم واستفهام لتقول بقسوة مزيفة:-
-وشك! أنا كمان مرة قولتلك متلمسنيش يا عاصم ولا تقرب منى، قولتلك أن منطقة السرير دى محظورة عليك
ترجل من الفراش وهو لا يبالي لغضبها وانفعالها لتقف وهى تسير خلفه بضيق من تجاهله لتقول:-
-هو أنا مش بكلمك يا أستاذ أنت
ألتف إليها ببرود شديد ثم قال:-
-عايزة أيه يا حلا، أنا أعرف لو مطايقنيش م=تبطلي تتلزجى فيا أكدة
أتسعت عينيها على مصراعيها بذهول من كلمته لتشير على نفسها بسخرية وقالت:-
-أنا!! بتلزق فيك أنت! ليه بحبك مثلًا
أقترب خطوة منها ليحدق بعينيها الخضراء ورأى أرتباكها فى عينيها ونبضاتها قلبها المتخبطة ثم قال:-
-يمكن ليه لا
قهقهت ضاحكة بسخرية علي كلمته وقالت:-
-ما بحبك، أنا مستحيل أحب واحد زيك
جذبها إليه بقوة حتى ألتصقت لتضع يديها على صدره كرد فعل من جذبه ورمق عينيها الخضراء بنظرة دافئة وعاشقة وقال:-
-عيني فى عينيك اكدة؟
أزدردت لعابها بأرتباك شديد من نظرات عينيه وسحرهما هاتان الرمادتين لتنحنح بأرتباك من قربه ونظراته التى أوشكت على هزيمتها وهذا القلب لا يقوى على مقاومة سحر الهوي بينهما ومشاعرها تضرب صدرها بدقات قلبها المتسارعة، قالت بتلعثم من ربكتها:-
-أكيد، أنا…. أصل… عاصم ابعد كدة
تذمرت عليه وهى تحاول أفلات نفسه من بين ذراعيه بعد أن كادت تُهزم أمامه ويهدم حصون قوتها المصطنعة ليحكم ذراعيه أكثر عليها واستمع لصوت أنفاسها المتضاربة وعلوها ليقول:-
-دجات جلبك، عينيك، حتى أنفاسك يا حلا بيجولوا عكس أكدة، جسمك وجلبك مجادرنيش علي الكذب، كم مرة جولتلك الكذب مبيليجش بيكي يا حلوتي
هدم كل قوتها وشعرت بشجاعتها وعنادها تفقدهم، تمتمت بأرتباك قوى قائلة:-
-أتركنى يا عاصم
هز رأسه بلا لتبتلع ريقها بصعوبة وهى تكرر طلبها:-
-أتركنى وألا ما تلومنى
نظر إليها بحب وعشقه يفيض من عينيه ونظراتها اللامعة ببريق الهوى وأنفاسه الدافئة تضرب وجهها بعد أن أحتل العشق رئتيه، وقال:-
-معجول أهملك، لا عاجل ولا حتى مجنون يجدر يهمل روحه وجلبه ودنيته كلتها، أعملها أنا كيف؟ حلا أنتِ أحتلتي كل عضو فى جسمي مش بس جلبي، حياتى وعمرى ملهموش جيمة نهائيًا من غيرك، دنيتى نورت وأحلوت بس لما جت حلوتي تحلي كل أيامي، كيف أهملك بحجك يا حلا؟؟
كانت قد هُزمت حقًا أمامه وبعد كلماته أذاب جليد عقلها المتمرد وشعرت بلسانه يحتوى كبريائها بدفئه، لم تستطيع مقاومة صدق نبرته وعينيه العاشقة أكثر من ذلك لتقول:-
-بتحبنى؟!
لم يجيبها بلسانه بل فضل أن يجيب بشفتيه بقبلة ناعمة لتتشبث به كالوبر فى الملابس حتى ابتعد عنها وقال:-
-بتكفيكي أجابتى!!
أومأت إليه بنعم وبسمتها رسمت على وجهها تنيره وتعيد الحياة له من جديد، رفع يده يلمس وجنتها بأنامله وهو يسأل بقلب مفطور:-
-بربك يا حلا؟ كيف تنسينى!!
تبسمت ببراءة وهى تتسلل من بين يديه للخلف هاربة بعيدًا عنه وهو لا يفهم ما تفعله ونظر لها مُستغرب لتقول بعفوية وهى تقف خلف الأريكة:-
-بصراحة كانت لعبة، كنت بلعب معاك؟….
ظلت بعيدة تختبي منه وهى لا خائفة من رد فعله حقًا، لكنها لم تتوقع بروده معها وهدوئه الغير معتاد خصيصًا بعد أن دلف للمرحاض وبدل ملابسه بهدوء حتى أستعد للذهاب للجامعة لتقول:-
-عاصم أنت سمعتنى؟
أجابها وهو يلف عمامته وقال:-
-سمعت
تنحنحت بحرج منه وخوف ثم قالت بنبرة متلعثمة:-
-مُتأكد أنك سمعتنى، رد فعلك غريب
خرج من الغرفة وهو يقول بجدية:-
-كنت خابر يا حلا أنك بتلعبي
غادر بعد أن ألجمها بصدمته فجلست على الفراش وهى تفكر كيف علم؟ هل أخبرته “هيام” أم كيف علم بذلك؟ تأففت بحيرة شديدة وظلت تنتظر هذا الرجل حتى يعود من صلاة الفجر على أحر من الجمر فعاد “عاصم” بعد ساعة كاملة لتسرع نحوه وهى تقول:-
-عرفت منين؟
نظر إليها وهو يبدل ملابسه وينزع عمامته لتقول بضيق:-
-ما تتكلم يا عاصم أنت هتفضل تبص ليا
نظر لها بجدية ثم قال:-
-اللى تفجد الذاكرة يا حلا ما هتتفتكرش عربيتى، أنتِ الصبح ركبتى عربيتى وهى مركونة وسط عربيات كتير مع انك مشوفتهاش بعد الحادثة، اللى بتنسي ما بتتفكرش كليتها يا حلا ولا أنها مدخلتش الإمتحانات، حاجات كتير بجى
كزت على أسنانها بأغتياظ شديد ليهمس فى أذنها قائلًا:-
-حتى خططك هبلة كيفك
ألتفت إليه بضيق شديد ليستوقفها بقبلة على وجنتها وذهب إلى الفراش لتشعر بغضب شديد بداخلها وهى تشعر بأنه أنتصر عليها ولم يترك لها المجال نهائيًا لتفعل به ما تريد، كادت “حلا” أن تقتله فى الحال من غضبها لكنها سمعته يقول:-
-تعالي نامي يا هبلة عشان كليتك الصبح
أجابته بتذمر شديد بعد أن جلست على الأريكة:-
-قال يعنى يهمك أوى
رفع رأسه عن الوسادة ونظر إليها وقال ببرود أكثر يثير غضبها:-
-يهمنى ولدي أنما انتِ حرة فى حالك
كزت على اسنانها بغضب سافر من كلماته ثم قذفت خدادية الأريكة عليه بخنق وقالت بانفعال:-
-نام يا عاصم…..
_______________________________
فتحت “مُفيدة” باب المنزل صباحًا وصُدمت عندما رات وجه هذه المرأة التى سرقت زوجها منها مُنذ سنوات، واقفة أمامها بذهول تام وتتكأ بيدها على حقيبة سفرها ومعها رجل فى عمر الأربعينات لتقول “مفيدة”:-
-أنتِ
تبسمت “جوليا” بغرور شديد ثم قالت:-
-لسه زى ما أنتِ يا مفيدة، ما أتغيرتي نهائيًا
دلفت للمنزل قهرًا ناظرة إلى أرجائه وهى تقول:-
-لسه عليكي تراب الزمان والعجاز
ضحكت “مفيدة” بسخرية شديدة وهى تقول:-
-هههههه أنا لسه كيف ما أنا شريفة وست محترمة مش كيفك أنتِ، مجوبتنيش بجي أيه اللى جابك أهنا؟
نظرت “جوليا” لها بهدوء وقالت:-
-فين حلا؟
رمقتها “مُفيدة” بضيق شديد وهى تقول بأختناق بعد أن عقدت ذراعيها أمام صدرها:-
-حلا!! جولتلي بجي، دى خطتكم، هى تجي أهنا تتجوز من الكبير وتحمل وتكوش على الكل وأنتِ تجي أهنا تلمي الغلة منها
نظرت “جوليا” لها بصدمة الجمتها ثم قالت:-
-حامل!! هى فين؟
قاطعهم صوت “حلا” وهى تخرج من الغرفة خلفه تناديه بأنفعال شديد:-
-أقف هنا انا بكلمك
توقفت قدميها عن السير حين رأت أمها أمامها لتفرك عينيها بصدمة الجمتها ولا تصدق ما تراه ليُصدم “عاصم” مثلها تمامًا لتقول:-
-ماما
فتحت “جوليا” ذراعيها إلى “حلا” لكن رد فعل “حلا” كان غير متوقع حينما وقفت خلف “عاصم” تحدق بوالدتها بصدمة الجمتها وهى تدرك جيدًا أن والدتها لن تأتى لهنا من أجلها وربما جاءت بمصيبة جديدة لها، تنحنحت “جوليا” بحرج ثم قالت:-
-عاصم!!
نظر “عاصم” إليها بجدية حادة ثم إلى هذا الرجل الواقف أمامه ليقترب هذا الرجل منه وهو يمد يده لكى يصافح “حلا” قائلًا:-
-كيفك يا حلا؟
قبل أن تمد يدها لمصافحته، صافحه “عاصم” بقوة وهو يضغط على يده بغيرة تأكل قلبه ثم قال:-
-زينة؟ مين حضرتك؟
أجابته “حلا” بلطف وبسمة رُسمت على وجهها من أجل هذا الرجل:-
-ماكس، صديقي
نظر “عاصم” بحدة إليها ونظرته الثاقبة أرعبتها لتبتلع ريقها بخفوت وهى تقول بهمس:-
-والله صديقى مش بكدب أعمل أيه
كز على أسنانه ثم نظر إلى “جوليا” وهذا الرجل…
نزل “مازن” من الأعلي بعد أن علم بجضورها ليقابل هذه المرأة التى لطالما كانت تُحدثه فى الهاتف وتخبره على دفع المال فحدق بها بغيظ شديد وخنق ثم قال:-
-أنتِ جاية ليه؟ عايزة كام المرة دى؟
وضعت “جوليت” قدمها على الأخرى بغرور ثم قالت:-
-كلك بتسألوا نفس السؤال لكن كيف ما أجى على مصر بعد ما حدث مع حلا، للعلم لأن واضح انكم نسيتوا حلا بنتى الوحيدة
ضحك “مازن” بسخرية شديدة من حديثها ومُنذ متى وهى تهتم لأمر أبنتها، المرأة التى باعت ابنتها لرجل من أجل المال كيف أن تهتم بحياتها أو موتها، ضحكت “حلا” بخفوت شديد هى الأخرى لتنظر “جوليا” لها بأندهاش من فعلها وقالت:-
-حلا
سألتها “حلا” بخفوت قائلة:-
-بجد قوليلى السبب، أى كارثة عملتيها يا ماما… ولا تقولي أنى السبب
ضحكت “جوليا” بخفوت ثم قالت:-
-لا، أنتِ السبب فعلًا يا حلا
تأففت “حلا” بضيق شديد ثم أومأت إليها بنعم وهى لا تصدق كلماتها….
لم يرحب بها احدًا لكن سمح “عاصم” لها بالبقاء فى المنزل ودلفت للغرفة مع “حلا”، نظرت للغرفة تتفحصها لكنها توقفت عندما قالت “حلا” بخفوت:-
-بصراحة يا ماما أنتِ جيتي ليه؟
ألتفت “جوليا” إليها بهدوء تام لتشعر “حلا” بأن هذا الهدوء وهذا الصمت هما بمثابة ما قبل العاصفة لتتحدث “جوليا” وهى تجلس على الفراش:-
-عشانك يا حلا، أنا سمعت من ماكس على اللى حصل معاكي ومساعدته ليكى وقالي أنك حامل
ضحكت “حلا” بسخرية على تمثيل والدتها لتقول:-
-من شوية أستغربتى أنى حامل وطلعتي بتعرفي
أومأت “جوليا” لها بنعم لتتابع حديثها بحماس شديد:-
-حلا انتِ فتحتي لينا طاقة القدر
عقدت “حلا” حاجبيها بعدم فهم لكلمات والدتها لتتابع “جوليا” بمكر شديد قائلة:-
-أنتِ حامل فى ابن عاصم الشرقاوي يا حلا، بتعرفى عاصم ممكن يدفع كام عشان أبنه
أتسعت عيني “حلا” على مصراعيها بصدمة ألجمتها، هذه المرأة لم تتغير نهائيًا لن يحركها سوى المال وخططها الشيطانية، أهم ما فى حياتها وأكثر ما تهتم له هو المال وكيف تجني الكثير منه فقط، تجمعت الدموع فى عينيها بصدمة لا تصدقها ووالدتها لا تهتم لكل هذا وتتابع الحديث بحماس شديد:-
-فكرى لو طلبنا أى مبلغ من عاصم لأجل ابنه بس وأنه يفضل فى حضنه ممكن يدفع كام، أطنان من المال يا حلا
أتسعت عينيها على مصراعيها وهى تلمس بطنها بيديها ولا تتخيل أن هذه المرأة لم يسلم منها حتى هذا الطفل الذي لم يخرج للدنيا بعد لتُتمتم “حلا” بصدمة وتلعثم شديد بينما تطأطأ رأسها ناظرة على بطنها:-
-ما بكفيكي عذابى وجنى المال من بيعى كمان ابنى… أنتِ أيه؟ مستحيل تكونى أم، أنا لم أولد بعد وبحس أنه أغلي من روحي كلها لكن أنتِ كيف بتعملي فيا كدة؟ ها
رفعت رأسها وهى تصرخ بغضب سافر بهذه المرأة قائلة:-
-طلعي ابنى من حساباتك وخططك، جربي تحاولي تأخدي جنيه واحد من عاصم وأنا بنفسي اللى هخليه يطردك مش بس من البيت لا من مصر كلها وعاصم بيقدر….
شعرت “جوليا” بغضب سافر من تحدي ابنتها لها لتصدم “حلا” عندما صفعتها “جوليا” بقوة وقالت بعناد:-
-يطردنى، حلا أنتِ هنا بفضلي أنا، بفضل خططي اللى ما عاجباكي، فوقي إذا أنا نطقت بحرف واحد، أنتِ هتكوني أول المطرودين، حاولى تتخيلي أيه ممكن يحصل لو قولت لعاصم بتاعك دا أنك ما بتكون بنت العيلة دى ولا تقربي ليهم …
أتسعت عيني “حلا” بصدمة على مصراعيها وهى لا تستوعب ما تسمعه لتقول بتلعثم:-
-أنتِ بتقولي أيه؟ مستحيل أنتِ وصلتى للقذرة دى أمتى
صاحت “جوليا” بها بغضب سافر قائلة:-
-اللى سمعتيه، أمك وأبوكي عايشين يا حلا وأقولك الأقذر أنا لسه بأخد منهم المال بس عشان أقولهم مين بنتهم، وإذا حاب تعرفي أهلك يبقي لازم تخرسي يا حلا وتقفلي فمك وتنفذي اللى أقولك عليه وبس، وإلا صدقنى الأسرار اللى جوايا ما بس بتقدر تكسرك لا، أنا إذا فتحت فمى، حياتك راح تنهار وتدمر
مسكتها “جوليا” من ذراعها بقوة وحدقت بها بناظرات ثاقبة مُخيفة وقالت بنبرة خافتة مُرعبة:-
-لو حابة ما تخسرى أخواتك الحلوين وجوزك يبقى تسمعي اللى بقولك عليه فاهمة…..