رواية عشق قاسم الفصل الثامن عشر 18 بقلم سوما العربي
يجلس بمكتبه بالشركة قبل ميعاد طيارته لكى ينهى بعد المهام ويوقع على بعض الاوراق المهمه. دقيقه ودخلت منى تستأذن لدخول مها التى تريد محادثته لدقائق... أول ماخطر بذهنه هو صغيرته جودى هل اصابها شئ... وبكل لهفه واهتمام استقبل مها التى جلست على استحياء وهو يطالعها بقلق قائلاً :خير يا مها... جودى حصل معاها حاجه.. قلقتينى. نظرت له بضيق قائله :والله ياقاسم بيه لحد دلوقتى لا لكن لو فضلتوا على الوضع ده هيبقى فى. اخذ أنفاسه التى كان يحبسها براحه واردف بهدوء :ايه بس اللى حصل.
مها :اللى حصل ان جودى لسه صغيرة واما حضرتك اعلنت انك بتحبها وخطبتها قدام الناس كلها قولت وماله مش عيب وحضرتك برضه راجل ولا كل الرجال واى واحده تتمناك.. مع انى معترضه على فرق السن الكبير جدا بس قولت مش مهم بالعكس ده ممكن بكده يبقى ابوها واخوها وامها وجوزهو. وكمان اعترضت فرق البيئه والثقافه والطباع وان حضرتك طبعاً ليك ماضى وتاريخ مشرف.. حمحم قاسم باحراج. ولكنها اكملت بنفس القوة قائله:وجودى بنت زى مابيقولو لسه بضفاير وعلاقتها بالجنس الاخر تكاد تكوم معدومه يادوب زميل او اتنين زماله بريئه من ايام حضانه غير كده مافيش يعنى حضرتك اول راجل في حياتها.. ابتسم برضا وقال :وهبقى اخر واحد... تجاهلت حديثه مكمله بنفس القوه او اكثر قائله :كل ده انا تغاضيت عنه لكن انك تضيع مستقبلها ده اللى مش هينفع.
قاسم باستنكار:مستقبل ايه اللي ضيعته... انتى بتتكلمى عن ايه.
مها بقوه:بتكلم عن مذاكرتها ودروسها.. ماهى كل يوم تسيب مذاكرتها ودروسها عشان تجيلك هنا ولا تاخدها وتخرج كده متينفعش.. كاد ان يتحدث لكنها قاطعته قائله :عارفة انها لسه فى تانيه ومش مهم المجموع السنة دى بس مهم انها تنجح اصلاً ولا ايه يا قاسم بيه.
قاسم بجديه:عندك حق يامها... وانا بحب جودى ومش ممكن آذيها ابدا ولا اخلى حبى ليها يأثر على مستقبلها.. ابتسمت برضا وهى تشعر حقا بحبه لابنة خالتها فقالت :وده فعلاً اللى توقعته من حضرتك وانك اكيد هتتفهم موقفى.
قاسم :خلاص يامها ماتقلقيش انا هحل الموضوع ده وبنفسى هتكلم معاها.
مها:انا طبعاً اسفه على الطريقه اللى اتكلمت بيها بس خلاص فاضل على الامتحانات اقل من شهر لو كان في وقت زيادة كنت ممكن اسكت بس حضرتك شايف اهو.
قاسم بتفهم:مفهوم مفهوم.. انا مسافر النهاردة ولما ارجع هكلمها اكيد وهنلاقى حل. تمام.
مها بامتنان:تمام يافندم... عنئذنك.
قاسم :اتفضلى.... خرجت مها فزفر بغضب فاخر شئ يريده هو انشغال حبيبته بالمذاكره عنه ولكن ما باليد حيله وليعينه الله على بعدها عنه... لملم اشياؤه. ونزل سريعا كى يلحق بميعاد طائرته. صعد السياره والتقط هاتفه ينظر للصوره الموضوعه خلفيه وهى الصورة التي التقطها لهما وهى تأخذ بعض الصور السيلفى فى مكتب مها. ابتسم بحب وهو يمرر يده على الشاشه متمنيا أن تكون هى التى امامه وليست مجرد صوره. قرر الاتصال بها فهو اشتاق لها حد الجحيم. ثوانى واتاه الرد من صوتها الذى يعشقه :الو.
قاسم:الو.... حبيبتى.. وحشتيني اوووى.
جودى بشوق:وانت كمان ياقاسم وحشتنى اوووى... تاوه باستمتاع ماذا يفعل الان هل يضرب كل شئ بعرض الحائط ويذهب إلى مدرستها ويعنفها قبلا.
قاسم :جودى اقفلى.
جودى:قاسم.. الو.. الو..
نظرت للهاتف باستغراب وهى لا تعرف ماذا جرى معه وماذا قالت كى يغلق الخط هكذا.
بعد اقل من ربع ساعه كان هناك امر من مديرة المدرسة باستدعاء الطالبه جودى محمد لمكتبها. ذهبت وهى لا تعرف ماذا يحدث فهذه اول مره يتم استدعاءها لهناك.. يالله ماهذا اليوم الغريب الأطوار.
دخلت لحجرة المديره ولكنها لم تجدها انما وجدت يد تسحبها من خلف الباب وتغلقه ورائحة عطر تحفطه عن ظهر قلب.... ياللهى انه هو... قاسم.. هنا.. جنون.. حقا جنون.
نظرت له بدهشه وعدم استيعاب قائله:قاسم... انت بجد.
قاسم:ماقدرتش... قفلت بسرعه عشان اجى اخدم في حضنى.
جودى :وهنا... فى مكتب ال... قاطعها قائلاً :شكلك ماتعرفيش امكانيات حبيبك... انا قاسم مهران ياجودى يعني اقدر ادخل اى حته واى مكان واعمل اللى انا عايزه كمان. ابتسمت له بعشق ثم ضمته قائله :كنت واحشني اوووى ياقاسم.. وقلقت اووى لما قفلت الخط كده بسرعه. اغمض عينيه وهو يحاول كبح جماح رغبته بها وخصوصاً بعد نطقها اسمه بطريقتها الخاصه بها والتي تثيره جدا فقال:جوووودى الله يخليكى... والله ماسك نفسى عنك بالعافيه. نظرت له بخجل فبادلها نظرتها بحب قائلاً :هانت كلها ست شهور و3ايام. نظرت له بتفاجئ فاوماء برأسه قائلاً :ايوه طبعاً بعدهم باليوم والساعه لحد ماتتمى ال18 وواخد عهد على نفسى لاتتكتبى على اسمى يومها ياروح وعشق قاسم.. ابتسمت بحب وخجل شديد فقال هو :اعمل ايه بس بموت فيكى... بس لازم امشى دلوقتي عشان معاد الطياره... انا لازم اشترى طياره خاصه.
جودى ببراءة :بس دى غاليه اووى.
قاسم بحب واندهاش:جودى.. انتى بجد مش عارفة حجم ثروتى اد ايه.. يابنتى انا أقدر اشترى مصر كلها..
جودى بغضب طفولى واعتراض:بس ماتقولش بنتى.
ضحك بعدم تصديق قائلاً :مش معقول دى بس اللى اخدتى بالك منها.. والكلام عن ثروتى ايه..
جودى بنفس العبوس :مش مهم المهم ماتقوليش بنتى دى كفاية اصلا فرق الطول والحجم ورقبتى اللى بتوجعنى وانا بكلمك من كتر البص لفوق عشان اعرف اشوفك.... تقوم كمان تيجى تكملها وتقولى بنتى الله يسامحك يا قاسم.. قهقه عاليا بوسامه حتى ادمعت عيناه فقال وهو يجاهد لكبت ضحكاته:هههههه. مش ممكن ههههههه بموت فيكى يا اوزعه انتى يامجننانى.. ابتعد عنها على مضض قائلاً :لازم امشي دلوقتي.. غصب عني بجد.
جودى بعبوس:طيب اوكى.. كلمني اول ماتوصل... ابتسم لها بحب وهو يشعر بخوفها عليه فودعها وغادر سريعاً. خرجت من مكتب مديرية المدرسة متجها إلى الكلاس فالتقت بيامن الذى اقترب منها سريعا وهو غاضب بشده قائلاً :قاسم مهران كان بيعمل ايه هنا معاكى ياجودى.
جودى:ايه يا يامن كان جاى يشوفني عادى.
يامن بغيره وغضب:يشوفك بتاع ايه... اناشوفته كان حضنك.
جودى:انت بتجسس علينا يا يامن. حاول ان يتماسك من جديد يتخذ دور الاخ والصديق مؤقتا كما اتفق مع دنيا فقال:لا انا كنت معدى وشفتكوا صدفه.. وبعدين انا خايف عليكى مش اكتر.
جودى بتفهم فهو صديق طفولتها وتثق به :ماتقلقش يا يامن وبعدين هو خطيبى وهنتجوز قريب اووى.. يالا على الكلاس الميس هتزعق. اشتعل عينيه غضبا من حديثه عن خطبتها وزواجها منه ولكن صبرا جميل سيتبع المثل القائل (احفر البير بأبره) نظر لاثرها بغموض ثم ذهب مسرعاً كى يلتحق بصفه.
فى مطار مرسى علم هبطت الطائره التى تحمل دنيا وقاسم معا واتجهوا صوب الفندق الخاص بهم واللذى يملكه قاسم. ولكن هناك مشكله جعلته يستشيط غضبا وأيضا دنيا التى اتقنت تمثيل العضب عندما اخبروهم أنهم (فى عز السيزون ومافيش غير جناح قاسم بيه بس اللى دايماً فاضى)
قاسم :خلاص يادنيا اهدى احنا كده كده مش هننام هنا نخلص شغل وناخد طياره بالليل.. فرحت كثيرا ان خطتها تسير على النهج الصحيح ولكنها مثلت جيداً انها مجبره على ذلك. اماءت على مضض قائله :اوكى ياقاسم.. يالا بينا نغير لبسنا لازم نكون فى الموقع كمان ساعه. اماء لها وهو يسير باتجاه المصعد فى تلك اللحظه بعثت رساله للشخص الذي سيقوم بتصويرهم. وبالفعل التقتط لهم العديد من الصور وهم يدخلون نفس الجناح مع حقيبة صغيره لدنيا.. بعد وقت خرجت من المرحاض وهى تلف منشفه حول جسدها خرجت هكذا امام قاسم فى محاولة لاغراءه ولكنه لم يحاول النظر إليها. كان ذلك تزامنا مع دق الباب من خدمة المطبخ بعدما جاءوا بالعصير الذى سبق وطلبته دنيا فاتجه قاسم كى يفتح لهم فهى بدون ملابس غير واعى لتلك الكاميرا التى تلتقط له الصور وهو يفتح باب جناحه ودنيا التى ظهرت خلفه وهى تلف جسدها بمنشفه فقط. ابتسمت بخبث وهى ترى عملها يتم على أكمل وجه. بعد ثوانى بعثت لها الصور التي تم التقاطها في الحال وعلى الفور قامت بإرسالها الى جودى ومعها رساله تفيد بان حبيبها وخطيبها مازال مع حبه القديم ويسكن معها فى جناح واحد وقد اتخذ من العمل سببا للانفراد بها بعيداً عنها. ثم ارتدت ثيابها سريعاً واتجهت للموقع كى يقوموا بحل المشكلة التى افتعلتها هى. 3
فى سنتر الدروس الخصوصية التى ترتاده جودى كانت تجلس تقوم بالإجابة على الاختيار الذى بين يديها. شعر بوصول رساله الى هاتفها ففتحتها بسرعه على أمل انها من حبيبها فقد اشتاقت له بشده ولكن شحب وجهها وهى ترى تللك الصور المصورة بعناية واحترافيه. دققت النظر جيدا لتلك الفتاه التى بالصور مع قاسم وسريعا تذكرت حديث مها عندما قابلت دنيا فى بداية ذهابها للشركه(دى ياستى دنيا السواح تعتبر خطيبه قاسم بيه وهتبقى مراته قريب اووى) اتسعت عينيها وارتعش جسدها بذعر. ولكن لا.. لا.. هو يحبها هى تصدقه وتثق به فالحب ثقه اولا واخيرا. انهت الاختبار سريعاً وسلمت ورقتها وخرجت مسرعه فقابلت يامن الذى استوقفها قائلاً بخبث:ايه ده مالك... فى إيه.. مال وشك أصفر كده ليه. ابتلعت غصه مؤلمه في حلقه وقالت :يامن ماشوفتش ريتا.
يامن:لا.. كانت هنا... اهى هناك بتشترى حاجه من السوبر ماركت ده.
ذهبت لها مسرعه فقالت ريتال:جودى.. عملتى ايه... جاوبتى كويس.
اخذتها جانبا وقالت :ريتا مش وقته.. بصى... فى شوية صور هوريهالك وعايزاكى تعرفى ان كانت فوتو شوب ولا لأ اوكى... انا عارفه انك بتفهمى كويس فى الحاجات دى. نظرت لها بقلق من حالتها وقالت بقلق:اوكى.. اهدى بس.
جودى :بصى.. دول. شهقت ريتال بذعر قائله:إيه ده.. مش ده قاسم خطيبك.
جودى :ريتااااا.. مش وقته.. الصور دى حقيقيه ولا متفبركه. ددققت ريتال في الصور جيدا اكثر من مره ثم قالت بحزن وتوجس:بصى ياجودى.. مبدئياً كده هى شكلها مش متفبركه.. بس انا هوريهم لابن خالتى وكذا حد من صحباتى وهرد عليكى بالليل.
اماءت لها جودى بخوف وحزن ثم ذهبت سريعاً إلى منزلها.
أنهى عمله سريعاً وهو يزفر بضيق لقد اشتاق لحبيبته جدا قرر الاتصال بها ولكن توقف فهو أن أستمع لصوتها سيزداد شوقه اكثر. سيذهب من المطار لبيت مها مباشرة ليراها.
فى شقة جودى كانت تقف أمام النافذة وهى تنظر للهاتف بضيق. ثوانى واتاها الاتصال المنتظر فأجابت على الفور بأمل قائله:ايوه يا ريتا طلعت فوتوشوب صح.
ريتال:بصراحه يا جوجى لا.. لا كلمه وقعت كالصاعقه عليها فاكملت ريتال قائله:انا عرضت الصور على كذا حد وكلهم أكدوا انها مش متفبركه خالص.
جودى بضياع وشرود:اوكى. باى يا ريتا. اغلقت الهاتف ولم تجيب على هتافات صديقتها. مسحت دموع عينيها بقوه وهى تقول :لأ.. انا واثقه فيه.. هو بيحبنى مش ممكن يكون خانى.. اكيد الصور دى اتاخدت بحسن نيه او حصل حاجة. اكيد.. مسحت دموع عينيها وهى تبتسم بسعادة متذكره حديثه الجميل. احضانه.. وقبلاته أيضا.. اللهفه والعشق الواضحين جدا لا يمكن ان تخطئ فى احساسها. هو يعشقها وهذا اكيد سيأتى ويحكى لها كل شئ من نفسه ولن يخفى عليها شيئاً.. اتجهت إلى مكتبها وجلست لتكمل مراجعه دروسا فكما قالت مها(كفايه لعب بقا الامتحانات على الأبواب)
صعد بلهفه كبيره إلى شقة مها ورن جرس الباب ففتحت له مها وهى تنظر له بتفاجئ واستغراب قائله :قاسم بيه.. معقول.. اتفضل. ابتسم لها قائلا :شكرا.. اسف انى جاى دلوقتي ومن غير معاد.
مها:لا يافندم ده بيتك.. بس هو مش المفروض حضرتك في مرسي علم النهاردة. ابتسم قائلاً :بصراحه جودى وحشتنى اووى.. فخلصت على طول وجيت من المطار عليها. ابتسمت قائله:طب اتفضل. افسحت له المجال ليدخل وهو يطالع منزلهم العصرى بإعجاب فهتفت قائله :تحب تشرب ايه.
قاسم :هى جودى فين.
مها:فى اوضتها بتذاكر.. هعمل لحضرتك حاجة تشربها واناديها.. تحب تشرب ايه.
قاسم:ياريت قهوة مظبوط.
مها:اوكى.. ثوانى. ذهبت مسرعه بينما هو اخد يتفحص اثاث المنزل وغرفه ثم وقعت عينه على غرفه مضاءه وبابها مفتوح قليلا. اتجه اليها وهو متأكد أنها غرفة صغيرته. فتح الباب ببطئ فوقعت عينه على طفلته وهى تجلس على مكتبها الصغير وهى مندمجه جدا في مذاكرتها جيدا وكم بدت فاتنه جدا وبريئه بملابسها البيتيه ووجهها النقى وشعرها الذى جمعته على هيئة كحكه مظهرها عنقها المرمرى الجميل. شعرت بعينين تتابعها بشغف وحب نظرت للباب فوجدته.. انه هو حبيبها ام انها تتخيل. لا لا تتخيل تقدم منها بطوله الفارع وهيئته الضخمه ووقف امام مكتبها فنظرت له بفرحه وعدم تصديق فاردف هو قائلاً وهز يطالع تفاصيل وجهها وجسدها بعشق وشغف:وحشتيييييينى اووووووى. وقفت من موضعها بزهول وفرحه ثم جرت إليه وارتمت باحضانه وهى تضمه بقوه قائله:قاسم انت هنا بجد انا مش بحلم.
قاسم بعشق :اها يا روحى انا هنا... وحشتينى اوووى ماستحملتش ابعد عنك يوم جيت من المطار عليكى على طول.
جودى :انت وحشتنى اووى... ماتبعدش عنى تانى. التمعت عينيه بدموع الفرحه من حب صغيرته البرئ والذى أصبح ظاهر له وتعبر عن حبها بمنتهى البراءه والوضوح بعيداً عن مكر النساء. اخرجها من حضنه وهو يقول بعشق :ماقدرش.. ماقدرش ابعد عنك يا روح قاسم. انا اول ما خلصت جيت عليكى على طول ماينفعش يوم يعدى عليا من عمرى كده من غير ما اشوفك.... انتى بقيتى هوايا اللى بتنفسه ياجودى. كانت تستمع لحديثه الجميل وهي تحدث نفسها انه مستحيل ان يخونها حديثه نابع من احساس صادق ترى الصدق فى عينيه ستنسى ما رأت وترميه بعرض الحائط كأنها لم ترى شئ.. نعم نعم... هى تتوهم أشياء أحياناً. ستشك بقوتها الذهنية ولكن لن تشك بحبيبها ابدا .
يتبع........
مها :اللى حصل ان جودى لسه صغيرة واما حضرتك اعلنت انك بتحبها وخطبتها قدام الناس كلها قولت وماله مش عيب وحضرتك برضه راجل ولا كل الرجال واى واحده تتمناك.. مع انى معترضه على فرق السن الكبير جدا بس قولت مش مهم بالعكس ده ممكن بكده يبقى ابوها واخوها وامها وجوزهو. وكمان اعترضت فرق البيئه والثقافه والطباع وان حضرتك طبعاً ليك ماضى وتاريخ مشرف.. حمحم قاسم باحراج. ولكنها اكملت بنفس القوة قائله:وجودى بنت زى مابيقولو لسه بضفاير وعلاقتها بالجنس الاخر تكاد تكوم معدومه يادوب زميل او اتنين زماله بريئه من ايام حضانه غير كده مافيش يعنى حضرتك اول راجل في حياتها.. ابتسم برضا وقال :وهبقى اخر واحد... تجاهلت حديثه مكمله بنفس القوه او اكثر قائله :كل ده انا تغاضيت عنه لكن انك تضيع مستقبلها ده اللى مش هينفع.
قاسم باستنكار:مستقبل ايه اللي ضيعته... انتى بتتكلمى عن ايه.
مها بقوه:بتكلم عن مذاكرتها ودروسها.. ماهى كل يوم تسيب مذاكرتها ودروسها عشان تجيلك هنا ولا تاخدها وتخرج كده متينفعش.. كاد ان يتحدث لكنها قاطعته قائله :عارفة انها لسه فى تانيه ومش مهم المجموع السنة دى بس مهم انها تنجح اصلاً ولا ايه يا قاسم بيه.
قاسم بجديه:عندك حق يامها... وانا بحب جودى ومش ممكن آذيها ابدا ولا اخلى حبى ليها يأثر على مستقبلها.. ابتسمت برضا وهى تشعر حقا بحبه لابنة خالتها فقالت :وده فعلاً اللى توقعته من حضرتك وانك اكيد هتتفهم موقفى.
قاسم :خلاص يامها ماتقلقيش انا هحل الموضوع ده وبنفسى هتكلم معاها.
مها:انا طبعاً اسفه على الطريقه اللى اتكلمت بيها بس خلاص فاضل على الامتحانات اقل من شهر لو كان في وقت زيادة كنت ممكن اسكت بس حضرتك شايف اهو.
قاسم بتفهم:مفهوم مفهوم.. انا مسافر النهاردة ولما ارجع هكلمها اكيد وهنلاقى حل. تمام.
مها بامتنان:تمام يافندم... عنئذنك.
قاسم :اتفضلى.... خرجت مها فزفر بغضب فاخر شئ يريده هو انشغال حبيبته بالمذاكره عنه ولكن ما باليد حيله وليعينه الله على بعدها عنه... لملم اشياؤه. ونزل سريعا كى يلحق بميعاد طائرته. صعد السياره والتقط هاتفه ينظر للصوره الموضوعه خلفيه وهى الصورة التي التقطها لهما وهى تأخذ بعض الصور السيلفى فى مكتب مها. ابتسم بحب وهو يمرر يده على الشاشه متمنيا أن تكون هى التى امامه وليست مجرد صوره. قرر الاتصال بها فهو اشتاق لها حد الجحيم. ثوانى واتاه الرد من صوتها الذى يعشقه :الو.
قاسم:الو.... حبيبتى.. وحشتيني اوووى.
جودى بشوق:وانت كمان ياقاسم وحشتنى اوووى... تاوه باستمتاع ماذا يفعل الان هل يضرب كل شئ بعرض الحائط ويذهب إلى مدرستها ويعنفها قبلا.
قاسم :جودى اقفلى.
جودى:قاسم.. الو.. الو..
نظرت للهاتف باستغراب وهى لا تعرف ماذا جرى معه وماذا قالت كى يغلق الخط هكذا.
بعد اقل من ربع ساعه كان هناك امر من مديرة المدرسة باستدعاء الطالبه جودى محمد لمكتبها. ذهبت وهى لا تعرف ماذا يحدث فهذه اول مره يتم استدعاءها لهناك.. يالله ماهذا اليوم الغريب الأطوار.
دخلت لحجرة المديره ولكنها لم تجدها انما وجدت يد تسحبها من خلف الباب وتغلقه ورائحة عطر تحفطه عن ظهر قلب.... ياللهى انه هو... قاسم.. هنا.. جنون.. حقا جنون.
نظرت له بدهشه وعدم استيعاب قائله:قاسم... انت بجد.
قاسم:ماقدرتش... قفلت بسرعه عشان اجى اخدم في حضنى.
جودى :وهنا... فى مكتب ال... قاطعها قائلاً :شكلك ماتعرفيش امكانيات حبيبك... انا قاسم مهران ياجودى يعني اقدر ادخل اى حته واى مكان واعمل اللى انا عايزه كمان. ابتسمت له بعشق ثم ضمته قائله :كنت واحشني اوووى ياقاسم.. وقلقت اووى لما قفلت الخط كده بسرعه. اغمض عينيه وهو يحاول كبح جماح رغبته بها وخصوصاً بعد نطقها اسمه بطريقتها الخاصه بها والتي تثيره جدا فقال:جوووودى الله يخليكى... والله ماسك نفسى عنك بالعافيه. نظرت له بخجل فبادلها نظرتها بحب قائلاً :هانت كلها ست شهور و3ايام. نظرت له بتفاجئ فاوماء برأسه قائلاً :ايوه طبعاً بعدهم باليوم والساعه لحد ماتتمى ال18 وواخد عهد على نفسى لاتتكتبى على اسمى يومها ياروح وعشق قاسم.. ابتسمت بحب وخجل شديد فقال هو :اعمل ايه بس بموت فيكى... بس لازم امشى دلوقتي عشان معاد الطياره... انا لازم اشترى طياره خاصه.
جودى ببراءة :بس دى غاليه اووى.
قاسم بحب واندهاش:جودى.. انتى بجد مش عارفة حجم ثروتى اد ايه.. يابنتى انا أقدر اشترى مصر كلها..
جودى بغضب طفولى واعتراض:بس ماتقولش بنتى.
ضحك بعدم تصديق قائلاً :مش معقول دى بس اللى اخدتى بالك منها.. والكلام عن ثروتى ايه..
جودى بنفس العبوس :مش مهم المهم ماتقوليش بنتى دى كفاية اصلا فرق الطول والحجم ورقبتى اللى بتوجعنى وانا بكلمك من كتر البص لفوق عشان اعرف اشوفك.... تقوم كمان تيجى تكملها وتقولى بنتى الله يسامحك يا قاسم.. قهقه عاليا بوسامه حتى ادمعت عيناه فقال وهو يجاهد لكبت ضحكاته:هههههه. مش ممكن ههههههه بموت فيكى يا اوزعه انتى يامجننانى.. ابتعد عنها على مضض قائلاً :لازم امشي دلوقتي.. غصب عني بجد.
جودى بعبوس:طيب اوكى.. كلمني اول ماتوصل... ابتسم لها بحب وهو يشعر بخوفها عليه فودعها وغادر سريعاً. خرجت من مكتب مديرية المدرسة متجها إلى الكلاس فالتقت بيامن الذى اقترب منها سريعا وهو غاضب بشده قائلاً :قاسم مهران كان بيعمل ايه هنا معاكى ياجودى.
جودى:ايه يا يامن كان جاى يشوفني عادى.
يامن بغيره وغضب:يشوفك بتاع ايه... اناشوفته كان حضنك.
جودى:انت بتجسس علينا يا يامن. حاول ان يتماسك من جديد يتخذ دور الاخ والصديق مؤقتا كما اتفق مع دنيا فقال:لا انا كنت معدى وشفتكوا صدفه.. وبعدين انا خايف عليكى مش اكتر.
جودى بتفهم فهو صديق طفولتها وتثق به :ماتقلقش يا يامن وبعدين هو خطيبى وهنتجوز قريب اووى.. يالا على الكلاس الميس هتزعق. اشتعل عينيه غضبا من حديثه عن خطبتها وزواجها منه ولكن صبرا جميل سيتبع المثل القائل (احفر البير بأبره) نظر لاثرها بغموض ثم ذهب مسرعاً كى يلتحق بصفه.
فى مطار مرسى علم هبطت الطائره التى تحمل دنيا وقاسم معا واتجهوا صوب الفندق الخاص بهم واللذى يملكه قاسم. ولكن هناك مشكله جعلته يستشيط غضبا وأيضا دنيا التى اتقنت تمثيل العضب عندما اخبروهم أنهم (فى عز السيزون ومافيش غير جناح قاسم بيه بس اللى دايماً فاضى)
قاسم :خلاص يادنيا اهدى احنا كده كده مش هننام هنا نخلص شغل وناخد طياره بالليل.. فرحت كثيرا ان خطتها تسير على النهج الصحيح ولكنها مثلت جيداً انها مجبره على ذلك. اماءت على مضض قائله :اوكى ياقاسم.. يالا بينا نغير لبسنا لازم نكون فى الموقع كمان ساعه. اماء لها وهو يسير باتجاه المصعد فى تلك اللحظه بعثت رساله للشخص الذي سيقوم بتصويرهم. وبالفعل التقتط لهم العديد من الصور وهم يدخلون نفس الجناح مع حقيبة صغيره لدنيا.. بعد وقت خرجت من المرحاض وهى تلف منشفه حول جسدها خرجت هكذا امام قاسم فى محاولة لاغراءه ولكنه لم يحاول النظر إليها. كان ذلك تزامنا مع دق الباب من خدمة المطبخ بعدما جاءوا بالعصير الذى سبق وطلبته دنيا فاتجه قاسم كى يفتح لهم فهى بدون ملابس غير واعى لتلك الكاميرا التى تلتقط له الصور وهو يفتح باب جناحه ودنيا التى ظهرت خلفه وهى تلف جسدها بمنشفه فقط. ابتسمت بخبث وهى ترى عملها يتم على أكمل وجه. بعد ثوانى بعثت لها الصور التي تم التقاطها في الحال وعلى الفور قامت بإرسالها الى جودى ومعها رساله تفيد بان حبيبها وخطيبها مازال مع حبه القديم ويسكن معها فى جناح واحد وقد اتخذ من العمل سببا للانفراد بها بعيداً عنها. ثم ارتدت ثيابها سريعاً واتجهت للموقع كى يقوموا بحل المشكلة التى افتعلتها هى. 3
فى سنتر الدروس الخصوصية التى ترتاده جودى كانت تجلس تقوم بالإجابة على الاختيار الذى بين يديها. شعر بوصول رساله الى هاتفها ففتحتها بسرعه على أمل انها من حبيبها فقد اشتاقت له بشده ولكن شحب وجهها وهى ترى تللك الصور المصورة بعناية واحترافيه. دققت النظر جيدا لتلك الفتاه التى بالصور مع قاسم وسريعا تذكرت حديث مها عندما قابلت دنيا فى بداية ذهابها للشركه(دى ياستى دنيا السواح تعتبر خطيبه قاسم بيه وهتبقى مراته قريب اووى) اتسعت عينيها وارتعش جسدها بذعر. ولكن لا.. لا.. هو يحبها هى تصدقه وتثق به فالحب ثقه اولا واخيرا. انهت الاختبار سريعاً وسلمت ورقتها وخرجت مسرعه فقابلت يامن الذى استوقفها قائلاً بخبث:ايه ده مالك... فى إيه.. مال وشك أصفر كده ليه. ابتلعت غصه مؤلمه في حلقه وقالت :يامن ماشوفتش ريتا.
يامن:لا.. كانت هنا... اهى هناك بتشترى حاجه من السوبر ماركت ده.
ذهبت لها مسرعه فقالت ريتال:جودى.. عملتى ايه... جاوبتى كويس.
اخذتها جانبا وقالت :ريتا مش وقته.. بصى... فى شوية صور هوريهالك وعايزاكى تعرفى ان كانت فوتو شوب ولا لأ اوكى... انا عارفه انك بتفهمى كويس فى الحاجات دى. نظرت لها بقلق من حالتها وقالت بقلق:اوكى.. اهدى بس.
جودى :بصى.. دول. شهقت ريتال بذعر قائله:إيه ده.. مش ده قاسم خطيبك.
جودى :ريتااااا.. مش وقته.. الصور دى حقيقيه ولا متفبركه. ددققت ريتال في الصور جيدا اكثر من مره ثم قالت بحزن وتوجس:بصى ياجودى.. مبدئياً كده هى شكلها مش متفبركه.. بس انا هوريهم لابن خالتى وكذا حد من صحباتى وهرد عليكى بالليل.
اماءت لها جودى بخوف وحزن ثم ذهبت سريعاً إلى منزلها.
أنهى عمله سريعاً وهو يزفر بضيق لقد اشتاق لحبيبته جدا قرر الاتصال بها ولكن توقف فهو أن أستمع لصوتها سيزداد شوقه اكثر. سيذهب من المطار لبيت مها مباشرة ليراها.
فى شقة جودى كانت تقف أمام النافذة وهى تنظر للهاتف بضيق. ثوانى واتاها الاتصال المنتظر فأجابت على الفور بأمل قائله:ايوه يا ريتا طلعت فوتوشوب صح.
ريتال:بصراحه يا جوجى لا.. لا كلمه وقعت كالصاعقه عليها فاكملت ريتال قائله:انا عرضت الصور على كذا حد وكلهم أكدوا انها مش متفبركه خالص.
جودى بضياع وشرود:اوكى. باى يا ريتا. اغلقت الهاتف ولم تجيب على هتافات صديقتها. مسحت دموع عينيها بقوه وهى تقول :لأ.. انا واثقه فيه.. هو بيحبنى مش ممكن يكون خانى.. اكيد الصور دى اتاخدت بحسن نيه او حصل حاجة. اكيد.. مسحت دموع عينيها وهى تبتسم بسعادة متذكره حديثه الجميل. احضانه.. وقبلاته أيضا.. اللهفه والعشق الواضحين جدا لا يمكن ان تخطئ فى احساسها. هو يعشقها وهذا اكيد سيأتى ويحكى لها كل شئ من نفسه ولن يخفى عليها شيئاً.. اتجهت إلى مكتبها وجلست لتكمل مراجعه دروسا فكما قالت مها(كفايه لعب بقا الامتحانات على الأبواب)
صعد بلهفه كبيره إلى شقة مها ورن جرس الباب ففتحت له مها وهى تنظر له بتفاجئ واستغراب قائله :قاسم بيه.. معقول.. اتفضل. ابتسم لها قائلا :شكرا.. اسف انى جاى دلوقتي ومن غير معاد.
مها:لا يافندم ده بيتك.. بس هو مش المفروض حضرتك في مرسي علم النهاردة. ابتسم قائلاً :بصراحه جودى وحشتنى اووى.. فخلصت على طول وجيت من المطار عليها. ابتسمت قائله:طب اتفضل. افسحت له المجال ليدخل وهو يطالع منزلهم العصرى بإعجاب فهتفت قائله :تحب تشرب ايه.
قاسم :هى جودى فين.
مها:فى اوضتها بتذاكر.. هعمل لحضرتك حاجة تشربها واناديها.. تحب تشرب ايه.
قاسم:ياريت قهوة مظبوط.
مها:اوكى.. ثوانى. ذهبت مسرعه بينما هو اخد يتفحص اثاث المنزل وغرفه ثم وقعت عينه على غرفه مضاءه وبابها مفتوح قليلا. اتجه اليها وهو متأكد أنها غرفة صغيرته. فتح الباب ببطئ فوقعت عينه على طفلته وهى تجلس على مكتبها الصغير وهى مندمجه جدا في مذاكرتها جيدا وكم بدت فاتنه جدا وبريئه بملابسها البيتيه ووجهها النقى وشعرها الذى جمعته على هيئة كحكه مظهرها عنقها المرمرى الجميل. شعرت بعينين تتابعها بشغف وحب نظرت للباب فوجدته.. انه هو حبيبها ام انها تتخيل. لا لا تتخيل تقدم منها بطوله الفارع وهيئته الضخمه ووقف امام مكتبها فنظرت له بفرحه وعدم تصديق فاردف هو قائلاً وهز يطالع تفاصيل وجهها وجسدها بعشق وشغف:وحشتيييييينى اووووووى. وقفت من موضعها بزهول وفرحه ثم جرت إليه وارتمت باحضانه وهى تضمه بقوه قائله:قاسم انت هنا بجد انا مش بحلم.
قاسم بعشق :اها يا روحى انا هنا... وحشتينى اوووى ماستحملتش ابعد عنك يوم جيت من المطار عليكى على طول.
جودى :انت وحشتنى اووى... ماتبعدش عنى تانى. التمعت عينيه بدموع الفرحه من حب صغيرته البرئ والذى أصبح ظاهر له وتعبر عن حبها بمنتهى البراءه والوضوح بعيداً عن مكر النساء. اخرجها من حضنه وهو يقول بعشق :ماقدرش.. ماقدرش ابعد عنك يا روح قاسم. انا اول ما خلصت جيت عليكى على طول ماينفعش يوم يعدى عليا من عمرى كده من غير ما اشوفك.... انتى بقيتى هوايا اللى بتنفسه ياجودى. كانت تستمع لحديثه الجميل وهي تحدث نفسها انه مستحيل ان يخونها حديثه نابع من احساس صادق ترى الصدق فى عينيه ستنسى ما رأت وترميه بعرض الحائط كأنها لم ترى شئ.. نعم نعم... هى تتوهم أشياء أحياناً. ستشك بقوتها الذهنية ولكن لن تشك بحبيبها ابدا .
يتبع........