اخر الروايات

رواية غيبيات تمر بالعشق الفصل الثامن عشر 18 بقلم مروة البطراوي

رواية غيبيات تمر بالعشق الفصل الثامن عشر 18 بقلم مروة البطراوي


صكت وجهها (لطمت) عندما علمت تدبير والدته لوالده ومن ثم تدبيرها لابنها الوحيد وكل ذلك في سبيل ماذا أتفرح عندما تجده طريح الفراش أم أن تلك العقاقير لسبب أخر غير المرض؟ نهض وسبقها إلى السيارة ليذهب إلى الشركة ذهبت خلفه بدون النطق بأي كلمة. وهو الآخر لم ينبس بنت شفه ..صعدا إلى مكتبه ليتفاجئا بوجود سمر لتنظر إليه ريحانة باندهاش كيف له أن يجزم أن سمر لن تأت وأتت نظر إليها باستهجان قائلًا : ابعتيلي الملفات بتاعت امبارح أراجعها يا سمر.
وكان يدرك أن التساؤل يقع تحت لسان ريحانة أيضا هو لديه تساؤل نحو سمر لماذا أتت ولكن يعلم جيدًا أنها لن تترك هذا العمل أبدًا حتى لو أمرها اي شخص بذلك فهي حتى لو بخل عليها بالمحبة تعتبره صديقها الذي إن لم تتزوجه تنوي أن تشيخ بجانبه كصديقة.
دلف إلى المكتب تتبعه ريحانة بأنظارها الشاردة ليبتسم بخبث قائلًا : ريحانة حبيبتي سرحانة في ايه ولا أقولك أنا هقولك.


و استدار يشير نحو الباب الذي تشرد نحوه قائلًا بتوضيح : سرحانه منين أنا طردت سمر امبارح وهي جت النهارده صح ؟
هزت رأسها تريد إجابته ليبتسم بسخرية قائلًا : لسبب بسيط هي دي سمر.
كادت أن ترد ولكنها تذكرت كلمات شذى لها : أنا عارفة سمر كويس يا ريحانة دي تربية شكران عمرها ما هتسيبك في حالك.
واستطردت تذكرها قائلة : كانت عاملة صاحبة وحبيبة لغاية ما جت الفرصة وباعتك.
وجدها ما زالت شاردة هز كتفيها قائلًا : ريحانة.
أنتبهت ونظرت إليه مطولًا ثم نظرت إلى الباب الذي دلفت منه سمر واضعة ما بيدها من أوراق دون النظر إليهم وخرجت مسرعة لتنظر ريحانة إلى زيدان بإستعجال قائلة : هروح التواليت وراجعة.

كاد أن يعلمها أن تدخل مرحاض مكتبه ولكنها أسرعت بالخروج طالبة من سمر أن تذهب معها بالأسفل حيث المطعم جلست ريحانة وسمر.
نظرت إليها سمر بخبث تعلم ما يدور بخلدها فتنهدت بتلاعب قائلة : مش بتقولي عايزاني؟ خير في ايه يا ريحانة ولا أقولك أنا.
واستطردت تغيظ ريحانة قائلة : طبعًا البيه قالك أنا عملت معاه ايه في المكتب امبارح وهو طردني بس الصراحة أنا مقدرتش.
عقدت ريحانة ما بين عينيها لتفريط سمر بكرامتها إلى تلك الدرجة لتستطرد سمر باقي حديثها قائلة : عارفة الفرق بيني وبينكم ايه اني مش بيأس ده أنا لو في مكانك وعلى الحب اللي حبيته لقصي.
حدقت ريحانة في وجهها لتزيد سمر عليها قائلة : كنت فضلت معاه لغاية ما خلص منها.
كادت أن تتحدث فتنهدت وارتفعت عينيها لأعلى لتجد وجهًا مطلًا عليها من أعلى ينظر إليها وعلى وجهه ابتسامة خبيثة يتابع ما يحدث بينهم لتعطيها نظراته قوة في حديثها حيث قالت : سمر أنا اللي كنت عايزة أخلص من قصي وبصراحة ما صدقت يحصل موضوع شذى ده.
ثم شددت على حروف كلماتها قائلة : ودلوقتي مفيش في قلبي غير زيدان ومش هيأس يا سمر.
على الجانب الأخر في المشفى هاتفت الخادمة شكران لتعلمها أنه تم رمي علب الدواء في القمامة لتجز شكران على شفتيها وهي تقذف بالهاتف على سطح المكتب وتضع يدها عليه : ماشي يا زيدان ماشي يا ريحانة الزفت أنا وراكي والزمن طويل.
واستطردت بوعيد قائلة : لا يمكن تكوني لابني كده مش قدامي غير حل واحد وهكسر قلبك يا زيدان.
طلقة رصاص باردة وليست بطلقة ناريه بل طلقة هدفها تدمير العلاقة بينهم تعرف شكران كيف تطلق هذه الطلقة جيدًا حيث أنها ملمة بكل أخبار زيدان بل الذي لا يعلمه عن حاله أيضًا تقيده من كل الجوانب حتى الجانب الذي يظن أنه أقوى جانب لديه ستفقده حبها لتضرب بحبه عرض الحائط.
نهضت ريحانة وتركت سمر وصعدت إليه من جديد لتجده مربعًا ذراعيه فوق صدره ينظر إليها بخبث ثم يتقدم ويفتح لها باب المكتب وينحني إليها لتدلف ويغلق الباب سريعًا يأخذها ويسكنها خلف الباب لتنظر إليه بتوتر وتبلل شفتيها قائلة : خير أنت بتعمل كده ليه هو أنت غاوي مكاتب ولا ايه.

ثم تغنجت بين ذراعيه قائلة بنبرة جعلته ينتعش : ميصحش كده مش كل اما أدخل هنا ولا في المعمل في المصنع تجيلك الجنونة.
ابتسم على تغنجها قائلًا : تصدقي إن أنا نفسي أروح المصنع من زمان مروحتش هناك تعرفي.
أنتبهت إليه لتعلم ما لديه ليميل عليها يدفنها بين أحضانه أكثر قائلًا بعذوبة : قبل ما تدخليه كنت كل يوم هناك بس الفترة اللي مكنتش عايزك تعرفي اضطريت أجي هنا.
ابتسمت له وخرجت من محاصرته وتوجهت لتجلس على الأريكة قائلة : أنا كمان من زمان مروحتش هناك تقريباً المكان الوحيد اللي برتاح فيه زيك ومازلت برتاح فيه حتى بعد ما عرفت انك صاحبه.
واستطردت تسأله بخبث قائلة : بس أنت ليه ظهرت نفسك بسرعه ليا؟
نظر إليها بلؤم قائلًا : مقدرتش الصراحة وزهقت بقى كل يوم أضطر أجي هنا وسمر ما شاء الله مش سيباني.
واستطرد وهو يرفع كتفيه ويمط شفتيه بقلة حيلة مصطنعة قائلًا : فقلت ما باليد حيلة وفي كل الحالات مش هخسر.
ابتسمت بخبث قائلة : سمر مش وحشة يا زيدان على فكرة جميلة وبتحبك من زمان.
لوى زيدان شفتيه لتستطرد ريحانة بمكر قائلة : ..وكمان الدكتورة شكران رفضاها كان ممكن تتجوزها وتبقى برضه كسبت.
زفر زيدان بحنق قائلًا : بلاش الذكاء العالي بتاعك ده أنا فاهم قصدك كويس أو بمعني أصح عايزاني أقولك اني خفت عليها.
هزت رأسها بحزن ليرد عليها بصدق قائلًا : بصي أنا مش هنكر بس حتى لو كانت زيك مكنتش هجوزها.


تنهدت ريحانة قائلة : إحساس وحش أوي لما أعرف انك اختارتني أنا بالذات علشان الدكتور شكران متقدرش تأذيني.


وتابعت بسخرية قائلة : لأني متجوزة قبل كده ومش بحمل.

حزن لوصولها إلى هذ الإحساس فأوضح لها قائلًا : مين قالك انها متقدرش تأذيكي؟ لا تقدر وعلى حاجات صعب اني أوصفها ليكي.
اندهشت وهو يقترب منها ويتحدث بثقة قائلًا : بس اوعي تنسي اني كنت حاطط عيني عليكي وهي كانت عارفة.
ابتسمت بثقة قائلة : عارف أنا كان ممكن أخاف وخصوصًا لما استدعتني في المستشفى ومش هنكر اني كنت خايفة.
تضايق من خوفها ولكن سرعان ما أدهشته بردها حينما قالت : بس أنا من يوم ما عرفتك وأنا اتولد فيا قوة أنا نفسي مستغرباها.
ابتسم إليها قائلًا : ولسه أنتِ لسه مشوفتيش مني حاجة اما خليتك تعدي الجمايل.
ثم رفع أكتافه بكل غرور قائلًا : ما أنا جمال.
ثم رفعها من على الأريكة وأخذها بين ذراعيه قائلًا : المهم يلا بينا نروح أنا هلكان وخلي المصنع بكره من أوله.
ش
ابتسمت إليه ونهضت معه وعادا إلى القصر لتدلف وتمر بجانب حوض الريحان ليضع يده على كتفيها من الخلف قائلًا : هو ده الحاجة الوحيدة اللي عرفت أوصلك منها فاكر زمان لما كنتي بتيجي هنا وتفضلي واقفة قدامه كتير.
واستطرد وهو ينظر إلى غرفة مكتبه قائلًا : وكنت بشوفك من أوضة مكتبي.
ابتسمت ريحانة قائلة : قولت لي بقا امممم وأنا أقول زيدان كان ليه بيرفض يقعد معانا على طربيزة واحدة.
واستطردت بضحكتها السعيدة قائلة : أتاري زيدان مقضيها من ورا الستارة بس حلوة.
أدارها إليه قائلًا : طبعًا حلوة بس مش الستارة ولا زهرة الريحان.
سألته بعينيها ما هي وضع كفيه على وجهها يتحسسه قائلًا : أنتِ اللي حلوة أوي يا ريحانة روحك حلوة أه بحسك حزينة بس جواكي سعادة.

شردت في ماضيها وتنهدت قائلة : أنت بس اللي شايف إن جوايا سعادة بس للأسف الكل مش شايف من ورايا غير الحزن.
واستطردت ترفع أنظارها إليه قائلة وهي تعاتب نفسها : بس صدقني ده غلط مني اني بعطي سعادتي للشخص الغلط.
أخذها بين أحضانه ليتوجه بها إلى داخل القصر قائلًا بمرح : طب ما تجربي معايا وتعطيني حبه تزيدي محبة ولا جايه لحد عندي تصدري الوش الخشب.
وقام بدغدغتها قائلًا : أما أنتِ طلعتي بخيلة أوي يا رورو .
تعالت ضحكاتها وهي تدلف إلى داخل القصر لتقضبها فجأة عندما وجدت زاهر يجلس بمنتصف البهو بمنتهى الأريحية تنهض من جواره شكران تبتسم بخبث قائلة : ابن الحلال عند ذكره بيبان كنا لسه في سيرتك يا رورو أنا وزاهر بارك لزاهر يا زيدان.
قطب زيدان جبينه لتستطرد شكران بإنتصار قائلة : بقا الدراع اليمين للبيج بوص وجايبلك رسالة منه.
حدق زيدان في وجهه لا يصدق أنها تعلم شيئًا عن المافيا ومن أين علمت من زاهر وكيف هو بالأساس وصل لذلك؟ ليتصاعد الغضب في صوته قائلًا : رسالة ايه وزفت ايه ومنك أنت يا حشرة..أنت نسيت عملت فيك ايه أخر مرة لما حاولت تضايقني.
واستطرد بوعيد قائلًا : لاااااااا المرة دي هقتلك بجد أنت اللي جنيت على نفسك.
وجاء ليتهجم عليه لتقف شكران حائلًا بينهما تبتسم بخبث وهي تنظر إلى ريحانة الواقفة بوجوم وعدم فهم لتتحدث شكران قائلة : معلش يا زيدان اقتل اللي أنت عاوزه بس مش في القصر يا حبيبي.
واستكملت حديثها وأنظارها معلقة على ريحانة لتبعث الخوف بداخلها قائلة : أنت عايز تثبت التهمة عليك لا كده غلط الظاهر الجواز أثر على عقلك.
احتد زيدان قائلًا : أنا ميت مرة قلت ليكي متدخليش في اللي يخصني سواء جوازي ولا طلاقي ولا شغلي.
واستطرد بنبرة تهديد قائلًا : بدل ما أبعتك دار مسنين زي اللي بعتي ليها جدتي.

ابتسمت شكران بسخرية قائلة : يعني أنا غلطانة لما شفت اللي أنت بتقول عليه حشرة داخل قصرى وخفت ليكون جاي يعمل فضيحة لريحانة وقلت ألم الليلة.
نظر زيدان إلى ريحانة التي لم تستوعب ما يحدث و زفر بحنق قائلًا : فضيحة برضه يا دكتورة شكران بلاش أنتِ بالذات تتكلمي عن الفضايح. الفضيحة دي من تأليفك.
وتابع وهو يوجه أنظاره نحو زاهر بوعيد قائلًا : وأنت حسابك معايا بعدين هقتلك يا زاهر.
ابتسم زاهر بخبث قائلًا : وممكن أنا أتكلف بقتلك ما هي مافيا بقا يا زيدان.
جحظ زيدان من جرأته ليتنحنح زاهر قائلًا : احممم معلش مضطر أشيل الألقاب ما أنا بقيت نائب الزعيم من بعدك طبعًا.
لم يوقفه أحد هذه المرة وهجم عليه وضربه بعنف قائلًا من بين أسنانه : طالما بقيت من بعدي تعالى اما أعلمك فنون اللعبة يا واطي أولًا إن كنت فاكر بوصولك ده بتقدر عليا تبقى عبيط.
والتفت يده نحو عنق زاهر قائلًا : لا أنت ولا الزعيم هتقدروا.
تحدث زاهر من تحته بنبرة خوف قائلًا : أنا مليش دعوة أنا عبد المأمور والمرة دي بجد هما وصلهم انك اتجوزت.
اختنق زاهر من قبضة زيدان ليتحدث بصوت ثقيل قائلًا : ووصلهم إنك مش ناوي تكمل وأنا كنت بشتغل معاهم من تحت لتحت.
لم يتهاون زيدان في حقه وظل يسدد له اللكمات قائلًا : مين يا ووووسسس**** اللي قال انطق بدل ما أطلع زمارة رقبتك في ايدي.
وضربه بركبتيه تحت الحزام قائلًا بوعيد : أنت فاكرني عبيط يالا ده أنا هحبسك في البدروم تحت.
أخذ زاهر يسعل من قبضة يد زيدان حول عنقه قائلًا : مش هتفلح وتقدر المرة دي يا زيدان عارف ليه.
اندهش زيدان من ثقة زاهر ولكنه أثاره قائلًا : لأنهم اتفقوا معايا في خلال ساعة لو مرجعتش ليهم بموافقتك على قرارهم هيطلبوا البوليس.

كاد أن يستكمل ضرباته إلا انه استمع إلى كلماتها وهي تقول : أنت كده بتلبس نفسك مصيبة وأنا مش هينفع أشهد معاك هكون ضدك.
توقف عن الضرب لتنظر هي لريحانة بخبث وتلاعب قائلة : بس ممكن أخرجك منها بسلطاتي بس هيكون بشروط طبعا.
التفت إليها لم يتخيل أنها تفتعل كل هذا الإجرام في سبيل الوصول إلى شيء.
فهتف بغضب قائلًا : وإذا قلت لك اني ميهمنيش وبرضه مش هطلقها ايه يا دكتورة هتواجهي المجتمع الشيك والراقي ازاي وابنك مجرم وكان بيشتغل في المافيا.
زفرت شكران بحنق ليبتسم زيدان بخبث قائلًا : تمام حيث كده استعنا على الشقا بالله.
وأخرج سلاحه من جيبه الخلفي وصوبه نحو زاهر الذي أطلق صرخاته قائلًا : لاااا علشان خاطري أقسم بالله أنا راجل عيل والله ما حصل حاجة ولا أعرف عن أم المافيا دي أي حاجة.
ثم أشار نحو شكران وصرخاته تتعالى قائلًا : هي الله ياخدها جابتني على ملى وشي وقالتلي أعمل كده.
ابتسم زيدان بخبث وأرجع سلاحه ينفخ فيه ويتناول هاتفه ليتصل بأمير قائلًا : فينك يا عم الظاهر إنك نسيت إن عندنا شغل وغرقان في الحب والعسل وسايبني هنا في فدان مغامرات.
قطب أمير جبينه وسأله ماذا يحدث ليجيبه زيدان وهو ينظر إلى زاهر باستهزاء قائلًا : زاهر عندي في حوار يفطس من الضحك عايزك تبعت الرجاله ياخدوه يروقوه عايزه يبقي زهرة مش زاهر.
وتعالت ضحكاته الشيطانية التي اقتضبها فجأة عندما وجدها تنظر إليه بكل خزي وعار لينظر إلى الاتجاه الأخر يجد شكران تنظر له بشماتة حيث وصلت لمبتغاها ليبتلع ريقه متوجهها صوبها يحاول توضيح الأمر قائلًا : متصدقيش كل اللي اتقال من شويه دي كلها تمثيلية علشان…

ثم توقف يعلم أنها لن تصدقه ولكنه استكمل وليكن ما يكن فتابع قائلًا بقلق : علشان تفرق ما بينا وأهو أنتِ سمعتي بنفسك زاهر بيقول ايه قصدي زهرة ههههه.
حاول إضحاكها ولكن دون جدوى ولته ظهرها واتجهت حول الدرج ليستوقفها بصوته الجهوري قائلًا : في إثبات علشان تصدقيني يا ريحانة هو قال إن معاه رسالة من المافيا ومفيش رسالة طلعت قدامك أهو.
توقفت بالفعل ليبتهج قائلًا : معنى كده إن كل ده مؤامرة.
التفتت سريعًا لكي تجد أمل في حديثه ولكنها وجدت زاهر يقف من خلفه يقول على عجلة من أمره قبل أن يركض هاربًا : أهي الرسالة أهي شكران هانم مش بتتكلم من هوا وأقسم بالله أنا الرسالة دي هبلغ بيها.


و أسرع خطاه قائلًا : ما هو أنا مش ملطشة العيلة دي سلام يا عيلة وسسسس******
وما كاد أن يخرج من البوابة حتى قام زيدان بصعق باب البوابة ليسقط زاهر على الأرض لحين مجئ أمير وتأديبه.
لتنظر شكران إلى ريحانة التي انهارت كل أحلامها أمام عينيها قائلة : كنتي مفكرة ايه انك هتتحديني وتاخدي ابني بالساهل كده لا يا بنت شمس.
واستطردت تشير حول الأرض قائلة : احلمي على قدك أمك زمان بصت لفوق وكنت هلبسها قضية.
انهارت ريحانة كأنها بحالة شلل تام على الكرسي الموضوع خلفها وظلت تنظر إليها بصدمة كيف لطبيبه مثلها قاسمة لليمين أن تفتعل كل هذه الافعال نظرت إلى الصورة التي أمامها وكأنها أول مرة تشاهدها نعم أول مرة صورة لرجل يشبه زيدان ويحمل نفس ملامح القوة ترى من هو أيكون جده وهو من تسبب إلى بذر تلك العقد حولها أو كان يقوم بتعذيبها وعلمها ألا تتهاون عن حقها وتنتقم للجميع تذكرت أمر المافيا الذي سرد أمامها ترى هل ستتحمل أكثر من ذلك وجدتها تنظر إليها كالصقر فابتعدت عنها وخرجت إلى الحديقة لتجد أزهار الريحان متساقطه على الأرض فرفعتها من على الأرض تنظر إليها بحزن متعاطفة معها كيف لهذه الأزهار أن تحيا في وسط عالم ملئ بالحقارة قبضتها في يدها كأنها تخنقها عن قصد تريد لها الموت أفضل من العيش بهذا المستنقع.

جاء أمير واندهشت ريحانة لمن أتت معه تلك هي نورا صديقتها التي لا تفترق عن أمير منذ زواج ريحانة. ريحانة التي ضحت بنفسها في مقابل بعد أمير عنها.
ركضت إليها نورا مسرعة تحتضنها بقوة قائلة : ريحانة كنت طول الطريق قلقانه عليكي..وخفت ليجرالك حاجة.
ثم تحسستها بقلق حيث كانت ريحانة متصلبة لتقول : ايه اللي حصل لده كله وايه اللي جاب الزفت زاهر ده هنا مش كنا خلصنا منه.
خرجت ريحانة من أحضانها ونظرت إليها بفتور قائلة : أنتِ ايه اللي جابك مع أمير أنتِ متعرفيش أمير بيشتغل في ايه.
كانت نورا متبلدة لتصرخ ريحانة في وجهها قائلة : أمير شغال في المافيا مع زيدان يا نورا يعني تخمينك طلع صح.
تنهدت نورا قائلة : بكره يتوبوا مفيش حد بيفضل وحش طول عمره وبعدين أمير وعدني انه خلاص هو وزيدان هيبطلوا وأنتِ يا ريحانة لازم تساعدي زيدان.
هزت ريحانة رأسها بذهول وهتفت قائلة : أنا مصدومة بجد فيكي يا نورا هو ده فتى أحلامك يا نورا طب ليه ده أنت عيشتي طول عمرك رافضة الجواز تقومي تحبي ده.
زفرت نورا بحنق قائلة : كفايه بقا يا ريحانة يعني احنا اللي كويسين أوي أنتِ نسيتي أمي وأمك يبقوا ايه.
حدقت ريحانة في وجه نورا لتهزها نورا بعنف لتفيقها قائلة : احنا مش ملايكه يا ريحانة وبعدين يا ما ناس كانوا كويسين وانحرفوا.
جائتهما الشيطانة شكران تحوم حولهمت قائلة : مش كل الكويسين يا نورا اللي انحرفوا ما عدا الست ياسمين كانت فضيحتها فضيحة مع الواد ميشو عارض الأزياء.
نظرت إليها نورا بضيق لتبتسم شكران باستهزاء قائلة : بس عايزة أقولك على حاجة أنتِ وأمير لايقين على بعض.
ابتسمت نورا بسخرية قائلة : مرسيى يا دكتورة مش دكتورة برضه ولا أنا نسيت أصل مامي زمان كانت تعرف إن حضرتك شغالة في مستوصف مشبوه.
نظرت إليها شكران بغضب لتتعالى ضحكات نورا قائلة : لغاية ما عمو بابا زيدان اتجوزك.

كادت شكران أن تعنفها ولكن استطردت نورا حديثها قائلة : ياه يا دكتورة قد ايه حظك حلو وسبحان الله ريحانة برضه حظها حلو بس وهي بشرفها وبعدين ما الكل عارف إن زيدان بيلعب مع المافيا من زمان.
صدمت ريحانة مما تقوله نورا لتبتسم إليها نورا قائلة : وأنا كان ممكن أقول لريحانة قصي نفسه يعرف ليه ملجأش للمحاوله دي ولجأتي ليها أنتِ..هقولك ليه أنتِ قصدتي تعملي كده علشان ريحانة تعرف وتهدمي العلاقة أكتر.
ابتسمت شكران بسخرية لتفاجئها نورا بذكائها قائلة : لكن لو كانت عرفت من قصي كانت هتفضل تطلب الطلاق وزيدان مش هيطلقها لكن كده بسهولة هيطلقها مش هيستحمل يبص في عينها بعد ما عرفت.
واستطردت نورا وهي تقترب منها تنوى الرحيل وهي تغيظها أكثر قائلة : بس أحب أطمنك انه في أحلامك عن اذنك.
وسحبت ريحانة خلفها إلى أعلى وريحانة مستسلمة خلفها تفكر في شئ واحد قصي وعلمه بموضوع المافيا.
أخذت ريحانة تنظر إليها بشك قائلة : ايه اللي قلتيه ليها تحت ده صحيح قصي عارف، معتقدش يا نورا.
واستطردت بتأكيد قائلة : قصي لو عارف هيقول لي خصوصًا إنه بيعمل المستحيل علشان أرجع ليه.
تنهدت نورا قائلة : أنتِ غلبانة أوي يا ريحانة. مين قال انه عايز يرجعك هو عايزك تطلقي وبس.
ثم سألتها بضيق قائلة : وبعدين أنتِ ليه عايزة تعرفي إن كان عارف ولا لا.
سألتها ريحانة بتوجس قائلة : هي شذى عارفة يارب ما تكون عارفة. دي ممكن هي بنفسها تبلغ عنه.
وتعالى قلقها عليه أكثر قائلة : أنتِ مشفتيش أخر مرة كلمها ازاي يا ربي. أنا ايه اللي خلاني أوافق عليه.
تنهدت نورا بتعب لتبتسم ريحانة بسخرية قائلة : ده أكيد اللي كان نفسه يقوله يوم جوازكم ولما اتزنق قال انه معاهم.

استوقفتها ريحانة بعتاب قائلة : نورا أنت كنتي عارفة.
أشاحت نورا وجهها إلى الجانب الأخر قائلة : مش هتفرق ومع ذلك أنا هريحك أه كنت عارفة.
أغمضت ريحانة عينيها لتستطرد نورا بضيق قائلة : ..أمير ما شاء الله مش عارفة كان قاصد يخوفني منه علشان أبعد ولا كان قاصد يصارحني.
ثم زفرت بحنق قائلة : أيًا كان قصده المهم قالي ولما مردتش عليه فاجئني انه هيبطل.
ثم حاولت التخفيف عن ريحانة قائلة: ..المفاجأة الكبيرة ان دي رغبة زيدان من ساعة ما قرر يرتبط بيكي.
لوت ريحانة شفتيها بامتعاض قائلة : زيدان هيبطل!..ده أنتِ عبيطة أوي يا نورا كنتي تعالي شوفي حالته لما عرف إن زاهر بقا مكانه في المافيا..كان هيقتله.
على الجانب الأخر كان يجلس في مكتبه مبتسمًا لما علمه يتحدث لنفسه قائلًا : يااه يا عمتي..أخيرًا عرفتي ريحانة قلبي ان ابنك بيشتغل في المافيا كده أنا أحبك واوعدك مش هقتلك ننوس عين أمه.
واستطرد يبتسم بوحشية قائلًا: لأن ريحانة قلبي هترجع ليا. لا ومش هترجع وبس هترجع راكعة كمان لأن ناوي أعلمها درس بحياتها مش هتنساه.
وتابع شاردًا في الفراغ بحقد قائلًا: يلا أصلهم كلهم كلاب بما فيهم أنتِ يا عمتى.
ثم نظر إلى هاتفه بخبث قائلًا : ايه يا ريحانة قلبي هستنى كتير طب دي حتى نورا عندك.
واستكمل كلماته وهو يمني نفسه باتصالها قائلًا: ممكن تتصلي عليا من فونها وممكن كمان تنزلي تتكلمي عند حوض الورد.
عودة إلى ريحانة ونورا قطبت نورا جبينها من اتهام ريحانة لزيدان لتفهمها ريحانة قائلة: بس يا نورا ..ليه قصي خبي عليا من البداية..من لحظة ما عرف إن زيدان طالبني للجواز كان فاته ارتاح.
شكت نورا هي الأخرى في زيدان وفي أثناء شرودهم أعلن الهاتف عن اتصال لترد نورا وتجحظ بعينيها عندما استمعت إلى صوته وبالرغم من ذلك لم تعطها الهاتف ولكنها فتحت مكبر الصوت والمسجل أيضًا ليكون شاهدًا عليها حتى لا يفتك بها زيدان.

وما أن لاحظ الصمت حتى ارتفع صوته الخبيث قائلًا: اللي ساكنة قلبي ريحانة قلبي ايه يا حبيبتي اتأخرتي عليا ليه ؟
جحظت ريحانة من ثقته الزائدة ليستطرد بعد استمتاعه بصمتها قائلًا: ايه مفيش اشتياق لجوزك حبيبك طب أنا حتى كنت مدلعك أخر دلع مش بتاع مافيا.
توقفت عند كلمته الأخيرة وتناست ما قاله منذ البداية لتسأل هي قائلة: أنت كنت عارف طب يا قصي لما أنت عارف مقولتش ليه من الأول؟
صمت مستمتعا لشكها في زيدان لتصرخ هي قائلة: طالما مش عايزني أكمل معاه كان ممكن من الأول تقولي.
قام بتدخين سيجاره وزفر دخانه حتى أنها تكاد تستشعر تلك الزفرة في أذنها ليجيبها قائلًا: أعتقد إنك عرفتي ليه مقولتش من البداية.
ليستطرد قائلًا: أنا حبيت أعرفك عنادك هيوصل بيكي لفين زيدان في الأول كان عايز ينتقم ليكي دلوقتي هينتقم منك وباتفاق معايا بس عمتى استعجلت.
زفرت ريحانة بحنق قائلة: ولما أنت عارف إن زيدان بينتقم مني بتقولي ليه ما تسيبه ينتقم براحته ولا خايف يا كداب اوعى تفكر اني هصدق واحد زيك.
قبض على يده بعصبية قائلًا: بلاش تحاولي يا ريحانة تستفزيني أو تحسسيني اني خايف ليصفيني زي ما بيصفي غيري لأن أنا أقدر أقتله.
تعالت ضحكات ريحانة قائلة: أنت! هتقتل زيدان الجمال أنت مفكرني هبلة يا قصي ولا مفكر لما تخلي شذى وسمر يقولوا لي هخاف وأكش.
وأتبعت برفع سبابتها بكل ثقة قائلة: لا حتى مكالمتى ليك من موب وجدان قلت عليها لزيدان.
تعالت شرارات الغضب بعينيه قائلًا: شذى وسمر ماشي يا شذى أنتِ اللي جنيتي على نفسك إما موتك أنتٍ واللي في بطنك مبقاش أنا قصي.
واستطرد بوعيد قائلًا: أما أنتِ يا حلوة هجيبك تحت رجلي.
ابتسمت ريحانة بسخرية قائلة: حاسب ليطق ليك عرق يا قصي وأنت مش حمل الحاجات دي وبعدين ايه هتقتل ابنك.
تعالت ضحكات قصي الشيطانية قائلًا: أنا عايزك أنتِ يا ريحانة قلبي بس يلا بقي نصيب يا ترى أنتِ ممكن تكملي مع راجل المافيا.
واستطرد بثقة وفرحة قائلًا: أنا عارف إن بعد اللي حصل ده هتخافي تقربي من زيدان.

شعرت بالاختناق ليأتيها صوته الخبيث قائلًا: حظك وحش أوي يا ريحانة في الدنيا دي بس أنا ممكن أعدله ليكي أنا لسه بحبك، ومستعد أعمل المستحيل علشانك.
وتابع يترجاها بصدق قائلًا: ارجعي ليا ونبدأ من جديد.
لم تستطع السيطرة على حالها ولكن لمعت بمخيلتها فكرة وسرعان ما فتحت أحد أدراج مرآة الزينة والتقطت الشيكولاته المغلفه خاصتها وفتحتها تقضمها بأسنانها قائلة باستمتاع: طبعًا عارف ريحانة لما بدور على سعادتها بتعمل ايه. سامع صوت الشيكولاته وهي بتدوب تحت لساني أهو أنا هدوب في ايد زيدان زي الشيكولاته دي.
وكاد أن يرد عليها بغضب استشاط منها حتى أنها سمعت صوت غضبه فأغلقت الهاتف بعد وعوده لتستغرب نورا حالها ترد عليه عندما يعاملها بقسوة وعندما يحنو عليها ويعاملها برقة و يملي عليها بوعوده تبغضه وتتوعد له.
للسعادة أشكال مختلفة ولكن دائمًا ما نبحث عنها نتركها ونجوب في طيات التعاسة. التعاسة المتطايرة فوق رؤسنا والتي تنتظر منا انحناء حتى تتوغل بنا بالكامل التعاسة والسعادة وجهين لعملة واحدة..أحداهما تقودك إلى التآكل والذبول والحريق والانهيار والسقوط والأخرى تحلق بك في السماء تجعلك مثل العصفور الحر الطليق الذي يعدو كل المسافات وهو مبتسم متصدي لدروب التعاسة. هنا من اختارت التعاسة رغم وجود كل مبرارات السعادة والأخرى اختارت أن تزهو وتزدهر حتى لو كانت المقومات صعبة لديها والاثنتان لهما صفات مشتركة اكتسبوها من الزمان لم يتعلموها فطرة.
تركتها نورا ورحلت ليصعد لها زيدان و يخيل له أنها أوصدت الباب بالمفتاح فيزفر بحنق ويقوم بالدلوف لها من حجرته القديمة لأنه يوجد باب مشترك صنعه لتلك الأوقات دلف إليها ليجدها تجلس على الفراش بشرود نظر إليها مطولًا يتأمل هيئتها وقميص النوم الأسود القصير ذو الحمالات رفيعة حيث اقتنته لأنها تجد أن الأسود يليق بها ليبتسم بسخرية أنها ارتدته علما منها أنه لن ينام معها بتلك الغرفة..قام بالتصفير والتصفيق والتهليل لها ليجذب أنتباهها فأنتفضت من على الفراش تجحظ بعينيها تنظر إلى الباب قائلة: أنت دخلت منين ده أنت محدش قدك يا زيدان الجمال

عاود نظراته الخبيثة والمتفحصة مرة أخرى وهو يدقق في تفاصيل جسدها وشعرها المفرود على طول ذراعيها وظل صامتًا لا يريد الحديث يريد أن يمتع عينيه بها وأن يغوص بعينيه في كل انش بها لتبتسم بخبث قائلة: مالك يا بتاع المافيا بصراحة لايقة عليك.
اقترب منها وتناولها بين يديه كمن يتناول كتاب شيق اشتراه منذ فترة وود في كل مرة أن يفتحه ولم تهيأ له الظروف ولكن آن الأوان أن يفتحه نظر إليها بعبث قائلًا: أنا كل حاجة بتليق عليا وأولهم أنتِ لايقة عليا من زمان أوي.
واستطرد وهو يتلمس جسدها بشغف قائلًا: يا ريت كل يوم أدخل أشوفك بالجمال ده ومقدرش أقاومك.
توترت وخفق قلبها من لحظة جذبه لها ومن لمساتها وحديثه الذي تعمد أن يكون مسموع لأذنها فقط شعرت أنها هي اللحظة المنتظرة التي تحاول أن تتهرب منها حاولت أن تتحدث ولكن ما أن فتحت شفتيها حتى التهمها ظنًا منه أنها تريد ذلك وهي ما أن التهمها حتى غاصت معه في قبلاته وبادلته بكل شوق وحب كان يتلمسها كرجل ذو خبرة أما عنها كانت كالمسحورة من لمساته . كانت تتأوه تحت يديه وهو يسحبها إلى عالمه الذي لا عودة منه وفي نهاية المطاف كل منهما امتلك الأخر والتحم معه وذاب في طياته.

يتبع…



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close