اخر الروايات

رواية جوازة ابريل الجزء الثاني الفصل السابع عشر 17 بقلم نورهان محسن

رواية جوازة ابريل الجزء الثاني الفصل السابع عشر 17 بقلم نورهان محسن



الفصل السابع عشر (عرض سخي) رواية جوازة ابريل 2

نريد كل شيء للأبد.. نريد الجمال أن يبقَى للأبد، والصحة للأبد والنجاح للأبد والحب والشغف للأبد والسعادة للأبد.. وهذا سبب معاناتنا، رغبتنا الشديدة ببقاء أشياءنا للأبد ، ومقاومة النهايات والتمسك بالأموات والتعلق بالشظايا..نرفُض تصديق أن بعض الأشياء تموت وتنتهي صلاحيتها.. قد يموت لنا أحبة وهم مازالوا على قيد الحياة، وقد يموت حلم كتبناه منذ طفولتنا ، قد تموت نسخة منا وتبدأ نسخة جديدة لا نفهمها ولا نعرفها ولا ننتمِي إليها.. عبور الحياة أصعب ما في الحياة.. فالرحلة ليست سهلة على أحد منا.. جميعنا ننمو وننكسر ، نرتقي ونسقط..نحب ونفقد.. ننجح ونفشل، نتعافَى ونمرض ، نتأمل وتخيب آمالنا.. كم من الأحلام التي زرعناها وسقيناها بقلوبنا و رَعَيناها بكل قدراتنا وماتت في النهاية بدون إختيار منا.. إنها الحياة لا تصفو لأحد وليست وردية على الدوام، ما يجعلنا نستمر فيها هو الإيمان.. الذي يجعل من كل التفاصيل الصعبة مُمكِنة.. ويُحول المستحيل إلى يقين بتحقيقه..وما علينا سوى أن نزرع حلم كلما مات حلم... وإن اغتالوا كل أحلامنا.. سنحلم ونحلم مادُمنا أحياء وللحلم بقية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عند هالة

_ناوية تقولي امتي ليهم انك فسختي الخطوبة؟!

وصلها صوت لميس ، وهي تتساءل بهدوء عبر الهاتف : طبعا ماقدرتش اقول حاجة .. الجو كان مكهرب علي الاخر و كمان عز ومامته بايتين هنا من امبارح فأجلت الكلام في الموضوع .. ومش رايحة المستشفي انهاردة و يدوب الحق اكلم مع بابا قبل مايروح شغله

ردت هاله باضطراب : ادعيلي بس ربنا يستر و يعديها علي خير

لم تتلقى اجابة من لميس التى شردت قليلا فى كلماتها ، مخاطبة نفسها سراً بجزع : يعني دعاء و صلاح في نفس البيت ازاي وسام ساذجة كدا

_روحتي فين!!

لميس بإنتباه : معاكي .. طيب اخبار عز ايه بعد اللي حصل!!

ختمت لميس جملتها بسؤال ، إذ أرادت أن تغير مجرى الحديث هربا من التفكير فيهما ، بمجرد أن تسلل إليها شعورا بالإشمئزاز منهم ، لتسمع رد هالة بصوت حزين : صعبان عليا من لحظة ما رجعنا وهو قافل علي نفسه ومش عايز يكلم مع حد ..

اضافت هاله تستفسر باهتمام : بس انتي اللي ماقولتليش ايه اللي حصل مع خالد و حالته ايه دلوقتي؟

☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼

خلال ذلك الوقت

في مقهى راقى على ضفتي النيل

عند ابريل

_ مراد .. اسمي مراد .. طبعا بعتذر عن الطريقة اللي طلبت ندردش مع بعض بيها

هكذا تحدث معها بلباقة ، وهو يجلس على مقعده المقابل لها ، بينما تنصب نظراتها عليه بتركيز بعد أن نزع النظارة الشمسية ، لتكشف عن عينيه البنيتين الحادتين ، مرتديا حلة رسمية من مزيج من اللونين الأسود والرمادي أضافت تميزاً لملامحه الرجولية المهيبة ، فخرج صوتها هادئاً لا يخلو من التوتر : حصل خير .. ممكن اعرف ايه سبب المقابلة الغريبة دي؟!

قالت ابريل ذلك لتحثه على الاكمال ، قيّمها بنظرته الثاقبة قبل أن يلقي كلامه ، ولم تفارق الجدية ملامحه : احنا اللي ورا تسريب الاشاعات عن خطيبك السابق و خطيبك الحالي

راقب مراد بتمعن وقع الجملة عليها ، بينما بهتت ملامحها لثواني معدودة من تصريحه الذي كان بمثابة قنبلة اخترقت أذنيها للتوز، وندمت على الفور على مجيئها من الأساس ، إذ انها تقف الآن على حافة الهاوية بوضع نفسها في هذا المأزق الجديد الذي جعلها تشعر بصعوبة في الاسترخاء.

ساد صمت قصير قبل أن تكسره أبريل ، قائلة بذهول مفعم بالتوجس : وبالبساطة دي بتقولها؟!

هز مراد منكبيه العريضة ، قائلا بنبره هادئة قوية : سبق و قولت لحضرتك ماعنديش نية للف ولا الدوران و بحب الطرق المستقيمة

ارتفعت حاجبيها الجميلتين دهشةً ، لتسأل بتنعت ونبرة متجهمة ، إستشفها من تعابيرها الساخرة التي لا تخلو مم اللطافة العفوية : فين الاستقامة باللي بتقول عليها دا اسمه تشهيرك بسمعة بنت

اخبرها مراد بلهجة متلهفه موضحاً لها : ماكنش انتي المقصودة .. طلبي منك انك تحطي ايدك في ايدينا عشان مصلحتنا اولا

استوقفتها نقطة ما في جملته ، وهي تقطب حاجبيها لتتساءل بفطنة ، ومسحة من القلق خيمت على فيروزيتيها : بتكلم بصيغة الجمع !! مين اللي ورا الاشاعات دي؟

رمقها مراد ببرود قبل أن يحتسي قليلا من قهوته بتعبير عابس يعلو قسماته ، ثم أجابها بنبرة ثابتة يشرح لها بتأني : مش في صلاحياتي اقول مين .. لكن انا طلبت نقعد ونتكلم عشان اعرض عليكي عرض شغل في دبي نفس الشركة اللي كنتي هتشتغلي فيها .. وبالنسبالك دي فرصة كويسة عشان تخلصي من كل المشاكل اللي هنا وهتكوني تحت حمايتنا من مصطفي و غيرو

فركت أبريل حاجبيها بتفكير في الرد ، وهي تلجم إندفاعها المتهور لإرتكاب أي حماقة تضيفها إلى قائمة تصرفاتها الأخيرة ، لكن هذا عرضًا سخيًا للغاية ، وسيكون من الصعب عليها تجاهله بهذه السهولة ، خاصة حين تابع بنفس الثقة : اذا موافقة التأشيرة هتكون جاهزة خلال ايام

انطلقت من فمها تنهيدة عميقة ، لكبح ثرثرة عقلها المرتبك ، وقالت له بنبرة منخفضة لم تخلو من التردد : انا مش معايا بسبوري ضاع مني

أمال جذعه إلى الأمام ، وعلى شفتيه ابتسامة منتصرة عندما أستشعر إستجابتها ، وأخذ يطمئنها بنبرته الواثقة : حتي دي حلها في منتهي السهولة بعلاقاتي اطلعلك غيرو وعليه التأشيرة

رمقها بذات الثقة ، وقد ارتسمت ابتسامة رائعة على شفتيه ، قبل ان ينبس بسؤال : ها .. ايه ردك؟!!

☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼

عند لميس

جلست في كافتيريا المستشفى ، وأطراف أصابعها تضغط على فنجان القهوة ، وهي تائهة بين أمواج أفكارها المتضاربة حول أحداث الأمس ، عندما ذهبت لزيارة منى بعد أن علمت بدخولها المستشفى ، رغم أنها أرادت تجنب لقاء صلاح ودعاء ، يليها الليلة التي قضتها هنا في المستشفى ، بين القلق والخوف.

flash back

في اليوم السابق

ترجلت لميس من سيارة الأجرة ، لتقوم بمساعدة أختها الصغرى على الخروج ايضاً ، ثم أغلقت الباب بهدوء واستدارت ممسكة بيد الطفلة وهي بتحذرها بنبرة لطيفة : ساندي هتكون شطورة ومش هتعمل شقاوة عشان الدكتور مش يديها حقنة كبيرة خالص زي بتاعت الحصان

تحدثت بطفولة محببة لا تخلو من الذعر : لا حقنة لا ساندي هتقعد مؤدبة

قالت لميس بضحكة خفيفة : اما نشوف ماضمنكيش الصراحة

وقبل أن تعبر الطريق ، رأت الجميع يغادرون باب المستشفى ، وتجمدت أنظارها المصدومة على باسم الذي كان يحمل بين ذراعيه تلك الدمية السخيفة التي تدعى أبريل ، فاحتدمت جمرات القهر في قلبها الذي صرخ منبهًا إياها بما يعتريه من ألم.

نفضت لميس تلك الأفكار من عقلها ، تزامنا مع تحول ملامحها الحزينة إلى أخرى حائرة فور سماع اسمها بصوته العميق من خلفها ، بينما رائحة عطره الفاخر تتقدمه بعدة أمتار ، لتعلن عن حضوره المميز : انسة لميس!!

على الفور أدارت لميس رأسها ، لترى خالد الذي تابع مبتسما : شكلنا جينا متأخر ...

ولم يتلق أي رد منها ، وهو ينظر بحاجبين مجعدين إلى لمعان دموعها الخائنة على أطراف مقلتيها المكحلتين ، ليبرز الاهتمام والقلق في صوته عندما يسألها : في حاجة حصلت ولا ايه ..!!؟

نفت لميس براسها ، وهي تبرر له بشئ من الصدق : لا انا بس حاسة اني تعبانة شوية

عاجلها خالد علي الفور : خير ان شاء الله .. خلينا ندخل تكشفي و نطمن...

قاطعته لميس متمتمة باعتراض رقيق : مالوش داعي دول حبة صداع من قلة النوم

أذعن لرغبتها قبل أن يسأل بإبتسامة جذابة ، وهو يتحدث إلى الطفلة : اللي يريحك .. الجميلة عاملة ايه؟

ساندي بلطافة : كويسة يا اونكل

حثتها لميس على القول الصحيح برفق : قولي الحمدلله يا نانو

_الحمدلله

ابتسمت شفتيه لا إرادياً بهيام إشتعل فى نظرته نحوها مما جعلها تضطرب ، لتقول بسرعة وهي تنوي الرحيل من أمامه : عن اذنك

استوقفها بنبرته العذبة : رايحة فين استني هوصلكم

اطرقت نظراتها ارضاً رافضة بكياسة : ماتتعبش نفسك

خالد مبتسماً : مفيهاش تعب ليا خالص بالعكس

ارجعت لميس خصلات شعرها خلف اذنها بتوتر انجلي حينما نطقت : ميرسي .. بس انا اصلي هرجع الفيوم دلوقتي هطلب اوبر يوصلني للمحطة

عبست ملامحه الوسيمة ، وهو يسأل مستفسراً بهدوء خطير : هتسافري لوحدك

ردت لميس ببساطه استنكرها بشدة : عادي متعودة علي كدا

لوى خالد فمه بامتعاض قبل أن يتحدث إليها ، وقد عقد حاجبيه في رفض حاسم : لا اسمحيلي مفيش حاجة اسمها تسافري لوحدك .. مابتسمعيش كمان عن حوادث التحرش اللي بتحصل للبنات من سواقين الاوبر .. بعد اذنك اتفضلي اركبي وانا هوصلكو بالعربية

سيطرت على ارتعاش جسدها الطفيف نتيجة استشعارها لاهتمامه بها ، مما كان له وقعاً معزوفياً على أوتار إحساسها البتول ، فحاولت التغلب على تلك المشاعر ، قائلة ببعض التوتر : بس دا سفر طويل عليك مش عايزة اتعبك معايا..

منحها خالد ابتسامة راضية عندما أحس بإقتناعها ، قبل أن يقول بنبرة جادة زاخرة بالحنان : كل التعب فداكي .. واهون الف مرة من اني افضل قلقان عليكي وانا سايبك تسافري لوحدك والدنيا هتليل علينا

تلألأت عيناها بوميض متأثر بكلامه وإلحاحه عليها ، مما جعلها تشعر بمدى اهتمامه بها وخوفه عليها.

back

_عايزين اقوالك في المحضر يا مدام

خرجت من بحور هذه الذكري على صوت ذكوري غليظ يخاطبها ، لتجد رجلا بالزي العسكري يقف على بعد خطوات منها.

صحتت لميس له بحرج ، وهي تتنحي عن مقعدها : انسة لو سمحت

اومأ لها بفهم : تمام اتفضلي من هنا

☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼

في منزل خال ياسر

هتف ياسر ممتعضا من استمرار خاله بالضحك : بقالك نص ساعة بتضحك يا خالي .. هو ايه الكوميدي في اللي عمال احكيهولك!!!

_اصل حاجة من اتنين .. انت يا اما غبي يا اما عبيط!!

خرجت تلك الكلمات الهازئة من بين ضحكاته بعد أن روى له الآخر ما حدث بالأمس ، فرفع ياسر حاجبيه بغضب ظهر في سؤاله : كمان ليه الغلط دا بس دلوقتي..؟!

مسد علي لحيته الطويلة بتفكير ، ثم تحدث بعدم رضا : اصل مش معقول بعد كل اللي حكيته دا وتبقي انت اللي زعلان و مستغرب هي رمت الدبلة في وشك ليه ..

ياسر أدار وجهه في حرج قبل أن ينظر إليه مرة أخرى ، ليقول بانزعاج : هو انا جايلك عشان تقطمني يا دكتور ولا ايه؟

استغرق بضع ثوانٍ لتقييمه بنظرات عملية ، وهو مسترخٍ في مقعده ثم قال بجدية : خلاص خلاص مش هعمل عليك دور الخال الواعظ .. انا كنت واخد الموضوع بتريقة عشان متأكد انك مش جايلي دلوقتي عشان تسمع رأيي بصراحة .. بس لو انت عايز حد يقولك انت صح وماغلطتش يبقي روح لحد تاني ينافقك .. انما طالما جيتلي يبقي غصب عن عين اهلك هتسمع الصح .. والصح انك فعلا غلطان عشان بنات الناس مش لعبة في ايدينا يا دكتور .. و عندها كل الحق طبعا تضايق من الهبل اللي عملته دا

حك طرف أنفه بإصبعه السبابة دون أن ينظر إليه قبل أن يهتف بصوت مستنكر : ايه دا كله .. هو انا عملت ايه لكل دا!!! محسسني اني كنت بخونها يا خالي

مماطلته في الكلام كعادته دفعته إلى عقد حاجبيه و توبيخه : تبقي بجد مصيبة سودة لو شايف انك معملتش حاجة يبقي انت عندك مشكلة يا بني .. دا انا كنت معاك في خطوبتك .. وشوفت بعيني شوية بترقص مع دي و شوية مع دي .. ومشغول عن المسكينة التانية خالص ..

_بس يارا دي اعز صديقة ليا .. ايه يزعلها اني مهتمة بيها وبقدر الصداقة بينا دي مجاملات عادية جدا .. عايزني يعني كنت اسيبها ترقص مع حد غريب انا مقبلش كدا علي القريبين مني

زفر خاله بقوة ليحاصره في خانة اليك ، حالما سأله بلهجة قوية : وتقبل علي خطيبتك انها تقف مكسوفة وسط اهلها وصحابها من تصرفاتك اللي هي مش متقبلها دي

حاوره ياسر بمراوغة متمسكا بأخر كلمة خرجت من فم الاخير : ايوه بقي لما هي مش متقبلها .. ليه قبلت بالخطوبة من الاساس وانا معرفها علي يارا من البداية ومصارحها بكل حاجة

هز رأسه بعجز لأن هذا الأحمق متشبثًا بأفكاره الحمقاء بعناد ، ليغمغم عابساً ، وهو يميل رأسه إلى الجانب قليلاً : تفتكر ايه يخلي انسانة في جمالها ومن عيلة كبيرة وكمان دكتورة وناجحة .. ترضي انها تتخطب لواحد عنده البيست فريند بتاعته اهم من اللي هتكون شريكة حياته الا لو ماكنتش بتحبك .. انت خسرتها بغبائك يا ياسر!!!

☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼

عند خالد

فور خروج وكيل النيابة ، بعد أن أخذ أقواله في المحضر ، اعتدل في نومته قليلاً ، وهو يعقد حاجبيه من شدة الألم ، فى أجزاء متفرقة من جسده نتيجة الكدمات التي أصيب بها ، بالإضافة إلى قدمه اليسرى التي حولت أنظاره نحو الجبيرة المحيطة بها بإحباط ، أنه الآن مجبر على الراحة وعدم التحرك بحرية ، وهو أمر لا يتحمل حدوثه ، ولكن الذي يهون عليه مصيبته أنه لم يحدث لها مكروه.

اشتغلت نيران الغضب فى عينيه العشبيتين ، وتصلبت ملامحه القاسية ما إن هاجمت ذاكرته هذا الشعور بالخوف عليها الذي سيطر على كامل عقله ، حالما بدأ يتذكر ما حدث ، وكأنه شريط سينمائي يمر داخل رأسه.

flash back

أثناء توجههما إلى الفيوم ، توقفا أمام محطة بنزين ، ثم خرجت لميس وشقيقتها للذهاب إلى المرحاض ، وصدم خالد بثلاثة شبان يستقلون السيارة ، وهددوه باستخدام السلاح حتى يخرج من السيارة في صمت.

في البداية كان يعاملهم ببرود حتى يفكر في إيجاد حل لهذا المأزق ، لكنه فوجئ بقدوم لميس واقترابها من السيارة ، لذا كان عليه التصرف قبل ركوبها ، فأخذ يفكر في شيء يمنعها من ذلك ، لكنه لم يجد شيئًا ، إلا أنه يندفع بسرعة بالسيارة تحت نظراتها المصدومة دون أن تفهم ما يحدث.

تحدث احدهم بغرابه : دا رايح علي فين دا

سأل بذعر حاول اخفاءه وراء لهجته القاسية ، وهو يوجه المسدس نحو رأس خالد : بتعمل ايه يا جدع انت .. وقف العربية وانزل منها

_اسمع الكلام هتوقف ولا هموتك!!!

_لا احنا نموت كلنا..

صدحت كلمات خالد الأخيرة فى ارجاء السيارة مثل سكين حاد بجدية شديدة ، أحدثت ارتعاشا في أجسادهم ، فصرخ الرجل عليه بحدة : لا دا شكله مجنون دا ولا ايه وقف والا.....

لم يكمل جملته ، حيث كان خالد يقود السيارة بسرعة فائقة قبل أن ينحرف بمقود السيارة ، مما أدي إلى انقلابها ، ولم يعى شيئًا بعد ذلك حتى استيقظ في إحدى غرف المستشفى.

أفاق من شروده ، متنهداً بعمق ، وهو يعترف أن ما فعلوه كان جنونًا في حد ذاته ، لكن جزءًا منه أراد اغتنام هذه المخاطرة ، يعلم أنه كاد أن يفقد حياته أثناء قيامه بهذا الفعل الخطير من أجل كسب محبة قلبها ، حينما تتأكد أنه يحبها ويخاف عليها وأنه جديراُ بها.

☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼

في الاسكندرية

عند احمد

خرجت من الشاليه بإطلالتها الساحرة ، مرتدية فستاناً صيفياً يناسب قوامها باللون الأبيض ، على طراز عصري ، ويحتوي على نقاشات ملونة.

تقدمت نحو الذي كان يجلس ناظراً بعمق في اتجاه البحر ، يهيم بأفكاره في عينين فيروزيتين ، رغم الضيق الذي يشعر به في صدره منها.

عاد إلى الواقع على صوت زوجته ، التى وقفت أمامه مباشرة بعض الوقت ، دون أن يشعر بوجودها ، لتسأله بابتسامة لطيفة ، وداخلها تحترق من الغيرة : سرحان في مين!!

_مفيش

حبست أنفاسها بمجرد أن أربكتها إجابته الباردة ، ثم تحلت بالشجاعة ، وجلست بجانبه على كرسيه ، وسألته بصوت محرج لا يخلو من ترقب : انت لسه زعلان مني؟

أحاطت بها ثمة طمأنينة دافئة ، حينما لف ذراعه حول جسدها ، ثم خاطبها بنبرة هادئة لا تخلو من اللوم : يعني عارفة ان اللي عملتيه كان يزعل يا نادية ..

رفع وجهها بسبابته يجبرها علي النظر له ، وقال بهدوء حازم : انا مارجعتش من الغربة عشان تسيببيني وتقعدي عند امك

قضمت نادية شفتها في اضطراب مم جعلها تتلعثم في حروفها : حقك عليا يا حبيبي .. عارفه ان ما كانش المفروض اروح لماما من غير ما اقولك .. بس انا ما كنتش اقصد .. انا انا بصراحة اتضايقت قوي لما سبتني و رحت لها..

تغضنت معالم وجهه فور نطقها بأخر عبارة قبل أن يقاطعها قائلا...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close