رواية مريض الحب الفصل السابع عشر17 بقلم إيمي احمد
....نظرا لابتداء انتظام حضوري بالجامعه من الغد باذن الله..سالتزم بالمواعيد التي سيتم تحديدها للروايه..التي اوشك الجزء الاول منها علي الانتهاء.. والمواعيد(الاحد،الثلاثاء،الخميس..الساعة9مساءا)...
قراءة ممتعه...
........................
ظل مراد ينقل نظراته بين ليلي التي بدا جسدها ووجهها يشحوبان و ذلك الخط الذي يشير الي انخفاض نبضها شئا فشئ..ليتوقف به الزمن عند سماعه تلك الصافره التي تشير الي استقامة خط قياس نبض قلبها..معبرا عن رحيلها الابدي عن ذلك العالم الموحش...
ليدخل وليد مسرعا ناقلا نظره بين ذلك الملقي علي الارض ومراد المتجمد دون حراك..ليقترب منه يهزه ويبعده..ليري تلك الفتاه..عله يستطيع انعاشها..ظل يضرب علي قلبها..ولكن لم يفلح الامر..فنظر امامه ليجد جهاز الصدمات فذهب مسرعا..شغله وازاد شحنته..ثم اتجه اليها و عرضها لاول صدمه..وابتعد..والصدمه الثانيه وابتعد..الصدمة الثالثه وابتعد..ولا تغير..مازل الخط مستقيم..ومازال ذلك الصفير يدوي في ارجاء المكان..فزاد من شحنة الصدمات..وعرضها للصدمة الرابعه ليبدا ذلك الخط في التعرج..ويتقطع صوت ذلك الصفير المستمر..
ويصل فريق الانعاش من المشفي وويحملنها فورا علي ناقله الي الطابق العلوي للمشفي لعمل الازم لها...وتدخل الشرطه لتاخذ خالد مثلما اخذت ميار ويتحهون الي القسم للتحقيق معهم...لنعود مرة اخري الي مراد الذي ما ظل في صدمته..فقد خان العهد الذي اقسمه وترك مريضا يموت امامه لمجرد انه كان علي معرفة به..قد يكون ذلك هو السبب وراء منع الاطباء من اجراء عمليات للمعارف و الاقارب...لان شعور الخوف من الفقد يكون المسيطر في ذلك الوقت..
اتجه اليه وليد ليجد يداه ترتعشان..:مراد..مراد ايه الي حصلك..الكلب دا عمل لك حاجه؟
استفاق من صدمته..ويقول بتجهم:لسه عايشه؟
وليد:اه لحقتها.
سمع مراد ذلك فتركه وخرج متجها الي اعلي..ليلحق به وليد...
اخذت ليلي و نقلت الي غرفة الافاقه..وبعد عدة ساعات..وجد انها قد دخلت في غيبوبة مؤقته اثر المخدر التي اخذته..فقد اعطوها جرعة كبيره معتقدين انهم لن يكونوا بحاجة اليها بعد ذلك..نقلة فورا علي العناية المركزه..لتظل تحت المراقبه هناك..
بينما في مكتب مراد...
دخل مراد الي مكتبه ووليد خلفه يتبعه..
وليد:مراد هو ايه الي حصل؟
مراد:مش عارف..وليد دي البنت نفسها الي كنت هخبطها بعربيتي..وكسرت لها الموبايل..الي حكيتلك عنها.
ليقول وليد متذكرا:ااااااه..الي اسمها ليلي.
مراد:ايوا...وقفت قدامها متحنط مش عارف اتحرك شيفها بتموت قدام ومش عرفت اعملها حاجه..مش عارف ايه الي حصل لي..كاني نسيت كل الي درسته ومارسته فجاه..كأن تفكيري اتشل..كأن انا مش دكتور اصلا..
وليد:ممكن علشان مش كنت متوقع ان البنت الي كانوا هيعملوا لها العمليه دي هي هياها ليلي الي قابلتها...
مراد:هي حالتها ايه؟
وليد:وخده جرعة بنج كبيره دخلتها في غيبوبه..وهي حاليا في العنايه..
مراد بوعيد:والله لو ريه خالد الكلب..
وليد:سيبك من خالد الزفت دا...وقول لي. عملت ايه في شرم؟
مراد باسف:للاسف في حاله اخطر من حالة ميرا...كان القلب من نصيبها.
وليد:وهتعمل ايه..بعد ما ادتهم امل...وهتقول ايه لخالد...دا المستشفي كلها بتحكي عنهم وعن حبهم لبعض رغم مرض كل واحد فيهم..الا انهم مسندين بعض..خالد متغير للاحسن وبدا علي فكره يقف..
زفر مراد بضيق ناظرا الي الهاويه:ااااااه..مش عارف...مش عارف.
وليد:انت لازم تقول لهم.
عاود مراد النظر اليه:لا..قول لهم انت..انا مش هقدر اقول لهم خبر زي دا.
وليد:انا...لا..لا..مش هقول حاجه.
مراد:خلاص خلينا نروح نطمن علي دكتور اسامه والشاب دا الي اسمه حسام ونشوف حالة ليلي ايه.
وبالفعل نهض مراد ووليد وخرجا من المكتب واتجها الي غرفة د.اسامه..
مراد:حمد لله علي سلامتك يا دكتور.
اسامه:الله يسلمك يا دكتور مراد.
وليد بمزاح:ايه اسامه هتعيش الدور..دا خربوش في كتفك..حتي شوف..
وضغط علي جرحه ليتاوه اسامه.:ااااه ياغبي.
وليد:ههههههه...لا والله وليد..اتكلم معايا بادب بدل ما اخطفلك مراتك وبنتك تاني.
اسامه بفزع:مراتي وبنتي؟..هم فين..اخبارهم ايه؟
مراد:ماتقلقش..هم في الحفظ والصون..بياخدوا اقوالهم في القسم..وانا بعت لهم السواق يجبهم لحد هنا.
اسامه بارتياح:شكرا يا مراد.
مراد بابتسامه هادئه:شكرا لك انت لانك ساعدتنا..
وليد:اثبت عندك..ايه دا؟
مراد:ايه في ايه؟
نهض وليد مشيرا اليه مستغربا :مراد انت بتعرف تبتسم؟
مراد:اه تصور...تعالي ورايا.
اعتدل وليد وخرج خلفه يتبعه..ليذهب الي غرفة ويساله:دي البنت اخت حسام؟
وليد:ايوا هي..
دخل مراد ليلقي نظره علي تقرير حالتها..ليجد وضعها مستقر..ثم يتركه وليد ليذهب ليتابع حالته المشرف عليها..فيستغل مراد تلك الفرصه ويذهب الي العنايه..
بينما في العناية المركزه..
الممرضه:معاك خمس دقايق بس..وتخرج فورا...والا هتاذيني انا.
حسام:اوعدك مش هطول..هطمن عليها بس.
الممرضه:بسرعه.
حسام:حاضر.
نظر لها حسام والي تلك الاجهزه الموصلة بها...لتبدا دموعه في الانهمار ندما:انا اسف..يا ليلي..اسف..انا الي وصلتك للحاله دي.
سمع مراد صوت بكاء قادم من غرفة العناية المركزه..التي من المفترض الا يدخلها احد سوي الاطباء والممرضين..فلبس الزي المخصص لتلك الغرفه فائقة التعقيم التي لا يسمع فيها غير صوت صفير الاجهزه..ودخل..ليختبئ..خلف الستار الذي يفصل بين المرضي عندما راي حسام..لتجعله الصدفة يسمع اعتراف حسام..
مسك حسام يد ليلي برفق..يقبلها..:انا عارف انك بتحبيني..شفت دا في نظراتك ليا..في ثقتك في..لما جاتي لي الشقه..ونمتي عندي..
وقعت تلك الكلمه علي مراد وقوع الصاعقه..فقد كان يراها ملاك..كيف تصبح في لحظه عاهره..
حسام:انا اسف خنتك..وسلمتك ليهم بايدي..ليلي انا بحبك..
ليكمل ببكاء اشد:ليلي اصحي ارجوكي..
ليدخل مراد وبحده:انت بتعمل ايه هنا.؟..اتفضل اطلع برا..بكل هدوء..دي عنايه..اتفضل..
وعلي الفور خرج حسام..ليظل مراد ينظر لها نظرة احتقار:كلكم زي بعض..بس انتي مثلتي دور الملاك كويس اوي..لدرجة اني انا اقتنعت..بس انا هخليكي تشوفي تمثيل الشيطان بيكون ازي بعنيكي...
وعندما هم بالرحيل سمعها تهمهم بكلام لم يفهمه..اقترب منها ليسمعها تقول:ما..ما..ماما....حس..حسا..م
مراد:بتسالي عن حبيب القلب..ابتعد عنها لينظر لها بوعيد:فوقي انتي بس..وانا هخليكي تتمني الموت..وتقولي ياريتني كنت مت.
ليخرج ويتركها وهو في قمة غضبه متذكر خيانة خطيبته له..متذكر غدر صديقه له..واكتملت برغبته في تدميره..وميار التي اعترفت امام الجميع عندما كانت موجهة المسدس نحوه..انها ارادت ان تجعله يعلم بخيانة ليلي له..فهي من اتصلت به تلك الليله...وهي نفسها التي تريد الان ان تسلب ثروته منه..فلم يكفيها انها جعلته مريض بالحب..وجعلته يتجرع سم الحب حتي انتشر في انحاء جسده..ليقتله ببطئ..لا بل تريد ان تراه شحاز..راي وليد مراد كان حاله تبدل فجاة..فانطلق اليه:مراد..مراد..انت كويس..؟
مراد:اه.
وليد:طيب مش هتروح لميرا.
مراد فكر قليلا ثم قال:لا..هروح لكابتن خالد..
وبالفعل اتجه الي غرفة خالد ليجدها فارغه..فيسال الممرضه لتخبره بانه انهي جلسته و هو الان في غرفة 203(غرفة ميرا)..
ليتجه مراد الي غرفة ميرا وكلمة حسام تتردد علي مسامعه.. ليدخل الي غرفة ميرا دون استاذان ليجدها نائمة و خالد يقف علي عكازتين..ناظرا له..ليره وليد فرحا به:ايه دا..انت وقفت.
خالد بفرح:ايوا..وحبيت اخلي ميرا اول واحده تشوفني وانا واقف علي رجلي...اتجه اليه وليد يسنده:جبت القوه دي منين؟
خالد ناظرا لميرا:جبتها من الملاك الجميل دا..هي سندي ومصدر قوتي.
تاثر وليد بكلامه.وحزن بشده علي حاله..فهو الان فد يخسرها في اي لحظه..
نظر خالد الي مراد:ها يا دكتور هتعملوا العمليه امتي.
نظر كلا من وليد ومراد لبعضيهما في توتر..ثم حسم مراد الامر وطلب من خالد ان ياتي ليتحدث معه بالخارج وترك ميرا ترتاح.
وبالفعل ساند وليد خالد ليصل الي كرسيه،وجلس عليه وخرج اليه،ولكن بداخله بذرة خوف..يخشي ان ماسيقوله مراد له سيرويها لتنبت داخل قلبه..:خير يا دكتور.
مراد:بصراحه انا مش عارف اقول لك ايه...بس انا اسف.
شعر خالد بالم بداخله،وقال بسال يخشي اجابته:يعني ايه اسف؟..ميرا.
مراد باسف:للاسف القلب كان نصيب مريض تاني..انا اسف.
ارخي خالد ذراعيه ولم يجد بدا من التماسك اكثر وانهمرت الدموع من عينيه ليقول بصوت مختنق:يعني ايه..يعني خلاص..هيجي يوم ومش الاقي حبيبتي فيه..طيب ازاي..انا هعيش ازاي من غيرها..انا روحي فيها..يعني السبب الوحيد الي قررت اعيش علشانه..هيروح..(ليكمل بطريقة هستيرية وكان قد اصابه الجنون ليصرخ)..لا..لا..لا..مستحيل..انت لازم تعمل حاجه..اعمل اي حاحه..بس ميرا ماتموتش..
مسك وليد خالد يهدأه..فهذا خطأ علي صحته..ليدخل خالد في حالة انهيار عصبي..ياخذه وليد ومراد يعطيه مهدأ ليسكن جسده..وتهدأ تشنجاته....
..................
بينما في فيلا مراد حمدي..
كانت تجلس مدام مرفت في الحديقه كعادتها تتناول قهوتها وتقرا كتاب..حتي سمعت صوت سيارة تدخل الي الفيلا المجاوره لفيلتها..فاغلقت الكتاب التي كانت تقرا فيه وخلعت نظارتها..لتنظر وتري ماذا يحدث..فوجدت عمالا وشابا يقف يامرهم وبانزال المعدات من السياره وادخالها الي الفيلا..
لتنهض من مكانهى وتتجه اليهم مستفهمة:انتم مين وبتعملوا ايه؟
ليلف لها ذلك الشاب:خضرتك الي مين؟
مرفت:انا صاحبة الفيلا دي؟انت مين؟
...:اسف علي الازعاج يا فندم..انا مهندس الديكور بدر المسئول عن تجهيز الفيلا دي..(مشيرا الي فيلا د.اسامه الشناوي)
مرفت باندهاش:بس دي اصحابها مسافرين..ومقفوله من زمان..
بدر:فعلا..بس انا كلفني باشمهندس تيم حسن ابن اخت زوجة الدكتور اسامه..بتجهيز الفيلا وعمل ديكور جديد..لانهم راجعين من السفر اخر الاسبوع..فبعد اذنك وقتي محدود جدا..ومش محتاج عطله..
ليتركها ويكمل امر ونهي للعمال..اما هي فتعد الي فيلتها فرحة بان صديقتها قد تعافت وانها عائده....
بينما في بيت الست فاطمه في الحي الشعبي فعادت ميسون يائسه الحزن متملكها..تجر خيبة الامل..
فاطمه بلهفه:لقتيها..هي فين؟
ميسون باسي:لا يا ماما مش لاقياها في اي مكان احنا عرفينه.
فاطمه ببكاء:اااه..يا بنتي..يا تري انتي فين...منك لله يا سعاد.منك لله.
ميسون:ماما هي ليلي..فعلا مش اختي؟
نظرت له فاطمه باعين ارهقها البكاء..ولم تنطق بحرف..بل قامت الي غرفتها وتركتها هاربة من سؤالها لها..تابعتها ميسون حتي دخلت غرفتها واو صدت الباب خلفها..لتنتفض ميسون باكية متالمة فهي الان اصبحت وحيده..فقد شعرت الان بانها يتيمة حق...دخلت الي غرفتها لتعيش مع بعض ذكرياتها..داعية الله ان يحمي لها اختها...
في المساء...
كان خالد قد استفاق...وجالسا علي فراشه ناظرا الي الهاويه..ليطلب من الممرضه ياسمين التي دخلت اليه لتعطيه الدواء..:ياسمين..
ياسمين:نعم...يا كابتن.
خالد:ممكن تساعديني اروح لمكتب دكتور مراد..بس اقبل مانروح له..نروح لميرا اطمن عليها.
ياسمين بابتسامه:ايوا طبعا..
وبالفعل ساعدته ياسمين..واخذتها الي ميرا وجعلت كرسيه قريبا من سريرها..وخرجت وتركتهم بمفردهما..
مسك خالد يد ميرا يقبلها:بحبك.
ميرا:يعني انت لسه بتحبني..حتي بعد ما بعدت عنك،وعذبتك..و.....
اسكتها خالد:هشششش...اه بحبك بكل حلاتك..حتي اني حبيت عذابك ليا..
ميرا:طيب وجيجي الي خطبتها.
خالد:كنت نازوه..فكرت انها ممكن تقدر تنسيني حبي لك.
ميرا:وقدرت..
استني هوريكي قدرت ولا لا..ليفك رباط الابرول الذي يرتديه.ليظهر منتصف صدره العلوي..بصي.
نظرت ميرا علي قلبه لتجد اسمها موشوما علي قلبه..لمعت عينها بفرح شديد..فمسك يدها ووضعها علي صدره.لتشعر بدقاته.قلبي دا لك انتي وبس..حافظي عليه..اوعي تعذبيه تاني..
ميرا:عمري..هحافظ عليه اكتر من روحي.
اقترب خالد منها وقبلها قبلة تملاها مشاعر مختلطه..شوق..حب..عشق.غرام..
ليبتعد عنها ويقول امام شفتيها ناظرا لعينيها:ب..ح..ب..ك.
ميرا:انا بعشقك يا خالد.
تمالك خالد امامها كي لا يبكي..وتخونه تلك الدموع المتحجرة في عينيه..مبتعدا بعينه عنها مي لا تشعر به:انا هسيبك شويه وراجع.
ليخرج ويتركها في احلامها التي بدات تنسجها لهما..
ذهب خالد الي مكتب مراد بمساعدة ياسمين..استاذن ثم دخل اليه:عاوز حضرتك في موضوع.
مراد:اتفضل..بس انت كنت لازم ترتاح...ايه الي خلك تقوم من سريرك.
خالد:لا..انا مرتاح..انا لقيت متبرع لميرا.
مراد باندهاش:بجد..؟
خالد:ايوا الموضوع مش فيه هزار..
مراد مستفهما:مين؟
تنهد خالد:انا.
لتقع اجابته وقوع الصاعقه علي مراد:انت؟
خالد:ايوه انا..انا مش هكون محتاج القلب دا لو السبب الوحيد الي بينبض علشانه مات..ارجوك بدون جدال..دي رغبتي..
مراد:انت الصدمه اكيد..
قاطعه خالد:لا يا دكتور انا مش مصدوم..انا اخدت قراري..ومستعد للعمليه..ومفيش قوي علي الارض هتقدر تخليني ارجع عن قراري..
ادار خالد عجلة كرسيه وانطلق ليدق الباب لتفتحه ياسمين وتعد به الي غرفته..تاركا مراد..في حيرته..ايعقل ان يكون هناك حب كهذا..ايعقل ان يكون ذلك حب..بل هو جنون..احب يجعل التضحية هينة هكذا.
................
نهاية الفصل.
قراءة ممتعه...
........................
ظل مراد ينقل نظراته بين ليلي التي بدا جسدها ووجهها يشحوبان و ذلك الخط الذي يشير الي انخفاض نبضها شئا فشئ..ليتوقف به الزمن عند سماعه تلك الصافره التي تشير الي استقامة خط قياس نبض قلبها..معبرا عن رحيلها الابدي عن ذلك العالم الموحش...
ليدخل وليد مسرعا ناقلا نظره بين ذلك الملقي علي الارض ومراد المتجمد دون حراك..ليقترب منه يهزه ويبعده..ليري تلك الفتاه..عله يستطيع انعاشها..ظل يضرب علي قلبها..ولكن لم يفلح الامر..فنظر امامه ليجد جهاز الصدمات فذهب مسرعا..شغله وازاد شحنته..ثم اتجه اليها و عرضها لاول صدمه..وابتعد..والصدمه الثانيه وابتعد..الصدمة الثالثه وابتعد..ولا تغير..مازل الخط مستقيم..ومازال ذلك الصفير يدوي في ارجاء المكان..فزاد من شحنة الصدمات..وعرضها للصدمة الرابعه ليبدا ذلك الخط في التعرج..ويتقطع صوت ذلك الصفير المستمر..
ويصل فريق الانعاش من المشفي وويحملنها فورا علي ناقله الي الطابق العلوي للمشفي لعمل الازم لها...وتدخل الشرطه لتاخذ خالد مثلما اخذت ميار ويتحهون الي القسم للتحقيق معهم...لنعود مرة اخري الي مراد الذي ما ظل في صدمته..فقد خان العهد الذي اقسمه وترك مريضا يموت امامه لمجرد انه كان علي معرفة به..قد يكون ذلك هو السبب وراء منع الاطباء من اجراء عمليات للمعارف و الاقارب...لان شعور الخوف من الفقد يكون المسيطر في ذلك الوقت..
اتجه اليه وليد ليجد يداه ترتعشان..:مراد..مراد ايه الي حصلك..الكلب دا عمل لك حاجه؟
استفاق من صدمته..ويقول بتجهم:لسه عايشه؟
وليد:اه لحقتها.
سمع مراد ذلك فتركه وخرج متجها الي اعلي..ليلحق به وليد...
اخذت ليلي و نقلت الي غرفة الافاقه..وبعد عدة ساعات..وجد انها قد دخلت في غيبوبة مؤقته اثر المخدر التي اخذته..فقد اعطوها جرعة كبيره معتقدين انهم لن يكونوا بحاجة اليها بعد ذلك..نقلة فورا علي العناية المركزه..لتظل تحت المراقبه هناك..
بينما في مكتب مراد...
دخل مراد الي مكتبه ووليد خلفه يتبعه..
وليد:مراد هو ايه الي حصل؟
مراد:مش عارف..وليد دي البنت نفسها الي كنت هخبطها بعربيتي..وكسرت لها الموبايل..الي حكيتلك عنها.
ليقول وليد متذكرا:ااااااه..الي اسمها ليلي.
مراد:ايوا...وقفت قدامها متحنط مش عارف اتحرك شيفها بتموت قدام ومش عرفت اعملها حاجه..مش عارف ايه الي حصل لي..كاني نسيت كل الي درسته ومارسته فجاه..كأن تفكيري اتشل..كأن انا مش دكتور اصلا..
وليد:ممكن علشان مش كنت متوقع ان البنت الي كانوا هيعملوا لها العمليه دي هي هياها ليلي الي قابلتها...
مراد:هي حالتها ايه؟
وليد:وخده جرعة بنج كبيره دخلتها في غيبوبه..وهي حاليا في العنايه..
مراد بوعيد:والله لو ريه خالد الكلب..
وليد:سيبك من خالد الزفت دا...وقول لي. عملت ايه في شرم؟
مراد باسف:للاسف في حاله اخطر من حالة ميرا...كان القلب من نصيبها.
وليد:وهتعمل ايه..بعد ما ادتهم امل...وهتقول ايه لخالد...دا المستشفي كلها بتحكي عنهم وعن حبهم لبعض رغم مرض كل واحد فيهم..الا انهم مسندين بعض..خالد متغير للاحسن وبدا علي فكره يقف..
زفر مراد بضيق ناظرا الي الهاويه:ااااااه..مش عارف...مش عارف.
وليد:انت لازم تقول لهم.
عاود مراد النظر اليه:لا..قول لهم انت..انا مش هقدر اقول لهم خبر زي دا.
وليد:انا...لا..لا..مش هقول حاجه.
مراد:خلاص خلينا نروح نطمن علي دكتور اسامه والشاب دا الي اسمه حسام ونشوف حالة ليلي ايه.
وبالفعل نهض مراد ووليد وخرجا من المكتب واتجها الي غرفة د.اسامه..
مراد:حمد لله علي سلامتك يا دكتور.
اسامه:الله يسلمك يا دكتور مراد.
وليد بمزاح:ايه اسامه هتعيش الدور..دا خربوش في كتفك..حتي شوف..
وضغط علي جرحه ليتاوه اسامه.:ااااه ياغبي.
وليد:ههههههه...لا والله وليد..اتكلم معايا بادب بدل ما اخطفلك مراتك وبنتك تاني.
اسامه بفزع:مراتي وبنتي؟..هم فين..اخبارهم ايه؟
مراد:ماتقلقش..هم في الحفظ والصون..بياخدوا اقوالهم في القسم..وانا بعت لهم السواق يجبهم لحد هنا.
اسامه بارتياح:شكرا يا مراد.
مراد بابتسامه هادئه:شكرا لك انت لانك ساعدتنا..
وليد:اثبت عندك..ايه دا؟
مراد:ايه في ايه؟
نهض وليد مشيرا اليه مستغربا :مراد انت بتعرف تبتسم؟
مراد:اه تصور...تعالي ورايا.
اعتدل وليد وخرج خلفه يتبعه..ليذهب الي غرفة ويساله:دي البنت اخت حسام؟
وليد:ايوا هي..
دخل مراد ليلقي نظره علي تقرير حالتها..ليجد وضعها مستقر..ثم يتركه وليد ليذهب ليتابع حالته المشرف عليها..فيستغل مراد تلك الفرصه ويذهب الي العنايه..
بينما في العناية المركزه..
الممرضه:معاك خمس دقايق بس..وتخرج فورا...والا هتاذيني انا.
حسام:اوعدك مش هطول..هطمن عليها بس.
الممرضه:بسرعه.
حسام:حاضر.
نظر لها حسام والي تلك الاجهزه الموصلة بها...لتبدا دموعه في الانهمار ندما:انا اسف..يا ليلي..اسف..انا الي وصلتك للحاله دي.
سمع مراد صوت بكاء قادم من غرفة العناية المركزه..التي من المفترض الا يدخلها احد سوي الاطباء والممرضين..فلبس الزي المخصص لتلك الغرفه فائقة التعقيم التي لا يسمع فيها غير صوت صفير الاجهزه..ودخل..ليختبئ..خلف الستار الذي يفصل بين المرضي عندما راي حسام..لتجعله الصدفة يسمع اعتراف حسام..
مسك حسام يد ليلي برفق..يقبلها..:انا عارف انك بتحبيني..شفت دا في نظراتك ليا..في ثقتك في..لما جاتي لي الشقه..ونمتي عندي..
وقعت تلك الكلمه علي مراد وقوع الصاعقه..فقد كان يراها ملاك..كيف تصبح في لحظه عاهره..
حسام:انا اسف خنتك..وسلمتك ليهم بايدي..ليلي انا بحبك..
ليكمل ببكاء اشد:ليلي اصحي ارجوكي..
ليدخل مراد وبحده:انت بتعمل ايه هنا.؟..اتفضل اطلع برا..بكل هدوء..دي عنايه..اتفضل..
وعلي الفور خرج حسام..ليظل مراد ينظر لها نظرة احتقار:كلكم زي بعض..بس انتي مثلتي دور الملاك كويس اوي..لدرجة اني انا اقتنعت..بس انا هخليكي تشوفي تمثيل الشيطان بيكون ازي بعنيكي...
وعندما هم بالرحيل سمعها تهمهم بكلام لم يفهمه..اقترب منها ليسمعها تقول:ما..ما..ماما....حس..حسا..م
مراد:بتسالي عن حبيب القلب..ابتعد عنها لينظر لها بوعيد:فوقي انتي بس..وانا هخليكي تتمني الموت..وتقولي ياريتني كنت مت.
ليخرج ويتركها وهو في قمة غضبه متذكر خيانة خطيبته له..متذكر غدر صديقه له..واكتملت برغبته في تدميره..وميار التي اعترفت امام الجميع عندما كانت موجهة المسدس نحوه..انها ارادت ان تجعله يعلم بخيانة ليلي له..فهي من اتصلت به تلك الليله...وهي نفسها التي تريد الان ان تسلب ثروته منه..فلم يكفيها انها جعلته مريض بالحب..وجعلته يتجرع سم الحب حتي انتشر في انحاء جسده..ليقتله ببطئ..لا بل تريد ان تراه شحاز..راي وليد مراد كان حاله تبدل فجاة..فانطلق اليه:مراد..مراد..انت كويس..؟
مراد:اه.
وليد:طيب مش هتروح لميرا.
مراد فكر قليلا ثم قال:لا..هروح لكابتن خالد..
وبالفعل اتجه الي غرفة خالد ليجدها فارغه..فيسال الممرضه لتخبره بانه انهي جلسته و هو الان في غرفة 203(غرفة ميرا)..
ليتجه مراد الي غرفة ميرا وكلمة حسام تتردد علي مسامعه.. ليدخل الي غرفة ميرا دون استاذان ليجدها نائمة و خالد يقف علي عكازتين..ناظرا له..ليره وليد فرحا به:ايه دا..انت وقفت.
خالد بفرح:ايوا..وحبيت اخلي ميرا اول واحده تشوفني وانا واقف علي رجلي...اتجه اليه وليد يسنده:جبت القوه دي منين؟
خالد ناظرا لميرا:جبتها من الملاك الجميل دا..هي سندي ومصدر قوتي.
تاثر وليد بكلامه.وحزن بشده علي حاله..فهو الان فد يخسرها في اي لحظه..
نظر خالد الي مراد:ها يا دكتور هتعملوا العمليه امتي.
نظر كلا من وليد ومراد لبعضيهما في توتر..ثم حسم مراد الامر وطلب من خالد ان ياتي ليتحدث معه بالخارج وترك ميرا ترتاح.
وبالفعل ساند وليد خالد ليصل الي كرسيه،وجلس عليه وخرج اليه،ولكن بداخله بذرة خوف..يخشي ان ماسيقوله مراد له سيرويها لتنبت داخل قلبه..:خير يا دكتور.
مراد:بصراحه انا مش عارف اقول لك ايه...بس انا اسف.
شعر خالد بالم بداخله،وقال بسال يخشي اجابته:يعني ايه اسف؟..ميرا.
مراد باسف:للاسف القلب كان نصيب مريض تاني..انا اسف.
ارخي خالد ذراعيه ولم يجد بدا من التماسك اكثر وانهمرت الدموع من عينيه ليقول بصوت مختنق:يعني ايه..يعني خلاص..هيجي يوم ومش الاقي حبيبتي فيه..طيب ازاي..انا هعيش ازاي من غيرها..انا روحي فيها..يعني السبب الوحيد الي قررت اعيش علشانه..هيروح..(ليكمل بطريقة هستيرية وكان قد اصابه الجنون ليصرخ)..لا..لا..لا..مستحيل..انت لازم تعمل حاجه..اعمل اي حاحه..بس ميرا ماتموتش..
مسك وليد خالد يهدأه..فهذا خطأ علي صحته..ليدخل خالد في حالة انهيار عصبي..ياخذه وليد ومراد يعطيه مهدأ ليسكن جسده..وتهدأ تشنجاته....
..................
بينما في فيلا مراد حمدي..
كانت تجلس مدام مرفت في الحديقه كعادتها تتناول قهوتها وتقرا كتاب..حتي سمعت صوت سيارة تدخل الي الفيلا المجاوره لفيلتها..فاغلقت الكتاب التي كانت تقرا فيه وخلعت نظارتها..لتنظر وتري ماذا يحدث..فوجدت عمالا وشابا يقف يامرهم وبانزال المعدات من السياره وادخالها الي الفيلا..
لتنهض من مكانهى وتتجه اليهم مستفهمة:انتم مين وبتعملوا ايه؟
ليلف لها ذلك الشاب:خضرتك الي مين؟
مرفت:انا صاحبة الفيلا دي؟انت مين؟
...:اسف علي الازعاج يا فندم..انا مهندس الديكور بدر المسئول عن تجهيز الفيلا دي..(مشيرا الي فيلا د.اسامه الشناوي)
مرفت باندهاش:بس دي اصحابها مسافرين..ومقفوله من زمان..
بدر:فعلا..بس انا كلفني باشمهندس تيم حسن ابن اخت زوجة الدكتور اسامه..بتجهيز الفيلا وعمل ديكور جديد..لانهم راجعين من السفر اخر الاسبوع..فبعد اذنك وقتي محدود جدا..ومش محتاج عطله..
ليتركها ويكمل امر ونهي للعمال..اما هي فتعد الي فيلتها فرحة بان صديقتها قد تعافت وانها عائده....
بينما في بيت الست فاطمه في الحي الشعبي فعادت ميسون يائسه الحزن متملكها..تجر خيبة الامل..
فاطمه بلهفه:لقتيها..هي فين؟
ميسون باسي:لا يا ماما مش لاقياها في اي مكان احنا عرفينه.
فاطمه ببكاء:اااه..يا بنتي..يا تري انتي فين...منك لله يا سعاد.منك لله.
ميسون:ماما هي ليلي..فعلا مش اختي؟
نظرت له فاطمه باعين ارهقها البكاء..ولم تنطق بحرف..بل قامت الي غرفتها وتركتها هاربة من سؤالها لها..تابعتها ميسون حتي دخلت غرفتها واو صدت الباب خلفها..لتنتفض ميسون باكية متالمة فهي الان اصبحت وحيده..فقد شعرت الان بانها يتيمة حق...دخلت الي غرفتها لتعيش مع بعض ذكرياتها..داعية الله ان يحمي لها اختها...
في المساء...
كان خالد قد استفاق...وجالسا علي فراشه ناظرا الي الهاويه..ليطلب من الممرضه ياسمين التي دخلت اليه لتعطيه الدواء..:ياسمين..
ياسمين:نعم...يا كابتن.
خالد:ممكن تساعديني اروح لمكتب دكتور مراد..بس اقبل مانروح له..نروح لميرا اطمن عليها.
ياسمين بابتسامه:ايوا طبعا..
وبالفعل ساعدته ياسمين..واخذتها الي ميرا وجعلت كرسيه قريبا من سريرها..وخرجت وتركتهم بمفردهما..
مسك خالد يد ميرا يقبلها:بحبك.
ميرا:يعني انت لسه بتحبني..حتي بعد ما بعدت عنك،وعذبتك..و.....
اسكتها خالد:هشششش...اه بحبك بكل حلاتك..حتي اني حبيت عذابك ليا..
ميرا:طيب وجيجي الي خطبتها.
خالد:كنت نازوه..فكرت انها ممكن تقدر تنسيني حبي لك.
ميرا:وقدرت..
استني هوريكي قدرت ولا لا..ليفك رباط الابرول الذي يرتديه.ليظهر منتصف صدره العلوي..بصي.
نظرت ميرا علي قلبه لتجد اسمها موشوما علي قلبه..لمعت عينها بفرح شديد..فمسك يدها ووضعها علي صدره.لتشعر بدقاته.قلبي دا لك انتي وبس..حافظي عليه..اوعي تعذبيه تاني..
ميرا:عمري..هحافظ عليه اكتر من روحي.
اقترب خالد منها وقبلها قبلة تملاها مشاعر مختلطه..شوق..حب..عشق.غرام..
ليبتعد عنها ويقول امام شفتيها ناظرا لعينيها:ب..ح..ب..ك.
ميرا:انا بعشقك يا خالد.
تمالك خالد امامها كي لا يبكي..وتخونه تلك الدموع المتحجرة في عينيه..مبتعدا بعينه عنها مي لا تشعر به:انا هسيبك شويه وراجع.
ليخرج ويتركها في احلامها التي بدات تنسجها لهما..
ذهب خالد الي مكتب مراد بمساعدة ياسمين..استاذن ثم دخل اليه:عاوز حضرتك في موضوع.
مراد:اتفضل..بس انت كنت لازم ترتاح...ايه الي خلك تقوم من سريرك.
خالد:لا..انا مرتاح..انا لقيت متبرع لميرا.
مراد باندهاش:بجد..؟
خالد:ايوا الموضوع مش فيه هزار..
مراد مستفهما:مين؟
تنهد خالد:انا.
لتقع اجابته وقوع الصاعقه علي مراد:انت؟
خالد:ايوه انا..انا مش هكون محتاج القلب دا لو السبب الوحيد الي بينبض علشانه مات..ارجوك بدون جدال..دي رغبتي..
مراد:انت الصدمه اكيد..
قاطعه خالد:لا يا دكتور انا مش مصدوم..انا اخدت قراري..ومستعد للعمليه..ومفيش قوي علي الارض هتقدر تخليني ارجع عن قراري..
ادار خالد عجلة كرسيه وانطلق ليدق الباب لتفتحه ياسمين وتعد به الي غرفته..تاركا مراد..في حيرته..ايعقل ان يكون هناك حب كهذا..ايعقل ان يكون ذلك حب..بل هو جنون..احب يجعل التضحية هينة هكذا.
................
نهاية الفصل.