اخر الروايات

رواية عشقت امرأة خطرة الفصل السابع عشر 17 بقلم ياسمينا احمد

رواية عشقت امرأة خطرة الفصل السابع عشر 17 بقلم ياسمينا احمد


"السابعه عشر"
جلست امام جدها بتوتر تعاينه وتحاول فهم سبب إستدعائها مبكراً الى مكتبه وصمته الذى طال وبدأ يفقدها صوابها
جلسته خلف مكتبه تشي بأن هناك أمر خطر ، بعد مده لا بأس بها من الصمت سألها "جدها "بغته دون ان يرفع وجهه من الأوراق التي أسفل عينه :
- كــذبــتــى لــيـــه؟!
اذدرئت ريقها من توجيه التهمه مباشرا لها لكن مباغته جعلتها تسقط بالسانها فورا قائله :
_ أنا خوفت ... و....
اكتفى بهذا وقاطعها بحده وهو يلكم سطح مكتبه ورافعا وجه لها يحدق بها بشراسه :
- خوفتى، ما تغلطيش يا بنت الواصل ،الغلط هنا ما بيتسكتش عنه
إستجمعت شجاعتها كي ترد عليه خشيته من أن تبكي وتنهار أمامه ،لذا هتفت دون اكتراث:
ـ ماشي غلطت هتعملولى ايه أكتر من إنكم تجوزونى غصب عنى ؟
انزعج من ردها الفقير للادب وعدم إبداء الاحترام لسنه ولشخصه وأجاب مستنكرا بضيق:
- إنتى اللى اخترتى ما حدش غصبك
لم تصدق انه يجهل سبب اختيارها "زيد" تحديدا ،لم تعرف ان كان يدعى الجهل أم حقا لا يعرف سألته بدهشه:
- معقول هو انت ما تعرفش انا اخترت زيد ليه مش عشان غصبتونى على عامر وكان ....
قاطعها محتدا :
- ولما انتى مغصوبه على زيد كلمتيه لي؟!
‏ألجم لسانها من جديد بهذا السؤال فلم تعرف كيف تسيطر على لون بشرتها الذى انصبغ بالاحمر ،وقد نمى داخلها
حقد وغليل تجاه زيد الذى من المؤكد هو من أبلغه ،حاولت ايضاح الامر حتى لا يشرد بخياله :
‏- انا كنت حاسه بالذنب عشان بعد عن بنته
ضيق عيناه واطاح برأسه وهو يرد هازئا:
-انتى مش عارفه مصلحتك فين ؟
لم تريد منه التدخل فى حياتها أصلا ولا الانتقاء لها فهتفت بغضب عارم :
- مصلحتى انا اللى اختار محدش يختارلى سيبونى اختار
زجرها بنظرات شرسه من ارتفاع صوتها وعدم السيطره على الانفعالها أمامه ودون ان يصدر
أى حديث أدركت خطأؤها فتوقفت تأملها قليلا ثم قال :
- طيب ما انتى اختارتى زيد ...مع انى والله أستكترتك عليه قولت زيد خلاص زهد الدنيا باللى فيها ودى شابه صغيره وعايزه تفرح زى البنات وعامر شاب ومقبل ع الحياه لكن زى ما يكون القدر حاطتكم فى سكة بعض
وبعد فيديو "بلال" مابقاش في مفر يا الجواز يا الفضيحه
هتفت وهى تحاول التأثير عليه:
- هو دا عدل تجوزنى زيد ؟
لا يعجبه استنكار زيد او التقليل منه رغم رؤيته أنه أكثر شخص مناسب لها .
اسلوبها فى الحط من قدر زيد جعله يهدر بغلظه:
- زيد هو الوحيد اللى هيعرف يمشيكى على عجين ما تغبطيهوش
انتفخ صدرها بضيق ليس له آخر خاصتا بعد تصوير زيد كجلاد وعقاب على خطأ لم تقترفه ، وحاولت الصمت
لكنها لم تروض لسانها بعد فهتفت بحده وغلظه:
-أنا لو اتجوزت زيد هولع لكم فى البيت حريقه
لقد فاض به وإمتلي ضيقا من تهديتها الوقحه وعدم إعارتها من تهدد زعق بها :
- بتهددى مين يا بت انتى ؟ مش عارفه انتى واقفه قدام مين ؟
نهضت من مكانها وهى تنوى على الرحيل دون انتظار إذنه لقد أدركت أنها إذا استمرت معه بالجلسه ستندم
طيلة عمرها ،لكن هو رأها عندما انتصبت بقوامها ليست بصبا بل هى بشري بتمام صفاتها وملامحها
عقد حاجبيه وهو يتأملها صَمت قليلا ،لكنه أردف بنفس الحده:
- شايف قدامى بشري بتكرر نفس اغلاط الماضى بتَكره الكل فيها ظالمه ومظلومه
سألته منزعجه:
ـ أمى عملت إيه مخليكم كلكم بتكرهوه قولى عملت إيه ؟
ظل ينظر لها بثبات دون ان يجيب سؤالها ،علمت في التو انه لن يجيب أحيانا لا يجد الانسان
شيئا حقيقا لكره شخص بل أحيانا يكره الناس لمميزاتهم وليس لعيوبهم .
ذكر والدتها بالسوء دون سبب أصبح يزعجها لكن بعد التعرف عليهم الآن لن تخشي قول
ما فى صدرها في وضوح :
- أمي كانت لازم تبقى حاوي عشان تعرف تعاشركم
قالت كلماتها واستدارت تعرف انه سيفهم من هــم الـــثــعـــابــيــن
لكنها لن تبقى فى صدرها حديث يخنقها ليلا ونهارا مع هذا الكم من اتهام والدتها واظهارها فى دور الساحره الشريره.
"بالاعلى "
وصلت غرفتها والتقطت هاتفها فورا لتجري اتصال عاجلا ب"زيد" وبرغم انه لم يجيبها إلا انها لم تكف عن الرنين
باصرار تريد معاتبته على إحراجها مع "جدها "اخيرا فتح الخط بينه وبينها وقال بضيق:
-عندي شغل مش فاضي
لم تكترث بما قال كان بداخلها بركان وتريد أن تطفئه الآن
لذا اندفعت به:
- انت بتقول لجدو انى كلمتك ليه ؟انت قاصد تحرجنى
وتبين انى انا اللى عايزاك بصحيح بس ارتاح انا لسه قاليلوا حالا اني مش عايزاك
وابل الكلمات الذي أغرقته به لم يهمه الكلمه الاخيره هى ما جرحته لقد اعتاد الرفض لكن ليس بهذا الشكل
ومن من إمرأة إذدرء ريقه كى يستطيع اجابتها بثبات دون ان يظهر أن كلماتها البارده أثرت به واخيرا التقطت
نبراته المعتدله وقال :
- انا ما قولتلوش ..يظهر عليكى ما تعرفيش جدو ،جدو يحسسك انك استغفلتيه بس هو عمره ما كان مغفل
هو من امتى جدى بيطلع تليفونه من جيبه ولا من امته بيسيبه من غير بصمته
من جديد أحرجها "زيد" واضاف اعتذار لصالحه فى قائمة الاعتذارات التى تعتذرها بعد كل مرة، تذكرت عندما
طلب "جدها" منها أن تناوله هاتفه من مكتبه مدعيا انه ناساه وأمسكته هى لتخرج رقم زيد ودون ان تلاحظ انه غير
مؤمن بأى رمز حمايه فقط حصلت على ما أرادت وسعدت انها نجحت فيه.
عبثت بخصلاتها الاماميه وقد أدركت أنها وقعت فى مأزق معه بسبب اندفاعها واتهامه ،فكرت إن المحاربه في
أكثر من اتجاه لن تفيدها بل ستجعلها أضعف واقل احتمال للكسب ،بدلت الموضوع بسؤال :
- هترجع امته؟
يعرف انها شعرت بخطأها لكن الاعتراف بالتأكيد سيحرجها لذا اكتفى بأن أجابها برود :
_ لما باباكى يرجع عشان نكتب الكتاب
استفزها بالفعل فعادت لجنونها وهدرت بعصبيه:
-زيد ما تخلنيش......
- من فضلك انا عندى شغل
هكذا قاطعها وأحرجها ،فتقبل هذا برويه وهى تودعه قائله:
- خلاص مع السلامه
انتظر "فايز" محادثه "زيد" والتى تأخرت كان يريد أن يستمع منه كل شئ يريد ان يتأكد أن حفيده لم يتغير
برغم كل ما مر به ،وكأنه هو الاخر يفكر به صدح هاتفه النقال وأضائت شاشته بإسم"زيد" فتح "فايز"
الخط وهو يقول :
-هاااا هات ما عندك
كما لو كان "زيد" نصفه الآخر بشكل اخر يعرفه ويفهمه ويحتاجه وقت ما يحتاجه جده ،هتف زيد وقد اتضح
على نبرته الارهاق:
- بدأت شغل التصميمات والصنايعيه شغالين فى المعرض على اخر جهد ان شاء الله هننجز بسرعه
أصدر "فايز"صوت ايماء وكأنه لا يكترث بهذا هو يريد اخباره بالأخبار الاكثر فاعليه على صعيده الشخصي
قال مُحَيِياً صنيعه :
-اممم عال عال
التقطت "زيد"ما يريده جده فزفر انفاسه الثقيله و سأله :
- سيبتها تاخد رقمى ليه؟!
لم يظهر "فايز" ابتسامته لقد اطمئن أكثر لزيد وتأكد انه لن يتغير صادق كما عهده وفى كما رباه لن ينجرف
خلف مشاعره ويخفى شئ مهم كهذا عن جده خاصتا إن كان لابنتة عمه لها به شأن ،بعدما حصل على ما أراد
اجاب "فايز" باقتضاب:
- حاجه فى نفس يعقوب قضاها
لم يسال "زيد" عن هذا يعرفه انه ان اراد الهروب من اجابه احتمى بجملة واحدة ذكرت بالقران الكريم على لسان سيدنا يعقوب في سورة يوسف لذا هتف مودعا :
- طيب مع السلامه يا حاج
الايام فى القصر بات تشبه بعضها البعض احتجزت فى غرفتها بسب حضور "رشدى "معهم بالقصر قضت
وقتها منعزله فى غرفتها مع هاتفها لتخرط مع تجماعات نسائيه خاصه وتظهر في بث المباشر للتواصل عن قرب
مع عدد هائل من النساء
كانت بحاجة ماسه لأفراغ كل ما بقلبها من آلآم حتى تستطيع فى الصباح تحويل كل هذا إلى إبتسامة بريئه
تهديها ل"مريم" كان لديها رغبه مُلحه أن تعطى حياتها لشخص وتهرب
قضت اياما فى انتظار حكم الاعدام ولكن كيف الاعدام يعنى إنهاء الحياة لكنها لم تعش أى حياه .
فى هذه المده تغير فكر وأسلوب "مها" لم تجد بدا أو مفر من هذه الزيجه الجميع يرفض لكن أصرار الجد
غريب و انصياع زيد أغرب ثلاثة أطراف هم من بيدهم الامر كلوا
لذا قررت الضغط على الجزء الاضعف وهو "صبا" لم تكن تجلس معها عبثا بل كانت دوما توسوس لها كإبليس
عندما يرتدى ثوب النصيحه ودوما "صبا" تتوسلها لايجاد حل قبل عودة والدها ...
وها هما يجلسان فى منتصف الحديقه يتحدثون عن نفس ذات الامر ،قالت "صبا"وهى ترجوها :
- شوفى حل يا مها قبل ما بابا يرجع وفركشي الجواز هدى مش عايزه أتجوزه
لم تغفل "مها"عن وضعها امام الامر الواقع لتكرر ما قالته لالف مره:
- قولتلك مافيش غير رشدى قولى بس إنك عايزاه وانا هقنع باباكى واخدك معايا
نفضت "صبا" رأسها برفض قاطع وإن كان آخر الحلول فى العالم لن تقبل به فهدرت :
-لاء مستحيل دا لو اخر واحد فى الدنيا
سئمت "مها" من عنادها لكنها عادت تحاول اصلاح الامر وإستدعاء الصبر :
- تانى يا صبا خلاص خليكى هنا مع ونيسه دى ناويلك على نيه سوده يا بنتى انا مربياكى
وعايزه اطمن عليكى والصراحة كدا اسلوبك معاهم مش عاجبنى حتى لو هتغصبى على الجوازه
دى لازم يبقالك كيانك
كانت تصغى اليها جيدا دون أن تعلم أنها تفسدها حتى يبغضها "زيد" ويضغط هو على جده كى يتركها سألتها صبا
بعدم فهم :
-يعنى ايه؟!
اجابتها بدهاء تام وهى تعرف مدى تأثير ما تقول إن نفذته "صبا" بالحرف :
- ماحدش ليه يدخل فى لبسك هو عاجبه عاجبه مش عاجبه يروح يشوف اللى يعجبه بعيد عننا مش كل حاجه حاضر وطيب ونعم حطى فى رأسك دايما ابنك على ما تربيه وجوزك على ما تعوديه ،انتى كتيره عليه بس نقول ايه بقى منه لله اللى كان السبب
كانت "صبا"تميل لحديثها وتقتنع به لكن كان من الصعب جدا تنفيذه إذا كان" زيد" سيغضب فقط فجدها سيعاقبها على هذا فهو قد سبق ومنعها من التواجد مع "رشدي"فى مكان واحد ،وما استطاعت أن تخرج إلى الحديقه بهذه الحريه والملابس المنزليه إلا من بعد ما خرج أبناء عمها بلال ويحيى مع رشدي الذى أصبح بينه وبينهم علاقه صداقه قويه من وقت مغادرة زيد ، خرجت من كل هذا التفكير على صوت سياره زيد الذى اقتحمت المكان رأتها وعرفتها فى التو نهضت من مكانها لتتأكد من حضوره ،خفق قلبها خشية من غضب جدها المحتمل أن ينصب عليه إن كان أقدم دون علمه أثناء فترة عقابه ،لكن تواجده بهذه الجرأه وخطواته الواثقة توحي بأن زيد أتي لسبب هام تجهله هى
فى الداخل
كانت "بثينه وونيسه" يجلسون والى جوارهم مريم تلهو باحد ألعابها ،لكن حديث بثينه مع ونيسه ألهاهم عنها قليلا
‏وهى تسأل ونيسه باستنكار:
‏- يا اختى بت بشري ما بتكلمش مع مرات ابوها غير وشهم فى وش بعض هو في اي بيتفقوا
ردت "ونيسه"دون اكتراث:
- يا اختى ان شاء يطلعوا هما الاتنين فى نعش واحد
وقبل ان تؤمن "بثينه"على دعائها،رأت زيد يدخل إليهم نهضت فى سعادة وهى تقول غير مصدقه:
- زيد معقوله !
نظرت "ونيسه"تجاه الباب وهبت من مكانها لتقول بفرح:
- حمد لله على سلامتك يا حبيبي
كانت عينه عامده"مريم"فقد اشتاق لها بشكل جنونى بادلته مريم هذا الشوق بأن ركضت باتجاهه وهى تهتف بفرح:
-بابا جه بابا جه
التقطها بين ذراعيه وهو يقول متهللا:
- حبيبة قلب بابا
اغرقها قبلات واغلق عليها احضانه دوما كانت له صغيراته أمان وبحرا من الحنان تحرك صوب والدته
وهو يقبل يدها قائلا:
-اخبارك إي يا ست الكل
ربت على كتفه برضاء تام وهى تقول :
- بخير طول وانتم بخير
ثم تركها ليصافح عمته :
-ازيك يا عمتوا
صافحته "بثينه"بحراره وهى تقول :
- حمدلله على سلامتك يا بطل
حاوطت ابنته عنقه بيدها لتسرقه من الجميع كان فى شوق لابنته فداعبها قائلا:
- سيبونى بقى اشوف مريومه العسل اللى واحشتنى
وقف ليدغدغ جانبيها باطراف اصابعه وهى تضحك بصوت عال
دخلت "صبا"وراته رغم انه قطع بكامل إرادته التواصل معها إلا انها كانت قلقه بشأنه إن جده علم بقدومه
حقا كانت تخشي على "مريم" من قسوة جدها التى لا تعتبر لسعادة طفله بريئه كهذه أو إحزانها بإبعادها عن أبيها
وقفت مكانها تشاهد ضحكاتها من مداعباته لها ولاحظت ونيسه متابعتها لهم فتأففت بصوت مسموع جعل "زيد" يلتفت
الى نظرات عينها المثبته بضيق على "صبا" ،وقعت عينه عليها لوهله كاد ينجرف وراء مشاعر خفيه ليس لها مسمي لديه
لكن عندما لاحظ شعرها المكشوف وملابسها الضيقه ما عاد يشعر سوي بالانزعاج خاصتا عندما تذكر وجود
"رشدي"معهم وانتصب امامه نظراته إليه فى اخر مرة فإشتعل اكثر وأنزل ابنته عن كتفيه وإنطلق نحوها ينوي زجرها
بشده بغضب يزداد مع كل خطوة تجاها ،تراه يقدم نحوها كالقطار المسرع الذي ينوي اختراقها بظلام عيناه المخيف
لكنها لم تتراجع ظلت تنظر له بثبات وقدماها متشبثه بالارض وقد لاحظ الجميع أن زيد سيسحقها بلا رحمه الآن .
بقوا يشاهدوا ما قد يريها "زيد" إن غضب ،لكنه تيبس أمام عينايها البندقيه المتسعه وكأنه تاها فى صحراء واسعه كانت
قادره على إخماد حريق عيناه بكثافة هذه الرمال العسليه ،إذدراء ريقه ليروي جوف حلقه الذي جف فجأه بينما هي
ترجوه ان لا ينفعل، الانفعال عليها سيهدر كرامتها امام كل شامتيها وخاصتا منه هو لاتعلم إن كان فهمها أو لاء لكنها
ظلت تحدق بعينه التى شعرت بها تحولت تماما وكأنما أمواج البحر المتلاطمه هدأت فجأه واصبحت شاطئ هادئ
من الجميل الجلوس على مرفأه لكن هيئات تحول هذا الشاطي لجحيم من جديد كاد أن يبتلعها،جز على اسنانه
وهو يهتف بنبره حاده وقاسيه :
-إيه اللى نزلك باللبس دا مش قولتلك ممنوع فى شباب فى البيت
استمرت بمطالعته دون حتى ان تستمع له ،لاحظ هو الهدوء المخيم حولهم وقد ادرك انهم فى ثوان بقوا تحت الانظار
فأسرع بالحديث حتى ينهي هذا الوضع المخجل ليعيد ما قاله بحده من جديد رغم انخفاض صوته:
- جاوبي
فاقت من شرودها وارتبكت من تصرفها معه فتعلثمت عند اجابته :
-ااا اممم ما انا جاوبت
حاولت تجاوزه لكنه امسك راسغها ليمنعها من هذا قائلا بضيق :
- جاوبتى امته انتى بقالك ساعه بتسبليلى
احرجها بقول هذا وقبل ان تفكر فى إغضابه عقابا على احراجه تذكرت ان هناك أعين ترصدهم لذا هتفت بهدوء:
- مافيش حد هنا بلال ويحيي خرجوا مع رشدي والبيت فاضي فنزلت براحتى
اشاح نظره عنها ونظر امامه ترك يدها حره لتذهب لكنها لم تذهب ظلت الى جواره بهذا القرب وتنظر اليه
ثم سالته بقلق:
- جدوا عارف إنك جاي ؟
اجاب باقتضاب وهو على نفس وضعه :
-اطلعى غيري هدومك
لم تكترث بما قال ،وحذرته قائله:
-هيضايق ان عرف انك رجعت لوحدك ولا انت قولتله ممكن تفهمنى
زفر بضيق من استمرار مجادلته وهى بهذا الشكل هتف منزعجا:
-اطلعي غيرى مش قولتلك ما ينفعش تخرجي برا اوضتك باللبس دا ولا انتى مش شايفانى راجل
تجاوزته وقد انتبهت لنفسها لكنها لم تقوي على معانده كما كانت تنوي رحلت من جواره ،لتترك
"ونيسه وبثينه"فى حالة من الذهول ،مالت بثينه نحو كتف ونيسه وهى تسألها بفزع:
- يالهوي يا لهوي شوفتى اللى شفته
اجابت ونيسه وهى على نفس حالة الذهول التى انتابتها:
- ياويلى ايوا شفت بس مش مصدقه عنيا
هتفت "بثينه" وهى تلومها:
- قولتلك سحرتله دى بنت بشري
انطلقت" ونيسه" تجاه والدها بفزع وعندما وصلت اليه احتضنت وجنتيه وهى تمتمم :
-قل اعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق إذ غسق من شر النفاثات فى العقد ومن شر حاسد اذا حسد
مسحت جسده بعشوائية وهى تستأنف تمتماتها التى دهشة زيد :
-قل اعوذ برب الناس ملك الناس اله الناس من شر الواسواس الخناس الذي يوسوس فى صدور الناس من الجنة والناس
نفثت بوجه وجسده ثلاث مرات،وتشنج هو قائلا:
- بتعملى ايه يا أمي
اجابته :
- برقيك يا حبيبي
لم يكن بمزاج لهذا فدفع يده عنها وهو يقول :
-امى بالله عليكى انا مش فايق سبينى اطلع ارتاح عشان عندي معاد التصوير وخمسين حاجه عايز اجهزها
عشان عيد ميلاد مريم .
تركته وهى تمسح على كتفه مذهوله مما رأت :
-اطلع يا حبيبي ربنا يبعد عنك الشر كلوا
التقطت ابنته بين ذراعيه وصعد نحو غرفته وما ان اختفى حتى ذهبت بثينه الى ونيسه وهى تولول قائله:
‏-دى طلعت مش ساهله شايفه كان رايحلها عامل ازاى انا قولت زيد هيقسمها اتنين ويالهوي اول ما وقف قدمها لجمته ..
سقطت على الاريكه التى بجوارها بعدما ما عادت قدمها تحملها لم تكن تصدق هذا الابعدما رأته بعيناها ،ردت بيأس والدموع تملأ عينيها:
-انا قولت من الاول دخلتها هتخرب البيت
نهرتها "ونيسه"وصاحت بها بضيق:
-وانتى هتقعدي لحد ما البيت يتخرب قومى بينا ع الشيخ فتوح يشوف لنا صرفه
شهقت "ونيسه"وكأنما لدغها عقرب وقالت مستنكره:
-يا لهوي على اخر الزمن أروح لدجلين
هتفت "بثينه"موضحه:
-ومين قالك انه دجال ؟ دا بتاع قران وتحصين وبيفك الحاجات دى وكمان ما بياخدش فلوس
تمسكت "ونيسه"برأيها وهتفت:
-لاء ..لاء انا هحصن هنا وارقيه جيب العواقب سليمة يارب هى عايزه ايه تانى ؟
تحركت بثينه من جوارها وهى تقول بحنق من سلبيتها:
-خلاص خليكى قاعده كدا لحد ما بيتك يطربق فوق دماغك لكن انا هروح
_وانا هروح معاكي
هكذا قاطعته"مها"والتى استمعت الى حديثهم من بدايته
فأجاة ونيسه وبثينه بهذا القول لكن انكرت بثينه التى اعتادت الحديث هنا باريحيه وامان قائله:
-تروحي معايا فين ان شاء الله؟
اجابة "مها" بجديه :
-اروح معاكي للدجال صدقينى انا كمان مش عايزه صبا تتجوز زيد ولو حطيتوا اديكم فى اديا ممكن نقدر نعمل حاجه
رغم حديثها الصادم إلا أن "ونيسه"استقبلته بسخريه عوضا عن الفرح به هتفت ساخره:
-كان غيرك أشطر ،كلنا كدا بربطة المعلم ولا لينا أى تأثير
اللى كان ممكن الحاج يسمعلوا هو زيد وطالما زيد راضي بحكم جدو يبقى تنسي
ردت دون اكتراث :
-يبقا مافيش مانع لو خلينا زيد يرفضها
حركت "بثينه"فمها الجانبين وقالت بياس:
-انتى ما تعرفيش زيد بقى ،زيد لو جده قالوا ارمى نفسك قصاد القطر مش هيفكر مرتين دا غير
المصيبه الجديده والسحر اللى عملاه
لم تيأس "مها" من حديثهم المحبط كان دوما لديها قاعده كل شئ قابل للتغير وان ولم تحصل على
ما تريد ستدمر مالا تريد .
كان "زيد" يحضر لعيد ميلاد ابنته الخامس قد جهز لها فستانا خصيصا للتصوير كل عام كان يصورها على شكل اميرة من اميرات ديزنى وهذا العام اختار لها فستان احمر ورداء أحمر وجهز لها العديد من الاغراض
طلب من نجلاء ان تجهز "مريم" كي يخرج بها الى المكان الخاص بالتصوير لكن كعادة "مريم" ذهبت بكامل إرادتها الى صبا كى تشاركها هذا وتريها فستانها لم تتاخر ابد صبا فى مساعداتها واعداد اللازم لها لقد حممتها وصففت شعرها
بعنايه وقدمت لها ما يناسب فستانها من اكسسوارات ورابطات شعر سواء من ما لديها أو من حقيبتها الشخصيه
"لدى زيد "
كان يقف امام المرأه لينتهى من ارتداء ملابسه هو لم يترك انشا واحدا منه لا يضج بالأناقة ارتدي بدلة سوداء دون ياقه
بصف ازرار من احد الجوانب والاخر دبوس فخم باسمه كذالك ازرار قميصه المميزه بنفس نقشة اسمه اما شعره فحكاية
أخري كان يحاوط وجنتيه بتنسيق وروعه أعطى له سحر جذاب لا يملكه غيره ولا يليق سوى بهم هما حاول شخص تقليده.
انتهى اخيرا إلا من ارتداء خاتمه المميز بحجر كريم باللون الاحمر يحتضنه عقرب فضى اللون وقد كان لهذا الخاتم مكانه خاصه لديه لأنه ورثه عن أبيه الذى اعتاد ارتدائه وبعد وفاتة آل إليه ، وما إن بدأ فى ارتداء ساعة يده ذات
الماركه المشهوره طرق الباب ليسمح له قائلا:
- إدخل
هذه المرة حافظت "صبا"على طرق الباب ولم تدخل كعادتها دون إذن لم تكن تريد القدوم لكن مربم أصرات على القدوم معها فما كان بيدها سوي القبول ، ثبت نظراته عليها وهى تشاهد انعكاسه فى المرآه بثبات لم تخطوا قدماها داخل الغرفه لكن المسافه كافيه لشم رائحة عطرة التى تضج بالمكان ثوان قضاها فى النظر لها عبر المرآه ثم استدار وكأنه لم يراها ليصيح متهلل ومرحبا ب "مريم ":
- إي الجمال دا كلو
هتفت الطفله وهى تترك يد "صبا " لتدخل الى ابيها هاتفه بفرح :
- مريم حلوه
اجاب وهو يمسك بطرف يدها ويلفها امامه كالساعه:
- مريم احلى واحده
مال بجذعه واختطفها بين يديه وهو يقول :
- جايبه الحلاوة دى منين بس ؟
اجابت وهى تشير بطرف بنانها صوب "صبا":
- من عند صبا
امسكت وجهه بين كفيها الرقيقتان لتجذب اهتمامه قائله:
- صاصا حلوه مش كدا ؟
احرجته واحرجرت معه "صبا" التى لم تتوقع هذا السؤال منها وايضا لا تتوقع إجابه منه كررت الطفله
باصرار طفولى معتقده انه لا يفهمها :
-صبا حلوه صاصا جابت توكه ليا
اشارت الى السلسله المعلقه بعنقها وقالت:
- جابت سلسله حلوه لمريم ومريم حلوه صاصا كمان حلوه
كدا يا بابا ؟
حاول "زيد"تشتيتها حتى لا تزيد من إحراجه :
_ مريم هتروح تصور معايا صور عيد الميلاد
بالفعل نجح فلطمت كفيها بحماس وهى تقول :
-و نجيب تورته وبلونات وهديه ونتصور صوره حلوه
ونأخد صبا معانا نتصور
أراد إلهائها فلهته هى حتى اقحمته فى حرج اكبر تمتم فى نفسه:
- يادين أمي ،الطم على وشي
بالفعل لطمته مريم بخفه كى تؤكد قائله :
- صبا تصور معانا صاصا حلوه
كانت "صبا" تقف متيبسه مما تفعله "مريم"لكنها لم تكن تقوى على الابتعاد كلما همت بالمغادره منتعها يد خفيه
اجفل "زيد"وهو يقول من بين أسنانه باستسلام:
- روحي البسي وتعالى معانا
فتح عيناه فلم يجدها ركضت نحو غرفتها سريعا دون انتظار لم تصدق دعوته ولم تهتم بطريقة نطقها المهم انها
ستخرج للعالم اخيرا .
على الهاتف تواصلت "مها"مع أخيها الذى خرج صوته متعصب :
- وانتى إيه يوديكى معاهم شيوخ إي ودجالين إي انتى من امته بتصدقى الكلام ده
اجابته بنفاذ صبر:
-انت غبى انت لسه قايل انا ما بقتنعش بالحاجات دى انا بهودهم بس عشان اضمن حد يزق معايا
هتف وقد ظهر على نبرته الضيق:
-دى حته عيلة مش عارفه تقنعيها
اجابته وقد اوشكت على الانفعال:
- مش بإديها ،وعلى فكره هي مش عايزاك قالت لو اخر واحد فى الدنيا مش هتقبل بيك
تحدث بعصبيه :
- اللى جبرها على زيد يجبرها عليا
هتفت مها بغضب :
- جدها اللى اصدر الحكم قولى انت كدا مين ؟عشان يرضي بيك وكمان الفيديو اللى مصوره بلال
هو اللى معقد الموضوع
اجاب وقد فاض به :
- بقولك إي انا لو ما اخدتش البت دى هصورلكم قتيل
قاطعته بحنق :
-ابقى صور يا رشدي انا وانت عارفين انت عايز منها إي ابقى خدوا بقى بالطريقة اللى تريحك
وطلعنى من دماغك بقى انا لا طيقه اسمها ولا مرجعها معايا تانى واعمل بقى اللى تعمله انا مش هقولك لاء
اعتبرت صمته موافقه وسألته بعدما هدئت :
-العيال اللى انت خارج معاهم دول فايدهم ايه؟
اجابها بمكر :
-اهو حاجه تسلينى على ما ارجع تانى و....
قاطعهم صوت "بلال" البعيد :
- رشدي
رد عليه" رشدى" مجيبا :
-ايوا حاضر جاى هخلص المكالمه واجي
بالاسفل
جلس "زيد" مع والدته التى لم تخفى سعادتها العارمه بمريم وجمال فستانها الاحمر الطبقات العديده كانت
تدور حول نفسها عدة دورات تندند باغنية علمتهلها صبا :
- فتحى يا ورده غمضى يا ورده انتى احلى ورده
انتبهت "ونيسه" لجلوسه معها ولاحظت نظراته للساعه بين الحين والآخر ،فسألته مستفسره:
- انت مستنى حد يا زيد ؟!
كان يخشي اخبارها لكنها حتما كانت ستعرف لذا لابد من تهدئه الأجواء قبل نزول "صبا" تحمحم قائلا :
- صبا هتيجى معانا
شهقت مصدومه مما قال تتوقع ان السحر افتعل الافاعيل لكن ليس لدرجه اصتحابها جلسة التصوير الخاصة
بابنته هو لم يفعلها من قبل مع أى شخص ،فصاحت به بضيق:
- معقول يا زيد هتاخدها معاك ،انت المفروض لو كنت عايز حد معاك كانت تبقى خالتها وهى كدا كدا كلها مده قصيره وتبقى مراتك زيها زيها لكن تاخد اللى هتبقى مرات ابوها انت ...
_يا امي الله يباركلك انا مش عايز وجع ودماغ مريم اللى طلبتها وانا مش عايز ازعلها
هكذا قاطعها بيأس من اقناعها ،فهتفت بانزعاج:
-والله خلاص اعمل اللى على هواك يا زيد بس انا بقولك من دلوقت البت دى عمرى ما هقبلها مرات ابنى
ولو اتجوزتها سبع تلاف مرة هتفضل فى نظرى عازب
قاطع حوارهم صوت اقدامها أعلى الدرج قد حضرت الخطيره وأسكت الافواه رفع زيد نظره تجاهها وقد انبهر بما رأى ،ارتدت فستان احمر ناري منفوش من خامة الستان بحزام من المنتصف واحد اكمامه مزركشه ببعض التطريز الخاص كما انها ارتدت حجابا من نفس اللون ولم تبالغ فى زينتها امام كل ما فعلت واخفت شعرها جيدا حتى لا يعلق ويضايقها كعادته فعلت كل ما يستوجب من الحشمه لكنها كانت ايضا ملفته كزهره حديثة فى وسط البستان لم يستطيع ان يعبر عن مشاعره التى طاحت عنان السماء ونزلت ارضا بنفس اللحظه ،قاطعت امه هذا المشهد شاهقه:
-اتفضل يا سيدي اهى لابسه احمر زى مريم اقطع دارعى ان ما كانت محفظه البت ومجهزه كل حاجه
من جانب "صبا" حاولت التركيز على خطواتها وهى تنزل الدرج بثبات تخشي ردة فعله حتى لا تنصدم
أو تحزن بعد كل هذا المجهود المضني ،وصلت الى القاعه فامسكت مريم بيدها بسعادة وهى
تبدي اعجابها ب:
-صبا حلوه فستان جميلا ،مريم حلوه كمان احنا هنروح حلوين
نهض "زيد" من مكانه واستدار عنهم قبل ان يقول بضيق:
- تعالوا ورايا يا حلوين أنتوا الاتنين
انطلق نحو سيارته بخطوات واسعه وكأنه يهرب من المكان نادما على قرار اصتحابها معه ،تبعته صبا
وبيدها مريم بسعاده وكأنهم لا يبالون بشئ ولتحترق ونيسه ونظراتها الحاده فى الجــحـــيـــم.
دخلت الى السيارة ومعها مريم لتجلس الى جواره فى الامام ،زفر عندما اغلقت الباب وقال دون مقدمات بضيق:
- ما كانش فى داعي تبالغى أوى للدرجادى
شعرت بالحرج من ما قال وامسكت طرف ثوب مريم لتقبض على اطرافه وهى ترد بحرج شديد:
- معلش اصل انا كمان عيد ميلادى نفس يوم عيد ميلاد مريم
لم يخفى تفاجأئه من هذا ودار بنصف جسده وهى يطالعها لكن لايزال الحرج يسيطر عليها لم تحتفل بحياتها
بعيد ميلادها ولم يقدم لها احد هديه هذا اليوم دائما كان عادي بل اقل من العادي ،تسأل هو :
- غريبه انك ما قولتيش
قالت وقد اتضحح عمق الالم الذي تشعر به عبر نبراها الحزينه:
- اصلا عمر ما حد إهتم يعرف
عاد للاعتدال فى جلسته متأخذا قرار نهائي بأن اليوم سيكون يوم سعيد لها وهذا ماعهده فى نفسه مادما
بإمكانه سعادتها سيفعل .
"فى جلسه التصوير"
بدأ المصور فى مناقشتهم بوضعيات الصور التى يجب اتخاذها مؤيدا فكرة حضور صبا معهم فى نفس الجلسه لتبدوا الصور كامله وقد وافق زيد على مضض قررا ان اول صورة سوف توضع فى الالبوم هى أن تركض مريم باتجاهم وضهرها للكاميرا وفى مقابلها يدا زيد وصبا تكن ممدوده لها مع ابتسامتهم وشرع فى التنفيذ
ابتسمت صبا من قلبها لمريم التى تركض تجاها فرحت بها انها تحظي بأب يهتم بها ويحاول إسعادها بشتى الصور الممكنه التطقت المصور عددة صور اثناء ركضها حتى وصلت لهم مريم ومال لها الاثنان حتى يضمها اليهم أى ما تختار منهم لكنها اختارتهم معا احاطت بأطرافها عنق زيد والطرف الآخر عنق صبا بدون قصد وضع زيد يده فوق صبا يد صبا الموضوعه على ظهر مريم فنظرا باتجاه بعضهم والتقطت صورة أخرى لهذا المشهد العفوي
عرض المصور تصوير صبا مع زيد منفردين بعد اتخاذ عدة صور لهم مع مريم وقد ساد الصمت دون قبول أو نفي لكن بالنهايه نجح المصور بفعل هذا وخداعهم بأن مريم ستكون الى جوارهم بالفوتوشوب ،الصور كانت اكثر حيويه وروعه ضحكاتهم كانت من صميم القلب واعينهم تلمع بسعاده جديده على كليهما .
اثناء طريقهم للعوده عرض زيد على صبا أن يشترى لها بعض المثلجات وبعض الحلوه وقد ترجل من السيارة
والتف للجه الاخري وهو يدعو مريم لمرافقته سألت صبا :
-أجي معاكو
اجاب وهو يطالعها :
- تيجى معانا فين بفستانك دا انا عارف انتى طلعتي بيه منين
ترجلت من السياره لتقف بوجهه وهى تجيب سؤاله بصدق:
- كنت جايباه لمناسبه وبعدين لما جيت اسافر خدتوا معايا لان مها مش بتحافظ على اى حاجه تخصنى
وانهارده حاسيته مناسب
امسكت بوجنتين "مريم " وأرسترسلت ضاحكه :
ـ خاصتا ومريم شجعتنى وخلتنى اغير منها
قرصت وجنتيها بفرح لتضحك الصغيره ابتسم زيد ابتسامه خفيفه قبل أن يغادر قائلا :
-طيب استنينا نجيب الحاجات ونيجى
زفرت انفاسها وهى ترمي بثقلها وهى تتابعه يبتعد مع مريم الى نهاية الطريق وقد اعتلى فمها ابتسامه شارده
بما قد يتغير فى علاقتهم إن تزوج وفيما يخص مريم تحديدا .
وفجأه ودون مقدمات قفز بوجهها "رياض" ظهر من العدم يقول بنبره غامضه:
- معقول حد يسيب اميرة بالجمال دا كلوا فى الشارع
لم تنساه لكنها لم تذكره من تزاحم الاحداث التى مرت بها فى الاونه الاخيره لكنها تهللت لرؤيته وهى تقول :
-عمو رياض ،اخبارك ايه؟
اجاب وهو يهتف مدعيا الحزن:
-مش ممكن اكون وحشتك لانى من يوم ما إديتك رقمى وانتى ما سألتيش عليا
اجابته وقد اتضح من نبرتها انها ليست على ما يرام:
- اسفه بس فعلا اتلهيت فى كذا حاجه وغصب عنى نسيت
التقط هو هذا وسأل وهو يدقق النظر بوجهها :
- حصلك مشكلة ؟ مش انا قولتلك إنى فى ضهرك واى حاجه تضايقك تكلمينى
حركت رأسها بالموافقه لكن لم يسعها الشكوى من إجبارها على الزواج لعل زوجة ابيها تساعدها
وقالت بهدوء:
- ان شاء الله هكلمك
ربت على ذراعها وهتف وهو يؤكد بنظرته العميقه:
-انا مستنيكى
تركها ورحل فتبعته بنظرها حتى اختفي وادارت وجهها عن جهته فوجدت زيد فى مقابلها وقد اتضحح
على ملامحه الانزعاج وهو يسألها بانفعال :
- كان بيكلمك فى إيه ؟!
تعجبت من انزعاجه وانفعاله الذي لا ترى له داعي واجابت متعجبه:
- فى اي يا زيد بتزعق كدا لي ؟
ادخل مريم الى السيارة وزعق بها محتدا :
-سبق وحذرتك من الكلام معاه
إنزعجت من حدته والتفاهم بينهم لم ينشأ بعد فهدرت بضيق:
- ازاى ما اكلمهوش انت مش قولت انه قريبنا
زجرها بحده اقوي مما سبق:
- ايوا قولت قريبنا وقولتلك ما تكلميهوش انتى بتنسي إللى على مزاجك
نفضت رأسها وهي تقول منفعله من تحكماته الزائده دون ذكر سبب واضح لهذا :
- انا مش جاريه عندك إي كل شويه ما تلبسيش ما تتكلميش ما تقفيش ما تنفسيش اي انت
بتحكم فيا بصفتك اي
زاد انفعاله من تيبس رأيها وانفعالها لم يسمح له بالرؤيه امامه قذف ما بيده من مثلجات وحلوي وصاح بها فى جنون:
- صفتى اني هبقى جوزك وانا هبطلك الكلمه دي وهبلغ جدي يتمم كتب الكتاب بأسرع وقت حتى لو ابوكى مجاش عشان أعرف أربيكي من أول وجديد
لم تصدق حجم انفعاله ولم تستسيغ مرارة حديثه فردت هى الاخري غاضبه:
- شوف غيري لاني مش هتغير انا اقسمت لجدوا انى لو اتجوزتك هولع فى البيت بأكمله والنار هتحرقك انت اول واحد
يا إبن ونيسه
زاد حنقا من تكرار رفضها له لم يتوقع هذا الرفض من أى امرأه بهذا الشكل المبالغ فيه لاسيما رفض عمه سابقا
اوجعه بشده وكذالك ندائها بإسم والدته ،امسك براسغها وفتح باب سيارته ليدفعها للداخل وهو يزجرها بتحدي :
-عايزاها حرب ماشي يا بنت بشرى قابلى بقى
دار للجهه الاخري ليجلس خلف المقود لينطلق بسرعه وجنون وكل شئ بعينه أسود .
طوال الطريق كان الصمت ثالثهم لاتعرف كيف تخلت عن قناع القوة والبرود وبكت بهذه الحرقه أردات إغاظتهم بطلب زيد لكن زيد كان مشنقتها الحقيقة هى من أرادت الاحتماء بعقدته وإستعصامه عن الزواج فعقد العقده على عنقها بحبلا جيدا الالتفاف شديد الحده ،غفيت "مريم" بين يديها فإحتضانتها بشده هذا الوجع الذي بداخلها تخشي أن تتذوقه يوما ما تخشي ان تكون ضحية جديدة لهذه العائلة وخرقة باليه فى هذا القصر الجميع ينظف بها قدمه ،وصلت الى القصر اخيرا وترجلت حاملة "مريم" بين ذراعيها ،ترجل هو الاخر والذي قضا الطريق يفتك به الغضب لم يكن مجبرا على هذا فقط بل كان مجبرا على الحياه كلها .
‏وقف بوجهها وهى تمضى للداخل قائلا بحده:
‏-هاتي مريم
هتفت وهى تحاول تجاوزه دون تنفيذ رغبته:
-هاخدها تبات معايا انهارده
بسط يده ليمنعها من المرور وهدر محتدا :
-وانتى مين قالك ان مريم بتبات برا حضنى
كادت أن تخبره انها طوال الفترة الماضية كانت بين احضانه بينما هو لا يعرف عنها شئ سوي انها بخير لكن بتر حديثها عندما رأئت الاصرار فى عينه وآثارت الصمت فلا طاقة لها بأي جدال خاصتا وهى تشعر بأن قدمها لم تعد تحملها بشكل جيد وتريد الهرع الى غرفتها حتى تستطيع الهروب من العالم بأكمله ،انتزع ابنته من بين احضانها وسبقها للداخل تبعته بخطوات متعبه ووجه شاحب حزين وكأن العالم بأكمله فوق رأسها
بالداخل كان يجلس "فايز" و"ونيسه" ومها بانتظارهم على الاغلب هناك شيئا هام يريد جده ابلاغه به من دون هاتف خاصتا انه حضر اليوم ولم يكن فى استقباله ،ومن وقت ما وطأت قدمه بالداخل عينه لم تسقط عنه بينما هو يحتضن ابنته ويمشي بها بالداخل دون أن ينظر لاحد
ناداه كي يلفت إنتباه:
- زيد
رفع وجهه ليستجيب لندائه اقترب منه وتبعته صبا بخطوات ثقيله وروح متعبه كلما طارت للخروج عادت رغما
عنها وياليتها تعود سالمه .
قال جده مرحبا :
- حمدلله على السلامه
وقبل أن يجيب أردف جده :
- عمك حسين جاي
انقبض قلب "صبا"على الفور وعندها وارتخت قدمها وشعرت انها تميل ،نظرت باتجاه زوجة ابيها لكنها تجاهلتها تماما ،حتى عاد صوت زيد بالخروج :
- كويس خلينا نكتب الكتاب ونخلص
نظر له جده نظرة ثاقبة يريد معرفه ما يضمره وبنظرة واحده قرأ ما يدور فى خلده
"إن لم يفعل هذا بسرعه لن يفعله زيد أبدا"
لذا هتف برويه:
-ومالوا نخلى الفرحه فرحتين فرحة روجع حسين وفرحة كتب الكتاب
صاحت "ونيسه" باعتراض:
-ومنين هيجى الفرح يعنى ؟
اسكتها "فايز "بكلمه واحده رمها من فوق كتفه :
- ونيسه
فإلتزمت الصمت حتى وإن لم ترضى هذا لا يؤثر فليس هناك داعى للوقوف ضد التيار ما أراده سينفذ على عنق الجميع.
التفت" صبا" نحو زوجه ابيها كالغريق الذى يتعلق بقشه لكنها رفعت كتفاها دون اكتراث ومطت شفها مدعيه اليأس بقيت كهذا تشعر وكأنها فى دوامه، جحيم "زيد" ولا جنة "رشدي "لكن الاجبار سئ أسؤء ما قد يكون الكل ضدها الكل يريد
كسرها الجميع بلا استثناء يراها خطيرة لكنها ما عادت تهتم بقناع القوة الذى تحاول الحفاظ عليه واستسلمت لذلك الانهيار
الذي نهاها من الداخل لتسقط سقطه بكامل جسدها ارضا وتغب عن الوعي سقطت من أتعبتكم سقطت المتعبه سقطت
الخطيره.
.......يتبع




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close