اخر الروايات

رواية عشق مهدور الفصل الخامس عشر 15 بقلم سعاد سلامة

رواية عشق مهدور الفصل الخامس عشر 15 بقلم سعاد سلامة


بذهول نظر لها آصف غير مُصدق،ما تفوهت به سهيله، تلاقت عيناهم لأول مره منذ فترة، سخرت سهيله من نفسها وتذكرت قبل أيام حين سألته لما يضع تلك النظارة المُعتمه حول عينيه بإستمرار حتى ليلًا،كان جوابه مُقنعًا:
“عندى حساسيه فى عينيا الفتره دى ولما بتتعرض لضوء بيزيد الوجع”.


أين تلك الحساسيه،وأين هو الوجع الذى تحدث عنهم،الآن أمامها عيناه بلا تلك النظارة التى كان يُخفى خلفهما حقيقة قلبهُ ونواياه إتجاهها.
بتحدي منها وجبروت أكدت بإستهزاء :
أيوة كان كيفة الرجاله تقليعه جديده حب يجربها،وكان مفكرها زى قصة شعر موضه، وقت ما يحب يغيرها سهل، لكن التقليعه بقت مرض عنده وأتوغل منه، صدفه عرفت ونصحته يروح لدكتور نفسي، فاكر كم مره كنت بلمح لك إنكم تحاولوا تقربوا منه وتحتوه شويه هو محتاج اللى يساعده ويرجعه للطريق الصح واللى يرجعه للفطرة اللى ربنا خلقنا عليها…
تذكرت تلك الليله التى علمت بها حقيقة سامر القذره
[فلاشــــ/باك]
كان ليلة شتاء، قبل الفجر بمنتصف وقت عملها بالمشفى،للتو إنتهت من مُباشرة أحد الاطفال المرضى الذى يعانى من مرض عُضال،شفق قلبها عليه شعرت بحزنه لعدم شفاؤه كذالك أحلامه البسيطه التى يود تحقيقها لكن مرضه يمنعه، خرجت تشعر بآسى عليه، كانت متوجه الى غرفة الأطباء،لكن أثناء سيرها بأحد الممرات توقفت أمام غرفه خاصه بالكشف على المرضى قريبه من الإستقبال الخاص بالمشفى،سمعت صوت تآوهات تُشبه تآوهات الآلم،ظنت أنه ربما مريض يتآلم بداخل الغرفه بإنسانيه منها فتحت باب الغرفه،إنصدمت من ذلك الموقف المُقزز لـ سامر ورجل آخر لم ترا وجهه كان يُعطيها ظهره،سريعًا أغلقت باب الغرفه تشعر بغثيان،بالفعل ذهبت الى أحد مراحيض المشفى،فتحت صنبور المياه وقامت بغسل وجهها بماء بارد عل ما رأته قبل لحظات كان وهمً أو فيلم قذر،لكنها الحقيقة،سامر كان رفيق دراستها كما أنه الأخ الأصغر لحبيب قلبها”آصف”سألت عقلها ماالذى جعله يُصبح بتلك القذارة ويتغافل عن الفطرة الإنسانيه،لم يُعطيها عقلها جوابً،خرجت من المرحاض،عاودت عملها الى الصباح حتى إنتهي موعد عملها،خرجت من المشفى،تفاجئت بـ سامر الذى يظهر عليه الكسوف منها،لكن طلب منها أن يوصلها الى البلده،فى البداية رفضت لكن بسبب إلحاحه واقفت،سار قليلًا، الى أن تنحنح سامر قائلًا:

على فكره أنا عارف إن إنتِ وآصف فى بينكم مشاعر.
تفاجئت سهيله وسألته:
ويا ترا عرفت منين،آصف هو اللى قالك؟.
رد سامر:
لاء آصف كتوم،أو على الأقل معايا يمكن هو وآيسر قريبين لبعض،بس أنا لاحظت ده من نظراته ليكِ غير كمان ملامحه اللى بتتغير بمجرد ذكر إسمك قدامه صدفه،أنا مش بدخل فى شؤون إخواتى بس مش معني كده إن معنديش نظر ومبفهمش،هما أحرار فى حياتهم وأنا كمان حُر.
نظرت له سهيله بإستغراب سأله:
قصدك أيه بإن إنت كمان حُر،سامر إنت محتاج علاج نفسى وبسرعة كمان.
نظر لها سامر بإستهزاء قائلًا:
علاج نفسى!
ليه يعنى،كل الحكايه إن عندي شوية فضول زايد وبحب أجرب تقاليع وحاجات غير،زى قصات الشعر، وسهل أوقفها فى أى وقت حسب مزاجي وبدون تآثير على أى حد.
إستغربت سهيله رده السافر وقالت له بإستهزاء:
إنت إزاى درست طب وعارف تآثير الشذوذ،كمان قبل الطب الدين مش بحرم الشئ الضار وربنا نزل أيات فى القرآن لعقاب النوعيه دى من البشر،دى تقاليع غريبه علينا ومُحرمه،وأنا مش خايفه حد يعرف إن فى مشاعر بيني وبين آصف،لأنى مش أقل من مستوى آصف، وآصف نفسه يتمنى آنى أوافق على جوازنا،بلاش تضحك على نفسك يا سامر وفوق وارجع لعقلك إنت كنت شخص كويس قبل سنة التجنيد اللى بدلتك دى،نصحيتِ ليك بسرعه شوف دكتور نفسانى وإرجع لـ سامر الشخص اللطيف،ومتخافش انا مش هقول لـ آصف.

توتر سامر شعر كآنها قرأت أفكاره،إتخذ مبدا المساومه فى البدايه بأخباره لها بمعرفته بوجود مشاعر خفيه بينها وبين آصف،لكن سهيله أخزته ولم تتنكر من مشاعرها لآصف كذالك أخبرته بثقتها بحقيقة مشاعرهُ إتجاهها،شعر بالخزى وهو يقول بإرتباك:


أنا فعلًا كنت ناويت أوقف العلاقه دى، لآنى مليت منها.
نظرت له سهيله بإستهزاء قائله:
المفروض تقطعها نهائى، مش عشان مليت،لاء عشان ده الصح،وكمان تتوب وتطلب من ربنا المغفرة ده آثم كبير عقابه أسوء من الزنا.
إقتنع سامر بحديث سهيلة،التى كانت تشعر بحياء وخجل وهى تتحدث معه بهذا الموضوع الشائك لكن ربما هوايتها للطب النفسي وقرائتها به جعلتها تتخلى قليلًا وتتحدث دون شعور منها،بينما سامر،شعر أنه فعلًا مُخطئ وإبتعد عن الدين بسبب بهرجة تلك التقاليع تحت مُسميات عولميه سخيفه بكلمة “حُريه شخصيه” لا تستحق سوا الوئد من مهدها.
[عودة]
عادت سهيله تشعر بآسف ليتها تلك الليله ما تحكمت بها الإنسانيه ولا علمت حقيقة سامر القذرة.
بينما آصف يشعر أنه أمام حقيقة ليست فقط مُخجله،بل قاصفه للقلب والعقل معًا،لم يستطيع تكذيبها،كذالك لن يستطيع تقبُلها،مستحيل أن يكون وصل حال أخيه الى تلك الدناءة أن يُخالف دينهُ ويسير خلف تلك القذارة،لكن ملامح سهيله تؤكد ذالك،يشعر أنه مثل المذبوح بنصل حاد يكز بقلبه…
فاق من سكرة تلك الحقيقه على حقيقه أقصى، خين
زفرت سهيله بقوه واهيه بسبب إحساسها بأنها مسلوبة الروح
هى فعلًا كذالك جسد بلا روح تتنفس لكن جسدها بلا حركه

حاولت التماسُك وهي تقول بيقين:
كل كلمة قولتها لى فى البدرون سمعتها وإترسخت فى عقلِ
مكنتش محتاج تستحمل تغصب على نفسك وتدعي إنك لسه بتحبنى ولا للمراوغه دي كلها عشان تنتقم مني يا آصف كان كفايه تبعد عني كان هيبقى إنتقام أقوى منك،كان كفايه أسمع إنك بقيت لواحدة غيري…وإن مبقاش ليا مكان فى حياتك،كان إحساس كفيل يموتني من القهر .
توقفت للحظات تستجمع ما بقى من حُطامها بقسوة ليتها كانت تمسكت بها من قبل
لكن يكفي لم يعُد لديها طاقة للتحمُل هى إنتهت بين يديه كما أراد
فاضت بتعمُد:
قد ما حبيتك قد ما أنا بكرهك يا آصف…. طلقني.
والصدمه إرتسمت على الوشوش
كيف لزواج ينتهي قبل أن يمُر عليه حتى أسبوع واحد مجرد أيام لا تتعدى أصابع اليد الواحده…
والإثنين خاسران كل منهم أصبح ذابح ومذبوح بنفس اللحظه، هُدرت أمنيات عشقهم وأضحت حياتهم معًا بلا أمل.
ذُهل عقل آصف حقائق مريره تبعها طلب سهيله للطلاق التى أكدته بقولها:
أنا متنازله عن كل حقوقى عندك،ومش عاوزه لا مؤخر حتى القايمه اللى مضيت عليها إعتبرها مش موجودة،كل شئ بينا إنتهي من قبل ما يبدأ،أنا اللى كنت غبيه الحقيقه كانت واضحة قدامِ من أول تخليك عني وتصديقك إنى ممكن أكون قاتله،عدم سؤالك عنى،حتى يوم لما جيت المحكمه يوم الحُكم مشيت وإديتني ضهرك،كان لازم أفهم إن ماليش مكان فى حياتك من البدايه،بس قلبي خانى أول ما كلمتني قلبى رق لك وعقلي تنحي وقالى قدامك فرصه مع حبيبك،أكيد لما يعرف الحقيقه يصدقك،بس كنت ذكى جدًا كل ما أحاول أقولك الحقيقه كنت بتراوغ وتغير الموضوع،عشان كنت واخد القرار مضبوط حسب رؤيتك كـ أخ أنا شوهت صورته بالكدب والإفترا عشان أبعد عن الإعدام اللى كنت أستحقه حسب وجهة نظرك، ولما فلت من حكم المحكمه كان فى حُكم تاني أسهل يتنفذ، وإنت نفذته بإحتراف كمان إنت فعلًا موتت قلبي يا آصف، وإنسحابِ أو بالأصح هروبي من حياتك أفضل قرار أنا خدته عشان أرجع أعيش من تانى.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
منزل أيمن
صدمه غير متوقعه حين سمعت هويدا حديث آسميه مع أيمن أثناء وضعها لتلك الصنيه أمامهم
ذُهلت وهى تسمع قول آسميه تحثهُ:
فيها أيه لما سهيله تطلق، هى مش أول واحده تطلق، والمثل بيقول
“إيش عملت الحُره إتجوزت وإتطلقت”.
رد أيمن بتردُد حائر العقل والقلب كذالك يشعر بعذاب ضمير أنه تنازل ووافق على زواج سهيله من البدايه:
إنت مفكره إن حكايه طلاق سهيله سهله يا عمتِ الناس هتقول عليها أيه،دى مكملتش حتى أسبوع جواز.
تهكمت آسميه تقول بآسف:
والناس مش هتتكلم لما تطلق بعد شهر ولا إتنين،هتسمع لملام وكلام الناس،هتستني أيه لما المره الجايه تستلمها جثه بعد ما يموتها.
نظرت هويدا لـ آسميه بغضب قائله:
بابا عنده حق،إزاي يوافق على طلاق سهيله،وفيها أيه يعنى لما تستني فترة ومش يمكن كان تهور من آصف ويتعدل معاها بعد كده،وبيحصل كتير فى أول الجواز مناوشات بين الازواج،والدليل قدامنا الست جارتنا جوزها بيضربها وتزعل لها يوم ولا إتنين ويرجعوا تانى كويسين مع بعض،بلاش تتسرع يا بابا،حضرتك كنت شايف رغبة سهيله فى الجواز من آصف،هى يمكن زعلانه كمان حكاية شلل جسمها دى مآثره عليها بلاش توافق على قرارها وتهدم بيتها فى لحظة غضب منها،وآصف أكيد ندمان،والدليل أن حضرتك بتقول إنه رفض يطلقها…وساب المستشفى ومشى عشان ميتهورش.

نظر طاهر لـ هويدا بإندهاش قائلًا:
أنا مع قرار تيتا،سهيله لازم تطلق من آصف وإن كان على كلام الناس يغور فى داهيه،أنا مكنتش موافق عالجوازه من الاول،بس لما هى وافقت قولت يمكن أكون غلطان وهى شايفه حقيقه انا مش شايفه،آصف كان كل غرضه ينتقم منها بعد ما المحكمه برئتها.
ربتت آسميه على كتف طاهر ببسمه مغصوصه قائله:
أنا من أول مره شوفت آصف ده قلبي مرتاحش له،وبقول كفايه كده،وإن كنت خايف من كلام الناس الفاضى أخد سهيله معايا ونروح نعيش سوا فى الشقه بتاع إبني اللى فى عمارة الجزيره وأهى تكون بعيده عن كلام الناس الفاضيه اللى هنا، يمكن بُعدها عن هنا يشفيها وترجع تقف على رِجليها من تانى،كمان تنسي اللى جرالها.
نظر أيمن لـ هويدا رأى بعينيها رفض لطلاق سهيله،غص قلبه كم أراد أن تكون هويدا هى الداعم
لـ سهيله لأي قرار تتخذه لكن خاب أمله،نظر لـ آسميه وطاهر وتبسم بهم بعضه مريره وأومأ برأسهُ موافقًا على حديثهم،فـ ملام وكلام الناس لن ينتهي،ومن يسمع له بالنهايه قد يكون خاسرًا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمشفى
تحسرت سحر المُرافقة لسهيله بالمشفى، على حالتها وهى غافيه مُمدده أمامها هكذا جسد ساكن للفراش بلا حركه، لو ظلت تنظر لها ستيلاعب بعقلها الشيطان،حسمت أمرها ونهضت توجهت الى الشباك الخاص بالغرفه وازاحت تلك الستاره تنظر الى الخارج،نظرت نحو السماء شبه مُعتمه إختفت منها النجوم،خلف سحُب تتحرك قد تُمطر بأي وقت،تنهدت وكادت تترك الستارة،لكن لاحظت ذالك الجالس فوق أريكه رُخاميه أسفل إحد أشجار حديقة المشفى،يضع السيجاره فى فمه…إستهزأت به وشعرت أنها تود له السوء كما فعل بإبنتها،أذاها بأسوء طريقه والآن يجلس بمكان قريب منها بعد أن طلبت منه أن يبتعد عنها كذالك الطلاق،رغم أن قلبها لم يشفق عليه لكن هى مثل إبنتها أصبحت تريد أن يبتعد عنها نهائيًا…حسمت امرها،وتركت الستاره،نظرت نحو الفراش كانت سهيله غافيه…خرجت من الغرفه بهدوء،وذهبت الى مكان جلوس آصف،شعرت بلفحة هواء بارده،زمت شالها الثقيل على كتفيها،نظرت له بإستهجان قائله:

ولما إنت بتحبها أوى كده ليه أذيتها بالشكل القاسى ده،كان فين قلبك لما كملت فى ظلمها.


ألقى عُقب السيجارة ونهض واقفًا يحنى رأسه صامتً…سخرت منه سحر قائله:
كفايه يا آصف إبعد عنها،سيبها تحاول تسترد حياتها من تانى إنت كنت أقسى جلاد لها،سيبها ترمم حياتها بعد ما خاب أملها إنك تكون الحامى لها.
رفع آصف عينيه ونظر الى سحر التى سخرت من إحمرار عينيه،من يراهما يُصدق أنه عاشق سهد النوم وسالت دموعه على حبيبته حسرة فقدانها،لكن بالحقيقه هو كان جلادًا وسفك قلب من عشقته وواجهت من أجله وأصرت على الإرتباط به أملًا أن تحكي له الحقيقه التى أخفتها،ويُصدقها ويغفر لها كذبه كانت تجميلًا لحقيقة قاسيه ومُخزيه.
بصعوبه إستطاع آصف الرد على سحر:
أنا بعترف إنى كنت قاسي فعلًا وإتحكم فيا الغضب والإنتقام،بس مستحيل هبعد عن سهيله،حتى لو إنفصلنا زى ما هى عاوزه أنا مستحيل أسمح إنها تنتهي من حياتي.
قال آصف هذا وتوجه نحو سيارته المصفوفه بفناء المشفى صعد بها وخرج من باب الخروج من المشفى.
تنهدت سحر بآسف لو بيدها،لقطعت جسد آصف،أو صفعته آلاف الصفعات حتى يدمى جسده،بعد لحظات شعرت بالبرد قررت العوده للغرفه،ربما تصحوا سهيله وتحتاج لها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسرعه غير إعتياديه كان آصف يقود السياره بلا هواده،يشعر بحرارة تحرق جسده،ربما منبعه قلبه الذى يحترق أو بالأصح ينزف بغزارة وقسوة ما علمه اليوم
بعد قليل

دلف الى السرايا،توجه مباشرةً الى غرفة والداه طرق على باب الغرفه وإنتظر حتى فتح له أسعد باب الغرفه ونظر الى حالته المُشتته سألًا:
آصف مالك،أيه اللى مصحيك لغاية دلوقتى.
دلف آصف الى الغرفه وسأل بتسرُع:
إنت بعت سِم لـ سهيله وهى فى السجن؟.
صمت آسعد للحظه ثم قال بدفاع:
بتخرف تقول أيه،أكيد البت دى كدابه و….
صدمهُ آصف قبل أن يكمل إدعاء على سهيله:
سامر كان شاذ.
ملامح وجه أسعد كانت رد فعلها غير متفاجئ لكن إدعي الكذب قائلًا بزم:
واضح إنك بتخرف آخر الليل بقالك كام يوم منمتش وده مآثر على عقلك.
ترك آصف النظر لـ آسعد ونظر نحو شُكران التى تبكي بصمت،ثم عاود النظر لـ آسعد قائلًا بيقين:
كنت عارف إنه محتاج لعلاج نفسي،كنت بتستهزأ بيه قدامنا،لو سامر وصل للمرحله دى من السفاله يبقى إنت السبب،والمفروض إنت اللى كنت تتعاقب على جريمة قتلهُ.
صفعه قويه على وجه آصف كانت رد آسعد،قبل أن يقول بإستهجان:
سحبت عقلك إزاى قدرت تصدقها بعد الإفترا والكدب ده كله،على أخوك،قبل كده قالت انه حاول يعتدي عليها ودلوقت جاي تقولى إن أخوك كان شاذ،أيه فين عقلك حكمه شويه،التضاد فى أقولها واضح،هى بتلعب بقلبك،كان لازم أرفض أنك ترتبط بها وتشرفها بأسم عيلة شُعيب اللى مكنتش تحلم بس تشتغل خدامه…

نظر له آصف قائلًا:
سهيله كانت أنضف شئ فى حياتى وللآسف خسرته وغبائى وغرورى كانوا السبب،سهيله طالبه الطلاق وقبل ما تكمل وتقول هى طماعه وعارفه المؤخر وقيمة قايمة العفش هقولك إنها إتنازلت عنهم بكل بساطه،أنا خسرت أهم وأغلى إنسانه فى حباتى،والسبب هو إنى إبن آسعد شُعيب اللى للآسف معندوش قلب،عنده عقل يمشى ورا هفواته.
ترك آصف الغرفه سريعًا،بينما جلست شُكران فوق طرف الفراش تبكي بحُرقه،قلبها ممُزع بين فقدان سامر المرير،وفقدان آصف لإستقرار حياته وشعوره بالهزيمه فى أهم قضيه بحياته حكم خطأ وعليه تحمُل عواقب حكمهُ القاسيه فُراقهُ عن معشوقة قلبه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور عدة أيام
بـ شقه خاصه بـ بحيرة البرلس.
تبسمت آسميه وهى تضع تلك الصنيه الصغيره أمام مقعد سهيله، ثم توجهت الى شُرفة تلك الغرفه وقامت بإزاحة تلك الستائر تفتح للضوء السماح لدخول الغرفه، ثم نظرت الى سهيله قائله:
الشمس النهارده ساطعه والجو دفا شويه عن الايام اللى فاتت خلى نور ربنا يدخل للشقه، حتى نوفر شويه فى الكهربا غليت.
تبسمت سهيله بغصه قويه فى قلبها قائله:
فعلًا لازم نوفر شويه فى الكهربا، الدفايه بتسحب كهربا كتير.
تبسمت آسميه وتوجهت الى ذالك المقعد المُتحرك التى تجلس عليه سهيله وقامت بتعديل ذالك الدثار حولها قائله:

أيه رأيك دوقي الكيكه اللى أنا عملتهالك مخصوص بالمشمش زى ما بتحبيها كمان زينتها بالشيكولاته، عاوزاكِ تخلصيها قبل ما طاهر ورحيم يجوا لو شافوها.
تبسمت سهيله قائله:
ماليش نفس،وبعدين بابا إتأخر النهارده ليه.
جذبت آسمية طبق الكيك وقالت بتصميم:
أنا هأكلك بأيدي،ويمكن أيمن أتأخر ملهاش مركب تجيبه من الشط التانى لهنا.
تبسمت سهيله وهى تعلم أن آسميه لا تود ان تجعلها تشعر بأنها عبء عليها،وهى تحتاج لمن يساعدها حتى بإطعامها.
…..ـــــــــــ
بمكتب المأذون
غصبً أمام إصرار سهيلة على الطلاق إمتثل آصف لها غرضها،وضع إمضاؤه على تلك القسيمه التى يعلم أنها لن تُفرق بينه وبين سهيله،هى وضع مؤقت فقط،خرج من مكتب المأذون وقام بالإتصال على أيمن وأخبرهُ أنه فعل مثلما أرادت سهيله وأنه سيحول لها مُستحقاتها لديه بحواله خاصه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد أيام
لم تهتم سهيله بقراءة قسيمة الطلاق،فقط أرادت ان تضع نهاية
لـ آصف بحياتها وعليها الآن البدء من جديد وإستعادة حركة جسدها بأقرب وقت.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد مرور شهران
بالمحكمه المُنتدب بها آصف،كان أمام حُكم مصيري بإحد القضايا الموكله إليه…
كان عليه النُطق بالحُكم فيها،وقد كان النُطق بالحكم
“بناءً على ما وصل الى المحكمه من تحريات وحيثيات تخص القضيه قررت هيئة المحكمه رفض الطعن المُقدم من المُدعيه بالحق المدنى فى القضيه،وتأيد الحُكم السابق فى القضيه الخاصه بإتهامها للمدعي عليه بالإعتداء عليها بعد ثبوت وثيقة زواج عرفي بين الطرفين.
هنالك من هلل بالحُكم العادل فى وجهة نظره حتى لو كان يعلم أنه كاذب ومُخادع،وهنالك الطرف الآخر الذى خسر آخر فرصه له لنيل حقه بالقانون وإسترداد شرفها الذى إغتُصب منها بالتدليس وخداع القانون،لم يبقى امامها أى طريق لنيل حقها التى ظنت ان القانون سينصفها ويجعل من مُغتصب عِبره لكن القانون انصف المُغتصب بعد أن قُدم له وثيقة زواج عرفي مُفبركه جيدًا،نظرت نحو والداها الذى أوطى رأسه خزيًا من ذلك القرار الهادم لحياة إبنته،وكرامتها التى سُلبت رغم أنه ليس فقيرًا بل ذو شآن،والمُتهم ما هو الا مُتسلق كان يود أن يتزوج بإبنته طمعًا،وحين لم ينال سوا الرفض،تمكن منه شيطانه أن يجعلهم غصبً يوافقون عليه بعد إغتصابها،بحجة أنه يُحبها،اليوم نال ما أراد بلعبة محامى مُحنك تحايل على القانون،لكن لا
هكذا هى قررت.
بعد قليل
بعد إنتهاء القضيه شعر بضيق خرج الى فناء المحكمه كى يتنفث سيجارة،بالهواء الطلق يخرج فيها ضيقه،توقف على أحد سلالم المحكمه يُشعل سيجارة …بنفس الوقت كان ذالك المُغتصب الذى يشعر بنصر يخرج من مبني المحكمه بيده أصفاد كى يذهب لإنهاء بعد الإجراءات الخاصه ببرائته…
بنفس الوقت كانت تلك الفتاة التى سُلبت حياتها بالقانون تقف مع والداها الذى يشعر بهزيمه ساحقه يتلاعب بعقله الندم ليته كان وافق على ذلك المجرم وزوجها له وتجنب فضائح المحكمه،لكن فات الآوان الآن حياة وكرامة إبنته بيد مُغتصب…

وقع بصر تلك الفتاة على ذلك العسكري الواقف قريب منها ضمن الحرس الخاص بالمحكمه،لم تُفكر كثيرًا ذهبت نحو العسكري وسحبت سلاحه وبلحظه كانت طلقات تخرج من فوهة السلاح نحو المُغتصب الذى كان ينظر لها بزهوًا وإنتصار ها هو يتردى مُدرج بدماؤة القذره،وتلك الفتاة تقف أمامه وتنظر الى آصف قائله:
لما المحكمه تفشل فى تحقيق العدل،وعنيها تعمي بسبب شوية تدليس أدله كدابه،وقتها هيسود قانون الغابه وكل واحد ياخد حقه بإيده…يا سيادة القاضى.
ظن أحد العساكر أن تلك الفتاة كانت ستقتنص القاضى أيضًا لم يفكر ولم يسمع لرجاء آصف أن لا يتسرع،لكن نفذ الأمر ورصاصه أصابت الفتاة بمقتل،ليخرج من المحكمه
جثتان إحداهما أرادت إنصاف العداله لها ونيل حقها،لكن خذلتها العداله،… وآخر مُدنس حقير كان يستحق الإعدام لكن الأدله كانت مُنصفه له.
لحظات فارقه تصنع فجوة فى عقل آصف،عداله مُغمضة العين تحكم بناءً على أدله سهل التحايُل عليهل ليس فقط تحايل بل تضليلها…
قارن عقله بين هذه القضيه وقضية سهيله السابقه،ألإثنتين خذلتهن الأدله الغير وافيه لنيلهن حقهن،وهو كان القاضى بالاثنين،ونفس الخطأ كررهُ،بعد أن رأى الحقيقه من إتجاة واحد، تيقن عقلهُ أن العداله مُعصبة العين ليس لكى لا ترفق بأحد الخصوم،بل هى مُعصبة العين ولا ترا الحقيقه أساسًا،فقط مجرد رمز سهل خداعه….بلحظة إتخذ القرار
عاود الى غرفته بالمحكمه وجلس خلف مكتبه سحب إحد الأوراق الخاليه وقلم وقام بالتوقيع على ثاني أسوء قرار بحياته كلها بعد توقيعه على طلاقه من سهيله،هذا التوقيع كان قاسيًا أيضًا، ترك القلم ونهض واقفًا رفع يديه على كتفيه يخلع عنه رداء القاضي،يشعر كآنه يسلخ جلد جسده، يشعر بوجع قاسى مع خلعه لذالك الرداء الذى إرتداه يومً وأقسم على تحقيق العداله،لكن هو أخلف ذلك القسم،ولم يُحقق العدالة،بل إستنفذ العدالة بأدله واهيه ومخادعه.
ــــــــــــــــــــــــــــ

بعد مرور شهر تقريبًا
بـ بخيرة البرلس
المكان الذى كان يضم أحلام آصف و
هنا على رمال هذه البحيره قبل أشهر رسمنا قلب وبه سهم ونقشنا إسمينا بداخله ،كانت أمنياتنا هو إن يضمنا سويًا مكان واحد صغير مثل هذا القلب الذى يضم إسمينا اللذان إجتمعا سويًا بين أضلع هذا القلب….
لكن كان الموج عالِ وهائج، سحب رمال الشاطئ ومحى معها قلبنا سحبتنا نحو عاصفه هوجاء عصفت بنا ،لا أنكر إنني المخطئ بكل هذا حبيبتي أنا من سلمت عقلي لقصاص خاطئ،اليوم أراكِ تجلسين على هذا الشاطئ وأنا قريب منك لكن لا أستطيع الإقتراب ،أعلم أنكِ أصبحتِ تخشين إقترابِ ،لكن أتعلمين إني منذ تلك الليله الشنعاء فقدت روحي معك …كانت الحقيقه قاسيه ذبحتيني مثلما ذبحتك ،أتنفس مثلك لكن لا أشعر بالحياه ،أيام و أشهر تمُر يزداد طعم مُر الندم بحلقي،أنا لستُ بلا قلب كما تظنين لكن قلبِ ضل بلحظه وإنجرفت وأخذتك معي نحو بركان ثائر أحرقت بيه روحينا …
….
شعرت ببعض البرد يغزو جسدها ،إتكئت على تلك العصا الطبيه ونهضت واقفه للحظات إنحنت قليلًا تنفض أثار تلك الرمال عن ثوبها ثم إرتكزت على العصا وإستدارت
وبدأت بالسير بضع خطوات قبل أن يُداعب قُرص شمس الربيع عينيها بتلقائيه رفعت يدها فوق جبينها تحمي عينيها من آشعة الشمس لكن تسمرت مكانها بلحظه إقشعر جسدها كآن خلايا جسدها تصنمت وإلتصقت قدميها بمكانها تتلفت حولها على الشاطئ الخالي تبحث بعينيها عن أى شخص موجود على الشاطئ ربما تستغيث به،لكن الشاطئ خالي من أى ماره فقط هى وهو هواء الشاطئ الربيعي الذى يداعب خُصلات شعره،يجعلهُ بنظرها مثل الأشعث المُخيف، إزدادت القشعريرة بقلبها إلى هلع، رغم أنها تراه يقف بعيدًا لا يقترب منها لكن مجرد وجودهما وحدهما بمكان واحد بالنسبه لها مثل الوقوف على فوهة بركان…

أنقذها من ذلك الخوف صوت نداء آسميه التى إستغيبت عودة سهيله الى الشقه وخشيت أن يكون أصابها مكروه، وها هو المكروه واقف على بُعد أمتار منها، إقتربت بهروله رغم سنها، إحتوت سهيله بين يديها وطمىنتها أن لا تخاف، وحثتها على السير معها بعيدًا عن هنا تستكمل طريقها دون النظر خلفها، حتى أصبحت تبعد بينهم الرؤيه، رغم أنهم على شاطي واحد لكن إبتعدت المسافات، كل منهم أصبح بطريق عكس الآخر والشاطئ إنقسم بينهم وبين أحلامهم وأمالهم السابقه تدمرت.

يتبع…


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close