رواية قلوب صماء الفصل الرابع عشر 14 بقلم فاطمة الألفي
ظلت شاردة فى غرفتها وتنظر إلى صورتها المرسومة وانثات الدموع من عيناها عندما قرأت ماكتبه مالك أعلى صورتها ..
جميله بحزن . انا عقبه فى طريقه ياااه لدرجه دي محلل لنفسه يحب واحدة ويتجوز غيرها ، قد ايه إنسان قاسي القلب وماعندوش مشاعر اصلا ، كنت بدات التمسلك العذر على جرحك ليا يوم فرحى وقدام اهلك ، كنت بدات اتشد ليك بس للاسف انت ماتستهلش قلبي .
وامسكت بالقلم وخطت بعض الكلمات التى تشعر بها ..
...مجرد سراب ...
حياتى معك أصبحت مجرد سراب ، عندما دخلت هذة العائله ومنذ اللحظة الأولي وهدرت كرامتي وجرحت قلبي ، علي يد من .. على يد من ظنته زوجي وسندي فى الحياة ،،
فقد تجرد من مشاعره وجرحني بلا شفقه ولا رحمة ، ومازال الجرح يدمي له قلبي ،،
ليس من أجل اعاقتي . عدم سماعي له أو التحدث معه ، فهذه حالتي ولا دخل له باعاقتي ولا اخجل من نفسي يوما ، ومنذ لحظه ولادتي الى الان وانا لم ابغض اعاقتي على العكس فأنا احمد ربي ليلا ونهارا علي هذا الفضل ،، حقا قد كرمني الله بهذا البلاء وأنا حامده شاكرة وهذا قضاء الله لي وأنا أرحب به ، وإنما جرحني واهان كرمتي عندما جردني أمام عائلته يوم زفافي ، فقد جن جنونه وكنت أقف امامه مثل المذنبه المخطئه وما ذنبي فى هذا ، عندما علم باعاقتي عاملني بكل قسوة وكانت جميع العيون مفترسه لي تتطلع.بى من رأسي إلى قدمي بنظرات غير ادميه بلا شفقه ولا رحمة ولن انسي تلك النظرات ما حييت ، القليل منهم من نظر لى باشفاق علي حالتي ولكني لم اتطلع لهم لا اريد ان ارء نظرات اشفاق او لوم أو كره وحقد وإنما انزلت براسى لأول مرة بحياتي اتطلع الارض وأشعر بالخجل من نفسي انى أقف أمام كل هذة العيون الجاحصه المتفرسه لي بدون حجابي ، كنت أشعر انى مجردة الثياب وهذا الكاسر يقبض بيدى ولا يبالي ولا يهتم سوا بالمظاهر الخداعه الذائفه الكاذبه ، فطوال عمري فى بيت جدى ارتدي ثيابي كامله وحجابي لا يفارقني وعندما اتزوج زوجى هو من يجردني وإمام عيون الجميع ، بدلا من حمايته لي والحافظ علي مظهري بعفتي فقد عمت القسوة عيناه ولم يبالي كوني لم أكن بثياب كاشفه لبعض جسدي ، فهل هذا حقا له ان يضعني بدائرة الاتهام البشعه بهذا الشكل المولم والنازف للقلب ، مازالت اتذكر نظرات الشك والمهانه والتفرس لروحي وكيانى ،
ما ذنبي فى كون قدري جمعني بك ، ما ذنبي في كوني لا اسمع ولا أتحدث ، فأنا إنسانه مثلك لدى قلب ينبض وعامرا بذكر الله ، لدى لسان يتحدث مع من هو أفضل منك ومن غيرك ، يتحدث مع خالقه ، وهو وحده الذى يسمعني بقلب خاشع ويعلم ما اريد ان ابوح به ، ليس غيره يشعر بي فى المي وضعفي ، حزني وفرحي ، قوتي وكسرى وهذا يغنني عن العالم باكمله ...
اذا كنت العائق بحياتك فسوف ابعدك من هذا العائق أيها الكاسر ، ولك أن تكمل هدفك فى الوصول إلى محبوبتك ، لا تضعني عالقا بينكم فسوف احررك من ذلك الوضع ، تبا لك اذا كنت رجلا ولا تجيد اتخاذ القرار ، فسوف أكون أقوى منك فى اتخاذ القرار بدلا عنك ، ..
وهنيئا لك حياتك القادمه ، سوف اتركك لتتحرر من قيودك وتنعم بحياتك ...)
أغلقت الدفتر ووضعته على الطاوله ، ووضعت الورقة التى تخصه التى بها صورتها المتقوشه بالقلم الرصاص بدرج الكومود ...
وفجأة اهتز هاتفها فى جيب سترتها ، اخرجته وجلست على الأريكة ترسل لشقيقها وتتحدث معه ...
........
عندما غادر مكتب صديقه ، قرر الذهاب إلى الفيلا ليبحث عن هذة الورقه ، فلا يريد أن تراها جميله الآن ...
هذا ما ظنه ..
قاد سيارته وتوجه إلى الفيلا ..
وخلال دقائق كان يدلف من الباب الحديدى الضخم ويعبر الرواق الداخلي بالحديقه ، صف سيارته وترجل منها بسرعه ، ودلف الفيلا بمفتاحه الخاص ، بحث بعينه عن أحد فلم يجد أحد ،
ركض الدرج وصعد إلى غرفته بهمه ومهارة وامسك المقبض ودلف فجأه .
كانت تبتسم وتراسل شقيقها كانت فرحه بتحديد موعد مناقشه رسالته وتقدمه فى العودة وخلال أسبوعين فقط سوف تتقابل معه بعد غياب عامين لم ترا بهم شقيقها وصديقها ووالدها وكل شئ لديها بعد الله سبحانه وتعالى ..
.......
عندما وجد ابتسامتها وتمسك بالهاتف وتضغط على الشاشه اسرع خطواته ، شعر انها تراسل أحد ، وقف امامها بغضب .
عندما رأته امامها تلاشت الابتسامه ، كانت تعبير وجهه غير مبشرة .
وقف ينظر لها بغضب شديد وامسك منها الهاتف ونظر إلى من تراسله وابتسم بسخرية ..
مالك بعصبية . مين يزيد دى وكمان كتبتله واحشنى ونفسي اشوفك النهارده قبل بكرة ، بقي انتي انتى بتكلمى شباب كدة عادى ، مش عامله حساب انك ست متجوزة ، قد كدة مرخصه نفسك ، انا مش عارف اوصفك بايه ، انا مصدوم فيكى بجد ، عشان كدة اهلك ماصدقو وافقو على طلب جدي ، ماكنتش متخيل ان فى حد بيرخص.بنته بالشكل دى وحكايه التار دى لعبه عشان جدى قالى ان لا ابوكي قتل ابويا ولا ابويا اتسبب فى موت ابوكى ،.
اسقط الهاتف بقوة فقد تناثر إلى قطع .
وهى تريد أن تكتب بالدفتر .
مالك قبض على يدها بقسوة ، والقي الدفتر بعيدا .
وظل يصرخ بوجهها .
وهى تبكى ولا تعلم كيف تدافع عن نفسها أمام هذا الكاسر ...
كانت مثل الريشه بين يديه وهو يهزها بعنف والقاها بعيدا عنه وغادر الغرفه بانفعال ..
سقطت بالارض بسبب الدفعه القويه وانثابت الدماء من رأسها فقد ارتطمت بحافه الاريكه الصلبه وفقدت الوعي فى الحال ...
......
يتبع
عيد سعيد عليكم