رواية في هويد الليل الفصل الرابع عشر 14 بقلم لولا نور
* فتحت باب الغرفه وخطت خطوتين للداخل بحذر مدت يدها تضيء النور ،وفي ثواني وجدت نفسها مقيده بقيد من فولاذ يحيط بخصرها النحيل ، ويد من حديد تكمم فمها وهي تقبع بكامل جسدها داخل جسد قوي صلب….!!!!
ادار جسدها اليه ونظروا بغضب محدقين في بعضهم البعض !!!
ولكنهم تخشبوا موضعهم وسكن الكون من حولهم تلاشي الغضب وحل محله الدهشه ، واختفت الاصوات من حولهم الا من صوت دقات قلوبهم الهادره ….
وتعانقت القلوب في عناق مشتاق قوي ، وتعلقت الامواج الزرقاء الفيروزيه داخل مقلتيها مع الشوكولاته الذائبه داخل مقلتيه وهدر القلب قبل اللسان باسم الحبيب ….
* اكيد هي ….مسك !!!
نطق لسان حاله في نفسه ، يمني بها نفسه ان تكون هي مسكه، فهو ابداً ابداً لم ينسي عينيها الساحره التي ترافقه في صحوته ومنامه…
* بعد يده قليلاً عن شفتيها الناعمه الطريه التي الهبت نبض قلبه بحلاوتها ولكنه لم يحرر خصرها او يخرجها من حضنه بل ظل علي وضعه وهتف بعدم تصديق من اثر المفاجأه بعدما استجمع صوته الهارب منه وعينيه تجوب علي كل انش من وجهها الصبوح يملي عينيه من جمالها، تحدث مقرراً حقيقه غير قابله للتشكيك : مسك ؟؟
* عينيها الفيروزية البراقه كانت تلمع بفرحه مشتاقه وهي تتطلع اليه ، قلبها اكد لها ان هذا هو … ليل .. ليلها الساحر المهلك !!
فاجابت سؤاله مؤكده علي حقيقه انتماءهم لبعض ، حقيقه لا يمكن اغفالها او انكارها : انا مسك …
مسك الليل !!!
* ابتسمت عينيه قبل شفتيه وتعالت دقات قلبه بجنون تهدر بعنفوان داخل صدره.
وهتف بلوعه عاشق مشتاق حد الجنون وهو غارق في بحرها الفيروزي وانفاسه الملتهبه بحراره شوقه تلفح وجنتيها البيضاء فتصيبها بحمره لذيذه جعلتها شهيه امام ناظريه وطراوه جسدها القابع ببن احضانه اعادت الي قلبه الروح مره اخري : يااااااه يا مسك ، اخيراً…اخيراً رجعتي لي …
اتاخرتي عليا اوي ، انا استنيتك كتير اوي اوي ، ودورت عليكي كتير ، بس عمري ما فقدت الامل اني الاقيكي ، كنت عارف ان مهما بعدنا لازم هنرجع ونتلاقي من تاني ….
كان يتحدث ويده تضغط علي خصرها دون ارادته وكانه يريد ان يخفيها داخل صدره ويحبسها بين ضلوعه عقاباً لها علي غيابها وبعدها عنه طوال تلك السنوات التي كان في أمس الحاجه الي وجودها بجانبه….
* ذراعه القويه الضاغطه علي خصرها بقوه جعلها تنتبه لوضعهم ، فاصطبغ وجهها بحمره قانيه وهي ترفع يدها من فوق قلبه الهادر بجنون وتحاول دفع ذراعه القويه عن خصرها هاتفه بخجل : ليل لوسمحت ….
* فاق من لچه مشاعره المبعثره علي صوتها الرقيق مع دفعها ليده فانتبه هو الاخر ، وعلي مضدد افلتها من بين ذراعيه مسيطراً علي مشاعره : انا اسف !
* ابتعد عنها خطوتين للخلف ووقف يتطلع اليها يانبهار لم يصدق ما تراه عينيه ، فحبيبته فاقت تخيلاته واحلامه بكثير!!!!
اطرقت برأسها ارضاً خجلاً منه ومن نظراته وهتفت متسأله بخجل: انت بتبص لي كده ليه؟؟
اجابها بصدق مفتوناً بها وعينيه تقبل كل انش من وجهها البهي: مش مصدق نفسي انك هنا قدامي ، واقفه معايا وبتكلميني، خايف اغمض عيني وافتحها الاقيكي اختفيتي من قدامي واكون بتخيل ….
صمت لثواني وتابع متغزلاً في جمالها وهو بطالعها من مقدمه راسها حتي اخمص قدميها : وبعدين بصراحه انتي اجمل بكتير من الصوره اللي كنت راسمها لك في خيالي …
* ابتسمت بخجل اذابه وقلبها يطرق بعنف داخل صدرها فحالها لم يكن افضل منه ، فحبببها وسيم وسامه مهلكه اصابت قلبها في مقتل ..
وتابعت تضيف بخجل : انت كمان اتغيرت عن زمان وكنت بتخيلك غير كده …
* اعجبه خجلها فسال بشقاوه قاصداً ارباكها: وانهي عجبك اكتر الحقيقه ولا الخيال !!
* ابتسمت بحلاوه جعلت قلبه يخر صريعاً لهواها
ولم تجيبه، فحاولت تغيير الموضوع وسالته : اه صحيح انت بتعمل ايه هنا ؟!
سحب نفساً عميقاً يهديء به من ثورانه الداخلي
وبعثره مشاعره في حضرتها ، اعتدل في وقفته واخفي يديه داخل جيب بنطاله يمنعها من لمسها مره اخري !!!!
وتحدث مثبتاً عينيه علي عينها يحفر ملامحها داخل قلبه …
* اجاب سؤالها بسؤال: انتي اللي بتعملي ايه هنا وجيتي هنا ازاي في الوقت ده ؟؟ وفين ماما ليلي؟؟
* وكأنه بسؤاله عن والدتها اعدتها الي ارض الواقع وافقت من غيمتها الوريه في حضرته ، فجحظت عينيها ولطمت خديها هاتفه بذعر: يا نهار اسود!!
زمان ماما قالبه الدنيا عليا…
ثم عبثت في حقيبتها واخرجت منها هاتفها تحاول الانصال بها ولكن لسوء حظها قد نفذ شحنه!!!!
انا لازم امشي دلوقتي حالاً ….
قالتها واطلقت الريح لساقيها تجري مسرعه وقلبها يقفز بين ضلوعها خوفاً وقلقاً علي والدتها ../
* اسرع ليل خلفها ينادي عليها وهي تنزل الدرج مسرعه : استني طيب، فهميني يا مسك في ايه؟؟
* وقفت امام البوابه الخارجيه للمنزل تتلفت حولها تبحث عن اي سياره تقلها الي محطه القطار ، فلمحت من بعيد سياره تقترب نحوها ، فرقعت يدها تشير لها وسارت نحوها خطوه ، حتي وجدت قبضه قويه تجذب ذراعها تثبتها مكانها !!!
هتف ليل ببعض الحده: استني هنا عندك رايحه فين ، فهميني ايه اللي حصل لك وخلاكي تجري زي المجنونه كده …
* اجابته بسرعه ونظرها مثبت نحو السياره التي تقترب منهم: بعدين ، يعدين هقولك علي كل حاجه ، انا لازم ارجع القاهره دلوقتي حالاً علشان ماما زمانها قالبه الدنيا عليا ، سبني بقي علشان الحق التاكسي ده علشان يوصلني المحطه!!!
* ضعط ليل اكثر علي ذراعها وهتف بنبره غاضبه: تاكسي ايه اللي عاوزه تركبيه لوحدك في وقت زي ده ، انتي مجنونه ، وبعدين انت ازاي اصلاً تيجي المشوار ده كله لوحدك وواضح من كلامك ان مامتك ما تعرفش انتي فين ؟؟
* حاولت فك قبضته عن ذراعها وهتفت تتوسله : هقولك علي كل حاجه بعدين بس سبني الحق القطر علشان متاخرش اكتر من كده…
* تحرك صوب سيارته المصفوفه امام البيت وهو يسحبها خلفه هاتفاً بغضب :بلا قطر بلا زفت ، انا اللي هوصلك وفي الطريق عاوز اعرف كل حاجه حصلت من يوم ما مشيتوا من هنا لحد انهارده ، وليه جايه هنا من غير مامتك ما تعرف!!!
* كان قد اجلسها في سيارته الرياضية السريعه المكشوفه ذات المقعدين ، كادت ان تعاند وتعترض ، فحذرها بنظره من عسليته الغاضيه جعلها تستكين في جلستها وهي تراقبه بفيروزيتها وهو يدور حول السياره حتي جلس بجانبها ،وانطلق بسيارته بسرعه فائقه فهو يهوي السيارات المسرعه والقياده بسرعه عاليه وهي تقص عليها كل شيء حدث في الخمسه عشر عاماً التي قضتهم بعيداً عنه …..
* ومن بعيد كان هناك احدي رجال جودت الذي يراقب ليل كلما جاء الي البلده يتصل به ويعطيه اخر الاخبار: ايوه يا باشا، زي عادته تملي قعد في البيت شويه وبعدين مشي ، بس النوبه دي في واحده كانت نازله معاه من البيت !!!!* ساله جودت مستفهماً : واحده مين دي ؟؟ …
* ومن بعيد كان هناك احدي رجال جودت الذي يراقب ليل كلما جاء الي البلده يتصل به ويعطيه اخر الاخبار: ايوه يا باشا، زي عادته تملي قعد في البيت شويه وبعدين مشي ، بس النوبه دي في واحده كانت نازله معاه من البيت !!!!
* ساله جودت مستفهماً : واحده مين دي ؟؟ شوفتها قبل كده ؟؟
* لا يا باشا دي اول مره اشوفها ،واول مره اصلاً اشوف واحده هنا في البيت ده مع ليل بيه…
* اغلق جودت معه الخط وعقله يدور حول من تكون تلك الفتاه التي اصطحبها معه الي ذلك الحصن الخاص به!!!
…………………………………………………….
“رواية في هويد الليل بقلمي لولا نور”
الرواية مسجلة حصري باسمي وممنوع منعاً باتاً النقل او الاقتباس او النشر علي اي موقع او مدونه او جروب من دون اذن ومن يفعل يعرض نفسه للمسألة القانونية.
…………………………………………………
*كانت ليلي تدور حول نفسها والخوف ينهش قلبها علي وحيدتها فقد تاخرت كثيراً عن ميعاد عودتها ، وهاتفها مغلق !!!
كانت تقف في الشباك وعينها علي مدخل الحاره تنتظر رجوعها بفارغ الصبر …
لمحت صديقه ابنتها وجارتهم في نفس البيت تأتي من بعيد فنادتها : اسماء .. يا اسماء تعالي عايزاكي!!
* رفعت اسماء راسها لاعلي واجابتها : حاضر يا طنط ليلي …
دلفت ليلي الي الداخل وهرعت تفتح الباب لاسماء التي صعدت اليها فوراً: خير يا طنط حضرتك عاوزه حاجه؟
سألتها ليلي بقلق: مسك فين ؟؟
اجابتها اسماء بعدم فهم : معرفش والله ، انا ما شوفتهاش انهارده خالص ولا اعرف عنها حاجه …
هتفت ليلي برعب حقيقي: مسك اتاخرت اوي ، كانت المفروض ترجع من تلات ساعات وتليفونها مقفول وانا قلقانه اوي عليها ، فقلت اسالك اذا كانت كلمتك او قالت لك انها رايحه في حته بعد الجامعه ، بس انتي بتقولي متعرفيش عنها حاجه..
حاولت اسماء طمأنتها : متقلاقيش ان شاء الله خير ، ممكن تكون اتاخرت في الجامعه لاي سبب وتليفونها فصل ، ان شاء الله شويه وهتلاقيها داخله علينا ..:
هتفت ليلي بأمل : يارب !!!
* اوقف ليل سيارته قبل مدخل الحاره بقليل وهتف يسأل مسك : فين البيت ؟؟
اجابته وهي تتلفت حولها خوفاً من ان يلمحها احد : البيت في الحاره اللي جوه دي ، انا هنزل هنا علشان محدش يشوفني ، سلام …
* استدارت تفتح باب السياره تنوي الخروج فاسرع ليل يمسك يدها يمنعها من النزول هاتفاً بحسم: استني عندك ، مفيش نزول ، انا هوصلك لحد البيت وهطلع معاكي فوق ، وهعرف مامتك انك كنتي معايا …
* هتفت مسك تتوسله: يا ليل قلت لك مش هينفع ، ما انا فهمتك ماما بتفكر ازاي وكانت رافضه اي محاوله مني للاتصال بيك ، فأنا لازم امهد لها الاول وبعدين تبقي تيجي تقابلها براحتك …
* رفض رفضاً قاطعاً : قلت لا يعني لا ، هوصلك وهطلع معاكي من غير نقاش ، وبعدين الوقت اتاخر عاوزه تمشي في الشارع لوحدك في وقت زي ده…
* دقائق وكان يصف ليل سيارته الفارهه اسفل منزل مسك والذي اثارت تعجب معظم الناس ، فسياره كهذه كيف لها ان مثل ذلك الحي الشعبي البسيط!!!
* كانت مسك تتلفت حولها بارتباك تنظر من خلف زجاج السياره المعتم لنظرات الناس التي تنظر بفضول الي السياره!!
* هتف ليل محاولا تهدئتها: اهدي يا مسك مش كده ، مفيش حاجه مستدعيه القلق والتوتر اللي انت فيه ده .
اجابته وهي مازالت تتلفت حولها : ازاي بس انت مش شايف الناس بتبص علي عربيتك ازاي وهيموتوا ويعرفوا مين اللي فيها …
رد عليها بلامبالاه: طز في الناس ملهمش حاجه عندنا…
ثم تابع بغيره : ولا انتي في حد معين خايفه لا يشوفك معايا …
استدرارت تنظر له وهتفت نافيه: لا طبعاً مفيش الكلام ده ، كل الحكايه ان انا وماما طول عمرنا عايشين لوحدنا وعمرهم ما شافونا مع حد غريب ..!!!
رق قلبه لها وتابع بنبره هادئه وقد اطمئن قلبه : انا مش غريب وبعدين الناس هنا هيتعودوا لما يشفوني معاكي كتير …
يالا بقي علشان قعدتنا كده شكلها مش لطيف ، بس قبل ما نطلع خدي سجلي رقمك علي تليفوني ….
ثم اعطاها هاتفه لكي تقوم بتسجيل رقمها عليه ثم دلفوا الي داخل المنزل وسط نظرات الدهشه والفضول من اهل الحي !!!!
* هتفت ليلي ببعض الراحه وهي تتفحص ابنتها بقلق بعدما جذبتها داخل احضانها عندما وجدتها تقف امامها سالمه معافاه: كنتي فين يا مسك كل ده وتليفونك مقفول ، انا كنت هموت من القلق عليكي ، ايه اللي اخرك كده وكنتي فين ومع مين ؟؟؟
* جاءتها الاجابه فجاة من خلف ابنتها : كانت معايا
يا ماما ليلي!!!
* شخصت انظار ليلي متفاجئة تتطلع الي صاحب الصوت الغريب وهي تخرج مسك من داخل احضانها تنظر الي الواقف امامها بذهول وقد انبئها حدثها بشخصه فلقب ماما ليلي هو الوحيد الذي كان يناديها به !!!!
* نقلت نظراتها بينه وبين مسك التي اطرقت براسها خجلاً منها وهتفت تساله محاوله تكذيب احساسها: مين حضرتك ؟؟
* ابتسم ليل باتساع وهو يقترب تلك الخطوات الفاصله بينهم وهتف بفرحه حقيقه: انا ليل يا ماما ليلي ، ليل مهران !! مش هتسلمي عليا وتاخديني في حضنك زي زمان …
* اسمه وحده زلزل ثباتها الواهي ، ورأت في عينيه تلك النظره التي كان ينظر لها بها عندما كان طفلاً صغيراً تربي في كنفها هي وفارسها !!!!
ابتلعت غصه تسد حلقها وغصب عنها ودون شعور منها وجدت نفسها تفتح لها ذراعيها مبتسمه له من وسط دموعها ، ولم يتردد هو وفي ثواني كان يلقي بنفسه داخل حضنها الواسع مغمضاً عينيه مبتسماً براحه وقد اكتملت للتو سعادته …..
………….
1
* يا معلم زينهم ، يا معلم زينهم ….
قالها عضمه العامل الصغير في جزاره زينهم بلهاث وهو يجري عليه يبلغه اخر اخبار الحاره…
* زفر زينهم دخان الارجيله من انفه هاتفاً بحده: في ايه الدوشه دي يا ولا ، مسروع كده ليه؟؟
تحدث الصبي بلهاث: الضكتوره مسك!!
جذبه زينهم بعنف من ملابسه متسائلاً بلهفه: مالها الضكتوره يا ولا.، ما تنطق في ايه؟؟
اجابه الصبي مسرعاً : شوفتها راجعه في عربيه طولها سته متر سدت الحاره من اللي ببطلوا في التلافزيون ومعاها راجل طول بعرض بس شكله حاجه كده اخر الاجا وطلعوا البيت عندهم …
* دفعه زينهم في صدره وهو ينتفض من جلسته يركض خارج المحل : تعالي يا زفت اما نشوف ايه الحكايه دي ومين الرجل ده…..
…………
وبعد بعض الوقت رحل ليل بعدما حكي كل ماحدث لليلي والتي استمعت له دون تعقيب من جانبها ، ورحل ليل مع وعد بلقاء قريب جداً والحديث عن كل شيء …
خرج ليل من منزل مسك واستقل سيارته وغادر بها من الحاره وسط دهشه وغضب زينهم الذي وقف يتطلع في اثر سياره ليل وهو ينفث النيران من اذنيه عازماً علي معرفه من يكون ذلك الثري !!!!
…………………………………………………….
“رواية في هويد الليل بقلمي لولا نور”
الرواية مسجلة حصري باسمي وممنوع منعاً باتاً النقل او الاقتباس او النشر علي اي موقع او مدونه او جروب من دون اذن ومن يفعل يعرض نفسه للمسألة القانونية.
…………………………………………………
1
* اقتربت مسك من والدتها التي كانت تقف تغسل الاطباق في المطبخ : ماما … انا اسفه ..انا عارفه ان حضرتك زعلانه مني علشان سافرت البلد من غير ما تعرفي …
انا عارفه اني غلط بس الحمد الله جت بفايده وقابلت ليل ، وطلع فاكرنا ومش ناسينا ده حتي قالي انه دور علينا كتير اوي وكان مستني اليوم اللي نتقابل فيه …
يعني مطلعش زي ما كنتي فاكره ….
صمتت تنظر رد منها ولكنها استمرت فيما تفعله متجاهله حديثها : ماما انتي مش بتردي عليا ليه؟؟
* تركت ليلي ما في يدها واستدارت تنظر الي بنتها دون ان تتفوه بحرف واحد هي في الاساس لا تعرف ماذا تقول ، فكرها مشوش وعقلها مشتت من المفاجأه…
هتفت بجفاء: الاكل عندك لو عاوزه تاكلي ، انا هدخل انام علشان عندي مدرسه بكره بدري ، وانتي كمان نامي بدري علشان عندك محاضرات بكره بدري …
ثم ذهبت من امامها دون انتظار رداً منها فهي تريد لت تختلي بنفسها وتعيد ترتيب افكارها لمواجهه القادم …..
………….
* خرجت مسك من الحمام مسرعه تجفف خصلاتها بعدما استمر هاتفها في الرنين دون انقطاع !!!
* فتحت الخط فجاءها صوت صديقتها اسماء متلهفاً: قبل اي حاجه انا عاوزه اعرف مين موز السنين ابو عربيه تلوح ده اللي كنت راجعه معاه ، عرفتيه امتي وفين وازاي انطقي ….
* ضحكت مسك بتسليه علي صديقتها ، تمددت علي فراشها وهي تمسك خصله مبلله من شعرها تلفها حول اصابعها واجابتها بنبره والهه وهي تتلذ بنظق حروف اسمه : ده ليل !!
* هتف اسماء بغباء: ليل ازاي يعني …!!!
شهقت متفاجئة وقد تنبهت حواسها وسالتها مستفهمه بعدم تصديق : قصدك ليل … ليل اللي اعرفه وبتحكي لي علي طول عنه …
* اجابتها مسك بهيام : ايوه هو ليل …ليلي انا …
* هتفت اسماء ببلاهه: يالهوي يانا ياما ، ده موز اخر خمسين حاجه ، لا ده انتي تتعدلي كده وتحكي لي كل اللي حصل من طقطق لسلاموا عليكوا …!!!
*مسك بهيام وهي تسترجع احداث اليوم : هحكيلك!!!
………
* دلف ليل الي منزله الساكن الغارق في الظلام بمزاج رائق….
سياره عمه لم تكن موجوده فهو علي الاغلب لديه سهره كعادته مع بعض اصدقاءه في نفس مكانهم المعتاد في ذلك الفندق الشهير حيث الملهي الليلي الاشهر !!!!
* صعد الدرج متوجهاً الي غرفه جدته التي كعادتها لا يغفو جفنيها الا بعد عودته …
* طرق علي الباب ثم دلف الي الداخل فوجدها في فراشها تقرأ في احدي الكتب تسلي بها نفسها حتي عودته …
طبع قبله علي مقدمه راسها وجلس بجانبها علي الفراش متحدثاً بلوم: برضه صاحيه مستنياني ومانمتيش يا ماتي !!!
* رفعت يدها المجعده تمسح بها علي وجنته السمراء وهتفت بحنان: ازاي انام وانتي لسه مش رجعتي قلب ماتي ….
ثم دققت النظر في ملامحه الوسيمه وتابعت متسأله: فيكيً حاجه متغيره ، مزاجك رايق وعنيكي بتلمع ، ايه اللي حصل ؟؟
* ابتسم بحلاوه وهتف مشاكساً اياها: هو انتي علي طول كشفاني كده ، يعني معرفش اخبي عليكي حاجه…
* تابعت بفخر امومي : شوفتي احساس ماتي عمره ما كدب عليها ، يالا بقي احكي ….
* خديني في حضنك الاول وانا هحكي لك كل حاجه ، بس ده سر مش عايز حد يعرف عنه حاجه لحد ما انا اقرر اني اتكلم فيه!!!
* ضربته بخفه علي ذراعه وتابعت بحنق: كلبه انتي ، امتي ماتي مش حافظت علي سرك ، يالا احكي …
ثم فتحت لها ذراعيها ، فاندس فوراً بجسده الضخم داخل حضنها الدافيء واضعاً راسه علي صدرها مغمضاً عينيه مستحضراً صورتها في خياله ، وهي بدورها تمشط خصلاته الناعمه باناملها الرقيقه …
اخرج من صدره تنهيده مرتاحه معبقه بشوق سنوات عجاف ممزوجه بروعه اللقاء: لقيت مسكي!!!!
…………
3
*تمدد علي فراشه ثم تناول هاتفه واتصل بها ،فقد اشتاق اليها ولسماع صوتها ، لم تشبع روحه منها بعد ، كان يظن ان شوقه سيخمد وقت عثوره عليها ولكنه كان واهم ، فبلقياها اشعلت براكين الشوق
والعشق في صدره بنظره من فيروزتها القاتله !!!!
* اتاه صوتها الناعم المغوي تجيب برقه: ألو…
* اغمض عينيه مستمتعاً بعذوبه صوتها وحدثها بصوته الرجولي المميز هاتفاً بغيره: هو انتي بتردي عادي كده علي اي رقم غريب متعرفيهوش وكمام بعد نص الليل !!!!!
* ابتسمت بسعاده ودقات قلبها تصم اذنيها من شده خفقانها وهتفت تجيبه بشقاوه وقد عرفته من صوته وكيف لا تعرف وهو مالك قلبها منذ نعومه اظافرها : لا طبعاً مش برد علي اي رقم غريب ، بس كنت عارفه ان انت اللي بتتصل علشان كده رديت …
* انتفخ صدره بغرور ذكوري وقد سعر بسعاده بالغه جراء اعترافها البسيط وهتف بمشاغبه هو الاخر : ده انتي كنتي مستنياني بقي ….
* خجلت منه وشعرت بالحرج من اعترافها الساذج الذي استغله ضدها وتابعت متلعثمه : لا ابداً … انا اقصد يعني اني كنت متوقعه اتصالك بعد ما طلبت رقمي !!!
* هتف بنبره محذره: ماشي هعديها المره دي ، بس بعد كده مفيش رد علي اي ارقام غريبه …
المهم طمنيني ، حصل حاجه بينك وبين ماما ليلي ؟؟
* اجابته نافيه : لا ما اتكلمتش في حاجه خالص ، كل الي قالته انها عاوزه تنام علشان عندها شغل بكره بدري!!
بس انا عارفه انها اتفاجئت بيك وباللي حصل واكيد هي محتاجه وقت مع نفسها علشان ترتب افكارها…
* همهم لها موافقاً وسالها مستفسراً : وانتي بكره بروجرامك ايه؟؟
* اجابته بتقرير : مفيش جديد عندي محاضرات زي كل يوم !!
* تابع مستفسراً اكثر : ايوه يعني محاضراتك تبدأ امتي وتخلص الساعه كام…
* ردت بتقرير: عندي من محاضرات من 3-9
* تحدث بمرح : يعني بتقوليلي اقفل بالذوق ….
* ردت مسرعه نافيه باحراج: ابداً والله مش قصدي ، انا مش عاوزاك تقفل …
*ضحك وهتف بمناغشة : اوووو .. يعني انتي عاوزه تتكلمي معايا زي ما انا عاوز اتكلم معاكي …/
ردت عليه بخجل : اكيد طبعاً
* تنهد بسعاده ودقات قلبه تهدر بعنفوان داخل صدره: وانا كمان يا مسك اكتر منك ، ومش عاوز بس اكلمك في التليفون انا عاوز اكون جنبك ومعاكي ومفارقكيش ولا لحظه واحده ، عاوز اعوض كل السنين اللي ضاعت من غيرك ….
بس فعلاً دلوقتي الوقت اتاخر وانتي لازم ترتاحي بعد اليوم الطويل المرهق ده وكمان علشان ماما ليلي ماتضايقش مننا …
ثم تابع امراً اياها بتحذير : وياريت بقي بعد كده مشوفكيش لابسه الوان غامقه ولا ملفته وشعرك ياريت تلميه مش عاوز اشوفه مفرود تاني !!!!
* هتفت مسك بنيره مستنكره : وده بأماره ايه ان شاء الله !!!
* اجابها بغطرسه وغرور: بأماره حاجات كتير اوي هبقي اقولك عليها بعدين ، واللي اقوله يتنفذ من غير نقاش علشان لو ما اتنفذش هتزعلي مني.وانا محبش انك تنزعلي تمام …
ثم انهي المكالمه دون اعطاءها فرصه للرد : تصبحي علي خير يا مسكي …!!!
* نظرت مسك للهاتف في يدها وهتفت بذهول: مسكي !!!
ثم ابتسمت بسعاده وهي تقبل الهاتف وتضمه الي صدرها وغرقت في ثبات عميق وكان هو بطل احلامها الاوحد !!!!!!
……………….
…………………………………………………….
“رواية في هويد الليل بقلمي لولا نور”
الرواية مسجلة حصري باسمي وممنوع منعاً باتاً النقل او الاقتباس او النشر علي اي موقع او مدونه او جروب من دون اذن ومن يفعل يعرض نفسه للمسألة القانونية.
…………………………………………………
*في صباح اليوم التالي …
كانت تقف في محطه الاتوبيس تنظر وصوله حتي تذهب الي جامعتها بعدما اوصلتها والدتها الي هنا وذهبت الي مدرستها دون ان تتحدث معها في اي شيء ….
*جحظت عينيها بذهول عندما وجدت سياره ليل تقف امامها ويترجل هو منها بطلته الساحره المثيره!!!!
* هتفت تساله يذهول : انت بتعمل ايه هنا؟؟
* اجابها بابتسامه عذبه وهو يلتهم تفاصيلها بعشق من خلف زجاج نظارته السوداء : هكون بعمل ايه يعني ، جاي علشان اوصلك الجامعه …
* تابعت بتفس التعابير الذاهله : توصلني الجامعه!!
* اجابها مؤكداًوهو يسحبها من يدها ويجلسها داخل سيارته: ايوه واتعودي علي كده علشان كل يوم هوصلك وارجعك…
ثم دار حول سيارته وركب بجانبها وانطلق بسرعه فائقه نحو جامعتها ….
* هتفت فيه ولازالت علي ذهولها : انت مجنون …
* اجابها بثقه مؤكداً علي حديثها : طب ما انا عارف !!
* ثم نظر اليها بتفحص وقد اعجبه انها نفذت كلامه الا انه لم يشعر بالراحه ، فهي جميله ومثيره حتي لو ارتدت شوال من الخيش !!!!
تنهد مستغفراً وهو يكز علي نواخذه ، ماذا عساه ان يفعل ، كيف يخفيها عن الاعين والناس ، كيف عليه ان يتحمل نظرات الناس لها ولجمالها…
تتحرك وتذهب كيفما شاءت وهو دماؤه تغلي وتتلظي من نيران غيرته العمياء ….
* فاق من شروده علي صوتها : ليل انت مش سامعني ، سرحان في ايه ؟؟
* كنتي بتقولي ايه؟؟
* بقولك الي انت عملته ده غلط وجنون، ما ينفعش تيجي وتوصلني بعربيتك والناس تشوفني معاك ومحدش يعرف انت مين ولا علاقتي ايه بيك !!
* نظر لها يطرف عينه وهتف وهو ينظر الي الطريق امامه: قلت لك طظ في الناس ، محدش له عندنا حاجه ، وبعدين لو الناس تهمك وفارقين معاكي اوي، متهيألي لما يعرفوا اني خطيبك وكلها كام شهر وتبقي مراتي محدش هيقدر يفتح بؤه بكلمه واحده !!!
7
* وكانت فتحه الفم من نصيبها هي تلك المره ، فانفرجت شفتيها ببلاهه غير مصدقه ما سمعته منه للتو ….
* كان قد وصل الي جامعتها وصف السياره جانباً امام البوابه الرئيسه للجامعه ، استدار بجسده نحوها واخذ بتطلع اليها بحب فتعلقت عينيه بشفتيها المغريه المنفرجه باغراء تدعوه الي تقبيلها !!!
اقترب منها ومد يده ومسك شفتها السفليه بانامله الطويله ممراً ابهامه عليها برقه اذابتها وشعور غريب اجتاحها لاول مره تختبره وهتف بنبره منخفضه وهو يغلق فمها بيديه وتمني لو استطاع اغلاقه بشفتيه: اقفلي بؤك الحلو ده علشان لو فضل مفتوح اكتر من كده انا مش ضامن انا ممكن اعمل ايه!!!
* اطبقت علي شفتيها تغلفها بقوه وقد غرقت في خجلها وتحول وجهها الي احمر قاني من شده الخجل جعلها شهيه امام ناظريه اكثر واكثر ….
* هتفت بنبره متوتره خجله: انت … انت يتقول كلام غريب اوي ،خطوبه ايه وجواز ايه ، جبث الثقه دي كلها منين …
وبتتكلم وكأننا نعرف بعض بقالنا عمر بحاله مش لسه شايفين بعض امبارح …
* اجابه مؤكداً بثقه: طب ما احنا فعلاً نعرف بعض من زمان ، مسك انتي اتولدتي علي ايديا ، مش معني اننا بعدنا عن بعض فتره يبقي خلاص اللي بينا مالوش مكان ، احنا اللي بينا اكبر بكتير من اي حاجه في الدنيا وانتي عارفه كده كويس اوي!!!!
* تابعت تضيف بعناد : يا سلام ده علي اساس ايه ان شاء الله ، وانا وانت ما نعرفش حاجه عن يعض ، وبعدين افرض اني مرتبطه بحد او في حد في حياتي هتعمل ايه…
* توحشت نظراته وهدر فيها غاضباً بجنون وقد اشعلت مارد غيرته الهوجاء: مسك !!!
اياكي … اياكي تفكري او حتي تلمحي ان ممكن تكون في حاجه بينك وبين اي حد !!!
ثم خلع نظراته واقترب بوجهه منها هاتفاً بحقيقه غير قابله للجدال او النقاش : مسك انتي حقي ورجعي لي وانا مش هفرط في حقي فيكي مهما حصل …
انتي اتكتبتي علي اسمي من اول جيتي علي وش الدنيا ، واول حد شافته عنيكي اول لما فتحت وانتي لسه في اللفه كنت انا …
يعني انا وانتي مربوطين ببعض من زمان اوي ، وزي ما قلت لك انتي حقي اللي رجع لي ومش هفرط فيه ابداً حتي لو وقفت علي موتي عمري ما هفرط فيه!!!
* انتفض قلبها بين ضلوعها اثر كلماته الساحره المتملكه التي حدثها بها ووصف بها ما بينهم ، شعرت وكانها تطير في السماء ولمعت فيروزيتها ببريق ساحر ….
فهتفت بعناد انثوي احمق : حتي لو اللي بتقوله ده صح ، بس افرض انا مش موافقه!!!
* اعتدل في جلسته واجابها بغرور وغطرسه : انا مش محتاج لموافقتك ، انا قررت وانتهي ، موافقتك او عدمها تحصيل حاصل بالنسبه لي …
* هتفت بغضب زائف رغم سعادتها الواضحه علي ملامحها : مغرور …
* عارف …. قالها وادار محرك السياره وولج من بوابه الجامعه العملاقه بسيارته الفارهه..
* هتفت فيه تمنعه: انت رايح فين ممنوع دخول العربيات الحرم الجامعي …
* لم يعيرها اي اهتمام وانزل زجاج سيارته مخاطباً الحرس الجامعي بغرور : ليل مهران !!
اجابه ضابط الحرس باحترام: غني عن التعريف يا باشا ، سياده اللواء قائد الحرس بلغني باوامر سعادتك وكله تمام سعادتك …
واشار جانبه الي احدي ضابطات الشرطه النسائية: وحضرت الظابط هي اللي هتلازم الانسه وهتكون معاها في كل مكان في الجامعه لامنها وحمايتها زي ما حضرتك امرت …
* شكره ليل واغلق نافذه سيارته ونظر الي تلك الذاهله بجانبه ذات الفم المنفرج: قلت لك اقفلي بؤك الحلو ده بلاش تستفزيني …
فعلت مثل المره السابقه وتابعت تساله بعدم تصديق: هو ايه الي بيحصل يالظبط ومين دي…
* تناول كف يدها وضغط عليه بكفه الغليظه القويه: ده علشان ابقي مطمن عليكي وانتي لوحدك هنا وبعيد عن عيني ، الظابط دي هتكون معاكي لامانك وحمايتك ، ماهو مش ليل مهران اللي يسيب خطيبته ومراته المستقبليه من غير ما يأمنها خصوصاً لو كانت كمان حلوه وزي القمر وملفته ذيك …
يالا يا حبيبتي انزلي وانا الساع 3 بالدقيقه هكون عندك …
ثم رفع كف يدها الي شفتيه وطبع قبله مطوله في باطنه …
سحبت مسك كف يدها من يده وخرجت مسرعه من السياره تسير يجانب الظابط وعقلها مشتت وغير قادر علي استيعاب ما يحدث معها وقد انقلبت حياتها راساً علي عقب بين ليله وضحكاها بسبب ليلها …..
6
* انطلق ليل بسيارته خارجاً من الجامعه بعدما اطمئن علي مسكه …
ومن بعيد يقف رجل علي دراجه بخاريه يتحدث في الهاتف : ايوه يا نور هانم ، ليل باشا وصل بنت للجامعه بعربيته لحد جوه واستناها لحد ما دخلت ومشي !!!!!
……………….
يتبع…