رواية اجنبية بقبضة صعيدي الفصل الرابع عشر 14 بقلم نور زيزو
رواية أجنبية بقبضة صعيدي الحلقة الرابعة عشر
فتحت “حلا” عينيها بتعب شديد لتفزع بهلع بعد أن جمعت موقفها لتجد نفسها جالسة على الفراش بغرفته وهو جالسًا جوارها يمسك يدها فى راحة يده، نظر إليها بأندهاش شديد من ذعرها فتمتمت بخفوت وتلعثم شديد قائلة:-
-طلقتني
ربت على يدها بلطف وهو يقول:-
-تفتكرى لو طلجتك كان زمانك نايمة فى فرشتى
-تعالي هنا جوليلي، أنتِ جلبك ضعيف أكدة على طول، مجرد ما تخافي يغمى عليكي، إذا كان البكاء اللى عامل فيكي أكدة بكفايكي بكاء
رفعت نظرها به بحزن شديد ثم تسللت زحفًا على الفراش لتغادر فأستوقفها بقلق عليها قائلًا:-
-رايحة فين؟
أجابته بنبرة خافتة وصوت مبحوح:-
-هروح أنام فى أوضتى عشان ما تعصب منى وتفتح موضوع الطلاق تاني، أصلًا من يوم ما اتجوزتني وأنت بتتكلم فى الطلاق بس بسبب أو لا
غادرت الغرفة قبل أن تعطيه فرصة للحديث أو مجادلتها ليقول بتمتمة وقلب مُنقبضًا:-
-أنا عندي سببي أكيد، معجول أنا بجيت بهرب من طفلة
تنهد بهدوء ليستدير غاضبًا بينما تسللت “حلا” للأسفل وقابلت “مازن” فى طريقها ليستوقفها قائلًا:-
-حلا، أنتِ زينة؟
أومأت إليه بنعم، نظر لوجهها الشاحب وخمول جسدها ليقول:-
-لا أكيد فيكي حاجة؟
تمتمت بحزن ولهجة واهنة مُنكسرة قائلة:-
-من البداية وأنت السبب يا عاصم، أنت سبب حزني ووجعي، أنت اللى قررت أنك تجوزني له بالأكراه، وبسبب غضبك أنا بس اللى بتأذي وبتوجع دا، قولي بقي يا مازن أنت بتقدر تشوف فريدة حزينة أو موجوعة ولا لأنك بتحبها بتخاف عليها
ضمها إليه بلطف شديد وبدأ يمسح على رأسها بيديه ثم قال:-
-أسف يا حلا، جوليلي كيف أرضاكي وأنا هعمل اللى عايزاه؟ عايزة تتطلجي
صرخت بأنفعال شديد وهى تبتعد عنه بأختناق قائلة:-
– خلاص الحل ليكم كلكم هو طلاقي، ماشي خليه يطلقنى لأنى زهقت وملت من الكلام فى الموضوع دا، خليه يطلقنى
رأت “عاصم” يقف بالأعلي ويستمع لحديثهم لتقول بعناد شديد ولهجة تهديدية:-
-أنا يمكن مقدرش أتجوز غيره اه ويكون كلام فى الهواء بس الأكيد أن وقت أكون حرة هرجع على كاليفورنيا والمرة دى تهديد يا مازن
دفعته عن طريقها لتسير إلى الغرفة غاضبة، نظر “مازن” إلى الأعلي حيث يقف “عاصم” ليعود للداخل صامتًا وهى تهددهم برحيلها للأبد إذا فعل…..
___________________________
كانت “هيام” تسير بين الأرفف فى المكتبة باحثة عن أحد الكتب لتبسم بحماس شديد عندما رأته بالأعلي فحاولت الوصول إليه لكنها لم تستطيع، رات يد تمد من خلفها تحصل عليه فنظرت “هيام” للخلف بأمتنان وهى تقول:-
-شكرًا…
نظرت بأندهاش عندما رأت “أدهم” ليحدق بها بهدوء وهو يقول:-
-عفوًا على أيه؟
نظرت للكتاب بحيرة ثم قالت:-
-على مساعدتك، ممكن تدينى الكتاب
نظر “أدهم” على الكتاب فى يده ثم قال:-
-بس أنا بجيبه ليا لأنى حابب أستعيره
أتسعت عينيها على مصراعيها غاضبة لتقول بخنق:-
-بس أنا اللى جيت الأول
تبسم بسخرية وهو يتشبث بالكتاب جيدًا وقال:-
-وأنا اللى أخدته وعلى ما أعتجد أنى مأخدتوش من أيدك
غادر لتسرع خلفه غاضبة من بروده ولهجته المُثيرة للغضب والأستفزاز أكثر لتقول:-
-لو سمحت كفاية تصرفات الأطفال دى، أنت عارف أنى جيت الأول
ألتف إليها وهو يسير بظهره للخلف يرمقها بنظره ثم قال:-
-لو كنتِ أخدتيه أكيد مكنتش هخطفه منك، متلومنيش بل لومي جصرك يا عاجلة ما دام انا الطفل هنا
توقفت مكانها بضيق شديد وبدأت تضرب الأرض بقدميها عابسة ليقول دون ان ينظر إليها :-
-رجلك هتوجعك
صرخت بغيظ منه وهى تغلق قبضتها على مصراعيها بضيق شديد من هذا الرجل فتمتمت بضيق قائلة:-
-أمتى السنة تخلص عشان أخلص منك
سمعها ليستدير إليها بضيق شديد من كلمتها وهى تتمني أن ينتهى لقائهما وقال:-
-بس نخلص الترم الأول وبعدين نشيل هم الترم التاني
كزت على أسنانها غيظًا منه حتى قشعر جسدها من صرير أسنانها لتذهب إلى أمين المكتب وتعطيه الكتب التى أختارتها فوجدت “أدهم” يمازح الفتاة قائلًا:-
-هرجعه بعد أسبوع
تبسمت الفتاة له بعفوية وهى تقول:-
-يا دكتور أدهم أنت خابر زين أن مدة الأستعارة ثلاث أيام
وضع يديه على المكتب بغزل وعفوية ثم قال:-
-وعشان خاطر
رمقته “هيام” بأندهاش من كلمته ونظرت للجهة الأخرى غاضبة وقلبها يكاد يطلق أسهمه لقتل هذا الثنائي من الغيرة التى لم تعرف ماهيتها “هيام”، تبسمت الفتاة بعفوية ثم قالت:-
-أنت تأمر يا دكتور أدهم، والله لو عايز المكتبة كلتها خدها
قطع مزاحهم “هيام” وقد فاض بها الأمر من تحمل هذا الحديث عندما ألقت الكتب على المكتب غاضبة وقالت بحزم:-
-ممكن تمشينى لأن واضح أن الموضوع مطول
رفع “أدهم” نظره بها وكانت فى أقصي درجات غليان الغضب وعلى وشك قتلهما أو هدم المكتبة فوق رؤوسهم لتسجل لها الفتاة الكتب وتعطيها له فغادرت أولًا غاضبة، تبسم “أدهم” وهو يأخذ الكتاب ويذهب خلفها مُدركًا بأن ربما يصيبها شيء من الغضب، وصل خلفها ليقول:-
-هناك شيء يحترج
فزعت بخوف وهى تبحث حولها عن الحريق ليهمس فى أذنيها قائلًا:-
-جواكي يا هُيام، رائحة الحريج منكِ
تأففت بضيق شديد وهى تقرض شفتها السفلي بأسنانها ثم قالت:-
-لو تعرف أنا بتمنى أيه دلوجت؟
رفع حاجبيه بأستفهام لتقول بمكر:-
-يسمح ليا ضربك يا أدهم
غادرت من أمامه غاضبة بينما هو ظل مكانه مصدومًا من لفظها أسمه دون ألقاب وكلفة ليقول بصدمة:-
-أدهم!!! أنتِ يا بت خدي هنا
صعدت بسيارتها لينطلق “حمدي” قبل أن يصل “أدهم” فأبتسم عليها وهو يرمق سيارتها ويده تبعثر شعره بحيرة من أمرها…..
_____________________________
“شــــركــة الشــرقـــــاوي”
كان “عاصم” جالسًا فى مكتبه وينظر إلى الصور الخاصة بـ “حلا” فى الجامعة على الهاتف و”أمير” يقف أمامه يُحدثه عن علاقاتها بالجامعة، قدم “عاصم” الهاتف إليه على المكتب ليقول “أمير”:-
-دا عمران، من الأقصر وبيدرس فى الجامعة، عنده 26 سنة بيسجط دومًا وعلاجاته كلها بنات لكن الغريب أن كل بنت يتصاحب عليها تختفى من الجامعة أو تجطع علاجتها بيه لأسباب غامضة، ممكن يكون سلوكه أو حاجة معرفتهاش
رمق “عاصم” صورة “عمران” بضيق شديد من تقربه من زوجته ثم قال بضيق شديد:-
-متهملش حلا وياه لحالهم نهائيًا وحاول تعرف ليا البنات اللى أتعرف عليهم فين دلوجت
أومأ “أمير” إليه بنعم لكن “عاصم” كان بداخله شعور غريب ويعتريه القلق من هذا الرجل جدًا فتمتم بقلق خافت:-
-بعده عن حلا جدر الإمكان
أومأ “أمير” إليه بنعم ثم غادر المكتب لينتهى “عاصم” ويقف من مقعده ثم رحل خلفه وكانت الشركة فارغة بعد مغادرة الجميع فدومًا ما يلتقي بـ “أمير” خلسًا حتى لا يراه أحد، عاد للمنزل فمر من أمام نافذة غرفة “حلا” ليراها جالسة على الفراش تذاكر فى كتبها بتركيز شديد، ظل واقفًا يراقبها خلسًا مُنذ أن غادرت الغرفة وهى تتعمد ألا يراها ويتحدث مُجددًا عن الطلاق، تغيرت تعابير وجهها إلى الحزن ليأخذ “عاصم” خطوة نحو النافذة بقلق من تعابيرها فرأها تفرك رأسها بالقلم بحيرة شديد، تبسم “عاصم” عندما أبتسمت “حلا” وهى تدون شيئًا فى الورق فكانت طفلة عفوية تدرس بأجتهاد أتاه صوت “تحية” من الخلف تقول:-
-الناس بتداخل من الباب
ألتف إليها بفزع شديد من ظهورها هكذا فجأة، نظرت إلى وجهه وقالت:-
-ميليجش بالكبير النظر كالحرامية فى نص الليل أكدة
سار إلى باب المنزل غاضبًا ليقول:-
-أنتِ فاهمة الموضوع غلط يا خالة
دلفت “تحية” خلفه بضيق شديد ثم قالت بقسوة:-
-أنهى موضوع بالظبط ها، أن جررت تطلج مرتك
ألتف إليها بدهشة وقال:-
-أنا حر، انتوا هتعلجوا ليا المنشجة، ناجص تحسبوني كمان
أتاه صوت “فريدة” من الخلف تقول بضيق شديد:-
-لعاش ولا كان اللى يحاسبك يا كبير بس من ميتى وأنت بجيت أناني أكدة ومبتفكرش غير فى حالك
كاد أن يتحدث لتتحدث “تحية” غاضبة من جراءة أبنتها تقول:-
-فريدة، أتأدبي وإياكِ تانى مرة تتحدي ويا الكبير أكدة، وإحنا مبنحاسبكش يا عاصم، بس اللى مرضهوش على بنتى مرضهوش على بنات الناس، مين تجبل أن بنتها تتطلج بعد شهر ونص جواز وخصوصًا أنها مكنتش موافجة وأنت وأخوها اللى أجبرتوها على دا
فتحت “حلا” الباب على صوت صراخهم، تحدث “عاصم” بضيق شديد قائلًا:-
-أنا حر متحسبونيش، انا مجادرش أشوفها زوجة ليا ولا حتى ست، حلا مجرد عيلة صغيرة كيف بنتى وبس، أيه اللى يجبرني أعيش وياها ها
تحدثت “تحية” بضيق من تصرفه وعناده الشديد قائلة:-
-مش يمكن أنت اللى مدتهاش الفرصة أنها تكون زوجة
هز رأسه غاضبًا وهو يحاول إخفاء مشاعره عن الجميع مُتشبثة بكذبته ووهمه بصغر سنها، ألتف كى يصعد للأعلي ليراها واقفة على باب غرفتها بعيني دامعة بعد أن سمعت حديثه عنها لتتقابل أعينها فدلفت للداخل وأغلقت الباب، نظرت “تحية” بحزن شديد عليها ثم إلى “عاصم” وهو يصعد للأعلي وتأففت بضيق شديد ثم قالت:-
-ما دام حط حاجة فى رأسه يبجى هيعملها ……
___________________________________
فى الصباح كان “عمران” يقف خلف مبنى الكلية مع فتاة باكية وتقول بترجي:-
-الله يخليك يا عمران أنا أهلي ممكن يروحوا فيها
تأفف بضيق شديد من بكاءها ووضع أصبعه بأذنه غيظًا منها ثم قال:-
-أنجزي جبتى الفلوس ولا أمشي وتندمي يا جطة
أخرجت المال من جيبها بأنكسار شديد فقالت:-
-دا كل اللى عرفت أجمعه والله 3000ج
تأفف بضيق من كلماتهاونظر إليها بينما تمد له مبلغ من المال قال:-
-مع انك هتجفي عليا بخسارة بس ماشي
وبعد أن عد المبلغ أعطها فلاشة صغيرة ثم قرص وجنتها بسخرية وهو يقول:-
-متعملهاش تاني يا حلوة
غادر مُبتسمة بهذا المبلغ من المال ولم ينتبه أن “جاسمين” رأته فذهبت غاضبة إلى أصدقائها، رأت “هيام” وجهها العابس فسألت بضيق:-
-مالك يا جاسمين؟
خرجت أففة قوية من فمها ثم قالت بضيق:-
-معجول واحدة تسمح لواحدة يبتهزها عشان الفلوس
لم يفهم أحد كلماتها وقال “تامر” بأستغراب شديد:-
-هى ضربت منك لدرجة دى يا جاسمين
تأففت بضيق شديد وأتكأت بذراعيها على الطاولة ثم قالت:-
-أنا شوفت واحد واطي أجل ما يجول عليه حثالة بيأخد فلوس من بنت مكسورة، تفتكره الفلوس الكتير دى ليه؟
لم يجيبها أحد بل تحدثت “هيام” بقلق شديد:-
-أسمعي يا جاسمين أبعدي عن الأشخاص اللى من النوع دا، أوعاكِ تجربي منهم فاهمة
أومأت “جاسمين” إليها بنعم لتربت “هيام” على يدها بلطف ثم قالت:-
-برافو يا حبيبتى….
_______________________________
خرج “عاصم” من الغرفة مساءًا مُرتديًا تي شيرت وردي وبنطلون كحلي ثم أتجه إلى غرفة “تحية” بعد أن طلبت لقائه وتنهد قبل أن يدخل وهو يعلم جيدًا سبب طلبها لرؤيته، دخل ورأها تقرأ فى المصحف وفور رؤيته أغلقت المصحف ورفعت نظرها إليه وقالت:-
-تعالي يا ولدى، أجعد جاري
جلس “عاصم” قربها بهدوء ثم قال:-
-بعتلي يا خالة
أومأت إليه بنعم ثم قالت بلطف :-
-أنا سمعاك يا عاصم، هتفضل لميتى جاعد فى أوضة ومرتك فى أوضة ومتعرفش عنيها حاجة، دى مش عيشة يا ولدى
تنهد بهدوء ثم قال:-
-وتعيش ويايا ليا ما دام إحنا واجفين على الطلاج
تأففت بضيق شديد من عناده وقراره الذي لم يتغير نهائيًا وقالت بجدية:-
-ليه الطلاج يا عاصم، أنتوا مفيش بينكم مشاكل ولا حروب عشان يبجي الطلاج الحل، خراب البيوت مش سهل يا ولدي والكلام دا أنا بجوله بصفتى أم ليك تعبت فى تربيتك وشايفك بتأذى حالك وبدمر حياتك، كيف تخرب بيتك بيديك، دا بيكون بينهم تأر ودم ويجول لا كله ألا خراب البيت، كيف جلبك مطاوعك أكدة
تمتم بضيق شديد من تذمره على حال قلبه فهو أيضًا معارضًا الفراق ويكاد يفتك به وجعًا من الأشتياق إليها وإلى رائحتها وضمها:-
-وأيه اللى دخل الجلب فى الموضوع من الأساس كلتكم بتعرفون أنى معنديش جلب وهى نفسها بتعرف أكدة
تنهدت “تحية” بحيرة من هذا الرجل المتحجر ثم قالت:-
-ماشي بلاها الجلب يولع الجلب لكن أحسبها بالعجل ما دام الجلب محيرك، كيف تختار طريج الطلاج مفكرتش يا ولدي أنك تعيش وياها وتحبها كيف الناس
صمت “عاصم” بحيرة وهو يستمع إلى حديث “تحية” فتابعت بحدة:-
-طول عمرى بسمع جرارك كيف بجية العائلة وبعمل بيه ولا مرة عارضتك يا عاصم مش لأني خايفة منك عشان الكبير، لا بس عشان أنت الكبير بعجلك وحكمتك كبير، دايمًا جرارك فى مصلحة العائلة والكل لكن جولي يا عاصم ليه جراراتك اللى بتخصك بتأذيك وتوجعك، كأنك يا ولدي بتحب الأذي لحالك
نظر “عاصم” لها ثم قال بخفوت:-
-مش يمكن أنا ممرتاحش مع حلا، مش شبهي ومن سني، حلا لسه عيلة فى بداية حياتها عاوزة تعيشها مع التنطيط مع واحد من سنها وأنا كمان أعيش حياتي مع واحدة عاجلة من سني تفهمني، مش واحدة تنط ليا من البلكونة كيف المجانين
تبسمت “تحية” بعفوية وهى تستمع لحديثه بحب شديد ثم أخذت يده بين قبضة يديها وقالت بعفوية:-
-بذمتك يا عاصم محبتهاش
أتسعت عينيه على مصراعيها بدهشة أصابته لتضحك بعفوية ثم قالت:-
-أنت مستغرب ليه يا ولدي، مبجاش أنا اللى ربتك لو معرفكش، حبتها يا عاصم العيلة الصغيرة اللى معجباكش جنانها، هى اللى جدرت تهز الجبل اللى فى صدرك، واللى بتعمله دا مش لأن حلا تجيلة عليك لا دا لأنك خايف من الحب، مش عاصم الشرقاوى اللى تحركه أى ست، لا دى ستات البلد كلتها لو وجفوا جصادك مهتهزلكش شعره
وقف من مكانه صامتًا ليغادر غرفة “تحية” فأستوقفته بنبرتها تقول ببسمة:-
-عاصم بلاش الطلاج الليلة دى، خصوصًا أن الساعة عدت 12 وعيد ميلاد مرتك النهاردة
فتح باب الغرفة دون أن يجيب ثم سار فى الرواق بحيرة من امره وإذا علمت “تحية” عن مشاعره فماذا عن البقية، فتح باب غرفته ودلف ليُصدم عندما رأها تقف أمامه بمنتصف الغرفة مُرتدية قميص نوم أسود اللون قصير وفوقه روبه الخاص يصل إلى ركبتيها وشعرها مسدولًا على ظهرها وترسم شفتيها بأحمرار الشفايف، لم يراها من قبل بهذه الأنوثة أو تشبه النساء دومًا ما كانت تحافظ على هيئة طفولتها ومراهقتها، نظر إليها بإعجاب شديد لتُتمتم بخفوت مُبتسمة بقلق من رد فعله:-
-أسفة لأني دخلت من غير أذن، ممكن تقولي كل سنة وأنا طيبة
سار نحوها صامتًا وضربات قلبه تتسارع بجنون حتى وصل إليها ليقول بغيرة شديدة:-
-سؤال واحد
تحدثت بعبوس على تجاهله لطلبها الصغير:-
-اه من غير ما تسأل طلعت من تحت كدة
تنهد بخنق شديد من أستهتارها لأوامره فقال:-
-كأنك مخايفاش منى
هزت رأسها بلا وهى تقول:-
-أصلًا أنا لبست دا عشان أنت شايفنى طفلة، قولي يا عاصم أنا لسه طفلة معقول مش قادر تشوفنى زوجة ليكي، إذا كنت صغيرة أتجوزتني ليه…. لا متجاوبش أنا مش عايز خناق النهاردة بس قولي كل سنة وأنا طيبة وهمشي على طول، معقول البيت كله محدش يقولي كل سنة وأنا طيبة، كبرت سنة و………
أسكتها بشفتيه ويديه تحيط خصرها ويجذبها إليه أكثر حتى ألتصقت به، تسارعت نبضات قلبها بجنون إليه لترفع يديها إلى تي شترته وتشبثت به بقوة، أبتعد “عاصم” عنها بخفوت وهو يرفع يده إلي وجنتها يداعبها بلطف لتفتح عينيها وهى ترفعهما به فقال بحنان ونبرة
دافئة:-
-كل سنة وأنتِ طيبة يا حلوتي
تبسمت “حلا” بدلال وسعادة تغمر قلبها بهذه اللحظة وهى بهذا القرب منه وتشعر بأنفاسه تضرب وجهها بدفئهم، رفعت يدها إلى لحيته تلمسها بأناملها ثم قالت بخجل:-
-معقول تترك هالحلوي تروح لرجل تاني، حلوتك!!
حملها على ذراعيه بحنان ثم حدق بعينيها هائمًا بجماله ودقات قلبه تغلبه مرة أخري فى الهوى ليقول:-
-مستحيل، علي موتي تروحي لغيري يا حلا
لفت ذراعيها حول عنقه بحماس وحب شديد ثم قالت:-
-وعد ما تسبنى يا عاصم
أنزلها بفراشه وهو يداعب خصلات شعرها بدلال وعينيه تعانقها قبل ذراعيه، قلبه أوشك على التوقف من سرعة ضرباته وهذه المشاعر التى هزمته واسقطته فى العشق رغمًا عنه وعن كبريائه اللعين، قال بهمس:-
-وعد، يا قلب عاصم وحلوي حياته ودنيته كلتها
رفعت يدها على صدره بخفوت تشعر بضرباته وهى الأخري لم يكن حال قلبها ألطف من قلبه بل كان أكثر جنونًا لتقول بهيام:-
-أنا قلب عاصم !!
قبل جبينها بحنان ثم قال بهمس:-
-لا جبلك ولا بعدك يا حلوتي………
فتحت عينيها صباحًا بتعبت شديد لتشعر بثقل على كتفها فنظرت لتجد رأسه وهو يطوقها بذراعيه جيدًا حتى لا تهرب منه، ألتفت إليه لتنظر إلى وجهه وهو نائمًا ثم رفعت يدها إلى وجهه ترفع خصلات شعره عن جبينه بدلال فتحدث بينما عينيه مُغمضتين قائلًا:-
-بكفايكي شجاوة على الصبح
تبسمت بخجل شديد من يقظته وهى بين ذراعيه، فتح “عاصم” عينيه ببطيء عندما صمتت ولم تجيب عليه ليجد وجنتيها حمراء كالفراولة من الخجل، تطلع بوجهها بأشتياق ثم قال:-
-موراكيش جامعة النهاردة ولا ايه
أومأت إليه بنعم ليفلتها من أسر ذراعيه وأعتدل فى جلسته وهو يرتدي تيشرته ويضع سيجارة بين شفتيه وأشعل قداحته لتعتدل “حلا” فى جلستها ثم قالت:-
-عاصم
أومأ إليها بنعم دون أن يستدير ينفث دخان سيجارته بعيدًا :-
-امممم
ترددت قليلًا فى التحدث إليه ثم صعدت على ظهره ورأسها تميل على كتفه وقالت بلطف:-
-أنت وعدتني
نظر لرأسها وشعرها مسدولًا على كتفه ثم أطفاء سيجارته وأدار وجهه ينفث دخانه ثم قال بجدية:-
-عارف أنى وعدتك، باين أنك جدري اللى مهلاجيش مهرب منه يا حلا
سألته بفضول وجه عابس قائلة:-
-دا حاجة حلوة ولا وحشة
قرص وجنتها بلطف وهو يقول:-
-حاجة زينة، همي أمال عشان متتأخريش على الجامعة
ركضت مُسرعة إلى المرحاض بحماس شديد وكأن طاقتها تبدل بين ليلة وضحاها أو وضعت بطارية جديدية بداخلها تملأها بالحيوية والنشاط، خرج “عاصم” للشرفة حتى يدخن سيجارته دون أن يأذيها برائحة الدخان وعندما دلف للداخل رأها أستعدت للذهاب وأرتدت بنطلون أزرق فضفاض وتي شيرت أبيض اللون بنصف كم وأرتدت سترة جلدية بيضاء ليقول:-
-حلا
نظرت له فى المرآة وهى تصفف شعرها ليقول مُتابعًا بجدية:-
-حمدي هيوصلك ولما تخلصي كلمينى عشان هجي أخدك
ألتفت إليه بدهشة ألجمتها وقالت بتلعثم:-
-عاصم أنت هتيجي؟
أومأ إليها بنعم وهى تسير نحوه مذهولة من كلماته ثم قال:-
-أمممم متخافيش مأذيش زمايلك لكن بربي لو حد أتخطي الحدود لتكون أخر ……..
أستوقفته حين قالت بحماس شديد :-
-مش هيحصل بوعدك يا عاصم
بعثر غرتها بلطف ثم أشار إليها بأن تنطلق فى طريقها لتترك له قبلة على وجنته عفوية وركضت للخارج بعد أن سمعت “هيام” تناديها بتعجل كي يرحلوا…
________________________________
“شــــــركــة الشـــرقـــــاوي”
خرج “مازن” من مكتبه بعفوية ليُدهش عندما رأى “فريدة” أمامه ليسرع نحوها بقلق يسأل:-
-فريدة؟ أيه اللى جابك هنا؟
تبسمت بعفوية وهى ترفع رأسها بتفاخر ثم قالت:-
-أنا جاية شغلي من اللحظة دى أنا مؤظفة عندكم
أتسعت عينيه على مصراعيها بصدمة ألجمته ليقول بغضب وهو لا يفهم كلماتها:-
-جصدك أيه؟ ومين اللى سمح لك أنك تشتغلي يا فريدة
تعجبت من دهشته لتقول:-
-أنا يا مازن وعاصم
صاح بها بأنفعال شديد قائلة:-
-ومين عاصم عشان يجرر مرتى تعمل أيه؟ وأنا ايه كيس جوافة فى حياتى؟ بتأخدي جراراتك من نفسك أكدة؟
دلفت للمكتب معه غاضبة من حديثه ومعارضته فقالت بضيق:-
-وأيه يخليك تمانع وأنا هشتغل وياك فى نفس المكان يعنى تحت عينيك
ألتف إليها غاضبًا من فعلتها ثم قال:-
-أنا حر، أنا راجل معاوزش أشغل مرتي أنا حر يا فريدة، لكن أنتِ مش حرة فى جرار زي دا لأن فى حياتك زفت مشاركك الحياة دى وله كلمة عليكي ولا لا كلمة أيه ما أنتِ كل اللى همك عاصم وما دام الكبير وافج يبجى خلاص
تأففت “فريدة” بضيق شديد من كلمته ثم قالت:-
-أنت بتتكلم كدة ليه؟ وبعدين ما أنا جاية أجولك أهو
أخذ خطوة نحوها بضيق شديد ثم تطلع بعينيها وهو يقول بحدة:-
-لا يا مدام فريدة حضرتك مش جاية تجوليلي، حضرتك جاية تشتغلي على طول وتعرفينى بجرارككيف ما أنا كمان هعرفك جراري، أنا مموافجش على الشغل يا فريدة
تطلعت “فريدة” بعينيه بضيق شديد ثم سألت بخوف:-
-جصدك أيه
نظر إليها بضيق شديد من فعلتها وقلبه وعقله يكاد يجن جنونهم من فعلتها ثم قال:-
-يعنى يا أنا يا الشغل دا والجرار المرة دى فى يدك لوحدك
خرج من المكتب تاركها فى صدمتها وهو يجعلها تختار بين عملها وبين زوجها الذي عقد قرآنه عليها مُنذ أيام قلة………..
يتبع….