رواية وكانها عذراء لم يلمسها احد من قبل الفصل الرابع عشر 14 بقلم اسما السيد
الفصل الرابع عشر
من رواية/ وكأنها عذراء
اسماالسيد
********************
بعد يوم كامل :
اغمض مجد عينيه بألم، ووجع بقلبه لم يعد بقادر علي تحمله
الم لم ولن يستطع احد فهمه، بالنهاية لم يعش أحد ما عاشه، ولن يشعر بكم الخراب بداخله الا من تذوق اضعافه
الماضي وما حدث فيه مازال يتربع داخل قلبه، مازال يتذكره، كأنه البارحه
وكأن كل ذلك العمر لم يمر،
عاد بذاكرته للوراء، خصيصا لذلك اليوم حينما كان بعمر العاشره
فاق واغمض عيناه بقوه، وضغط رأسه مره بعد مره يحاول تشتيت انتباهه عن ما حدث ولكن لم يستطع منذ متي وهو يحاول لكن لا ينفع معه اي محاوله، أنه هكذا دوما يري ما حدث وكأنه حدث البارحه، وكيف يفعل والماضي يحاوطه
أراح رأسه علي ظهر الفراش، وشرد بذلك اليوم الذي يأبى ان يمحي أحداثه من ذاكرته
قبل أكثر من خمسة عشر عاما:
ـ ميمس انت يا واد ياميمس تعالي اهنيه
تأفف ميمس واقترب من والدته التي لا تدعه يلعب مثل باقي الاطفال ممن هم بمثل عمره، انها تضيق عليه كثيرا حتي بدأ يختنق، تأفف واستقام ينفض غبار الأرض عنه، ودموعه انسابت علي وجنتيه وبدأ بالنحيب بصوت مرتفع، صارخا بطفوله:
ـ اني عاوز العب ياامااي، مع ولد خالي شوي، اشمعنا اني يعني، علطول أكده مزهجاني
صاحت والدته بغضب به:
ـ جولتلك ادخل جوا جار خيتك، وخش ذاكرلك كلمه ولد خالك اللي هتجول عليهم دول بيطلعوا من الاوائل وانت فاشل ولا نافع في شي
انزوي ميمس بخوف من صوتها، وانهار بالبكاء ما ان سقطت يد والدته بصفعه قويه علي وجهه
تبعتها كالعاده بصراخها عليه،
ليسرع ميمس للمنزل، منزويا ً بجانب شقيقته الصغري التي بالكاد تهتف بضع كلمات بصعوبه، نظر لوجه شقيقته فوجد اصابع والدته قد زينت خدها هي الأخرى، فازداد نحيباً ، ومال بحنو، مقبلا خدها وهمس بطفوله:
ـ بكره لما اكبر هاخد حجي وحجك يابيلا،
وكلها يومين وجدي وبوي ياجم، ومهتقدرشي بوز الغراب كيف ماابوي هيقول تمد يدها علينا تاني، انا خابر انها هتسكت اول ما يجوا، بس بردك هيا بتحبنا وعاوزانا اسعد الناس كيف ماجدي عم يقول
خلينا نصدج جدي وخلص
ابتسمت الطفله ووضعت راسها علي قدم شقيقها وكأنها فهمت عليه، ورحلت بالنوم من كثرة البكاء
وفعل هو كمثل، ولم يستيقظ الا علي اخر المساء، ليستمع لصوت والدته وكأنها تكلم احدهم بهمس
نهض من مكانه الذي نام به، ووجد شقيقته مازالت غافيه، اقترب حيث صوت والدته فوجدها تقف تتحدث مع احدهم يغطي وجهه ولا يظهر إلا عينيه:
ـ يامري، يامري، انت جنيت ايه جابك اهنه، بزياده اللي حوصل، عاووز تفضحني ياك اهنه
هتف الرجل بغضب:
ـ انا جيت اشوف ولدي يا راجيه، ولا نسيتي ياك ان الواد ده يبجي ابني، فوقي ياراجيه
لطمت راجيه وجهها، وهمست برجاء:
ـ احب علي يدك يااحمد بزياده فضايح اكده، بزياده بعد عني
انت اللي اخترت خيتي وسيبتني لوحدي كنت عاوزني اعمل كيف؟
هتف الرجل بانفعال اكبر، وهو يدفعها ناحية الحائط مردفا بنبرة لعوب:
ـ واني ايش دراني أن ليكي توم شاكلك ياراجيه، اني وفيت بوعدي واجيت طلبت يدك يبجي اني ذنبي ايه اني اتجوزت خيتك، كنتوا طبخوها سوا، ومشوا الليله
صرخت والدته بصوت غاضب وقد نست تماما اين هما:
_ بطل لوع يااحمد انت كنت خابر كل شي من البدايه، انت وبت عمك الناقصه كنتوا مخططين لكل شي
بالاساسي مين بالبلد مهيعرفش اني وخيتي توم كيف بعض، بزياده كدب، وروح من اهنه
_ واني مهيكلش معاي كل الكلام ده، اللي حُصل حُصل اني عاوز ولدي ياراجيه، والا هجول للكل ان الغاليه خيتك لساتها مماتش، وعليا وعلي أعدائي يابت الاكابر
ـ لااه احب علي يدك لاااه، بزياده لغاية اكده، اللي هتطلبه هنفذه يااحمد
بس كله الا ولدي
ـ لا تحبي علي يدي ولا علي رجلي جدامك يومين لو الولد مبجاش عندي، اني هاجول لابوي كل شيء وهقولهم ان الولد يبقي ابني، وانك انتي اللي اتهمتي خيتك بانها خاينه، وسلطي عليها رضوان ابن الكلاف يااجل مايدخل عليها، ويفضحها، وادخل اني واموتها، من غيرتك منيها، لا ومش بس اكده، هقولهم انك انتي اللي عطيتي اختك دوا سقط الجنين اللي ببطنها وخلاها ماهتخلفش تاني واصل
ـ انت بتجول ايه، انت نسيت أن كله من تخطيطك يااحمد ، اني هنكر اني معملتش إكده، ومحدش هيصدقك أساساً
ـ لااه هيصدقوني، عارف كيف؟
ـ كيف؟
ـ لما يرحوا يدوورا في قبر اختك وميلجوش جثتها ياراجيه، القبر فاضي ياغاليه
توترت راجيه، وهمست برجاء:
ـ احبك علي يدك يااحمد، انا عملت كل ده عشان هحبك، ونفذت كل اللي طلبته مني، سلمتك نفسي وامنتك وانت سيبتني واتجوزت خيتي، عطيتك كل صيغتي والفلوس اللي حيلتي، وقت ما كنت لاقي شي، وبوك طردك
وانت خلص اتجوزت الحيه اللي كنت هاتحبها وانتقمت مني ومن خيتي تقدر بت عمك تجيبلك الواد
_ جابت بنته، خلفتها بنته، واني عاوز الواد
_ بعينك يااحمد، ولدي لا
_ يبجي انتي اللي اخترتي ياراجيه
_ عشان خاطر حبنا يااحمد
ـ وانا عمري مااحبيتك يا راجيه، لا انتي ولا خيتك الحيه، انتوا عقارب كيف بعض، والله خلصني منيكم، وخلصتوا علي بعض
اسمعي جدامك يومين والواد يكون امعاي، بعد اليومين مايخلصوا متلوميش غير حالك ياراجيه، وانتي خابره إحمد السباعي مهيهددش واصل..
تسلل الرجل وخرج كما دخل للقصر بمهاره، وبقت والدته تلطم خديها برعب:
_يامرك ياراجيه، يامرك اعمل ايه انا دلوك، ابني لااه، انا لازم اتصرف، لازم مش بعد كل ده والمرار اللي شوفته كيف مااداري فضيحتي ياخد ولدي اكده
عاد ميمس سريعا بجسد يرتجف للخلف، وما ان استمع لصوت والدته تدلف للبيت
الا وعاد لمكانه، واغمض عينيه يمثل انه غارقا بالنوم بجانب شقيقته
نظرت راجيه لهم واطمأنت انهم نائمون، وارتدت عباءتها وسترت نفسها جيدا، وخرجت من المنزل
استقام ميمس، ورأها وهي تخرج وخرج خلفها
تسلل ميمس خلفها بين المزورعات، حتي ذهبت لبيت مهجور باخر النجع، قرب المقابر
نظر ميمس حوله ودب الرعب قلبه من صوت الحيوانات التي تعوي، وصدي صوتها يدوي بالظلام، تسلل خلف بقعه الضوء الاتيه من ذلك البيت، حتي وصل للغرفه اللآتي منها الضوء ، واتسعت عيناه وهو يرى امرأه أخري مربطة اليدين والقدمين ووالدته امامها، الشبه بينها وبين والدته اذهله
حتي أنه بقي متسع العينين مشتت بمن فيهم والدته
لم يستطع ان يستمع لأي من حديثهم، لكنه يري جيدا من خلف الباب المغلق ما يحدث كانت والدته تتحدث بصوت منخفض وباعين تشبه الشيطان تماما، ولكن اتسعت عيناه فجأة ماان اخرجت والدته ذلك السكين من صدرها، ووجهته ناحية تلك المرأة التي صرخت بذعر وشرعت بالتوسل لها
تلك اللحظه كره والدته، وحزن علي تلك المرأة وهي تقبل يد والدته وتبكي وتتوسلها
لم يعي لنفسه الا وهو يمسك بحجر ابيض كبير ويندفع تجاه والدته ويضرب راسها بقوة سقطت ارضا
علي اثرها
اتسعت اعين المرأة والتي لم تكن إلا امينه خالته، وارتفع صوت بكائها
جثي سريعا علي ركبتيه وهو يرتجف ويبكي، ويهز بوالدته
ـ اماي، اماي، مش قصدي يااماي
استمع لصوت المرأة المقيدة وقد ظهر علي ملامحها حزن وقهر صدقه على الفور
ـ محمد، انت محمد
كانت تلك المرة التي يسمع اسمه من احدهم.
الجميع يناديه ميمس عدا جده
انكمش بجانب والدته وهتف ببكاء.
ـ انتي تعرفيني؟؟
_ بااه نستني يامِحمد عندك حج سنتين أكتار برديك ياروح خالتك
ـ متخافش ياحبيبي، اهدي متخافش، تعالي فكني خلينا ننقذ امك عاد، اني خالتك حبيبتك
اقترب الطفل علي الفور وأمسك بالسكين وبدأ بقطع الحبال المربوطة بها
زحفت امينه، حتي اقتربت من والدته بتعب، وتحسست نبضها وهتفت بغضب وغل اشبه بغضب والدته ، دب الرعب بقلبه
ـ شوفتي حقدك ياراجيه وصلك لفين، ياما جولتلك بلاش تجربي سَمي، هاه، بس انتي مهتفهميش واصل
ـ امي عايشه مش اكده ياخاله
تبدلت اعين امينه التي ازدادت حقدا وشرا علي مدار عامين قضتهم هنا مقيده، تتسلل الفتات من شقيقتها، والمدعو زوجها
وكأنها شيطان نسخه طبق الاصل من والدته
الذعر تملك منه، وعاد للخلف سريعا
ـ انتي مين، اني، اني، هتبصولي أكده ليه، شيطان
اعتدل ليهرب، لكن يدها كانت الأسرع لتجذبه من قدمه وتصفعه بقوه، صارخه بوجهه
ـ اخرس، اخرس يابن الخاط.ي.ه، اقفل خاشمك ده والا جطعتك جطيع فاهم ولا لااه
أومأ الطفل برعب وانزوي مرتجفا، وظل ينظر لما تفعله تلك المرأة بصمت، وهي تخلع ثياب والدته وترتديها
حتي انتهت، واقتربت منه وصفعته بقوه اكبر مره بعد مره، حتي تبول علي نفسه من الذعر وهي تخنق عنقه
ـ عارف لو حد شم خبر باللي حصل اهنه هعمل فيك ايه، هقتلك وارميك للكلاب يابن الخ…
خليك اهنه جار الخا.طيه
امك، للاسف ممتاتش، كان نفسي اجتلها وانتجم منيها، بس لاااه، اني هفوتها اهنه،
عشان اعرفها ان زمنها انتهي، ودلوك زمني اني، فاهم ولا لااه
ـ فاهم، فاهم
صفعته بقوه، وبصقت علي شقيقتها ، وامسكت بذلك السكين وبكل شر شوهت وجه شقيقتها ليصرخ ميمس ودماء والدته تسيل علي الارض وتلك المرأة تضحك بشر
تركتها وهي مازالت تضحك، وبالكاد خطت خطوتين،
فوجدت من تمسك بقدمها
صرخت امينه من وجع قدمها ،
ولم تكن إلا يد والدته التي صدمته بفتح عيناها
لكنها تحاملت علي نفسها ودفعتها بحقد وقوه
لتصرخ والدته :
ـ لااه ياامينه، متعمليش اكده، لاااه
نظرت لها امينه بحقد، وهتفت بشماته
ـ وليه مااعمل اكده، زي ما دمرتيني ودفنتيني اهنه بالحياه، هدفنك ياراجيه، هعذبك ، بس مش هعمل زيك لاااه، انا هخليكي اكده كيف الكلبه انتي وولدك، اللي جبتيه من الحرام ياخا. طيه، وضحكتي علي عمران واتجوزتيه، وبشوية القرشنات ضحكتي علي الدايه، وخلتيها تجول انك بنته، وانتي حبله
ودلوك مبروك عليكي جوزي مش لسه جوزي برديك
وزي مااخدتي مني زوجي، وخلتيني عاقر من الاعشاب اللي كنتي تعطيهالي انتي وياه، هاخد زوجك وبتك
واعيش عيشه هنيه
امسكت امينه بالسكين وبشر اقتربت من اقدام راجيه مجددا، وضربتها بها مره بعد مره
تحت صرخات ميمس ووراجيه
ـ اماي، اماي، سيبي اماي، اماي
ـ اماي، اماي
ـ مجد، مجد
انتفض مجد الذي غرق بالنوم، ولم ينتبه الا علي يد سويلم
_ مجد اصحي مجد
جفف مجد عرقه، وابتلع ريقه وهتف بتعب:
ـ ايه في ايه روح جرالها حاجه
زفر سويلم بتعب منه:
ـ لا ياسيدي روح جمبك اهي نايمه ولا داريه بحاجه، انت اللي جرالك ايه يامجد، رجعت تاني للاحلام دي
نظر لتلك التي تململت بالفراش، وهتف بابتسامه:
ـ انا كويس متقلقش
ـ عليا انا ياصاحبي
نظر مجد لسويلم وابتسم
ـ غصب عني ياسويلم الماضي عمره مايتنسي
ـ برايي هيتنسي لو امك بطلت تدور علي الانتقام، انا لسه لحد الان مش عارف ازاي دول تؤام، دول تؤام شياطين يا مجد، في حد كده يابني
ابتسم مجد بتهكم، وهو يمسك بيد روح الملفوفه بالشاش الابيض ويقبلها بحنو:
ـ هما فعلا شياطين، واظاهر ان آن الأوان يخنسوا، لازم كل حي ياخد حقه ياصاحبي، بزياده عذاب فيا وفي اخواتي
قطع حديثهم همهمت روح :
ـ روح انتي كويسه
ـ مجد
ـ ياروح مجد
ـ انا فين، خالتي، انا ، اه
ـ اهدي، اهدي، خالتك بخير
ـ ازاي انا لازم اروحلها انا اتاخرت عليها
بترت حديثها، ماان وصل لها صوت خالتها
ـ روح بتي، هي فين ياابني
ـ خالتي، خالتي هنا، ازاي، انت قلتلها ايه؟
ارتجفت واغرورقت عيناها بالدموع، وهي تحاول الاعتدال
ليبتسم مجد، واقترب هامسا بأذنها
ـ قولتلها انك بتحبيني وبتموتي فيا، ومن غيرتك عليا قطعت ايدك ياقلبي
ـ ايه!
_ اه والله
_ فين اوضتها ياولدي مستشفي ايه دي، روح
نظرت روح لمجد بعتاب، وسالت دموعها، وهتفت بحزن:
_ انا اهو يا خالتي، وكويسه متقلقيش
نظر مجد بعتاب لسويلم لما اخبره للمرأه، فضحك سويلم وخرج قبل أن يفتك مجد به
احتضنت روح خالتها، وهي تشعر بالاهانه، اهانه حقيقيه لنفسها قبل خالتها التي استغل عماها وجهلها
اهانه جعلتها تقسم أنه لهنا، وكفي، حتي لو كانت عاشقه
_ كده ياروح تقلقيني عليكي ياروحي
_ حقك عليا ياخالتي انا غلطانه، غلطانه اوي اوي ياخالتي
عذاب النفس، ولومها ابشع ما قد يشعر به المرء، لطالما كانت مؤمنه بذلك
لم تكن تعلم أنها ستقع بنفس الشعور ذات يوم، اللعنه علي عشقه البائس، وبئسا ليوم التقته به، فلتستقم وكفي اعوجاج
*****************
انتهي كل شيء
لم ينتهي بسرعه، ولم يمر كما كانت تخبر نفسها طيلة الوقت، انتهي بمأساة، وضياع لاحداهن لا تعلم من هي، لكن قلبها يؤلمها عليها، وكأنها تذكرها بحالها
والرب وحده يعلم ماذا صابها؟
وانتهي بإصابة يزيد وفرار والدها، الدموع لم تجف من عيناها ويبدو أن تجف يوماً..
_ بزياداكي بكا ياروح جدك يزيد بخير الحمدلله وانتي معانا اهنه مافي حدا بيقدر يمسك بشي، وابوكي الناقص ده من أهنه وطالع ما راح يقدر يمسك بشي يابنتي
رفعت رأسها ونظرت لذلك الرجل الحنون التي طالما سمعت والدتها تسب به، تسأل نفسها أين ذلك الرجل الظالم التي كانت تحكي عنه، ها هي كذبه أخري اكتشفتها في طريقها المظلم هذا
اللعنه علي والدها المستغل، ووالدتها الكاذبه دوماً
استدارت تمحي دموع حسرتها، فوقعت عيناها علي تلك المرأة وابنتها وهم ينظروا لها بحقد، حقد بث الرعب بقلبها، جعلها تسأل نفسها
ماذا فعلت هي ليحدث لها ذلك؟
نظرت المرأة لها ولم تكن إلا زوجة عمها رفيع التي عرفها الجد عليها بالأمس، وهتفت بحقد:
_ خير، ومن وين راح يجينا الخير من يوم ما وعينا عالدنيا وابوها وامها سبب الخراب كله
ودلوك بنتهم، عمرنا ماهنرتاح وسلسال احمد السباعي اهنه
_ اماال، اقفلي خاشمك ده
صوت رفيع الصارخ اخرسها، لتنظر لها بحقد، وتهتف بما جعل قلبها يهوي بقدميها
_ مهاسكتش واصل المره دي كتف ولدي اللي أنصاب المره الجايه ياعالم ايش راح يصير
البت دي استحاله تكون مرت ولدي ولا تدخل بيتي ولا بيت ولدي لو ايش ما صار، غوروها من اهنه، فوتوها لابوها يجوزها ولا تغور من اهنه
صوت يزيد المتعب الذي خرج من الغرفه يستند علي يد ضرغام تلك المره هو من قطع حديثهم
_ عاوزه عمي يجوز مراتي لمين ياامي
*********
تعب فارس من اللف كالمجنون يمينا ويساراً
ليله أخري مرت عليه هنا ولم يجدها، بالكاد أنتهي كل شيء ولم ينتظر حتي الاطمئنان علي يزيد وهرول لها
ولم يجدها، بحث بكل مكان ونشر قوات الأمن بكل مكان
ولم يجدها، لم يعثر أحدهم عليها
سيجن أين رحلت؟
تلفت اعصابه، وانفلتت منه
واقترب ممسكاً بتلابيب ابراهيم، صارخا بغضب:
_ راحت فين، انا امنتك فيها ياابراهيم، قولتلك خلي بالك منها، سيبتها لوحدها ليه
أغمض ابراهيم عينيه بحزن علي ما آلت إليه الأمور، ما كان ينقصهم تلك المصيبه
زفر ابراهيم بتعب، وتروٍ:
_ صدقني أنا متأكد يافارس انها كانت هنا، أنا بنفسي وقفت العسكري قدام عربيتك واكدت عليه قبل ماادخلكم ميسبش هنا، معرفش مين عمل كده، اكيد البنت دي وراها حاجه، أو حد عمل كده
تشتت دماغ فارس ولم يعد يستطيع تجميع شيء، لاول مره يشعر بأنه تائه، لا يفهم شيء
_ تقصد ايه؟
هتف ابراهيم بصدمه، لم يعهده قليل الفهم ابدا، ولكنه يعذره لقد عاني ذات الشيء عند فقدان شقيقته ووالديه، انها الصدمه الاولى:
_ راح فين مخك يافارس
العسكري اللي كان واقف هنا حالته متأخره وبين الحيا والموت، والبنت مش موجوده، يبقي اكيد حد خطفها، أو ..
صمت ابراهيم والشك تسلل لقلبه
_ أو ايه، انطق ؟
_ أو أن البنت دي هي اللي عملت كده عشان تهرب
خرجت همهمه ساخره من فارس، جعلت ابراهيم ينظر له بصدمه،. قبل أن ينفجر فارس بالضحك وهو يضرب كفا بكف
_ فارس، فارس اهدي
هتف ابراهيم به بصدمه، القلق عليه ازداد أضعافاً الان
_ فارس في ايه ؟
صمت فارس فجأة ونظر لابراهيم بقوه، وصرخ بغضب:
_ في أن اللي انت بتقوله ده مش منطقي ابدا، بنت مين اللي هتضرب العسكري اللي ايده بس طولها، بنت مين اللي هتضربه وهتهرب من ايه، وهي اصلا مش فاكره اي حاجه خالص
نظر ابراهيم لفارس بذهول، وهتف بهدوء:
_ طيب تمام اهدي بس انت عندك حق خلينا نفكر بهدوء
ضرب فارس السياره بقدمه بقوه، والقي نظره حارقه علي ابراهيم، واستدار
_ فارس انت رايح فين استني بس
_ امشي ياابراهيم امشي مش عاوز اشوف حد
رحل فارس سريعاً بسيارته بالكاد اخفي دموع عيناه عن إبراهيم
الشعور بالذنب يقتله، عيناها، وحديثها، وكل شيء يخصها لا يرحلان من ذاكرته
ضرب المقود بقوه، صارخا بصوت جهور:
_ انا السبب، انا السبب غبي بس هلاقيكي فين متكوني هلاقيكي
*********
دلفت ساليمه لتلك الطائره بانبهار، وسعاده
لم تأبه لعُريها، ولا لتلك الأيدي التي تستريح اسفل ظهرها بعهر
كل ما يشغلها أنها تحقق كل امانيها دفعه واحده
_ نائل احنا بجد هنمشي من هنا، الطياره دي بتاعتك
وضع نائل الذي يجلس بالمقعد امامها قدماً فوق الاخري، وهتف ببرود وهو ينفث دخان سيجاره
_ انتي في أول مرحله من دخول العالم بتاعنا ياساليمه، دلوقتي اقولك انك كسبتي اول خطوه، والباقي
نظر لها بوقاحه اعتادتها، وعاد بنظره لذلك الذي يتحسس مفاتنها بأريحيه ولم يكن الا فادي ابن أحد أكبر رجال الاعمال بالبلاد، ومشهور بفساده، وافعاله الغير متزنه
_ والباقي كله عليكي
نظرة عينيه وتلك اليد التي تلمسها جعلتها تعي ما المقابل، وهي لم يكن لديها أي مانع أبدا، اعتدلت لذلك الذي يأكلها بعيناه وهتفت بخبث:
_ وانا تربيتك يا نائل
دفعت ذلك السكير للمقعد المجاور لنائل، وجلست بجواره
تنظر للسماء بلون اعتقدت أنه لون الحريه، لون الحب، ولكنها فاقت علي تلك اليد التي أمسكت بها بعد استغراق الجميع بالنوم
ولم يكن إلا فادي الذي يتمايل من سكره، دفعها لتلك الغرفه الموجوده بالطائرة
لتضحك بخبث، وقد فهمت ما يريد
لكن سرعان ما هتفت بذعر:
_ انت هتعمل ايه؟
_ انتي شايفه ايه؟
_ ايه ده!
هتفت بتلك الكلمات بذعر حقيقي ماان لمحت فادي يميل ملتقطاً ذلك الكرباج، صافعاً اياها بقوه
لتصرخ بصوت باكي جهور ، لتتسع ابتسامة نائل، وسرعان ما استغرق بالنوم مجدداً، متجاهلاً صراخها تماماً
بكت ساليمه بحرقه، وهي تصرخ علي نائل لينقذها
لكن لا حياة لمن تنادي
*********
وقفت بيلا أمام بمدخل البيت تنتظر ابراهيم الذي مر علي خروجه يوم كامل، مرت ليله وهذه الاخري
لقد تأخر الوقت ولم يأتي بعد
لم تشيء أن تقلق جدها بذلك الوقت
فقط فضلت انتظاره بجوار زوجة خالها ام فارس القلقه هي الاخري علي وليدها، ولكنها قد تعبت هي الاخري من الانتظار وتركتها بعدما ناداها زوجها، ولكي لا يعلم الجد والابن رحلت الام ووقف تهي وحدها تنتظرهم ولم تنتبه لتلك التي أخيرا وجدت الفرصه لتقترب منها، وتنفذ ما قد طال انتظاره
استمعت بيلا لصوت الخطوات القادمه من خلفها، فاستدارت سريعاً لتري والدتها أمامها
_ أمي، انتي، خضتيني، انتي كويسه ياامي
دب الذعر بقلب بيلا، وهي تري ابتسامة والدتها علي غير العاده، وهي تقترب منها
لتتسع عيناها فجأة، ماان خرجت يد والدتها التي كانت تخفيها خلف ظهرها، وهي تمسك بتلك السكين، وترفع يده كي تغرزها بقوه بصدرها
_ لاااااا