رواية احببت خديجة الفصل الثالث عشر 13 بقلم ريحانة الجنة
مرت اشهر وكل شئ علي حاله خديچة تتجنب زين وتغار بشدة عندما تراه بالقرب من يارا. تهنش بها النيران وهي تراها تتدلل عليه وتتكلم معه. تحسدها لانها حلاله وزوجته. وهي غريبة عنه.
وفي يوم كانت تجلس خديچة مع فاطمة وخديچة امامها الكثير من الكتب والمراجع وكانت تتأفف بملل.
خديچة: اوففففف. انا تعبت ايه بس الهم ده . انا صدعت
فاطمة : ههههههههه. شدي حيلك انتي خلاص امتحاناتك فاضلها اسبوع.
خديچة بتزمر طفولي: عارفة وانا خلاص تعبت حفيدك مزهقني وابنك مطلع عيني والامتحانات مخلصة عليا. اعمل ايه بس.
فاطمة: ههههههههه. والله انتي مصيبة. ابني ده حتي بقي نسمة ومابيعملش حاجة. من الشغل للبيت انتي ظالماه . وحفيدي بقي ده يدلع براحته هو حر . قوليلي بدأ يتحرك كدة ويرفص.
خديچة: ههههههه. اه يا ماما بيتحرك ويرفص. ده بيرزغ كمان . شكله هيطلع لعيب كورة.
وكانتا هي وفاطمة تتحدثان وتضحكان. ودخل زين في ذاك التوقيت. ليستمع لصوتها وضحكاتها التي يعشقها. فأخيرا رئها فهي دائما ما ان تراه تهرول مسرعة ولا تتواجد معه في مجلس واحد الا قليل فكم افتقدها بشدة.
دخل بهدوء وابتسم.
زين: مساء الخير
فاطمة : مساء النور يا حبيبي
ما ان سمعت صوته الا وقد خفق قلبها بقوة فهي دائما ما تصعد غرفتها قبل ميعاد روجوعه المنزل . وهو اليوم جاء مبكرا عن موعده. كانت تود ان تمتع نظرها به ولكن انبت نفسها واستقامت وهي تجمع كتبها واوراقها لتصعد غرفتها وتبتعد عنه.
خديچة وهي تجمع اغراضها: مساء النور ازيك يا زين.
اقترب منهم وجلس علي المقعد المجاور لوالدته ورمقها بحنين وابتسم.
زين: الحمد لله. انتي عاملة ايه وحبيب عمه عامل ايه . تعبك اكيد مش كدة.
خديچة بإرتباك: الحمد لله . عادي بقي انا خلاص اتعودت. عن اذنكم انا طالعة واضتي
زين بلهفة: ما تخليكي قاعدة معانا . اومال فين مروان لسة ماجاش
خديچة: لا لسة هو بيتأخر الفترة دي علشان بيجهز للمشروع الجديد.
زين : طيب خاليكي معانا ويارا زمانها جاية كلمتني وهتخلص عيادة وجاية احنا بقالنا كتير ما اتجمعناش.
خديچة صكت علي اسنانها من الغيظ والغيرة . فهذا الغبي يريدني ان انتظر زوجته لاجلس معهم واراهم يتغزلون ببعضهم. واقف انا استشاط غضبا. والموت قهرااااا...
خديچة بعصبية: لا معلش اصلي عندي مذاكرة اسهروا انتوا براحتكم.
فاطمة : طيب ما تقعدي معانا ونتعشي كلنا مع بعض. واهو زين يساعدك في مذاكرتك لحد مايارا ترجع ونتعشي اقعدي بس واسمعي الكلام .
خديچة بإحراج: لا مماعلش مش عايزة اتعب زين . انا هطلع اذاكر ولما يارا تيجي ابقي انزل اتعشي معاكم...
قام زين ووقف امامها وهو مشاق لها :ومين قالك اني هتعب انا يا ستي تحت امرك . اتعبيني زي ما يعجبك . تعالي بس واسمعي الكلام..
جلست وقلبها ينبض بقوة من مكوثها معه في مكان واحد .
قامت فاطمة: انا هروح اجهز الاكل مع ام احمد لحد ما يارا ترجع.
وهبعتلكم شاي..
.
جلس علي المقعد المجاور لها .
زين : هاه يا ستي قوليلي بقي كنتي بتذاكري ايه..
خديچة جاهدت لتجد صوتها فقربه اربكها وعطره افقدها صوابها وودت لو فرت هاربة من امامه . ولكن حاولت التماسك . لكي لا تلفت الانظار والشكوك..
خديچة: احمممم. قانون
زين: امممم قانون. دي من اتقل المواد فعلا. بس ولا يهمك انا هقولك علي طريقة تسهل عليكي حفظ القوانين تمام.
خديچة بدقات قلب مجنونة خائفة :تمام
زين بسعادة : شوفي بقي يا ستي ............. .
كان يشرح لها وهي تحاول التركيز قدر الامكان. وهو ايضا كان يجاهد ليبدوا في منتهي التركيز فيما يقول . بالرغم من انه بداخله صراع قوي . بين انها حبيبته وعشق روحه. وبين انها زوجة اخيه وحامل ايضا في ابنه...ولكن القلب...اااااه من القلب وحكمه ودقاته التي تدق بإسمها هي دون غيرها....
زين تبسم بهدوء : هاه يا ست البنات فهمتي كدة.
خديچة تبسمت بإعجاب : بصراحة اه.فهمت... انت محاضر رائع . والله خسارة انك مش دكتور في الجامعة. بدل الدكاترة الخنيقة اللي بتدرسلنا.
زين قهقه علي عبثها وهي تذكر محاضريها..: هههههههههه. لا بجد . لا ياستي انا كفاية عليا شغل الدخلية رغم صعوبته بس بلاقي نفسي فيه...
ونظر في عينيها بحب. بس قوليلي لو كنت بدرس عندكم في الجامعة كنت هبقي دكتور مريح ولا خنيق. وانتي واصحابك تقطعوا في فروتي....
خديچة : هههههههههه. لا لا ما تقلقش كانوا هيحبوك .
ثم سرحت في بحر عيناه. بس المشكلة انهم كانوا هيسيبوا المحاضرة ويسبلولك.هيسرحوا في عنيك ووسامتك..وهدوئك ورجولتك...هيضيعوا في رجواتك وثباتك اللي يجبروا اي حد انه يعجب ويتعلق بيك...
دق قلبه من وصفها تري!!! لا هي تجامل ليس اكثر اتزن وتعقل يا زين ارجوك...وقهقه زين ليداري لهيب شوقه لكلماتها.. : لا يا شيخة . انتي شايفة كدة...!!!؟
خديچة بحرچ من خداع قلبها لها والذي اجبر السان ان ينطق ويبوح..: هههههه. ااااايوة و يارا بقي كانت ذبحتك...
لم يدري بنفسه وهو يسألها: طيب وانتي!!!!!
تلاشت ابتسامتها وتحيرت في سؤاله. ماذا يقصد . انا!!!!اااانا ايه!!!!
استفااق لنفسه بحرچ : احممم. ايه لا اقصد انتي هتسبيهم يعكسوا اخوكي كدة!!!! ايه مش هتغيري!!!؟
خديچة بغيرة خفية وحنين: لا ماتقلقش ماكنتش هسيبهم. انت عارف انت غالي عندي ازاي...كنت هعضهم.....
زين رمقها بشوق وضحك : ههههههههههه..وانتي كمان غالية عندي اوي يا ديچة ... اوي.
كانا للاثنان ينظران في عيني بعضهما بهيام . ولكن كل منهم ينفي مايراه من حب في عينا الاخر. يكذب نفسه ويقنعها انه واهم. متخيل...حااااالم...وان هذه النظرة ماهي الا سرااااب يفسرها هو علي هوا قلبه....
دخلت يارا في هذا الوقت لتري هذا المشهد الاثنان غارقان في بحر العيون ولولا انهما يمنعا نفسهم لكانا الان في احضان بعضهما.
انقبضت وغارت وشعرت بالغيرة من خديچة لاول مرة
يارا بغيرة وغضب: مساء الخير.
انتبه الاثنان لها وكل منهم كأنه عاد من مكان بعيد . من احلام وامنيات يتمناها ويحلم بها
خديچة بإرتباك فهي تيقنت من نظرة ونبرة يارا. انها تغار. ولعنت نفسها لان عينيها فضحتها.
خديچة: مممساء النور. ازيك يارا
زين من داخله تمني ان يارا تتأخر وينعم بمجلسه مع خديچة.
زين تنهد واستقام ووضع يداه داخل جيب بنطاله ونظر ليارا بثبات مقابل لنظرة الغيرة التي تطل من عينيها.
زين: مساء النور . حمد لله علي السلامة .
يارا: اسفة قاطعتكم.
خديچة بخجل وهي تجمع اغراضها : لا لا احنا خلصنا زين بس كان بيشرحلي حاجة واقفة قصادي
زين : راحة فين يا ديجة . احنا هنتعشي كلنا ماما بتحضر الاكل
يارا صكت علي اسنانها : زين ممكن تيجي معايا فوق عايزاك ضروري.
تنهد زين بحنق: حاضر اتفضلي .
والتفت لخديچة ورمقها بود. ديچة ابقي قولي لماما اننا مش هنتأخر اوك.
خديچة اومأت له بخفة: حاضر...
وصعد مع زوجته لغرفتهم وتعمدت يارا ان تبقيه معها حتي تهبط معه لكي لا تتركه ينفرد بخديچة مرة اخري فقد دخلت الغيرة قلبها وانتهي الامر ولن تخرج بعد الان..
وجاء مروان وجلس الجميع وتناولوا العشاء وكان زين برغم وجود الجميع الا انه كان يتابعها بكل حنين كل لفته كل ايمائة منها لم تخفي عليه....كان يبتسم في الخفاء كلما تذكر حديثهم منذ قليل وكيف كانت بقربه...اطلق تنهيدة معبئة بشكوي وعتاب للقدر الذي جعلها تجلس امامه بجانب اخيه وهو يجلس بجانب يارا....ولكن لعل الله يحدث بعد ذالك امرااااا. !!!!!؟؟؟
. ..............................................
مرت الايام والاشهر وكل يوم تتقدم خديچة في حملها ويقترب ميعاد ولادتها .
اما يارا فقد تيقنت من شكوكها وظنها من ان زوجها يكن مشاعر حب لخديچة وليست مشاعر اخ لها او لانه اخو زوجها.
لا فهي امرأة . انثي تفهم وتعرف الحب جيدااا. فالهفة التي تراها في عين زين عند رؤية خديچة تنم عن حب وعشق. فهي حتي لم تري هذه النظرة لها ابدا منذ زواجها منه.
وفي ليلة من الليالي كانت خديچة تجلس في غرفتها وحيدة لتأخر مروان في عمله كالعادة في الفترة الاخيرة فهو علي وشك افتتاح مشروع خاص بشركته ضخم للغاية.
وبدأت تشعر بألم في اسفل بطنها ألم غريب لم تعهده منذ بداية حملها....وبدأ الالم يزداد ويزداد ولم تعد قادرة علي احتمال الالم...
................................... ............
كان يقف في شرفة غرفته ينفث دخان سيجاره ويتنهد بقوة وثقل فهو يشعر بقبضة في صدره لا يعرف سببها. يوجد شئ يخبره انها ليست بخير او انها تتألم. ولكن لا يعرف ماسبب هذا الشعور...
جاءت زوجته من خلفه واحتضنته من الخلف وهي تتنهد بشوق فهي تفتقده فهو اليوم قد عاد لتوه من مأمورة خاصة بعمله. وهي تشتعل رغبه به..
يارا بنبرة عاشقة: وحشتني اوي اوي يا زين.
القي سيجاره والتفت اليها وابتسم . فهو يشعر بحبها له ولا يمكن له ان يقابل هذا الحب بجفاء وفتور ابدا فهي زوجته في كل الاحوال...ولها عليه حقوق..
لف ذراعيه حول خصرها وابتسم
زين: وحشتك قد ايه!!!؟
يارا بدلال جذبته من مقدمه ملابسه ليقترب اليها حتي لا يكون هناك مسافة تفرق بينهم. وارتدت خطوات للخلف ليدخلا معا داخل الغرفة وهي تهمس بالقرب من شفتاه بشوق...
يارا بدلال ونعومة: حالا هتعرف وحشتني قد ايه...
ومدت يديها وحلت رباط روبها الحريري ليظهر اسفله غلاالة حريرية مغرية للغاية ورائحتها تفوح منها بقوة وكانت مثيرة بحق اقتربت منه ولفت ذراعيها حول عنقه وقبلته برغبة مهلكة.. بادلها العناق والقبلات لم يستطع صدها وهي بهذه الحال ابدا . وفي لحظة كانا في الفراش كانت تنهل من بحر رجولته وحنانه .
اما هو كان يتخيلها انها هي التي بين يديه. كان يقبلها هي يعانقها هي يشعر بها هي وليست يارا. وبعد ان انتهي افاق علي وجود يارا هي التي بين يديه...
قام عنها واستند بجزعه علي موأخرة الفراش و اغمض عينيه بقوة وهي يأنب نفسه علي هذا التفكير ...يوبخ عقله و قلبه علي هذا الجنون.... هو رغما عنه يفكر بها ويتمناها ولا يسطع السيطرة علي حاله ابدا....اااااه من عشقي الملعون يجبرني علي الخطأ...اعتذر لك اخي ولكن وربي اقسم اني مجبر ليس بإيرادتي...اسف لك ولها....
افاق من تفكيره علي حركة اناملها علي عضلات صدره بدلال
يارا ابتسمت وقبلته : للدرجة دي كنت وحشاك . كنت فاكرة ان انت بس اللي كنت واحشني...
زين تنهد بهدوء : ليه بتقولي كدة . طبعا وحشتيني..
يارا : صحيح يا زين وحشتك.!!؟؟
زين : ايوة طبعا ليه مستغربة.!!!
يارا: زين انت من وقت ما اتجوزنا عمرك ما قولتلي بحبك. ليه!!!! نفسي اسمعها منك اوي...
زين صك علي اسنانه فهو حاول مرارا ان يقولها لها حتي لو كذبا ولكنه لم يستطع . يشعر ان لسانه لا يطيعه في النطق بها لغيرها هي وحدها من امتلكت قلبه ....
وفجأة انتفض من سكونه وقد وصل لمسمعه صوتها..تستغيث.
زين بلهفة : ديچة..
يارا بغيرة وعبوث: ديچة!!! وايه جاب سيرتها دي دلوقتي!!!؟
زين بقلق: انا سامع صوتها بتصرخ..
يارا صكت علي اسنانها بغضب چم وغيرة : لا ماسمعتش حاجة...وسيبك منها بقي وركز معايا ممكن...هي اكيد معاها جوزها..ده لو كانت بتصرخ اصلا..
شعر بتسرعه وغيرة زوجته واحاول ان يهدأ...لعله مازال في تخيالاته وتخيل صوتها...ربما!!!!؟
...............................................
اشتد بها الام وما عادت تتحمله واطلقت صرخة قوية اخرجت بها ما تشعر به من الم لا يحتمل . ولكن لم ينجدها احد.
تحاملت علي ألمها وارتدت حجابها ونقابها وخرجت من الغرفة تجر قدميها فهي ما عادت تستطع السير عليهم. ولكن انتهي لم تستطع اكثر من ذالك. وشعرت بشئ دافئ يسيل علي ساقيها نظرت فوجدت الدماء تسيل منها بقوة وخارت قواها واطلقت صرخات متالية دوت بقوة في ارجاء المنزل...
................................................
انتفض من جانبها في الفراش وهو فزع.
زين بجنون : لا لا دي فعلا ديچة . ده صوتها دي بتصرخ..اااانا لازم اشوف فيه ايه.!!!
يارا بغيرة وغضب صكت علي اسنانها: وبعدين بقي من شوية قولت كدة وانا قولتلك ماسمعتش حاجة . خلاص بقي. هي صوتها بيرن في ودنك ليه كدة.!!!!!
ولكن هذه المرة لم يستمع لها وارتدي ملابسه في عجالة ليهم لاكتشاف الامر....
يارا عقدت حاچبيها: انت بتلبس ليه رايح فين!!!؟
زين بعصبية وغضب: بقولك سمعتها بتصرخ ايه ما بتفهميش. هستني ايه تاااني!!!!؟
وتركها تغلي في غضب. وعند خروجه في الرواق وجدها متسطحة علي الارض تبكي وتتالم وحيدة والدماء قد اغرقت ملابسها...
فزع عليها وهرول اليها وقلبه يكاد ينخلع من خوفه عليها ومد ذراعيه ليرفعها عن الارض ويحتضنها بقوة وكادت دموعه تخونه وتفر حزنا علي حالها.
زين برعب: ديچة . مالك ايه اللي حصل ردي عليا....حاسة بإيه!!
خديچة بالم ودموع تمسكت بقميصه بقوة تستغيث به: هموت مش قادرة يا زين بطني بتتقطع..
هموت الحقني يا زين ابوس ايدك. علشان خاطري..مش قادرة..
زين بحنان: بعد الشر عليكي اوعي تقولي كدة....ماتخافيش انا معاكي مش هسيبك ابدا ....
وبصوت جاهوري يفزع الميت . ياااااررااا...ياااااررااا واتا
خرجت مسرعة علي صوته الذي يناديها بقو. واتجهت اليهم ورأته يحتضنها. وهي تتشبث به بقوة . وقفت تحملق بهم في دهشة..
زين بغضب: انتي متنحة ليه كدة. ماتقربي تشوفي مالها ...دي بتنزف وشكلها حالتها صعبة..
فزعت منه واقتربت منها واردفت ببرود
يارا: دي ولادة مبكرة هي لسة في السابع لازم ننقلها المستشفي...
زين بخوف ضمها لصدره رغما عنه : طيب حاولي تسعفيها هنا دي. دمها اتصفي...
اعتدلت في وقفتها ولوت فمها بسخط:ماينفعش . هنا مافيش امكانيات لازم مستشفي. انا هتصل بالمستشفي تبعتلها عربية..
زين وهو يهم ويحمل خديچة بين ذراعيه .: وهو انا لسة هستني المستشفي لما تبعت عربية دي تموت. يلا بسرعة اجهزي انا هنزلها تحت في العربية... وانتي حصلينا بسررررعة...
واتجه للدرچات وهبط بسرعة وجنون وقلبه يكاد يتوقف من الدق والفزع علي صغيرته التي يحملها بين يديه تتآلم وينزف الدم منها...
وقفت تطالعه بدهشة وهي لا تصدق الهذا الحد يحبها.!!! لما لم اراااك يوم تتلهف علي بهدذا الشكل!!!!
زين وهو يهبط الدرجات التفت اليها بغضب: بسرعة . يالا يا يارا اخلصي بسرعة...مالك متنحة ليه كدة!!!؟
ذهبت وارتدت ملابسها وهبطت اليهم. ووالدته ايضا ذهبت معهم. وتوجهوا جميعا الي المشفي وطوال الطريق كان يضرب محرك السيارة بقوة وغضب كلما سمع صراخها وتأوهاتها التي تقطع في قلبه مثل السكين الحاد....
وما ان وصلو المشفي وادخلها بيده للداخل واخذوها منه لتجهزيها للدخول للعمليات. ذهب لزوجته وبرجاء...
زين برجاء : يااارا ارجوكي خالي بالك منها لو بتحبيني اوعي ديچة يجرالها حاجة....فاهمة!!!
كانت تحاول ان تكتم غيرتها وهي تري الخوف والفزع يطلان من عينيه عليها بهذا الشكل..
يارا ببرود مصطنع: ماتقلقش انا هقوم بواجبي لاني دكتورة . مش علشان خاطرك...هي زيها زي اي مريضة بولدها....عن اذنك..
شعر بإحراج واستند بظهره للحائط وفهم مغزي حديثها فهي تبدوا عليها الغيرة. وتيقن ان مشاعره فضحته اثناء خوفه عليها....ولكن لايهم....ما يهم الان هي....صغيرتي تخرج بخير لا تتتأذي...نعم هذا اهم شئ.....
ذهبت له والدته وهي تربط علي كتفه..بهدوء وحزن..وقد تسرب خيط الحقيقة لقلبها...
فاطمة بحنان: زين يا حبيبي كلمت اخوك وقولتله.!!!
ضرب مقدمة رأسه بقوة فهو نسي تماما ان يهاتف اخاه ويخبره بولادة خديچة.
فلهفته عليها انسته كل شئ. اخرج هاتفه وقام بالاتصال بأخيه ....
زين بتوتر : معلش يا امي انا بس من خضتي علي ديچة نسيت . ثواني هكلمه اهو...
وبالفعل هاتف اخيه.... ايوة يا مروان انت فين.!!!
مروان : انا في عشاء مع عملاء ليه في ايه.!!؟
زين بعصبية: سيب كل حاجة وتعالي بسرعة علي المستشفي خديچة بتولد. بسرعة..
مروان بقلق : ايه بتقول ايه. دي لسة في السابع!!!
زين اغمض عينيه خوفا وقلقا: اهو اللي حصل بقي تعالي بسرعة يا مروان..
مروان: حاضر .. حاضر .. انا جاي مسافة السكة...
اغلق الهاتف مع اخاه وتنهد بتعب ومسد عظمة انفه بإرهاق....
فاطمة برفق: بقولك ايه يا حبيبي ما تروح انت البيت تغير هدومك. اللي كلها دم دي. وترتاح انت مالحقتش ترتاح ولسة راجع من المأمورية...
زين بنفي ولهفة: لا لا يا امي مستحيييل... ما اقدرش امشي الا لما اطمن علي ديچة .. لما تخرج بالسلامة ...
فاطمة بدمعة ندم : للدرجة دي بتحبها!!!
زين نظر لوالدته بصدمة: هي..ههههي ..هي... مين!!!
فاطمة بدموع : ديچة . مش انت بردوا بتحبها!!!
زين ابتلع لعابه بصعوبة وخوف من افتضاح امره : ايوة طبعا دي اختي الصغيرة...ما انتي عارفة...دي كمان بقت مرات اخويا وهتجيبلنا حتة مننا كلنا...
فاطمة بهدوء تطمئنه: ايوة طبعا ما انا عارفة . ربنا يخليكوا كلكم لبعض حبيبي...عقبالك...
بقولك ايه وديني اوضتها اتوضي واصلي وادعيلها الفجر اذن اهو...
زين نادي للممرضة لتوصل والدته للغرفة لتتوضأ وتصلي...
فاطمة: ماتيجي معايا نصلي سوا
زين بإحراج فهو لن يستطع الصلاه وهو بتلك الحالة ...
زين بحرچ: احممم. لا يا امي معلش انا هبقي اصلي لما ارجع البيت ....انتي شايفة هدومي كلها دم لما ارجع ابقي اغتسل واصلي...
تفهمت فاطمة انه لا يستطع الصلاة وانه كان مع زوجته . وما حدث لخديچة اربكه ولم يستطع للاغتسال.
اومأت له بتفهم وذهبت مع الممرضة وتوضات وصلت ودعت لها ...ولابنيها..وتمنت لهم دوام الحب والالفة وراحة البااال....
اما هو ظل يجوب رواق العمليات بحنق وقلق الي ان جاء اخيه يهرول
مروان: زين. طمني ديچة عاملة ايه.
زين بقلق: مش عارف اتأخرت اوي جوا. انا هموووت من القلق..
مروان وهو ينظر لملابس اخيه بفزع: ده دم ديچة!!!
زين تنهد بحزن : ايوة هي نزفت كتير اوي....
خرجت يارا وهي يبدوا عليها الارهاق والتعب.
زين اندفع اليها : يارا طمنيني هي عاملة ايه!!!
.
تجاهلته يارا والتفتت لمروان لتطمأنه هو . فهو احق هو زوجها..وليس انت يا زوجي..
.
يارا: ديچة كانت عندها ولادة مبكرة. ونزفت كتير . بس الحمد لله النزيف وقف والبيبي بخير جابت ولد زي القمر مبروك يا مروان..
مروان تنهد براحة : الحمد لله .. الحمد لله. متشكر اوي يا يارا...البيبي صحته كويسة طمنيني....
زين بلهفة عليها هي وليس المولود..: وهي..هي اهم يا يارا... كويسة!!!!
يارا بحنق: الحمد لله كويسة هما هيدخلوها اوضتها وشوية وهتفوق..وماتقلفش يا مروان البيبي زي الفل..
وبعد فترة افاقت خديچة وتجمعوا جميعا حولها.
فاطمة : بسم الله ماشاء الله . ايه الواد القمر ده يا ديچة. ده صورة طبق الاصل مين زين شبه الخالق الناطق...
مروان: ايوة فعلا ده كله زين حتي نفس لون عنيه..
كانت بجانب المها وتعب المخاض. تشعر بخجل وارتباك . الهذا الحد تعشقه لتنجب طفلها يشبهه...ما هذا الحرچ يا الله...
هو كان يحمل الطفل ويبتسم . ما اجمله حقا . وايضا لا يعرف هل حقا هي تكن له مشاعر بحق لتنجب شبيهه ام انه يتوهم وهذه مجرد صدفه....
اما يارا كانت تقف تشتعل غيرة وهي تري زوجها يحمل الطفل ويبدوا عليه كل هذا الفرح وهذه السعادة ..
زين بسعادة : هاه ناوين تسموه ايه بقي!!!
مروان: هو مش لع شبهك. يبقي يتسمي علي اسمك . زين. ولا ايه رئيك يا ديچة...
خديچة تبسمت بوهن : اه طبعا ما عنديش مانع هو عمه وزي ابوه. يبقي زين...
فاطمة ابتسمت: ماشاء الله. ربنا يا حبايبي يخليكم لبعض ودايما كدة في فرح وسعادة.
وعقبالك يا زين انت ويارا لما تفرحونا ببيبي حلو زيكم كدة...
بدا علي يارا الحزن والارتباك.
اقترب زين من اخيه واعطاه زين الصغير . واقترب من يارا واحاطها بذراعيه وابتسم.
زين: ان شاء الله قريب ويجي شبه يارا وحلو زيها كدة...كفاية زين واحد..قصدي اتنين...
يارا نظرت له بإمتنان وابتسمت لانه شعر بها وجبر كسرها: ان شاء الله.
مكثت خديچة في المشفي يومان ثم عادت المنزل ومرت شهور والحال هو الحال.
كلا من الحبيبان . يسكن في احضان اخر يتلوع الما وصمتا.
مازال الجرح والوجع ينهش بهما. واااه من هذا الوجع فقد بلغ بقلبهما منتهاه.....
الي ان جاء يوم يحمل اولي مفاجأت القدر تري ما هي هذه المفاجأت وما تحمل لزين وخديچة....
زين يجلس في مكتبه ومنهمك في عمله . دخل عليه زميله خالد وهو فزع ووجهه يبدوا عليه الصدمة
خالد: زين . زين الحق.
زين بدهشة : في ايه يا خالد مالك!!!
خالد : مصيبة .. مصيبة
زين : انطق في ايه ...
خالد بحزن: مروان اخوك...
وفي يوم كانت تجلس خديچة مع فاطمة وخديچة امامها الكثير من الكتب والمراجع وكانت تتأفف بملل.
خديچة: اوففففف. انا تعبت ايه بس الهم ده . انا صدعت
فاطمة : ههههههههه. شدي حيلك انتي خلاص امتحاناتك فاضلها اسبوع.
خديچة بتزمر طفولي: عارفة وانا خلاص تعبت حفيدك مزهقني وابنك مطلع عيني والامتحانات مخلصة عليا. اعمل ايه بس.
فاطمة: ههههههههه. والله انتي مصيبة. ابني ده حتي بقي نسمة ومابيعملش حاجة. من الشغل للبيت انتي ظالماه . وحفيدي بقي ده يدلع براحته هو حر . قوليلي بدأ يتحرك كدة ويرفص.
خديچة: ههههههه. اه يا ماما بيتحرك ويرفص. ده بيرزغ كمان . شكله هيطلع لعيب كورة.
وكانتا هي وفاطمة تتحدثان وتضحكان. ودخل زين في ذاك التوقيت. ليستمع لصوتها وضحكاتها التي يعشقها. فأخيرا رئها فهي دائما ما ان تراه تهرول مسرعة ولا تتواجد معه في مجلس واحد الا قليل فكم افتقدها بشدة.
دخل بهدوء وابتسم.
زين: مساء الخير
فاطمة : مساء النور يا حبيبي
ما ان سمعت صوته الا وقد خفق قلبها بقوة فهي دائما ما تصعد غرفتها قبل ميعاد روجوعه المنزل . وهو اليوم جاء مبكرا عن موعده. كانت تود ان تمتع نظرها به ولكن انبت نفسها واستقامت وهي تجمع كتبها واوراقها لتصعد غرفتها وتبتعد عنه.
خديچة وهي تجمع اغراضها: مساء النور ازيك يا زين.
اقترب منهم وجلس علي المقعد المجاور لوالدته ورمقها بحنين وابتسم.
زين: الحمد لله. انتي عاملة ايه وحبيب عمه عامل ايه . تعبك اكيد مش كدة.
خديچة بإرتباك: الحمد لله . عادي بقي انا خلاص اتعودت. عن اذنكم انا طالعة واضتي
زين بلهفة: ما تخليكي قاعدة معانا . اومال فين مروان لسة ماجاش
خديچة: لا لسة هو بيتأخر الفترة دي علشان بيجهز للمشروع الجديد.
زين : طيب خاليكي معانا ويارا زمانها جاية كلمتني وهتخلص عيادة وجاية احنا بقالنا كتير ما اتجمعناش.
خديچة صكت علي اسنانها من الغيظ والغيرة . فهذا الغبي يريدني ان انتظر زوجته لاجلس معهم واراهم يتغزلون ببعضهم. واقف انا استشاط غضبا. والموت قهرااااا...
خديچة بعصبية: لا معلش اصلي عندي مذاكرة اسهروا انتوا براحتكم.
فاطمة : طيب ما تقعدي معانا ونتعشي كلنا مع بعض. واهو زين يساعدك في مذاكرتك لحد مايارا ترجع ونتعشي اقعدي بس واسمعي الكلام .
خديچة بإحراج: لا مماعلش مش عايزة اتعب زين . انا هطلع اذاكر ولما يارا تيجي ابقي انزل اتعشي معاكم...
قام زين ووقف امامها وهو مشاق لها :ومين قالك اني هتعب انا يا ستي تحت امرك . اتعبيني زي ما يعجبك . تعالي بس واسمعي الكلام..
جلست وقلبها ينبض بقوة من مكوثها معه في مكان واحد .
قامت فاطمة: انا هروح اجهز الاكل مع ام احمد لحد ما يارا ترجع.
وهبعتلكم شاي..
.
جلس علي المقعد المجاور لها .
زين : هاه يا ستي قوليلي بقي كنتي بتذاكري ايه..
خديچة جاهدت لتجد صوتها فقربه اربكها وعطره افقدها صوابها وودت لو فرت هاربة من امامه . ولكن حاولت التماسك . لكي لا تلفت الانظار والشكوك..
خديچة: احمممم. قانون
زين: امممم قانون. دي من اتقل المواد فعلا. بس ولا يهمك انا هقولك علي طريقة تسهل عليكي حفظ القوانين تمام.
خديچة بدقات قلب مجنونة خائفة :تمام
زين بسعادة : شوفي بقي يا ستي ............. .
كان يشرح لها وهي تحاول التركيز قدر الامكان. وهو ايضا كان يجاهد ليبدوا في منتهي التركيز فيما يقول . بالرغم من انه بداخله صراع قوي . بين انها حبيبته وعشق روحه. وبين انها زوجة اخيه وحامل ايضا في ابنه...ولكن القلب...اااااه من القلب وحكمه ودقاته التي تدق بإسمها هي دون غيرها....
زين تبسم بهدوء : هاه يا ست البنات فهمتي كدة.
خديچة تبسمت بإعجاب : بصراحة اه.فهمت... انت محاضر رائع . والله خسارة انك مش دكتور في الجامعة. بدل الدكاترة الخنيقة اللي بتدرسلنا.
زين قهقه علي عبثها وهي تذكر محاضريها..: هههههههههه. لا بجد . لا ياستي انا كفاية عليا شغل الدخلية رغم صعوبته بس بلاقي نفسي فيه...
ونظر في عينيها بحب. بس قوليلي لو كنت بدرس عندكم في الجامعة كنت هبقي دكتور مريح ولا خنيق. وانتي واصحابك تقطعوا في فروتي....
خديچة : هههههههههه. لا لا ما تقلقش كانوا هيحبوك .
ثم سرحت في بحر عيناه. بس المشكلة انهم كانوا هيسيبوا المحاضرة ويسبلولك.هيسرحوا في عنيك ووسامتك..وهدوئك ورجولتك...هيضيعوا في رجواتك وثباتك اللي يجبروا اي حد انه يعجب ويتعلق بيك...
دق قلبه من وصفها تري!!! لا هي تجامل ليس اكثر اتزن وتعقل يا زين ارجوك...وقهقه زين ليداري لهيب شوقه لكلماتها.. : لا يا شيخة . انتي شايفة كدة...!!!؟
خديچة بحرچ من خداع قلبها لها والذي اجبر السان ان ينطق ويبوح..: هههههه. ااااايوة و يارا بقي كانت ذبحتك...
لم يدري بنفسه وهو يسألها: طيب وانتي!!!!!
تلاشت ابتسامتها وتحيرت في سؤاله. ماذا يقصد . انا!!!!اااانا ايه!!!!
استفااق لنفسه بحرچ : احممم. ايه لا اقصد انتي هتسبيهم يعكسوا اخوكي كدة!!!! ايه مش هتغيري!!!؟
خديچة بغيرة خفية وحنين: لا ماتقلقش ماكنتش هسيبهم. انت عارف انت غالي عندي ازاي...كنت هعضهم.....
زين رمقها بشوق وضحك : ههههههههههه..وانتي كمان غالية عندي اوي يا ديچة ... اوي.
كانا للاثنان ينظران في عيني بعضهما بهيام . ولكن كل منهم ينفي مايراه من حب في عينا الاخر. يكذب نفسه ويقنعها انه واهم. متخيل...حااااالم...وان هذه النظرة ماهي الا سرااااب يفسرها هو علي هوا قلبه....
دخلت يارا في هذا الوقت لتري هذا المشهد الاثنان غارقان في بحر العيون ولولا انهما يمنعا نفسهم لكانا الان في احضان بعضهما.
انقبضت وغارت وشعرت بالغيرة من خديچة لاول مرة
يارا بغيرة وغضب: مساء الخير.
انتبه الاثنان لها وكل منهم كأنه عاد من مكان بعيد . من احلام وامنيات يتمناها ويحلم بها
خديچة بإرتباك فهي تيقنت من نظرة ونبرة يارا. انها تغار. ولعنت نفسها لان عينيها فضحتها.
خديچة: مممساء النور. ازيك يارا
زين من داخله تمني ان يارا تتأخر وينعم بمجلسه مع خديچة.
زين تنهد واستقام ووضع يداه داخل جيب بنطاله ونظر ليارا بثبات مقابل لنظرة الغيرة التي تطل من عينيها.
زين: مساء النور . حمد لله علي السلامة .
يارا: اسفة قاطعتكم.
خديچة بخجل وهي تجمع اغراضها : لا لا احنا خلصنا زين بس كان بيشرحلي حاجة واقفة قصادي
زين : راحة فين يا ديجة . احنا هنتعشي كلنا ماما بتحضر الاكل
يارا صكت علي اسنانها : زين ممكن تيجي معايا فوق عايزاك ضروري.
تنهد زين بحنق: حاضر اتفضلي .
والتفت لخديچة ورمقها بود. ديچة ابقي قولي لماما اننا مش هنتأخر اوك.
خديچة اومأت له بخفة: حاضر...
وصعد مع زوجته لغرفتهم وتعمدت يارا ان تبقيه معها حتي تهبط معه لكي لا تتركه ينفرد بخديچة مرة اخري فقد دخلت الغيرة قلبها وانتهي الامر ولن تخرج بعد الان..
وجاء مروان وجلس الجميع وتناولوا العشاء وكان زين برغم وجود الجميع الا انه كان يتابعها بكل حنين كل لفته كل ايمائة منها لم تخفي عليه....كان يبتسم في الخفاء كلما تذكر حديثهم منذ قليل وكيف كانت بقربه...اطلق تنهيدة معبئة بشكوي وعتاب للقدر الذي جعلها تجلس امامه بجانب اخيه وهو يجلس بجانب يارا....ولكن لعل الله يحدث بعد ذالك امرااااا. !!!!!؟؟؟
. ..............................................
مرت الايام والاشهر وكل يوم تتقدم خديچة في حملها ويقترب ميعاد ولادتها .
اما يارا فقد تيقنت من شكوكها وظنها من ان زوجها يكن مشاعر حب لخديچة وليست مشاعر اخ لها او لانه اخو زوجها.
لا فهي امرأة . انثي تفهم وتعرف الحب جيدااا. فالهفة التي تراها في عين زين عند رؤية خديچة تنم عن حب وعشق. فهي حتي لم تري هذه النظرة لها ابدا منذ زواجها منه.
وفي ليلة من الليالي كانت خديچة تجلس في غرفتها وحيدة لتأخر مروان في عمله كالعادة في الفترة الاخيرة فهو علي وشك افتتاح مشروع خاص بشركته ضخم للغاية.
وبدأت تشعر بألم في اسفل بطنها ألم غريب لم تعهده منذ بداية حملها....وبدأ الالم يزداد ويزداد ولم تعد قادرة علي احتمال الالم...
................................... ............
كان يقف في شرفة غرفته ينفث دخان سيجاره ويتنهد بقوة وثقل فهو يشعر بقبضة في صدره لا يعرف سببها. يوجد شئ يخبره انها ليست بخير او انها تتألم. ولكن لا يعرف ماسبب هذا الشعور...
جاءت زوجته من خلفه واحتضنته من الخلف وهي تتنهد بشوق فهي تفتقده فهو اليوم قد عاد لتوه من مأمورة خاصة بعمله. وهي تشتعل رغبه به..
يارا بنبرة عاشقة: وحشتني اوي اوي يا زين.
القي سيجاره والتفت اليها وابتسم . فهو يشعر بحبها له ولا يمكن له ان يقابل هذا الحب بجفاء وفتور ابدا فهي زوجته في كل الاحوال...ولها عليه حقوق..
لف ذراعيه حول خصرها وابتسم
زين: وحشتك قد ايه!!!؟
يارا بدلال جذبته من مقدمه ملابسه ليقترب اليها حتي لا يكون هناك مسافة تفرق بينهم. وارتدت خطوات للخلف ليدخلا معا داخل الغرفة وهي تهمس بالقرب من شفتاه بشوق...
يارا بدلال ونعومة: حالا هتعرف وحشتني قد ايه...
ومدت يديها وحلت رباط روبها الحريري ليظهر اسفله غلاالة حريرية مغرية للغاية ورائحتها تفوح منها بقوة وكانت مثيرة بحق اقتربت منه ولفت ذراعيها حول عنقه وقبلته برغبة مهلكة.. بادلها العناق والقبلات لم يستطع صدها وهي بهذه الحال ابدا . وفي لحظة كانا في الفراش كانت تنهل من بحر رجولته وحنانه .
اما هو كان يتخيلها انها هي التي بين يديه. كان يقبلها هي يعانقها هي يشعر بها هي وليست يارا. وبعد ان انتهي افاق علي وجود يارا هي التي بين يديه...
قام عنها واستند بجزعه علي موأخرة الفراش و اغمض عينيه بقوة وهي يأنب نفسه علي هذا التفكير ...يوبخ عقله و قلبه علي هذا الجنون.... هو رغما عنه يفكر بها ويتمناها ولا يسطع السيطرة علي حاله ابدا....اااااه من عشقي الملعون يجبرني علي الخطأ...اعتذر لك اخي ولكن وربي اقسم اني مجبر ليس بإيرادتي...اسف لك ولها....
افاق من تفكيره علي حركة اناملها علي عضلات صدره بدلال
يارا ابتسمت وقبلته : للدرجة دي كنت وحشاك . كنت فاكرة ان انت بس اللي كنت واحشني...
زين تنهد بهدوء : ليه بتقولي كدة . طبعا وحشتيني..
يارا : صحيح يا زين وحشتك.!!؟؟
زين : ايوة طبعا ليه مستغربة.!!!
يارا: زين انت من وقت ما اتجوزنا عمرك ما قولتلي بحبك. ليه!!!! نفسي اسمعها منك اوي...
زين صك علي اسنانه فهو حاول مرارا ان يقولها لها حتي لو كذبا ولكنه لم يستطع . يشعر ان لسانه لا يطيعه في النطق بها لغيرها هي وحدها من امتلكت قلبه ....
وفجأة انتفض من سكونه وقد وصل لمسمعه صوتها..تستغيث.
زين بلهفة : ديچة..
يارا بغيرة وعبوث: ديچة!!! وايه جاب سيرتها دي دلوقتي!!!؟
زين بقلق: انا سامع صوتها بتصرخ..
يارا صكت علي اسنانها بغضب چم وغيرة : لا ماسمعتش حاجة...وسيبك منها بقي وركز معايا ممكن...هي اكيد معاها جوزها..ده لو كانت بتصرخ اصلا..
شعر بتسرعه وغيرة زوجته واحاول ان يهدأ...لعله مازال في تخيالاته وتخيل صوتها...ربما!!!!؟
...............................................
اشتد بها الام وما عادت تتحمله واطلقت صرخة قوية اخرجت بها ما تشعر به من الم لا يحتمل . ولكن لم ينجدها احد.
تحاملت علي ألمها وارتدت حجابها ونقابها وخرجت من الغرفة تجر قدميها فهي ما عادت تستطع السير عليهم. ولكن انتهي لم تستطع اكثر من ذالك. وشعرت بشئ دافئ يسيل علي ساقيها نظرت فوجدت الدماء تسيل منها بقوة وخارت قواها واطلقت صرخات متالية دوت بقوة في ارجاء المنزل...
................................................
انتفض من جانبها في الفراش وهو فزع.
زين بجنون : لا لا دي فعلا ديچة . ده صوتها دي بتصرخ..اااانا لازم اشوف فيه ايه.!!!
يارا بغيرة وغضب صكت علي اسنانها: وبعدين بقي من شوية قولت كدة وانا قولتلك ماسمعتش حاجة . خلاص بقي. هي صوتها بيرن في ودنك ليه كدة.!!!!!
ولكن هذه المرة لم يستمع لها وارتدي ملابسه في عجالة ليهم لاكتشاف الامر....
يارا عقدت حاچبيها: انت بتلبس ليه رايح فين!!!؟
زين بعصبية وغضب: بقولك سمعتها بتصرخ ايه ما بتفهميش. هستني ايه تاااني!!!!؟
وتركها تغلي في غضب. وعند خروجه في الرواق وجدها متسطحة علي الارض تبكي وتتالم وحيدة والدماء قد اغرقت ملابسها...
فزع عليها وهرول اليها وقلبه يكاد ينخلع من خوفه عليها ومد ذراعيه ليرفعها عن الارض ويحتضنها بقوة وكادت دموعه تخونه وتفر حزنا علي حالها.
زين برعب: ديچة . مالك ايه اللي حصل ردي عليا....حاسة بإيه!!
خديچة بالم ودموع تمسكت بقميصه بقوة تستغيث به: هموت مش قادرة يا زين بطني بتتقطع..
هموت الحقني يا زين ابوس ايدك. علشان خاطري..مش قادرة..
زين بحنان: بعد الشر عليكي اوعي تقولي كدة....ماتخافيش انا معاكي مش هسيبك ابدا ....
وبصوت جاهوري يفزع الميت . ياااااررااا...ياااااررااا واتا
خرجت مسرعة علي صوته الذي يناديها بقو. واتجهت اليهم ورأته يحتضنها. وهي تتشبث به بقوة . وقفت تحملق بهم في دهشة..
زين بغضب: انتي متنحة ليه كدة. ماتقربي تشوفي مالها ...دي بتنزف وشكلها حالتها صعبة..
فزعت منه واقتربت منها واردفت ببرود
يارا: دي ولادة مبكرة هي لسة في السابع لازم ننقلها المستشفي...
زين بخوف ضمها لصدره رغما عنه : طيب حاولي تسعفيها هنا دي. دمها اتصفي...
اعتدلت في وقفتها ولوت فمها بسخط:ماينفعش . هنا مافيش امكانيات لازم مستشفي. انا هتصل بالمستشفي تبعتلها عربية..
زين وهو يهم ويحمل خديچة بين ذراعيه .: وهو انا لسة هستني المستشفي لما تبعت عربية دي تموت. يلا بسرعة اجهزي انا هنزلها تحت في العربية... وانتي حصلينا بسررررعة...
واتجه للدرچات وهبط بسرعة وجنون وقلبه يكاد يتوقف من الدق والفزع علي صغيرته التي يحملها بين يديه تتآلم وينزف الدم منها...
وقفت تطالعه بدهشة وهي لا تصدق الهذا الحد يحبها.!!! لما لم اراااك يوم تتلهف علي بهدذا الشكل!!!!
زين وهو يهبط الدرجات التفت اليها بغضب: بسرعة . يالا يا يارا اخلصي بسرعة...مالك متنحة ليه كدة!!!؟
ذهبت وارتدت ملابسها وهبطت اليهم. ووالدته ايضا ذهبت معهم. وتوجهوا جميعا الي المشفي وطوال الطريق كان يضرب محرك السيارة بقوة وغضب كلما سمع صراخها وتأوهاتها التي تقطع في قلبه مثل السكين الحاد....
وما ان وصلو المشفي وادخلها بيده للداخل واخذوها منه لتجهزيها للدخول للعمليات. ذهب لزوجته وبرجاء...
زين برجاء : يااارا ارجوكي خالي بالك منها لو بتحبيني اوعي ديچة يجرالها حاجة....فاهمة!!!
كانت تحاول ان تكتم غيرتها وهي تري الخوف والفزع يطلان من عينيه عليها بهذا الشكل..
يارا ببرود مصطنع: ماتقلقش انا هقوم بواجبي لاني دكتورة . مش علشان خاطرك...هي زيها زي اي مريضة بولدها....عن اذنك..
شعر بإحراج واستند بظهره للحائط وفهم مغزي حديثها فهي تبدوا عليها الغيرة. وتيقن ان مشاعره فضحته اثناء خوفه عليها....ولكن لايهم....ما يهم الان هي....صغيرتي تخرج بخير لا تتتأذي...نعم هذا اهم شئ.....
ذهبت له والدته وهي تربط علي كتفه..بهدوء وحزن..وقد تسرب خيط الحقيقة لقلبها...
فاطمة بحنان: زين يا حبيبي كلمت اخوك وقولتله.!!!
ضرب مقدمة رأسه بقوة فهو نسي تماما ان يهاتف اخاه ويخبره بولادة خديچة.
فلهفته عليها انسته كل شئ. اخرج هاتفه وقام بالاتصال بأخيه ....
زين بتوتر : معلش يا امي انا بس من خضتي علي ديچة نسيت . ثواني هكلمه اهو...
وبالفعل هاتف اخيه.... ايوة يا مروان انت فين.!!!
مروان : انا في عشاء مع عملاء ليه في ايه.!!؟
زين بعصبية: سيب كل حاجة وتعالي بسرعة علي المستشفي خديچة بتولد. بسرعة..
مروان بقلق : ايه بتقول ايه. دي لسة في السابع!!!
زين اغمض عينيه خوفا وقلقا: اهو اللي حصل بقي تعالي بسرعة يا مروان..
مروان: حاضر .. حاضر .. انا جاي مسافة السكة...
اغلق الهاتف مع اخاه وتنهد بتعب ومسد عظمة انفه بإرهاق....
فاطمة برفق: بقولك ايه يا حبيبي ما تروح انت البيت تغير هدومك. اللي كلها دم دي. وترتاح انت مالحقتش ترتاح ولسة راجع من المأمورية...
زين بنفي ولهفة: لا لا يا امي مستحيييل... ما اقدرش امشي الا لما اطمن علي ديچة .. لما تخرج بالسلامة ...
فاطمة بدمعة ندم : للدرجة دي بتحبها!!!
زين نظر لوالدته بصدمة: هي..ههههي ..هي... مين!!!
فاطمة بدموع : ديچة . مش انت بردوا بتحبها!!!
زين ابتلع لعابه بصعوبة وخوف من افتضاح امره : ايوة طبعا دي اختي الصغيرة...ما انتي عارفة...دي كمان بقت مرات اخويا وهتجيبلنا حتة مننا كلنا...
فاطمة بهدوء تطمئنه: ايوة طبعا ما انا عارفة . ربنا يخليكوا كلكم لبعض حبيبي...عقبالك...
بقولك ايه وديني اوضتها اتوضي واصلي وادعيلها الفجر اذن اهو...
زين نادي للممرضة لتوصل والدته للغرفة لتتوضأ وتصلي...
فاطمة: ماتيجي معايا نصلي سوا
زين بإحراج فهو لن يستطع الصلاه وهو بتلك الحالة ...
زين بحرچ: احممم. لا يا امي معلش انا هبقي اصلي لما ارجع البيت ....انتي شايفة هدومي كلها دم لما ارجع ابقي اغتسل واصلي...
تفهمت فاطمة انه لا يستطع الصلاة وانه كان مع زوجته . وما حدث لخديچة اربكه ولم يستطع للاغتسال.
اومأت له بتفهم وذهبت مع الممرضة وتوضات وصلت ودعت لها ...ولابنيها..وتمنت لهم دوام الحب والالفة وراحة البااال....
اما هو ظل يجوب رواق العمليات بحنق وقلق الي ان جاء اخيه يهرول
مروان: زين. طمني ديچة عاملة ايه.
زين بقلق: مش عارف اتأخرت اوي جوا. انا هموووت من القلق..
مروان وهو ينظر لملابس اخيه بفزع: ده دم ديچة!!!
زين تنهد بحزن : ايوة هي نزفت كتير اوي....
خرجت يارا وهي يبدوا عليها الارهاق والتعب.
زين اندفع اليها : يارا طمنيني هي عاملة ايه!!!
.
تجاهلته يارا والتفتت لمروان لتطمأنه هو . فهو احق هو زوجها..وليس انت يا زوجي..
.
يارا: ديچة كانت عندها ولادة مبكرة. ونزفت كتير . بس الحمد لله النزيف وقف والبيبي بخير جابت ولد زي القمر مبروك يا مروان..
مروان تنهد براحة : الحمد لله .. الحمد لله. متشكر اوي يا يارا...البيبي صحته كويسة طمنيني....
زين بلهفة عليها هي وليس المولود..: وهي..هي اهم يا يارا... كويسة!!!!
يارا بحنق: الحمد لله كويسة هما هيدخلوها اوضتها وشوية وهتفوق..وماتقلفش يا مروان البيبي زي الفل..
وبعد فترة افاقت خديچة وتجمعوا جميعا حولها.
فاطمة : بسم الله ماشاء الله . ايه الواد القمر ده يا ديچة. ده صورة طبق الاصل مين زين شبه الخالق الناطق...
مروان: ايوة فعلا ده كله زين حتي نفس لون عنيه..
كانت بجانب المها وتعب المخاض. تشعر بخجل وارتباك . الهذا الحد تعشقه لتنجب طفلها يشبهه...ما هذا الحرچ يا الله...
هو كان يحمل الطفل ويبتسم . ما اجمله حقا . وايضا لا يعرف هل حقا هي تكن له مشاعر بحق لتنجب شبيهه ام انه يتوهم وهذه مجرد صدفه....
اما يارا كانت تقف تشتعل غيرة وهي تري زوجها يحمل الطفل ويبدوا عليه كل هذا الفرح وهذه السعادة ..
زين بسعادة : هاه ناوين تسموه ايه بقي!!!
مروان: هو مش لع شبهك. يبقي يتسمي علي اسمك . زين. ولا ايه رئيك يا ديچة...
خديچة تبسمت بوهن : اه طبعا ما عنديش مانع هو عمه وزي ابوه. يبقي زين...
فاطمة ابتسمت: ماشاء الله. ربنا يا حبايبي يخليكم لبعض ودايما كدة في فرح وسعادة.
وعقبالك يا زين انت ويارا لما تفرحونا ببيبي حلو زيكم كدة...
بدا علي يارا الحزن والارتباك.
اقترب زين من اخيه واعطاه زين الصغير . واقترب من يارا واحاطها بذراعيه وابتسم.
زين: ان شاء الله قريب ويجي شبه يارا وحلو زيها كدة...كفاية زين واحد..قصدي اتنين...
يارا نظرت له بإمتنان وابتسمت لانه شعر بها وجبر كسرها: ان شاء الله.
مكثت خديچة في المشفي يومان ثم عادت المنزل ومرت شهور والحال هو الحال.
كلا من الحبيبان . يسكن في احضان اخر يتلوع الما وصمتا.
مازال الجرح والوجع ينهش بهما. واااه من هذا الوجع فقد بلغ بقلبهما منتهاه.....
الي ان جاء يوم يحمل اولي مفاجأت القدر تري ما هي هذه المفاجأت وما تحمل لزين وخديچة....
زين يجلس في مكتبه ومنهمك في عمله . دخل عليه زميله خالد وهو فزع ووجهه يبدوا عليه الصدمة
خالد: زين . زين الحق.
زين بدهشة : في ايه يا خالد مالك!!!
خالد : مصيبة .. مصيبة
زين : انطق في ايه ...
خالد بحزن: مروان اخوك...