رواية عشق قاسم الفصل الثالث عشر 13 بقلم سوما العربي
((الجزء الثالث عشر))
كانت تسير بخطى عاصفة تتلبسها شياطين الإنس والجن على الرغم من كونها رأته بعينها وهو يعلن بنفسه عن هذا الخبر لكن غرورها اللامحدود قد صور لها ان هناك لغز ربما لم يكن يقصد نعم نعم هو بالتأكيد لم يعشق هذه الطفله التى رأها منذ يومين فقط وتصغره بالكثير من السنوات لن تشبع عينيه هذه الطفله. يحتاج لامرءه ذات جمال مغرى تعرف كيف ترتدى وكيف تتحدث بلباقه وليست هذه الصغيره الساذجه. من المؤكد ان لديه تبرير لما حدث هو لن ينظر لغيرها....
كل هذه الأفكار كانت تدور برأسها وهى تريد أن تستبعد فكره انه قد احب هذه الصغيره....
كان يجلس في مكتبه مبتسما رغما عنه يشعر براحه وسكون وان روحه عاليه فى السماء فهذه الصغيره غيرت فيه الكثير مجرد انها تنتمى إليه وموجده فى حياته يجعله يحلق فى السماء فرحا وترتسم الابتسامة رغماً عنه... نظر بضيق الى ساعة يده ثم زفر بغضب تبا انها الثانيه عشر لايزال هناك وقت طويل حتى تأتى حبيبته.. وعندما نطق العقل بكلمة حبيبتي اتسعت ابتسامته واسند ظهره للوراء وهو مغمض العينين مستمتع بشعور الحب الذى يشعر به تجاه هذه الصغير يالله كم هو الحب جميل لقد ضاع من عمره الكثير بدون حب ولكن هو غير نادم فهو سعيد جداً لأن اول دقه قلب كانت من نصيب جودى صغيرته. هو غير نادم على تاخره فلو كان احب من سنين كانت بالتأكيد واحده أخرى غير جودى فكيف كان سيقابلها.. شرد اكثر فلو كان احبها من خمس سنوات مثلا حيث يكون عمره خمس وعشرون عاما تكون هى ههههههههههه عندما استوعب عقله هذه الفكره انفجر ضحكا وهو غير مصدق انه حقا احب طفله ولكن ما باليد حيلة غرق فى عشقها وانتهى الأمر. يراها افتن نساء الأرض ولا يستوعب حياته دونها. نظر فى ساعته مره اخرى يالهى لم يمر من الثلاث ساعات غير عشر دقائق. ياللهى اللهمنى الصبر...
استدار بمقعده بحده وهو يستمع لصوت دنيا وهى تقتحم مكتبه وسكرتيرته تحاول منعها وتبرير الأمر.
قاسم :ايه ده ايه اللى بيحصل.
دنيا :الحيوانيه دى بتقولى انا استنى لما تستأذنك.
منى:والله ياقاسم بيه انا قولتلها ثوانى هستأذنك بس هى اتعصبت و. قاطعها بهدوء قائلا:خلاص يامنى اتفضلى انتى.
التفت للواقفه أمامه وهى تتاكل غضباً
قاسم :خير يا دنيا ازاى تدخلى كده من عير استئذان وكمان بالطريقه دى.
دنيا:قاسم انا عايزه افهم ايه اللي بيحصل. ازاى تقول انك بتخطب البنت دى.. قالت كلمتها الاخيره باحتقار احتدت له اعين قاسم صارخا بتحذير :دنييييييييا الزمى حدودك.
انتفضت بفزع من حدته عليها ثم قالت :قاسم... ممكن افهم ايه الحاجه الخطيرة اللى اضطرتك تعمل كده.
قاسم :حاجه خطيره.... خطيره ازاى يعنى.
دنيا:إيه اللي خلاك تظطر تقول انك هتخطبها.
قاسم باستغراب:تفتكرى يعنى هيكون ايه.... هو انا حد يقدر يجبرني على اى حاجة...
دنيا :افهم من كده ايه.
قاسم:تفهمى انى خطبتها عشان بحبها يا دنيا. اتسعت عينيها بصدمة من ماسمعت.
دنيا :لأ... لا طبعا... مستحيل.. انت بتحبنى انا... انت اكيد في حاجة فى الشغل هى الى خلاتك تعمل كده.... ايوه ايوه عشان طلع اشاعات كتير وكانت هتاثر على سمعتك في السوق.. انت بتحبنى انا ويوم ماترتبط هترتبط بيا انا وكل الناس عارفين كده..
قاسم بحده :لأ يا دنيا وانتى عارفه انى عمري ماحبيتك ومش ذنبى انك مفهمه الدنيا كلها اننا هنتجوز... انا بحب جودى. وعشان كده خطبتها مش عشان الأخبار اللى انتشرت انتى عارفه ومتأكده انى كان ممكن انزل تكذيب وشيل الفديو الاصلى من على كل المواقع بس انا مش عايز كده... افهمى بقا.. ولا عندك وغرورك مش راضى يصورلك غير كده. صمت حل لثواني.... صمت تاااام دقائق حتى تحدثت مره اخرى.
دنيا:بقا انا تسيبنى وتروح تحب البتاعه دى.
قاسم بحده :اطلعى برا... براااااا.
دنيا :ماشى يا قاسم.. هتشوف.. قالت هذا ثم غادرت وهى تسب وتلعن بكل لغات العالم وتتوعد لهذه الصغيره الغبيه التى وقفت فى طريقها للوصل لقاسم مهران.
فى المدرسة الكندية وقف يامن يغلى من الغضب ثوانى ووجد جودى تجلس مع صديقتها ريتال لتناول الطعام.
تقدم منهم سريعا فهو منذ ان غادر شركة قاسم مهران وهو يريد التحدث معها وما زاد الأمر سوءا هو هذا المؤتمر اللعين الذى اعلن فيه قاسم علنيا ان جودى اصبحت له وما زاده غضبا هو تقبل جودى الامر وهى تبتسم برضا امام الكاميرات. تقدم منهم قائلا بوجه غاضب محتقن:جودى عايز اتكلم معاكى.
نظرت الفتاتان لبعضهم ثم ليامن فتنحنحت ريتال قائله:احممم طب انا هروح اجيب اللانش بوكس بتاعتى... شكلى نسيتها جوا.
جودى بحرج:اوكى.. وفى الحال انصرفت ريتال نظر يامن فى اثرها حتى ابتعدت فتحدث قائلاً :جودى ممكن افهم ايه اللي بيتقال على السوشيال ميديا ده انتى فعلاً اتخطبتى لقاسم مهران.
جودى :اه يا يامن.. ايه المشكله... تلعثم في الحديث لم يدرى ماذا يقول فاردف متلعثما:ف.. فى.... فى ان هو اكبر منك بكتير اووى وكمان سمعته مش كويسه.
جودى :بس هو قالى انه هيتغير وو.. قاطعها بحده :عمرك سمعتى عن زير نسا تاب انتى لازمك شاب من سنك يعيش معاكى كل حاجه وتتجننوا سوا وتلعبوا وتجروا وتضحكوا... هو عمل كل ده خلاص مع بنات كتير لحد ماشبع منه لكن انتى... ها... انتى لسه.
جودى :بس هو بيحبنى اووى وفيه حاجه بتشدنى ليه.
يامن:لأ وانا هفضل مصمم لحد ما اثبتلك كدة.. قال كلمتها الاخيره بتصميم وهو يغادر المكان عازما على عدم التفريط في حلمه بأن تكون له قائلا فى خلده:يانا يانت يا قاسم يا مهران.
فى تمام الثالثه عصرا كانت جودى تترجل من الباص الخاص بمدرستها وقاسم يقف امام النافذه متلهفا لرؤيتها.وما أن وقع نظره عليها حتى اشرق وجهه نورا متهللا بها.. كانت هى تركض باتحاه المصعد فى نفس دخول أحمد معها فنظر اليها بحزن قائلاً :اهلا انسه جودى.
جودى بمرح:احمد ازيك.
أحمد :الحمد لله
جودى :ايه ده مالك. وبعدين ايه انسه دى مش اتفقنا انا جودى بس وانت احمد.
أحمد بحزن واضح:هو صحيح انتى اتخطبتى لقاسم بيه.. انا كنت احازه اليومين اللي فاتوا واما جيت اتفاحئت.
جودى بابتسامه :اها.. هى كل حاجه حصلت فجاءه.
أحمد بابتسامة حزينه لاحظتها هى:ربنا يوفقك فى حياتك.
جودى :طب... طب انت ليه زعلان كده. كان سيهم بالرد لكن توقف المصعد وقد وصل للطابق المنشود... فقطع حديث احمد وهم يرون قاسم مهران قادم للمصعد متلهفا لتأخرها يفتش عنها فى كل مكان وخمن انها مازالت فى المصعد فاتجه اليه ولكن احتقن وجهه وهو يرى حبيبته كانت تتحدث مع هذا الاحمد الذى كان يجلس معها فيما قبل والواضح عليه اثر الحزن يبدوا انه من ضمن المعجبين بصغيرته فقبض على يدها منتشلها داخل احضانه فى رساله صريحه لتملكه لها وعينه تبعث حديث صامت لهذا الفتى الصغير وهو يقول هى لى.. هى لى....
نظر لهم احمد بحزن وهو عازم على القضاء على هذا الإعجاب الذى بداخله لها قبل ان ينموا لحب ميؤس منه..
اما قاسم فكان بحاله هيستيريه ولم ينتبه او يبالى انه يعتصر جودى امام العاملين فى أحد الطرقات الرئيسية حاولت جودى تنبيهه كثيراً بدون فائدة من هذا الذى يحتضها محدثا حاله:يااربى اعمل ايه بس كل الناس باصينلى فيها وكله مستكرها عليا......
فى شقة محمد والد جودى جلست سهى زوجته الثانية بجانبه والحقد يغلى بداخلها
سهى:شايف مقصوفة الرقبه... رايحه تتخطب رسمى من غير ماترجع لابوها اللى شايله اسمه.
محمد :ماحنا اللى بقالنا فتره مش بنسأل عنها... ده أنا ماعرفش هى فى سنه كام.... وانتى قولتى يا انا يا هى.
سهى :بس بردو.... بردوا انت ابوها.... وبعدين ماهى إلى هدى كانت مدلعاها قال ايه مدرسه كنديه ودروس في سنتر المهندسين اييييه كل ده ليه.
محمد :خلاص... خلاص.. اللى حصل حصل...
سهى:لااااااا الحوازه دى لا يمكن تتم... دول ماحدش فيهم عملك حساب ولا حتى الراجل اللى عايز يخطبها ده جه يتكلم معاك.... مش مستعنيك.... مش عاملك قيمه.... انت لازم ترفض الجوازه دى... نظر اليها محمد وقد بدأ يفكر فى حديثها المسموم وهى كذلك لاحظت بداية تاثيرها عليه فقالت بخبث وحقد محدثة نفسها:عمرى ماهسيبه تتهنى بالجوازه دى يابنت هدى.... قاسم مهران حته واحدة..... اااا يا جودى ياما تحت الساهى دوااهى...
فى مكتب قاسم كان يجلس وهى بجانبه محاولة الحديث معه.
جودى:ممكن افهم انت متعصب اوووى كده ليه.
قاسم وهو يهدر بغضب:هو ايه اللي ليه... كان بيتكلم معاكى فى ايه وليه.. واصلا ازاى تركبى معاه الاسانسير لوحدكوا...
جودى باعين متسعه :كل ده..
قاسم :جوودى جاوبى.
جودى :كان بيسألنى إذا كنت فعلاً اتخطبتلك ولا لأ... احتدت ملامح قاسم وهو يكور قبضة يده بعنف قائلا:وهو فارق معاه فى ايه انه يتأكد ها...
جودى :ماعرفش
قاسم بصرامة :جاوبى على بقية الاسئله.
جودى بحنق طفولى محبب:ايه السؤال التانى. حاول كبت ابتسامته وهو يرتدى قناع الصرامه مجدداً :تركبى معاه الاسانسير لوحدكو ليه..
جودى :انا ماعرفش ان دى حاجة هتضايقك... بس خلاص لو بتضايق مش هعمل كده تانى... كان يقف بشموخ معطيها ظهره وشبح ابتسامة يظهر عليه فاقربت هى منه محاولة أنها هذا الخلاف.
جودى وهى تضع يدها على ذراعه فطولها لم يسمح لها بالوصول لاكثر من هذا:قاسم... خلاص بقا..... يالله كم تذيبه هذه الكلمه عندما تنطق اسمه بشفتيها كم أصبح يعشق اسمه بعدما نطقته هى.. استدار لها مبتسماً وهو يقول:خلاص.
جودى بابتسامة :ايوه كده اضحك... حد يخبى الضحكه الحلوه دى... ابتسم لها وهو ينظر لها نظرات هائمه عاشقه فكم كانت كلماتها بسيطه رقيقه ولكن أصابت قلبه بالصميم مابعه من قلبها ببراءة دون تكلف فنفذت إلى قلبه بقوه.
قاسم بحب:انا مابقتش بضحك غير معاكى اصلاً ياحبيبتى.
جودى بخجل:احممم. أأ.. طب انت ناسى حاجة مهمة.
قاسم يتعجب :حاجه مهمه...حاجه ايه.
جودى :اممم.. مش قولتلى امبارح اننا لازم نحتفل النهاردة بخطوبتنا. ابتسم لها قاسم بحب قائلاً :امممم.. ومين قال انى نسيت.... حد ينسى اهم واجمل حاجة حصلتله..
جودى بمزاح:كلااااااام..كنت ناسى كنت ناسى.. ماتتكسفش.... ماتتكسفش انا زى اخوتك...
قاسم بزهول:اخت مين ياهبله... ااااه منك يا ام لسانين.. لولا سنك الصغير وانى خايف عليكى كنت عرفتك انك عمرك ماتكونى اختى خالص. عقدت حاحبيها بجهل وكانت ستهم بالاستفسار ولكن قاطعها هو:انتى لسه هتسألى.. فامسك خديها بيديه عاضا ايهاهم وهو يقول :عموما هتعرفى كل حاجه على ايدى بس لما تكبرى....وعشان تعرفى انى مش ناسى احتفالنا اجهزى بقا للمفاجاءت النهاردة. قال هذا وهو يسحب يدها خارجاً من الشركة باكملها..
فى سيارته الجيب السوداء كان يتولى هو القيادة وهى بجانبه لا تعلم الى اين يتحهزا... مرت دقائق وهو يراقبها بطرف عينيه باستمتاع وهى تتافف تاره وتفرك فى مقعدها تاره. تجلس على غير هواده تريد أن تعرف الى أين يتجهون.
جودى بنفاذ صبر:مش هتقولى بقا احنا رايحين فين. نظر لها قاسم باستمتاع مبتسما ولم يجيب.
جودى:اوووووف.. هو انت هتاخد وضع الصامت ده كتير.
لكن لا رد.
جودى:طب قولى هنروح فين.
رد عليها اخيرا:دلوقتى هتعرفى.
جودى :طب حتى عشان اغير هدومى واللبس حاجة مناسبه.
قاسم:انتى كده قمر...
جودى :يعني معقول هتروح تحتفل بخطوبتك مع اللى المفروض انها خاطيبتك وهى باليونيفورم وشنطه المدرسه.
قاسم:اه... عجبانى كده.... وبعدين انا اول مره شوفتك كان بلبس المدرسه ووقعت فى حبك وانتى بلبس المدرسه. ابتسمت له بخجل فى حين رن هاتفها. فتاأفف هو قائلاً :رودى... دى اكيد مها هانم خايفه عليكى من الوحش اللى معاكى.. نظرت للهاتف قائله :ههههههه.. دى فعلا مها..ثم فتحت الخط وطمئنتها انها برفقة قاسم ولم يخلوا الحديث من توصيات مها وغضب قاسم وغيرته.
بعد وقت وصلوا للمكان الذي حجزه قاسم خصيصا لهم فدلف الاثنين وهم ممسكين بكف بعض.. فاتسعت اعين جودى بزهول قائله :نايت كلاب.
قاسم :هههههه.. ايوه.
جودى :بس مافيش حد هنا خالص.
قاسم بغيره :طبعاً... مش هسمع لحد يشوف القمر بتاعى... وكمان عشان نرقص براحتنا.
جودى :بجد... امممم مبسوطه اوووى.
قاسم:بس الاول لازم تاكلى.
جودى :لأ لا... تعالى نرقص.
قاسم يغمزه:طب بتعرفى ترقصى اصلاً.
جودى بثقه:طبعاً.
قاسم يتعجب :معقول
جودى :خليهم بس يشغلولنا اغانى.
رفع هاتفه وقام بالاتصال على احد الاشخاص ممليا عليه اوامره وسرعان ماصدحت إحدى الاغانى الشعبية (اه لو لعبت يازهر) وسرعان ماتسعت اعين قاسم وهو يرى جودى تتمايل بنعومه على الاغنيه وكأنها راقصة محترفه.... ثانيه واحده وارتفعت حرارة جسده من رقصها الذى زادها إغراء على إغراء ياللهى لم يكن يعلم أن هذه الساحرة الصغيره تجيد الرقص هكذا وبهذا الشكل... اخذت انفاسه تعلو وتعلو وصغيرته لا تتوقف عن تمايلها بنعومه... اقترب منها بلا وعى وقال باعين راغبه:جوودى كفايه ابوس ايدك انا ماسك نفسى عنك بالعافيه.. نظرت له بجهل ولحسن حظها ان تم تغيير الاغنيه لاخرى وهى اغنية(مافيا) صفقت جودى بحماس وهى تجذب قاسم للرقص معاه.. قاستفاق هو وبدأ الرقص معها وهو يضحك من قلبه على شقاوتها وهى ترقص بمرح وهو أيضا نسى كل شئ سنه وهيبته وشموخه وبدأ بالرقص معها كأنه شاب في العشرين وهو يضحك ملئ فمه وهى ترقص مقلدة محمد رمضان وهو يقول(مافيا.. مافيا. مافيا.... انا مافيا... مافيا. مافيا. مافيا)
بعد الكثير من الوقت مر بالكثير من المرح والجنون وشقاوة جودى وضحكات قاسم السعيده وهو يشاركها جنونها وشقاوتها حتى توقفت الاغانى فاحتضنها معتصرا أياها بحب :هههههه.. ااااااه ياجودى... جننتينى.
جودى بحماس :طب يالا ناكل انا جوعت... ونبقى نيجى نرقص تانى.
قاسم :تانى.
جودى بحماس واعين لامعة بجنون:اوووووووه.. يالا بينا. قهقه عاليا وهو يضمها اليه قائلاً :محنونه... بس بحبك.. نظرت له بجخل وسعادة.. ثم سحبته هى وجلسوا على الطاوله لتناول الغداء.
جودى بفرحه:بس عارف.
قاسم :امممم.
جودى :كويس انك حجزت المكان لينا لوحدنا.... عشان نعرف ناخد راحتنا.
قاسم:يعني ماتضايقتيش.
جودى :لا بالعكس كنت هتكسف ارقص قدام الناس كده احسن كتير... انا وانت وبس. تتطلع لها بعشق خالص يزداد يوما عن يوم وكلما اقترب اكثر عشقها اكثر.. دام الصمت دقائق حتى قطعه هو قائلاً :طب ممكن تغمضى عنيكي.
جودى :ليه.
قاسم:غمضى بس
جودى:اوكى اهو.واغمضت عينيها. فاخرج قاسم علبه زرقاء من القطيفه وهز يقول :فتحى بقا... فتحت عينيها ومالبثت ان شهقت بزهول وهي ترى عقد من الالماس باهظ الثمن وبجانبه خاتم خطبه على شكل ماسه من الألماس الحر.
جودى :ايه ده ياقاسم.
قاسم بحب:شبكتك ياحبييتى.. اول مره اشوف عروسه تتخطب وماتسالش عن شبكتها ولا حتى الدبله.
جودى بجديه:ايوه بس ده كتير اووى وكفاية الدبله... ده حتى الدبله دى شكلها غالى جداً.
قاسم:دى الماظ حر.
جودى :ليه كده ماكان ممكن دبلة بسيطه اووى وكنت هفرح بيها جداً زيى زى كل البنات.
قاسم:اولا ده مش كتير ابدا.. ثانيا انتى مش زى اى بنت.. انتى غير اى واحده انا شوفتها او ممكن اشوفها.. ثالثاً انا اصلا عايز احيبلك الدنيا دى كلها وحاسس انها هتبقى شويه عليكى.. رابعاً بقى وده الأهم فى حد يرفض هدايا كتير كده اى واحده مكانك كانت هتبقى طايره من الفرحه وعايز تاخد اكتر كمان.
جودى بحب وصدق:عشان انا مش كده وعايزاك انت بس و. قاطعها بصدمه قائلاً وهو يمسك كفها بيده:انتى قولتى ايه.
جودى بذعر:فى ايه.
قاسم:انتى قولتى ايه من شويه.. انا متأكد انى سمعت.
جودى بخجل :ق.. قولت عايزاك انت. اغمض عينيه مستمتعا:يااااااه أخيراً قولتى حاجه يا جودى... ده أنا كنت قربت ايأس. نظرت هى للأرض مرتبكه ثم قالت:أأ.. انا. عارفه اني.. لسه. يعنى.. قاطعها قائلاً :براحتك ياحبيبتى.. خدى وقتك. انا عارف انى استعجلت وقررت حاجات كتير قبل اوانها بس ده فعلا من عشقى ليكى. يا عشق قاسم.....
يتبع.......
كانت تسير بخطى عاصفة تتلبسها شياطين الإنس والجن على الرغم من كونها رأته بعينها وهو يعلن بنفسه عن هذا الخبر لكن غرورها اللامحدود قد صور لها ان هناك لغز ربما لم يكن يقصد نعم نعم هو بالتأكيد لم يعشق هذه الطفله التى رأها منذ يومين فقط وتصغره بالكثير من السنوات لن تشبع عينيه هذه الطفله. يحتاج لامرءه ذات جمال مغرى تعرف كيف ترتدى وكيف تتحدث بلباقه وليست هذه الصغيره الساذجه. من المؤكد ان لديه تبرير لما حدث هو لن ينظر لغيرها....
كل هذه الأفكار كانت تدور برأسها وهى تريد أن تستبعد فكره انه قد احب هذه الصغيره....
كان يجلس في مكتبه مبتسما رغما عنه يشعر براحه وسكون وان روحه عاليه فى السماء فهذه الصغيره غيرت فيه الكثير مجرد انها تنتمى إليه وموجده فى حياته يجعله يحلق فى السماء فرحا وترتسم الابتسامة رغماً عنه... نظر بضيق الى ساعة يده ثم زفر بغضب تبا انها الثانيه عشر لايزال هناك وقت طويل حتى تأتى حبيبته.. وعندما نطق العقل بكلمة حبيبتي اتسعت ابتسامته واسند ظهره للوراء وهو مغمض العينين مستمتع بشعور الحب الذى يشعر به تجاه هذه الصغير يالله كم هو الحب جميل لقد ضاع من عمره الكثير بدون حب ولكن هو غير نادم فهو سعيد جداً لأن اول دقه قلب كانت من نصيب جودى صغيرته. هو غير نادم على تاخره فلو كان احب من سنين كانت بالتأكيد واحده أخرى غير جودى فكيف كان سيقابلها.. شرد اكثر فلو كان احبها من خمس سنوات مثلا حيث يكون عمره خمس وعشرون عاما تكون هى ههههههههههه عندما استوعب عقله هذه الفكره انفجر ضحكا وهو غير مصدق انه حقا احب طفله ولكن ما باليد حيلة غرق فى عشقها وانتهى الأمر. يراها افتن نساء الأرض ولا يستوعب حياته دونها. نظر فى ساعته مره اخرى يالهى لم يمر من الثلاث ساعات غير عشر دقائق. ياللهى اللهمنى الصبر...
استدار بمقعده بحده وهو يستمع لصوت دنيا وهى تقتحم مكتبه وسكرتيرته تحاول منعها وتبرير الأمر.
قاسم :ايه ده ايه اللى بيحصل.
دنيا :الحيوانيه دى بتقولى انا استنى لما تستأذنك.
منى:والله ياقاسم بيه انا قولتلها ثوانى هستأذنك بس هى اتعصبت و. قاطعها بهدوء قائلا:خلاص يامنى اتفضلى انتى.
التفت للواقفه أمامه وهى تتاكل غضباً
قاسم :خير يا دنيا ازاى تدخلى كده من عير استئذان وكمان بالطريقه دى.
دنيا:قاسم انا عايزه افهم ايه اللي بيحصل. ازاى تقول انك بتخطب البنت دى.. قالت كلمتها الاخيره باحتقار احتدت له اعين قاسم صارخا بتحذير :دنييييييييا الزمى حدودك.
انتفضت بفزع من حدته عليها ثم قالت :قاسم... ممكن افهم ايه الحاجه الخطيرة اللى اضطرتك تعمل كده.
قاسم :حاجه خطيره.... خطيره ازاى يعنى.
دنيا:إيه اللي خلاك تظطر تقول انك هتخطبها.
قاسم باستغراب:تفتكرى يعنى هيكون ايه.... هو انا حد يقدر يجبرني على اى حاجة...
دنيا :افهم من كده ايه.
قاسم:تفهمى انى خطبتها عشان بحبها يا دنيا. اتسعت عينيها بصدمة من ماسمعت.
دنيا :لأ... لا طبعا... مستحيل.. انت بتحبنى انا... انت اكيد في حاجة فى الشغل هى الى خلاتك تعمل كده.... ايوه ايوه عشان طلع اشاعات كتير وكانت هتاثر على سمعتك في السوق.. انت بتحبنى انا ويوم ماترتبط هترتبط بيا انا وكل الناس عارفين كده..
قاسم بحده :لأ يا دنيا وانتى عارفه انى عمري ماحبيتك ومش ذنبى انك مفهمه الدنيا كلها اننا هنتجوز... انا بحب جودى. وعشان كده خطبتها مش عشان الأخبار اللى انتشرت انتى عارفه ومتأكده انى كان ممكن انزل تكذيب وشيل الفديو الاصلى من على كل المواقع بس انا مش عايز كده... افهمى بقا.. ولا عندك وغرورك مش راضى يصورلك غير كده. صمت حل لثواني.... صمت تاااام دقائق حتى تحدثت مره اخرى.
دنيا:بقا انا تسيبنى وتروح تحب البتاعه دى.
قاسم بحده :اطلعى برا... براااااا.
دنيا :ماشى يا قاسم.. هتشوف.. قالت هذا ثم غادرت وهى تسب وتلعن بكل لغات العالم وتتوعد لهذه الصغيره الغبيه التى وقفت فى طريقها للوصل لقاسم مهران.
فى المدرسة الكندية وقف يامن يغلى من الغضب ثوانى ووجد جودى تجلس مع صديقتها ريتال لتناول الطعام.
تقدم منهم سريعا فهو منذ ان غادر شركة قاسم مهران وهو يريد التحدث معها وما زاد الأمر سوءا هو هذا المؤتمر اللعين الذى اعلن فيه قاسم علنيا ان جودى اصبحت له وما زاده غضبا هو تقبل جودى الامر وهى تبتسم برضا امام الكاميرات. تقدم منهم قائلا بوجه غاضب محتقن:جودى عايز اتكلم معاكى.
نظرت الفتاتان لبعضهم ثم ليامن فتنحنحت ريتال قائله:احممم طب انا هروح اجيب اللانش بوكس بتاعتى... شكلى نسيتها جوا.
جودى بحرج:اوكى.. وفى الحال انصرفت ريتال نظر يامن فى اثرها حتى ابتعدت فتحدث قائلاً :جودى ممكن افهم ايه اللي بيتقال على السوشيال ميديا ده انتى فعلاً اتخطبتى لقاسم مهران.
جودى :اه يا يامن.. ايه المشكله... تلعثم في الحديث لم يدرى ماذا يقول فاردف متلعثما:ف.. فى.... فى ان هو اكبر منك بكتير اووى وكمان سمعته مش كويسه.
جودى :بس هو قالى انه هيتغير وو.. قاطعها بحده :عمرك سمعتى عن زير نسا تاب انتى لازمك شاب من سنك يعيش معاكى كل حاجه وتتجننوا سوا وتلعبوا وتجروا وتضحكوا... هو عمل كل ده خلاص مع بنات كتير لحد ماشبع منه لكن انتى... ها... انتى لسه.
جودى :بس هو بيحبنى اووى وفيه حاجه بتشدنى ليه.
يامن:لأ وانا هفضل مصمم لحد ما اثبتلك كدة.. قال كلمتها الاخيره بتصميم وهو يغادر المكان عازما على عدم التفريط في حلمه بأن تكون له قائلا فى خلده:يانا يانت يا قاسم يا مهران.
فى تمام الثالثه عصرا كانت جودى تترجل من الباص الخاص بمدرستها وقاسم يقف امام النافذه متلهفا لرؤيتها.وما أن وقع نظره عليها حتى اشرق وجهه نورا متهللا بها.. كانت هى تركض باتحاه المصعد فى نفس دخول أحمد معها فنظر اليها بحزن قائلاً :اهلا انسه جودى.
جودى بمرح:احمد ازيك.
أحمد :الحمد لله
جودى :ايه ده مالك. وبعدين ايه انسه دى مش اتفقنا انا جودى بس وانت احمد.
أحمد بحزن واضح:هو صحيح انتى اتخطبتى لقاسم بيه.. انا كنت احازه اليومين اللي فاتوا واما جيت اتفاحئت.
جودى بابتسامه :اها.. هى كل حاجه حصلت فجاءه.
أحمد بابتسامة حزينه لاحظتها هى:ربنا يوفقك فى حياتك.
جودى :طب... طب انت ليه زعلان كده. كان سيهم بالرد لكن توقف المصعد وقد وصل للطابق المنشود... فقطع حديث احمد وهم يرون قاسم مهران قادم للمصعد متلهفا لتأخرها يفتش عنها فى كل مكان وخمن انها مازالت فى المصعد فاتجه اليه ولكن احتقن وجهه وهو يرى حبيبته كانت تتحدث مع هذا الاحمد الذى كان يجلس معها فيما قبل والواضح عليه اثر الحزن يبدوا انه من ضمن المعجبين بصغيرته فقبض على يدها منتشلها داخل احضانه فى رساله صريحه لتملكه لها وعينه تبعث حديث صامت لهذا الفتى الصغير وهو يقول هى لى.. هى لى....
نظر لهم احمد بحزن وهو عازم على القضاء على هذا الإعجاب الذى بداخله لها قبل ان ينموا لحب ميؤس منه..
اما قاسم فكان بحاله هيستيريه ولم ينتبه او يبالى انه يعتصر جودى امام العاملين فى أحد الطرقات الرئيسية حاولت جودى تنبيهه كثيراً بدون فائدة من هذا الذى يحتضها محدثا حاله:يااربى اعمل ايه بس كل الناس باصينلى فيها وكله مستكرها عليا......
فى شقة محمد والد جودى جلست سهى زوجته الثانية بجانبه والحقد يغلى بداخلها
سهى:شايف مقصوفة الرقبه... رايحه تتخطب رسمى من غير ماترجع لابوها اللى شايله اسمه.
محمد :ماحنا اللى بقالنا فتره مش بنسأل عنها... ده أنا ماعرفش هى فى سنه كام.... وانتى قولتى يا انا يا هى.
سهى :بس بردو.... بردوا انت ابوها.... وبعدين ماهى إلى هدى كانت مدلعاها قال ايه مدرسه كنديه ودروس في سنتر المهندسين اييييه كل ده ليه.
محمد :خلاص... خلاص.. اللى حصل حصل...
سهى:لااااااا الحوازه دى لا يمكن تتم... دول ماحدش فيهم عملك حساب ولا حتى الراجل اللى عايز يخطبها ده جه يتكلم معاك.... مش مستعنيك.... مش عاملك قيمه.... انت لازم ترفض الجوازه دى... نظر اليها محمد وقد بدأ يفكر فى حديثها المسموم وهى كذلك لاحظت بداية تاثيرها عليه فقالت بخبث وحقد محدثة نفسها:عمرى ماهسيبه تتهنى بالجوازه دى يابنت هدى.... قاسم مهران حته واحدة..... اااا يا جودى ياما تحت الساهى دوااهى...
فى مكتب قاسم كان يجلس وهى بجانبه محاولة الحديث معه.
جودى:ممكن افهم انت متعصب اوووى كده ليه.
قاسم وهو يهدر بغضب:هو ايه اللي ليه... كان بيتكلم معاكى فى ايه وليه.. واصلا ازاى تركبى معاه الاسانسير لوحدكوا...
جودى باعين متسعه :كل ده..
قاسم :جوودى جاوبى.
جودى :كان بيسألنى إذا كنت فعلاً اتخطبتلك ولا لأ... احتدت ملامح قاسم وهو يكور قبضة يده بعنف قائلا:وهو فارق معاه فى ايه انه يتأكد ها...
جودى :ماعرفش
قاسم بصرامة :جاوبى على بقية الاسئله.
جودى بحنق طفولى محبب:ايه السؤال التانى. حاول كبت ابتسامته وهو يرتدى قناع الصرامه مجدداً :تركبى معاه الاسانسير لوحدكو ليه..
جودى :انا ماعرفش ان دى حاجة هتضايقك... بس خلاص لو بتضايق مش هعمل كده تانى... كان يقف بشموخ معطيها ظهره وشبح ابتسامة يظهر عليه فاقربت هى منه محاولة أنها هذا الخلاف.
جودى وهى تضع يدها على ذراعه فطولها لم يسمح لها بالوصول لاكثر من هذا:قاسم... خلاص بقا..... يالله كم تذيبه هذه الكلمه عندما تنطق اسمه بشفتيها كم أصبح يعشق اسمه بعدما نطقته هى.. استدار لها مبتسماً وهو يقول:خلاص.
جودى بابتسامة :ايوه كده اضحك... حد يخبى الضحكه الحلوه دى... ابتسم لها وهو ينظر لها نظرات هائمه عاشقه فكم كانت كلماتها بسيطه رقيقه ولكن أصابت قلبه بالصميم مابعه من قلبها ببراءة دون تكلف فنفذت إلى قلبه بقوه.
قاسم بحب:انا مابقتش بضحك غير معاكى اصلاً ياحبيبتى.
جودى بخجل:احممم. أأ.. طب انت ناسى حاجة مهمة.
قاسم يتعجب :حاجه مهمه...حاجه ايه.
جودى :اممم.. مش قولتلى امبارح اننا لازم نحتفل النهاردة بخطوبتنا. ابتسم لها قاسم بحب قائلاً :امممم.. ومين قال انى نسيت.... حد ينسى اهم واجمل حاجة حصلتله..
جودى بمزاح:كلااااااام..كنت ناسى كنت ناسى.. ماتتكسفش.... ماتتكسفش انا زى اخوتك...
قاسم بزهول:اخت مين ياهبله... ااااه منك يا ام لسانين.. لولا سنك الصغير وانى خايف عليكى كنت عرفتك انك عمرك ماتكونى اختى خالص. عقدت حاحبيها بجهل وكانت ستهم بالاستفسار ولكن قاطعها هو:انتى لسه هتسألى.. فامسك خديها بيديه عاضا ايهاهم وهو يقول :عموما هتعرفى كل حاجه على ايدى بس لما تكبرى....وعشان تعرفى انى مش ناسى احتفالنا اجهزى بقا للمفاجاءت النهاردة. قال هذا وهو يسحب يدها خارجاً من الشركة باكملها..
فى سيارته الجيب السوداء كان يتولى هو القيادة وهى بجانبه لا تعلم الى اين يتحهزا... مرت دقائق وهو يراقبها بطرف عينيه باستمتاع وهى تتافف تاره وتفرك فى مقعدها تاره. تجلس على غير هواده تريد أن تعرف الى أين يتجهون.
جودى بنفاذ صبر:مش هتقولى بقا احنا رايحين فين. نظر لها قاسم باستمتاع مبتسما ولم يجيب.
جودى:اوووووف.. هو انت هتاخد وضع الصامت ده كتير.
لكن لا رد.
جودى:طب قولى هنروح فين.
رد عليها اخيرا:دلوقتى هتعرفى.
جودى :طب حتى عشان اغير هدومى واللبس حاجة مناسبه.
قاسم:انتى كده قمر...
جودى :يعني معقول هتروح تحتفل بخطوبتك مع اللى المفروض انها خاطيبتك وهى باليونيفورم وشنطه المدرسه.
قاسم:اه... عجبانى كده.... وبعدين انا اول مره شوفتك كان بلبس المدرسه ووقعت فى حبك وانتى بلبس المدرسه. ابتسمت له بخجل فى حين رن هاتفها. فتاأفف هو قائلاً :رودى... دى اكيد مها هانم خايفه عليكى من الوحش اللى معاكى.. نظرت للهاتف قائله :ههههههه.. دى فعلا مها..ثم فتحت الخط وطمئنتها انها برفقة قاسم ولم يخلوا الحديث من توصيات مها وغضب قاسم وغيرته.
بعد وقت وصلوا للمكان الذي حجزه قاسم خصيصا لهم فدلف الاثنين وهم ممسكين بكف بعض.. فاتسعت اعين جودى بزهول قائله :نايت كلاب.
قاسم :هههههه.. ايوه.
جودى :بس مافيش حد هنا خالص.
قاسم بغيره :طبعاً... مش هسمع لحد يشوف القمر بتاعى... وكمان عشان نرقص براحتنا.
جودى :بجد... امممم مبسوطه اوووى.
قاسم:بس الاول لازم تاكلى.
جودى :لأ لا... تعالى نرقص.
قاسم يغمزه:طب بتعرفى ترقصى اصلاً.
جودى بثقه:طبعاً.
قاسم يتعجب :معقول
جودى :خليهم بس يشغلولنا اغانى.
رفع هاتفه وقام بالاتصال على احد الاشخاص ممليا عليه اوامره وسرعان ماصدحت إحدى الاغانى الشعبية (اه لو لعبت يازهر) وسرعان ماتسعت اعين قاسم وهو يرى جودى تتمايل بنعومه على الاغنيه وكأنها راقصة محترفه.... ثانيه واحده وارتفعت حرارة جسده من رقصها الذى زادها إغراء على إغراء ياللهى لم يكن يعلم أن هذه الساحرة الصغيره تجيد الرقص هكذا وبهذا الشكل... اخذت انفاسه تعلو وتعلو وصغيرته لا تتوقف عن تمايلها بنعومه... اقترب منها بلا وعى وقال باعين راغبه:جوودى كفايه ابوس ايدك انا ماسك نفسى عنك بالعافيه.. نظرت له بجهل ولحسن حظها ان تم تغيير الاغنيه لاخرى وهى اغنية(مافيا) صفقت جودى بحماس وهى تجذب قاسم للرقص معاه.. قاستفاق هو وبدأ الرقص معها وهو يضحك من قلبه على شقاوتها وهى ترقص بمرح وهو أيضا نسى كل شئ سنه وهيبته وشموخه وبدأ بالرقص معها كأنه شاب في العشرين وهو يضحك ملئ فمه وهى ترقص مقلدة محمد رمضان وهو يقول(مافيا.. مافيا. مافيا.... انا مافيا... مافيا. مافيا. مافيا)
بعد الكثير من الوقت مر بالكثير من المرح والجنون وشقاوة جودى وضحكات قاسم السعيده وهو يشاركها جنونها وشقاوتها حتى توقفت الاغانى فاحتضنها معتصرا أياها بحب :هههههه.. ااااااه ياجودى... جننتينى.
جودى بحماس :طب يالا ناكل انا جوعت... ونبقى نيجى نرقص تانى.
قاسم :تانى.
جودى بحماس واعين لامعة بجنون:اوووووووه.. يالا بينا. قهقه عاليا وهو يضمها اليه قائلاً :محنونه... بس بحبك.. نظرت له بجخل وسعادة.. ثم سحبته هى وجلسوا على الطاوله لتناول الغداء.
جودى بفرحه:بس عارف.
قاسم :امممم.
جودى :كويس انك حجزت المكان لينا لوحدنا.... عشان نعرف ناخد راحتنا.
قاسم:يعني ماتضايقتيش.
جودى :لا بالعكس كنت هتكسف ارقص قدام الناس كده احسن كتير... انا وانت وبس. تتطلع لها بعشق خالص يزداد يوما عن يوم وكلما اقترب اكثر عشقها اكثر.. دام الصمت دقائق حتى قطعه هو قائلاً :طب ممكن تغمضى عنيكي.
جودى :ليه.
قاسم:غمضى بس
جودى:اوكى اهو.واغمضت عينيها. فاخرج قاسم علبه زرقاء من القطيفه وهز يقول :فتحى بقا... فتحت عينيها ومالبثت ان شهقت بزهول وهي ترى عقد من الالماس باهظ الثمن وبجانبه خاتم خطبه على شكل ماسه من الألماس الحر.
جودى :ايه ده ياقاسم.
قاسم بحب:شبكتك ياحبييتى.. اول مره اشوف عروسه تتخطب وماتسالش عن شبكتها ولا حتى الدبله.
جودى بجديه:ايوه بس ده كتير اووى وكفاية الدبله... ده حتى الدبله دى شكلها غالى جداً.
قاسم:دى الماظ حر.
جودى :ليه كده ماكان ممكن دبلة بسيطه اووى وكنت هفرح بيها جداً زيى زى كل البنات.
قاسم:اولا ده مش كتير ابدا.. ثانيا انتى مش زى اى بنت.. انتى غير اى واحده انا شوفتها او ممكن اشوفها.. ثالثاً انا اصلا عايز احيبلك الدنيا دى كلها وحاسس انها هتبقى شويه عليكى.. رابعاً بقى وده الأهم فى حد يرفض هدايا كتير كده اى واحده مكانك كانت هتبقى طايره من الفرحه وعايز تاخد اكتر كمان.
جودى بحب وصدق:عشان انا مش كده وعايزاك انت بس و. قاطعها بصدمه قائلاً وهو يمسك كفها بيده:انتى قولتى ايه.
جودى بذعر:فى ايه.
قاسم:انتى قولتى ايه من شويه.. انا متأكد انى سمعت.
جودى بخجل :ق.. قولت عايزاك انت. اغمض عينيه مستمتعا:يااااااه أخيراً قولتى حاجه يا جودى... ده أنا كنت قربت ايأس. نظرت هى للأرض مرتبكه ثم قالت:أأ.. انا. عارفه اني.. لسه. يعنى.. قاطعها قائلاً :براحتك ياحبيبتى.. خدى وقتك. انا عارف انى استعجلت وقررت حاجات كتير قبل اوانها بس ده فعلا من عشقى ليكى. يا عشق قاسم.....
يتبع.......