رواية قطة في عرين الاسد الفصل الحادي عشر11 بقلم مني سلامة
لحلقة ( 11 )
سُمع صوت الطلقات فى الهواء تعبيراً عن فرحهم بهذا الزواج .. كانت الطلقات تخترق السماء بعشوائيه .. لكن أحدى الطلقات لم تنطلق بعشوائيه .. بل انطلقت متعمدة .. متعمدة لأن تخترق أحد الأجساد .. انطلقت الرصاصة تعرف وجهتها جيداً .. تعرف فى أى جسد ستستقر .. ولم تخطئ الرصاصة وجهتها .. واستقرت فى الجسد الذى أطلقت من أجله .. لتنفجر الدماء من هذا الجسد قبل أن يسقط أرضاً .
تعالى الهرج والمرج وبدأت النساء فى الصراخ قفز قلب "مريم" من مكانه وهى تردد :
- استر يارب .. استر يارب
تجمهر الرجال وتعالت أصواتهم :
- اتصلوا بالإسعاف بسرعة
- مين ابن التيييييييت اللى عمل اكده
- هاتوا حاجه نكتم بيها الدم
ووسط الرجال المتجمعين حول بركة الدماء التى خلفها النزف .. كان "مراد" جاثياً على ركبتيه حاملاً رأس "جمال" فوق ذراعيه وأخذ يقول بصوت مضطرب :
- "جمال" .. متقلقش الإسعاف فى الطريق
ثم صرخ فى الرجال قائلاً :
- اقفلوا الباب كويس عشان اللى عمل كده ميهربش ومتسمحوش لأى حد انه يخرج من هنا
نفذ الرجال أوامره وأغلقوا البوابه الخارجية تماماً ولم يسمحوا بخروج أحد على الإطلاق
أخذ "سباعى" يردد :
- ولدى .. ولدى "جمال" .. مين اللى عمل اكده .. آه يا ولدى
ربت "عبد الرحمن" على كتفه محاولاً تهدئته .. تعالت أصوات صراخ النساء وخاصة أم "جمال" .. فصعد اليهم "عبد الرحمن" مسرعاً وصرخ فيهم قائلاً :
- أى حرمه فيكم هتفتح خشمها يمين بالله لطخها
انزوت النساء وهن يشعرن بالخوف من تهديد "عبد الرحمن" .. وكتمن صرخاتهن .. نظرت "مريم" من الشرفة مع النساء المتجمهرات فى الشرفة ورأت "جمال" نائماً على الأرض والرجال حوله .. نظرت اليه بأسى وقالت بصوت خافت :
- يمهل ولا يهمل .. اللهم لا شماته
فتح "عثمان" البوابه لتدخل سيارة الإسعاف التى حملت "جمال" و "سباعى" وزوجته وانطلقت الى المستشفى وانطلق خلفهم "مراد" بسيارته .. و "عبد الرحمن" بسيارته وقال لـ "عثمان" :
- خليك اهنه يا "عثمان" متسمحش لحدا انه يمشى لازمن نعرف مين اللى عمل اكده .. مين اللى استجرى يطخ "جمال" فى بيتي
- حاضر يابوى متجلجش
أمر "عثمان" الرجال بغلق البوابه لحين حضور الشرطة .. تجمهر الرجال وكل منهم يحاول تخمين هوية من أطلق النار على "جمال" .. قال أحد أفراد عائلة "السمري" :
- لا حول ولا قوة الا بالله
قال أحد رجال "الهواري" بغيظ :
- مش عارفين تحمونا فى بيتكم يا ولاد "السمري" .. ينطخ ابن كبيرنا النار فى داركم
قال أحد رجال " السمري" بحده :
- ملناش صالح باللى حوصل .. الله أعلم مين اللى عيميلها
قال أحد رجال "الهوارى" غاضباً :
- هيكون مين اللى عيميلها غير حدا منيكم
قال أحد أحد رجال "السمري" غاضباً :
- واحنا اييه مصلحتنا نعمل اكده مادام ابنكوا وافج يتجوز بنتنا
قال أحد رجال "الهواري" متهكماً :
- ما انتوا لو كنتوا عرفتوا تربوا بنتكوا مكنش حوصل اكده
وقامت معركه بين الرجال وتعالت أصوات النساء بالصراخ مرة أخرى .. دخلت "مريم" الى احدى الغرف الشاغرة وأغلقت الباب عليها .. كانت تشعر بالرعب وظل قلبها يخفق بشدة .. جلست على الفراش وظلت تستغفر ربها وتحاول أن تهدئ روعها وتوقف ارتجافة جسدها .. بعد لحظات حضرت الشرطة وفرقت الرجال .. وأخذوا أقوال الجميع وانفض الجمع .
*************************************************
فى المستشفى جلس "سباعى" مع زوجته و "مراد" و "عبد الرحمن" وبعض الراجل من العائلتين خارج غرفة العمليات فى انتظار خروج "جمال" .. بعد ساعتين خرج الطبيب من غرفة العمليات فأقبل عليه "سباعى" فى لهفة قائلاً :
- طمنى يا دكتور .. ولدى جراله اييه
قل الطبيب بهدوء :
- للأسف الرصاصة استقرت فى عموده الفقري ومحتاج عملية تانية
لطمت أم "جمال" قائله :
- ولدى .. ولدى
نهرها "سباعى قائلاً :
- اسكتى يا وليه واجفلى خشمك
وضعت كفها على فمها تكتم بكائها .. فقال "عبد الرحمن" للطبيب بلهفة :
- يعني هيبجى امنيح يا دكتور
قال الدكتور بأسف :
- كان نفسي أطمنكوا بس للأسف الرصاصة مستقرة فى مكان حساس وممكن تتسبب فى شلله طول عمره .. بس هنعمل اللى نقدر عليه ان شاء الله .. الأيام الجايه هى الىل هتحدد خطورة حالته
بكا "سباعى" قهراً على ابنه فاقترب منه "مراد" وربت على كتفه قائلاً :
- ادعيله وان شاء الله يبقى كويس
قال "سباعى" فى أسى :
- ربنا يجومك بالسلامه يا ولدى
*************************************************
بعدما أفاقت "بهيرة" أصرت على أن تأخذها الخادمة الى بيت "عبد الرحمن السمري" .. وعندما وصلت علمت من "عثمان" بما حدث لـ "جمال" فأسرعت بالذهب الى المستشفى مع رجل من عائلتها .. هرع "مراد" اليها بمجرد أن رآها فى بدايه ممر المستشفى وقال بجزع :
- عمتو ايه اللى جابك .. ليه قمتى من السرير
قالت بلهفه :
- طمنى على "جمال" هو امنيح ؟
أحاطها "مراد" بذراعيه وأجلسها على أقرب مقعد وقال :
- أيوة يا عمتو متقلقيش هو كويس وهو دلوقتى فى أوضة العمليات بيعملوله عمليه تانية
قالت بلهفه :
- كتب الكتاب انكتب ولا لاء يا ولدى ؟
قال "مراد" بأسى :
- لا للأسف اضرب عليه النار قبل ما المأذون يكتب الكتاب
تنهدت "بهيرة" فى راحه قائله :
- الحمد لله يارب .. الحمد لله
نظر اليها "مراد" بإستغراب وكاد أن يسألها عن سبب قولها لذلك لكن "سباعى" أسرع بالإقتراب منهما قائلاً :
- "بهيرة" ايه اللى جومك من فرشتك .. الدكتور جال متعمليش مجهود واصل
قالت "بهيرة" بحده :
- كيف تسمح بإن ده يحصل يا "سباعى" .. كيف تسمح لـ "جمال" انه يتجوز بنت "خيري السمري"
قال "مراد" بدهشة :
- "خيري السمري" ؟ .. مش ده اللى قتل راجل من عيلة "المنفلوطى" واتهموها فى بابا الله يرحمه
قال "سباعى" متنهداً :
- اييوه هو يا ولدى
ثم نظر الى "بهيرة" قائلاً :
- انتى متعرفيش يا "بهيرة" سبب الجوازه دى
صاحب بغضب :
- السبب واضح يا "سباعى" .. ابنك "جمال" بده ينتجم من "خيري" فى بنته .. انت بتعرف امنيح ان ابنك عايز يذل عيلة "السمري" ويكسر عينهم .. كيف بتوافج على الجوازه دى وكيف "عبد الرحمن" بيوافج يسلم بنت ابنه لـ "جمال"
قال "سباعى" بنفاذ صبر :
- اللى حوصل يا "بهيرة" ان "جمال" كان على علاقة ببنت "خيري" وكان بيجبلها فى السر ورجال من عيلتها ظبطوهم سوا و"جمال" نفسه اعترف بان فى حاجه بينه وبينها .. وعشان اكده اضطرينا نتستر على البنيه ونجوزها لـ "جمال" اللى اتفضحت معاه
نظرت اليه "بهيرة" بدهشة وقالت :
- كيف بنت "خيري" تسلم حالها اكده لـ "جمال" .. هى معندهاش عجل ولا اييه
سأله "مراد" :
- فى شهود على كده
قال "سباعى" :
- اييوه بجولك فى رجال من عيلتها شافوهم وظبطوهم مع بعض فى حته مجطوعه فى بيت عم يتبنى جديد وهما فى وضع مو منيح .. ساعتها راحوا لجدها البيت وجولى الرجال كلياتهم
قال "مراد" ساخراً :
- اظاهر ان مش الأب بس اللى معندوش أخلاق .. لا وبنته شربته منه كمان
ثم نظر الى عمه "سباعى" قائلاً :
- مكنش الفروض توافق على جوازه منها .. دى واحدة غير أمينه على نفسها ازاى تخليها تشيل اسم ابنك .. وايه يضمنلك انها معملتش مع غير "جمال" زى ما عملت معاه
قال "سباعى" بحده :
- الموضوع أكبر من اكده يا ولدى .. المشكلة كانت هتجلب دم .. واهى جلبت اهى .. أموت بس وأعرف مين اللى طخ "جمال" .. ياخوفى يكون راجل من عيلة "السمري" مجدرش يتحمل اللى حصل لبنت من عيلتهم ودمه غلى وطخ "جمال" .. ساعتها هيبتدى التار من أول وجديد بين العيلتين ومحدش هيجدر يوجفه عاد
بدت "بهيرة" وكأنها مستغرقه بشدة فى التفكير ثم قالت بحزم :
- بدى أجابل بنت "خيري"
قال "مراد" بدهشة :
- عايزه تقابليها ليه يا عمتو
قالت بحزم :
- ملكش صالح .. بدى أجابلها
قال "مراد"بنفاذ صبر :
- طيب يا عمتو تعالى أروحك دلوقتى .. خلاص الفجر باقيله كام ساعة .. وبكرة الصبح ان شاء الله أخدك عندها طالما ده هيريحك
**********************************************
بعدما رحلت جميع النساء من بيت "عبد الرحمن" دخلت زوجته على "مريم" التى كانت تنام على فراشها متقوقعه على نفسها وهى تنظر الى فراغ الغرفة .. اقتربت منها جدتها وجلست بجوارها قائله بحنان :
- انتى امنيحه يا بنيتى
جلست "مريم" على فراشها ونظرت الى جدتها قائله بحده :
- تيته لو سمحتى احكيلى ايه اللى بيحصل .. أنا مش فاهمة حاجه .. مين عيلة "الهواري" دى .. ومين "سباعى" ومين "جمال" .. وليه فى مشاكل وضرب نار .. أنا مش فاهمة حاجه
تنهدت جدتها بحسره قائله :
- بصى يا بنيتي .. هحكيلك اللى حوصل زمان .. من زمان جوى كان فى بين عيلتنا وعيلة "الهواري" مشاكل جديمة جوى جوى وتار وجتل .. وكانت العيلتين بيكرهوا بعض كره العمى .. لحد ما فى يوم انجتل واحد من عيلة "المنفلوطى" .. ابن "حسن المنفلوطى" ..والعيلة دى كان فى بينا وبينهم مشاكل وكمان كان فى بينهم وبين عيلة "الهواري" مشاكل
كانت "مريم" تستمع الى جدتها بإهتمام فأكملت قائله :
- ابن "حسن النفلوطى" جبل ما يموت كتب بدمه على الأرض اسم اللى جتله .. كتب "خيري" .. وكان فى اتنين "خيري" .. خيري أبوكى اللى من عيلة "السمري" .. وخيري من عيلة "الهواري" اللى هو أخو "سباعى" .. وكان بينه وبين الاتنين مشاكل فمعرفوش يحددوا هو كان يجصد "خيري" مين فيهم
اتسعت عينا "مريم" من الدهشة وبدا عليها الصدمة .. أكملت جدتها قائله :
- الشرطة حججت مع الاتنين وطلعوهم الاتنين براءه لان مكنش فى أى دليل ضدهم غير الاسم الله كتبه ابن "حسن" جبل ما يموت .. لكن "حسن" أقسم انه يجتل التنين .. "خيري" أبوكى و "خيري" أخو "سباعى" .. ومكنش فى الا حل واحد .. ان العيلتين يهربوا ولادهم التنين على مصر .. ومن يوميها والعيلتين وجفوا الجتل بيناتهم وداروا على بعض
بدا على "مريم" التأثر وهى تستمع الى جدتها وتنهدت قائله بأسى بصوت منخفض :
- هو ده السر اللى كنت مخبيه عليا يا "ماجد"
قالت جدتها بدهشه :
- "ماجد" مين ؟
تجاهلت "مريم" سؤالها وقالت بحزن :
- بس بابا قالى انه مقتلش حد يا تيته وانه برئ
قالت جدتها بحزم :
- طبعا مجتلش حد .. أبوكى مكنش حتى بيحب يشيل سلاح .. أبوكى كان راجل بيعرف ربنا .. مستحيل يجتل .. اللى جتل ابن "حسن المنفلوطى" هو "خيري الهواري" مش أبوكى يا بنتى
اطمئنت "مريم" لتأكيد جدتها براءة والدها وقالت :
- صح يا تيته بابا كان يعرف ربنا مستحيل يعمل كده .. انا واثقه ان مش هو اللى قتل الراجل اللى مات
ربتت جدتها على كتفها قائله :
- يلا يا ابنيتى الفجر عم بيأذن .. صلى ونامى وارتاحى
خرجت جدتها وقبل أن تتوجه الى غرفتها مرت على غرفة "صباح" فوجدتها ساهره أمام الشباك المفتوح .. فزعت "صباح" لرؤيتها وهبت وقافه وقالت :
- خير فى حاجه ياماى
قالت أمها بدهشه :
- انتى منمتيش لحد دلوجيت يا "صباح"
قالت "صباح" بإرتباك :
- لا مجاليش نوم
- طيب يا ابنيتي صلى الفجر ونامى .. تصبحى على خير
خرجت أمها لتعود "صباح" الى مكانها أمام الشباك وشردت من جديد.
****************************************
صاح "حسن المنفلوطى" بدهشة :
- يعني اييه محدش منيكم هو اللى طخه .. أمال مين اللى طخه
قال أحد رجاله :
- معرفش يا حاج "حسن" .. فجأة انطخ ومحدش عرف مين اللى عيميلها
قال "حسن" ضاحكاً بسعادة :
- مش مهم مين اللى عيميلها .. المهم العيلتين وجعوا فى بعض خلاص
ثم ضاقت عيناه وقال بخبث :
- وان موجعوش نوجعهم
***************************************
فى صباح اليوم التالى استيقظت "نرمين" على صوت هاتفها .. نظرت الى الهاتف ثم ارتسمت ابتسام صغيره على شفتيها وردت قائله :
- أفندم
- صباح الخير يا حبيبتى
قالت محاولة تصنع الجديه :
- مش قولتلك متتصلش تانى
- يبقى بتقوليلي روح موت أحين.. لانى لو مسمعتش صوتك معناها ان الموت أحسنلى
- آه والاسطوانه دى شغلتها لكام بنت قبل كده
- "نرمين" لو قولتيلى الكلام ده تانى هزعل منك بجد .. متشبهيش مشاعرى نحيتك وكلامى ليكي بإسطوانه .. ده كلام من قلبي يا "نرمين" .. قلبي اللى انتى مش حسه بيه ومعذباه معاكى
قالت "نرمين" بصوت خافت :
- أنا أصلا مش فاهمة انت عايز ايه .. بتقول بتحبنى .. طيب وبعدين يعني
- عايز أشوفك
قالت بدهشة :
- تشوفنى ؟
-أيوة نتقابل .. فى حاجات كتير لازم نتكلم فيها الأول قبل ما أكلم "مراد" أخوكى .. لازم أشرحلك ظروفى بالتفصيل و آخد منك موافقه عشان محرجش نفسي مع أخوكى
صمتت "نرمين" وهى تشعر بالحيره .. فأكمل قائلاً :
- مش محتاج منك غير مقابله واحده بس .. نتكلم فيها ونحط النقط على الحروف وبعدها هكلم "مراد" على طول .. بس لازم نتقابل الأول يا "نرمين"
قالت "نرمين" بحيره :
- نتقابل فين ؟
قال الصوت بلهفه :
- فى أى مكان تختاريه .. انا مش هعترض .. شوفى المكان اللى يريحك
صمتت "نرمين" ولم ترد فقال :
- حبيبتى متخفيش منى .. أنا مش ممكن أأذيكي .. أنا بس محتاج أتكلم معاكى الأول قبل "مراد"
قالت "نرمين" بعد تفكير :
- طيب سيبنى أفكر شوية وهقولك قرارى
- طيب بس حبيبتى متتأخريش عليا .. عشان انتى وحشانى أوى ومن زمان مشفتكيش .. وكمان فرصة ان "مراد" مسافر وهتعرفى تخرجى براحتك
قالت بدهشة :
- انت كمان عارف ان "مراد" مسافر
ضحك الصوت قائلاً :
- طبعاً مش بقولك صحبه
ثم قال بهمس :
- واللى بيحب حد بيهتم بكل التفاصيل عنه .. خلى بالك من نفسك يا حبيبتى .. ومتخرجيش لوحدك و"مراد" مش موجود .. اتفقنا
ابتسمت قائله :
- ماشى .. أنا مضطره أقفل دلوقتى
- ماشى حبيبتى مع السلامه
- مع السلامه
أغلقت هاتفها وقد اتسعت ابتسامتها وشعرت بخفقات قلبها المتسارعه
**************************************
عاد "عبد الرحمن" الى بيته ظهراً فاستقبلته أسرته متساءلين عما حدث فطمأنهم قائلاً :
- الحمد لله شالوله الرصاصه .. وبيجولوا احتمال كبير يبجى امنيح .. الحمد لل كل على الله
قال "عثمان" بغيظ :
- آه لو أعرف مين اللى عيمل اكده وطخه فى بيتنا .. كنت جتلته بيدى
قالت زوجته :
- ومين اللى معاه
- أبوه وأمه و عمته وابن عمه
قالت زوجته بدهشه :
- ابن عمه مين ؟
قال "عبد الرحمن" وهو يتوجه الى غرفته :
- ابن "خيري الهواري"
خفق قلب "مريم" بشده والفتت الى جدتها تسرع خلفه قائله :
- جدو .. هو ابن "خيري الهواري" ده شكله ايه ؟
التفت اليها جدها قائلاً بدهشه :
- يعني اييه شكله اييه .. راجل زى باجى الرجاله
صاح "عثمان" بحده :
- فى واحده متربيه تسأل عن راجل غريب شكله اييه .. اظاهر انك عايزه تتربي من أول وجديد
التفتت الى عمها قائله بضيق :
- بسأل لسبب فى نفسي .. مش فضول وخلاص
قالت ذلك ثم توجهت الى غرفتها .. فتحت اللاب توب وجلست على فراشها وفتحت المجلد الذى يحوى صور "ماجد" .. وأخذت تتطلع اليها وهى تتمتم بحيره :
- معقول .. معقول أخوك .. نفس الشكل ونفس الاسم .. مش معقول كل ده صدفه
ثم قالت لنفسها بدهشه :
- بس ازاى أخوك .. وكان فين طول السنين دى .. وعايش مع مين .. معقول عايش مع أبوك .. طيب ليه محدش دور عليك .. يعني مامتك تبقى مراة الراجل اللى قتل واللى بابا اتظلم بسببه
تنهدت بقوة ووضعت كفيها على رأسها قائله :
- أنا هتجنن .. معدتش فاهمه حاجه ابداً
****************************************
نامت "بهيرة" ليلها فى احدى حجرات المستشفى بعدما ازداد عليها تعبها .. استيقظت فوجدت "مراد" الى جوارها .. فاقترب منها قائلا :
- صباح الخير يا عمتو .. ازي صحتك دلوقتى ؟
قالت بضعف :
- بخير يا ولدى الحمد لله
ثم قالت :
- كيف حال "جمال" ولد عمك
ابتسم قائلا :
- الحمد لله بخير .. لسه مفاقش بس الدكاتره طمنونا الحمد لله .. ان شاء الله تعدى على خير
- على الله يا ولدى على الله
صمتت قليلا ثم نظرت اليه قائله :
- ناديلي الممرضة تساعدنى ألبس عشان تاخدنى على بيت "عبد الرحمن السمري"
صاح "مراد" بدهشه :
- دلوقتى يا عمتو .. انتى تعبانه .. اجلى الزياره دى شويه .. مع انى مش فاهم سببها اصلا .. ليه تروحى تزورى واحده زى دى .. عايزه تتكلمى معاها فى ايه مهم كده
قالت "بهيرة" بحزم :
- جولتلك ناديلي الممرضة وملكش صالح بأى حاجه واصل
استسلم "مراد" لرغبة عمته .. وافق الطبيب على خروجها من المستشفى على أن تواظب على تناول أدويتها فى موعدها .. مرا على غرفة "جمال" الذى أفاق واطمئنا على صحته .. قال "جمال" متهكماً بصوت ضعيف :
- جيت أدخل دنيا كنت هخرج منها
قالت أمه بلهفه :
- بعد الشر عليك يا ولدى لا تجول اكده
ابتسم له "مراد" قائلا :
- حمدالله على سلامتك يا "جمال" ان شاء الله تقوم بالسلامه وتبقى زى الحصان
- تسلم يا ولد عمى
دخلت الممرضة وقالت :
- لو سمحتوا كفاية لحد كدة وسيبوا المريض يرتاح
خرج الجميع من الغرفة وأصر "سباعى" و زوجته على البقاء فى المستشفى .. خرجت "بهيرة" مع "مراد" وتوجها الى بيت "عبد الرحمن" .. استقبلهم "عثمان" ببرود .. فواجهه "مراد" ببرود مماثل .. أدخلهم الصالون وذهب ليوقظ والده .. رحب بهم "عبد الرحمن" .. قالت "بهيرة" :
- عايزه أشوف حفيدتك يا "عبد الرحمن"
قال "عبد الرحمن" بقلق :
- "مريم" .. خير يا "بهيرة" .. عايزاها فى اييه
قالت بحزم :
- ملكش صالح يا "عبد الرحمن" .. عايزه أشوفها
أدخلها "عبد الرحمن" الى غرفة "مريم" فطلبت أن تمكث معها بمفردها فخرج "عبد الرحمن" وتركهما بمفردهما .. نظرت اليها "مريم" بدهشة وهى لا تعرف من تلك المرأة التى دخلت عليها غرفتها .. تفحصتها "بهيرة" من رأسها الى أخمص قدمها وقالت :
- اللى خلف مماتش .. فيكي من أبوكى كتير .. بس انتى أحلى منيه .. أكيد أمك كانت منيحه
ابتسمت "مريم" لإطراء المرأه وقالت :
- متشكره
أشارت "مريم" الى السرير قائله :
- اتفضلى حضرتك اعدى
جلست "بهيرة" دون أن ترفع عينها عن "مريم" التى جلست بجوارها .. بدأت "بهيرة" الحديث قائله :
- آنى عايزه أسألك سؤال واحد بس .. مش أكتر من اكده
قالت "مريم" بهدوء :
- طيب ممكن أعرف الأول حضرتك مين
قالت "بهيرة" :
- آني "بهيرة الهواري" .. أخت "سباعى" و "خيري"
نظرت اليها "مريم" بدهشة وقالت :
- حضرتك أخت "خيري الهواري " ؟
- ايوة يا بنتى أنا
قالت لها "مريم" بلهفه :
- أنا كنت عايزه أسأل عن حاجه مهمه .. ومكنتش عارفه أسأل مين .. وانتى أكتر حد هيفيدنى
- عن اييه عايزه تسألى يا بنيتي ؟
قالت "مريم" وهى تمعن النظر فى المرأة :
- "خيري" أخوكى .. اللى هرب من التار على القاهرة .. كان مخلف ولدين مش كده ؟
ضاقت عينا "بهيرة" وقالت :
- أبوكى حكالك اييه بالظبط
قالت "مريم" بحماس :
- لأ بابا محكاليش حاجه خالص .. بس تيته امبارح حكتلى عنكوا وعن جريمة القتل اللى حصلت .. واللى لفت نظرى اسم الراجل اللى من عيلتكوا اللى هرب هو كمان على القاهرة .. الراجل ده يبقى أبو جوزى
نظرت اليها "بهيرة" بدهشة قائله :
- أبو جوزك ازاى؟
قالت "مريم" بحماس :
- أنا مرات "ماجد" .. "ماجد خيري الهواري"
اغرورقت عينا "بهيرة" بالعبرات وقالت :
- مش معجول .. انتى اتجوزتى "ماجد" ابن خوى
قالت "مريم" بتأثر :
- أيوة .. ومكنتش أعرف انه ابن الراجل اللى فيه بينه وبين بابا عداوة .. محدش قالى لا بابا قالى ولا "ماجد" قالى
قالت "بهيرة" بلهفة :
- وينه ؟ .. وينه ابن خوى
اغرورقت عينا "مريم" بالعبرات وقالت :
- اتوفى .. من أكتر من سنة
أجهشت "بهيرة" بالكباء .. فلم تتحمل "مريم" فشاركتها بكائها .. ضمتها المرأة الى صدرها وقالت :
- كان نفسي أشوفه جبل ما يموت .. كان نفسي أشوفه جوى
شعرت "مريم" بالأمان فى حضن المرأة التى لم تصدق حتى الآن انها اتقت بها .. بعمة "ماجد" .. رفعت "مريم" رأسها قائله والعبرات تتساقط على وجهها :
- ادعيله ان ربنا يرحمه ويغفرله
قالت "بهيرة" بتأثر :
- ربنا يرحمك يا خوى انت وولدك
قالت "مريم" بإهتمام :
- أنا من يومين شوفت صدفه واحد شبه "ماجد" بالظبط .. شبهه بشكل غير عادى .. ده أخوه مش كده ؟ .. أخوه من أم تانيه ؟
صمتت "بهيرة" وبدا عليها التردد ثم قالت :
- ايوة أخوه .. "مراد"
ثم قالت بجدية بالغة :
- سيبك دلوجيت من اكده .. آنى عايزة أسألك سؤال وعايزاكى تقسمى بالله انك هتجولى الحجيجة ومش هتكدبي
قالت "مريم" بسرعة :
- من قبل ما أعرف السؤال .. والله العظيم مش هكذب وهقول الحقيقة
سألتها "بهيرة" وهى تفرس فى وجهها تراقب تعبيراته :
- فى حاجة حصلت بينك وبين "جمال" ابن "سباعى" زى ما الخلج بتجول ؟
قالت "مريم" بثقه دون أن يرف لها رمش :
- لأ مفيش .. ولا عمرى شوفته قبل كده
قالت "بهيرة" وهى مازالت تتفرس فيها :
- بس رجال من عيلتك شفوكى معاه
قالت "مريم" بحزم :
- كل الحكايه انى كنت خارجة مع "صباح" وسابتنى وراحت لواحده صحبتها فجأة لقيت اللى اسمه "جمال" ده طلعلى وحضنى وفى كام راجل دخلوا فجأة ومبقتش فاهمة أى حاجه ولا فاهمة مين دول ولا ايه اللى بيحصل بالظبط .. وفجأة لقيت نفسي مضطره أتجوز اللى اسمه "جمال" ده
أومأت "بهيرة" برأسها وتنهدت قائله :
- كان جلبي حاسس انه جاصدها
قالت "مريم" بإستغراب :
- قاصد ايه ؟
قالت "بهيرة" وهى تنهض:
- هتعرفى كل حاجة يا بنتى لكن فى وجتها .. أهم حاجه دلوجيت متجلجيش مش هخلى "جمال" ابن خوى يلمس شعره منيكى
ابتسمت "مريم" وهى تحمد الله أن رزقها بتلك المرأة لتقف بجوارها وتنصفها .. اقتربت منها "بهيرة" ومسحت على شعرها قائله :
-هنحكى كتير جوى مع بعض بس لما الأمور تهدى والمشكلة تتحل .. والكلام اللى دار بيناتنا دلوجيت عايزاه يفضل سر بيني وبينك لحد ما يحين أوان الكلام .. اتفجنا يا ابنيتى
اتسعت ابتسامتها قائله :
- حاضر .. حضرتك متقلقيش مش هجيب سيرة لحد
*****************************************
هتفت "سهى" فجأة :
- هاااااااااار اسود .. الحقى شوفى "طارق" كاتب ايه لـ "مريم"
رفعت "مي" رأسها وقالت بدهشة :
- كاتبلها فين
ضحكت "سهى" قائله :
- على ايميل الشركة .. شكله فاكر ان هى لوحدها اللى بتدخل عليه
قالت "مى" بدهشه :
- وانتى ايه يخليكي تفتحى ايميل مبعوت من الأستاذ "طارق" ده عميل "مريم"
ابتسمت "سهى" قائله :
- فضول .. وكان عندى حق .. قومى شوفى كتبلها ايه
قالت "مى" ونظرت الى الرسالة .. قرأتها وهى تحاول بصعوبة التحكم فى ذلك الألم الذى بدأ فى غزو قلبها .. قالت "سهى" :
- يا عيني .. شكله واقع لشوشته .. ميعرفش ان "مريم" قفل مسوجر
سألتها "مى" بإهتمام :
- الرسالة كانت مفتوحة لما دخلتى عليها .. يعني حد قراها قبلك ؟
- لأ مكنتش مفتوحة
أمسكت "مى" الماوس وحذفت الرساله .. صاحت "سهى" :
- حذفتيها ليه ؟
توجهت "مى" الى مكتبها دون أن تجيبها وأخرجت هاتفها من حقيبتها ثم ضربت بأصابعها فوق لوحة المفاتيح وسجلت أحد الأرقام على هاتفها ثم غادرت المكتب ووقفت أمام باب الشركة .. اتصلت بالرقم وقلبها يخفق بقوة .. أتاها صوت رجولى :
- ألو
صمتت قليلاً فقال :
- ألو
قالت بتوتر وهى تحاول وقف ارتجافة صوتها :
- ألو .. أستاذ "طارق"
- أيوة مين معايا
- أنا الآنسه "مى" من شركة رؤية للدعاية والإعلان
- أيوة ايوة أهلا بيكي يا آنسه "مى"
- أهلا بحضرتك .. أنا بس كنت عايزة أعرف حضرتك حاجة
- اتفضلى
قالت بإضطراب :
- الإيميل اللى حضرتك بعت عليه الرساله لـ "مريم" ده ايميل الشركة .. يعني مش "مريم" بس اللى بتدخله .. كل الديزاينرز اللى فى الشركة معاهم الباسوورد
صاح "طارق" بحرج :
- اووووف .. يعني تقصدى تقولى ان الناس كلها شافت رسالتى
قالت بصوت خافت :
- لأ .. انا و "سهى" بس
شعر "طارق" بحرج بالغ وقال وهو يشعر بالغيظ من نفسه :
- معرفش ازاى اتغبيت للدرجة دى .. أكيد طبعاً ايميل الشركة مش هيكون خاص بيها لوحدها .. موقف محرج جداً
قالت "مى" محاولة ضبط انفعالاتها :
- أنا بس حبيت أقول لحضرتك .. انى مرضتش أديك رقم "مريم" لانها مش بتدى رقمها لاى عميل ولا لأى راجل .. بس من رسالتك واضح ان حضرتك حد جد وعايز حاجه رسمي .. لان "مريم" واحدة محترمة ومش هتوافق بحاجه غير كده زى ما انت قولت عنها فى رسالتك .. وعشان كده أنا هديك رقمها هيكون التواصل معاها أسرع وكمان متقلقش أنا حذفت الرسالة اللى حضرتك بعتها يعني متقلقش محدش تانى هيشوفها
قال "طارق" بإرتياح :
- بجد مش عارف أشكرك ازاى
قالت بصوت خافت :
- لا أبداً مفيش حاجه
أعطته الرقم ودونه عنده .. ثم قالت :
- قبل ما اقفل بس أحب أقول لحضرتك حاجه .. "مريم" لسه متأثره بموت خطيبها .. يعني حبيت أقولك كده عشان لو رفضتك من أول مرة متستسلمش .. ده لو انت عايزها بجد .. يعني الموضوع هيبقى متعب شوية .. بس "مريم" بجد انسانه تستاهل ان الواحد يتعب عشانها
قال "طارق" برقه :
- انتى مخلصة أوى .. "مريم" محظوظة ان عندها صاحبه زيك
شعرت بالتوتر الشديد لإطرائه فأنهت المكالمة بسرعة :
- أنا مضطرة أقفل دلوقتى .. مع السلامة
أغلق الهاتف وحاولت ضبط انفعالاتها لتستطيع العودة الى داخل المكتب .. لكن رغماُ عنها سقطت عبرة حزينه على وجنتها فى صمت .
*****************************************
كانت "مريم" فى غرفتها تقرأ وردها .. عندما سمعت صوت صراخ وضرب نار بالأسفل ..شعرت بالفزع .. وخرجت من الشرفة لتجد عمها "عثمان" ملقى على الأرض وغارقاً فى دمائه .. هرعت الى الخارج وهى تصرخ :
- الحقيني يا تيته .. الحقيني يا "صباح"
خرجت مسرعة وانحنت بجوار عمها وهى تبكى قائله :
- عمو .. عمو متمتش .. عمو
وضعت يديها على الجرح تحيط بنصل المطواة المغروزة فى جسده تحاول وقف النزيف .. أخرجت هاتفها من جيبها واتصلت بجدها الذى كان يزور "جمال" فى المستشفى .. هتفت قائله بهلع :
- الحقنى يا جدو عمو ضربوه بالمطوه
صاح "عبد الرحمن" بفزع :
- بتجولى اييه يا "مريم"
قالت وهى تبكى والدماء تغرق يدها :
- بينزف جامد أوى .. اطلبلنا الاسعاف بسرعة يا جدو .. عمو مبيردش عليا خايفة يكون مات
أغلق "عبد الرحمن" الهاتف وشرع فى طلب الاسعاف اقترب منه "سباعى" قائلاً :
- ايه اللى حصل يا "عبد الرحمن"
التفت اليه "عبد الرحمن" بلهفه قائلاً :
- الحقنى يا "سباعى" طعنوا "عثمان" بالمطاوى
صاح "سباعى" :
- لاحوة ولا قوة الا بالله
وقف "مراد" يتابع ما يحدث فى وجوم
وصل "عثمان" الى المستشفى بصحبة "مريم" و أمه استقبلهم "عبد الرحمن" وأخذ ينظر الى ابنه المحمول على النقالة والى ملابس "مريم" الغارقة فى الدماء .. صاحت "مريم" باكيه :
- ليه يا جدو عملو كده فى عمو ليه
أحاطها "عبد الرحمن" بذراعيه وأدخلها احدى الغرفة وأمر الطبيب الممرضة بإعطائها بعض المهدئات
اقترب "سباعى " من "عبد الرحمن" قائلاً :
- يمين بالله يا "سباعى" آنى ماليا دخل باللى حوصل .. ولو عرفت ان واحد من عيلتى هو اللى عيميلها لأكون مسلمه للشرط بيدى
قال "عبد الرحمن" واجماً :
- بعرف يا "سباعى" بعرف .. بس باجى الرجال ما بيعرفوا .. وفى رجال الغضب بيعميهم ومابيخليهم يشوفوا جدامهم
قال "سباعى" بحسرة :
- لولا اللى حصل لـ "جمال" كان زمانا خلصنا من المشكلة دى
اجتمع خارج المستشفى عدد كبير من رجال العائلتين وبدا وكأن معركة ستحدث بينهما .. خرج لهم كل من "عبد الرحمن" و "سباعى " .. أخذ الرجال يكيلوا الاتهامات لبعضهم البعض وتوتر الجو لولا تدخل الحكيمين "عبد الرحمن" و "سباعى" .. قال "عبد الرحمن " :
- يا رجاله "عثمان" امنيح .. وآنى متأكد ان الى عمل اكده بعيد عن عيلة "الهواري"
قال أحد الرجال :
- كيف يتعرف يعني يا "عبد الرحمن" .. معرفوش يهربوا من الجوازه جاموا جتلوا "عثمان" كمان
صاح أحد رجال "الهواري" :
- وليه متكنوش انتوا اللى طخيتوا "جمال" بعد ما فضح بنتكوا
صاح أحد رجال "السمري" :
- اتكلم عن حريمنا امنيح يا تييييييييت
قاح أحد رجال " الهواري" :
- مانتوا لو كنتوا عرفتوا تربوا بنتكوا مكنش ده حوصل
صاح أحد رجال "السمري" :
- انتوا اللى ابنكوا ناجص ربايه وبيتعدى على حرمة غيره
صاح "سباعى" غاضباً :
- خلاص مفيش داعى للكلام ده عاد .. الجوازه بين العليتين هتتم .. ومش عايز حد يفتح خشمه بالموضوع ده بعد اكده واصل
صرف "عبد الرحمن" الرجال الذين انصرفوا فى غضب وكل منهم ينظر للآخر شزراً
ما كاد "عبد الرحمن" و "سباعى" يدخلون المستشفى حتى استقبلهم "مراد" قائلاً :
- دخلوه أوضة العمليات .. ان شاء الله خير
رفع "عبد الرحمن" كفيه قائلا :
- يارب جيب العواجب سليمه
سمعا من خلفهم صوت "بهيرة" تقول :
- ايه اللى حوصل لـ "عثمان" صحيح اللى سمعته
هرع اليها "مراد" قائلاً بحده :
- عمتو ايه اللى جابك .. نفسي تريحى نفسك بأه .. انتى تعبانه
التفتت الى "عبد الرحمن" و"سباعى" قائله بحزم :
- الحكاية مش هتنتهى الا بالجواز .. ودلوجيت .. كتب الكتاب يتكتب دلوجيت
صاح "سباعى" بحنق :
- كيف يعني دلوجيت يا "بهيرة" .. مش لما "جمال" يفوق من اللى فيه .. ده لسه فى عمليه تانى بكره
قالت "بهيرة" بحزم :
- "مريم" مش هيتجوزها "جمال" .. مستحيل تكون لـ "جمال"
قال "عبد الرحمن" بحده :
- تجصدى اييه يا "بهيرة" .. لو محصلش الجواز ده هيكون فيها دم .. مينفعش ابنكوا يتعدا على حريمنا وتجولى مينفعش يتجوزها
قالت "بهيرة" :
- "مريم" هتتجوز .. بس مش "جمال"
ثم التفتت الى "مراد" قائله :
- هتتجوز "مراد" ولد خوى "خيري"
قال "مراد" بدهشة :
- بتقولى ايه يا عمتو
- اللى سمعته يا ولدى انت اللى هتتجوزها
صاح "مراد" بغضب :
- مش ممكن طبعاً .. مستحيل أتجوز واحدة ظبطوها مع ابن عمى
قالت "بهيرة" بحزم :
- متظلمهاش يا ولدى مش كل اللى بينشاف بيكون هو الحجيجة اسألنى آنى
قال "مراد" بحزم :
- مش ممكن أتجوزها يا عمتو شوفولها راجل تانى .. الرجاله ماليه العيلة
قالت "بهيرة" :
- انت اللى عليك الدور يا ولدى .. لو ابتدا التار بين العيلتين هيبجى انت اللى عليك الدور بعد "جمال" .. هاى العادة المتخلفة راح فيها رجال كتير .. مش عايزين نعيدها تانى .. مش كل الرجاله بتحكم عجلها .. فى رجاله بتمشى ورا غضبها من غير تفكير .. ودول بيحكموا غضبهم وبينسوا شرع ربنا .. وبسببهم هتجيد النار تانى بين العيلتين ومفيش حل الا الجواز .. لازمن تتجوز "مريم"
صمت "مراد" وهو يشعر بالحنق الشديد ثم قال بصرامة بعد تفكير :
- لو فاكرة انى ممكن اتجوزها واعيش معاها زى اى زوجين طبيعين فده مش هيحصل يا عمتو .. انا ممكن انقذ الموقف واكتب كتابى عليها مش اكتر من كده عشان المشكلة دى تتحل وبعدين نسافر القاهرة ونحل الموضوع
قالت "بهيرة" :
- وآنى مش عايزة أكتر من اكده يا ولدى تكتب عليها وتاخدها معاك على مصر لحد ما أتأكد ان الأمور اتحلت اهنه وبعدين أجيلكوا على مصر واللى رايده ربنا ساعتها هو اللى هيكون
زفر "مراد"بضيق ثم قال بعنف وهو يكظم غيظه :
- طيب .. ماشى .. بس فهميها ان طول ما هى اعده معايا ولحد ما حضرتك ترجعى القاهرة هتنفذ كل اللى هقولها عليه بالحرف .. أنا مش هسمح أبدا بالتسيب اللى هى كانت عايشه فيه .. لحد ما نشوف هنخلص من المشكلة دى ازاى.. ولو شوفت منها غلطة واحدة مهما كانت صغيره هطلقها فوراً ومش هسمحلها تستنى فى بيتي لحظه واحده .. ولو كلامى ده معجبهاش يبقى شوفولها راجل غيري يحل المشكله دى
قال "عبد الرحمن" بصرامة :
- بنت ابنى متربيه امنيح عيب تتكلم عنها اكده
ابتسم "مراد" بسخريه وتهكم وقالت "بهيرة" :
- فينها "مريم" ؟
أشار "عبد الرحمن" الى غرفتها .. دخلت "بهيرة" الغرفة لتجدها نائمة على الفراش وعلامات الارهاق على وجهها .. التفتت اليها الممرضة قائله :
- هديت دلوقتى بعد ما ادتلها المهدئ
أومأت "بهيرة" برأسها واقتربت منها قائله :
- كيفك يا ابنيتى
التفت اليها "مريم" بأعين دامعه وقالت بصوت مرتجف :
- ليه عملوا فى عمو كده .. كان شكله صعب أوى وهو واقع فى الأرض وعماله بينزف .. ليه عملوا فيه كده
مسحت "بهيرة" على شعرها قائله :
- ولو مسمعتيش كلامى ايديهم هتطول جدك وكل رجال عيلتكوا
قالت "مريم" وشهقات بكائها تتصاعد :
- ليه .. ليه كل ده
تنهدت "بهيرة" فى حسرة قائله :
- بعد عن ربنا وعن شرع ربنا .. للأسف فى ناس بيخلوا الأحكام والأعراف والعادات تتحكم فيهم حتى لو كانت بتخالف شرع ربنا
قالت "مريم" بتأثر :
- أنا مش عايزه حد من عيلتى يحصله حاجه وحشه أنا ما صدقت لقيتهم
ابتسمت لها "بهيرة" قائله :
- يبجى تسمعى اللى هجولك عليه .. وخليكي متأكده انى مستحيل أضرك أبدا يا ابنيتي ده انتى مرات الغالى ابن الغالى .. يعني مكانك فى جلبي من جوه يا "مريم"
ابتسمت لها "مريم" وقالت بضعف :
- عارفه يا عمتو انك مستحيل تضريني
مسحت "بهيرة" على شعرها مرة أخرى قائله :
- آنى أنقذتك من جوازك من "جمال" ابن خوى لانى عارفه هو عايزك ليه .. عايز ينتجم منيكي .. وعشان تخلصى من الورطة دى ومن المشكلة اللى دايره بين العيلتين .. مفيش الا حل واحد
قالت "مريم" بضعف :
- ايه هو
قالت "بهيرة:
- تتجوزى "مراد" ابن خوى
نظرت اليها "مريم" وقد اتسعت عيناها دهشة وقالت :
- اخو "ماجد"
- ايوة
- مستحيل .. مستحيل
قالت "بهيرة" بحزم :
- اسمعى كلامى ومتبجيش عنيده .. هو ده الحل اللى يخرجك من ورطتك .. وبعدها آنى بنفسي هحل موضوع زواجك منه .. بس نخلص من المشكلة اللى فى يدنا الأولى .. يا اما اكده .. يا اما تنتظرى بجه لما "جمال" يفوج وصحته ترجعله ويتكتب كتابك عليه
نظرت اليها "مريم" بحيرة والم وقالت :
- طيب شوفيلى حل تانى مفيهوش جواز
قالت لها "بهيرة" بحنان :
- لو كان فى مكنتش اتاخرت .. بس مفيش .. حل الورطة دى الجواز .. تسافرى فورا على القاهرة بعيد عن اهنه لحد ما ارجعلك وكل شئ هيتحل ساعتها وكل اللى مستخبي هيبان .. بس افضلى محافظة على السر ومتجبيش سيرة لحدا واصل لحد ما ارجعلك .. اتفجنا يا ابنيتي
بلعت "مريم" ريقها بصعوبة .. وأخذت تفكر وهى حائرة .. كانت تشعر بالضعف والوهن .. لا تدرى أهذا بسبب الأحداث المتتالية والتى لم تتخيل من قبل أن تحدث لها .. ام بسبب المهدئ الذى يسري فى دمائها .. كان الشئ الوحيد الذى تريده هو أن تعود الى حياتها الطبيعية .. الهادئة .. الساكنة .. بلا مشاكل وبلا دماء .. وبلا كره وحقد وضغينة .. حثتها "بهيرة" بحنان قائله :
- ها جولتى ايه .. هتحطى يدك فى يدى عشان أنقذك .. ولا أسيبك اهنه يعملوا فيكي اللى رايدينه ؟
نظرت اليها "مريم" دامعه .. وقالت بوهن :
- انا واثقه فيكي .. معرفكيش قبل كده .. بس كفايه انك تكونى عمة "ماجد" عشان أثق فيكي
ثم قالت :
- ماشى موافقه
ابتسمت "بهيرة" وقالت :
- امنيح يا ابنيتي امنيح
قالت لها "مريم" برجاء :
- متتأخريش عليا وتسبينى معاه كتير .. هنتظرك ترجعى وتحليلى الموضوع ده
قالت "بهيرة" بحنان" :
- متخافيش واصل .. متخافيش
خرجت "بهيرة" وطلبت من "مراد" الذهاب واحضار المأذون .. قال "مراد" بحنق :
- بالسرعة دى
قالت "بهيرة" بصرامة :
- لازمن المشكلة تنحل بأسرع وجت .. بيكفى الدم اللى سال
توجه "مراد" الى خارج المستشفى وعينا "بهيرة" تتابعانه وتمتمت فى خفوت :
- كله سلف ودين ولازمن ترد الجميل يا ولدى
بعد ساعة .. حضر المأذون بصحبة "مراد" وفى مشهد غريب عجيب فى أحد زوايا المستشفى .. بدأت مراسم الزواج وأخذ المأذون يلقن كلماته لـ "عبد الرحمن" و "مراد" .. والتى انتهت بـ "مراد" وهو يقول بحنق وضيق شديد :
- قبلتُ زواجهــا.
يتبع
سُمع صوت الطلقات فى الهواء تعبيراً عن فرحهم بهذا الزواج .. كانت الطلقات تخترق السماء بعشوائيه .. لكن أحدى الطلقات لم تنطلق بعشوائيه .. بل انطلقت متعمدة .. متعمدة لأن تخترق أحد الأجساد .. انطلقت الرصاصة تعرف وجهتها جيداً .. تعرف فى أى جسد ستستقر .. ولم تخطئ الرصاصة وجهتها .. واستقرت فى الجسد الذى أطلقت من أجله .. لتنفجر الدماء من هذا الجسد قبل أن يسقط أرضاً .
تعالى الهرج والمرج وبدأت النساء فى الصراخ قفز قلب "مريم" من مكانه وهى تردد :
- استر يارب .. استر يارب
تجمهر الرجال وتعالت أصواتهم :
- اتصلوا بالإسعاف بسرعة
- مين ابن التيييييييت اللى عمل اكده
- هاتوا حاجه نكتم بيها الدم
ووسط الرجال المتجمعين حول بركة الدماء التى خلفها النزف .. كان "مراد" جاثياً على ركبتيه حاملاً رأس "جمال" فوق ذراعيه وأخذ يقول بصوت مضطرب :
- "جمال" .. متقلقش الإسعاف فى الطريق
ثم صرخ فى الرجال قائلاً :
- اقفلوا الباب كويس عشان اللى عمل كده ميهربش ومتسمحوش لأى حد انه يخرج من هنا
نفذ الرجال أوامره وأغلقوا البوابه الخارجية تماماً ولم يسمحوا بخروج أحد على الإطلاق
أخذ "سباعى" يردد :
- ولدى .. ولدى "جمال" .. مين اللى عمل اكده .. آه يا ولدى
ربت "عبد الرحمن" على كتفه محاولاً تهدئته .. تعالت أصوات صراخ النساء وخاصة أم "جمال" .. فصعد اليهم "عبد الرحمن" مسرعاً وصرخ فيهم قائلاً :
- أى حرمه فيكم هتفتح خشمها يمين بالله لطخها
انزوت النساء وهن يشعرن بالخوف من تهديد "عبد الرحمن" .. وكتمن صرخاتهن .. نظرت "مريم" من الشرفة مع النساء المتجمهرات فى الشرفة ورأت "جمال" نائماً على الأرض والرجال حوله .. نظرت اليه بأسى وقالت بصوت خافت :
- يمهل ولا يهمل .. اللهم لا شماته
فتح "عثمان" البوابه لتدخل سيارة الإسعاف التى حملت "جمال" و "سباعى" وزوجته وانطلقت الى المستشفى وانطلق خلفهم "مراد" بسيارته .. و "عبد الرحمن" بسيارته وقال لـ "عثمان" :
- خليك اهنه يا "عثمان" متسمحش لحدا انه يمشى لازمن نعرف مين اللى عمل اكده .. مين اللى استجرى يطخ "جمال" فى بيتي
- حاضر يابوى متجلجش
أمر "عثمان" الرجال بغلق البوابه لحين حضور الشرطة .. تجمهر الرجال وكل منهم يحاول تخمين هوية من أطلق النار على "جمال" .. قال أحد أفراد عائلة "السمري" :
- لا حول ولا قوة الا بالله
قال أحد رجال "الهواري" بغيظ :
- مش عارفين تحمونا فى بيتكم يا ولاد "السمري" .. ينطخ ابن كبيرنا النار فى داركم
قال أحد رجال " السمري" بحده :
- ملناش صالح باللى حوصل .. الله أعلم مين اللى عيميلها
قال أحد رجال "الهوارى" غاضباً :
- هيكون مين اللى عيميلها غير حدا منيكم
قال أحد أحد رجال "السمري" غاضباً :
- واحنا اييه مصلحتنا نعمل اكده مادام ابنكوا وافج يتجوز بنتنا
قال أحد رجال "الهواري" متهكماً :
- ما انتوا لو كنتوا عرفتوا تربوا بنتكوا مكنش حوصل اكده
وقامت معركه بين الرجال وتعالت أصوات النساء بالصراخ مرة أخرى .. دخلت "مريم" الى احدى الغرف الشاغرة وأغلقت الباب عليها .. كانت تشعر بالرعب وظل قلبها يخفق بشدة .. جلست على الفراش وظلت تستغفر ربها وتحاول أن تهدئ روعها وتوقف ارتجافة جسدها .. بعد لحظات حضرت الشرطة وفرقت الرجال .. وأخذوا أقوال الجميع وانفض الجمع .
*************************************************
فى المستشفى جلس "سباعى" مع زوجته و "مراد" و "عبد الرحمن" وبعض الراجل من العائلتين خارج غرفة العمليات فى انتظار خروج "جمال" .. بعد ساعتين خرج الطبيب من غرفة العمليات فأقبل عليه "سباعى" فى لهفة قائلاً :
- طمنى يا دكتور .. ولدى جراله اييه
قل الطبيب بهدوء :
- للأسف الرصاصة استقرت فى عموده الفقري ومحتاج عملية تانية
لطمت أم "جمال" قائله :
- ولدى .. ولدى
نهرها "سباعى قائلاً :
- اسكتى يا وليه واجفلى خشمك
وضعت كفها على فمها تكتم بكائها .. فقال "عبد الرحمن" للطبيب بلهفة :
- يعني هيبجى امنيح يا دكتور
قال الدكتور بأسف :
- كان نفسي أطمنكوا بس للأسف الرصاصة مستقرة فى مكان حساس وممكن تتسبب فى شلله طول عمره .. بس هنعمل اللى نقدر عليه ان شاء الله .. الأيام الجايه هى الىل هتحدد خطورة حالته
بكا "سباعى" قهراً على ابنه فاقترب منه "مراد" وربت على كتفه قائلاً :
- ادعيله وان شاء الله يبقى كويس
قال "سباعى" فى أسى :
- ربنا يجومك بالسلامه يا ولدى
*************************************************
بعدما أفاقت "بهيرة" أصرت على أن تأخذها الخادمة الى بيت "عبد الرحمن السمري" .. وعندما وصلت علمت من "عثمان" بما حدث لـ "جمال" فأسرعت بالذهب الى المستشفى مع رجل من عائلتها .. هرع "مراد" اليها بمجرد أن رآها فى بدايه ممر المستشفى وقال بجزع :
- عمتو ايه اللى جابك .. ليه قمتى من السرير
قالت بلهفه :
- طمنى على "جمال" هو امنيح ؟
أحاطها "مراد" بذراعيه وأجلسها على أقرب مقعد وقال :
- أيوة يا عمتو متقلقيش هو كويس وهو دلوقتى فى أوضة العمليات بيعملوله عمليه تانية
قالت بلهفه :
- كتب الكتاب انكتب ولا لاء يا ولدى ؟
قال "مراد" بأسى :
- لا للأسف اضرب عليه النار قبل ما المأذون يكتب الكتاب
تنهدت "بهيرة" فى راحه قائله :
- الحمد لله يارب .. الحمد لله
نظر اليها "مراد" بإستغراب وكاد أن يسألها عن سبب قولها لذلك لكن "سباعى" أسرع بالإقتراب منهما قائلاً :
- "بهيرة" ايه اللى جومك من فرشتك .. الدكتور جال متعمليش مجهود واصل
قالت "بهيرة" بحده :
- كيف تسمح بإن ده يحصل يا "سباعى" .. كيف تسمح لـ "جمال" انه يتجوز بنت "خيري السمري"
قال "مراد" بدهشة :
- "خيري السمري" ؟ .. مش ده اللى قتل راجل من عيلة "المنفلوطى" واتهموها فى بابا الله يرحمه
قال "سباعى" متنهداً :
- اييوه هو يا ولدى
ثم نظر الى "بهيرة" قائلاً :
- انتى متعرفيش يا "بهيرة" سبب الجوازه دى
صاحب بغضب :
- السبب واضح يا "سباعى" .. ابنك "جمال" بده ينتجم من "خيري" فى بنته .. انت بتعرف امنيح ان ابنك عايز يذل عيلة "السمري" ويكسر عينهم .. كيف بتوافج على الجوازه دى وكيف "عبد الرحمن" بيوافج يسلم بنت ابنه لـ "جمال"
قال "سباعى" بنفاذ صبر :
- اللى حوصل يا "بهيرة" ان "جمال" كان على علاقة ببنت "خيري" وكان بيجبلها فى السر ورجال من عيلتها ظبطوهم سوا و"جمال" نفسه اعترف بان فى حاجه بينه وبينها .. وعشان اكده اضطرينا نتستر على البنيه ونجوزها لـ "جمال" اللى اتفضحت معاه
نظرت اليه "بهيرة" بدهشة وقالت :
- كيف بنت "خيري" تسلم حالها اكده لـ "جمال" .. هى معندهاش عجل ولا اييه
سأله "مراد" :
- فى شهود على كده
قال "سباعى" :
- اييوه بجولك فى رجال من عيلتها شافوهم وظبطوهم مع بعض فى حته مجطوعه فى بيت عم يتبنى جديد وهما فى وضع مو منيح .. ساعتها راحوا لجدها البيت وجولى الرجال كلياتهم
قال "مراد" ساخراً :
- اظاهر ان مش الأب بس اللى معندوش أخلاق .. لا وبنته شربته منه كمان
ثم نظر الى عمه "سباعى" قائلاً :
- مكنش الفروض توافق على جوازه منها .. دى واحدة غير أمينه على نفسها ازاى تخليها تشيل اسم ابنك .. وايه يضمنلك انها معملتش مع غير "جمال" زى ما عملت معاه
قال "سباعى" بحده :
- الموضوع أكبر من اكده يا ولدى .. المشكلة كانت هتجلب دم .. واهى جلبت اهى .. أموت بس وأعرف مين اللى طخ "جمال" .. ياخوفى يكون راجل من عيلة "السمري" مجدرش يتحمل اللى حصل لبنت من عيلتهم ودمه غلى وطخ "جمال" .. ساعتها هيبتدى التار من أول وجديد بين العيلتين ومحدش هيجدر يوجفه عاد
بدت "بهيرة" وكأنها مستغرقه بشدة فى التفكير ثم قالت بحزم :
- بدى أجابل بنت "خيري"
قال "مراد" بدهشة :
- عايزه تقابليها ليه يا عمتو
قالت بحزم :
- ملكش صالح .. بدى أجابلها
قال "مراد"بنفاذ صبر :
- طيب يا عمتو تعالى أروحك دلوقتى .. خلاص الفجر باقيله كام ساعة .. وبكرة الصبح ان شاء الله أخدك عندها طالما ده هيريحك
**********************************************
بعدما رحلت جميع النساء من بيت "عبد الرحمن" دخلت زوجته على "مريم" التى كانت تنام على فراشها متقوقعه على نفسها وهى تنظر الى فراغ الغرفة .. اقتربت منها جدتها وجلست بجوارها قائله بحنان :
- انتى امنيحه يا بنيتى
جلست "مريم" على فراشها ونظرت الى جدتها قائله بحده :
- تيته لو سمحتى احكيلى ايه اللى بيحصل .. أنا مش فاهمة حاجه .. مين عيلة "الهواري" دى .. ومين "سباعى" ومين "جمال" .. وليه فى مشاكل وضرب نار .. أنا مش فاهمة حاجه
تنهدت جدتها بحسره قائله :
- بصى يا بنيتي .. هحكيلك اللى حوصل زمان .. من زمان جوى كان فى بين عيلتنا وعيلة "الهواري" مشاكل جديمة جوى جوى وتار وجتل .. وكانت العيلتين بيكرهوا بعض كره العمى .. لحد ما فى يوم انجتل واحد من عيلة "المنفلوطى" .. ابن "حسن المنفلوطى" ..والعيلة دى كان فى بينا وبينهم مشاكل وكمان كان فى بينهم وبين عيلة "الهواري" مشاكل
كانت "مريم" تستمع الى جدتها بإهتمام فأكملت قائله :
- ابن "حسن النفلوطى" جبل ما يموت كتب بدمه على الأرض اسم اللى جتله .. كتب "خيري" .. وكان فى اتنين "خيري" .. خيري أبوكى اللى من عيلة "السمري" .. وخيري من عيلة "الهواري" اللى هو أخو "سباعى" .. وكان بينه وبين الاتنين مشاكل فمعرفوش يحددوا هو كان يجصد "خيري" مين فيهم
اتسعت عينا "مريم" من الدهشة وبدا عليها الصدمة .. أكملت جدتها قائله :
- الشرطة حججت مع الاتنين وطلعوهم الاتنين براءه لان مكنش فى أى دليل ضدهم غير الاسم الله كتبه ابن "حسن" جبل ما يموت .. لكن "حسن" أقسم انه يجتل التنين .. "خيري" أبوكى و "خيري" أخو "سباعى" .. ومكنش فى الا حل واحد .. ان العيلتين يهربوا ولادهم التنين على مصر .. ومن يوميها والعيلتين وجفوا الجتل بيناتهم وداروا على بعض
بدا على "مريم" التأثر وهى تستمع الى جدتها وتنهدت قائله بأسى بصوت منخفض :
- هو ده السر اللى كنت مخبيه عليا يا "ماجد"
قالت جدتها بدهشه :
- "ماجد" مين ؟
تجاهلت "مريم" سؤالها وقالت بحزن :
- بس بابا قالى انه مقتلش حد يا تيته وانه برئ
قالت جدتها بحزم :
- طبعا مجتلش حد .. أبوكى مكنش حتى بيحب يشيل سلاح .. أبوكى كان راجل بيعرف ربنا .. مستحيل يجتل .. اللى جتل ابن "حسن المنفلوطى" هو "خيري الهواري" مش أبوكى يا بنتى
اطمئنت "مريم" لتأكيد جدتها براءة والدها وقالت :
- صح يا تيته بابا كان يعرف ربنا مستحيل يعمل كده .. انا واثقه ان مش هو اللى قتل الراجل اللى مات
ربتت جدتها على كتفها قائله :
- يلا يا ابنيتى الفجر عم بيأذن .. صلى ونامى وارتاحى
خرجت جدتها وقبل أن تتوجه الى غرفتها مرت على غرفة "صباح" فوجدتها ساهره أمام الشباك المفتوح .. فزعت "صباح" لرؤيتها وهبت وقافه وقالت :
- خير فى حاجه ياماى
قالت أمها بدهشه :
- انتى منمتيش لحد دلوجيت يا "صباح"
قالت "صباح" بإرتباك :
- لا مجاليش نوم
- طيب يا ابنيتي صلى الفجر ونامى .. تصبحى على خير
خرجت أمها لتعود "صباح" الى مكانها أمام الشباك وشردت من جديد.
****************************************
صاح "حسن المنفلوطى" بدهشة :
- يعني اييه محدش منيكم هو اللى طخه .. أمال مين اللى طخه
قال أحد رجاله :
- معرفش يا حاج "حسن" .. فجأة انطخ ومحدش عرف مين اللى عيميلها
قال "حسن" ضاحكاً بسعادة :
- مش مهم مين اللى عيميلها .. المهم العيلتين وجعوا فى بعض خلاص
ثم ضاقت عيناه وقال بخبث :
- وان موجعوش نوجعهم
***************************************
فى صباح اليوم التالى استيقظت "نرمين" على صوت هاتفها .. نظرت الى الهاتف ثم ارتسمت ابتسام صغيره على شفتيها وردت قائله :
- أفندم
- صباح الخير يا حبيبتى
قالت محاولة تصنع الجديه :
- مش قولتلك متتصلش تانى
- يبقى بتقوليلي روح موت أحين.. لانى لو مسمعتش صوتك معناها ان الموت أحسنلى
- آه والاسطوانه دى شغلتها لكام بنت قبل كده
- "نرمين" لو قولتيلى الكلام ده تانى هزعل منك بجد .. متشبهيش مشاعرى نحيتك وكلامى ليكي بإسطوانه .. ده كلام من قلبي يا "نرمين" .. قلبي اللى انتى مش حسه بيه ومعذباه معاكى
قالت "نرمين" بصوت خافت :
- أنا أصلا مش فاهمة انت عايز ايه .. بتقول بتحبنى .. طيب وبعدين يعني
- عايز أشوفك
قالت بدهشة :
- تشوفنى ؟
-أيوة نتقابل .. فى حاجات كتير لازم نتكلم فيها الأول قبل ما أكلم "مراد" أخوكى .. لازم أشرحلك ظروفى بالتفصيل و آخد منك موافقه عشان محرجش نفسي مع أخوكى
صمتت "نرمين" وهى تشعر بالحيره .. فأكمل قائلاً :
- مش محتاج منك غير مقابله واحده بس .. نتكلم فيها ونحط النقط على الحروف وبعدها هكلم "مراد" على طول .. بس لازم نتقابل الأول يا "نرمين"
قالت "نرمين" بحيره :
- نتقابل فين ؟
قال الصوت بلهفه :
- فى أى مكان تختاريه .. انا مش هعترض .. شوفى المكان اللى يريحك
صمتت "نرمين" ولم ترد فقال :
- حبيبتى متخفيش منى .. أنا مش ممكن أأذيكي .. أنا بس محتاج أتكلم معاكى الأول قبل "مراد"
قالت "نرمين" بعد تفكير :
- طيب سيبنى أفكر شوية وهقولك قرارى
- طيب بس حبيبتى متتأخريش عليا .. عشان انتى وحشانى أوى ومن زمان مشفتكيش .. وكمان فرصة ان "مراد" مسافر وهتعرفى تخرجى براحتك
قالت بدهشة :
- انت كمان عارف ان "مراد" مسافر
ضحك الصوت قائلاً :
- طبعاً مش بقولك صحبه
ثم قال بهمس :
- واللى بيحب حد بيهتم بكل التفاصيل عنه .. خلى بالك من نفسك يا حبيبتى .. ومتخرجيش لوحدك و"مراد" مش موجود .. اتفقنا
ابتسمت قائله :
- ماشى .. أنا مضطره أقفل دلوقتى
- ماشى حبيبتى مع السلامه
- مع السلامه
أغلقت هاتفها وقد اتسعت ابتسامتها وشعرت بخفقات قلبها المتسارعه
**************************************
عاد "عبد الرحمن" الى بيته ظهراً فاستقبلته أسرته متساءلين عما حدث فطمأنهم قائلاً :
- الحمد لله شالوله الرصاصه .. وبيجولوا احتمال كبير يبجى امنيح .. الحمد لل كل على الله
قال "عثمان" بغيظ :
- آه لو أعرف مين اللى عيمل اكده وطخه فى بيتنا .. كنت جتلته بيدى
قالت زوجته :
- ومين اللى معاه
- أبوه وأمه و عمته وابن عمه
قالت زوجته بدهشه :
- ابن عمه مين ؟
قال "عبد الرحمن" وهو يتوجه الى غرفته :
- ابن "خيري الهواري"
خفق قلب "مريم" بشده والفتت الى جدتها تسرع خلفه قائله :
- جدو .. هو ابن "خيري الهواري" ده شكله ايه ؟
التفت اليها جدها قائلاً بدهشه :
- يعني اييه شكله اييه .. راجل زى باجى الرجاله
صاح "عثمان" بحده :
- فى واحده متربيه تسأل عن راجل غريب شكله اييه .. اظاهر انك عايزه تتربي من أول وجديد
التفتت الى عمها قائله بضيق :
- بسأل لسبب فى نفسي .. مش فضول وخلاص
قالت ذلك ثم توجهت الى غرفتها .. فتحت اللاب توب وجلست على فراشها وفتحت المجلد الذى يحوى صور "ماجد" .. وأخذت تتطلع اليها وهى تتمتم بحيره :
- معقول .. معقول أخوك .. نفس الشكل ونفس الاسم .. مش معقول كل ده صدفه
ثم قالت لنفسها بدهشه :
- بس ازاى أخوك .. وكان فين طول السنين دى .. وعايش مع مين .. معقول عايش مع أبوك .. طيب ليه محدش دور عليك .. يعني مامتك تبقى مراة الراجل اللى قتل واللى بابا اتظلم بسببه
تنهدت بقوة ووضعت كفيها على رأسها قائله :
- أنا هتجنن .. معدتش فاهمه حاجه ابداً
****************************************
نامت "بهيرة" ليلها فى احدى حجرات المستشفى بعدما ازداد عليها تعبها .. استيقظت فوجدت "مراد" الى جوارها .. فاقترب منها قائلا :
- صباح الخير يا عمتو .. ازي صحتك دلوقتى ؟
قالت بضعف :
- بخير يا ولدى الحمد لله
ثم قالت :
- كيف حال "جمال" ولد عمك
ابتسم قائلا :
- الحمد لله بخير .. لسه مفاقش بس الدكاتره طمنونا الحمد لله .. ان شاء الله تعدى على خير
- على الله يا ولدى على الله
صمتت قليلا ثم نظرت اليه قائله :
- ناديلي الممرضة تساعدنى ألبس عشان تاخدنى على بيت "عبد الرحمن السمري"
صاح "مراد" بدهشه :
- دلوقتى يا عمتو .. انتى تعبانه .. اجلى الزياره دى شويه .. مع انى مش فاهم سببها اصلا .. ليه تروحى تزورى واحده زى دى .. عايزه تتكلمى معاها فى ايه مهم كده
قالت "بهيرة" بحزم :
- جولتلك ناديلي الممرضة وملكش صالح بأى حاجه واصل
استسلم "مراد" لرغبة عمته .. وافق الطبيب على خروجها من المستشفى على أن تواظب على تناول أدويتها فى موعدها .. مرا على غرفة "جمال" الذى أفاق واطمئنا على صحته .. قال "جمال" متهكماً بصوت ضعيف :
- جيت أدخل دنيا كنت هخرج منها
قالت أمه بلهفه :
- بعد الشر عليك يا ولدى لا تجول اكده
ابتسم له "مراد" قائلا :
- حمدالله على سلامتك يا "جمال" ان شاء الله تقوم بالسلامه وتبقى زى الحصان
- تسلم يا ولد عمى
دخلت الممرضة وقالت :
- لو سمحتوا كفاية لحد كدة وسيبوا المريض يرتاح
خرج الجميع من الغرفة وأصر "سباعى" و زوجته على البقاء فى المستشفى .. خرجت "بهيرة" مع "مراد" وتوجها الى بيت "عبد الرحمن" .. استقبلهم "عثمان" ببرود .. فواجهه "مراد" ببرود مماثل .. أدخلهم الصالون وذهب ليوقظ والده .. رحب بهم "عبد الرحمن" .. قالت "بهيرة" :
- عايزه أشوف حفيدتك يا "عبد الرحمن"
قال "عبد الرحمن" بقلق :
- "مريم" .. خير يا "بهيرة" .. عايزاها فى اييه
قالت بحزم :
- ملكش صالح يا "عبد الرحمن" .. عايزه أشوفها
أدخلها "عبد الرحمن" الى غرفة "مريم" فطلبت أن تمكث معها بمفردها فخرج "عبد الرحمن" وتركهما بمفردهما .. نظرت اليها "مريم" بدهشة وهى لا تعرف من تلك المرأة التى دخلت عليها غرفتها .. تفحصتها "بهيرة" من رأسها الى أخمص قدمها وقالت :
- اللى خلف مماتش .. فيكي من أبوكى كتير .. بس انتى أحلى منيه .. أكيد أمك كانت منيحه
ابتسمت "مريم" لإطراء المرأه وقالت :
- متشكره
أشارت "مريم" الى السرير قائله :
- اتفضلى حضرتك اعدى
جلست "بهيرة" دون أن ترفع عينها عن "مريم" التى جلست بجوارها .. بدأت "بهيرة" الحديث قائله :
- آنى عايزه أسألك سؤال واحد بس .. مش أكتر من اكده
قالت "مريم" بهدوء :
- طيب ممكن أعرف الأول حضرتك مين
قالت "بهيرة" :
- آني "بهيرة الهواري" .. أخت "سباعى" و "خيري"
نظرت اليها "مريم" بدهشة وقالت :
- حضرتك أخت "خيري الهواري " ؟
- ايوة يا بنتى أنا
قالت لها "مريم" بلهفه :
- أنا كنت عايزه أسأل عن حاجه مهمه .. ومكنتش عارفه أسأل مين .. وانتى أكتر حد هيفيدنى
- عن اييه عايزه تسألى يا بنيتي ؟
قالت "مريم" وهى تمعن النظر فى المرأة :
- "خيري" أخوكى .. اللى هرب من التار على القاهرة .. كان مخلف ولدين مش كده ؟
ضاقت عينا "بهيرة" وقالت :
- أبوكى حكالك اييه بالظبط
قالت "مريم" بحماس :
- لأ بابا محكاليش حاجه خالص .. بس تيته امبارح حكتلى عنكوا وعن جريمة القتل اللى حصلت .. واللى لفت نظرى اسم الراجل اللى من عيلتكوا اللى هرب هو كمان على القاهرة .. الراجل ده يبقى أبو جوزى
نظرت اليها "بهيرة" بدهشة قائله :
- أبو جوزك ازاى؟
قالت "مريم" بحماس :
- أنا مرات "ماجد" .. "ماجد خيري الهواري"
اغرورقت عينا "بهيرة" بالعبرات وقالت :
- مش معجول .. انتى اتجوزتى "ماجد" ابن خوى
قالت "مريم" بتأثر :
- أيوة .. ومكنتش أعرف انه ابن الراجل اللى فيه بينه وبين بابا عداوة .. محدش قالى لا بابا قالى ولا "ماجد" قالى
قالت "بهيرة" بلهفة :
- وينه ؟ .. وينه ابن خوى
اغرورقت عينا "مريم" بالعبرات وقالت :
- اتوفى .. من أكتر من سنة
أجهشت "بهيرة" بالكباء .. فلم تتحمل "مريم" فشاركتها بكائها .. ضمتها المرأة الى صدرها وقالت :
- كان نفسي أشوفه جبل ما يموت .. كان نفسي أشوفه جوى
شعرت "مريم" بالأمان فى حضن المرأة التى لم تصدق حتى الآن انها اتقت بها .. بعمة "ماجد" .. رفعت "مريم" رأسها قائله والعبرات تتساقط على وجهها :
- ادعيله ان ربنا يرحمه ويغفرله
قالت "بهيرة" بتأثر :
- ربنا يرحمك يا خوى انت وولدك
قالت "مريم" بإهتمام :
- أنا من يومين شوفت صدفه واحد شبه "ماجد" بالظبط .. شبهه بشكل غير عادى .. ده أخوه مش كده ؟ .. أخوه من أم تانيه ؟
صمتت "بهيرة" وبدا عليها التردد ثم قالت :
- ايوة أخوه .. "مراد"
ثم قالت بجدية بالغة :
- سيبك دلوجيت من اكده .. آنى عايزة أسألك سؤال وعايزاكى تقسمى بالله انك هتجولى الحجيجة ومش هتكدبي
قالت "مريم" بسرعة :
- من قبل ما أعرف السؤال .. والله العظيم مش هكذب وهقول الحقيقة
سألتها "بهيرة" وهى تفرس فى وجهها تراقب تعبيراته :
- فى حاجة حصلت بينك وبين "جمال" ابن "سباعى" زى ما الخلج بتجول ؟
قالت "مريم" بثقه دون أن يرف لها رمش :
- لأ مفيش .. ولا عمرى شوفته قبل كده
قالت "بهيرة" وهى مازالت تتفرس فيها :
- بس رجال من عيلتك شفوكى معاه
قالت "مريم" بحزم :
- كل الحكايه انى كنت خارجة مع "صباح" وسابتنى وراحت لواحده صحبتها فجأة لقيت اللى اسمه "جمال" ده طلعلى وحضنى وفى كام راجل دخلوا فجأة ومبقتش فاهمة أى حاجه ولا فاهمة مين دول ولا ايه اللى بيحصل بالظبط .. وفجأة لقيت نفسي مضطره أتجوز اللى اسمه "جمال" ده
أومأت "بهيرة" برأسها وتنهدت قائله :
- كان جلبي حاسس انه جاصدها
قالت "مريم" بإستغراب :
- قاصد ايه ؟
قالت "بهيرة" وهى تنهض:
- هتعرفى كل حاجة يا بنتى لكن فى وجتها .. أهم حاجه دلوجيت متجلجيش مش هخلى "جمال" ابن خوى يلمس شعره منيكى
ابتسمت "مريم" وهى تحمد الله أن رزقها بتلك المرأة لتقف بجوارها وتنصفها .. اقتربت منها "بهيرة" ومسحت على شعرها قائله :
-هنحكى كتير جوى مع بعض بس لما الأمور تهدى والمشكلة تتحل .. والكلام اللى دار بيناتنا دلوجيت عايزاه يفضل سر بيني وبينك لحد ما يحين أوان الكلام .. اتفجنا يا ابنيتى
اتسعت ابتسامتها قائله :
- حاضر .. حضرتك متقلقيش مش هجيب سيرة لحد
*****************************************
هتفت "سهى" فجأة :
- هاااااااااار اسود .. الحقى شوفى "طارق" كاتب ايه لـ "مريم"
رفعت "مي" رأسها وقالت بدهشة :
- كاتبلها فين
ضحكت "سهى" قائله :
- على ايميل الشركة .. شكله فاكر ان هى لوحدها اللى بتدخل عليه
قالت "مى" بدهشه :
- وانتى ايه يخليكي تفتحى ايميل مبعوت من الأستاذ "طارق" ده عميل "مريم"
ابتسمت "سهى" قائله :
- فضول .. وكان عندى حق .. قومى شوفى كتبلها ايه
قالت "مى" ونظرت الى الرسالة .. قرأتها وهى تحاول بصعوبة التحكم فى ذلك الألم الذى بدأ فى غزو قلبها .. قالت "سهى" :
- يا عيني .. شكله واقع لشوشته .. ميعرفش ان "مريم" قفل مسوجر
سألتها "مى" بإهتمام :
- الرسالة كانت مفتوحة لما دخلتى عليها .. يعني حد قراها قبلك ؟
- لأ مكنتش مفتوحة
أمسكت "مى" الماوس وحذفت الرساله .. صاحت "سهى" :
- حذفتيها ليه ؟
توجهت "مى" الى مكتبها دون أن تجيبها وأخرجت هاتفها من حقيبتها ثم ضربت بأصابعها فوق لوحة المفاتيح وسجلت أحد الأرقام على هاتفها ثم غادرت المكتب ووقفت أمام باب الشركة .. اتصلت بالرقم وقلبها يخفق بقوة .. أتاها صوت رجولى :
- ألو
صمتت قليلاً فقال :
- ألو
قالت بتوتر وهى تحاول وقف ارتجافة صوتها :
- ألو .. أستاذ "طارق"
- أيوة مين معايا
- أنا الآنسه "مى" من شركة رؤية للدعاية والإعلان
- أيوة ايوة أهلا بيكي يا آنسه "مى"
- أهلا بحضرتك .. أنا بس كنت عايزة أعرف حضرتك حاجة
- اتفضلى
قالت بإضطراب :
- الإيميل اللى حضرتك بعت عليه الرساله لـ "مريم" ده ايميل الشركة .. يعني مش "مريم" بس اللى بتدخله .. كل الديزاينرز اللى فى الشركة معاهم الباسوورد
صاح "طارق" بحرج :
- اووووف .. يعني تقصدى تقولى ان الناس كلها شافت رسالتى
قالت بصوت خافت :
- لأ .. انا و "سهى" بس
شعر "طارق" بحرج بالغ وقال وهو يشعر بالغيظ من نفسه :
- معرفش ازاى اتغبيت للدرجة دى .. أكيد طبعاً ايميل الشركة مش هيكون خاص بيها لوحدها .. موقف محرج جداً
قالت "مى" محاولة ضبط انفعالاتها :
- أنا بس حبيت أقول لحضرتك .. انى مرضتش أديك رقم "مريم" لانها مش بتدى رقمها لاى عميل ولا لأى راجل .. بس من رسالتك واضح ان حضرتك حد جد وعايز حاجه رسمي .. لان "مريم" واحدة محترمة ومش هتوافق بحاجه غير كده زى ما انت قولت عنها فى رسالتك .. وعشان كده أنا هديك رقمها هيكون التواصل معاها أسرع وكمان متقلقش أنا حذفت الرسالة اللى حضرتك بعتها يعني متقلقش محدش تانى هيشوفها
قال "طارق" بإرتياح :
- بجد مش عارف أشكرك ازاى
قالت بصوت خافت :
- لا أبداً مفيش حاجه
أعطته الرقم ودونه عنده .. ثم قالت :
- قبل ما اقفل بس أحب أقول لحضرتك حاجه .. "مريم" لسه متأثره بموت خطيبها .. يعني حبيت أقولك كده عشان لو رفضتك من أول مرة متستسلمش .. ده لو انت عايزها بجد .. يعني الموضوع هيبقى متعب شوية .. بس "مريم" بجد انسانه تستاهل ان الواحد يتعب عشانها
قال "طارق" برقه :
- انتى مخلصة أوى .. "مريم" محظوظة ان عندها صاحبه زيك
شعرت بالتوتر الشديد لإطرائه فأنهت المكالمة بسرعة :
- أنا مضطرة أقفل دلوقتى .. مع السلامة
أغلق الهاتف وحاولت ضبط انفعالاتها لتستطيع العودة الى داخل المكتب .. لكن رغماُ عنها سقطت عبرة حزينه على وجنتها فى صمت .
*****************************************
كانت "مريم" فى غرفتها تقرأ وردها .. عندما سمعت صوت صراخ وضرب نار بالأسفل ..شعرت بالفزع .. وخرجت من الشرفة لتجد عمها "عثمان" ملقى على الأرض وغارقاً فى دمائه .. هرعت الى الخارج وهى تصرخ :
- الحقيني يا تيته .. الحقيني يا "صباح"
خرجت مسرعة وانحنت بجوار عمها وهى تبكى قائله :
- عمو .. عمو متمتش .. عمو
وضعت يديها على الجرح تحيط بنصل المطواة المغروزة فى جسده تحاول وقف النزيف .. أخرجت هاتفها من جيبها واتصلت بجدها الذى كان يزور "جمال" فى المستشفى .. هتفت قائله بهلع :
- الحقنى يا جدو عمو ضربوه بالمطوه
صاح "عبد الرحمن" بفزع :
- بتجولى اييه يا "مريم"
قالت وهى تبكى والدماء تغرق يدها :
- بينزف جامد أوى .. اطلبلنا الاسعاف بسرعة يا جدو .. عمو مبيردش عليا خايفة يكون مات
أغلق "عبد الرحمن" الهاتف وشرع فى طلب الاسعاف اقترب منه "سباعى" قائلاً :
- ايه اللى حصل يا "عبد الرحمن"
التفت اليه "عبد الرحمن" بلهفه قائلاً :
- الحقنى يا "سباعى" طعنوا "عثمان" بالمطاوى
صاح "سباعى" :
- لاحوة ولا قوة الا بالله
وقف "مراد" يتابع ما يحدث فى وجوم
وصل "عثمان" الى المستشفى بصحبة "مريم" و أمه استقبلهم "عبد الرحمن" وأخذ ينظر الى ابنه المحمول على النقالة والى ملابس "مريم" الغارقة فى الدماء .. صاحت "مريم" باكيه :
- ليه يا جدو عملو كده فى عمو ليه
أحاطها "عبد الرحمن" بذراعيه وأدخلها احدى الغرفة وأمر الطبيب الممرضة بإعطائها بعض المهدئات
اقترب "سباعى " من "عبد الرحمن" قائلاً :
- يمين بالله يا "سباعى" آنى ماليا دخل باللى حوصل .. ولو عرفت ان واحد من عيلتى هو اللى عيميلها لأكون مسلمه للشرط بيدى
قال "عبد الرحمن" واجماً :
- بعرف يا "سباعى" بعرف .. بس باجى الرجال ما بيعرفوا .. وفى رجال الغضب بيعميهم ومابيخليهم يشوفوا جدامهم
قال "سباعى" بحسرة :
- لولا اللى حصل لـ "جمال" كان زمانا خلصنا من المشكلة دى
اجتمع خارج المستشفى عدد كبير من رجال العائلتين وبدا وكأن معركة ستحدث بينهما .. خرج لهم كل من "عبد الرحمن" و "سباعى " .. أخذ الرجال يكيلوا الاتهامات لبعضهم البعض وتوتر الجو لولا تدخل الحكيمين "عبد الرحمن" و "سباعى" .. قال "عبد الرحمن " :
- يا رجاله "عثمان" امنيح .. وآنى متأكد ان الى عمل اكده بعيد عن عيلة "الهواري"
قال أحد الرجال :
- كيف يتعرف يعني يا "عبد الرحمن" .. معرفوش يهربوا من الجوازه جاموا جتلوا "عثمان" كمان
صاح أحد رجال "الهواري" :
- وليه متكنوش انتوا اللى طخيتوا "جمال" بعد ما فضح بنتكوا
صاح أحد رجال "السمري" :
- اتكلم عن حريمنا امنيح يا تييييييييت
قاح أحد رجال " الهواري" :
- مانتوا لو كنتوا عرفتوا تربوا بنتكوا مكنش ده حوصل
صاح أحد رجال "السمري" :
- انتوا اللى ابنكوا ناجص ربايه وبيتعدى على حرمة غيره
صاح "سباعى" غاضباً :
- خلاص مفيش داعى للكلام ده عاد .. الجوازه بين العليتين هتتم .. ومش عايز حد يفتح خشمه بالموضوع ده بعد اكده واصل
صرف "عبد الرحمن" الرجال الذين انصرفوا فى غضب وكل منهم ينظر للآخر شزراً
ما كاد "عبد الرحمن" و "سباعى" يدخلون المستشفى حتى استقبلهم "مراد" قائلاً :
- دخلوه أوضة العمليات .. ان شاء الله خير
رفع "عبد الرحمن" كفيه قائلا :
- يارب جيب العواجب سليمه
سمعا من خلفهم صوت "بهيرة" تقول :
- ايه اللى حوصل لـ "عثمان" صحيح اللى سمعته
هرع اليها "مراد" قائلاً بحده :
- عمتو ايه اللى جابك .. نفسي تريحى نفسك بأه .. انتى تعبانه
التفتت الى "عبد الرحمن" و"سباعى" قائله بحزم :
- الحكاية مش هتنتهى الا بالجواز .. ودلوجيت .. كتب الكتاب يتكتب دلوجيت
صاح "سباعى" بحنق :
- كيف يعني دلوجيت يا "بهيرة" .. مش لما "جمال" يفوق من اللى فيه .. ده لسه فى عمليه تانى بكره
قالت "بهيرة" بحزم :
- "مريم" مش هيتجوزها "جمال" .. مستحيل تكون لـ "جمال"
قال "عبد الرحمن" بحده :
- تجصدى اييه يا "بهيرة" .. لو محصلش الجواز ده هيكون فيها دم .. مينفعش ابنكوا يتعدا على حريمنا وتجولى مينفعش يتجوزها
قالت "بهيرة" :
- "مريم" هتتجوز .. بس مش "جمال"
ثم التفتت الى "مراد" قائله :
- هتتجوز "مراد" ولد خوى "خيري"
قال "مراد" بدهشة :
- بتقولى ايه يا عمتو
- اللى سمعته يا ولدى انت اللى هتتجوزها
صاح "مراد" بغضب :
- مش ممكن طبعاً .. مستحيل أتجوز واحدة ظبطوها مع ابن عمى
قالت "بهيرة" بحزم :
- متظلمهاش يا ولدى مش كل اللى بينشاف بيكون هو الحجيجة اسألنى آنى
قال "مراد" بحزم :
- مش ممكن أتجوزها يا عمتو شوفولها راجل تانى .. الرجاله ماليه العيلة
قالت "بهيرة" :
- انت اللى عليك الدور يا ولدى .. لو ابتدا التار بين العيلتين هيبجى انت اللى عليك الدور بعد "جمال" .. هاى العادة المتخلفة راح فيها رجال كتير .. مش عايزين نعيدها تانى .. مش كل الرجاله بتحكم عجلها .. فى رجاله بتمشى ورا غضبها من غير تفكير .. ودول بيحكموا غضبهم وبينسوا شرع ربنا .. وبسببهم هتجيد النار تانى بين العيلتين ومفيش حل الا الجواز .. لازمن تتجوز "مريم"
صمت "مراد" وهو يشعر بالحنق الشديد ثم قال بصرامة بعد تفكير :
- لو فاكرة انى ممكن اتجوزها واعيش معاها زى اى زوجين طبيعين فده مش هيحصل يا عمتو .. انا ممكن انقذ الموقف واكتب كتابى عليها مش اكتر من كده عشان المشكلة دى تتحل وبعدين نسافر القاهرة ونحل الموضوع
قالت "بهيرة" :
- وآنى مش عايزة أكتر من اكده يا ولدى تكتب عليها وتاخدها معاك على مصر لحد ما أتأكد ان الأمور اتحلت اهنه وبعدين أجيلكوا على مصر واللى رايده ربنا ساعتها هو اللى هيكون
زفر "مراد"بضيق ثم قال بعنف وهو يكظم غيظه :
- طيب .. ماشى .. بس فهميها ان طول ما هى اعده معايا ولحد ما حضرتك ترجعى القاهرة هتنفذ كل اللى هقولها عليه بالحرف .. أنا مش هسمح أبدا بالتسيب اللى هى كانت عايشه فيه .. لحد ما نشوف هنخلص من المشكلة دى ازاى.. ولو شوفت منها غلطة واحدة مهما كانت صغيره هطلقها فوراً ومش هسمحلها تستنى فى بيتي لحظه واحده .. ولو كلامى ده معجبهاش يبقى شوفولها راجل غيري يحل المشكله دى
قال "عبد الرحمن" بصرامة :
- بنت ابنى متربيه امنيح عيب تتكلم عنها اكده
ابتسم "مراد" بسخريه وتهكم وقالت "بهيرة" :
- فينها "مريم" ؟
أشار "عبد الرحمن" الى غرفتها .. دخلت "بهيرة" الغرفة لتجدها نائمة على الفراش وعلامات الارهاق على وجهها .. التفتت اليها الممرضة قائله :
- هديت دلوقتى بعد ما ادتلها المهدئ
أومأت "بهيرة" برأسها واقتربت منها قائله :
- كيفك يا ابنيتى
التفت اليها "مريم" بأعين دامعه وقالت بصوت مرتجف :
- ليه عملوا فى عمو كده .. كان شكله صعب أوى وهو واقع فى الأرض وعماله بينزف .. ليه عملوا فيه كده
مسحت "بهيرة" على شعرها قائله :
- ولو مسمعتيش كلامى ايديهم هتطول جدك وكل رجال عيلتكوا
قالت "مريم" وشهقات بكائها تتصاعد :
- ليه .. ليه كل ده
تنهدت "بهيرة" فى حسرة قائله :
- بعد عن ربنا وعن شرع ربنا .. للأسف فى ناس بيخلوا الأحكام والأعراف والعادات تتحكم فيهم حتى لو كانت بتخالف شرع ربنا
قالت "مريم" بتأثر :
- أنا مش عايزه حد من عيلتى يحصله حاجه وحشه أنا ما صدقت لقيتهم
ابتسمت لها "بهيرة" قائله :
- يبجى تسمعى اللى هجولك عليه .. وخليكي متأكده انى مستحيل أضرك أبدا يا ابنيتي ده انتى مرات الغالى ابن الغالى .. يعني مكانك فى جلبي من جوه يا "مريم"
ابتسمت لها "مريم" وقالت بضعف :
- عارفه يا عمتو انك مستحيل تضريني
مسحت "بهيرة" على شعرها مرة أخرى قائله :
- آنى أنقذتك من جوازك من "جمال" ابن خوى لانى عارفه هو عايزك ليه .. عايز ينتجم منيكي .. وعشان تخلصى من الورطة دى ومن المشكلة اللى دايره بين العيلتين .. مفيش الا حل واحد
قالت "مريم" بضعف :
- ايه هو
قالت "بهيرة:
- تتجوزى "مراد" ابن خوى
نظرت اليها "مريم" وقد اتسعت عيناها دهشة وقالت :
- اخو "ماجد"
- ايوة
- مستحيل .. مستحيل
قالت "بهيرة" بحزم :
- اسمعى كلامى ومتبجيش عنيده .. هو ده الحل اللى يخرجك من ورطتك .. وبعدها آنى بنفسي هحل موضوع زواجك منه .. بس نخلص من المشكلة اللى فى يدنا الأولى .. يا اما اكده .. يا اما تنتظرى بجه لما "جمال" يفوج وصحته ترجعله ويتكتب كتابك عليه
نظرت اليها "مريم" بحيرة والم وقالت :
- طيب شوفيلى حل تانى مفيهوش جواز
قالت لها "بهيرة" بحنان :
- لو كان فى مكنتش اتاخرت .. بس مفيش .. حل الورطة دى الجواز .. تسافرى فورا على القاهرة بعيد عن اهنه لحد ما ارجعلك وكل شئ هيتحل ساعتها وكل اللى مستخبي هيبان .. بس افضلى محافظة على السر ومتجبيش سيرة لحدا واصل لحد ما ارجعلك .. اتفجنا يا ابنيتي
بلعت "مريم" ريقها بصعوبة .. وأخذت تفكر وهى حائرة .. كانت تشعر بالضعف والوهن .. لا تدرى أهذا بسبب الأحداث المتتالية والتى لم تتخيل من قبل أن تحدث لها .. ام بسبب المهدئ الذى يسري فى دمائها .. كان الشئ الوحيد الذى تريده هو أن تعود الى حياتها الطبيعية .. الهادئة .. الساكنة .. بلا مشاكل وبلا دماء .. وبلا كره وحقد وضغينة .. حثتها "بهيرة" بحنان قائله :
- ها جولتى ايه .. هتحطى يدك فى يدى عشان أنقذك .. ولا أسيبك اهنه يعملوا فيكي اللى رايدينه ؟
نظرت اليها "مريم" دامعه .. وقالت بوهن :
- انا واثقه فيكي .. معرفكيش قبل كده .. بس كفايه انك تكونى عمة "ماجد" عشان أثق فيكي
ثم قالت :
- ماشى موافقه
ابتسمت "بهيرة" وقالت :
- امنيح يا ابنيتي امنيح
قالت لها "مريم" برجاء :
- متتأخريش عليا وتسبينى معاه كتير .. هنتظرك ترجعى وتحليلى الموضوع ده
قالت "بهيرة" بحنان" :
- متخافيش واصل .. متخافيش
خرجت "بهيرة" وطلبت من "مراد" الذهاب واحضار المأذون .. قال "مراد" بحنق :
- بالسرعة دى
قالت "بهيرة" بصرامة :
- لازمن المشكلة تنحل بأسرع وجت .. بيكفى الدم اللى سال
توجه "مراد" الى خارج المستشفى وعينا "بهيرة" تتابعانه وتمتمت فى خفوت :
- كله سلف ودين ولازمن ترد الجميل يا ولدى
بعد ساعة .. حضر المأذون بصحبة "مراد" وفى مشهد غريب عجيب فى أحد زوايا المستشفى .. بدأت مراسم الزواج وأخذ المأذون يلقن كلماته لـ "عبد الرحمن" و "مراد" .. والتى انتهت بـ "مراد" وهو يقول بحنق وضيق شديد :
- قبلتُ زواجهــا.
يتبع