اخر الروايات

رواية لن انساك الفصل الحادي عشر 11 بقلم ريهام ابو المجد

رواية لن انساك الفصل الحادي عشر 11 بقلم ريهام ابو المجد



ميرنا بصدمة وصراخ: سليم حاسب، لاااااااا.
وفجأة سليم بقى مفترش الأرض ودمائه حوله، منظر مهول يحبس الأنفاس وخاصة تلك التي تحتضن طفلتها وتلجمها هول الصدمة.
الناس جريت على سليم اللي بينازع الحياة، بيحاول يلتقط أخر أنفاسه.
ميرنا حاولت تتحرك أكتر من مرة، كانت بتصارع العالم عشان تقدر توصل لسليم، قربت بعد معاناة ودخلت من بين الناس وركعت على ركبتها جنب سليم وبتقول: سليم قوم يلا.
سليم وهو بيحاول يجاهد عشان يتكلم ورفع إيده بصعوبة ولمس بيها خد ميرنا وقال بصعوبة: ميرنا.
ميرنا بعياط وإنهيار تام: سليم عشان خاطري قوم متسبنيش.
سليم جسمه أتنفض كأن روحه بتجاهد عشان تخرج: حبيبتي أنا أسف إني هسيبك.
ميرنا مسكت إيده اللي على خدها وقالت: عشان خاطر ملك قوم متسبناش لوحدنا يا سليم.
سليم بمجاهدة: ميرنا قولي لعمران يسامحني، خليه يسامحني أرجوكِ.
ميرنا: متتكلمشي يا سليم.
ــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــ
ميرنا بصراخ: حد يساعدني أرجوكم أطلبوا الإسعاف زوجي بيروح مني.
سليم: ميرنا أرجوكِ اسمعيني مبقاش في وقت.
ميرنا: لا لا مش هسمع حاجة أنت هتقوم وهتكون كويس، لأنه مينفعشي تسيبني أنا وبنتك وماما زينب.
سليم بدموع ووجع: اسمعيني عشان خاطري.
ميرنا بإنهيار: حاضر حاضر.
سليم: قولي لعمران يسامحني على اللي عملته، خليه يسامحني عشان أرتاح.
ميرنا: أنت هتقوله اللي أنت عايزه عشان هتقوم بالسلامة.
سليم بكلام متقطع: ملك يا ميرنا خلي بالك منها دي ثمرة حبي ليكي، والحاجة الحلوة اللي ربطتني بيكي، وقولي لماما إني بحبها اووي.
ميرنا بعياط: سليم.
سليم ابتسم وقال: قوليلي حاجة حلوة لأخر مرة يا ميرنا.
ميرنا سكتت ودموعها اللي بتتكلم فهو ملس على خدها وقال: عشاني.
ميرنا بصتله وقالت: أنت أغلى حد على قلبي، صديقي وأخويا وزوجي وأبو بنتي، أنت......
سكتت بسبب الزبحة اللي في أحبالها الصوتية بس سليم قال: أنا إية؟
ميرنا ابتسمت له وقالت بوجع: أنت أجمل حاجة حصلتلي يا سليم أنا أسفة سامحني.
سليم ابتسم وقال: قوليلهالي لأخر مرة يا ميرنا.
ميرنا فهمت قصده وعيطت أكتر بس لما لقت سليم جسمه بيتنفض خافت وقالت: أنا بحبك يا سليم، بحبك والله.
سليم ابتسم وفارق الحياة وهو مبتسم، روحه فارقت جسده وكأنها كانت مستنية إعترافها بحبها ليه، وكأن هي دي كلمة السر اللي هتحرر روحه وتكون طليقة، حرة في سماء خالقها.
وإيده وقعت من على خدها وهي فضلت مصدومة مش قادرة تنطق، مش قادرة حتى ترمش وكأن الزمن أتوقف عند اللحظة دي، كل حاجة حواليها بقت صامتة حتى هي.
ميرنا بصدمة: سليم بطل هزار يلا قوم أنا عايزة أروح البيت.
هزته كتيرة وقالت: يلا يا سليم ماما مستنيانا، طب بص ملك بتعيط إزاي وأنا مش عارفة أسكتها، طب بص أنا هروح أنيمها بعيد عشان أنت مبتحبش الدوشة بس قوم يلا معايا أنا مش هعرف أرجع لوحدي.
ـــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
لكن لا حياة لمن تنادي، الناس حواليها دموعهم نزلت عليها وعلى المشهد الفظيع اللي قدامهم، فواحدة ست كبيرة قربت منها وحطت إيدها على كتفها وقالت بدموع وحزن: قومي يا بنتي وبطلي تعذبيه، هو دلوقتي عند اللي خلقه.
ميرنا بصراخ: متقوليش كدا أبعدي عني، سليم عمره ما سابني ودايمًا بيكون حواليا هو بس بيهزر عشان يشوف رد فعلي.
الست: لا حول ولا قوة إلا بالله ربنا يصبرك يا بنتي.
ست تانية: دي بنتهم لسه صغيرة اووي، يا عيني عليكي يا بنتي اتيتمتي بدري بدري.
ميرنا: يلا يا سليم بقى أنا خايفة وعايزة أرجع البيت.
سليم مبيردش وهي فضلت تبصله شوية وفجأة كأنها أدركت أخيرًا إنه مات، سليم مات خلاص.
ميرنا بوجع وصراخ: آآآآآآآآآآآه.
في الوقت دا عمران كان قاعد على الكنبة ومرجع راسه لورا، وفجأة حس بوجع في قلبه جامد وخنقة شديدة وحاول ياخد نفسه، فهم درويش قرب منه وقال: مالك يا ولدي؟!
عمران: مش عارف يا عم درويش بس حاسس بخنقة ووجع في صدري شديد فجأة كدا.
عم درويش: استهدى بالله يا ولدي وقرأ قرآن همك يزول.
عمران: حاضر يا عم درويش.
عم درويش: ربنا يريح قلبك يا ولدي ويقرب البعيد.
عمران بحزن: يا رب.
وفجأة فقدت الوعي ونامت بجانبه وملك بأحضانها، الناس أخدوا البنت وحاولوا يفوقوا فيها لكن هي مش بتفوق.
وصلت عربية الإسعاف وأخدوا سليم اللي غرقان بدمائة، وميرنا اللي فاقدة الوعي بل الحياة بأسرها.
حد أتصل من المستشفى بالبيت، ووقتها سالم كان لسه مخرجشي، فرد على الفون.
سالم: الو، ايوا أنا سالم شهاب، مين معايا؟
_ ......
سالم بصدمة: أنت بتقول إية؟
زينب بخوف وقلب مقبوض: في إية يا سالم؟ ابني سليم كويس؟
وكأن قلب الأم قد شعر، سالم: بيقولوا إن ميرنا وسليم في المستشفى ولازم نروح حالًا.
اللي أتصل بيه مرضيش يعرفه اللي حصل عشان ميحصلوش حاجة فقاله كدا وهو يجي يكتشف بنفسه.
زينب بخوف: لية في إية؟ هم عيالي كويسين؟
سالم بخوف: معرفشي لازم أروح أشوف.
زينب بعياط: استناني أنا جاية معاك.
وصلوا بعد وقت ودخلوا وهم بيجروا وسألوا في الإستقبال.
سالم: في شاب وزوجته ومعاهم بنتهم وصلوا هنا من حوالي ساعة على حسب ما الشخص بلغني اسمه سليم سالم شهاب؟
الممرضة: ايوا يا فندم مظبوط.
سالم بلهفة: طب هو في غرفة رقم كام؟
الممرضة بحزن: المدام في غرفة رقم ١١ هي والبيبي، أما الزوج فأنا بعتذر وصل وهو مفارق الحياة البقاء لله.
سليم وزينب سمعوا الكلام وهم مصدومين محدش يقدر يتخيل إنه يسمع كدا عن ابنه.
زينب: أنتي بتقولي إية أكيد غلطانة، قولها الإسم تاني حلو يا سالم شكلها مش مركزة.
الممرضة حطت وشها في الأرض بحزن ومتكلمتشي، فزينب قالت: أنا عايزة ابني يا سالم.
سالم: أكيد مع ميرنا في الغرفة تعالي نشوفهم.
زينب: ايوا عندك حق أكيد مع ميرنا يلا.
ـــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
دخلوا الغرفة اللي قالتلهم عليها، ولما دخلوا لقوا ميرنا متعلق لها محلول ونايمة وفي ست كبيرة قاعدة وشايلة ملك بحنية.
زينب جريت على ميرنا بلهفة وقالت: ميرنا فوقي أنتي كويسة.
الست: أنتي تعرفيها؟
زينب: ايوا دي بنتي إية اللي حصلها؟!
الست مش عارفة تقولها إية فسكتت، فزينب بصت لسالم بخوف وقالت: أنا قلبي بيوجعني يا سالم وأنا مش فاهمة حاجة.
سالم لسه هيرد دخل ظابط ومعاه كام شرطي كدا، فسليم بص لزينب وبعدين بص للظابط وقال: خير حضرتك؟!
الظابط: احنا جايين ناخد أقوال المدام في الحادث ونعرف إزاي زوجها الدكتور سليم مات.
الكلام وقع على قلوبهم للمرة التانية بوجع شديد.
سالم بصدمة: حضرتك بتقول إية ابني سليم عايش وكويس.
الظابط بتفهم: أنا متفهم موقف حضرتك بس البقاء لله ابن حضرتك توفي أثر الحادث مباشرة وقبل ما يدخل المستشفى.
زينب بصراخ: لااااااا ابني لا.
سالم دموعه نزلت وقال: فين ابني؟
ميرنا فاقت على الصوت وقامت بسرعة وقالت: سليم، سليم فين أنا عايزة سليم.
زينب بإنهيار: ميرنا قوليلي إن الكلام دا كدب، مش أنتم كنتم خارجين تقضوا وقت سوا صح وهو قالي إنه هيرجع تاني ومش هيتأخر عليا.
ميرنا بصت لها بحزن ودموعها نازلة بصمت فزينب مسكتها من درعاتها وهزتها بعنف وقالت: أنطقي قوليلي إن الظابط دا بيكدب وإن الممرضة بتكدب وإن سليم ابني حبيبي جاي دلوقتي.
ميرنا بوجع: أنا أسفة يا ماما، أسفة.
زينب بصراخ: لا لا كله إلا سليم، دا حتة مني وابني الوحيد، إزاي يتاخد مني كدا؟ يعني كان بيودعني الصبح وأنا مش حاسة؟
مسكت إيدها وقالت: أبوس إيدك يا ميرنا قوليلي إنكم بتضحكوا عليا متوجعوش قلبي.
ميرنا سحبت إيدها بسرعة وحضنتها جامد وقالت: كفاية يا ماما، متوجعهوش أنتي.
زينب: لا أبعدي أنا عايزة أشوف ابني هو فين؟
سالم: أرجوك قولي ابني فين؟
الظابط: تمام هنشوف الدكتور.
الدكتور أخدهم للتلاجة وهم بيجروا رجليهم وفتحها وشافوا سليم.
زينب جريت عليه وحضنته وقالت بإنهيار: سليم حبيبي لا، لا مكنشي ينفع يومك يبقى قبلي، لا أنت وعدتني مش هتسيبني أنت كدبت عليا، حرام عليك توجع قلبي بالشكل دا.
سالم حضنه وقال: كسرت ضهري يا سليم يا ابني، كسرته معاك يا حبيبي.
زينب أغمى عليها وسالم حاول يشيلها معرفشي فقال: مش قادر أشيل أمك يا سليم مش قولتلك إني ضهري اتكسر.
الممرضين شالوها وأخدوها للغرفة وكشفوا عليها، وكل العيلة عرفت وراحوا المستشفى.
وقدروا ياخدوا سليم عشان يدفنوه في المقابر بتاعة العيلة، وكان الكل حزين حزن شديد وزينب فقدت النطق وسالم بقت راسه محنية، أما ميرنا فكانت مغيبة عن الواقع هي بتتحرك زي ما هم بيحركوها حتى مش قادرة تشيل بنتها وسابتها، سلمى حزنها كبير على أخوها الوحيد اللي كان سندها.
ـــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــ
في العزاء كان كلهم قاعدين وعمران دخل وتأخر طبعًا عشان الطريق والسفر فمقدرشي يحضر مراسم الدفن.
أول ما دخل عينه جات على حبيبته وشاف الكسرة والحزن في عيونها، أتمنى لو يمحى كل أحزانها وإنه كان منع حدوث كل دا من الأول لكن دا قدر ربنا ومكتوب إنه يتشاف ويتعاش.
وقفوا لحد ما العزاء خلص والكل مشي، والدادة جات تقوم ميرنا عشان تطلع أوضتها مقدرتشي تقوم وفضلت تعيط.
عمران قلبه أتقسم نصيين لما شافها كدا لو بإيده يضمها لصدره ويملس على ضهرها ويقولها بلاش وجع وعياط، بلاش توجعي قلبي عليكي يا حب عمري وصاحبة كل ندبة في روحه وقلبه.
قرب من سالم وباس راسه وقال: أنا جنبك يا عمي، أعتبرني ابنك.
سالم طبطب على كتفه وقال: كتر خيرك يا ابني.
مشي جنب سالم عشان يسنده، فميرنا حاولت تقوم بس فجأة لقت الدنيا بتلف بيها ومش قادرة تقف على رجليها، ولسه هتقع لقت اللي بيحاوطها من خصرها.
عمران لما شافها كدا قلبه وجعه وشالها بسرعة ووقف قدام الأوضة وخايف يدخل، وإزاي يدخل الأوضة اللي كانت بتجمع بين حبيبته والإنسانة الوحيدة اللي أتمناها وبين راجل تاني، كانت بتشاركه فيها حياتهم، صعب عليه اووي يتحمل كل دا.
عثمان: وقفت ليه يا عمران؟ دخلها بسرعة.
عمران قفل عيونه بوجع وضغط على عروقه وجاهد ودخل غصب عنه حطها على السرير بهدوء وبص عليها نظرة أخيرة قبل ما تيجي عيونه على صورة فرحهم مع بعض، حس إنه مش قادر يتنفس وإن الأوضة بتنكمش عليه اووي، خرج بكل سرعته وأول ما خرج بدأ يلتقط أنفاسه بصعوبة بالغة، وكأن الأوضة الأكسجين والهواء فيها معدوم.
ميرنا فضلت نايمة اليوم كله وسوزان كانت واخدة ملك معاها اللي مبطلتشي عياط وبعد فترة كبيرة نامت شبه الملائكة.
مر يومين على ميرنا وهي في سريرها مش قادرة تتحرك وفاقدة الأمل في الحياة حاسة بعذاب جواها، كانت بتتمنى تبادل سليم نفس مشاعره بس غصب عنها القلوب بيدي الله يقلبها كيفما شاء.
احنا مبنخترشي الشخص اللي بنحبه، ربنا هو اللي بيقذف الحب في قلوبنا رغم كدا كانت حاسة بتأنيب ضمير إنها مقدرتشي تحبه الحب اللي هو كان عايزه بس هي بتحبه بشكل تاني بشكل بالنسبالها هي محتاجاه.
في اليوم الثالث عمران كان قاعد في الفيلا، مكنشي قادر يمشي ويسيبها وهي بالحالة دي، كان كل يوم في منتصف الليل يخرج يقف قدام الفيلا بتاعة عمتو بيجاهد نفسه إنه ميقربشي، بس غصب عنه كان نفسه يشوفها ويطمن عليها لكن مكنشي ليها أي أثر ودا كان بيخنقه أكتر.
سليم: ميرنا.
ميرنا بفرحة: سليم أنت هنا بجد؟!
سليم ابتسم وقال: قومي يا ميرنا.
ميرنا: بس أنا مش عايزة أقوم أرجع عشاني أنا وملك.
سليم: مينفعشي يا ميرنا بس أنتي لازم تقومي عشان ملك وعشان ماما.
ميرنا بدموع: بس أنا مش قد المسؤولية دي، أنا ضعيفة، هشة عمري ما قدرت أواجه ولا أدافع عن حقي، أنا أضعف مما تتخيل.
سليم مسك إيدها وقال: لا أنتي قوية اووي، جواكي قوة أنتي جهلاها، قومي عشان بنتنا يا ميرنا، متسبيش ملك للمرة التانية.
فجأة ساب إيدها وبدأ يبعد وهو بيقول: ملك يا ميرنا، ملك محتجاكي.
ميرنا قامت من النوم وهي بتنادي عليه وبتقول: سليم.
ــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــ
في الوقت دا عمران كان واقف برا وحس بنغزة في قلبه مش عارف سببها، رفع عيونه لفوق ناحية أوضة ميرنا، فضل يبص شوية وبيقول: خليني أشوفك لو سمحتي، قلبي نفسه يطمن عليكي يا ميرنا.
كان لسه هيمشي بس لمحها، هي خرجت ووقفت في البلكونة، مش مصدق نفسه إنها واقفة قدامه بعد ٣ أيام متواصلين وهي حابسه نفسها في الأوضة.
كان شعرها بيتطاير أثر الريح، وملامحها كلها حزن وشجن، ضمت إيدها لصدرها بسبب لفحة البرد، وفجأة عيونها قابلت عيونه لما شافته أفتكرت نفس الوقفة بتاعة زمان، نفس النظرة اللي هي بقت بتكرهها، أفتكرت كل كلامه في الليلة دي بس في نفس اللحظة أفتكرت كل كلامه القاسي، وأفتكرت مشهد موت سليم قدام عيونها فدموعها نزلت وبصتله نظرة هو مفهمهاش ودخلت بسرعة وهو فضل واقف مكانه حاسس إن نظراتها حرقته من جوا، وكملت على الكسر اللي في قلبه.
راحت لأوضة زينب اللي كان حالها يلين الحجر، قربت منها وحطت إيدها على إيد زينب وقالت بوجع: ماما.
زينب مبتردش ولا بتتحرك حتى، فميرنا قلبها وجعها أكتر وقالت: أنا محتجاكي أرجوك خليكي معايا.
زينب مفيش منها أي ردت فعل فميرنا ضمتها لصدرها وفضلت تطبطب عليها لحد ما زينب نامت في حضنها كإنها هي اللي بنتها اللي كانت محتاجة حضن أمها عشان تنام بسلام.
خرجت ميرنا من الفيلا عشان تروح تجيب ملك بنتها بس لقت عمران لسه واقف مكانه فاتخطته لكن هو وقف قدامها وقال بحزن: البقاء لله.
ميرنا بحزن: ونعم بالله.
وأتحركت وكانت عايزة تمشي من قدامه فهو قال: ميرنا.
ميرنا بحدة: اسمي متنطقهوش على لسانك مرة تانية أنت فاهم.
عمران بحزن: سامحيني يا ميرنا أنا أسف.
ميرنا بصتله بكسرة وقالت: أعتقد إنك شايف حالتنا وشايف إني فقدت زوجي وأبو بنتي فمش محتاج إني أقولك تبعد عني وعن عيلتي.
مشيت خطوتين فأفتكرت كلام سليم فرجعت وقالت: أنا معرفشي حصل إية بينك وبين سليم لكن هو قالي وهو.....
وفجأة عيطت فهو قرب منها وقال بخوف: خلاص خلاص أهدى متعيطيش.
رفع إيده عشان يمسح دموعها لكن قبل ما يقرب منها هي بعدت وقالت بحدة: سليم قالي أطلب منك إنك تسامحه.
عمران بإستغراب: لية؟!
ميرنا: أنا نفسي معرفشي لكن لو هو يفرق معاك أرجوك سامحه عشان يرتاح، سامحه عشان خاطر ماما زينب أرجوك، مستعدة أعملك أي حاجة بس سامحه عشان يرتاح.
عمران بلهفة: أهدي يا ميرنا أنا مسامحه رغم إني معرفشي ليه قال كدا لكن أنا مسامحه دا ابن عمتي وكان في يوم من الأيام صديقي.
ميرنا مسحت دموعها وقالت: شكرًا بجد شكرًا.
عمران: متشكرنيش يا ميرنا أنا.....
ميرنا: مش عايزة اسمع حاجة بعد إذنك.
ومشيت من قدامه ودخلت فيلا والدها وأخدت بنتها وخرجت ورجعت تاني وضمت بنتها لصدرها بشوق كبير، وملك كأن الضحكة رجعت ليها تاني وهي بين إيدين مامتها.
بعد مرور شهرين كان عمران رجع فيهم سيناء تاني، وميرنا كانت بتحاول تخلي زينب تتكلم، وبقت مسؤولة أكتر وبتخلي بالها من كل اللي موجودين حواليها.
ــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــ
ميرنا دخلت أوضة زينب وقالت: ماما.
زينب مردتشي فهي قربت وقالت: ماما أرجوك أنا محتجاكي اووي تكوني جنبي وتدعميني، أنا مش عايزة أحس إني وحيدة كدا، عشاني قومي، طب عشان سليم.
زينب حركت عيونها ليها فميرنا حست بالأمل وقالت: ماما أنا عارفة إن الموضوع صعب اووي، أنا كمان موجوعة على فراقه بس أنتي أم أكيد الوجع عندك الضعف لكن أنا محتجاكي تمسكي إيدي ونسند بعض عشان خاطر ملك، دي كانت وصية سليم الأخيرة.
اتنهدت وقالت: ماما شوفي سليم في ملك وخليها تعوضك عن غيابه، دي ملك حتة منه وحفيدتك، أرجوكِ ملك محتجانا احنا الإتنين جنبها، أنا مش هقدر لوحدي ومحتاجاكي معايا.
باست إيدها وقالت: أنا كمان زي ملك محتاجة أمي، أنا محتجاكي يا ماما أنتي عارفة إني ملييش غيرك وإنك أنتي أمي الحقيقية، أنا نفسي تحضنيني وتاخديني في حضنك يمكن أرتاح شوية، محتاجة أبكي على صدرك وأنام في حضنك، بقالي شهرين بحاول معاكي وبحاول أتماسك لكن أنا محتجاكي وإلا هنهار في نص الطريق، أرجوكِ متسبنيش أنتي كمان زي ما سليم سابني.
ميرنا قامت من قدامها بعد ما فقدت الأمل إنها تتكلم ووقفت ولسه هتمشي لقت إيد مسكت إيدها جامد وسمعت صوتها وهي بتقول: ميرنا أنا جنبك يا حبيبتي.
ميرنا بصتلها بصدمة ودموعها نزلت وقالت: ماما حبيبتي أخيرًا أتكلمتي.
فزينب فردتلها درعاتها وقالت بدموع: تعالي في حضني يا ميرنا، تعالي يا بنتي.
ميرنا حضنتها جامد وهم الإتنين فضلوا يعيطوا وكأنهم بيخرجوا كل اللي كتموه وقتها من الصدمة.
من يومها وزينب رجعت تاني وبدأت تهتم بملك أكتر وتعلقها بيها بيزيد أكتر وشافت فيها فعلًا سليم ابنها اللي فقدته وميرنا وقفت على رجلها وبدأت تكمل اللي وقفته زمان ونزلت شغل في شركة والدها وسالم، وأهتمت بزينب وملك أكتر وحياتهم بقت شبه مستقرة.
وبعد مرور سنتين كاملين، في يوم ميرنا كانت واخدة أجازة من الشركة علشان هتنزل تجيب ملابس جديدة مع سلمى للولاد عشان مدارسهم.
ميرنا: يا بنتي أرحميني بقى مبقتشي قادرة أمشي.
سلمى: أنتي بتفرهدي بسرعة اووي دا يدوبك ١٠ محل ندخله.
ميرنا: ادعي عليكي بإية يا مفترية.
سلمى ضحكت وقالت: طب أدفعي بس عربية بنتك دي وأنتي ساكتة عشان ننجز دا حتى شوفي ملوكة بتضحك ومبسوطة إزاي.
ميرنا بصت لملك اللي في عربية البيبي وقالت: ملوكتي حبيبة مامي فرحانة وأنتي شايفة مامي متبهدلة كدا من عمتو.
ملك ضحكت أكتر فميرنا ضحكت وقالت: خلاص عشانك بس هسكت لعمتك.
سلمى: ميرنا تعالي ندخل المحل دا فيه فساتين حلوة اووي تعالي أجبلك واحد.
ميرنا بضيق: سلمى متحاوليش أنا مش هغير الأسود، فريحي نفسك وبلاش حركاتك اللي أنا حفظاها دي.
سلمى: يا ميرنا مرت سنتين كاملين وأنتي قافلة على نفسك حتى ماما حاولت معاكي كتير بس أنتي مش راضية، تم أنا أهو غيرت الأسود، الحزن في القلب يا ميرنا.
ميرنا: سلمى أنا غيرك أنتي مينفعشي تلبسي أسود عشان وجدي زوجك وأنتي مينفعشي تلبسي أسود أكتر من ثلاثة أيام لإن زوجك ربنا يطول في عمره عايش أما أنا أرملة أخوكي، وبعدين مش فارقة ألوان من الأسود وأنا مرتاحة كدا، وعارفة إن الحزن في القلب لكن أنا مرتاحة كدا وبعدين ما أنا بلبس وأنا راحة الشركة شمييز أبيض وفوقه الجاكت الأسود.
سلمى: والله!
ميرنا: أقفلي على الموضوع عشان ممشيش واسيبك.
سلمى: خلاص ماشي بس تعالي أجيب فستان ليا وخلاص يلا.
ــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــ
لسه هيدخلوا المحل سلمى خبطت في بنت فقالت بسرعة: أنا بعتذر مأخدتش بالي.
البنت رفعت ليهم وشها وقالت: لا ولا يهمك أنا كمان بعتذر.
سلمى بصت لميرنا بصدمة والبنت كمان، فسلمى قالت: فاطمة!
فاطمة بتوتر: ايوا.
سلمى ضحكت وقالت: إية دا متخيلتش أبدًا أشوفك هنا، هو مش أنتي المفروض من سيناء؟
فاطمة بصت لميرنا اللي بتبصلها وقالت: ايوا.
سلمى: أمال بتعملي إية هنا؟ هو عمران معاكي بقى على كدا صح؟ بس مقالشي يعني إنه هينزل، طب هو فين معاكي هنا؟
فاطمة لسه هترد لقت إسلام جاي من وراها وسائل بيبي على إيده وحاوطها من خصرها وقال: خلصتي يا حبيبتي أنا مستنيكي من ساعتها.
سلمى وميرنا انصدموا وسلمى قالت بإنفعال: إية اللي بيحصل دا؟ وأنت مين وإزاي ماسكها كدا؟
إسلام بص لميرنا وسلمى وقال: مين حضراتكم؟
سلمى: أنت اللي مين؟
ميرنا بهدوء: سلمى أهدي مينفعشي كدا خلينا نفهم.
ميرنا بصت لإسلام وقالت: دي سلمى بنت عمة عمران خطيب الأنسة فاطمة وأنا مدام ميرنا زوجة المرحوم سليم أخو سلمى.
إسلام أتصدم وقال: أنتي ميرنا؟!
ميرنا بضيق: مدام ميرنا لو سمحت.
إسلام: أنا أسف.
سلمى: ممكن بقى أفهم في إية؟ وأنتي مش المفروض خطيبة عمران.
إسلام أتوتر وكان عايز يخرج من الموقف بأي شكل بس فاطمة سبقته وقالت: دا إسلام زوجي ودا ابننا عمران الصغير، وأنا عمري ما.......
إسلام وقفها عن الكلام وقال بسرعة: فاطمة كانت مخطوبة قبلي ومحصلشي نصيب وهي دلوقتي مراتي في مشكلة؟
سلمى وميرنا اتحرجوا فميرنا قالت: احنا بنعتذر لحضراتكم على سوء الفهم دا، هي بس سلمى أستغربت لإن عمران مقالشي أنه فسخ خطوبته.
إسلام: حصل خير بعد إذنكم.
مشي وسابهم في حيرتهم وسلمى قالت: إزاي حصل كدا؟ وبعدين ما هو كلمنا كتير وعمره ما قال إنه فسخ خطوبته، وكنت كل إنا أقوله هتتحوزوا امتى يقولي ربنا يسهل.
ميرنا: ملناش دعوة يا سلمى كل واحد حر في حياته يا حبيبتي ويلا عشان نخلص من الشوبنج دا عشان أنا تعبت وكمان ملك نامت.
سلمى: تمام يلا.
ـــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ
ميرنا كانت واقفة مستنية سلمة تخلص وبتفكر في الموضوع وفجأة لقت فاطمة قدامها فأستغربت وقالت: حصل حاجة تانية حضرتك؟
فاطمة مسكت إيد ميرنا تحت إستغراب ميرنا وقالت: أنا أسفة إني يومها مقولتلكيش الحقيقية وشاركت إسلام وصاحبه عمران في خطتهم وضاع من عمركم سنتين وأنتم كدا.
ميرنا بذهول: أنتي بتقولي إية؟ وخطة إية؟ أنا مش فاهمة حاجة.
فاطمة بهدوء: ميرنا أنا عمري ما كنت خطيبة عمران، أنا كنت خطيبة صاحبه إسلام وعمران قال في اليوم اللي جالكم فيه كدا عشان يخليكي تكرهيه وتبعدي عنه لكن هو بيحبك اووي ولحد دلوقتي عمره ما فكر في غيرك وبيتعذب كل لحظة عشانك وبسبب حبه ليكي، بقاله سنتين بيعاندي من بعدك وبيعذب نفسه عشان مقدرشي ياخدك من الكل، ومقدرشي يوقف كل حاجة.
ميرنا بصدمة: أنت بتقولي إية؟
فاطمة: ايوا يا ميرنا عمران بيحبك اووي وكل اللي عمله فيكي كان غصب عنه عشان خاطرك أنتي.
ميرنا الكلام نزل عليه مثل الصاعقة فقالت بصوت بتجاهد إنه يخرج: مستحيل؟؟؟!


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close