رواية عاصفة الحب الفصل الحادي عشر 11 بقلم سهام صادق
الفصل الحادي عشر
_ رواية عاصفة الحب.
_ بقلم سهام صادق
أحتضنت وسادتها تبكي آلما وقهرا بعدما استمعت له.. استمعت إلى تبريره لتلك الزيجه.. زيجه لا تعلم ماذا تجعلها تحت أي بند مصلحه ام معروف كما أخبرها.
مسحت دموعها پعنف من فوق وجنتيها تهتف لنفسها
_ كفايه ضعف يازينه.. كفايه ديما تكوني على الهامش
وعنفت قلبها وهي ټضرب بيدها على موضعه
ليه ديما بترسم احلام.. اه الحلم طلع تاني وهم وكابوس بس المرادي صعب اوووي
كان يقف بجانب غرفتها يستمع لحديثها مع حالها ودموعها تنغرز بقلبه... لم يكن يوما قاسېا دون مشاعر رغم عدم فهمه للغه الحب والمحبين ولكن كان ابنا بار وشقيق حنون
ومعها تحول لأكبر جلاد قاسې
و جدها تندفع من الغرفه تصرخ به
انا عايزه امشي من هنا.. رجعني البلد.. مش عايزه اعيش مع انسان كدب زيك
فتجمدت عيناه من أثر كلماتها
_ زينه
فدفعته بقبضتي يداها
_ انت كدب.. انت طلعت أبشع من مازن
لم يشعر بنفسه الا وهو يحكم حصارها متمتما
اسمه لو سمعته على لسانك تاني متلوميش غير نفسك.. ومافيش خروج من البيت ده
فتملصت من حصاره بقوه لا تعلم من أين أتت
_ همشي من هنا مش هتقدر تمنعني... طلقني
وعندما وجد الأمر لا يزداد الا سوء بينهم.. ألتف بجسده يمسح على وجهه بأرهاق
_ هتطلقي بعد أقل من أسبوعين من جوازنا
فسقطت دموعها بعجز حقيقي.. وافترشت الأرض ټدفن وجهها بين راحتي كفيها
ليه عملت فيا كده عشان ماليش أهل يسألوا عليا وياخدوا حقي منك
فتنهد بفتور وهو يراها بتلك الحاله وجثي على ركبتيه أمامها
زينه مجرد وقت وهطلقها.. الجواز صوري ومؤقت لو مكنتش عايزك مكنتش خليتك مراتي من اول ليله بينا...
فرفعت عيناها نحوه پضياع
كنت بتعاملني بحنيه عشان احساسك بالذنب.. كنت فاكره أن ده حب بس طول عمري هبله
ونهضت من أمامه تجر حالها بضعف.. لتبحث عن هاتفها كي تهاتف نجاة تأتي لأخذها... فهي لا ترى نجاة الا أما لها رغم أن أعمارهم متقاربه
...........
كانت نجاة تغلق الباب بوجه إحداهن أتت لخطبتها لزوجها الذي يبلغ من العمر خمسون عاما ولكنه أراد الزواج من أخرى... والزوجه أتت متطوعه وأسندت ظهرها على الباب تضحك
يعني عشان مطلقه خلاص أرضى بأي جوازه.. انا ولا على عايزه اتجوز ولا نيله يسبوني بس في حالي
وسمعت صوت رنين هاتفها فأسرعت نحو الهاتف لعلها تكون زينه فتخرج همها معها وقبل أن تهتف زينه بشئ هتفت نجاة تشكو لها عما حدث معها منذ قليل
كويس
انك اتصلت بيا يازينه دلوقتى... اكيد حسيتي ببنت عمتك.. شوفتي الست مديحه مرات فتحي الجزار جايه تطلبني لجوزها
وتابعت بضيق دون أن تترك لزينه مجال للحديث
لا وتقولي لازم توافقي بأي حد هو انتي هتتشرطي زي البنات
وزفرت نجاة أنفاسها
هنفضل عقول متخلفه لحد امتى... عشان أطلقت خلاص ماليش فرصه اني اتجوز انسان يحبني واحبه
كتمت صوت بكائها وهي تسمعها.. لتعض على كفها حتى لا تخرج اهاتها وتسألها نجاه عن الأمر.. فقد حصلت على الاجابه التي خشيت منها ستأتي لها تلك المره مطلقه
زينه انتي معايا.. روحتي فين.. طمنيني عليكي
فتمالكت حالها بصعوبه ومسحت دموعها
انا معاكي اه... نجاة هتصل بيكي بعدين عشان شكل فريد رجع من بره
نطقت أسمه بآلم وبصوت خاڤت
_ زينه انتي كويسه.. اصل صوتك كأنك معيطه
فأبتمست بشحوب وهي تخترع كذبه أخرى
_ لا بتهيألك ده دور برد مش اكتر
فضحكت نجاة ومازاحتها قبل أن تغلق معها
_ ابقى تقلي في الهدوم يازوزو
وانتهي الحديث بينهم الذي بدء بشكوى نجاة وانتهي بمزاحها
لتنظر لهاتفها بصمت
.............
دلف إليه أحمد ببعض الأوراق.. ليجده جالسا يخفض رأسه نحو طاوله مكتبه.. وقد تبدلت ملامح وجهه فأقترب منه وقد فهم ما يمر به
عرفت مش كده
فرفع فريد عيناه نحوه مشيرا له بالجلوس
_ جهزت كل حاجه
فجلس أحمد زافرا أنفاسه ببطئ
_ مكنتش عايز تتجوز ومره واحده بقيت زوج لاتنين
اراد ان يمازحه ولكن مع جمود ملامح فريد أدرك أنه قد أخطئ
..............
اقتربت منها امينه بحنان حتى تضمها بين ذراعيها..ولكنها لم تتلقى منها إلا البعد فأخفضت عيناها أرضا
انا بعتبرك زي بناتي يازينه.. صدقيني يابنتي عرفت بعد ما كان حصل اللي حصل.. ولولا وعده ليا انه مجرد وقت والحكايه تنتهي لكنت مقبلتش ده عليكي ابدا
كانت تسمعها زينه بقلب مجروح.. عروس في اوهج ايام سعادتها تكتشف زواج زوجها من أخرى.. وعندما وجدت امينه عدم رغبتها في الحديث معها.. نهضت من جانبها تسير ببطئ تتحامل على قدميها ولكن ارتسمت السعاده على ملامحها وكل يوم تكتشف انها أحسنت الاختيار فيها
_ أنتي مالكيش ذنب ياماما
فألتفت امينه نحوها تفتح لها ذراعيها.. فلم ترفض زينه دفئ احضانها وبكت بين ذراعيها متآلمه
_ ابنك ظلمني انا في طريقه.. لو ليا خاطر عندك خليه يطلقني
فأبتعدت عنها امينه تكتم صوت شهقاتها
.............
تتبعت كاميليا ابنتها وهي تتساءل
_ أحمد اخباره ايه ياسهر
لتتجمد سهر في مكانها وقد بدء اسم أحمد يتردد على لسان والدتها منذ عرس فريد وتسألها عن سبب طلاقه وان تلك التي كانت زوجته لم تكن تليق به.. القلق بدء يقتحم قلبها.. وألتفت ببطئ حين تسألت
_ سهر انتي سمعاني.. مالك وقفتي متخشبه كده
فأبتلعت لعابها وهي تتفرس ملامح والدتها
ماما في ايه.. بقيتي تسألي عن أحمد كتير زي زمان قبل ما يتجوز
فأبتمست كاميليا بحبور
ما انتي عارفه غلاوة أحمد عندي.. بس كنت زعلانه منه شويه بسبب جوازته
وتابعت بمكر
ونظرتي طلعت في محلها
فضحكت سهر وهي تقترب منها ټحتضنها وتبعد فكرها عن ذلك الحديث
والله ياكوكو انتي مافيش منك.. أم مصريه عظيمه أعظم عظمات الستات
لتزيحها كاميليا عنها وانحنت تلتقط نعلها هاتفه بوعيد بعد أن فرت سهر هاربه
_ طب انا هوريكي العظمه الحقيقيه
............
وقفت بعيدا تطالعهم حول والدتهم ملتفين نحوها بقلق.. لينظر نحوها فريد بنظرات لائمه
فحدق بهم فارس بعد أن أجمع أغراضه الطبيه ثم خرج من الغرفه مشيرا لفريد بحركة عيناه أن يتبعه
فريد حاول تبعدها عن المشاكل ديه.. انت عارف انها مبقتش تستحمل الزعل
فتنهد فريد بأرهاق..لتخرج زينه إليهم تجفف دموعها بيداها تنظر لفارس بأسف
_ مكنش قصدي ازعلها
فطالع فارس شقيقه بعتاب عما فعله بها...ولكن عندما وجد نظرات شقيقه معلقه على زوجته لم يجد مايقوله وانصرف عائدا لغرفة والدته نادما انه لم يقبل عرض شقيقه في الزواج من نادين
...............
أتى يوم العرس الذي كان يعد خطواته فيه وكأنه شئ مدروس.. وقف يهندم نفسه أمام المرآة بحلته السوداء.. أصر أن يكون العرس عائلي بعض الأقارب لأكثر.. نادين كانت مثله تمثل كل شئ بعنايه وكأنها حقا عروس لم يعلم حقيقه تلك الزيجه الا أشخاص معدوده لا تخرج من إطار منزله ومن ضمنهم أحمد
شعر بأنفاسها داخل الغرفه تطالعه بآلم وحسره وهتفت بصوت قد بح من أثر البكاء
_ مبروك
واختفت من امامه ليلحقها زافرا أنفاسه بقوه
_ زينه انا شرحت كتير ووعدتك مجرد وقت
فأزاحت يداه بعيدا عنها
يوم ما هطلقها هتطلقني معاها يافريد باشا
وابتعدت عنه تداري عيناها الباكيه تتمنى لو كان كل ماحدث مجرد كابوسا
............
نظرت كاميليا إلى شهد التي تمددت على فراشها تعبث بهاتفها وتلهي نفسها قليلا
_ ياسلام على الروقان والانسجام
واقتربت منها تدفعها كي تنهض
_ قومي البسي يلا عشان نحضر فرح ابن خالتك
فأستنكرت شهد الحديث بضيق
انا قولت رأي فرح مش هروح... انا فريد ده خلاص ضمته ضمن القايمه السوده عندي
وتابعت بضيق وهي تلوي شفتيها غير مصدقه أن
تلك النذاله تخرج منه هو
_ فريد يعمل كده عقلي مش قادر يصدق
لتمتعض كاميليا من حديثها
عمل ايه ابن خالتك لكل ده.. قومي يلا عشان نكون معاه النهارده
فأحتدت عين شهد پغضب
_ قولت مش هروح
ونهضت من فوق فراشها.. تلتقط ملابسها
_ انا رايحه اقعد مع زينه
وضړبت كفوفها بعضهما حانقه
_ سهر عندك لازم تروح مش مديرها في الشغل
...........
أبتسمت أمينه لقدوم ابنه شقيقتها اليهم .. لم تذهب امينه للعرس حتي لو بدأت تتفهم الامر .. لتنظر زينه نحو شهد التي أقتربت منها ټحتضنها دون كلمه .. فطالعتها أمينه محركه لها رأسها بأن تخفف عنها ولم تجد شهد الا ان تخترع مواضيع بعيده تجلب السرور حتي لو كانت أحدي مغامراتها المخجله ..ضحكت زينه رغما عنها
ورغم انها تشعر بقبضة قوية تعتصر قلبها كلما تذكرت ان اليوم عرس زوجها
لاا انتي تدفعي فلوس ياخالتو علي الضحك ده
فوضعت امينه يدها علي قلبها من كثرة الضحك
ده انتي طلعتي مصېبه ياشهد
لتنظر شهد الي زينه التي ترسم علي شفتيها أبتسامه بسيطه ولكن عقلها ليس معهم
انتي ياهانم ..مش هتدفعي فلوس انتي كمان
فأنتبهت زينه لها
كنتي بتقولي حاجه ياشهد
لټضرب شهد كفوفها ببعضهما بيأس مصطنع .. وامينه تنظر نحوها بآلم
لا ده انتي مش معانا خالص
وبدأت زينه تشعر بالاختناق فنهضت من جانبهم
انا هدخل اعمل حاجه نشربها
رغم وجود المشروبات أمامهم وان من صوت واحد كانت ستأتي الخادمه الا انهم فهموا سبب أبتعادها
فأقتربت شهد من خالتها تعاتبها
ازاي ياخالتو تسمحيله يعمل كده .. انتوا مش شايفين كسرتها
فلمعت عين امينه بالدموع وبدأت تقص لها حكايه تلك الزيجة وهي تعلم أن شهد ستصون ذلك السر الذي لا يعرفه الا من يثق بهم فريد
............
لا يعلم لما شرد بها في وسط عتمته المظلمه تذكر ابتسامتها ولمعت عيناها رغم بساطة كل مافيها الا انها اعجبته بل حركة جزء الجليد الذي داخله وتنهد يوسف بفتور ورفع مشروبه الساخن الذي يتصاعد أخبرته وبدء في ارتشافه ببطئ يفكر في حكايته معها.
..............
طالعها وهي تهبط من أعلى بملابس مريحه بعد أن أزالت فستان الزفاف عنها.. واقتربت منه وعلى وجهها معالم السعاده
_ انت لسا هنا ليه.. روح لمراتك
فأحتار فريد في أمرها فمهما كان من حقيقه يعلمونها فهي أنثى هل تستقبل ذلك الشئ على حالها وفي أول يوم وابتسمت عندما لاحظت تحديقه بها
متستغربش انا عندي شعور برضوه.. بس مش باخد حاجه مش ملكي.. هفضل طول عمري ممتنه لشهامتك معايا
ورمت نفسها بين أحضانه تعبر له عن شكرها
_ اتمنى تعتبرني زي سلمي مع انها مش طيقاني
وتذكرت نظرات سلمي لها اليوم وابتعدت عنه.. ليضحك وهو يشعر وكأنها بالفعل شقيقه أخرى له
_ اكيد يانادين هعتبرك زي سلمي وإيمان
وابتسم وهو ينظر للوقت في ساعه يده
_ هاجيلك الصبح بدري.. لو احتاجتي حاجه كلميني
لتشير إليه انها ليست بحاجه لشئ.. وغادر وهو يشعر بالراحهويغلبه الشوق بمن أصبحت تأخذ الصمت تعبيرا عن آلامها فباتت تؤلمه أكثر
السكون عم المنزل الكبير بعد أن رحل فهوت بجسدها على أقرب اريكه ټدفن وجهها بين كفيها تبكي من شدة الآلم.. بكت وبكت وهي تحرر نفسها من قسۏة وسجن والدها
اختار لها الزوج كما اختار كل شئ بحياتها... الشئ الوحيد الذي اختارته كان اختيار قلبها ولكن أمام قانون عدلي الزيات لابد أن تخضع
ولم تشعر بنفسها إلا وهو تتكور على حالها فوق الاريكه تحتضن جسدها بذراعيها
..............
بحث عنها في أرجاء الشقه ليجدها مظلمه لا أثر لها فيها.. شعر بالاختناق وفكره واحده تراوده.. وهبط نحو شقة والدته يتمنى أن يجدها معها ولم يخيب أمله
حيث طرق بخفه على باب غرفة والدته فوجدها تجلس على فراشها تتلو بعض الآيات وزينه جانبها غافية بعمق.. فطالعته بملامح مبهمه وصدقت
_ جيت وسبت عروستك
فأقترب منها وانحنى نحو جبينها يلثمه
_ أنتي برضوه كمان ياامي
فتنهدت بحزن وطالعت زينه بحنان
بحس بالذنب يابني عشانها...لو كنت سيبتك انت تختار يمكن كنت تقدر تلاقي حل من غير چرح.. القلب لما بيحب بيخلق كل الحلول عشان ميجرحش اللي بيحبهم
فأشاح عيناه وهو يعلم أنه كان من الممكن أن يبحث عن حلا آخر.. ولكن لحظتها لم تكن زينه الا فتاه تم اختيارها لتكون زوجه له.. حتى الآن لا يفهم مشاعره نحوها رغم أن شئ داخله بدء يتغير
ومال نحوها يحملها.. لتهتف امينه
_ سيبها نايمه عندي يابني..بلاش تقلقها
فحملها بأصرار واتجها خارج غرفة والدته
_ تصبحي على خير ياأمي
سطحها على فراشهما وظل مائلا عليها يتأملها..هناك جانبا خفيا تجذبه به لا يعلم ماهو ولكنه شعورا جميلا..
تلملمت علي الفراش قليلا.. فأبتعد عنها يبدل ملابسه وخرج من الغرفه يجلس في ركن منعزلا في الظلام شاردا
ومع مرور الوقت نهض من جلسته ليتمدد جانبها على فراش مشتاقا إليها.. فمنذ ذلك اليوم الذي عرفت به أمر زواجه الآخر أصبحت تعامله كالاغراب
مد
كفه نحو وجهها يداعب ملامحها بصمت إلى أن اغمض عيناه وغفي... ففتحت عيناها وهي تطالعه كيف يغفو جانبها.. لتبكي على حالها
..............
أصبح خبر زواجه منتشر بالوسط.. الاسم كان يتصدر إحدى صفحات الجرائد.. فأبنه عدلي الزيات أصبحت زوجه
لفريد الصاوي.. لم تكن تلك الفعله الا فعلت عدلي فيكفي انه تقبل أن تكون ابنته زوجه ثانيه..
اڼصدمت نادين من الخبر الذي يتصدر الصفحه الاولي في تلك الجريده التي تعرف صاحبها حق المعرفه فهو صديق الدها وكيف لا يجامله بهذا الأمر...وأرتبكت من نظرات فريد إليها بعد أن أنهى مكالمته مع والدته التي عاتبته.. فلا أحد يعلم بزينه الا المقربين منهم ولكن الان بالنسبه لاسم ابنها في عالم الأعمال زينه أصبحت الزوجه المخڤيه ونادين هي من احتلت تلك الوجها الاجتماعيه
_ انا اسفه يافريد.. اكيد بابا اللي عمل كده
تحرك من أمامها زافرا أنفاسه بحنق..فلحظة شهامه منه وضع نفسه بين متاهات لاول مره لا يعرف كيف سيخرج منها
ورفع هاتفه سريعا يعاود الاتصال بوالدته
_ امي حاولي أن زينه متشوفش الخبر
فأطلقت امينه زفرة قويه وهي تطالع زينه الواقفه بالمطبخ مع الخادمه تعد طعام الفطور معها غير دارية بالخبر الآخر
.................
قضمت نجاة من اللقمه التي بيدها ثم ارتشفت كأس الشاي خاصتها وهي تطالع الجريدة التي اشترتها قبل ذهابها للمدرسه حتى تسلي نفسها في الحصه الفارغه التي لديها بحل الكلمات المتقاطعه.. أنهت حل الكلمات كما أنهت وجبتها الخفيفه لتقلب في صفحات الجريدة فأتسعت عيناها من الخبر الذي لا تعرف كيف لم تراه وتنتبه اليه ولكن منذ متى وهي تهتم بمطالعه أخبار مشاهير المجتمع..
قذفت الجريدة من يدها وألتقطت هاتفها سريعا وبدأت تفهم حالة ابنه خالها الايام الماضيه
كانت تسير بالممر الخارجي دون هواده
ردي يازينه... ردي
............
ابتسمت امينه بمحبه بعد أن ناولتها زينه دوائها.. لتقترب الخادمه بالهاتف الذي لم يتوقف عن الرنين
ست زينه تليفونك بيرن
فألتقطت زينه الهاتف منها لتنظر إلى اسم نجاة وتطالع امينه التي تبدلت ملامحها پخوف ولكنها اطمئنت عندما هتفت بأسم المتصل
_ ديه نجاة هخرج اكلمها ورجعالك ياماما
فأرتخت امينه برقدتها تتمتم
_ روحي يابنتي وسلميلي عليها
واتجهت للخارج.. ليصدح صوت نجاة عاليا
مبترديش عليا ليه يازينه.. عملوا فيكي ايه قوليلي.. اتجوز عليكي وانتي لسا قاعده في بيتهم
فسقطت دموعها بعجز فأين ستذهب لن تجعل ألسن الناس تصل لابنة عمتها وهم يرونها عائده إليها بعد زواج دام أكثر من أسبوعين..
خالها حين هاتفته أخبرها أن مدام زوجها مقتدرا من حقه يفعل مايريد وأنه لا يستطيع تحمل عبئها الان لو صارت مطلقه فمن سيرضى الزواج بها ولم تكمل شهرا واحدا وتم طلاقها..
عمها لا تستطيع الوصول إليه وحتي لو تواصلت هل تذكرها يوما
.. أمواج عتيه هي داخلها وقلبها عاد ېنزف من جديد
_ زينه انتي سمعاني.. حضري شنطة هدومك انا جايه اخدك
فأبتمست بحب وهي تمسح دموعها
نجاة هرجعلك بعد أقل من شهر مطلقه وأهل القريه يانجاة.. مش هشيلك همي تاني انا هعرف اتصرف متقلقيش
فتمتمت نجاة پغضب
مالكيش دعوه بالناس وحد انا معاكي... انا هبيع البيت في القريه ونشوف اي شقه في حته معقوله
لتهتف زينه بلهفه
لا يانجاة اوعي تبيعي البيت اللي ليكي فيه كل ذكرياتك... هجيلك آخر الأسبوع زياره عشان نتكلم
وبعد عناد رضخت نجاة للأمر منتظره قدومها
وألتفت زينه عائده لغرفة امينه لتتفاجئ بسلمي خلفها
_ انا عندي ليكي الحل يازينه
............
اتسعت عين احمد وهو يجلس مع احد أصدقائه.. لم يمر أسبوعان على انتهاء عدتها منه لتظهر مع رجلا اخر... ضحك بتهكم وهو يتذكر كلماتها انها كانت ضحېة أهلها ولكن أين العشيق الذي خانته معه... فالرجل الذي معها يعرفه تماما لم يكن الا صيدا نافعا قد تعرف عليه مع فريد في احدى الحفلات الخاصه بشركته
لاحظ صديقه شروده على الطاوله التي ينصب عيناه عليها..
فألتف قليلا ينظر إلى ما يحدق به ثم عاد يطالعه
_ مش اول واحد تطلق مراتك يااحمد.. شوف حياتك انت كمان
..............
شعرت به ليلا يمسح على وجهها بحنان..تعلم أنه لا ينام إلا بالمنزل ولكن طيله اليوم لا تراه.. سقطت دموعها دون اراده منها على كفه وهي تتذكر الخبر الذي بحثت عنه بعدما أخبرتها نجاة به
_ زينه مالك..بټعيطي ليه دلوقتي
ففتحت عيناها بآلم.. فلمساته ټحرقها وكبريائها يؤلمها .. وهو يسألها عما بها دون رحمه وأعتدلت في رقدتها لتشيح عيناها بعيدا عنه
لو سامحت ابعد عني.. مش عايزه حاجه غير اني ابطل اشوفك كلماتها اصابته بعمق ولكن يعرف انه استحقها ونهض من فوق الفراش مطالعا الغرفه التي نقلت كل حاجتها فيها
حاضر يازينه
وقبل أن يترك لها الغرفه هتفت بجمود
_ انا عايزه اروح البلد أزور نجاة
..........................................
هتف عدلي بأستنكار وهو يطالع ابنته
_ سابك بعد يوم واحد جواز ونزل شغله
ودب بعصاه على الأرض بجمود
اوعي تكوني حكتيله عن الواد الجربوع اللي كنتي بتحبيه وعايزه تتجوزيه
لتتقلص ملامح وجهها
بآلم من ذكراه ومع صمتها وهروبها من نظراته علم انها بالفعل قصت لفريد عن حبها لذلك الشاب.. وتجمدت عيناه عليها وبدء يرسم الخيوط بعقله هاتفا پحده
عنده حق ما يبصش في وشك ياغبيه
ونهض يجذبها من ذراعها بقوه يطالعها بتلك النظرات التي دوما ارعبتها ولكن
_ عدلي باشا.. ما اظنش انه يصح تمد ايدك على مراتي
قالها فريد پحده واقترب منهم.. فألتفت نحوه نادين خائفه.. فهو إلى الآن لا يصدق انه قاسې لتلك الدرجه مع ابنته الوحيده
فضحك عدلي بقوه
ده انت لو تعرف انا بعاقبها ليه يافريد كنت فرحت.. كل ده عشانك انت
فألتقت عيناه ب نادين التي وقفت صامته تنتظر العقاپ من والدها
_ نادين اطلعي على اوضتك
وفور أن ابتعدت عنهم.. اقترب منه عدلي يسأله بمكر
الوالده مش هتيجي تبارك لعروسه ابنها ولا ايه يافريد... بنت عادلي الزيات مش اي حد !
.............
ابتسمت امينه بمحبه وهي تجد سلمي وفارس يتجاذبون الحديث مع زينه دون حواجز.. رغم آلمها وهي ترى مقعد فريد فارغ الا انها سعيده بأنها اختارت زينه زوجه لابنها
ضحكت زينه معهم وهي لا تشعر بشئ الا القهر الذي تخفيه.. ولكن ما اكتشفته اليوم طيبة تلك العائله ووقوفهم جانبها فلن تنسى موقف امينه ليله العرس ورفضها الذهاب رغم أنها تعلم أن فريد لديها شيئا آخر الا انها حافظت على مشاعرها
ليسمعوا صوت نحنحه رجوليه
_ مساء الخير..